الساعة

فوز بوتين .. والصراع السياسي القائم في روسيا

اعداد : د.حسام العتوم

نيسان 2012

سيبقى موضوع فوز فلاديمير فلاديميروفيج بوتين الساحق والمتوقع والمحسوم مسبقاً في الانتخابات الرئاسية التي جرت تاريخ 4/3/2012 وفاز فيها بنسبة (63.6%) أي بـ 45 مليون صوتاً من أصل 110 مليون صوتاً كان يحق لهم الانتخاب وبفارق شاسع عن مرشح الحزب الشيوعي قينادي زوقانوف الذي حصل على نسبة (17.8%) من الأصوات ، وبفارق عميق عن باقي المرشحين مثل الملياردير بروخاروف (7.7%) صوتاً ، والنائب وزعيم الحزب الليبرالي الديمقراطي (الساخر) فلاديمير جيرينوفسكي الحاصل على (7.4%) صوتاً ، وسيرجي ميروناف زعيم حزب العدالة الحاصل على(3.4%) صوتاً قضية جدلية كبيرة وسط الشارع الروسي وعلى خارطة العالم حتى بعد تنصيب بوتين رسمياً في حفل خاص يعد له القصر الرئاسي (الكرملين) تاريخ 7 أيار القادم ، والسبب الذي يدفع بهذا الاتجاه هو تعمد موسكو وللمرة الثانية بعد الانتخابات البرلمانية التي جرت تاريخ 4/3/2011 بأن يكون الفارق كبيرا في نسبة الأصوات لصالح الحزب البرلماني الحاكم (روسيا الموحدة) بالمقارنة مع (الحزب الشيوعي المعارض) من 20 إلى50% ، وكذلك الأمر بين بوتين زعيم الحزب الحاكم وبين زوقانوف زعيم أقوى حزب معارض والذي هو الشيوعي بالطبع التي اقتربت من أن تتساوى أصواته في السابق في عهد يلتسين .

الصراع السياسي

لموسكو هنا حكمة مفادها هو أن الصراع السياسي القائم في روسيا ذو العمق الاجتماعي والاقتصادي والسياسي هو بين روسيا الجديدة بعد انهيار الاتحاد السوفييتي وبعد نهاية حقبة بوريس يلتسين المتعثرة وبين روسيا القديمة التي قادت البناء السوفييتي 73 عاماً والحكمة الثانية تقول بأن الشيوعية التي قادت الماضي لم تعترف بوجود الأحزاب الأخرى أو بالتعددية وسط نظام توليتاري شمولي طويل الأمد، والسلطة كانت تمرر دون انتخابات أصلاً وكانت تعتمد على تقادم العمر (فمن يرحل عن الحياة من القادة الكبار كان يكلف الأصغر منه عمراً) ، والحكمة الثالثة تقول بأن الحرب الباردة العلنية التي شجعها القادة الشيوعيون لمواجهة مثيلتها الغربية الأمريكية آن الأوان لها أن تنتهي رغم أن أمريكا تصر على تحويلها إلى سرية لوجستية لمناكفة الروس عسكرياً واقتصادياً وإبقائهم بالمرتبة الثانية في بيع السلاح وفي مراتب متأخرة اقتصادياً ، علماً بأن حجم التبادل التجاري بين روسيا وأمريكا زاد عن 36 مليار دولار منذ عام 2008 ، والحكمة الرابعة تركز على إصرار قادة الكرملين الدفع بالشيوعيين ما أمكن وبقوة إلى الخلف لكي يهرموا ويخرجوا من الحياة السياسية دون أي مقدرة على مواجهة الفساد الاقتصادي في بلادهم حسب تقديرهم ، والحكمة الخامسة تؤشر على خطورة القبول بعودة الشيوعية لواجهة القيادة ومحاسبة رموز السياسة في روسيا الحاليين على قضايا فساد كبيرة منها التزوير المستمر للانتخابات حسب رأيهم ودراساتهم ، والحكمة السادسة تنحصر في رغبة قادة روسيا الجدد بوتين وميدفيديف معالجة مسألة الدرع الصاروخي الأمريكي المنتشر في (بولندا) و (التشيك) بنشر درع صاروخي مماثل على الحدود الروسية وفي مدينة (كاليننغراد) بعد رفض أمريكا الصيغة التشاركية مع روسيا خاصة إذا كان الهدف هو مواجهة أي عدوان صاروخي تقليدي أو غير تقليدي نووي إيراني مستقبلاً ، بينما الموديل السياسي الشيوعي من شأنه أن يصعد هذا النوع من المواجهة ويعيد الحرب الباردة العلنية إلى المربع الأول ، والحكمة السادسة تعطي معنى لبقاء مدينة ليننغراد (بيتروغراد – سانت بطرس بيرغ) حالياً عاصمة سياسية لروسيا بعد أن كانت هكذا في بدايات تاريخ روسيا 1918 / 1924 أيام حكم القياصرة (بطرس الأول وكاترين الثانية) ، فمعظم قادة الكرملين اليوم هم قادمون من هذه المدينة الفريدة عالمياً بمعالمها السياحية والتاريخية وجمالها الساحر حسب (الموسوعة البوتينية لمؤلفها نيكولاي زينكوف) ، فبوتين وميدفيديف وسيرجي ايفانوف وزير الدفاع السابق ، وزوبكوف ميخائيل رئيس وزراء روسيا الأسبق ، وميروناف ، وسابجاك اناتولي رئيس بلدية لينغراد سابقاً وغيرهم هم من مواليد مدينة سانت بطرس بيرغ المنافسة للعاصمة موسكو في السياسة ولباقي المدن والمحافظات الروسية ، فما هي كلمة السر في الانتخابات الرئاسية الروسية ؟ وما هي الأسباب الحقيقية التي تقف وراء انتخاب بوتين للمرة الثالثة رئيساً لروسيا وبأرقام انتخابية خيالية ؟

أسباب الفوز

ليس كل من صفق لنتيجة بوتين المبهرة أو خرج لتحيته في الساحة الحمراء عند إعلان النتيجة الأولية يعرف بالأسباب الحقيقية التي وقفت وراء نصره وحزبه ذاك وأخرجت الدموع من عينيه رغم اختلاطها بسرعة حركة الهواء ، وليس كل من عارض فوز بوتين أو أعلن مقاطعة تهنئته مثل الزعيم الشيوعي زوقانوف وحزبه المعارض وباقي الأحزاب التي لم يحالفها الحظ في الفوز الرئاسي أو حتى البرلماني يعرف بأسباب الفوز أيضاً ، وليس كل من خطط وحاول اغتياله عن طريق تحريك عصابة ألقي القبض عليها في مدينة أوديسا الأوكرانية يعرفون بكل أسباب انتصاره رغم تأكدهم من أن فوزه محتوم ، ولم يعرفوا أن فعلتهم المشينة ساهمت في رفع السنة نيران أصواته عالياً رغم أن هدفهم انصب على تصفية حسابات قفقاسية سابقة لا علاقة لها بالانتخابات ، فما هي حقيقة الفوز الانتخابي الرئاسي للمرة الثالثة المبهر بعد احترام البند الثالث من المادة الدستورية الثامنة الداعية لعدم تكرار رئيس البلاد لنفسه بعد جولتين متتاليتين رئاسيتين إلا بعد أن يترك جولة رئاسية واحدة ،( ومطالبة المرشح الرئاسي ميروناف حالياً بتعديل الدستور واعتماد جولتين رئاسيتين فقط )، الامر الذي سيقود بوتين لخوض انتخابات رئاسية رابعة ناجحة عام 2018 ؟

إلى جانب ما ذكرت هنا سابقاً من أسباب عامة توجد حزمة من البراهين ذات العلاقة بشخص بوتين الذي يتمتع بكاريزما خاصة حولته لشخصية فولاذية يصعب الاستغناء عنها أو خسرانها روسياً وهو المتوقع أن يبقى في الحكم حتى عام 2024 عندما يصبح عمره 71 عاماً وهو بالمناسبة يحمل الهوية الشيوعية السوفييتية السابقة ويحتفظ بها ، وسيأتي بمدفيديف رئيساً من بعده لروسيا ولا نعرف إن كان هو سيقبل رئاسة الوزراء بعد ذلك ، أم سيسمح بترشيح غيره والبدء بإعداد شخصية جديدة تشبهه وقادرة على قيادة روسيا إلى الأمام ، وبوتين شخصية حقوقية استخباراتية (K.G.B) سبق له أن عمل لصالح أمن بلاده في مدينة دريسدين الألمانية الشرقية وأتقن الألمانية فيها ، وهو من مواليد 1952 في مدينة ليننغراد ، وعمل في إدارة مدينة مسقط رأسه ظلاً لرئيس بلديتها سوبتشاك والذي أنقذه لاحقاً من الملاحقة القضائية وسفّره إلى باريس ، وفي عام 1998 أصبح مديراً لجهاز الأمن الروسي (F.C.B) ورئيساً للوزراء عام 1999 ، وتمكن من إغلاق ملف العنف المسلح في الشيشان ، وكسب شعبية ساحقة هناك رغم المعارضة التاريخية ، وفي عام 2000 انتخب رئيساً للإتحاد الروسي ، وبدأ يبني لنفسه شخصية مستقلة قوية تختلف بالتأكيد عن شخصية سلفه يلتسين الذي أربك بلاده روسيا اقتصادياً آنذاك ، وبدأ يخطط لبناء روسيا العظمى ، وبدأت شخصيته تتحول إلى الستالينية الحديثة بالتدريج ، والملفت للنظر هو أن أعلى نسبة تصويت لصالحه جاءت من بلاد صديقه المعين من قبله رمضان أحمد قديروف حيث بلغ تصويت الشيشان (99.7%) ، وشخصية شيشانية هامة في عتمات الكرملين هي التي تقود روسيا كما يعتقد واسمه (فلاديسلاف سوركوف) الملقب بصاحب السماحة والنيافة (Grey Cardinal) وهو المستشار السياسي الرمادي الذي سبق له أن عمل مع الملياردير اليهودي خاداركوفسكي ،ومع يلتسين وميدفيديف وبوتين نفسه ، بينما بلغ التصويت في مسقط رأسه (سانت بطرس بيرغ) 57% فقط ، وهو يدير بلاده بطريقة إدارية مركزية بعد تعيينه للمحافظين الذين ساهموا في جمع الأصوات لصالحه ، وكان قد أحال منهم على التقاعد من ثبت تدني نسبة التصويت في منطقته لصالح الحزب الحاكم في الانتخابات البرلمانية السابقة ، ولا ننسى هنا أن أصوات الجيش الروسي (مليون جندي و 150 ألف ضابط) وأجهزة الأمن المنظمة كلها صوتت لشخصه وتم منعهم من الإفصاح عن وجهتهم الانتخابية إعلامياً واعتبارها سرية ، وما عدا الحزب الشيوعي الذي حاول تنظيم أصواته المثقفة في الشارع الروسي القديم لم يستطع الآخرون جمع أصوات كبيرة رغم ثراء بروخاروف وهو الملياردير صاحب المصانع الحديدية الكبيرة الذي يدعو لتأسيس حزب خاص بمؤيديه الآن ، وتوجد قراءة تفيد بأن ميروناف وجيرينوفسكي وبروخاروف هم مجرد أحجار شطرنج بيد بوتين وانحصرت المنافسة الحقيقية الانتخابية مع الشيوعيين فقط وهم أصحاب الحظ المسلوب في الزمن المعاصر وطموحاتهم بدأت تتلاشى ، وما عداهم فإن الأحزاب غير الشيوعية هرعت للمباركة بينما أعلن الشيوعيين المقاطعة للرئيس الفائز وحزبه الحاكم .

السياسة الروسية وكما نلاحظ في عهد بوتين الجديد المتجدد بدأت تنسجم مع قرارات الجامعة العربية من خلال تصريحات سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي الخاصة بالأزمة السورية، فهي أصبحت تفرق بين الاسد ونظام البعث الحاكم ولا تساندهما ، وتدعو السلطة السورية والمعارضة للحوار واتخاذ القرار المناسب ،وتطالب بتطبيق القانون الدولي على الأزمة السورية، وتتصدى لأي تدخل عسكري خارجي وهي التي لم تستطع فعله في العراق 2003 وفي ليبيا 2011 وفي أفغانستان في الحقبة السوفييتية سابقاً 1979، وبدأت تفتح قنوات الاتصال مع أمريكا وهو المطلوب كما نعتقد لإنجاح الحوار العربي السوري والسوري –السوري بين السلطة والمعارضة ، ولم يسبق لروسيا الحديثة أن مارست الاحتلالات والاستعمارات وسط العرب بل توقع العقود التجارية وتبني صداقاتها معهم ، وسبق لها أن أعفتهم من ديون اقتصادية كبيرة حجمها وصل إلى العديد من مليارات الدولارات ، وهي تنتظر من أمريكا ومن الغرب خطوة جديدة حول مسألة الدرع الصاروخي لتلغي الحرب الباردة السرية بعد أن كانت علنية غربية سوفييتية وبالعكس شريطة المعاملة الشفافة بالمثل ، وعلى صعيد الملف الإيراني تقف روسيا ضد توجيه إسرائيل وأمريكا لأي ضربة عسكرية لإيران بسبب مشروعها النووي السلمي الذي تعتقد إسرائيل بأنه عسكري غامض نتيجة لمعلومات استخبارية دقيقة لديها ، وتعمل على تحريض أمريكا أوباما قبيل الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة على ضرورة توجيه ضربة عسكرية نوعية ومحدودة من شأنها إكسابه شعبية رئاسية وحماية وجود إسرائيل رغم امتلاكها لرؤوس نووية خطيرة وأسلحة تقليدية متطورة قادرة على تصفية حساباتها مع إيران من دون مساعدة أمريكية ، والخطر الإيراني يكمن في تشدد العقيدة الإيرانية تجاه إسرائيل المهدد الدائم لإيران والمحتلة لأراضي العرب بنفس الوقت ، ومجرد أن نحلم بقدرة إيران على امتلاك القنبلة النووية دون الحاجة لاستخدامها بالطبع على طريقة أمريكا في اليابان المستغربة عام 1945 ، فإن السياسة في كامل الشرق الأوسط سوف تتغير لصالح القضية الفلسطينية العالقة من دون حل مقنع ، ولصالح قضايا العرب الاحتلالية الأخرى ، ولصالح إيران نفسها أيضاً ، وفي المقابل على إيران أن تعي أن المد الإسرائيلي – الأمريكي الخطير الذي يجب أن ينتهي وسط العرب رغم سياسات الدعم الاقتصادية الأمريكية عندما يقرر العرب الوحدة الحقيقية لا يعني أن يقابل بمد إيراني سري خبيث وسلبي يتدخل في شؤون العرب ويهدد وجودهم ووحدتهم من جديد على طريقة ما يجري في العراق الآن ، ولقد شكلت إستراتيجية الأمن القومي للولايات المتحدة الأمريكية للعام 2002 (كتاب / استهداف إيران – سكوت ريتر – ص205) اعتداءاً مباشراً على إطار العمل الأساسي للقانون الدولي الذي يحكم العالم بأسره ، كما أنها شرّعت مذهب الهيمنة العالمية من جانب الولايات المتحدة ، وأحيت مفاهيم الحرب الاستباقية، والنزعة الأحادية وتغيير الأنظمة .

السياسة الخارجية

على صعيد السياسة الخارجية أيضاً نجد أن الأزمة الروسية الجورجية عام 2008 التي حسمتها موسكو بقيادة ميدفيديف عندما كان رئيساً لروسيا وبوتين عندما كان رئيساً للوزراء عسكرياً لا زالت تداعياتها بحاجة لعلاج يرتكز على الحوار المتوازن من جانب القيادة الجورجية برئاسة ساكاشفيله الذي أعلن وقتها عن قطع العلاقات الدبلوماسية مع روسيا وعمل على تحويل تأشيرة زيارات الروس من مطار (تيبلسي) والحدود البرية إلى القنصليات المعتمدة لها ، علماً بأن التاريخ يؤكد استقلالية جمهورتي (ابخازيا) و (جنوب اوسيتيا) ولا بد سياسياً لجورجيا من أن توازن بين صداقتها مع أمريكا والغرب وبين روسيا بالذات لوجود علاقات تاريخية اجتماعية واقتصادية بينهما ، ونجد أيضاً بأن الأزمة الروسية اليابانية الصامتة بسبب جزر الكوريل أل 14 المختلف على ملكيتها بينهما يجب أن تنتهي وتوصلهما إلى عقد اتفاقية دائمة خاصة وأن حجم التبادل التجاري اليوم يصل إلى أكثر من 30 مليار دولار ، والعلاقة الروسية مع أوكرانيا بدأت تتحسن بعد صعود فيكتور يونوكوفيج (الشيوعي الميول) وزعيم حزب الأقاليم إلى السلطة في كييف العاصمة وبعد الخلاف الاقتصادي على موضوع توريد الغاز الروسي عبر الأراضي الأوكرانية وعلى أسعاره العالية ، خاصة بعد تمديده لوقوف الأسطول الروسي في مياه مدينة (سيفاستوبل) الأوكرانية الدافئة ، والعلاقة الروسية مع الصين قديمة تمتد إلى عام 1946 ميلادي ، وروسيا مزود رئيسي عسكري للصين وبنسبة 95% وحجم التبادل التجاري وصل إلى 80 مليار دولار، وتحالف روسي صيني هندي إيراني شرقي نووي سلمي وسياسي ملاحظ يبقي الحرب الباردة السرية كإجراء احتياطي ماثل بين الشرق والغرب في ظل وجود علاقات جيوبولوتيكية غير طبيعية بين إسرائيلي وأمريكا، وتبقى السياسة الداخلية التي ينتظرها الروس من بوتينهم هي الاهم من بالنسبة لهم اليوم وهم البالغ عددهم حوالي 150 مليون نسمة ويتربعون على رقعة واسعة من الارض مساحتها أكثر من 17 مليون كيلومتر مربع، فالطبقتين الفقيرة والمتوسطة أصبحتا متلاحمتين وبنسبة مئوية عالية تصل الى 80 % ويقابلهما طبقة غنية اوليغارجية تزداد غنى فيما تبحر الاخرتين بالقثر خاصةً طبقة الموظفين والعسكر، والكل هناك يبحث عن الجديد من أجل تحسين مستوى حياة وسطاء الناس من رواتب وتقاعدات والذي من شأنه ان يرفع من معنوياتهم ومن منسوب انتمائهم الوطني والقومي، وهم يتطلعون لأعادة بناء مصانعهم المتوقفة منذ العهد السيوفيتي، ولتعبيد الطرق وسط مدنهم مترامية الاطراف، ولكي تتحول الادارة الاقتصادية في بلادهم من المركزية التي تركز على اعلاء البناء في المدن الكبيرة والهامة مثل موسكو العاصمة وسانت بطرس بيرغ وسوجي الى المركزيةواللامركزية بنفس الوقت لتشمل الخدمات المدن الروسية الاخرى الموزعة على 21 جمهورية فدرالية، ويتطلعون لمجتمع عريض خالي من المخدرات ( اكثر من 5 مليون متعاطي ) ومن الخلايا الشبابية المتطرفة الذين يطلق عليهم Skin Head ، ولمعالجة ازمة السير في العاصمة موسكو تحديداً خاصةً يوم الجمعة المخصص للتوجه للراحة في المزارع الخاصة يومي السبت والاحد، وللسيطرة على مافيا نقل الركاب من المطارات بالسيارات الى وسط العاصمة وبالعكس، وللتطوير شبكتي القطارات والطياران ( الايرو فلوت) ، ولتخفيض أسعار التنقل بواسطتهما وأسعار المحروقات أيضاً، ولتحسين مستوى التعليم والطب وفتح الباب امام القطاع الخاص لينجح في هذين المجالين الهامين ولتغليب الصادرات على الواردات خاصة الزراعية والصناعية، والى رفع سقف الحرية وسط ماكنة الاتصال المطبوعة والمسموعة والمرئية، ومن أجل تطويق البيروقراطية والاتوقراطية والفساد المنظم .