الساعة

رد على دراسة الفتاة الأردنية أولاً في التحصيل العل

اعداد : ليلى رصاص

مركز الرأي للدراسات

حزيران 2012

قرأت الدراسة التي نُشرت في «الرأي» (العدد 15155، بتاريخ 19 نيسان 2012) عن الفتاة الأردنية بقلم فرحان عليمات. واستوقفني ما أورده الكاتب عن بداية الدراسة في الجامعة الأردنية، إذ يقول: «كان عدد المقبولين عندما أنشئت الجامعة الأردنية عام 1962 مائة وواحد وثلاثين طالبا، وطالبة واحدة هي الكاتبة زليخة ابو ريشة، وقد شكل التحاقها في الجامعة آنذاك نوعا من الحرج والعيب لقصور في نظرتنا لدور المرأة وحقوقها واقتصاره على أن تكون المرأة زوجة وربة بيت فقط».

وأود أن أوضح هنا أنني كنت من خريجات الفوج الأول، ومن بين مئة وواحد وثلاثين طالبا وطالبة، كان عددنا أكثر من عشر طالبات، بعضنا آثرت الانسحاب إما للزواج أو للعمل.

ومن الطالبات في الفوج الأول: نائلة العمري وأسماء بهاء الدين ونزيهة حمدي ونجوى كيالي وعائشة صبح وباسمة الجريدي وزهيرة الرشق و(المرحومة) عايدة دهمش وزليخة أبو ريشة ورابعة أبو نوار، وأنا.

فكيف أسقطَنا الكاتب من تاريخ الجامعة؟ كيف اعتقد أن التحاقنا بالدراسة شكّل حرجا وعيبا؟ كيف نعت أهلنا بقصور نظرهم لدور المرأة؟

حين التحقنا بالجامعة نحن الطالبات جئنا من نابلس والقدس والزرقاء وعمان، منا من استأجر سيارة لتقلة من الزرقاء إلى الجامعة وبالعكس، ومنا من ترك القدس وعاش في عمان مع خاله أو مع عائلة صديقة.

أربع سنوات من أحلى سنوات العمر قضيناها في الجامعة نركب الحافلات ذات المحرك الكبير قرب السائق، تلك التي كانت تنتظرنا أمام مطعم «جبري» في البلد لتوصلنا إلى الجامعة وبالعكس، يحلو برد الجبيهة وثلجها وفقرها في البناء وغناها في الأشجار والثمار.

ونلجأ للمقصف أو المكتبة أو قاعة المحاضرات حيث الدفء وزوال انجماد أطرافنا.

كنا نحن الطالبات حريصات على المشاركة في الرحلات داخل الأردن وخارجه، وحين كنا في السنة الثالثة -نحن خريجات الفوج الأول في ما بعد- اشتركنا في رحلة جامعية لمصر، ضمت ستاً وثلاثين طالبة وأربعة عشر طالبا وأكثر من مشرف، وكنا حريصات على ألاّ تفوتنا حفلة تعارف أو مسابقة أو مهرجان رياضي أو ندوة ثقافية أو مقابلة ضيوف وزوار أو الإدلاء بأحاديث عن الجامعة لمجلات عدة.

لقد شاركنا –نحن الطالبات- في مسيرات خارج الجامعة، وسرنا في جنازة (المرحوم) سمير الرفاعي في شوارع عمان.

أقبلت علينا نحن الطالبات، زوجاتُ الأساتذة الكرام، ووُجهت لنا الدعوات لتناول الغداء في بيوتهن.

لم يقتصر التدريس على الأساتذة، فقد تلقينا العلم أيضا على أيدي مدرسات عربيات وأجنبيات. كنا نحن طالبات السنة الأولى (1962-1963) محط الإعجاب والدهشة وربما الحسد والغيرة في الشارع والحافلة وبين الجيران والمعارف والأقارب والأهل.

الصورة المرفقة مع الموضوع، من بين مجموعة كبيرة من الصور للخريجات في حفل توديع وتكريم لخريجي الفوج الأول 1966، ومعهن الأستاذ الجليل ناصر الدين الأسد رئيس الجامعة آنذاك. وتضم الصور من اليمين: نزيهة حمدي، نجوى الكيالي، باسمة الجريدي، عايدة دهمش، نائلة العمري، ليلى رصاص، رئيس الجامعة، زليخة أبو ريشة، زهيرة الرشق، رابعة أبو نوار، وتغيبت عن الصورة عائشة صبح.

هذا العام، عام 2012، نكمل مع الجامعة الأردنية خمسين عاما، وما نزال نذكر ممراتها وقاعاتها وأساتذتها وموظفيها وطلابها وطالباتها كما كانت.

نحن متميزون متفردون، وإن كان التميز والتفرد منحازَين أكثر للخريجات.