الساعة

الثابت والمتغير في أزمة المياه العالمية

17/07/2012

مركز الرأي للدراسات

اعداد : محمد ابو غوش

تموز 2012

من الثابت ان الرئيس الامريكي جون كيندي ‏1963-1960 كان يري ان العالم سيعاني ندره المياه العذبه‏,‏ ويقترح تحليه المياه المالحه من المحيطات والبحار‏,‏ واعتبر مشروع تحليه المياه بتكلفه اقل‏,‏ اعظم اختراع انساني واما المتغييرعندما وقع الرئيس السادات (الزعيم) معاهدة السلام مع اسرائيل في شباط عام 1979م تناسى الثوابت العربية في القضايا الامن المائي وكان مصمما على الا تكون هناك حروب بين الدولتين من خلال التنازلات ، و كان مدركا تماما في نفس الوقت الاعتبار الاستراتيجي المهيمن لمصر الا وهو «امن النيل» فلولا رصاصة الرحمة لكانت اسرائيل اليوم تنعم بمياه النيل والغاز المصري والنفط من سيناء مجانا. ان هذا الكلام المكرر في المشاهد السياسية العالمية ويشبه الى حد ما الروايات العالمية العظيمة التي تدور الاحداث فيها دوما عن الحب والموت والحرب والتي تكون الخطيئة دوماً فيها لعدم الكفاءه والجهل وهي السبب ايضا لأستمرارية الحرب والسياسة نفسها فيما بعد , فلم تسعى البشرية يوما الى السلام الذي لم تعرفه اطلاقا ولكن هنالك دوما هدنة مؤقتة ما بين حربين متتالتين , فمنذ فجر التاريخ ونحن نبحث عن الامن والمياه والخلود بعد الموت واما انا ومنذ ان بدأت اقرأ التاريخ «بالصدفة» لم اجد سوى مبادئ مكتوبة بين السطور كالحرية والديمقراطية وحقوق الانسان والعداله التي انتشرت حول العالم ببساطير الجنود الانجليز والفرنسيين والامريكيين لذلك اذا سمعت يوما كذبة تعاد اكثر من مرة فانت تقرأ صلب السياسة.

النزاعات.. أسبابها سياسية واقتصادية

قبل اكثر من‏400‏ عام كان شعب الهنود الحمر «كوكوبا» يعيش على ضفاف دلتا نهر كولورادو‏ العظيم وبقي شعبا مسالما الى ان قررت اوروبا اكتشاف العالم الجديد وجاء المهاجرون الجدد الى امريكا ارض الاحلام لاحقا , فكان الذنب الذي اقترفه شعب كوكوبا انهم كانوا في امريكا قبل المهاجرين الاوروبيين فتم قتل الرجال والاطفال والاستيلاء على اراضيهم وسحب مياه نهر كولورادو لملئ حمامات السباحه في لوس انجلوس‏,‏ ولتوليد الكهرباء لاضائه مدينة لاس فيجاس‏,‏ وري صحاري اريزونا‏,‏ وتعرض شعب كوكوبا وثقافته للاباده والانقراض من اجل الحضاره الجديده‏,‏ وهذا ليس جديدا على ابناء المهاجرين الاوروبيين الذي حملوا راية الحرب من اجل المياه فجاءت حروب ماءِ كاليفورنيا التي كانت سلسلة النزاعاتِ بين مدينةِ لوس أنجليس، مزارعون وأصحاب مزارع في (وادي أوينز) شرق كاليفورنيا فقد نمت لوس أنجليس في وقت متأخراً من عام 1800 بشكل كبير وازداد الطلب على اكسير الحياة فنشأت نزاعات وحروب استمرت لسنوات.

بالرغم من الأعراف والاتفاقيات الدولية المتعلقة بالمياه المشتركة بين دول المنبع ودول المصب تنشأ دوما نزاعات ولعدة اسباب منها سياسيه واقتصادية وعادة ما تكون دول المنبع هي السبب نتيجة لعدم احترامها للقوانين والمواثيق والأعراف الدولية المنظمة لقضية المياه بمختلف تسمياتها، والتي تعطي الدول التي تمر في أقاليمها مياه البحار أو الأنهار حقوقا متكافئة، ونسبا متوازية، بحيث لم يعد هناك ما يدعو للتصارع حوله خاصة وأن القانون الدولي للمياه حل قضية المياه حلاً إنسانياً بين الدول المستفيدة من تلك المياه , ولكن تضاعف سكان العالمَ ثلاث مرات في القرنِ العشرونِ، ونمت إستعمالات مصادرِ المياه القابلة للتجديدِ ستّة أضعاف ضمن السَنَوات الخمسون التالية، ومن المتوقع ان يزيد السكان العالمي من 40 - 50 %. هذا نمو للسكانِ وإقترنَ بالتَصْنيعَ والتعميرَ الذين سَيُؤدّيانِ إلى طلب متزايدِ للماءِ وسَيكونُ عِنْدَهُما عواقب خطيرةَ على الانسان والبيئةِ , وهذا النمو الطبيعي من الممكن التعامل معه ولكن عندما تكون حقوق الماءَ إكتسبتْ خلال نزاع سياسي اوعسكري واحتلال وذرائع احتيال و إستراتيجية الأكاذيبِ فان حروب المياه لن تنتهي .

مصر.. هبة النيل

وابدأ من «مصر هبة النيل».. قالها هيرودوت قبل ألفي عام، والنيل يعادل مصر، ولولا النيل لما كانت هناك حضارات عظيمه عبر آلاف السنين الا ان الدور الإسرائيلي الخفي في اختلاق أزمة مياه النيل له أبعاد تاريخية قديمة، فقد ظهرت الفكرة بشكل واضح في مطلع القرن العشرين عندما تقدم الصحفي اليهودي” تيودور هرتزل» مؤسس الحركة الصهيونية عام 1903 م إلى الحكومة البريطانية بفكرة توطين اليهود في سيناء واستغلال ما فيها من مياه جوفية وكذلك الاستفادة من بعض مياه النيل ، لقد ابدى المندوب السامي البريطاني «اللورد كرومر» وحكومته الموافقة المبدئية على المشروع الا انه عاد ورفضه لاسباب عديدة والغريب انه كان من كبار دعاة التغريب والاستعماريين في العالم الإسلامي وواحد من الذين وضعوا مخطط السياسة التي جرى عليها الاستعمار ولا يزال, في محاولة القضاء على مقومات العالم الإسلامي والأمة العربية « رفض اللورد ولكن المشروع ظل في ذهن الاسرائيليين» وما يؤكد هذه المحاولات التاريخية ما صرح وزير الموارد المائية المصري السابق محمود أبو زيد في الحادي عشر من آذار عام 2009 حول أزمة المياه في الوطن العربي أمام لجنة الشئون العربية عندما حذر من تزايد النفوذ الامريكى والإسرائيلي في منطقة حوض النيل من خلال «السيطرة على اقتصاديات دول الحوض وتقديم مساعدات فنية ومالية ضخمة وهذا يعود بنا الى اتفاقية روما الموقعه في 15 نيسان 1891 بين كل من بريطانيا وإيطاليا التي كانت تحتل إرتريا، واتفاقية أديس أبابا الموقعة في 15 أيار 1902 بين بريطانيا وإثيوبيا، واتفاقية لندن الموقعة في 13 كانون الاول 1906 بين كل من بريطانيا وفرنسا وإيطاليا، واتفاقية روما عام 1925، والتي كانت كلها تنص على عدم المساس بحقوق مصر التاريخية في مياه نهر النيل وعدم إقامة مشاريع بتلك الدول من شأنها إحداث خلل في مياه النيل أو التقليل من كمية المياه التي تجري في الأراضي المصرية واتفاقية عام 1929 عندما وقعت بريطانيا الاستعمارية نيابة عن مصر اتفاقية تنظم من خلال تلك الاتفاقية العلاقة المائية بين مصر ودول الهضبة الاستوائية، يقضي بعدم السماح بإقامة مشروعات على حوض النيل إلا بعد الرجوع إلى دولتي المصب.
يذكر أن محكمة العدل الدولية، التي ينوى البرلمانيون رفع الدعوى القضائية أمامها، كانت قد قضت عام 1989 بأن اتفاقيات المياه شأنها شأن اتفاقيات الحدود، ولا يجوز تعديلها كما تضمنت بنوداً تخص العلاقة المائية بين مصر والسودان, واليوم فإن أثيوبيا تسعى لأن تصبح صاحبة القرار في المياه المشتركة بينها وبين الدول المجاورة لها والمستفيدة منها من تلك المياه ومن ضمنها مصر , لم يكن «اللورد كرومر» مثل غيره من الانجليز سوى جنديًا يؤمن بمجد الإمبراطورية, تعود بحكم وظيفته أن يكتب بحقد عن القران والاسلام والعرب, ونظرته الاستعمارية التي تنبع من النزعه لسيطرة بريطانيا على العالم وخيراته, وهي قائمة على كراهية الشرق والعرب والمسلمين واحتقارهم والإيمان بأن الرجل الأبيض له حق تمدينهم والا فان لاسرائيل الحق في انتزاع اراضيهم ومياههم وارواحهم .

ولتاكيد السبب وراء اهتمام الولايات المتحدة واسرائيل بدول المنبع ؟ مثل اثيوبيا يمكن الاجابة علية من خلال الطرح لفكرة تدويل المياه أو تدويل مياه الأنهارمن خلال هيئة مشتركة من مختلف الدول المتشاطئة في نهر ما وكان الهدف منه هو الوقيعة بين مصر ودول حوض النيل، وقد ألمح وزير الموارد المائية المصري السابق محمود أبو زيد في شباط عام 2009 من وجود مخطط إسرائيلي– أمريكي للضغط علي مصر لإمداد تل أبيب بالمياه بالحديث عن قضية «تدويل الأنهار»، «وأكد أن إسرائيل لن تحصل علي قطرة واحدة من مياه النيل» وهذا عكس ما حدث في بداية عملية السلام بين مصر واسرائيل

ان ما نتج عن معاهدة السلام المصرية / الاسرائيلية ظهور بعض المشاريع الاسرائيلية الساعية لسحب مياه النيل و توصيلها لصحرا النقب و من تلك المشاريع مشروع «اليشع كالي» في عام 1974 طرح المهندس إلاسرائيليي كالي تخطيطاً لمشروع يقضي بنقل مياه النيل إلى إسرائيل، ونشر المشروع تحت عنوان (مياه السلام) ويتلخص في توسيع ترعة الإسماعيلية لزيادة تدفق المياه فيها، وتنقل هذه المياه عن طريق قنوات أسفل قناة السويس بعد اتفاقيات السلام , ومشروع»شاؤل ازروف» او” مشروع يؤر» قدم الخبير الإسرائيلي” شاؤول أولوزوروف» النائب السابق لمدير هيئة المياه الإسرائيلية مشروعاً للزعيم أنور سادات خلال مباحثات كامب ديفيد يهدف إلى نقــل مياه النيل إلى إسرائيل عبر شق ست قنوات تحت مياه قناة السويس وبإمكان هـذا المشروع نقل 1 مليار م3، لري صحراء النقب منها 150 مليون م3، لقطاع غزة . ومشروع اقترحه السادات في حيفا عام 1979 م، وقالت مجلة أكتوبر المصرية: «إن الرئيس السادات التفت إلى المختصين وطلب منهم عمل دراسة عملية كاملة لتوصيل مياه نهر النيل إلى مدينة القدس لتكون في متناول المترددين على المسجد الأقصى وكنيسة القيامة وحائط المبكى».و كل هذه المشاريع كانت تهدف الى سحب كمية من مياه النيل و توصيلها الى اسرائيل مقابل المال

الخلاف بين دول منابع النيل

ان خطورة الخلاف بين دول منابع النيل ودول المصب هو التصاعد المستمر في التدخل الإسرائيلي في الأزمةمن خلال العشرة سنوات الماضية عبر إغراء دول المصب بمشاريع وجسور وسدود بتسهيلات غير عادية تشارك فيها شركات أمريكية ، لذلك تطرح الولايات المتحده ودول اوروبيه مشاريع لتسعير وتقنين استخدامات المياه في الشرق الاوسط ودول منابع الانهار ومصابها‏,‏ ويقوم البنك الدولي بدور راس الحربه لتمرير هذه المشاريع‏ ,ان السيناريوهات المبكره للمياه وحروبها هي من صنع الولايات المتحدة واسرائيل اما تاريخيا فليس من كسب حروب المياه لانه كان يمتلك اكبر جيش واخر رصاصة وانما كسب الحرب لانه كان من الشعوب العطشى والتي كانت المياه تعني له الحياة

وتتصرف إسرائيل وكأنها إحدى دول حوض النيل المتحكمة فيه أو بمعني أخر الدولة «رقم 11» في منظومة حوض النيل, ان حرب المياة قد دقت طبولها كما توقعت صحيفة «يديعودت أحرونوت» الاسرائيلية اندلاع حرب في العقد القادم بين مصر ودول حوض النيل ، وذلك على خليفة توقيع أربع من دول حوض النيل اتفاقية جديدة لتقاسم المياه ، مما يتسبب في خفض حصة مصر والسودان في المياه.وأشار روعي نحمياس معلق الشئون العربية بالصحيفة الاسرائيلية إلى ان اندلاع الحرب على المياه يأتي في إطار الخوف المصري من خفض نسبة المياه التي تكفي بالكاد احتياجات الشهب .واستشهدت الصحيفة بأقوال الدكتور مفيد شهاب وزير الشئون القانونية والمجالس النيابية والتي أعرب فيها عن أمله في التوصل لصيغة تفيد كل دول حوض النيل ولكن دون المساس بحصة مصر التي تكفي بالكاد احتياجاتها باعتبار أن هذا من حقها ولا أحد بإمكانه المساس به.وقال نحمياس: «إن معلقي المحطات التليفزيونية الأفريقية أعربوا عن مخاوفهم من أن تؤدي تدفق أغلب المياه مؤخرا في النيل إلى أزمة ليست بالبسيطة ولكن على ما يبدو أن الأمر يتحول لواقع من شأنه أن يتسبب في حرب حقيقية على المياه».

فمنذ ان خلق الفكر الصهيوني اليهودي المعاصر لفكرة المشروع الاستيطاني اليهودي في المنطقة العربية الذي كان قائما في الاساس على كيفية استغلال مياه تلك المنطقة حتى ينجح المشروع الاستيطاني الصهيوني , لقد بدات هذه الحرب التي لن تنتهي وذلك ان المشروع الصهيوني استيطانيا و زراعيا في اساسه و ذلك من ضمن السعي لربط اليهودي بالارض الامر الذي لا يتاتى الا من خلال الزراعه ، ما يعني ضرورة توفير او وضع اليد على مصادر المياه الكافية لتلبية المشاريع و المستوطنات الزراعية لذلك يعتقد العرب بان موضوع السلام الان بين اسرائيل والعرب ينطوي فقط على اراضي عام 1967 والحقيقة ان اسرائيل تجاوزت تلك النقطة منذ زمن فقد ابتلعت فلسطين بالكامل وان ما تعمل علية حاليا هو سيناء من خلال اثيوبيا ودول المنبع وكذلك الاردن من خلال طرح فكرة التوطين حاليا ومشاريع مشتركة مع الاردن مثل قناة البحرين و مشروع تحلية المياه العقبة وتلك الحقائق تاريخية مبنية على اسس الفكر الصهيوني اليهودي والاستعماري البريطاني ففي 18من نيسان عام 1972 نشرت صحيقة ( معاريف) و ثيقة سرية كان بن جوريون قد اعدها عام 1941 ويحدد فيها الحدود المطلوبة لدولتهم”” ان حدود الدولة اليهودية المزمع انشاؤها تشمل شرق الاردن واراضي النقب الفاصلة ، كذلك مياة نهر الاردن و الليطاني يجب ان تكون مشمولة داخل حدودنا» وتنفيذا لمخططاتهم جاء مشروع «روتنبرج» الذي قام به هربرت صموئيل اليهودي الذي عين مندوبا ساميا على فلسطين باعطاء اليهود العديد من الامتازات التي تمكنهم من السيطرةعلى اقتصاد «البلاد و مواردها الطبيعية و كان اول الامتيازات الخطيرة التي منحها لليهود هو امتياز استغلال مياه الاردن لاستخراج الكهرباء و قد اعطى ذلك الامتياز لليهودي الروسي «بنحاس روتنبرج» عام1921ولم يتم الاتفاق الرسمي مع الحكومة الا في سنه 1926 و كانت مدة الامتياز 70 سنه و كان اهم شروط هذا الامتياز هو لا يسمح لاية شركة او فرد باستعمال مياه نهر الاردن و مياه نهر اليرموك في اي غرض الا بالاتفاق مع الشركة المذكورة و تسري هذه الماده على شعب الاردن كذلك وافقت بريطانيا على جميع المخططات وطلبت التنفيذ بسرية تامة.

مشروع صهيوني

لقد كان و اضحا ان هذا المشروع هو مشروع صهيوني تمويلا وهدفا و لم يكن القصد منه الا وضع اليد على مياه النهر باي حجه كانت كهرباء او غيره الى ان تحين الفرصة المناسبه للاستيلاء عليه و قد استغلت الشركة الحقوق الممنوحه لها بموجب الامتياز بان حرمت المزارعين العرب من الاستفاده من مياه النهر وهو المقصود ! ويعطي اصحابه حقوقا خياليه في شريان حيوي كنهر الاردن , وقد وصفه احد النواب البريطانيين في حينه بانه اغرب امتياز سمع به في حياته.

اما سوريا ولبنان فبعد حرب 1967 مباشرة صرح رئيس وزراء اسرائيل ( ليفي اشكول ) في مقابلة لصحيفة اللوموند الفرنسية «ان اسرائيل لا تستطيع ان تقف مكتوفة الايدي و هي ترى مياه الليطاني تذهب هدرا الى البحر وان القنوات في اسرائيل اصبحت جاهزة لاستقباله كما تقف الصهيونية امام اي مشروع لبناني يطرح على الحكومة اللبنانية من اجل بناء سدود ومشاريع انمائية للاستفادة من مياه نهر الليطاني و هددوا بذلك مما جعل اكثر من مسئول لبناني يصرح بان التهديد الاسرائيلي هو الذي يحول دون المضي في استغلال مياه الليطاني لمصلحة لبنان فالاطماع اللاسرائيليه في المياة اللبنانية تتمثل في محاولتهم السيطرة على نهر الليطاني الذي ينبع من قرب بعلبك و يصب في البحر المتوسط شمال صور و ترجع اولى محاولاتهم للاستحواذ على مياه نهر الليطاني في التصريح الذي قدمته المنظمة الصهيونية الى مؤتمر الصلح الذي انعقد في فبراير 1919م و اهم ما جاء فيه انه يجب ان تبدا حدود فلسطين في الشمال عند نقطة على شاطئ البحر المتوسط بجوار مدينة صيدا و تتبع مفارق المياه عند تلال سلسلة جبال لبنان حتى تصل الى جسر القرعون فتتجه الى البيرة متبعة الخط الفاصل بين حوض وادي القرن و المنحدرات الشرقية و الغربية بجبل الشيخ , في عام 1941 عرضت شركة يهودية على الرئيس اللبناني «الفريد نقاش» طلب منحها امتيازاستغلال المساة اللبنانية بما في ذلك نهر الليطاني لتزويد الاراضي اللبنانية بالمياة و الكهرباء ، ونقل الفائض منها الى فلسطين ...الا ان الرئيس اللبناني رفض ذلك العرض.

الرئيس الاسبق ريتشارد نيكسون‏1974-68,‏ دعا الي تشجيع تركيا لاستغلال مميزاتها التاريخيه والحضاريه‏,‏ لكي تلعب دورا اساسيا واقتصاديا في الشرق الاوسط‏,‏ واذا امكن حل مشكله الصراع العربي ـ الاسرائيلي‏,‏ فان مشكله المياه سوف تكون اهم مشكله في المنطقه‏,‏ ونظرا لان تركيا دوله لديها مصادر غنيه بالمياه‏,‏ فيمكنها الاسهام في حل المشكله عن طريق امداد اسرائيل وسوريا والدول الاخري بالمياه عن طريق مواسير ضخمه وتساعدها الولايات المتحده الامريكيه في هذا الشان‏.‏ لم يشذ نيكسون عن الحفاظ علي استقرار اسرائيل‏,‏ ومن ثم المصالح الامريكيه في المنطقه‏,‏ عبر ارسال المياه الي اسرائيل‏,‏ وهو السيناريو نفسه الذي اقترحه شمعون بيريز عام‏1991,‏ بعد حرب الخليج‏,‏ فهو يري ان المعادله التي تحكم الشرق الاوسط الجديد سوف تكون عناصرها كما يلي‏:‏ النفط السعودي ـ الايدي العامله المصريه ـ المياه التركيه ـ العقول الاسرائيليه‏.‏

الهدف من السيطرة على النيل ومنابع دجلة والفرات والاردن بالطبع هو إضعاف الدول العربية التي لن تكفيها أصلا كميات المياه الحالية مستقبلا بسبب تزايد السكان والضغط على مصرعبر فكرة مد تل ابيب بمياه النيل عبر أنابيب وهو المشروع الذي رفضته مصرعدة مرات ولا يمكنها عمليا تنفيذه حتي لو أردت لأنها تعاني من قلة نصيب الفرد المصري من المياه كما ان خطوة كهذه تتطلب أخذ أذن دول المنبع.