الساعة

الفلسطينيون يحيون الذكرى 64 للنكبة بالصمود والتمسك بالحقوق الوطنية

16/05/2012


مركز الراي للدراسات

اعداد : كامل إبراهيم

التاريخ : 16/5/2012


-صادفت امس ذكرى مشؤومة ، تلك هي النكبة الوطنية الفلسطينية 15 أيار ـ مايـو 1948، حيث مضى 64 عاماً على تهجير اكثر من 750 الف مواطن فلسطيني واقتلاعهم من وطنهم وتدمير اكثر من 580 قرية ومدينة فلسطينية على ايدي العصابات الصهيونية التي سيطرت في ذلك اليوم على 78% من فلسطين التاريخية لتبدأ رحلة الشعب الفلسطيني مع اللجوء والشتات وما تزال .

تأتي هذه الذكرى في ظل تراجع عربي وإسلامي حتى عن الشجب والاستنكار لممارسات وجرائم الاحتلال الذي استغل الانقسام الفلسطيني بين فتح وحماس والثورات العربية والملف النووي الإيراني لتكثيف الاستيطان وتهويد القدس ،مما يجعل وقع هذه الذكرى على الفلسطينيين والمتعاطفين معهم أكثر قسوة وإيلاما ،

وأشد مقتا وأحدّ نصلا في صدورهم النازفة وبهذه المناسبة استطلعت «الرأي « مواقف العديد من الشخصيات الوطنية الفلسطينية داخل الخط الاخضر.

حنين زعبي

تقول النائبة حنين زعبي من الناصرة ل( الرأي ) نحن لا نريد التعامل مع النكبة كمناسبة وواقع مستمر لاننا بصدد مخطط ليس مجرد حدث تاريخي نتذكرة ، فالمخطط الصهيوني الذي بدأ تنفيذه قبل نكبة عام 1948 ولكن البدء الرسمي لنجاح فصول هذا المخطط كان عام 48 ،في إقامة دولة يهودية على الاراضي الفلسطينية مؤكدة ان فصول هذا المخطط مستمرة الى يومنا هذا .

واكدت زعبي ل( الرأي ) ان عملية تهجير الفلسطينيين وسرقة ارضهم وسياسات تهويد الارض والذاكرة والجغرافيا مازالت مستمرة على جانبي الخط الاخضر .

وقالت :» ان الرسالة التي أوجهها بهذه المناسبة ، انه يجب التعامل مع هذه النكبة كمخطط مستمر يستهدف جميع ابناء الشعب الفلسطيني ،
مشيرة الى انه لا يستطيع جزء محدد من الشعب الفلسطيني سواء في اراضي 48 او اهل نكسة عام 1967 في داخل الوطن او ( في الشتات ) ان يردوا عليه وحدهم بل جميع الشعب الفلسطيني يجب ان يتجندوا للرد عليه «.

واضافت :» الرد الفلسطيني يستوجب وحدة الشعب والنضال الفلسطيني ، فهذا العام نرى وضوح اكثر للموقف الإسرائيلي ، إذ اصبح لا يميز بين فلسطيني داخل الخط الاخضر واخر في الضفة والقطاع والقدس المحتلة مؤكدة انه بعد 16 عاما على توقيع اتفاق اوسلو ثبت ان إسرائيل غير جدية في تقديم اي تنازل ولو كان عن جزء صغير من الاراضي المحتلة عام 1967 «.

ولفتت زعبي الى ان السنوات القليلة الماضية شهدت صياغة تحديات سياسية تجمع بين كافة فئات الشعب الفلسطيني ففي هذا العام وعشية النكبة نشهد التفاف جماهيري فلسطيني شامل في كل فلسطين التاريخية 48 و67 والقدس وفي الشتات جميعاً يتضامنون مع الأسرى والمعتقلين في سجون ومعتقلات الاحتلال الإسرائيلي .

وقالت :» ان هذا الاضراب الوطني الأول الذي يجمع بين فئات الشعب الفلسطيني ، وتحدي التبعات السياسية حيث يواجه فلسطينيو 48 و67 والشتات والمخيمات تلك التبعات التي تتطلب منا مجتمعين موحدين ان نعطي ردودا سياسية ونضالات تجمع بيننا كشعب واحد صاحب قضية واحدة يواجه تحدي ومعضلة لابد من التصدي لها معاً، حيث بدأت إسرائيل تصعد من مشروعها التهويدي والعنصري ضد كل الفلسطينيين وخاصة الداخل .

واوضحت زعبي :» اننا كشعب فلسطيني يجب ان لا نقرأ الواقع بل نصنع هذا الواقع ، ومن يعيش تحت الاحتلال عليه ان يناضل ضد هذا الاحتلال وليس عليه ان يردد ان الواقع سيء بل عليه ان يقف ويدافع عن ارضه وكرامته ، مؤكده ان النضال لم يكن في يوم من الايام قراءة لتوازنات القوى .
ولو كان النضال تحصيل حاصل وقراءة سلبية وغير فاعلة لتوازنات القوى لما نجحت اي من شعوب العالم في ثوراتها ونضالاتها ضد الاستعمار والاحتلال .

وترى زعبي ان هناك جزءا من الشعب يريد ان يقرأ التاريخ وجزءا اخر من الشعب الفلسطيني مصمم ويريد ان يصنع التاريخ وقالت ان هناك ارادة شعبية قوية رغم سلبيات اوسلو التي حاولت دفن وتحطيم روح النضال الفلسطيني ، إلا اننا نشعر ونرى ان ذلك لم ينجح وثورات الشعوب العربية بددت ذلك التحطيم .

واضافت :» ان هناك اجيالا فلسطينية تريد دفن اوسلو وتعيد إحياء قيم النضال وحقنا في العمل والنضال ضد الاحتلال وضد المشروع الصهيوني العنصري في كافة اجزاء وطننا «.

وقالت زعبي ان الشعب الفلسطيني فاعل ونشط وصامد بطل ، نحن نرى تضحيات الاسرى في معتقلات الاحتلال في اطول الاضرابات عن الطعام في التاريخ ، ولا شك ان ارادة الحركة الاسيرة عليها ان تكون نموذجاً لكل نضالات شعبنا الفلسطيني مشيره الى ان اجيال في الداخل الفلسطيني عام 1948 رغم تهويد الذاكرة والوعي الفلسطيني من قبل المدارس التي تدرس المنهاج الإسرائيلي نراها تخرج لتتضامن مع الاسرى فالخيام منتشرة في الناصرة وحيفا وعدد كبير من الشباب مضربون عن الطعام تضامناً مع اسرانا ومعتقلينا الابطال انها حركة تضامن شبابية ،

شباب ولدوا في ظل هذا النظام والمشروع الإسرائيلي هذا الشباب يسبق قيادته من اجل الحياة الحرة الكرامة .

أحمد الطيبي

بدوره قال النائب الفلسطيني في البرلمان الإسرائيلي الدكتور احمد الطيبي ل( الرأي ) :» ان على الإسرائيليين ان يدركوا ان هناك وجهين لهذا اليوم الذي حلت فيه نكبة كبيرة على الشعب الفلسطيني شردت 750 الف فلسطيني عن ديارهم ودمرت بعده اكثر من 580 قرية فلسطينية لتقام دولتهم على انقاذ شعبنا الذي بات يعرف باللاجئين».

واضاف ان الاسرائيليين يحتفلون بذكرى استقلالهم في الشوارع وشعبنا الفلسطيني تم تهجيره وهدم منازله وتقطيع اوصاله ومحاولة إلغاء وجوده عبر عملية تطهير عرقي مشيراً الى ان الحركة الصهيونية خلال العقود الأولى ما بعد النكبة نجحت في تشويه الحقائق التي نقلت للمجتمع الدولي والعالم .

واوضح الطيبي ان الرواية الفلسطينية للنكبة والوجود الفلسطيني في الداخل الذي يزيد اليوم عن مليون و250 الف فلسطيني اي اضعاف عدد الذين لم يخرجوا او لم يشردوا عن ديارهم بعد النكبة ،

هذه الرواية الفلسطينية ترسخت وبدأت تصل الى العالم والى اذهان الإسرائيليين وسقطت المقولة التي تقول ان الرواية الصهيونية هي الرواية الوحيدة في هذا الوطن «.

وتابع الطيبي يقول :» ظهر حجم التشويه الذي ساقته الصهيونية لرواية التاريخ الفلسطيني ، خاصة ونحن نتحدث عن وقائع على الارض وعن عائلات اجتثت من ارضها ومنازلها وعن مواطنين تم قتلهم وقرى تم مسحها عن وجه الارض ومحاولة إسرائيلية لمسح الذاكرة والثقافة الفلسطينية في الداخل الفلسطيني «.

ويرى الطيبي :ان هذا العام يختلف عن الاعوام السابقة من حيث درجة الوعي عند شريحة الشباب الفلسطيني في الداخل ، مؤكداً أنه مازال هناك ضرورة لمزيد من الوعي وتعبئة الناس بما حدث ، ولا شك ان الرواية الفلسطينية تترسخ كل عام اكثر من العام الذي سبقه».

واوضح ان اليمين الإسرائيلي في ذروة قوته و( نتنياهو – امبراطور ) برئاسة تحالف في الكنيست يضم 94 عضواً في واحد من اوسع إئتلاف يميني في تاريخ الكنيست ، والفاشية والعنصرية اصبحت تياراً مركزياً في المجتمع الإسرائيلي والاستيطان مستمر ، وحل الدولتين لم يتحقق ،
ونتنياهو يتنكر لهذا الحل عبر استمرار فرض الأمر الواقع عبر الاستيطان وبناء جدار الفصل العنصري .

والحالة الفلسطينية لم تتغير والمصالحة لم تتحقق والانقسام مستمر ، والسنوات الاخيرة ادخلت القضية الفلسطينية في ازمة حقيقية بسبب هذا الانقسام ، وهناك من يريد ان يغيب القضية الفلسطينية عن الاجندة الدولية ونتنياهو نجح بعض الشيء مستغلاً الملف الإيراني وما يسمى بالربيع العربي من جهة اخرى هذا يتطلب من جميع الفصائل الفلسطينية ان ترتقي وتنبذ كافة الخلافات .

وشدد الطيبي على اهمية تفعيل اتفاق الدوحة بين حركتي فتح وحماس وانجاز المصالحة ، وقال ان التحدي الاكبر امام الجانب الفلسطيني هو الاحتلال ونمو العنصرية والتوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الاونة الاخيرة .

وعن الاستعدادات الفلسطينية في الداخل لذكرى يوم النكبة قال الطيبي :» سيكون الثلاثاء صباحاً مسيرة فلسطينية تقليدية من كل ابناء شعبنا الى قرية اللجون المهجرة في منطقة ام الفحم كما سيعم الاضراب العام ارجاء البلاد «.

واضاف ان الاضراب بمناسبة يوم الارض هذا العام تأثر بشكل كبير بإضراب اسرى الحرية في سجون الاحتلال حيث يأتي للتضامن مع الاسرى في هذا السياق ستنصب عشرات الخيام التضامنية على ارض اللجون للتضامن مع الاسرى بناء على قرار لجنة المتابعة العليا الذي اتخذته قبل يومين».

رائد صلاح

ويقول رئيس الحركة الإسلامية الشيخ رائد صلاح عضو لجنة المتابعة العربية الفلسطينية داخل الخط الاخضر :» ان 64 عاماً مرت على نكبة فلسطين لا تزيدنا إلا قناعة ان المشروع الصهيوني قام اصلاً على باطل وما قام على باطل لا حياة له ولا استمرار ، وهذه السنوات الطويلة المرة تزيدنا يقيناً بان شعبنا الفلسطيني الذي قدم ما قدم من شهداء وجرحى واسرى وارامل وايتام ما زال يتمسك بحقه في قيام دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشريف .


واضاف الشيخ رائد ل( الرأي ) :» ان الاحتلال الإسرائيلي حاول ويحاول ان يوصل شعبنا الفلسطيني الى طريق مسدود وبث اليأس والاحباط فيه ليسهل السيطرة عليه ، ولكن هذا الشعب الصابر المرابط مازال متمسكا بثوابته وعلى العهد رغم مرور السنين وخاصة اللاجئين مؤكدين انه لا عودة عن حق العودة في الجليل الاعلى وفي حيفا ويافا والقدس والنقب والخليل .

وشدد على ان الارادة الفلسطينية اقوى من عوامل ومحاولات التيئيس الإسرائيلية وان الحق الفلسطيني اقوى وارسخ واعمق واحق من المشروع الباطل الإسرائيلي .

وقال الشيخ رائد ان من اهم ما يميز هذا العام 2012 عن الاعوام الماضية ان اليقظة العربية والإسلامية التي بدأت تمتد في العمق الإسلامي والعربي بدأت ترد الاعتبار للقضية الفلسطينية بعد ان حاول البعض ان يقزمها ويختصرها في الدائرة الضيقة ،

إذ حاول البعض ان ينقل القضية الفلسطينية من امة إسلامية وعالم عربي الى مجرد شعب فلسطيني ولكن هذه النهضة التي تتزامن مع ثورات الشعوب بدأت تؤكد بلسان واضح ان قضية فلسطين قضية عربية وإسلامية وان كل الثورات لا تزال تستشعر واجب نصرة القضية وتعتبرها القضية الأولى .


ورداً على سؤال حول الاستعدادات الفلسطينية لذكرى يوم النكبة قال الشيخ رائد :» ان الجماهير الفلسطينية في اجتماع لجنة المتابعة تم الاتفاق على ان يكون يوم الثلاثاء 15-5-2012 يوم اضراب عام وتم الاتفاق على بناء نموذج لقرية فلسطينية في قرية(( اللجون المنكوبه )) لتجسيد املنا وطموحنا وتجسيد تصميمنا على اعادة بناء كافة المدن والقرى التي دمرها الاحتلال والتي يزيد عددها عن 580 قرية ومدينة فلسطينية .

عكرمة صبري

وقال الشيخ عكرمة صبري رئيس الهيئة الاسلامية العليا ل( الرأي ) ان هذه النكبة لن تلحق باهل فلسطين وحدهم بل هي نكبة الامة الاسلامية باكملها حيث ان هذه النكبة هي وليدة ونتيجة لنكبة الحرب العالمية الاولى ووعد بلفور المشؤوم الذي صدر عام 1917 ونتيجة نكبة عام 1948 فقد لحقتها نكبات متعددة وحصلت نكسة العام 67 ولا تزال النكبات والنكسات تلاحقنا حتى هذا اليوم.
واضاف ان ما يميز هذا العام عن غيره بان احياء هذه الذكرى لم يقتصر احياؤها في هذه البلاد فحسب بل شملت بلدانا عربية واجنبية ايضا وان الاجيال الصاعدة قد تنورت بحق ما يتعلق بموضوع حق العودة.

واشار الى ان الفلسطينيين يستعدون لاحياء هذه المناسبة من حيث اقامة الاحتفالات والقاء الكلمات واستدراج التاريخ.

وفي تقييمه للوضع الفلسطيني بعد مرور 64 عاما على النكبة الفلسطينية قال الشيخ صبري اتصور ان الوضع لا يبشر بخير في الوقت نفسه لا اكون متشائما انما المعطيات الحالية لا تؤدي الى انفراج ولا الى تحرير.

واكد ان مدينة القدس كانت اكثر المدن تاثرا بهذه النكبات وان التركيز عليها بالتهويد والمستعمرات السرطانية.

محمد بركة

النائب العربي في الكنيست محمد بركة قال ل( الراي ) ان احلام اسرائيل بالتخلص من ابناء الشعب الفلسطيني داخل الخط الاخضر تحطم على صخرة صمود هذا الجزء من الشعب الفلسطيني رغم ان احلام الترانسفير ما زالت تراود قطاعات واسعة في المشهد الاسرائيلي وخاصة في السنوات الاخيرة حيث تتعاظم اخطار التحريض العنصري والتشريعات العنصرية والتمييز في النواحي المدنية والقومية للفلسطينيين داخل الخط الاخضر.


وراى ان الافكار المسبقة التي كانت موجودة وتحاول ان تتعامل مع بقائنا في وطننا كجريمة اخذ مكانه الطبيعي بشان نضالنا من اجل المحافظة على هويتنا وبقائنا من ناحية ومن اجل حقوقنا وحقوق شعبنا من ناحية اخرى.

واكد ان الفلسطينيين يصرون على تحقيق اهدافهم وهي الاصرار على حق العودة وحق تقرير المصير واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة مؤكدا ان القضية الفلسطينية «لم تنعم» بتضامن عربي فاعل وبموقف عربي صلب الى جانب حقوق الشعب الفلسطيني ولكن في السنة ونصف الاخيرة هذا الدور اصبح محدودا بفعل انشغال العالم العربي بقضاياه الداخلية وبالحراك الاجتماعي الذي يعم ارجاء واسعة من العالم العربي.
وقال: ان يوم نكبة الشعب الفلسطيني هو اليوم الذي نتذكر فيه مئات القرى الفلسطينية وترحيل وتهجير مئات الالوف من ابناء شعبنا الفلسطيني الذين تحولوا الان الى ملايين لذلك نحن درجنا على تنظيم ما اصطلحنا على تسميته مسيرة العودة وهذه المسيرة تنتقل من قرية مهجرة الى اخرى وفي هذا العام كانت في قريتي عمقا والكويكات في الجليل.
التمسك بالثوابت
وبهذه المناسبة اصدرت الفصائل والحركات الفلسطينية بيانات شددت فيها على الثوابت الفلسطينية ورفض النكبة ونتائجها واستمراراها على ارض الوقع
وانتقدت الفصائل محاولات الإطراف الدولية تحويل القضية الفلسطينية إلى قضية إنسانية مضمونها توفير الطعام، واللباس، والخيام، بينما هي في واقع الأمر قضية وطنية سياسية وقانونية. مشددة على ان جرح النكبة مازال ينزف بينما يقف المجتمع الدولي عاجزاً أمام المشروع الصهيوني، ولم يستطع تنفيذ القرارات الدولية التي تؤكد حفَّنا في العودة إلى أرضنا خاصة القرار الدولي (194)، والقرار (181) الذي يقضي بإقامة دولتين، وللأسف فإن العالم ساند اليهود لإقامة كيانهم العنصري، ولم يسمح بإقامة الدولة الفلسطينية العربية.
واكدت على ضرورة إتمام المصالحة الفلسطينية التي تم التوقيع عليها من قبل الجميع دون .

مشددة على رفض الشعب الفلسطيني بكل قواه الوطنية والإسلامية لكافة مشاريع التوطين، واصراره على العودة إلى أرضه التي طرد منها في العام 1948، وشعبنا يرفض كافة محاولات تشويه موقفه المبدئي القائم على استمرارية كفاحه الوطني حتى تحقيق أهدافه الوطنية وخاصة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967، والقدس هي عاصمتنا الأبدية.
ونحن نؤكد بأنه لا سلام في المنطقة في غياب حل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين.
وأكد النواب الإسلاميون في الضفة الغربية أن الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده لا زال يجدد العهد لقضيته الوطنية، وحقه في العودة وتقرير المصير، ورفض كل البدائل المطروحة التي من شأنها أن تمس بالحق المقدس للاجئين الفلسطينيين، كما رفض النواب كل الأفكار والحلول التي من شأنها الانتقاص من حق العودة، وعلى رأسها فكرة الوطن البديل.
بيانات موثقة
وتشير بيانات موثقة نشرها ‹الإحصاء المركزي› إلى أن الإسرائيليين قد سيطروا خلال مرحلة النكبة على 774 قرية ومدينة،

حيث دمروا 531 قرية ومدينة فلسطينية، كما اقترفت القوات الإسرائيلية أكثر من 70 مذبحة ومجزرة بحق الفلسطينيين وأدت إلى استشهاد ما يزيد عن 15 ألف فلسطيني خلال فترة النكبة.

وتشير المعطيات الإحصائية إلى أن عدد الفلسطينيين عام 1948 قد بلغ 1.37 مليون نسمة، في حين قدر عدد الفلسطينيين في العالم نهاية عام 2011 بحوالي 11.2 مليون نسمة، وهذا يعني أن عدد الفلسطينيين في العالم تضاعف أكثر من 8 مرات منذ أحداث نكبة 1948.

وقدمت علا عـوض، رئيس الإحصاء الفلسطيني، امس شرحاً مفصلاً عن أوضاع الشعب الفلسطيني من خلال الأرقام والحقائق الإحصائية بمناسبة الذكرى الرابعة والستين لنكبة فلسطين.

• حوالي 11.2 مليون نسمة عدد الفلسطينيين في العالم، منهم 4.2 مليون نسمة في الأراضي الفلسطينية، 1.37 مليون نسمة في أراضي عام 1948، في نهاية العام 2011.

واستعرضت السيدة علا أوضاع الشعب الفلسطيني من خلال الأرقام والحقائق الإحصائية ، مشيرة أن ذكرى اقتلاع وتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه ووطنه في عملية تطهير عرقي منظمة ومدبرة قامت بها العصابات الصهيونية المسلحة.

حيث تؤكد المعطيات والشواهد التاريخية أن عملية التهجير القسري للفلسطينيين عن وطنهم كانت مدبرة منذ وقت طويل، توجت بإعلان قيام دولة «إسرائيل» في العام 1948 على أنقاض الشعب الفلسطيني، بعد عمليات القتل والمجازر التي ارتكبت بحق المدنيين الفلسطينيين.

النكبة: تطهير عرقي وإحلال سكاني

مصطلح نكبة يعبر في العادة عن الكوارث الناجمة عن الظروف والعوامل الطبيعية مثل الزلازل والبراكين والأعاصير، بينما نكبة فلسطين كانت عملية تطهير عرقي وتدمير وطرد لشعب أعزل وإحلال شعب آخر مكانه، حيث جاءت نتاجاً لمخططات عسكرية بفعل الإنسان وتواطؤ الدول،

فقد عبرت أحداث نكبة فلسطين وما تلاها من تهجير حتى احتلال ما تبقى من أراضي فلسطين في عام 1967 عن مأساة كبرى للشعب الفلسطيني، وتشريد نحو 800 ألف فلسطيني من قراهم ومدنهم إلى الضفة الغربية وقطاع غزة والدول العربية المجاورة،

فضلاً عن تهجير الآلاف من الفلسطينيين عن ديارهم رغم بقاءهم داخل نطاق الأراضي التي أخضعت لسيطرة إسرائيل، وذلك من أصل 1.4 مليون فلسطيني كانوا يقيمون في فلسطين التاريخية عام 1948 في 1,300 قرية ومدينة فلسطينية.

وتشير البيانات الموثقة أن الإسرائيليين قد سيطروا خلال مرحلة النكبة على 774 قرية ومدينة، حيث قاموا بتدمير 531 قرية ومدينة فلسطينية، كما اقترفت القوات الإسرائيلية أكثر من 70 مذبحة ومجزرة بحق الفلسطينيين وأدت إلى استشهاد ما يزيد عن 15 ألف فلسطيني خلال فترة النكبة.

الواقع الديمغرافي: بعد 64 عام على النكبة تضاعف الفلسطينيون 8 مرات
تشير المعطيات الإحصائية أن عدد الفلسطينيين عام 1948 قد بلغ 1.37 مليون نسمة، في حين قدر عدد الفلسطينيين في العالم نهاية عام 2011 بحوالي 11.2 مليون نسمة، وهذا يعني أن عدد الفلسطينيين في العالم تضاعف أكثر من 8 مرات منذ أحداث نكبة 1948.

وفيما يتعلق بعدد الفلسطينيين المقيمين حاليا في فلسطين التاريخية (ما بين النهر والبحر) فإن البيانات تشير إلى أن عددهم قد بلغ في نهاية عام 2011 حوالي 5.6 مليون نسمة، ومن المتوقع ان يبلغ عددهم نحو 7.2 مليون وذلك بحلول نهاية عام 2020 وذلك فيما لو بقيت معدلات النمو السائدة حالياً.

وتظهر المعطيات الإحصائية أن نسبة اللاجئين الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية تشكل ما نسبته 44.1% من مجمل السكان الفلسطينيين المقيمين في الأراضي الفلسطينية نهاية العام 2011، كما بلغ عدد اللاجئين المسجلين لدى وكالة الغوث نهاية عام 2011، حوالي 5.1 مليون لاجئ فلسطيني، يشكلون ما نسبته 45.6% من مجمل السكان الفلسطينيين في العالم، يتوزعون بواقع 59.1% في كل من الأردن وسوريا ولبنان، و17.1% في الضفة الغربية، و23.8% في قطاع غزة.

يعيش حوالي 29.0% من اللاجئين الفلسطينيين في 58 مخيماً تتوزع بواقع 10 مخيمات في الأردن، و9 مخيمات في سوريا، و12 مخيماً في لبنان، و19 مخيماً في الضفة الغربية، و8 مخيمات في قطاع غزة.

وتمثل هذه التقديرات الحد الأدنى لعدد اللاجئين الفلسطينيين باعتبار وجود لاجئين غير مسجلين، إذ لا يشمل هذا العدد من تم تشريدهم من الفلسطينيين بعد عام 1949 حتى عشية حرب حزيران 1967 « حسب تعريف وكالة الغوث للاجئين» ولا يشمل أيضا الفلسطينيين الذين رحلوا أو تم ترحيلهم عام 1967 على خلفية الحرب والذين لم يكونوا لاجئين أصلا. كما قدر عدد السكان الفلسطينيين الذين لم يغادروا وطنهم عام 1948 بحوالي 154 ألف فلسطيني، في حين يقدر عددهم في الذكرى الرابعة والستون للنكبة حوالي 1.37 مليون نسمة نهاية عام 2011 بنسبة جنس بلغت حوالي 102.2 ذكرا لكل مائة أنثى. ووفقا للبيانات المتوفرة حول الفلسطينيين المقيمين في إسرائيل للعام 2010 بلغت نسبة الأفراد أقل من 15 سنة حوالي 37.5% من مجموع هؤلاء الفلسطينيين مقابل 3.9% منهم تبلغ أعمارهم 65 سنة فأكثر، مما يشير إلى أن هذا المجتمع فتيا كامتداد طبيعي للمجتمع الفلسطيني عامة.
كما قدر عدد السكان في الأراضي الفلسطينية بحوالي 4.2 مليون نسمة في نهاية عام 2011 منهم 2.6 مليون في الضفة الغربية وحوالي 1.6 مليون في قطاع غزة.

من جانب آخر بلغ عدد السكان في محافظة القدس حوالي 393 ألف نسمة في نهاية العام 2011، منهم حوالي 62.1% يقيمون في ذلك الجزء من المحافظة والذي ضمته إسرائيل عنوة بعيد احتلالها للضفة الغربية في عام 1967 .

وتعتبر الخصوبة في الأراضي الفلسطينية مرتفعة إذا ما قورنت بالمستويات السائدة حالياً في الدول الأخرى، فقد وصل معدل الخصوبة الكلية عام 2010 في الأراضي الفلسطينية 4.1 مولود، بواقع 3.8 في الضفة الغربية و4.9 في قطاع غزة.
الكثافة السكانية: نكبة فلسطين حولت قطاع غزة إلى أكثر بقاع العالم اكتظاظا بالسكان .

بلغت الكثافة السكانية في الأراضي الفلسطينية في نهاية العام 2011 حوالي 703 أفراد/ كم2 بواقع 462 فرد/كم2 في الضفة الغربية و4,429 فرد/كم2 في قطاع غزة، أما في إسرائيل فبلغت الكثافة السكانية في نهاية العام 2011 حوالي 362 فرد/كم2 من العرب واليهود.

المستعمرات:

الغالبية العظمى من المستعمرين يقيمون في القدس بغرض تهويدها

تشير البيانات إلى أن عدد المواقع الاحتلالية في نهاية العام 2011 في الضفة الغربية قد بلغ 474 موقعا، أما عدد المستعمرين في الضفة الغربية فقد بلغ 518,974 مستعمراً نهاية العام 2010.

ويتضح من البيانات أن 50.6% من المستعمرين يسكنون في محافظة القدس حيث بلغ عـددهم حوالي 262,493 مستعمراً منهم 196,178 مستعمراً في القدس الشرقية، وتشكل نسبة المستعمرين إلى الفلسطينيين في الضفة الغربية حوالي 20 مستعمر مقابل كل 100 فلسطيني، في حين بلغت أعلاها في محافظة القدس حوالي 68 مستعمر مقابل كل 100 فلسطيني.

جدار الضم والتوسع

يلتهم نحو 13% من مساحة الضفة الغربية،ومن المتوقع أن يصل طول الجدار بناء على بيانات وزارة الدولة لشؤون الجدار والاستيطان نحو 757 كم، 92% منها تمر داخل اراضي الضفة الغربية، وتشير التقديرات حسب مسار الجدار إلى أن مساحة الأراضي الفلسطينية المعزولة والمحاصرة بين الجدار والخط الأخضر (باستثناء J1) بلغت حوالي 733 كم2 في العام 2010 أي حوالي 13.0% من مساحة الضفة الغربية، منها حوالي 348 كم2 أراضٍ زراعية و110 كم2 مستغلة كمستعمرات وقواعد عسكرية و250 كم2 غابات ومناطق مفتوحة بالاضافة إلى 25 كم2 أراضٍ مبنية فلسطينية. ويعزل الجدار نهائيا حوالي 53 تجمعاً يسكنها ما يزيد على ثلاثمائة ألف نسمة، تتركز أغلب التجمعات في القدس بواقع 27 تجمعا يسكنها ما يزيد على ربع مليون نسمة، بالإضافة الى ذلك يحاصر الجدار 165 تجمع سكاني يقطنها ما يزيد على نصف مليون نسمة وتعتبر مدينة قلقيلية أحد الأمثلة الشاهدة على ذلك. وفي نفس السياق، تشكل مساحة غور الأردن ما نسبته 29% من إجمالي مساحة الضفة الغربية، حيث تسيطر اسرائيل على اكثر من 90% من مساحته حسب بيانات مؤسسات حقوقية اسرائيلية، ويقيم فيه نحو 65 الف فلسطيني في حين يبلغ عدد المستعمرين في ذات المنطقة 9,500 مستعمر.

اليهود يسيطرون على أكثر من 85% من أرض فلسطين التاريخية

يعيش حوالي 11.7 مليون نسمة في فلسطين التاريخية كما هو في نهاية العام 2011 والتي تبلغ مساحتها حوالي 27,000 كم2 ويشكل اليهود ما نسبته 52% من مجموع السكان ويستغلون أكثر من 85% من المساحة الكلية للأراضي. بينما تبلغ نسبة الفلسطينيين 48% من مجموع السكان ويستغلون أقل من 15% من مساحة الأرض، مما يقود الى الاستنتاج بان الفرد الفلسطيني يتمتع بأقل من ربع المساحة التي يستحوذ عليه الفرد الاسرائيلي من الارض.
المياه في الأراضي الفلسطينية

واقع وتحديات

بلغت كمية المياه المشتراه من شركة المياه الإسرائيلية (ميكروت) عام 2010 للاستخدام المنزلي حوالي 51 مليون متر مكعب, وتشكل نحو 15% من كمية المياه المتاحة سنويا، وذلك بسبب سيطرة اسرائيل على مصادر المياه المتاحة والتحكم في كمية الضخ والاستيلاء عليها وإعادة بيعها للفلسطينيين.
الشهداء.. رمز النضال المستمر لتحرير الأرض
بلغ عدد الشهداء منذ بداية انتفاضة الأقصى 7,460 شهيداً، خلال الفترة 29/09/2000 وحتى 31/12/2011، ويشار إلى أن عدد الشهداء نهاية العام 2009 قد بلغ 7,235 شهيداً، منهم 2,183 شهيداً في الضفة الغربية بواقع 2,059 شهيداً من الذكور و124 شهيداً من الإناث، وفي قطاع غزة 5,015 شهيداً بواقع 4,601 شهيداً من الذكور و414 شهيداً من الإناث. والباقي من أراضي عام 1948 وخارج الأراضي الفلسطينية.

ويشار إلى أن العام 2009 كان أكثر الأعوام دموية حيث سقط 1,219 شهيداً تلاه العام 2002 بواقع 1,192 شهيداً، فيما استشهد 107 شهداء خلال العام 2010، بينهم 9 متضامنين أتراك قتلهم جيش الإحتلال خلال إعتدائه على قوافل أسطول الحرية للتضامن مع أبناء شعبنا المحاصر في قطاع غزة.

الأسرى
وفي تقرير إحصائي أصدرته وزارة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية بينت أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت منذ العام 1967 ولغاية اليوم قرابة 800 ألف أسيراً وأسيرة، بينهم قرابة 12 ألف أسيرة وعشرات الآلاف من الأطفال، بحيث لم تعد هناك عائلة فلسطينية إلا وتعرض أحد أو جميع أفرادها للاعتقال،

وهناك من تكرر اعتقالهم مرات عديدة.
وتظهر البيانات بأن ما يقارب من 4,610 أسرى لا زالوا قابعين في سجون ومعتقلات الإحتلال الإسرائيلي، بينهم عشرات الأسرى العرب من جنسيات مختلفة، كما يوجد 5 أسيرات، و203 أطفال ويشكلون ما نسبته 4.4% من إجمالي عدد الأسرى،
ومن بينهم 50 أسيراً مضى على اعتقالهم عشرين عاماً، وهناك 23 أسيراً مضى على اعتقالهم ربع قرن وما يزيد. كما ويتضح من البيانات بأنه ومنذ بدء انتفاضة الأقصى في 28 سبتمبر أيلول 2000، سُجلت أكثر من 70 ألف حالة اعتقال، بينهم قرابة 8 آلاف طفل، و850 أنثى (منهن أربعة نساء حوامل وضعن مولودهن داخل السجن).
ومن بين المعتقلين عشرات النواب والوزراء السابقين، كما صدر أكثر من عشرين ألف قرار اعتقال إداري ما بين اعتقال جديد وتجديد الاعتقال.