الساعة

(التعاون الخليجي) المنفذ المائي .. يتحول إلى تجمع

17/07/2011


مركز الرأي للدرسات
اعداد : د. صالح لافي المعايطة
تموز 2011

تعيش منطقة الشرق الاوسط وتحديدا المنطقة العربية تحولات وتطورات سياسية واقتصادية وامنية واجتماعية متلاحقة حيث اصبح مايسمى مرحلة الربيع العربي وهذه التحولات ادت الى مراجعة شاملة لدى بعض الانظمة الحاكمة في مجال الادارة والتخطيط وحرية التعبير واعادة النظر في مفهوم الديمقراطية وتوزيع مكتسبات التنمية واعطاء المجال للمشاركة في صنع واتخاذ القرار .
ورافق هذا التحول متغيرات امنية واختلال في ميزان القوى بعد سقوط العراق وظهور ايران كقوة اقليمية مؤثرة وتفوق اسرائيل وتحديات البرنامج النووي الايراني وتراجع دور مصر الاقليمي والدولي وتردي الاوضاع في اليمن وسوريا واتساع نطاق وتأثير جماعات العنف والارهاب وتقاطع المذهبيات والايدولوجيات مع الاهداف والمصالح الوطنية .
من هنا جاء التفكير الاستراتيجي لقادة دول مجلس التعاون في مجال البعد الامني ومتغيرات البيئة واختلال ميزان القوى بوجود دول اخرى تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي لتحقيق التكامل الاقتصادي وتعويض ضعف جامعة الدول العربية وقد يساعد انضمام دول مجلس التعاون الخليجي في حماية المنطقة امنيا وعسكريا وسياسيا بدلا من الاتكال على التحالفات الغربية كما ان انضمام دول جديدة سيزيد من حضور مجلس التعاون على المستوى الدولي والاقليمي وخصوصا في مجال السياسة والمؤتمرات والندوات وقضايا الارض والبيئة السكان وخصوصا القضية الفلسطينية.

مجلس التعاون لدول الخليج

هي منظمة اقليمية عربية مكونة من 6 دول اعضاء تطل على الخليج العربي هي : دولة الامارات,البحرين,السعودية,سلطنة عمان,قطر , دولة الكويت, وقد تم توقيع على وثيقة اعلان قيام المجلس في قمة وزراء خارجية الدول الست في الرياض في 4 فبراير, شباط 1981 .
ومجلس التعاون هي منظمة سياسية اقتصادية ترتبط شعوبها بتقاليد تراثية وتاريخية مشتركة ونسيج اجتماعي متداخل وانظمة سياسية متباينة ويتكون المجلس من الاجهزة التالية:

المجلس الاعلى: ويتكون من زعماء الدول الاعضاء ورئاسة دورية وتكون حسب الترتيب الهجائي للاعضاء واجتماعاته العادية سنوية

المجلس الوزاري: ويتكون من وزراء الخارجية للدول الست او من ينوب عنهم من الوزراء وتكون رئاسته للدول التي تولت رئاسة الدورة العادية الاخيرة للمجلس الاعلى واجتماعاته العادية كل ثلاثة اشهر

الامانة العامة: وهي الجهاز المسؤول عن العمل الاداري وتتكون من امين عام يعينه المجلس الاعلى من مواطني دول مجلس التعاون لمدة 3 سنوات قابلة للتمديد مرة واحدة .

هيئة تسوية المنازعات: تشكل من غير اطراف النزاع ولا يقل عددها عن 3

معطيات وقدرات دول مجلس التعاون الخليجي

تمتع دول مجلس التعاون بامكانيات كبيرة ومميزة على صعيد الموقع والاقتصاد والاستقرار السياسي والاجتماعي بعد الاحداث الاخيرة التي اجتاحت معظم الدول العربية حيث اصبح دور دول مجلس التعاون الخليجي واضحا ومميزا في مجال مبادرات التوافق وحل النزاعات الداخلية لبعض الدول مثل مبادرة حل الازمة الامنية والوساطة بين اطراف النزاع في السودان اضافة الى دور المجلس في اعادة ترميم دول الاعتدال العربي التي فقدت عنصر مهم ورئيسي بتغير النظام العربي .

ومن هنا لا بد من اخراج منظومة الخليج العربي من الخير الجغرافي المكاني ما بين بحر العرب والبحر الاحمر الى خير عربي شامل اضافة الى ان الاحداث المتسارعة ربما كانت مسببة ومعجلة لتوسيع الدائرة المستقرة في الوطن العربي وتثبيت مناطقها الجغرافية لتصبح(الخليج العربي+2 )
اما قدرات وامكانيات دول مجلس التعاون الخليجي فسوف اتوقف عندها من خلال الحقائق المعطيات التالية وبالارقام :
تبلغ مساحة دول مجلس التعاون الخليجي 2,058 مليون كم مربع اي ما يقارب 15 % من مساحة الوطن العربي
ويبلغ عدد سكانه حسب احصائيات 2009 حوالي 42 مليون نسمة ويبلغ معدل النمو السكاني حوالي 4,4%
الناتج الاجمالي لدول مجلس التعاون الخليجي يصل الى800 مليار دولار سنويا ويبلغ معدل الدخل السنوي للفرد 25 الف دولار .
يصل انتاج دول مجلس التعاون الخليجي الى حوالي 15 مليون برميل وتشكل السعودية لوحدها حوالي 10 مليون برميل يوميا ، ويقدر الاحتياط النفطي في منطقة الخليج 500 مليار برميل اي ما نسبته 41% من الاحتياط العالمي .
تحتوي منطقة الخليج العربي حوالي 42 الف مليار متر مكعب من الغاز اي ما نسبته 23% من الاحتياط العالمي .
و تحتل دول مجلس التعاون الخليجي حاليا مراكز متقدمة في مؤشرات تحسن بيئة الاستثمار والحرية الاقتصادية والتنافسية العالمية فتحتل الامارات المرتبة 25 والسعودية المرتبة 27 عالميا في مجال الاستثمار والتجارة .

انضمام الاردن عبء ام قيمة .....؟

الفوائد التي ستجنيها دول مجلس التعاون

تعتبر العلاقات الاردنية الخليجية غير قابلة للتراجع والركود او الاحباط بسبب روابط الدم والنسب وامتداد العشائر والقبائل لان معظم القبائل العربية الموجودة في دول الجوار الجغرافي جاءت من الجزيرة العربية
و كانت شروط العضوية للانضمام هي ان تكون للدولة منفذ مائي على الخليج العربي اما اليوم فقد تغيرت الشروط وتغيرت المعطيات وصار ان بالامكان الحصول على منفذ سياسي لا مائي فقط .
و الاستفادة من انظمة تقنيات المعلومات حيث يعتبر من الدول المميزة والمصدرة للانظمة والبرمجيات الحديثة .
و الاستقرار الامني والسياسي في الاردن بالاضافة الى الاحتراف العسكري في مجال التدريب والتنظيم والادارة والتجانس بين جميع شرائح المجتمع بسبب خلو المجتمع الاردني من الاثنيات والايدولوجيات المتطرفة.

و انضمام الاردن الى دول مجلس التعاون الخليجي قد يخلق محورا من التأثير الجيوسياسي في منطقة الشرق الاوسط اضافة الى انضمام الاردن الى معظم منظومات الاقتصاد والتجارة العالمية وشراكة الاردن في منظمة التجارة الحرة واتفاقية التجارة مع الولايات المتحدة سيجعل من الاردن لاعبا رئيسيا على الخارطة الدولية .
وفي حالة انضمام الاردن الى دول مجلس التعاون الخليجي سيمكن هذا دول مجلس التعاون من الاستفادة من الاستثمارات الاجنبية المباشرة في الاردن ويشجع دول مجلس التعاون على الاستثمار في الزراعة في الاردن والتي تساهم في اكثر من 16% من الناتج المحلي وتوظف اكثر من 42% من القوى العاملة وهذا يجعل من المجلس كيانا صلبا بالتقارب الجغرافي والاجتماعي والاقتصادي والسياسي .
و في حال انضمام الاردن الى دول مجلس التعاون سيتحول اقتصاد هذه الدول من اقتصاد غير متنوع الى اقتصاد متنوع .

السلبيات على دول مجلس التعاون الخليجي

الاردن يستورد 97% من احتياجاته من الطاقة وهذا يشكل ضغطا كبيرا على دول مجلس التعاون لاعطاء الاردن اسعار تفضيلية .
ودول مجلس التعاون غنية بالنفط وتمتلك مساحة اكبر وسكان اكثر ولا تواجه عجز مالي ومعدل دخل الفرد عالي جدا وبالمقابل الاردن دولة فقيرة بالنفط ومساحة وسكان اقل ويواجه عجز مالي كبير ومعدل دخل نقدي جدا وتعاني من مديونية خارجية تصل الى 12 مليار دولار وتصل حصة الدين العام الى 63% من الناتج المحلي الاجمالي .
وواردات الاردن من الغاز المصري تبلغ 6,8 مليون متر مكعب يوميا ويشكل 80% من حاجته لتوليد محطات توليد الكهرباء .
بعض الاصوات في دول مجلس التعاون تنادي بالتريث الان على الرغم ان الانضمام يضيف عمقا استراتيجيا لمجلس التعاون الا انه يضر بتركيبة المجتمعات الخليجة الاجتماعية والثقافية .
افرازات الاحداث المتلاحقة في العالم العربي وانهيار الانظمة التي كانت تشكل العمق الاستراتيجي لانظمة الخليج والمنطقة كمصر وكانت الخط الاول في التصدي للقضايا المشتركة مع الخليج .

اعتقد ان دول الخليج تبحث عن دول فاعلة تقع جغرافيا خارج اقليم الخليج لبلورة «جهة عربية مؤثرة» تكون قادرة على تثبيت حالة من التوازن مع ايران الذي تشعب امتدادها في اكثر من اتجاه في المنطقة العربية من البحرين والعراق وسوريا ولبنان ومن غزة وصولا الى السودان واخيرا الى مصر التي تحاول ان تقدم لها القمح مجانا وباسعار تفضيلية وهذا التمدد المتوقع بسبب اصرار طهران على لعب دور اقليمي مركزي ومحوري (كقوة اقليمية عظمى ) في ظل الفراغ السياسي والاقليمي في العراق ومصر وكذلك في ظل التطورات والاحداث المتلاحقة التى تدور في سوريا واليمن وليبيا والمغرب او ما يسمى بعواصف المنطقة .
الاردن سيشكل حلقة وصل اقتصادية كبيرة بين بلاد الشام والجزيرة العربية بعد ان وصلت استثمارات دولة الكويت لوحده الى اكثر من 8 مليار دولار في الاردن .
يوجد في الاردن 8 مليون دونم صالحة للزراعة علما ان الاراضي المستغلة لاتصل الى اكثر من 2,7 ملايين دونم اي ما نسبته 31% من المساحة القابلة للزراعة و3% من اجمالي مساحة الاردن .
وفي حالة انضمام الاردن ستقف دول مجلس التعاون على اطول حدود مع اسرائيل وستكمل هذة الدول دورها في دعم القضية الفلسطينية لان الاردن هو الاقرب الى الهم الفلسطيني والقادر على المشاركة في معالجة الهم العربي الذي لا يمكن فصله عن الهم الخليجي .
اعتقد ان هناك ميلا للاردن اكثر من المغرب والسبب ان عدد سكان المغرب اكثر من دول الخليج مجتمعة ولا يوجد قواسم مشتركة مع المغرب وهناك قواسم مشتركة مع الاردن.
ففي المغرب ملايين العرب والامازيغ وعشرات اللهجات وملكية دستورية واحزاب سياسية تتداول رئاسة الوزراء وتلعب النساء دورا فاعلا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا اكثر من الاردن .

المعطيات القائمة وأهمية الانضمام

التطورات السياسية والاقتصادية والامنية المتلاحقة وانعكاس ذلك على البيئة الاجتماعية والنتائج السلبية التي احاطت بالاقتصادات العالمية لجميع الدول وانخفاض المستويات المعيشية وخاصة في الدول النامية واصبحت الحاجة ماسة لبروز تكتلات اقتصادية قوية على غرار دول الاتحاد الاروبي الذي بدأ ب5 دول والان 27 دولة تجمعها روابط ومصالح اقتصادية لخدمة شعوبها رغم اختلاف اللغة .
في مجال النقل هناك عدد من دول مجلس التعاون بدأت بتنفيذ منظومة خطوط سكك حديدة متكاملة وخصوصا في السعودية وهذا يعني ان الخط الحديدي الحجازي سيلعب من جديد دورا هاما بعد غياب استمر مئة عام .
في مجال القوى البشرية سيكون الاردن رافدا لدول الخليج العربي التي تعاني اصلا من نقص في القوى البشرية التي يمكنها التخلص من هاجس الاقليميات غير العربية وسيأتي سكان الاردن في المرتبة الثانية بعد السعودية .
اقتصاد دول مجلس التعاون الخليجي هو رأسمالي وهو متماثل مع الاقتصاد الاردني وسوف تستفيد دول مجلس التعاون من المشاريع الكبيرة المشتركة التي ستساهم في توفير فرص العمل ومعالجة مشكلتي الفقر والبطالة .
علاقة الاردن القوية مع الولايات المتحدة ومعظم دول العالم سيفيد معظم دول مجلس التعاون التعاون المصدرة للنفط (اي الاستثمار في العلاقات الاردنية القوية مع الغرب ).
ستزداد اهمية الموقع الجغرافي للاردن الذي له حدود مع الاراضي الفلسطينية المحتلة وسوريا والعراق والسعودية كمنطقة عازلة مهمة وعقل استقرار الاردن اهمية كبيرة لامن الخليج .
في هذا التوجه ستزداد وحدة وتلاحم الصحوة العربية التي برزت مؤخرا وسيتم اعادة بناء معادلة المصالح من جديد (تجمع اقليمي عربي جديد بعيد عن التجاذبات والتجارب السابقة مع نبذ السلبيات التي مرت بها التي مرت بها الاتحادات السابقة وما تجربه دول الاتحاد الاروبي التي عاشت حروبا طاحنه و تتكلم لغات وهناك اثنيات وايدولوجيات مختلفة لكن مصالح الشعوب كانت هي الاولوية الاولى .

انضمام الاردن او اي دولة عربية اخرى الى دول مجلس التعاون سيحرك قواعد اللعبة الاقتصادية لدى دول الاتحاد الاروبي للتفكير في استراتيجية جديدة للتعامل مع التكتلات العربية الجديدة .
في مجال اللهجات واللغات العادية سيتم تجاوزها مقارنة مع اللجنة العربية المكرسة والقبولة في الخليج فلماذا التخوف والريبة .
لايوجد هناك تأثير لانضمام الاردن لدول مجلس التعاون الخليجي على التجارة الخارجية حيث ان الطرفين اعضاء في اتفاقية منطقة التجارة الحرة العربية الكبيرة .
تشكل السياحة الخليجية في الاردن ما نسبته 35% من اجمالي حركة السياحة وهذا سيرفع معدلات النمو الاقتصادي والتأثير ايجابيا على الاسواق المالية والمشاريع الاستثمارية وتعزيز توظيف العمالة المحلية وانعاش النشاطات العقارية وسوق عمان المالي.
ستستفيد دول مجلس التعاون الخليج من وجود الاردن على الحدود الشمالية في مجال الحد من التسلل ومكافحة المخدرات وتبادل المعلومات الامنية والاستخبارية في مجال مكافحة الارهاب وغسيل الاموال .
معدلات النمو الاقتصادي الحقيقية في الاردن تتوافق الى حد بعيد مع المعدلات التي حققتها دول مجلس التعاون بأستثناء قطر التي شهدت نموا اقتصاديا عاليا مكونا من خانات مزدوجة بفضل طاقتها من الغاز الطبيعي.
معدلات التضخم تتساوى في الاردن مع بعض دول مجلس التعاون على الرغم من الضغوط على الاسعار الاستهلاكية اشد في الاردن والسعودية من بقية دول المنطقة ومن المرجح ان تصل نسبة التضخم في الاردن هذا العام الى 6,5% لتتجاوز بذلك توقعات التضخم في السعودية التي تبلغ 5,2% .

الاستنتاجات

بعض المعارضين في بعض دول مجلس التعاون الخليجي يقولون ان الترحيب بانضمام الاردن والمغرب جاء بقرار سياسي، ولا يشكل انضمام الاردن اضافة حقيقية وقد يكون عبئا على اقتصاديات دول مجلس التعاون.
بعض المعارضين في بعض دول مجلس التعاون الخليجي يتطلب توضيح بسيط للمواطن وعلى غرار الاستفتاء الذي يجري في دول الاتحاد الاوروبي وقد يؤدي انضمام الاردن الى ازمات اقتصادية كما حصل في بعض دول الاتحاد الاوروبي التي انضمت حديثا .
البعض يقول هناك تردد من خروج التركيبة الجغرافية عن الدول المطلة على الخليج وان تجربة اليمن كعضو مراقب لم تعطي نتائج ملموسة .
بعض المعارضين في الاردن يقولون ان القصد هو توظيف الاردن في ادوار امنية على الرغم من ان الاردن يقدم مساعدات امنية وفنية ومعلوماتية لدول الخليج.
والبعض قلق من انضمام الاردن لدول مجلس التعاون قد يؤثر على عملية الاصلاح السياسي والبعض الاخر ايد الانضمام لانه سيعطي الاردن بعدا سياسيا قويا في دفاع الاردن عن القضية الفلسطينية حيث يعطيه مجلس التعاون مناعة وقوة اكبر.
زيادة اعضاء مجلس التعاون الخليجي لا تعني بالضرورة الرضاء للجميع والطريق قد يكون شاقا كما ان هناك قلق لدى بعض دول مجلس التعاون الخليجي من احتمال تخلي حلفائهم الغربيين عنهم ودعم الاصلاحات اذا بلغت الاحتجاجات لحظة حرجةقد يكون من السهل على دول الخليج قبول الاردن مقارنة مع المغرب على اعتبار ان اقتصاد دول مجلس التعاون يساوي 28 مليار دولار واقتصاد الاردن اصغر من اقتصاد عمان ويساوي خمس حجم اقتصاد السعودية كما ان الاردن يشارك بالحدود مع السعودية وهو افضل جغرافيا من المغرب

بعد ان اصبح عالم اليوم لا يعترف بالكيانات الصغيرة فان المجلس بحاجة الى توسيع الصلاحيات وتطوير اجهزة المجلس ومؤسساته واليات عمله حتى يصبح اكثر فاعلية في التعامل مع جمله من التحديات الكبرى التي تواجه المنطقة والعالم والتي ترفض الكثير من الاستحقاقات على الدول الاعضاء واهم هذه التحديات هي :

أ-الملف العراقي وتداعياته حيث ان مستقبل العراق مفتوح على جميع الاحتمالات وخاصة بعد انسحاب القوات الامريكية .
ب-ازمة الملف النووي الايراني والحضور الايراني في العراق وسوريا ولبنان وحزب الله وخصوصا في ظل ما يجري في سوريا .
ج-تحديات جماعات العنف والارهاب والايدولوجيات المتطرفة .
د-متغيرات الاوضاع في اليمين وخليج عدن والقرصنة على مداخل اهم الممرات المائية .
ه-تحديات الصراع العربي الاسرائيلي والتطرف الاسرائيلي ورفضها لقيام دولة فلسطينية .
ز-تحديات الازمة المالية وتقلبات اسعار الطاقة ومسالة الامن الغذائي وزيادة الفجوة بين الشمال والجنوب واتساع مناطق الجفاف والفقر والبطالة .

لماذا تم الترحيب بانضمام الاردن

تم الترحيب به - لمواقفه من القضايا العربية والاقليمية والدولية واتباعه سياسة الوسطية والاعتدال .
- امتلاك الاردن لاهم عناصر قوة الدولة وهو العنصر السياسي فالقيادة السياسية فاعلة ومؤثرة وتحظى باحترام وتقدير كل قادة العالم .
- توازن الاردن وانفتاح اقتصاده المتطور والعمل على تطوير الاقتصاد المجتمعي على خط موازي مع اقتصاد السوق .
- البيئة الاستثمارية الجاذبة بسبب الامن والاستقرار والانفتاح على دول مجلس التعاون منذ تأسيس الامارة وحتى الان .
- تطابق سياسات الاردن الخارجية مع سياسات دول مجلس التعاون

اذا كان الاردن وامنه واستقراره السياسي والاقتصادي وسلامته الاقليمية وسلمه المجتمعي يمثل خندق الدفاع الاول عن الحدود الشمالية للجزيرة والخليج العربي فان دول مجلس التعاون لم تتوان في لحظة من اللحظات في دعم الاردن والوقوف الى جانبة منذ عشرات السنين والدفاع عن مصالح الاردن في كل المحافل الدولية ولا احد ينكر اوينسى دعم دول الخليج لدول المواجهة في سبعينيات القرن الماضي وحتى الان .

التوقعات

التقارب بين الاردن ودول مجلس التعاون سيؤطر ضمن مؤسسة اقليمية لها وزنها وثقلها السياسي والاقتصادي والامني .
العلاقات مع دول مجلس التعاون الخليجي ستنتقل نوعيا الى عدة قطاعات اهمها المنح الخليجية والتي ستكون ضمن حزم وبرامج تنموية هدفها الاول تطوير الحياة الاقتصادية والارتقاء بالمناخ الاستثماري في المملكة واعطاء اولوية للعمالة الاردنية بدلا من العمالة الاسيوية والتي تشكل نسبة كبيرة من دول الخليج واثبتت الايام انها غير منحازة لقضايا المنطقة.

رغم التفاوت في بعض القطاعات بين الاردن ودول مجلس التعاون الخليجي كالقطاع الاقتصادي والموقع الجغرافي لكن هذا لا يمنع من الاندماج في مجلس التعاون بسبب المستوى المتقدم في العلاقات بين الاردن والخليج.
من المتوقع دخول الاردن في المرحله الثالثة المتمثلة بالسوق المشتركة والتي بموجبها لتحرر عوامل الانتاج والسلع والخدمات بين الدول الاعضاء وبالتالي تحرير الحركة العمالية وهذا سيزيد الطلب على العمالة الاردنية ويزيد حجم قطاع الانشاءات ويزيد حجم التحولات المالية للاردن .

ختاما اقول انها مبادرة كريمة وطيبة من دول مجلس التعاون الخليجي وعلى الاردن اعداد ملف المفاوضات بشكل جيد ويجب عدم تجاهل الانجازات التي حققها مجلس التعاون ولا سيما انه حافظ على استمراريته في بيئة عربية لم تعرف سوى الفشل على صعيد التجمعات الاقليمية والتجارب الوحدوية ناهيك عن حالة التعثر والجمود التي اصابت جامعة الدول العربية .