مركز الرأي للدراسات

اعداد : د.قيس الخلفات

شباط 2013

تبذل المؤسسة الاجتماعية والاقتصادية للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى جهوداً عديدة في خدمة المتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى ومن بينها بعض المحاولات لتسويق خبرات هؤلاء المتقاعدين لدى بعض دول الخليج من أجل إيجاد فرص عمل لهم بعد التقاعد من شأنها إبقاء الفرصة أمامهم للحصول على دخول تكميلية لرواتبهم التقاعدية تعينهم على تلبية احتياجات المعيشة ومتطلبات الحياة الكريمة، فضلاً عن الدور الذي تلعبه تهيئة فرص العمل في الإبقاء على مفهوم الذات لدى المتقاعد حياً ومتنامياً في أعلى مستوياته.

وحتى يكون لجهود المؤسسة بعدٌ مؤسسي ومستدام في تهيئة فرص عمل أمام المتقاعدين، فإنني أقترح تأسيس نافذة إلكترونية (Portal) تحت إدارة المؤسسة تتيح للمتقاعدين العسكريين من مختلف الرتب والاختصاصات وضع ونشر خبراتهم ومؤهلاتهم من خلال هذه النافذة التي يستطيع أي شخص في العالم الوصول إليها والاطلاع على محتوياتها باعتبارها موقعاً الكترونياً متاحاً للزائرين وباللغتين العربية والإنجليزية؛ حيث يكون بمقدور المتقاعد أن يضع بنفسه المعلومات التي يودّ تقديمها عن خبراته ومؤهلاته والمهارات التي يمتلكها من خلال الدخول إلى هذا الموقع وتعبئة الصفحة الخاصة به، وإذا لم يكن بمقدوره ذلك فبإمكانه تقديم معلوماته ورقياً لإدارة النافذة في المؤسسة حيث تتوكل الأخيرة بوضع ونشر معلوماته الشخصية بدلاً عنه ليأتي بعدها دور إدارة النافذة في ربط الصفحة الخاصة بكل متقاعد بالمجموعة التصنيفية التي ينتمي إليها بحكم الاختصاص الوظيفي ومجالات الخبرة والمؤهل العلمي وأية معايير تصنيفية أخرى تسهّل على الباحث في النافذة الوصول إلى معلومات الأشخاص الذين يبحث عن خبراتهم وفقاً لخيارات بحث متعددة تسهّل الوصول إلى تلك المعلومات كالمؤهل العلمي، وعدد سنوات الخبرة، ومجالات وأماكن الخدمة، مدة الخدمة، التدريبات السابقة، اللغات، السنّ، الجنس، مكان الإقامة... وغيرها من خيارات البحث الأخرى.

وخلاصة ذلك أن هذه النافذة ستشكل حلقة اتصال مباشرة بين المتقاعدين الباحثين عن عمل والمؤسسات المحلية والعربية والدولية الراغبة باستقطاب كفاءات أردنية من ذوي الخلفيات العسكرية والأمنية هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن هذه النافذة ستشكل نظاما لنشر وتعميم المعرفة بين المتقاعدين ومن الممكن أن تكون أداة للتعلم الذاتي حيث يتيح نظام الـ portal وضع مواد تدريبية تفاعلية (مقروءة، ومسموعة، ومرئيةAudio-Visual Aids ) تتيح للمتقاعد أن يحصل على تدريبات وهو في منزله أو من خلال محطات المعرفة المنتشرة في المملكة دونما الحاجة إلى الالتحاق ببرامج تدريبية صفيّة تتطلب منه الكلفة والجهد والوقت بحيث تكون هذه البرامج والمواد التدريبية مختارة وفقاً لاحتياجات سوق العمل من المهارات الإدارية والمهارات المرتبطة ببيئة الأعمال.

كما ويمكن لهذه النافذة أن تكون بنكاً لأفكار مشاريع صغيرة ريادية تطرح لأغراض دراسة جدواها الاقتصادية وإتاحتها أمام مؤسسات التمويل والمؤسسة الاقتصادية والاجتماعية للمتقاعدين العسكريين فتكون رديفاً آخر لإيجاد فرص اقتصادية أمام المتقاعدين بشكلٍ موازٍ للفرص الوظيفية لما للمشاريع الصغيرة من أهمية في دعم الاقتصاد الوطني وتوليد دخل للمتقاعد وأسرته فضلاً عن قدرة بعض المشاريع الصغيرة على إيجاد فرص عمل لأكثر من متقاعد واحد (كالمشاريع الإنتاجية الجماعية).

ويمكن للنافذة أن تستقبل الاقتراحات الخاصة بتطوير أعمال المؤسسة بشكل عام وتطوير مشاريعها القائمة بشكل خاص واقتراح مشاريع جديدة أخرى من المتقاعدين الذين ينتسبون إلى المؤسسة ولديهم صلاحية الدخول إلى النافذة، وهي بذلك تشكل حافزاً لتعديل اتجاهات بعض المتقاعدين نحو المؤسسة فتجذبهم إلى الانتساب إليها والاستفادة من خدماتها والعدول عن قرارهم بالعزوف عن الانتساب والاشتراك.

إن الترويج لهذه النافذة من خلال الموقع الالكتروني للمؤسسة بحكم أن الدخول إليها سيكون عبر رابط خاص بالنافذة محمّل على الموقع الالكتروني للمؤسسة، الأمر الذي سيساعد على زيادة عدد الزائرين للموقع والمواقع المرتبطة به كالموقع الإعلامي الإلكتروني للمؤسسة (بوابة الكرامة الإلكتروني) وبالتالي الإبقاء على تواصل المتقاعدين منتسبين وغير منتسبين قائماً ومستمراً ومصحوباً بزيادة الوعي والمعرفة بالخدمات التي تقدمها المؤسسة.

إن اعتماد هذا الاقتراح وتنفيذه -مع مناسبة عمل المؤسسة حالياً على مشروع حوسبة أعمالها- سيجعله أداة فاعلة وكفؤة بيد إدارة المؤسسة في إحياء روح العمل والبذل والعطاء في نفوس المتقاعدين العسكريين والذين يستحقون من كل الأردنيين مؤسساتٍ وأفراد كل الاحترام والتقدير والدعم، خصوصاً إذا ما ارتبط تنفيذ هذا الاقتراح بنظام مسار مهني (Professional Training Path) موازٍ للمسار الوظيفي العسكري للضباط والأفراد العاملين في القوات المسلحة والأجهزة الأمنية بهدف تهيئتهم بعد التقاعد مباشرة لدخول سوق العمل المحلي والعربي وهم ممتلكون للمهارات التي يطلبها سوق العمل ومن خلال ردم الفجوة بين ما اكتسبوا من الخدمة ومن المسار المهني الموازي من جهة وما يتطلبه سوق العمل من مهارات وخبرات من جهة أخرى، وسيكفي هذه الأداة فخراً وصفها بالهوية التعريفية بالمتقاعد العسكري الأردني أمام منظمات الأمم المتحدة والهيئات الدولية والمؤسسات العسكرية العربية.