06/10/2011

مركز الرأي للدراسات
اعداد : فارس العمارات
تشرين اول 2011
حينما نتكلم عن المرأة الأردنية فأننا نتكلم عن التطور السياسي لواقع المرأة في الأردن بما في ذلك خلفية سياسية عن المرأة في بدايات تشكيل الدولة الأردنية وتعتبر المشاركة السياسية للمرأة من القضايا الهامة التي تواجه كثيراً من المجتمعات وذلك لان المشاركة السياسية والاجتماعية في كثير من المجالات تعني المشاركة في عملية التنمية .
وسيتناول هذا الفصل أيضا مؤشرات العمل السياسي وكيف أخذت المرأة دورها الفاعل في العمل السياسي من اجل تحمل عبء المسؤولية والعراك السياسي، حيث سيتضمن هذا الفصل دور المرأة في الانتخابات النيابية كمرشحة وكناخبة وكيف أثرت في قطاع الناخبين ووصلت إلى قبة البرلمان سواء عن طرق الترشيح أو عن طريق الكوتا النسائية، بالإضافة إلى دور المرأة في العمل السياسي كعضو في الأحزاب السياسية وكعضو في الوزارات المتلاحقة وكعضو فاعل في المحافل الدولية والعربية.
الحياة السياسية في الأردن
لقد دفعني كثير من الشعور من اجل الرد على الكثيرين من اجل أن نظهر المشاركة السياسية للمرأة وذلك بسبب المؤشرات التي ظهرت سابقا والتي تدل على أن المرأة لم يكن لها نصيب وافر في العملية السياسية أو المشاركة في صنع القرار ولكن مع تطور الحياة السياسية في الأردن اخذ الرسم البياني للمشاركة السياسية يظهر بشكل تدريجي ولو بشكل بسيط وهذه المشاركة لم تكن فاعلة وذلك بسبب عدم تقبل المجتمع لفكرة المشاركة السياسية للمرأة من مبدأ أن المرأة ليس لديها القدرات الجسدية على مجاراة العمل السياسي بالإضافة إلى أن مبدأ الامامه للرجل وليس للمرأة على الرغم من أن الإسلام لم يميز بين الرجل والمرأة في عملية المشاركة في كافة المجالات بحيث لا يتعارض ما تقوم به من أعمال والشرع الحنيف ولكن السنوات التي مرت أثبتت أن المرأة الأردنية لها القدرة على تحمل الكثير من المسؤوليات في كافة المجالات سواء كان ذلك داخليا او خارجيا وهذا ما اكسبها الاحترام في كافة المحافل الدولية والإقليمية فالمرأة اليوم تتبوأ مقاعد البرلمان والوزارة وهي القاضي والمسؤول وهي الحاكم الإداري وهذا الأمر قل نظيره في الدول الأخرى التي تجعل من مشاركة المرأة عائقا كبيرا.
القوانين والأنظمة
أما المرأة الأردنية في القوانين والأنظمة فمنذ أن أعُلن استقلال المملكة الأردنية الهاشمية استقلالا تاما في كافة المجالات وبعد أن تم تنظيم الدستور بمواد تشمل كافة مناحي الحياة فان هذا الدستور لم يستثن المرأة من مواده التي تم تنظيمها في هذا الدستور سواء كانت سياسية أو اجتماعية أو غير ذلك وأكد على قدسية حياتها التي هي منبع العطاء والنماء بالإضافة إلى حقها في العمل وتولي المناصب أنى كانت طبيعتها، وسيتضمن هذا الفصل تناول القوانين والأنظمة للمرأة وحقوقها وكيفية الاهتمام بها وما هي التعديلات التي طرأت على القوانين والأنظمة من اجل أن تنال المرأة حقوقها بالشكل الذي يتناسب وحضارية الأردن حيث شملت هذه القوانين والانظمة المرأة سواء كانت طفلة أو بنتا أو زوجة وركزت على احترام قدسية المرأة وحياتها وقد جرت عدة تعديلات على القوانين والأنظمة التي تتعلق بالمرأة من اجل صون حقوقها وواجباتها وقد تناولت هذه القوانين العنف ضد المرأة وضد الأطفال وقد نشأ عن هذه التعديلات احداث إدارات متخصصة في شؤون المرأة والحفاظ على حياتها وكرامتها والوقوف إلى جانبها، وقد زاد الاهتمام بهذا الجانب بعد أن قادت الملكة رانيا العبد الله حملة واسعة لدعم المرأة الأردنية من اجل الحفاظ عليها وعلى حقوقها أينما كانت .
قلة الموارد
أما دور المرأة في الحياة العامة فإن القرآن الكريم لم يفرق في التكليف الديني بين الرجل والمرأة. وقد حَمَّل القرآن الكريم الرجال والنساء جميعاً المسؤولية في تقويم المجتمع في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. لذا شاركت المرأة في عهد الرسول مشاركة فعالة في الحياة ضمن آداب الإسلام السمحة بما لا يتعارض بما حض عليه الإسلام الحنيف ونتيجة التطورات المتسارعة في كافة مناحي الحياة فقد لعبت المرأة الأردنية دورا هاما في كافة مناحي الحياة على الرغم من قلة الموارد على كافة أنواعها ومن مبدأ الإنسان أغلى ما نملك وهو الشعار الذي أطلقه المغفور له الراحل العظيم الحسين بن طلال،فقد لعبت المرأة دورا هاما وبارزا في كثير من المجالات، وسيتضمن هذا الفصل التحولات الكثيرة التي طرأت على حياة المرأة الأردنية من حيث التحاقها في كثير من المجالات سواء العسكرية أو المدنية بالإضافة إلى الدور الريادي الذي تلعبه المرأة في المجالات الاجتماعية أو الخدمية والتي تحولت صورة المرأة الأردنية فيها إلى أجمل صورة على المستويين العالمي والعربي، ومن منطلق أن الإنسان أغلى ما نملك فقد أخذت المرأة الأردنية دورها بشكل جلي في المجتمع الأردني حيث برز دورها في كثير من المجالات تعدى ذلك حدود الوطن حيث شكلت المرأة الأردنية على سبيل المثال ما نسبة 20% من العاملين في القطاع الزراعي بكافة صنوفه، وقد شكلت نسبة عالية في المجال التعليمي والمجال الصحي، الأمر الذي قلل نسبة الأمية في الوسط النسائي وهذا مما أدى إلى تغيير النظرة القاتمة عن المرأة الأردنية، وهذا الأمر أدى إلى تقليل نسبة البطالة ما بين المواطنين الأردنيين عامة وما بين النساء خاصة
اهتمام ملكي
أما الاهتمام الملكي بالمرأة الأردنية فإن الهاشميين الذين ضحوا من اجل الأردن وبذلوا كل ما لديهم من قوة لإعلاء الأردن والاهتمام بإنسانه فقد بذل الملك عبدالله الثاني بن الحسين قصارى جهده من اجل إيصال المرأة الأردنية إلى أعلى المستويات وأحاطتها بكافة الدعم من اجل أن تتبوأ مكانها في كافة المراكز والمؤسسات سواء خارج الأردن أو داخله، حيث اخذ بيدها الملك عبدالله الثاني من اجل أن يرتقي بها إلى أعلى المستويات من اجل أن تأخذ مكانها بين نساء العالم بشكل عام وبين النساء العربيات بشكل خاص وان الحملة التي قادتها الملكة رانيا العبد لله من اجل النهوض بالنساء الأردنيات جاءت دعما متواصلا من الملك عبدالله الثاني من منطلق أن الملك لدية فكر معين مضمونه الاهتمام بالمرأة وانها من أولى أولويات الملك والحكومة .
وما أن تسلم الملك عبدالله الثاني مقاليد الحكم في العام 1999 حتى أن فتح الباب على مصراعيه أمام المرأة الأردنية من اجل أن تسهم في عمليات التقدم والبناء خاصة وان العالم الان في القرن الحادي والعشرين وهناك كثير من التحديات التي تواجه الدول، ومن هذا المنطلق اعتبر الملك المرأة شريكا أساسيا في عمليات التقدم والازدهار الذي ينشده الأردن معتبرا ان مشاركة المرأة في كافة المجالات بوعي وتميز وأداء محترف في بناء المنظومة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية .
لقد شهدت المرحلة التي قادها الملك اهتماما كبيرا وواضحا بالمرأة حيث قاد عمليات التغيير التي طالت المرأة بنفسه من خلال توليها كثيرا من المناصب السياسية أو الاجتماعية أو الثقافية حيت شغلت النساء ولأول مرة بشكل واضح منصب وزير وبشكل يزيد عن ثلاث نساء في عدة وزارات.