القدس المحتلة - كامل إبراهيم
استنكر المكتب الإعلامي الحكومي الفلسطيني في غزة أمس، ما وصفه بـ «تقاعس» هيئات أممية تخزن الوقود في قطاع غزة وتترك المستشفيات تواجه الكارثة من دون تزويدها به. وأبدى في بيان صحفي، استياءه إزاء قيام بعض الهيئات التابعة للأمم المتحدة في غزة، بتكديس آلاف اللترات من الوقود في مخازنها، في وقت تعاني فيه المستشفيات والمؤسسات الإنسانية من شُحٍّ حاد.
وقال، إن قطاع غزة خاصة في محافظات الشمال، يعاني من شُحٍّ حاد للوقود في المستشفيات، يُهدد حياة المرضى والمصابين، مؤكدًا أنّ «هذا السلوك غير المبرر يتناقض مع الواجب الإنساني والأخلاقي».
وأشار إلى أن ذلك يُمثل، تقاعسا خطيرا عن أداء الدور المنوط بهذه الهيئات في ظل كارثة إنسانية غير مسبوقة.
وذكرت منظمة الصحة العالمية، أنّ تلبية الاحتياجات الهائلة واستعادة النظام الصحي في قطاع غزة مهمة مُعقدة للغاية وتحدٍّ كبير بالنظر إلى حجم الدمار والتعقيدات والقيود التنفيذية التي خلفها العدوان الإسرائيلي على القطاع.
فيما قال مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية في بيان عقب لقاءات بين بنيامين نتنياهو ومستشارين للرئيس الأميركي دونالد ترامب، في واشنطن «إسرائيل تستعد لإرسال وفد إلى الدوحة نهاية الأسبوع، لمناقشة تفاصيل مرتبطة بمواصلة تنفيذ الاتفاق».
جاء ذلك عقب لقاء وصف بالإيجابي بين نتنياهو الذي يجري زيارة إلى واشنطن، ومستشار الأمن القومي الأميركي مايك وولتز، ومبعوث الرئيس الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف.
وبحسب بيان مكتب نتنياهو: «كان الاجتماع إيجابيا ووديا. في أعقاب الاجتماع، تستعد إسرائيل لإرسال وفد من المستويات المهنية إلى الدوحة في نهاية الأسبوع، لمناقشة التفاصيل الفنية المتعلقة بمواصلة تنفيذ الاتفاق.
وعند عودته من الولايات المتحدة، سيعقد نتنياهو مطلع الأسبوع المقبل اجتماعا للمجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية «الكابينيت»، لمناقشة جميع مواقف إسرائيل بشأن المرحلة الثانية من الصفقة، والتي ستوجّه المفاوضات المستقبلية، بحسب ما جاء في البيان.
وكان من المقرر أن تبدأ مفاوضات آلية تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق الإثنين الماضي، أي في اليوم 16 من سريان اتفاق وقف إطلاق النار، قالت صحيفة «هآرتس» نقلا عن عضو بالوفد المرافق لنتنياهو في رحلته إلى واشنطن، لم تسمه، إن نتنياهو لن يلتزم بتنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة دون القضاء على حركة حماس.
في المقابل طالبت حركة حماس الوسطاء والضامنين لاتفاق وقف إطلاق النار، وخاصة الأشقاء في مصر وقطر للتدخل ومعالجة الخلل في تطبيق الاحتلال الإسرائيلي البرتوكول الإنساني في الاتفاق.
وقالت حركة (حماس)، إن وفدا من الحركة برئاسة الدكتور موسى أبو مرزوق، عضو المكتب السياسي ورئيس مكتب العلاقات الدولية، التقى مع الممثل الخاص لرئيس الاتحاد الروسي للشرق الأوسط وبلدان أفريقيا، نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف، في مقر وزارة الخارجية الروسية في موسكو.
وأضافت الحركة في بيان، أنه ناقش الجانبان مستجدات الأوضاع في قطاع غزة، خصوصًا فيما يتعلق بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، والاستعدادات لمفاوضات المرحلة الثانية.
وأوضحت أن اللقاء تطرق إلى الانتهاكات المستمرة التي يرتكبها الاحتلال، بما في ذلك المماطلة في تنفيذ البروتوكول الإنساني، ومنع إدخال الخيام والبيوت الجاهزة (الكرفانات) والوقود، والمعدات الثقيلة، إضافة إلى عرقلة إعادة بناء المستشفيات وآبار المياه والبنية التحتية الأساسية».
وأكد أبو مرزوق، أهمية الدور الروسي في دعم حقوق الشعب الفلسطيني، مشددا على ضرورة توفير كل الاحتياجات الإنسانية العاجلة لسكان غزة، ودور روسيا في المساعدات الإنسانية والإغاثة العاجلة والإيواء، ورفض أي محاولات لفرض واقع جديد عبر الحصار أو التهجير القسري.
من جهته، أكد بوغدانوف موقف روسيا الثابت في دعم حقوق الشعب الفلسطيني، وترحيبهم باتفاق وقف إطلاق النار، وضرورة إدخال المساعدات الإنسانية دون قيود.
كما شدد على رفض موسكو لأي محاولات لفرض حلول قسرية على الفلسطينيين، مؤكدًا استمرار الجهود الروسية في المحافل الدولية لدعم القضية الفلسطينية.
بدورها، حذرت بلدية غزة، من وضع كارثي في بركة تجميع مياه الأمطار في حي الشّيخ رضوان، شمال المدينة، يُنذر بتفاقم الكارثة البيئية والصحية والإنسانية في المنطقة.
وقالت البلدية، في بيان لها، أمس، إن مستويات المياه في البركة بلغت حدًّا خطيرًا مع استمرار تدفُّق المياه العادمة إليها، وذلك مع عودة النّازحين إلى المدينة، وتوقعات بتساقط كميات متزايدة من مياه الأمطار مما يهدد بطفح البركة.
ولفت البيان أن البركة تُعاني من تزايد كميات المياه العادمة التي تصل إليها؛ مما أدّى إلى ارتفاع منسوب المياه فيها إلى مستوياتٍ حرِجة، وباتت تُهدّد بغرق الأحياء والمناطق المحيطة بها، فضلاً عن تأثيرها السّلبي على الخزان الجوفي، وتلوث البيئة وانتشار الأمراض.
وأشارت البلدية إلى أن منع الاحتلال الإسرائيلي إدخال المواسير اللازمة لصيانة خط تفريغ البركة، يَحول دون تصريف المياه الزّائدة، وتحويل مسار المياه العادمة إليها؛ ممّا زاد من حجم المشكلة.
وبينت أن القصف الإسرائيلي المُتكرّر أدى لتدمير محطّات الصّرف الصّحي، والمولّدات الكهربائية في البركة، وتضرّر منظومة المضخّات، حيث لحقت خسائر كبيرة في 4 مضخّات من أصل 6.
وناشدت بلدية غزة، المجتمع الدولي والمؤسسات المعنية، بضرورة التدخل الفوري والعاجل؛ لإنقاذ الوضع في بركة الشيخ رضوان.وطالبت بتسهيل إدخال المواسير، وتوفير الدّعم الفنّي والمالي؛ لترميم البنية التحتية المتضررة وتوفير المعدات اللازمة لتشغيل وصيانة البركة، والعمل على توفير مصدر مُستدام للكهرباء، وذلك لتشغيل مضخّات المياه حتى تتمكّن طواقم البلدية من إجراء صيانة شاملة لمنظومة الضّخ في البركة.