الساعة

الجامعة الطبية الخاصة هل ترى النور ؟

اعداد : د.عبدالله البشير

مركز الرأي للدارسات

حزيران 2012

كلما اقترب موعد امتحان التوجيهي واعلان نتائجه كلما ظهرت مشكلة الطلاب الراغبين بدراسة الطب والتي تتفاقم سنوياً ذلك أن معدلات القبول بكليات الطب الرسمية تتجاوز علامة 98 % ويحتار الاهالي كيف يلبوا رغبات ابناءهم الراغبين بدراسة الطب ويجبروا على ارسال ابناءهم للخارج الى جامعات طبية خاصة قد لا تكون ذات مستوى مقبول مما يزيد عناء الاهالي المادي والمعنـوي ، ولا يمكن حل هذه المشكلة بزيادة الطاقة الاستيعابية لكليات الطب الرسمية المحكومة بمعايير الاعتماد وبالامكانيات المادية وعدد الاسرة اللازمة للتدريب..

ولا يزال مشروع إنشاء جامعة طبية خاصة داخل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالرغم من قرار مجلس التعليم العالي رقم 658 الصادر في 26/02/ 2004 واعلان وزارة التعليم العالي والبحث العلمي عن انشاء جامعة طبية خاصة بتاريخ 04/06/2006 وبالرغم من توفر الامكانيات المادية والبشرية بالقطاع الخاص الذي قام بعقد اتفاقيات شراكة مع جامعة اجنبية مرموقة هي جامعة جورج واشنطن وكذلك إضافة الى حاجة الاردن في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة لخلق فرص عمل حيث أن مشروع الجامعة سيوفر مابين 3000-5000 فرصة عمل .

ويجب أن ندرك حقيقة عدم ازدياد اعداد الاطباء الممارسين داخل الاردن (بحسب الاحصاءات الرسمية ) لتغطية الاحتياجات المتزايدة للقطاعات الطبية المختلفة ..وإن أول خريج لأي كلية الطب تمنح الترخيص الان سيكون بعد عشر سنوات .

إن الحاجة ماسة لإنشاء هذه المؤسسة في القطاع الخاص وتتلخص بالآتي:

الحاجة الوطنية

1. تنفيذ توجيهات صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني المعظم بمشاركة القطاع الخاص في التنمية، وعمل مشاريع كل في مجاله تسهم في إيجاد فرص العمل، وتخفض من نسبة البطالة.

لحاجة للكوادر الطبية عدداً ونوعية

ان إنشاء كلية الطب الان سوف يعطي أول خريجين بعد عشرة سنوات من تاريخه ولذلك من الضروري التخطيط المستقبلي للطب في الاردن لضمان وجود كوادر طبية اردنية عدداً ونوعيةً لمواجهة :

تزايد الاحتياجات لأعداد الاطباء سنوياً نتيجة :

• تطوير الخدمات وتوسيعها في القطاعين العام والخاص.

• ازدياد أعداد الخريجين اللازمة لمتابعة الاختصاص.

• الزيادة في عدد السكان.

• متطلبات الدول المجاورة.

تناقص أعداد الممارسين داخل الاردن وفق احصائيات نقابة الاطباء.

• عدد الأطباء الممارسين داخل الأردن يقل عن 50% من عدد الأطباء المسجلين.

• عدد الأطباء الممارسين داخل الأردن لا يزيد سنوياً بل يتناقص، سواء للأطباء الأردنيين أوغير الأردنيين.

• معدل الأطباء المتقاعدين والمتوفين سنوياً حوالي 200 طبيب.

 

أعداد الطلبة الراغبين في دراسة الطب

تشير مصادر وزارة التربية والتعليم أن الطلبة الحاصلين على معدل أكثر من 85% من حملة الثانوية العامة يتزايد سنوياً، ، والجدير بالذكر أن معدل القبول تنافسياً في كلية الطب يزداد سنوياً واصبح لا يقل عن 98%.

وفي ظل عدم توفر الفرص لدراسة الطب داخل الاردن يتوجه الاعداد الكبيرة لدراسة الطب خارج الاردن في جامعات خاصة قد لا تكون بالنوعية الجيدة فهل نسمح لأبنائنا بالالتحاق بالجامعات الاجنبية ولا نوفر لهم الفرص داخل الاردن .

 

الحاجة لتطوير القطاع الطبي الخاص

تشكل الخدمات الطبية جزءاً هاماً من الدخل القومي للأردن الذي يعتبر المركز التحويلي الأول لدول المنطقة. ويشكل القطاع الطبي الخاص جزءاً هاماً وشريكاً استراتيجياً أساسياً بتقديم الخدمات الطبية والسياحة العلاجية مما يتطلب دعمه وطنياً من أجل تطوير السياحة العلاجية وزيادة الدخل الوطني. وهذا يتم من خلال:

• وضع برامج وخطط عمل مستمرة لتنمية هذا القطاع وتطويره بتطوير المؤسسات، وتطوير السياحة العلاجية وحل مشاكلها.

• إنشاء مشاريع بالشراكة مع مؤسسات عالمية عريقة. وهذا واقع الحال في مشروعنا الذي يتم بالشراكة مع جامعة جورج واشنطن والذي يتلخص بإنشاء مؤسسة أكاديمية في القطاع الطبي الخاص، للأردن ولدول المنطقة، لتكون مثل المؤسسات الأكاديمية الخاصة المرموقة عالمياً، مثل: هارفارد /كيفلاند / مايوكلينك/ الجامعة الأمريكية في بيروت.

وهذا يحقق ثلاثة أهداف استراتيجية هامة هي:

• إشراك القطاع الخاص في التنمية الاقتصادية، وإيجاد فرص العمل، وتقليص نسبة البطالة.

• استمرار تطوير الخدمات الطبية بالقطاع الخاص في ضوء المنافسة الإقليمة والعالمية مثل: قيام الدول العربية، ولاسيما دول الخليج التي تشكل الرافد الأساسي للسياحة العلاجية، بتطوير مؤسساتها وإنشاء المراكز الطبية المرتبطة بجامعات ومؤسسات عالية المستوى مثل مدينة دبي الطبية.

• تطوير الكوادر الأكاديمية العاملة في القطاع الخاص عن طريق:

• حفز ابنائنا الذين يتخصصون في الخارج وكذلك الكوادر الأكاديمية العاملة في الخارج للعودة إلى مؤسسة طبية متطورة يسهل التعامل معها.

• زيادة الفرص لخريجي الكليات الطبية في التخصص، وبخاصة في مجال التخصصات الطبية النادرة التي أصبح من الصعب إيجاد فرص لها بالخارج.

 

التخطيط الاستراتيجي لتوفير الاحتياجات المستقبلية

 

ويتم توفير الكوادر الطبية عدداً ونوعاً من خلال :

• الاعتماد على كليات الطب الأردنية: وهذه توفر نوعية ممتازة من الخريجين، ولكن أعداد الخريجين ومن يتبقى منهم في الأردن لا يكفي للاحتياجات الحالية والمستقبلية، ولاسيما أنه من الصعب زيادة الطاقة الاستيعابية لكليات الطب الموجودة حالياً. ومن هنا تنشأ الحاجة لكليات طب جديدة توفر النوعية المطلوبة من الخريجين. علماً إذا ووفق على انشائها الآن سوف تخرج فوجها الأول بعد عشر سنوات.

 

الاعتماد على الأطباء الدارسين بالخارج. وفي هذه الحالة:

هل ستبقى سياسة توجه طلابنا لدراسة الطب بالخارج كما هي؟

هل سيتمكن الآباء من إرسال ابنائهم للتعلم خارج الأردن مع المتغيرات الاقتصادية؟

هل ستتغير سياسات القبول في البلدان التي يدرس بها أبناؤنا في الخارج؟

هل نوعية الأطباء المُتخرجين من الدول الأجنبية تفي بالمطلوب لتطوير الخدمات بالأردن؟

تناقص فرص التدريب والتعليم بالخارج مما يجعلنا نفكر بمستوى الكوادر الطبية بعد عشر او عشرين سنة قادمة .