الساعة

الجيش العربي .. عقيدة قامت على الذود عن الأمة وقضاياها

إعداد: مركز «الرأي» للدراسات

حزيران 2012

للجيش العربي الأردني خصوصية يتميز بها عن سائر الجيوش، فنواته تشكلت قبل إنشاء الكيان السياسي للدولة. وإضافة إلى مهماته الرئيسة في الدفاع عن حياض الوطن والحفاظ على أمنه، فقد كلفت بعض عناصره بمهمات إدارية مختلفة قبل أن توجد الوزارات أو الدوائر الحكومية انسجاماً مع شعار «يد تبني ويد تحمل السلاح».

وما إن تشكلت وحدات المشاة في الجيش العربي الذي يحتفل الأردن في 10 حزيران من كل عام بيومه وبذكرى الثورة العربية الكبرى، حتى كُلّفت بمهمات حربية وأمنية خارج حدود الوطن، وما ذلك إلا محصلة لتفاعل الأسرة الهاشمية الحاكمة والشعب الأردني الوفي مع القضايا الإقليمية والدولية والقومية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.

والأردن، بلد الثنائيات المتجاورة والمتكاملة: البداوة والاستقرار، الواقع والطموح، المحافظة والانفتاح، الوطنية والقومية.. ومن هذه الثنائيات برزت ثنائية الجيش العربي: جيش الحرب والسلام، وجيش الحرب والتنمية، الجيش الوطني وحامل القضايا القومية.

ولأنه كذلك، فقد وصلت القوات الأردنية إلى العراق، وسوريا، والكويت، وعُمان، واليمن، والبحرين، لتدافع عن أمن الإنسان، وتساعد في إعداد الجيوش العربية الصديقة وتهيئتها.

كما أن أعمال القوات المسلحة امتدت لتضم إلى جانب الحفاظ على الأمن الوطني، التنمية الوطنية المستدامة، وتقديم الخدمات الصحية، والتشاركية مع المجتمعات المحلية.

 

النشأة

تعود نواة القوات المسلحة الأردنية إلى نخبة من المقاتلين ضمن جنود الثورة العربية الكبرى الذين قدموا مع سمو الأمير (حينئذ) عبد الله بن الحسين في 21/10/1920، بمعنى أن الجيش العربي هو جيش الثورة العربية الكبرى، الذي يرتبط تاريخه بتاريخها ارتباطا عضويا.

وكان الشريف الحسين بن علي- طيب الله ثراه- أطلق على قوات الثورة في العام 1917 اسم (الجيش العربي)، وبعد ست سنوات (1923) أطلق الأمير عبد الله بن الحسين على نواة قوة إمارة شرقي الأردن الاسم نفسه، ليظل هذا الجيش جيشا لكل العرب كما كانت الثورة العربية ثورة لكل العرب.

وقد صدر أول قانون للجيش العربي في 2 شباط 1927، وتعددت مهمات هذا الجيش لتشمل الجوانب الأمنية والحفاظ على سيادة الوطن وأمنه، والأدوار التنموية ومد يد العون إلى الدول الصديقة والمشاركة في قوات حفظ السلام.

ومنذ تكوين الكيان السياسي، اضطلعت المؤسسة العسكرية (الجيش العربي) بدور أساسي في دمج المجتمع الأردني بمشروع الدولة الأردني النهضوي، من خلال إقامة المعسكرات الخاصة وتكوين أفراد ملتزمين أيديولوجياً بالعقيدة العسكرية التي بُنيت على الدفاع عن الوطن والأمة.

وبهذا الجيش، وبمؤسسات الدولة وبالقيادة الهاشمية أصبح للأردن ما يمكن دعوته «زمن وطني» يشار له في كل زمان ومكان، بفخر واعتزاز. فالجيش الاردني هو جيش العرب حميعا, ذلك أنه جيش مصطفوي انبنى وتربى على حب الدين. وقد دأب على مساعدة المحتاجين والمنكوبين في أصقاع المعمورة، كما ساهم في مسح الآلام من خلال مستشفياته في كل من غزة ورام الله وأفغانستان وليبيريا والكثير من بلدان العالم، وسيظل ظهيرا لأمته قائما بأمر الدفاع عنها مستعدا في كل حين لبذل الأنفس في سبيل قضاياها.

التطور

يمكن تقسيم مسيرة القوات المسلحة زمنياً الى أربع مراحل استنادا إلى أحداث مهمة شكل كل منها منعطفا في مسيرة هذه القوات:

1- مرحلة التأسيس (1921-1948)

 

إذ تعود جذور الجيش العربي إلى بدايات عام 1921، حيث شكلت نواته كما سبق ذكره، من رجال الثورة العربية الكبرى الذين خرجوا مع الأمير عبد الله بن الحسين من الحجاز لتحرير بلاد الشام. وشكل الأمير عبد الله الأول ابن الحسين أول حكومة وطنية في شرق الأردن في ذلك العام، واعترفت بريطانيا رسميا باستقلال الإمارة.

2- المرحلة الأولى

 

كان هم الأمير المؤسس أن يكون للإمارة جيش يحمي أرضها وشعبها، خاصة أن ظروف التأسيس كانت بالغة الصعوبة على إثر الحرب العالمية الأولى، وكان أول تنظيم للجيش على النحو التالي:

- سرية الفرسان.

- سرية المشاة.

- فئة الرشاشات.

- فئة اللاسلكي.

- حرس السجون.

- فئة الموسيقى.

وبلغ تعداد هذه القوة حتى عام 1923 نحو 750 مقاتلا، وسميت «القوة السيارة». وكانت أولى مهمات الجيش توطيد الأمن والاستقرار في البلاد.

وفي أواخر 1930 بدأ الجيش العربي تأليف وحدة عسكرية من أبناء البادية، وتم إمداده بالسيارات وأجهزة اللاسلكي، ونعمت أرض الأردن بالاستقرار والأمن الذي لم تشهده منذ مدة طويلة.

وفي عام 1933 تشكلت قوة آلية مكونة من ثلاث سيارات عددها 120 ما بين هجان وراكب. وفي عام 1936 تم تشكيل قوة احتياطية أطلق عليها «قوة البادية الميكانيكية».

3- مرحلة ما بعد الاستقلال (1948-1967)

استمر الملك عبدالله بتطوير الجيش بعد أن بايعه عرب فلسطين بعد اجتماعهم في أريحا عام 1950 ملكا على الضفتين، وفي تلك الفترة خاض الجيش العربي معارك الدفاع عن فلسطين وقدم قوافل الشهداء دفاعا عن ثراها الطاهر، وأصبح مكونا من ثلاثة ألوية، وفي ذلك الوقت أنشئت أول نواة لسلاح الدروع والمدفعية.

وبعد استشهاد الملك المؤسس على باب المسجد الأقصى تولى الملك طلال سلطاته الدستورية حيث اهتم -رحمه الله- ببناء وتقوية الجيش العربي فتم تشكيل الحرس الوطني عام 1951.

وعندما تسلم جلالة الملك الحسين بن طلال- رحمه الله - سلطاته الدستورية شرع ببناء الأردن القوي المنيع فكان من الطبيعي أن يوجّه جلالته أقصى اهتمامه لبناء الجيش العربي الأردني حيث بلغ عدد قوات الجيش في تلك الفترة 17 ألف جندي.

وكان قراره التاريخي في الأول من آذار 1956 بالاستغناء عن خدمات الفريق كلوب رئيس أركان الجيش وتسليم قيادة الجيش إلى ضباط من أبناء الأردن الأوفياء، وشاركت القوات المسلحة الأردنية في حرب 1967، وقدم الجيش العربي 730 شهيدا من خيرة أبنائه الذين التحقوا بقافلة الشهداء الابرار، فكان قراره التاريخي في الأول من آذار 1956 بالاستغناء عن خدمات الفريق كلوب رئيس أركان الجيش وتسليم قيادة الجيش إلى ضباط من أبناء الأردن الأوفياء.

وفي العام 1968 سجل الجيش الأردني أروع البطولات وأسمى معاني الفداء والذود عن أرض الوطن , اذ تمكن من إلحاق أول هزيمة بالجيش الإسرائيلي في معركة الكرامة التي رفض الحسين -رحمه الله -وقف إطلاق النار فيها حتى انسحاب آخر جندي إسرائيلي من الأراضي الأردنية.

4- مرحلة التحديث والتطوير (1973-1996)

شهدت القوات المسلحة في هذه المرحلة تطورا هائلا، فمع مطلع عام 1975 وضعت الخطط والدراسات لجعل القوات المسلحة جيشا مدرعا ميكانيكيا وذلك لمواكبة التطور المتسارع في المنطقة، وقد وضعت الخطط موضع التنفيذ في عام 1977 حيث شهدت وحدات المشاة تحديثاً ملموساً شمل الأسلحة المستخدمة لقوات المشاة، وتجهيزاتها من حيث النوعية والوزن وملاءمة الظروف، إضافة لتطوير وسائل التعليم والتدريب واستخدام الميادين التعبوية والإلكترونية لرفع مستوى كفاءة الأفراد القتالية بالإضافة إلى استعمال المعدات الليزرية في التدريب والتأهيل.

وقد استمر سلاح الجو الملكي الأردني بالتطوير وتحديث أسلحته من مختلف المصادر كان آخرها عندما توجت جهود جلالته -رحمه الله -بالحصول على طائرات (إف 16) المتطورة وشيدت كلية خاصة لتدريب الطيارين الأردنيين.

وخطا سلاح الهندسة الملكي الأردني خطوات مهمة في هذه المرحلة حيث زود بالتجهيزات والآليات العسكرية اللازمة. كما شكلت العديد من وحدات المدفعية الجديدة وزودت بأفضل أنواع الأسلحة والذخائر.

وكان للعمليات الخاصة (القوات الخاصة الملكية سابقا) النصيب الوافر من رعاية المغفور له جلالة الملك الحسين, وقد تمثل ذلك في تكليف جلالة الملك عبد الله لقيادة هذه القوات في 20 تشرين الثاني 1994 حيث التصق بجنودها وتعايش معهم وشاركهم في جميع التدريبات.

وحقق سلاح الصيانة الملكي الأردني إنجازات كبيرة، فتم إنشاء مشاغل الحسين الرئيسية ذات المستوى التكنولوجي العالي ومشغل المعدات الإلكترونية حيث تمكن العاملون في هذه المشاغل من إعادة البناء والتحديث لآليات القوات المسلحة وإدامتها وإدخال التعديلات المتطورة عليها بما يتلاءم مع طبيعة وظروف عمل القوات المسلحة في الأردن.

وتم تطوير الاتصالات عن طريق سلاح اللاسلكي الملكي الأردني، حيث تمتعت وحدات وتشكيلات القوات المسلحة بشبكة اتصالات حديثة تعمل بشكل فعال ولها القدرة على العمل في مختلف الظروف الجوية والقدرة على تأمين الاتصال الجيد وبطرق ميسرة.

وتشكلت مديرية الدفاع الجوي وأصبح لهذا السلاح تواجد ودور في جميع التشكيلات والقطاعات في القوات المسلحة. وتم تحديث السلاح المدرع بإدخال دبابة خالد بن الوليد ودبابة طارق بن زياد التي عدلت بخبرات الضباط الأردنيين من المهندسين الفنيين وزودت بأفضل المعدات بالإضافة إلى دبابة م 60 أ 3. وزود سلاح البحرية الملكي بالزوارق الحربية المتوسطة والخفيفة المجهزة بالأسلحة والمعدات الحديثة ومعدات الغطس والغوص.

وشهدت الخدمات الطبية الملكية تطوراً كبيراً , فقد شكلت الكتائب الطبية بمعدل كتيبة لكل فرقة، كما تم افتتاح العديد من المراكز الطبية المنتشرة في جميع أنحاء المملكة بالإضافة إلى بناء المستشفيات العسكرية المتخصصة في المحافظات وفي مقدمتها مدينة الحسين.

وانتشرت المدارس التابعة لمديرية التربية والتعليم والثقافة العسكرية في كل مكان داخل معسكرات القوات المسلحة وخارجها في المدينة والبادية، وتأسست جامعة مؤته بهدف إيجاد كوادر من الضباط المؤهلين عسكرياً وعلمياً وكذلك كانت كلية الحرب الملكية وكلية القيادة والأركان الملكية خير أمثلة لتجسيد هذا التطور في إعداد الطواقم والكوادر البشرية وتأهيلها لتواكب الحديث في السلاح والقدرة القتالية.

وكان للقوات المسلحة الأردنية دور مشرف في المشاركة بمهام حفظ السلام الدولية في شتى ربوع العالم، والتي بدأت عام 1989وقد كان نشامى الوطن سفراء ناجحين للأردن والأمة بما امتازوا به من الأخلاق الرفيعة والانضباطية المتميزة، والحرص على أداء الواجب وتنفيذ المهام المناطة بهم بكل أمانة وإخلاص.

5- مرحلة مواكبة العصر

منذ تسلم جلالة الملك عبد الله الثاني سلطاته الدستورية أولى القوات المسلحة جل اهتمامه ورعايته، لتواكب العصر تسليحاً وتأهيلاً، فسعى جلالته لتطوير وتحديث القوات المسلحة لتكون قادرة على حماية الوطن ومكتسباته والقيام بمهامها على أكمل وجه مثلما سعى إلى تحسين أوضاع منتسبيها العاملين والمتقاعدين حيث أصبحت القوات المسلحة الأردنية مثالاً ونموذجاً في الأداء والتدريب والتسليح تتميز بقدرتها وكفاءتها القتالية العالية بفضل ما أولاها جلالة القائد الأعلى من اهتمام كبير بحيث هيأ لها كل المتطلبات التي تمكنها من تنفيذ مهامها وواجباتها داخل الوطن وخارجه.

وبتوجيه من جلالته يتطلع هذا الجيش مع كل مؤسسات الوطن لأن يصبح الأردن دولة الإنتاج والاعتماد على الذات حتى يتمكن هذا الجيش من ممارسة دوره وتلبية احتياجاته، فجاء دخول القوات المسلحة في مجال التصنيع والتطوير في المجالات الصناعية العسكرية وبالتعاون مع بعض القطاعات الصناعية الدولية والعربية والوطنية من خلال مركز الملك عبد الله الثاني للتصميم والتطوير الذي أنشئ عام 1999 كخطوة على طريق بناء قاعدة صناعية دفاعية مستقلة في إطار التخطيط لأن يصبح هذا المركز مؤسسة صناعية تجارية تسهم في تلبية احتياجات القوات المسلحة والسوق التصديرية.

وقام المركز بتطوير عدد من الشراكات الاستراتيجية مع عدة جهات عالمية وعربية وشارك في المعارض العسكرية الدولية (سوفكس الأردن، وايدكس الإمارات العربية المتحدة) من خلال عرض صناعته العسكرية التي لاقت قبولاً كبيرا.

من جانب آخر فقد ترسخ تواجد القوات المسلحة الأردنية في ميدان حفظ السلام العالمي كقوة فاعلة واستطاعت أن تنقل للعالم صورة الجندي الأردني وقدرته على التعامل بشكل حضاري مع ثقافات وشعوب العالم المختلفة وأصبح الجيش العربي الأردني يرفد الدول الصديقة والشقيقة بالمدربين والمختصين المحترفين في مجال عمليات حفظ السلم والأمن الدوليين.

ولمواكبة التطوير في المجالات كافة، حرصت القيادة العامة على تطوير القوات المسلحة بالسبل المتاحة كافة، وفي هذا المجال قامت بتأسيس مركز الدراسات والدروس المستفادة بتاريخ 21/6/2010.

وقد تميزت القوات المسلحة الأردنية/الجيش العربي، بالسمعة الطيبة وحسن انضباط منسوبيها، كما تميزت بمستوى احترافها القتالي العالي الأمر الذي انعكس ايجاباً على أدائها وأهّلها للقيام بمهامها سواء على صعيد الدفاع عن الوطن والمحيط العربي أو المشاركة بمهام حفظ السلام الدولية والمهام الإنسانية على حد سواء , حيث يعتز رجال الجيش العربي بالشعار الذي يزين جباههم بلونه الذهبي ومعانيه السامية والذي منه يُستمد العزم والعمل , أما الاحتراف والتميز فهما عنوانان آخران لهذا الشعار , ففيه يُحتضن التاج الملكي بسيفين متقاطعين يرمزان للقوة والمنعة , كما يحتضن التاج الملكي والسيفين المتقاطعين إكليل الغار الذي يرمز إلى البطولة ويدل على الخير والسلام، وفي وسط الشعار هناك عبارة «الجيش العربي» التي تتضمن معاني قومية ووطنية سامية.

ومن يقرأ بتأنٍّ مضامين وأبعاد هذا الشعار فإنه سيصل في النهاية الى حقيقة راسخة أن رجال هذا الجيش جنود متميزون ومحترفون سواء على الصعيد القتالي أم الإنساني.

ويمكن استخلاص مبادئ الجندية من خلال قراءة قسم الشرف العسكري: «أقسم بالله العظيم، أن أكون مخلصاَ للوطن والملك، وأن أحافظ على الدستور، والقوانين والأنظمة النافذة وأعمل بها، وأن أقوم بجميع واجبات وظيفتي، بشرف وأمانة وإخلاص دون أي تحيز أو تمييز وأن أنفذ كل ما يصدر إلي، من الأوامر القانونية، من ضباطي الأعلين».

المعارك التي خاضها الجيش العربي

- الحرب العالمية الثانية:

في الفترة 1941- 1945 انتشرت سرايا الجيش العربي الأردني على طول خطوط تموين الحلفاء عبر فلسطين والأردن وسوريا ومصر والعراق وإيران حيث أنيطت بها مسؤولية حماية تلك الخطوط ومستودعاتها ونقاط تكديس الذخائر والمؤن والجسور والسكك الحديدية وكذلك حماية القطارات العسكرية المسافرة بين سوريا والأردن وفلسطين ومصر.

القتال في العراق:

في 10 أيار 1941 بدأ الجيش العربي الأردني يتدخل في العراق للتصدي لتمرد رشيد عالي الكيلاني الموالية للنازيين ولحماية العرش الهاشمي في العراق، وفي 11 أيار 1941 سيطر على مدينة الرطبة وتمكن في 29 أيار 1941 من القضاء على الثورة وتأمين الحراسة لسكة حديد الموصل-بغداد، وفي 4 حزيران 1941 عاد الجيش العربي الأردني إلى عمّان.

القتال في سورية:

في 21 حزيران 1941 توجه الجيش العربي (قوة البادية الأردنية) إلى سوريا لمواجهة قوات حكومة فيشي الفرنسية الموالية للنازيين، وفي اليوم نفسه يتمكن من السيطرة على مدينة تدمر، وفي 27 حزيران 1941 استولى على مخفر (السبع بيار) الفرنسي، وبعدها بيومين دخل قرية السخنة واصطدم بقوة فرنسية ميكانيكية قادمة من دير الزور حيث هزم القوة الفرنسية وكبدها 11 قتيلاً و90 أسيراً وغنم منها 6 سيارات مصفحة و 4 سيارات نقل كبيرة و12 مدفع رشاش، ولم يفقد الجيش العربي في هذه المواجهة سوى شهيد واحد فقط.

حرب عام 1948:

من ناحية تاريخيّة موثقة، كان الأردن رغم أنه أقل الجيوش العربية عددا وعدة صاحب الانتصارات الوحيدة في حرب 1948، وقد استطاع الجيش العربي الأردني أن يحقق انتصارات ميدانيّة مهمّة واستثنائيّة. وكانت ثمرة البطولات العسكريّة الأردنيّة أن تم تحرير القدس والحفاظ عليها وطرد اليهود منها وإفشال المخططات الإسرائيليّة، آنذاك، في احتلال الضفة الغربيّة، التي خاض فيها الجيش العربي الأردني معارك ضارية، ومستميتة، ويعود له الفضل الميداني، الوحيد، في الحفاظ عليها. وقد حددت مهام الجيش الأردني بالزحف نحو القدس ورام الله فقط فحررهما إلا أن تخلف القوات العربية الأخرى أدى إلى إتساع جبهة القتال الأردنية.

معارك الجيش العربي الأردني في فلسطين عام 1948

- معركة اللطرون

استمرت معركة اللطرون من 15 إلى 23 أيار 1948، وهي إحدى معارك القدس في الحرب العربية الإسرائيلية (حرب 1948) وكانت مقدمة لتحرير القدس وإخراج القوات اليهودية منها، حيث استطاع 1200 جندي أردني من الدفاع عن القدس وتحريرها بمقابل 6500 إسرائيلي.

كانت خسائر القوات الإسرائيلية كبيرة في هذه المعركة، وقاد القوات الأردنية النقيب (المشير لاحقاً) حابس المجالي. وقاد الجيش الأسرائيلي أرئيل شارون. وقد جرح أرئيل شارون في المعركة وقع أسيرا بيد الجيش العربي الأردني، وأسره يومها النقيب حابس المجالي الذي عالجه ونقله إلى الخطوط الخلفية، ثم إلى المفرق في الأردن حيث أقيم معسكر اعتقال الأسرى اليهود، وتم تبديله بأسير عربي عندما جرى تبادل الأسرى بعد الهدنة الثانية.

وفي عام 1985 قال النائب الأسرائيلي عوزي لاندو في الكنيست ان عدد القتلى الأسرائيلين في اللطرون تجاوز 2000 قتيل، وبعد انتقادات شديدة فام بتقليل تقديراته إلى 1000.

معركة باب الواد

حدثت معركة باب الواد بعد اقل من اسبوع من معركة اللطرون. وتأتي أهمية موقع باب الواد العسكرية من حيث اعتبارها مفتاح مدينة القدس. استطاع من خلالها الجيش العربي الأردني تحرير القدس من قوات الاحتلال الإسرائيلية وكانت خسائر قوات الاحتلال الإسرائيلية هائلة في هذه المعركة فقد قتل ما يزيد عن الألف وجرح أكثر من ضعفهم ولم يخسر الجيش العربي الأردني سوى 20 جنديا.

قال رئيس الوزراء الكيان الصهيوني ومؤسس الكيان الإسرائيلي ديفيد بنغوريون في حزيران عام 1949 امام الكنيست:»لقد خسرنا في معركة باب الواد وحدها امام الجيش الأردني ضعفي قتلانا في الحرب كاملة».

معركة النوتردام

شهدت عمارة النوتردام هجوماً قوياً نفذته الكتيبة الثالثة في الجيش العربي الأردني واستبسل أبطالها في محاولة احتلال هذه البناية اليهودية التي يتحصن بها مئات المقاتلين اليهود واستمر الهجوم عليها وحصارها حوالي ثلاثة أيام باعتبارها كانت تسيطر على منطقة باب العمود وقدمت هذه الكتيبة الكثير من الشهداء وقد أشار اليهود إلى ذلك اليوم 24 أيار في النوتردام لكثرة خسائرهم وهولها بأنه يوم مذبحة دامية.

معركة تل الرادار

في تلة الرادار التي تسيطر على مستعمرة الخميس والتي تمكنت القوات اليهودية من احتلالها بعد الانتداب دارت معارك ضارية بين السرية الرابعة من الكتيبة الأولى من اللواء الأول في الجيش العربي الأردني حيث تمكنت من طرد القوات اليهودية منها وقتلت منهم العشرات واستشهد من أفرادها أربعة جنود فقط وجرح ستة عشر آخرون بينهم قائد السرية واستطاعت الاحتفاظ بالموقع ومنع اليهود من احتلاله مرة ثانية بالرغم من كل محاولاتهم من أجل ذلك.

معركة فك الحصار عن القوات المصرية جنوب الخليل

طلب الجيش المصري من الجيش العربي الأردني مساعدته بعد أن تم محاصرة القوات المصرية في الخليل. فقام الجيش العربي الأردني بتجهيز مجموعة قتال مؤلفة من سريتي مشاه وسرية مدرعات وحركتها إلى الخليل واستطاعت أن تفك الحصار عن القوات المصرية وحافظت على الخليل وبيت لحم من أية هجمات إسرائيلية.

معركة رامات راحيل

بعد النصر في هذه المعركة وطرد اليهود من هذه المنطقة وجه الملك عبد الله الأول رسالة إلى اليهود قال فيها: «إن الشوط طويل والعرب كثير، وقد بغيتم ولا نصر للباغي».

معركة كفار عصيون

وفي هذه المعركة حافظ الجيش العربي الأردني على مدينة الخليل عربية ومنع تقدم القوات الإسرائيلية وألحق بها هزيمة ساحقة وتم أسر المئات منهم ونقلهم إلى السجون الأردنية، من بينهم ابنة احد مؤسسي الكيان الصهيوني شرتوك وهي برتبة ملازم/.1 أما الشيوخ والنساء والأطفال فقد تم تسليمهم إلى الصليب الأحمر, وتم نقل الأسرى من الخليل إلى بيت لحم ومن ثم إلى معسكر أم الجمال في المفرق.

- معركة شعفاط.

- معركة جبل المشارف.

- معركة البرج.

- معركة جبل المكبر.

- معركة تل النبي صموئيل.

- معركة تل الشيخ عبد العزيز.

- معركة المطلع.

- معركة الجامعة العبرية.

- معركة بيت نبالا.

- معركة جبل الزيتون.

- معركة المصرارة.

- معارك البلدة القديمة وحارة اليهود: استسلمت حارة اليهود في هذه المعركة بعد حصارها من قيل الجيش العربي الأردني، وأسر مقاتلي العصابات الصهيونية ونقلوا إلى السجون الأردنية.

- معركة بير معين.

- معركة القطمون.

- معركة مشيرم.

- معركة الشيخ جراح.

- معركة صرفند.

- معركة نيف يعقوب (مستوطنة النبي يعقوب).

- معركة مستوطنة غيشر.

- معركة يالو.

- معركة مستوطنة ريفاديم.

- معركة مستوطنة ماسووت اسحاق.

- معركة مستوطنة عين تسوريم.

- معركة عمواس.

- معارك رام الله.

- معركة وادي عربة.

- معارك طولكرم.

- معارك نابلس.

- معارك جنين.

- معارك حيفا.

- معارك اللد.

معارك الرملة

وفي النهاية تمكن الجيش العربي الأردني من إحكام سيطرته على كامل المنطقة الممتدة من جنين في الشمال إلى العفولة في الجنوب ومن جسر المجامع شرقاً إلى بيسان غرباً. حيث كان الفضل الوحيد للجيش الأردني في المحافظة على الضفة الغربية.

معارك الضفة الغربية (1948- 1967)

خاض الجيش العربي الأردني أكثر من 44 معركة واشتباك مع القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية ما بين عامي (1948 - 1967)، أهمها معركة السموع في لواء الخليل، انتهت جميعها بالنصر وبدحر القوات الإسرائيلية الغازية.

حرب 1967

لقد دخل الأردن الحرب تضامناً مع الموقف العربي بالرغم من قناعته المطلقة بعدم استعداد الأمة العربية لذلك معتقداً أن أهم متطلباته من القوات البرية والجوية خصوصا سوف يحصل عليها من قبل بدء المعركة من الدول العربية الحليفة غير أن أيّاً من هذه المتطلبات لم يتم تلبيتها.

فبعد أن تم توقيع اتفاقية الدفاع المشترك بين الأردن ومصر في 30 أيار 1967 فقد وضع الجيش العربي الأردني في حالة تأهب قصوى، وجرت معارك على طول الجبهة وحارب الجيش العربي الأردني من جديد في القدس واللطرون وباب الواد وجبل المكبر وتل الرادار وتل الشيخ عبد العزيز وتل النبي صموئيل والشيخ جراح والمطلع ونابلس وجنين وطولكرم والخليل وبالرغم من قلة العدد والعدة وانعدام الغطاء الجوي (الموعود من مصر وسوريا) وما تعرض له الجيش العربي الأردني من خسائر جسيمة حتى أن بعض السرايا قاتلت حتى أخر رجل فيها فإن روح التضحية والشجاعة والإصرار على القتال حتى آخر طلقة وأخر رجل أجبر العدو قبل الصديق على أن يشهد لهذا الجيش بالشجاعة والاحتراف والتفاني، فقد صرح أحد جنرالات الجيش الإسرائيلي بأن هذه الحرب كان يمكن أن تسمى حرب الساعات الستة لا الأيام الستة لولا صمود الجيش الأردني الذي بقي يحارب منفرداً أياماً فيما انهزم الآخرون خلال ساعات.

وقد كانت الخسائر الإسرائيلية على الجبهة الأردنية أكبر من جميع الجبهات الأخرى مجتمعة.

وفي رسالة من محافظ القدس أنور الخطيب للعقيد عطا علي أحد القادة الأردنيين في معركة تل الذخيرة في القدس قال : سيسجل لك التاريخ ولجنودك الوقفة البطولية، لقد بذلتم فوق المستطاع، لك عليَّ، كلما ذكر الجيش الأردني أمامي في أية مناسبة أن احني هامتي إلى الأرض إكراما لما شاهدت منك ومن رجالك من بطولة في هذه المعركة

معركة الكرامة والانتصار الخالد (1968)

تعدّ معركة الكرامة أول انتصار كامل لجيش عربي على القوات الإسرائيلية حيث استطاع الجيش العربي الأردني تحقيق النصر على إسرائيل وتحطيم أسطورة «الجيش الذي لا يقهر».

ففي 21/3/1968 شنت إسرائيل هجوماً بواسطة 15 ألف جندي ومظلي مدعومين بقصف مدفعي وجوي على جميع مواقع الجيش العربي الأردني الأمامية والخلفية وواجهة الفرقة الثانية الأردنية وحاولت القوات الإسرائيلية التقدم عن طريق أربع مواقع على طول الجبهة الأردنية هي:

1- جسر الأمير محمد، حيث تصدى لها لواء القادسية ببسالة وصمود وأجبرها على التراجع إلى غربي النهر موقعاً فيها الكثير من الخسائر في معدات والأرواح.

2- جسر سويمة، حيث تصدى لها لواء حطين وتمكن من صدها وإفشال عملية تجسير على نهر الأردن.

3- غور الصافي، حيث استخدم الإسرائيليون الدبابات والمشاة والمظليين وتمكنوا من الوصول إلى غور الصافي واصطدموا بقوات الجيش العربي الأردني الباسلة التي تمكنت من تدمير عدد من الدبابات المهاجمة وقتل عدد من الجنود الإسرائيليين واجبرتهم على الانسحاب في اليوم نفسه.

4- جسر الملك حسين، حيث تمكن الإسرائيليون بواسطة الدبابات والمشاة المنقولة جواً من اجتيازه والوصول إلى الشونة والكرامة ودار قتال ضاري بين الجيش العربي الأردني والقوات الإسرائيلية لم يتوقف إلا بإنسحاب القوات الإسرائيلية إلى غربي النهر.

وقد وصف قائد مجموعة القتال الإسرائيلية المقدم أهارون بيلد المعركة فيما بعد لجريدة دافار الإسرائيلية بقوله: لقد شاهدت قصفاً شديداً عدة مرات في حياتي لكنني لم أر شيئاً كهذا من قبل لقد أصيبت معظم دباباتي في العملية ما عدا اثنتين فقط.

- حرب الاستنزاف (1968-1970)

افتتحت معركة الكرامة البطولية مرحلة مهمة جدا في تاريخ الصراع الأردني الإسرائيلي تمثلت في حرب الاستنزاف على الجبهة الأردنية (1968-1970).

فخلال هذه السنوات الثلاث كان القتال محتدما على طول الجبهة الأردنية التي تمتد من الحمة شمالا إلى وادي عربة جنوبا واشتهر خلالها سلاح المدفعية المحصنة في الجبال كسلاح ردع مضاعف وقدمت المدن والبلدات الأردنية في تلك الفترة المجيدة تضحيات جساما بصبر ورجولة.

الجيش العربي وحفظ السلام الدولي

بدأت المشاركة الأردنية في مهام حفظ السلام الدولية في 2 كانون الأول 1989 وذلك من خلال بعثة المراقبين العسكريين في جمهورية انغولا، ثم كانت المشاركة الثانية من خلال الاشتراك بطواقم الأمن وإجراء انتخابات حرة ونزيهة في ناميبيا عام 1989 أيضا وبلغ حجم المشاركة الأردنية حتى نهاية 2010 في مختلف مهمات الأمم المتحدة أكثر من 70 ألف ضابط وفرد، وقد أتاحت المشاركة للقوات المسلحة الأردنية فرصة إطلاع العالم على إمكاناتها وكفاءتها الاحترافية وانضباطيتها العسكرية وأخلاقياتها المتميزة، ما انعكس ايجاباً على مشاركاتها اللاحقة في مهام حفظ السلام الدولية التي تعددت وتنوعت في مناطق مختلفة من العالم.

وقد شملت المشاركة الأردنية في مهام حفظ السلام والأمن الدوليين مناطق عديدة من العالم من أبرزها:

- يوغسلافيا السابقة. بدأت المشاركة الأردنية في يوغسلافيا السابقة (كرواتيا، البوسنة والهرسك، سلافونيا الشرقية) بإرسال كتيبة أردنية في 12 آذار 1992، وبلغ عدد المشاركين في هذه الكتيبة ما مجموعه 5072، ثم تبعها ثلاث كتائب (1993، 1994، 1996). حيث وصل عدد المشاركين في الكتيبة الثانية (3745)، كما بلغ عدد المشاركين في الكتيبة الثالثة (3615)، أما الكتيبة الرابعة فبلغ عدد المشاركين فيها (1723). بالإضافة إلى سرية استمكان مدفعية بعدد إجمالي وصل إلى 382 مشاركاً إضافة إلى فصيل حراسة في بليسو وقيادة القوة والقواطع وفريق قوة الواجب الخاص الأردني في البوسنة حيث بلغ عدد المشاركين في هذه المهام (15343) مشاركاً، وأصبح الأردن في ذلك الوقت ثاني أكبر دولة مشاركة في يوغسلافيا بعد فرنسا.

- طاجاكستان. شارك الأردن بفريق طبي مؤلف من أربعة ضباط وثلاثة ضباط صف في الفترة من تاريخ 25 كانون أول 1998م إلى 27 أيار 2000م وب (28) مراقباً عسكرياً في الفترة ما بين 1994 و2000.

- كوسوفو. شاركت القوات المسلحة الأردنية بهذه المهمة بأربع فصائل عمليات خاصة اعتباراً من 15 تشرين الأول 1999 كقوة مشتركة مع دولة الإمارات العربية المتحدة بلغ قوامها 443 ضابطاً وفرداً في القاطع الأمريكي والفرنسي وانتهت المشاركة بهذه المهمة بتاريخ 24 تشرين الأول 2001

- سيراليون. شاركت القوات المسلحة الأردنية / الجيش العربي بكتيبتي حفظ سلام وقيادة قاطع وسرية طبية وضباط ركن في قيادة القوة في سيراليون منذ 8 نيسان 2000 إلى 24 كانون الأول 2000، إضافة إلى مستشفى الخط الثالث هناك، وبلغ مجموع القوة الأردنية (3011) مشاركاً حيث احتل الأردن المرتبة الثالثة من حيث العدد بعد الهند ونيجيريا.

 

- أثيوبيا وأرتيريا. شاركت القوات المسلحة الأردنية/ الجيش العربي في هذه المهمة من 22 تشرين الثاني 2000 بكتائب حفظ سلام وسرية طبية وفصيل شرطة عسكرية في أسمرة بلغ مجموع المشاركين في هذه المهمة (21453) مشاركاً وانتهت مهمتهم بتاريخ 23 آذار 2008، وتم إبقاء (26) ضابطاً وفرداً كجماعة مؤخرة، وتم طلب (10) ضباط وضابط صف شرطة عسكرية للمشاركة في مهمة الأمم المتحدة في الجانب الأثيوبي.

- تيمور الشرقية / اندونيسيا. شاركت القوات المسلحة الأردنية / الجيش العربي بكتائب حفظ سلام بلغ قوامها (2952) ضابطاً وضابط صف في منطقة تيمور الشرقية حيث بدأت مهمتها في 17 كانون أول 2000م في تيمور الشرقية واستمرت إلى 31 كانون ثاني 2002 حيث احتلت القوة الأردنية المرتبة السادسة ضمن مهمة حفظ السلام الدولية في تيمور بعد استراليا، تايلاند، البرتغال، الفلبين والباكستان.

- أفغانستان. في أعقاب أحداث الحادي عشر من أيلول 2001 المتمثلة في تفجير مركزي التجارة في نيويورك، قامت أميركا بحملة عسكرية ضد الإرهاب في أفغانستان حيث أثرت هذه الحرب سلباً على الشعب الأفغاني الأمر الذي جعله يعاني من نقص في الغذاء والدواء وعدم وصول المساعدات الإنسانية والطبية، وبناءً على توجيهات من جلالة القائد الأعلى الملك عبدالله الثاني المعظم وانطلاقاً من الدور الإنساني في مساندة الشعب الأفغاني تشارك القوات المسلحة الأردنية في هذه المهمة بمستشفى عسكري ميداني منذ 19 كانون الأول 2001.

- ليبيريا. تشارك القوات المسلحة الأردنية/ الجيش العربي في مهمة حفظ السلام في ليبيريا منذ 24 تشرين الثاني 2003 بمستشفى عسكري.

- هاييتي. بدأت المشاركة الأردنية في مهمة حفظ السلام في هاييتي في 25 تشرين الثاني 2004 حيث شارك الأردن بكتائب حفظ سلام.

- ساحل العاج. وبدأت المشاركة في مهمة حفظ السلام في ساحل العاج في 27 آب 2005.

- بروندي. بدأت المشاركة الأردنية بمستشفى عسكري في بروندي في 13 أيلول 2005 واستمرت إلى 5 نيسان 2006، وشارك في هذه المهمة (194) ضابطاً وضابط صف.

- الكونغو. وبدأت المشاركة الأردنية بمستشفى عسكري في الكونغو في 12 تموز 2006.

- رام الله وجنين. إسهاماً من الأردن في تخفيف معاناة الأشقاء الفلسطينيين قامت القوات المسلحة الأردنية/ الجيش العربي بإرسال مستشفى ميداني مع كادره الطبي إلى مدينة رام الله وآخر إلى مدينة جنين في الضفة الغربية المحتلة منذ عام 2000م لتقديم العون والمساعدة والرعاية الطبية والإنسانية للسكان هناك.

- الفلوجة/ العراق. بتوجيهات من جلالة الملك عبدالله الثاني القائد الأعلى للقوات المسلحة الأردنية تشارك القوات المسلحة بمستشفى ميداني عسكري في منطقة الفلوجة غرب بغداد مجهزة تجهيزاً حديثاً، والمستشفى قادر على إجراء كافة أنواع العمليات الجراحية في مختلف التخصصات ومجهز بطواقم طبية كافية للتعامل مع جميع الحالات وأجهزة طبية ومعدات جراحية لتقديم العون الطبي والإنساني للأشقاء في العراق ويضم المستشفى طواقم متخصصة من أطباء وممرضين ومساعدين من جميع التخصصات تعبيراً عن وقوف الأردن إلى جانب الشعب العراقي الشقيق ليتجاوز المحنة التي يمر بها والتأكيد على جاهزية الأردن للتنسيق والتعاون مع الأمم المتحدة في هذا المجال.

غزة. بعد المحنة التي تعرض لها الأشقاء في قطاع غزة جاءت التوجيهات الملكية السامية بمد يد العون والمساعدة لهم حيت تم إرسال مستشفى ميداني متحرك بدأ عمله في القطاع بتاريخ 26 كانون الثاني 2009.

فلسفة المشاركة في مهمات حفظ السلام

تقوم القوات المسلحة الأردنية/الجيش العربي بدور مهم ورئيس في مهام حفظ السلام والأمن الدوليين، لذا فإن فلسفة المشاركة الأردنية بهذه المهمة تنبع من الأبعاد الآتية:

- البعد النفسي. إن مشاركة القوات المسلحة الأردنية/ الجيش العربي في الحروب العربية الإسرائيلية كافة، واشتراكه كجيش عربي وحيد في الحرب العالمية الثانية، وقيامه بالعديد من المهام الأمنية لإعادة الأمن والنظام والاستقرار في الدول العربية الشقيقة، كل هذه المشاركات جعلت الأردن يدرك أكثر من غيره معنى الحرب والسلام، ومخاطر الهجرة والدمار وأثارهما، وأهمية البناء والتقدم في بيئة آمنة مستقرة.

- البعد الإقليمي. يُعد الأردن من دول الاعتدال والوسطية في سياسته وهو بلد يقع ضمن إقليم مضطرب مما يحتم عليه السعي الدائم والحرص على تحقيق الأمن والسلم الإقليميين بشكل يعزز أمنه الوطني ويمكنه من أداء دوره الإنساني.

- البعد الدولي. يرى الأردن أن مهمة الأمن والسلم الدوليين ليست مقتصرة على الأمم المتحدة أو على دول محددة، وإنما هي مسؤولية دولية تقع على عاتق جميع الدولي.

- البعد السياسي. تعكس المشاركة الأردنية في مهام حفظ السلام الدولية روح السياسة الخارجية الأردنية المبنية على السلام والعدالة والتعاون بين الشعوب مما يعزز مركز الأردن السياسي على الساحة الدولية.

- البعد العسكري. لا بد وأن تنعكس المشاركة الأردنية في مهام حفظ السلام الدولية في بيئات متباينة وظروف متغيره على الجانب الاحترافي للقوات المسلحة الأردنية/الجيش العربي. حيث تزداد خبرة وكفاءة هذه القوات من خلال عملها مع قوات دولية صديقة تنتمي لمدارس عسكرية متعددة ومتباينة.

ضباط قيادة القوة الدولية

شارك ويشارك عدد من الضباط الأردنيين في مهمات قيادة القوات الدولية في المناطق الآتية:

- قيادة القوات الدولية في أثيوبيا وأرتيريا.

- قيادة القوات الدولية في ساحل العاج.

- قيادة القوات الدولية في الكونغو.

- قيادة القوات الدولية في السودان.

- قيادة القوات الدولية في دارفور.

- قيادة القوات الدولية في كوسوفو.

- قيادة القوات الدولية في ليبيريا.

- قيادة القوات الدولية + القاطع في هاييتي.

- قيادة القوات الدولية في تشاد.

- قيادة القوات الدولية والقواطع في يوغسلافيا السابقة.

- قيادة القوات الدولية في سيراليون.

- قيادة القوات الدولية في ليبيريا.

- قيادة القوات الدولية في تيمور الشرقية.

- قيادة القوات الدولية في بروندي.

- قيادة القوات الدولية في جورجيا.

- قيادة قاطع فريتاون في سيراليون.

• المشاركة في هيئة الأمم المتحدة

 

شارك ويشارك عدد من الضباط الأردنيين في الأمم المتحدة وفق التالي:

- بعثة الأردن الدائمة/ نيويورك.

- مكتب المتابعة والتنسيق / نيويورك.

- إدارة عمليات حفظ السلام / نيويورك.

- السفارة الأردنية / بروكسل.

- بعثة الأمم المتحدة السياسية / أفغانستان.

- مهمة الأمم المتحدة / كوسوفو.

شهداء حفظ السلام:

قدمت القوات المسلحة الأردنية عبر تاريخها قوافل من الشهداء في سبيل الدين والأرض والإنسانية، وقد بلغ عدد الشهداء في سبيل حفظ السلام تسعة وعشرين شهيداً.

ويحق لنا أن نعتز ونفتخر بقيادتنا الهاشمية التي سمت بالأردن وأهله وظلت وفيّة لمبادئ الثورة العربية الكبرى، تستهدي بنورها، وتستظل بطهر مبادئها وغاياتها التي ما زالت المحرك الأساس للسياسة الأردنية الساعية إلى عزة العرب ووحدتهم وجمع كلمتهم ولمّ شملهم والمطالبة بالحقوق العربية والدور العربي الذي كان في عهود الإسلام القوية دوراً مؤثراً وفاعلاً يحسب له ألف حساب.

وها هو الجيش العربي الأردني، الذي نحتفل بيومه اليوم، ما يزال يحمل مبادئ الثورة العربية الكبرى وما تتضمنه من معاني الأنفة والعزة والكرامة ورفض التبعية، كما ما يزال يدافع عن الوحدة العربية والقومية العربية البعيدة عن التعصب والتحيز.