مركز الرأي للدراسات
اعداد : هادي الشوبكي
7/2009 واشنطن
تجد الإدارة الأمريكية الجديدة في مؤسسات المجتمع المدني في العالم الإسلامي نافذةً تسعى من خلالها إلى تعزيز الحوار والتواصل وتنمية شراكات حقيقية مع المجتمعات والحكومات؛ في خطوة لإعادة الثقة بالعلاقة التي شوَّهتها سياسة الإدارة الأمريكية السابقة.
هذا ما خرج به المشاركون في مؤتمر (تحديات ووعود) الذي نظمه مركز دراسات الإسلام والديمقراطية في واشنطن الشهر الماضي في سبيل تحسين العلاقات مع العالم الإسلامي، بمشاركة موظفين من الإدارة الأمريكية والكونغرس ومفكرين وباحثين عرب ومسلمين وأمريكيين، وجاءت مشاركة مركز ''الرأي'' للدراسات ضمن هذه الفئة.
ووجد هؤلاء المؤتمرون في إدارة اميركية جديدة، برئاسة اوباما ''فرصة'' لإعادة هيكلة العلاقات بين الغرب والعالم العربي والإسلامي، ومد الجسور بينهما على أساس حوار الحضارات.
وخلص المشاركون في المؤتمر إلى بعض التوصيات والمقترحات التي من شأنها المساعدة في تحقيق ما توصلوا اليه، برزت في توجيه دعوة الرئيس اوباما إلى ألا يكون فتح باب الحوار والخطابات مهرجانات لترويج السياسة الأمريكية ومجرد حملة علاقات عامة، وألا يكون في سياق التغيير في التعبير عن المصالح، والتأكيد على ضرورة مساعدة مؤسسات المجتمع المدني لمساعدة الرئيس أوباما لمد جسور العلاقات مع العالم الإسلامي من خلال فتح باب الحوار مع الحركات الإسلامية.
وتأتي دعوة المؤتمرين في سياق تأكيدهم على أن المصالح لا تنفصل عن القيم والمبادئ، وطبيعة العصر الراهن تفرض استيعاباً مشتركاً للحقائق التي تتبلور وإدراكا سليماً لها وتعاملاً ايجابياً وسلمياً من أجل المصلحة المشتركة.
وتقدم مداخلة مادلين سبرناك، نائبة مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى، في المؤتمر ما اقرب إلى إثبات ''حسن النوايا'' إذ قالت إن الرئيس باراك أوباما ملتزم وحكومته كل الالتزام بالسعي في سبيل ''حوار متعمق وايجابي مع المسلمين في العالم على أساس الاحترام المتبادل ودعم مصالحنا المشتركة''. وأضافت أن جسامة التحديات القائمة تجعل من تجاوز التركيز على التفاعل بين الحكومات وتخطيه إلى ''التواصل وتنمية الشراكات مع كل عناصر المجتمع المدني'' أمراً حيوياً.
وتعكس النتيجة السالفة التزام إدارة أوباما بالسعي لخلق حوار معمّق مع المسلمين (حركات ومنظمات ومؤسسات) في العالم أجمع إضافة إلى الحكومات مع التركيز على التواصل وتنمية الشراكات، والسعي إلى إيجاد سبل علاقات وتفاعلات جديدة، وصولاً إلى استراتيجيات أكثر ذكاءً في التعامل مع القضايا الخارجية.
وتقوم السياسة الأمريكية في توجهها نحو مد الجسور الى العالم الإسلامي والعربي في خطوتها الأولى، الى بدء حوار وانفتاح نحو المسلمين لمعرفة لماذا يكره المسلمون أمريكا؟ والتي يمكن تحديدها بعدة أسباب منها انحيازها لإسرائيل في فلسطين المحتلة واحتلالها العراق وأفغانستان، وإحساس المسلمين بالهيمنة والسيطرة الأمريكية على بلادهم تحت مقولة فرض النموذج الديموقراطي والإصلاحي الأمريكي تجاه كثير من دول العالم الإسلامي، وحرمانهم من حق تقرير المصير ودعم بعض الأنظمة الاستبدادية.
وتناول المؤتمر محاور: تطوير الديمقراطية في العالم الإسلامي، آفاق السلام في الشرق الأوسط، النظرة المستقبلية لوجود الإسلام والديمقراطية في العالم الإسلامي، تحسين العلاقة بين الولايات المتحدة الأمريكية والعالم الإسلامي، وبناء جسور التفاهم بين الولايات المتحدة الأمريكية والعالم الإسلامي.
محاولات تغيير صورة الإسلام
وقال الدكتور رضوان المصمودي، رئيس مركز دراسة الإسلام والديمقراطية ، في المؤتمر إن 50% من الأمريكيين يعتقدون ان الإسلام هو إرهاب وأن 25% منهم يعتقدون أن أمريكا في حالة حرب مع الإسلام. مطالباً الحركات الإسلامية والمجتمعات العربية والإسلامية والحكومات بأن تتبنى مشاريع ديمقراطية تأخذ بعين الاعتبار التحديات المطروحة التي يواجهها العالم العربي والإسلامي في الوقت الراهن، كالاستبداد، والفقر، والبطالة، والفساد، والتي تتطلب بلورة اجتهادات تجمع بين تجارب الحضارات الايجابية الأخرى وتعاليم الدين الحنيف. وعلينا ان نساعد أوباما لإقامة الجسر مع العالم الإسلامي .
وأضاف المصمودي حاولنا إبراز صورة الإسلام الحقيقية للشعب الأمريكي في السنوات العشرة الأخيرة .
المسلمون الأمريكيون يؤدون
دوراً مهماً فـي تشكيل الحوار
ومن جانبها قالت مادلين سبرناك، في كلمتها، إن الرئيس باراك أوباما ملتزم وحكومته كل الالتزام بالسعي في سبيل ''حوار متعمق وايجابي مع المسلمين في العالم على أساس الاحترام المتبادل ودعم مصالحنا المشتركة''.
وأضافت أن جسامة التحديات القائمة تجعل من تجاوز التركيز على التفاعل بين الحكومات وتخطيه إلى ''التواصل وتنمية الشراكات مع كل عناصر المجتمع المدني'' أمراً حيوياً.
ووصفت سبرناك الدبلوماسية العامة بأنها ''في صميم القوة الأمريكية الذكية'' وتتطلب الاستماع إلى الآخرين وليس مجرد إلقاء المحاضرات عليهم.
وقالت: ''نحن لن نتفق دائماً، ولكننا على استعداد للاستماع والتحدث إلى شركائنا الذين نختلف معهم كي يتوصل كل منا إلى فهم اكبر للآخر وإلى تقدم مصالحنا''.
وأشارت سبرناك، التي تشرف على مبادرة شراكة الشرق الأوسط التابعة لوزارة الخارجية، إلى أن الولايات المتحدة بذلت جهداً مكثفاً للتواصل مع الشباب المسلمين، وبخاصة أولئك المعرضون أكثر من غيرهم للتطرف وذلك ''من خلال برامج التدريب على اللغة الإنجليزية وتبادل طلاب المدارس الثانوية والطلبة الجامعيين والبرامج الرياضية''.
وأكدت ان تلك البرامج ''تستهدف الشبان المعرضين للخطر وتوفر لهم رؤيا بديلة مفعمة بالأمل والفرص''. بعيداً عن الربحية في برامجها. وتصف ذلك النهج بأنه ''مكرس لدراسة الإصلاحات الإسلامية والديمقراطية في العالم الإسلامي والترويج لها''.
وقالت إن الحكومة الأمريكية ترحب بالحوار مع المجتمعات الأمريكية الإسلامية التي وصفتها بأنها ''تقوم بدور بناء ومهم في تحسين الدبلوماسية العامة لبلادنا''.وأعلنت للجمهور الذي كانت أغلبيته من الأمريكيين المسلمين ''ان المسلمين الأمريكيين ليسواً غرباء ينظرون إلى أمريكا من الخارج إلى الداخل، بل أنهم جزء من نسيج هذا البلد كما كانوا منذ أجيال''.
بناء الجسر الأمريكي الإسلامي
وتحدث عضو الكونغرس كيث إليسون، النائب عن ولاية منيسوتا وأحد عضوين مسلمين في الكونغرس، فوصف الولايات المتحدة بأنها ''قريبة من العالم الإسلامي''.
وقال ''هناك ستة ملايين مسلم يعيشون في أمريكا وهم منخرطون في كل مجالات الحياة الأمريكية''، مشيرا الى أن هناك 17 مسؤولاً مسلماً على الأقل في الخدمة الحكومية العامة في مختلف أنحاء البلاد.
وقال اليسون ''ليس هناك حدٌّ فاصلٌ بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي. فانا وانتم وكثيرون غيرنا في هذه القاعة دليل واضح على هذه الحقيقة، أما الناس الذين يسعون إلى ''دق إسفين'' ليخلقوا انقساماً حاداً بيننا فهم يريدون منا أن نفكر بأن الولايات المتحدة مختلفة مع العالم الإسلامي''، مؤكدا أن بناء الجسور أمر مهم ''لأننا نعيش في عالم بالغ الترابط والتداخل.'' وقال ''نحن كأمريكيين، من أي دين كنا، علينا ان نسعى في سبيل علاقات جديدة وتفاعلات ايجابية''.
وحث اليسون جمهور الحاضرين على إبداء المعارضة للإساءة إلى حقوق الإنسان في البلدان الإسلامية مثل معارضتهم لها في أي مكان آخر.
إيران مهمة وعنيدة
وفي محور تطوير الديمقراطية في العالم الإسلامي ركزت المحللة السياسية الدولية ''جنيف عبدو'' في بحثها حول ''إيران الحديثة والإسلام السياسي'' على دور الولايات المتحدة وأهميته في التواصل مع الحركات الإسلامية السياسية داخل إيران ومع الحركات في جميع أنحاء الوطن العربي والتي انتشرت بشكل واسع، والتي عملت الإدارة السابقة على عدم التعامل معها.
وأضافت أن نجاح الرئيس أوباما ساعد وسيساعدنا على إنجاح مهمتنا من أجل تعزيز إقامة الجسور بين الإسلام وأمريكا. وساعد تعيين مسلمين في إدارة الرئيس أوباما على تسهيل مهمتنا بأن الإسلام ليس بالإرهاب.
وزادت في القول ''فهم من هذا أن هنالك تغييراً قد حصل في طريقة إيصال أفكار الحركات الإسلامية التي كانت دوماً عن طريق العنف والعناد''. مشيرة إلى استعداد الولايات المتحدة الأمريكية للمساعدة في اقتصاديات تلك الدول حيث يشغل الاقتصاد بال الكل.
وأضافت: يجب ان تعرف الإدارة الجديدة ماذا ستفعل بخصوص التغييرات في إيران بعدما ارتكبت إدارة بوش الكثير من الأخطاء. وعليها ان تضع الخطوط العريضة بالنسبة للتعامل مع الحكومة الإيرانية الحالية ومع الحركات الطلابية والحركات الأخرى التي تدعو لفتح الحوار مع الولايات المتحدة.
وبينت عبدو ان إضعاف محمود أحمدي نجاد لن يؤدي إلى نجاح المهمة لأن الحركة الإسلامية في إيران مهمة وعنيدة بالنسبة للشارع الإيراني الملتزم.
المجتمع الإيراني.. التغيير
وفي المحور نفسه ركزت العضو في سلطة مشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط ''سيسلي كورنتو'' على المجتمع الحضاري الإيراني والعلاقات الدالة على انتشار دعوة الديمقراطية في المستقبل القريب، وقالت إن للأجيال الشابة المتعلمة القدرة على تشجيع الديمقراطية وان هذا المجتمع المزدهر داخل إيران قد تم إغفاله من قبل أمريكا في زمن تنتصر فيه النزعة نحو الأمن واحترام حقوق الإنسان وهذا أمر لا بد لإدارة أوباما ان تضعه نصب عينيها أثناء التقدم نحو علاقة أفضل مع إيران.
وأضافت: على الرئيس أوباما أن يضع الخطوط العريضة للتعامل مع إيران وفتح الحوار بطريقة بعيدة عن العنف وان إيران أمام مشكلة كبيرة اقتصادياً من حيث ارتفاع العاطلين عن العمل، مضيفة أن: اللافت للانتباه ان الإيرانيين قد بدأوا بالتغيير لكن الحكومة الإيرانية تقاوم هذا التغيير.
الحكم الديمقراطي والمرأة
وحول دمج المرأة في الحكم الديمقراطي مقارنة بين أفغانستان وباكستان والهند قالت الدكتورة سدها راتان، رئيسة قسم العلوم السياسية في جامعة اوجستا في ولاية جورجيا، مازلنا نجد أن المرأة في أفغانستان حتى في حال دخولها إلى الساحة السياسية غير قادرة على التطور في تمرير أجندتها، ونجد ان الوضع الحالي أفضل بعض الشيء وكذلك الحال في باكستان رغم التطور والضغط في مسألة فهم الإسلام ودور المرأة السياسي. التي لها تأثيرا أكثر في باكستان منها من أفغانستان وللعلم ان رئيسة البرلمان في باكستان هي امرأة بينما نجد تواجد المرأة الواسع في الحكومة الهندية على مستوى الحكومات المحلية أكبر بكثير عند المقارنة بباكستان وأفغانستان.
هل يتغير العالم بعد انتخاب الرئيس أوباما؟
وحول محور آفاق السلام في الشرق الأوسط، أكد الدكتور حليم راني، نائب مدير البحث الإسلامي في جامعة (جريفث) الاسترالية أن حل الصراع العربي الإسرائيلي يعني تغييراً مركزياً وايجابياً في العلاقة بين أمريكا والدول الإسلامية. فالقضية الفلسطينية عرفت كقضية إسلامية وعربية.
وقال حليم: يجب ان ينتهي الاحتلال الإسرائيلي من جميع الأراضي العربية والقدس.. وأضاف ان الحركات الإسلامية في الأراضي المحتلة ليست كما يقولون إنها انتحارية لان المسلمين ليسوا أصحاب عنف وان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم نفسه كان يشجع على السلم وعدم اللجوء إلى العنف ويجب ان نعرف ان الجهاد كان للمساعدة على السلام وعدم الاستمرار في العنف.
وأضاف ان الفلسطينيين المحتلَّين من قبل إسرائيل يلجأون إلى الحرب والسلام للدفاع عن حقوقهم للحصول على السلام والحل النهائي مع إسرائيل الذي تشجعه هيئة الأمم المتحدة. لافتاً إلى أن العالم قد تغير كثيراً بعد انتخاب الرئيس الأمريكي.
اقامة دولة فلسطينية هو الحل
وركز الدكتور محمد نمر، مساعد البروفيسور في مدرسة الخدمات الدولية في الجامعة الأمريكية، على الدور البارز في تأثير الحركات السياسية في إسرائيل والأراضي المحتلة، خصوصاً حماس والليكود، وقال ان المشكلة ليست في إسرائيل بذاتها ولكن المشكلة هي عدم وجود دولة فلسطينية، فلا أحد من الطرفين يريد تغيير الواقع في ظل الانقسام الفلسطيني ولكن حينما يأخذ السلام طريقه، سيتأقلم الناس ولن يبقى هذا العنف. مطالباً حماس بأن تكون أكثر واقعية بخصوص أراضي 1967 للوصول الى حل القضية الفلسطينية والتجاوب مع (جورج ميتشيل) مبعوث الرئيس أوباما.
فوز أوباما جسر للعلاقات الامريكية الاسلامية
وركز الدكتور ''ناثان متك''، مساعد عميد مركز دراسات السلام والصراع في جامعة (وترلو) في كندا، على الخطوات اللازم اتخاذها من قبل إدارة أوباما لتقويم العلاقات بين أمريكا والعالم الإسلامي.
وبيَّن ان تغيير الماضي مستحيل ولكن المفهوم العام لهذا الماضي يجب ان يتغير. وان الشجاعة السياسية لهذا التغيير ليست سهلة ولكنها ممكنة كما يراها الرئيس الأمريكي الجديد عندما ذكر بأنها حتمية ويجب ان تستمر في نحت سياسة المستقبل.
وأضاف أن الأمور قد تغيرت في الولايات المتحدة حيث وصل شخص اسود نصف عائلته مسلمة ما يعني ان الأمور تتجه إلى اتجاه آخر ويشكل خطوة مهمة من اجل الوصول إلى مد جسر بين الأمريكيين والمسلمين لان أمام أوباما عدة أمور مهمة من اجل الوصول إلى تفاهم بين المسلمين والأمريكيين.. فلذاك يجب ان نشرح للأمريكيين ما هو الإسلام لان أوباما قادر على إيصال وربط الأفكار بخصوص المسلمين والأمريكان.
وأضاف ''اعتقد ان 11/9 كان سببه سياسة أمريكا المنحازة التي ولدت الغضب عند المسلمين''. مؤكداً ''نحتاج إلى خطة مدروسة من اجل الوصول إلى الخط الصحيح بما يخص السياسة الأمريكية. ويجب ان نستمع إلى كافة المسلمين من اجل الوصول إلى الأفضل''.
ديمقراطية و قيم إسلامية
وفي مداخلة الدكتور جون اسبوستو، البروفيسور في مركز الوليد بن طلال للتفاهم بين المسلمين والنصارى في جامعة جورج تاون، حول النظرة المستقبلية للإسلام والديمقراطية في العالم الإسلامي، قال إن ما يحاول هذا المؤتمر الوصول إليه هو رغبة المسلمين وهم أغلبية في العالم ولكن الكثير منهم يريدون ربط الديمقراطية والتحضر بقيم الدين والشريعة وهي تضمن القيم الأخلاقية للمجتمع. وهذا النموذج ضرورة في الإسلام الديمقراطي.
تحول الحركات الإستبدادية إلى ديمقراطية
وقال الدكتور احمد شهيد، وزير العلاقات الخارجية لجزر المالديف، ''هناك من يرفضون أي فكرة للتوفيق بين الإسلام والديمقراطية ويرون الصدام المباشر بينهما وان العالم العربي بحاجة لتطوير مفهوم تغيير العقول حتى يتحقق بذلك تحول الحركات الاستبدادية إلى ديمقراطية''.
الإسلام فـي تركيا؟
وحول تساؤل الدكتور ليث كوبا، مدير الشرق الأوسط وشمال افريقيا في مركز البيات الوطني للديمقراطية، هل الإسلام ذو صلة بالديمقراطية المبنية في الدول الإسلامية؟ قال: الحقيقة ان الإسلام أثَّر وبقوة في حياة ما يقارب المائة مليون مسلم لأكثر من ألف سنة وهو أمر من المستحيل فصله عن هويتهم ولهذا فان الجدل مثلا في تركيا ليس حول امكانية التعامل بالإسلام أم لا، وإنما هو حول أي نوع من الإسلام نريد''.
إسلام بن لادن؟
وبيّن رئيس مؤسسة منارة العلم التركية الدكتور عماد الدين احمد، والعضو في المؤسسة الجاندرو بيوتيل، بعد تحليلهما لمقولات اسامة بن لادن ومعرفة المبررات الدينية والسياسية للعنف بان على الدول الغربية ان تعمل على ذاك الوتر الذي يلعب عليه اسامة بن لادن للتأثير على المسلمين كي يتحدوا معه في هدفه وان تتناوله بموضوعية حتى لا يدعو مجالاً لاصحاب الشك في التأثير عليهم.
الاحزاب والاندماج السياسي
وخلص الدكتور ناثان براون، أستاذ العلوم السياسية في جامعة جورج واشنطن، إلى أن تطرف بعض الأحزاب الإسلامية السياسية في العالم الإسلامي مشكلة ليست في الايديولوجية لهذه الحركات بل في ظروفها التي تفرض تصرفاتها. مؤكداً أن الحزب السياسي المسموح له بالتأسيس والمعطى له الصلاحيات للتفاعل سينجح في الاندماج في العملية السياسية كعضو حيوي.
سياسة الإملاءات الأميركية
وقال الدكتور أسامة القاضي، رئيس المركز السوري للدراسات السياسية والاستراتيجية في واشنطن، إن الولايات المتحدة حددت علاقتها مع سورية على أطر المصلحة السياسية متناسيةً شتى أطر العلاقات الأخرى أي انه يشجع سياسة إشراك سورية ضمن مخطط استراتيجي واضح يتجاوز الخطاب الاستعلائي الأمريكي، وسياسة الإملاءات، والمصالح الأمريكية الضيقة مثل محاربة الإرهاب، والتحقيق مع المتهمين والإستقرار في العراق، بل يجب ان يتجاوز التعاون مع الحكومات ليصل إلى المواطن السوري العادي، وبمعنى آخر ان العلاقات الأمريكية السورية يجب ان تتعدى مستوى حكومة - حكومة لتصل إلى مستوى حكومة - شعب.
وعلى الولايات المتحدة الأمريكية ان تنتهج نهج الاتحاد الأوروبي في تعاونه الوثيق مع سورية في شتى مجالات العمل والتجارة.
تخوف اميركا من المسلمين
وقالت سارة خورشيد، الصحفية في ''موقع إسلام اون لاين''، إن دعم الولايات المتحدة للشخصيات والقيادات المتحررة وبعض مراكز الدراسات هو أمر ينعكس سلبياً على الديمقراطية في مصر على سبيل المثال، معللة ذلك بتخوف أمريكا من المسلمين.
علاقة الحكومات والأحزاب العلمانية واليسارية
والإسلامية وأشار عاطف سعداوي، الصحفي في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية حول نشر الديمقراطية في العالم العربي إلى أفكار جديدة لسياسات الولايات المتحدة الأمريكية، مؤكداً أنه لا يمكن تطبيق الديمقراطية بشكل ناجح في الوطن العربي إلا بالموازنة والتوافق بين الحكومات القائمة والأحزاب العلمانية واليسارية والأحزاب الإسلامية.
وقال ''لا يمكن ان تكون الحلول العسكرية هي الوسيلة لنشر الديمقراطية في العالم ويجب التأكيد على ان الحل العسكري هو آخر الحلول تأثيراً في فرض الديمقراطية''.
تآكل الثقة بين الغرب والعالم الإسلامي
وقال الدكتور انور هدام، رئيس ومساعد في إنشاء حركة الحرية والعدالة الاجتماعية في الجزائر، إن المقولة التاريخية للرئيس أوباما إلى العالم الإسلامي التي قال فيها إننا نبحث عن طريق جديد للتقدم اعتماداً على المصلحة المشتركة والاحترام المتبادل.
وأضاف: أكد الرئيس أوباما وجود تآكل في الثقة ما بين العالم الإسلامي والعالم الغربي، خصوصاً في السنوات السبع الأخيرة، والتغيير الحقيقي لن يكون إلا بالضغط من داخل واشنطن.
منظور الألمa
وقال الدكتور شلبي التحمي، الأستاذ في معهد انور السادات للسلام والتطور في جامعة ميريلاند، ان اجتماعنا في هذه اللحظة مهم كي نعكس من خلاله امكانياتنا لتعديل منظور ما بعد 11-9 الذي ينظر منه الأمريكيون إلى العالم الإسلامي.
وأشار إلى أن أغلبية الناس يرون العالم من خلال ما أسماه (منظور الألم) فالصراع الفلسطيني الإسرائيلي ''منظار الألم'' الذي يرى العرب من خلاله أمريكا، وعبّر عن تفاؤله من أن الإدارة الجديدة ستنجح في تحقيق الهدف المنشود.
واطن أمريكي مسلم
وسلط الدكتور سعد الدين إبراهيم، أستاذ علم اجتماع السياسي في جامعة هارفارد، على ثلاثة أعباء يحملها المسلمون الأمريكان، وقال: لا مفر من عبء كونك أمريكياً ومسلماً. فالعبء الأول هو ولاؤك لأمريكا وهمك الأول ان تكون مواطناً جيداً، ثم مسلماً أمريكياً جيداً وبان تصوت دائماً.
وانتقد الإدارة السابقة في حرمانها بعض الحريات للمسلمين. وأضاف علينا ان نعمل جاهدين لتحويل العالم الإسلامي إلى نظام ديمقراطي عظيم.