القدس المحتلة - كامل إبراهيم
كشف الرئيس الأميركي دونالد ترمب النقاب عن مخططه الخاص بقطاع غزة في أعقاب اللقاء الذي عقده مع بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية :» تسيطر الولايات المتحدة على قطاع غزة الذي سيكون مكاناً لعيش أشخاص من جميع أرجاء العالم للعيش فيه ـ
وعقد لقاء أمني قبل لقاء ترمب ـ نتنياهو في البيت الأبيض، شارك فيه رون درمر وزير الشؤون الاستراتيجية، تسحي هنغبي رئيس لجنة الخارجية والأمن ورومان غوفمان السكرتير العسكري لرئيس الحكومة، بحث فيه الطرفان بصورة مفصلة قضايا أمنية.
وأعلنت كافة الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حركة حماس :"أن تصريحات ترمب تفتقد للأخلاقية والإنسانية، وإعمار القطاع يمكن أن يتم في ظل بقاء سكان غزة فيه ولن يتم اقتلاعهم من منازلهم». وقالت الحركة ان كان لابد من الخروج من غزة فإلى منازلهم واراضيهم بعسقلان ويافا وحيفا والداخل الفلسطيني.
بينما أعرب الرئيس الفلسطيني محمود عباس والقيادة الفلسطينية عن رفضهم الشديد لدعوات الاستيلاء على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين خارج وطنهم.
وقال الرئيس، رداً على الدعوات الأميركية للتهجير: «إننا لن نسمح بالمساس بحقوق شعبنا التي ناضلنا من أجلها عقوداً طويلة وقدمنا التضحيات الجسام لإنجازها، وهذه الدعوات تمثل انتهاكا خطيراً للقانون الدولي، ولن يتحقق السلام والاستقرار في المنطقة، دون إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس على حدود الرابع من حزيران لعام 1967، على أساس حل الدولتين».
وأضاف الرئيس عباس، أن الشعب الفلسطيني لن يتنازل عن أرضه وحقوقه ومقدساته، وأن قطاع غزة هو جزء أصيل من أرض دولة فلسطين إلى جانب الضفة الغربية، والقدس الشرقية المحتلة، منذ عام 1967.
ورحب قادة الأحزاب الإسرائيلية من الائتلاف والمعارضة بأقوال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب خلال لقائه مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، وامتدحوا خصوصا أقواله حول مخطط الترانسفير الذي طرحه وتهجير سكان قطاع غزة.
وباركت أوساط في الهيئة السياسية الإسرائيلية تصريحات ترمب، وقال العنصري ايتمار بن غفير رئيس حزب «عوتسما يهوديت» أمس الأربعاء في حديث أجرته معه الإذاعة الإسرائيلية أنه ازدادت احتمالات عودته للحكومة وأضاف :» لا ريب في ازدياد احتمالات عودة عوتسما يهوديت للحكومة، الأمر منوط الآن برئيس الحكومة وبما إذا كان سينفذ ذلك (مخطط ترمب) وسأدعمه بصورة تامة. في اللحظة التي تتوفر فيها النية لتنفيذ ذلك سأعود للحكومة، ولا أريد الإسهاب بالحديث، إذ يوجد مخطط ».
وكتب أمير أوحنا رئيس الكنيست في حسابه بموقع «إكس» :» صباح الخير إسرائيل هذا فجر يوم جديد ».
وشكر رئيس حزب الصهيونية الدينية ووزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، ترامب وزعم أنه «سنعيد العالم إلى عظمته»، فيما وصف رئيس الكنيست، أمير أوحانا، أقوال ترامب بأنها «فجر يوم جديد».
واعتبر سموتريتش أن «الخطة التي قدمها ترامب هي الإجابة الحقيقية على 7 أكتوبر، فمن نفذ المجزرة الأكثر فظاعة على أرضنا سيجد نفسه يفقد أرضه إلى الأبد. وسنعمل الآن كي ندفن نهائيا الفكرة الخطيرة حول دولة فلسطينية».
وادعى رئيس المعارضة، يائير لبيد، أن المؤتمر الصحافي المشترك لترامب ونتنياهو كان «جيدا لدولة إسرائيل، وقال إنه سيزور الولايات المتحدة، في وقت لاحق من الشهر الجاري، وسيقدم إلى الإدارة الأميركية «خطة مكملة» لخطة ترامب.
وقال رئيس كتلة «المعسكر الوطني»، بيني غانتس، إن ترامب قدم «تفكيرا مبتكرا وأصيلا ومثيرا، الذي ينبغي دراسته إلى جانب تحقيق أهداف الحرب، ومنح الأولوية لإعادة جميع المخطوفين».
كما رحب قادة المستوطنين بتصريحات ترامب، واعتبر يوسي داغان، رئيس مجلس مستوطنات شمال الضفة، أن إسرائيل تعيش فرصة نادرة لتنفيذ خطوات تاريخية بدعم الإدارة الأمريكية الجديدة.
وتوالت ردود الفعل الدولية المنددة والرافضة لصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول عزم بلاده السيطرة على قطاع غزة بعد إعادة توطين الفلسطينيين في أماكن أخرى.وعبرت دول عدة بوجهات مختلفة عن رفضها أي تهجير للفلسطينيين خارج أرضهم، ومنحهم فرصة العيش في دولتهم.
وطالب وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي بضمان مستقبل للفلسطينيين في وطنهم، وأضاف في مؤتمر صحفي خلال زيارة إلى كييف «كنا دائما واضحين في اعتقادنا بأننا يجب أن نشهد وجود دولتين. يجب أن نرى الفلسطينيين يعيشون ويزدهرون في وطنهم في غزة والضفة الغربية».
وعدّت وزارة الخارجية الفرنسية أن التهجير القسري لسكان غزة «سيمثل هجوما على التطلعات المشروعة للفلسطينيين ويزعزع أمن المنطقة وسيكون انتهاكا خطيرا للقانون الدولي». وشدد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان على أن تهجير الغزيين أمر لا تقبله تركيا ولا دول المنطقة، معتبرا المقترح «عبثيا والخوض فيه لا طائل منه».وأضاف أن أي خطط تجعل الفلسطينيين «خارج المعادلة» ستؤدي إلى المزيد من الصراع.
من جانبه، قال رئيس البرلمان التركي نعمان قورتولموش إن استقبال ترامب لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المتهم أمام القانون الدولي وكأنه ملك «يشكل جرحا غائرا في ضمير الإنسانية».
وأعلنت الصين معارضتها التهجير القسري لسكان قطاع غزة، وأكدت دعمها حكم الفلسطينيين لفلسطين
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية لين جيان في مؤتمر صحفي إن بكين تأمل أن تعد كل الأطراف وقف إطلاق النار وإدارة القطاع بعد انتهاء الصراع فرصة لإعادة التسوية السياسية للقضية الفلسطينية لمسارها الصحيح استنادا إلى حل الدولتين.
وأفاد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف بأن روسيا تعتقد أن التسوية في الشرق الأوسط ممكنة فقط على أساس حل الدولتين، وأضاف «سمعنا كلام ترامب بشأن إعادة توطين سكان غزة، لكننا ننطلق من حقيقة أن الدول العربية لا تقبل هذه الفكرة».
وانتقد رئيس الوزراء الأسكتلندي جون سويني خطة ترامب، وقال في منشور على منصة إكس «بعد أشهر من العقاب الجماعي في غزة ومقتل أكثر من 40 ألف شخص، فإن أي مقترح لتهجير الفلسطينيين من منازلهم أمر غير مقبول وخطير».
وأكد سويني أنه يعارض التطهير العرقي، وأن حل الدولتين فقط هو الذي سيحقق السلام الدائم.
وقال المبعوث الأوروبي الخاص للشرق الأوسط سفين كوبمانز إن هناك حلا واحدا فقط وهو دولتان إسرائيلية وفلسطينية آمنتان تتمتعان بالسيادة. وشدد على أن الأمن الحقيقي لا يأتي إلا من خلال السلام الحقيقي.
ووصفت منظمة العفو الدولية مقترحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن قطاع غزة بـ”العبثية»، وشددت على أنها ليست أخلاقية ولا شرعية. ورفضت المنظمة عدم إنسانية مقترح ترامب والاستيلاء على الأراضي وسخريته من حق الشعوب في تقرير المصير.
رشيدة طليب عضو مجلس النواب الديمقراطية من أصل فلسطيني: الفلسطينيون لن يذهبوا إلى أي مكان. لا يستطيع هذا الرئيس إلا أن يبث هذا الهراء المتعصب بسبب الدعم الحزبي في الكونغرس لتمويل الإبادة الجماعية والتطهير العرقي. لقد حان الوقت لرفاقي في دعم حل الدولتين أن يُعلوا صوتهم.
السيناتور الديمقراطي كريس فان هولن: اقتراح ترامب بطرد مليوني فلسطيني من غزة والاستيلاء على الملكية بالقوة، إذا لزم الأمر، هو ببساطة تطهير عرقي تحت مسمى آخر. هذا الإعلان من شأنه أن يعطي ذخيرة لإيران وغيرها من الخصوم في حين يقوض شركاءنا العرب في المنطقة.. يجب على الكونغرس أن يقف في وجه هذا المخطط الخطير والمتهور.
مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية: غزة ملك للشعب الفلسطيني، وليس للولايات المتحدة، ودعوة الرئيس ترامب لطرد الفلسطينيين من أرضهم هي دعوة غير مقبولة على الإطلاق.
السيناتور الديمقراطي كريس ميرفي: لقد فقد عقله تماما. سيؤدي غزو الولايات المتحدة لغزة إلى مذبحة لآلاف الجنود الأميركيين وحرب في الشرق الأوسط لعقود. إنها مثل مزحة رديئة.
عضو مجلس النواب الديمقراطي جيك أوشينكلوس: الاقتراح متهور وغير معقول، وقد يفسد المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة..