الصفدي والحنيطي وحسني يبحثون مع مسؤولين في أنقرة تطورات المنطقة
وزير الخارجية: رفض أي عدوان على الأرض السورية
عمان - الرأي
عقد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، ورئيس هيئة الأركان المشتركة اللواء الركن يوسف الحنيطي، ومدير المخابرات العامة اللواء أحمد حسني، مباحثات موسعة مع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، ووزير الدفاع التركي يشار غولر، ورئيس وكالة الاستخبارات الوطنية التركية إبراهيم قالن، ركزت على جهود دعم الشعب السوري الشقيق في إعادة بناء وطنه على الأسس التي تحفظ وحدته وتماسكه واستقلاله وسيادته وتخلصه من الإرهاب وتلبي طموحات شعبه في بناء مستقبل يصوغه كل السوريين ويحفظ حقوق كل مكونات الشعب السوري.
كما جرى خلال اللقاء الذي جاء في إطار عملية التنسيق بين البلدين الشقيقين، بحث سبل تعزيز الجهود المستهدفة وقف العدوان الإسرائيلي على غزة وإنهاء الكارثة الإنسانية.
وبحث الاجتماع أيضاً سبل تعزيز العلاقات الأخوية التاريخية بين البلدين في مختلف المجالات، وزيادة التنسيق والتعاون في جهود تكريس الأمن والاستقرار في المنطقة.
وأجرى الصفدي والحنيطي وحسني، محادثات منفصلة مع نظرائهم تناولت العلاقات الثنائية والتطورات في المنطقة.
وفي مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية التركي، قال الصفدي إن لقاء يعكس حرص الأردن وتركيا المشترك على زيادة وتيرة التنسيق والتعاون بينهما في هذه الفترة التي تواجه بها المنطقة تحديات كبيرة كتحدي إعادة الإعمار وإعادة بناء الوطن الحر المستقل في سوريا، وتحدي إنهاء العدوان الإسرائيلي الذي ما يزال يتفاقم على قطاع غزة في ظل غياب آفاق إنصاف الشعب الفلسطيني وتلبية حقه في الحرية والدولة المستقلة ذات سيادة على ترابه الوطني.
وأضاف: » لقاؤنا اليوم جاء في إطار آلية التنسيق الاستراتيجي التي تضم الخارجية والقوات المسلحة والمخابرات لننسق معاً كيفية مقاربة هذه التحديات بما يخدم مصالحنا ومصالح أشقائنا وبما يسهم في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة».
وأشار إلى أن «اللقاء جاء بعد لقاء كنا شاركنا وشركاءنا في المجتمع الدولي في اجتماعات العقبة، وكلنا مجمعون على أننا نستطيع أن نحقق نتائج أفضل من ناحية دعم الشعب السوري الشقيق في سوريا أو لدعم الشعب الفلسطيني الشقيق ومقاربة كل التحديات من خلال تنسيق أكبر ومن خلال تعاون أكثر بالنسبة لسوريا، أعتقد أن موقفنا واحد نحن نريد لسوريا أن تستعيد أمنها واستقرارها وعافيتها وللشعب السوري الشقيق أن يعيد بناء وطنه على الأسس التي تضمن أمنه واستقراره وحريته وسيادته وتحفظ حقوق جميع مكونات الشعب السوري».
وشدد الصفدي على أن أمن سوريا واستقرارها هو أمن واستقرار للأردن وتركيا، والفوضى في سوريا هي تهديد لأمنهما المشترك.
وقال «رسالتنا واحدة وواضحة، ندعم الشعب السوري وخياراته وإرادته، ونقف مع الشعب السوري الشقيق في إعادة بناء وطنه على الأسس التي تضمن أمن واستقرار سوريا وحقوق كل السوريين، وتضمن بناء مستقبل يشارك كل السوريين في صياغته لتعود سوريا كما كانت دولة رئيسة آمنة مستقرة في المنطقة».
وأضاف «الظروف الحالية تفرض علينا كدولتين جارتين لسوريا أن ننسق بشكل أكبر تجاه سوريا، وهنالك قضية اللاجئين التي نشترك فيها، فنحن في المملكة نستضيف 1,3 مليون شقيق سوري 90 بالمئة منهم خارج المخيمات، ونحن مستمرون في دعمهم إلى حين تبلور الظروف التي تسمح بعودتهم الطوعية الكريمة إلى سوريا لأن حل قضية اللاجئين هو في عودة اللاجئين إلى وطنهم، وحتى يعودوا إلى وطنهم، لا بد من أن تهيئ الظروف للعودة، ومن هنا أيضا يأتي حرصنا على أن نساعد الإدارة الجديدة في سوريا على تلبية احتياجات مواطنيها في بناء الوطن المستقر الذي يمثل كل مواطنيه حتى تتهيأ فرص عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم ليسهموا في إعادة بنائه».
وجدد الصفدي التأكيد على رفض الأردن وتركيا لأي عدوان على أرض سوريا واستقلالها وسيادتها، مشدداً على تطابق مواقف البلدين الشقيقين في رفض العدوان الإسرائيلي الجديد على الأرض السورية واحتلالها أرضا سورية جديدة، باعتباره تصعيداً خطيراً لا مبرر له، وخرقاً واضحاً للقانون الدولي، ولسيادة سوريا.
كما أكد دعم الأردن لحقوق الأشقاء في تركيا، في مواجهة أي تحدي لأمنهم واستقرارهم، ورفض أي تهديد من حزب العمال الكردستاني لتركيا، مشيراً إلى أنه سيكون هناك اجتماعات قطاعية بين الوزارات والدوائر المعنية بين الأردن وتركيا لتنسيق الجهود في تقديم الدعم الفني والعملي لأشقائنا في سوريا. وقال الصفدي «الأردن له مصالح في الجنوب السوري، فاستقرار الجنوب السوري، هو استقرار لنا، ومتفقون على أن ما نرفضه في سوريا هو الإرهاب، لا نريد للإرهاب أن يعيد بناء قدراته في سوريا، لا نريد الفوضى، ولا نريد اقتتالاً، نريد أن تنجح سوريا في أن تقدم النموذج الذي يستحقه الشعب السوري في إعادة بناء وطنه».
وحول القضية الفلسطينية، أكد الصفدي أن الأردن وتركيا يعملان بشكل منسق وواضح في إطار ثنائي وفي إطار المجموعة العربية الإسلامية، وموقفهما واضح في رفض العدوان الإسرائيلي على غزة.
وقال في هذا الصدد «للأسف فشل المجتمع الدولي كله في أن يحمي القانون الدولي وحقوق الإنسان، وفي أن يحمي حق الشعب الفلسطيني بالعيش بأمن وكرامة على ترابه، وما تزال إسرائيل تفرض الدمار والقتل والتخريب على غزة، وما تزال المجاعة الإنسانية تتفاقم، ونحن مستمرون في القيام بكل ما نستطيعه من أجل وقف هذا العدوان ومن أجل إنهاء الكارثة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني الشقيق في غزة، ومن أجل إيصال المساعدات الإنسانية الضرورية والفاعلة».
وأشار إلى أن المباحثات تطرقت أيضاً لكيفية الحفاظ على الاستقرار في الضفة الغربية، مؤكداً تطابق الموقف بين البلدين الشقيقين والاستمرار بالعمل والتنسيق المشترك بينهما لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة والتصعيد الخطير في الضفة الغربية.
وقال الصفدي في هذا الصدد «يتعرض الفلسطينيون في الضفة الغربية إلى المزيد من الانتهاك لحقوقهم سواء عبر بناء المستوطنات أو مصادرة الأراضي أو الاعتداء على المقدسات الإسلامية والمسيحية التي لنا نحن في المملكة مسؤولية خاصة تجاهها في ضوء الوصاية الهاشمية التاريخية على هذه المقدسات وأيضاً من الحصار الاقتصادي الذي تفرضه إسرائيل على الشعب الفلسطيني في الضفة وغياب آفاق تحقيق السلام العادل الذي لن يتحقق إلا إذا حصل الفلسطينيون على دولتهم المستقلة ذات السيادة على التراب الوطني الفلسطيني على خطوط الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس المحتلة».
وأشار إلى أن المباحثات تطرقت للوضع في لبنان، وبحث سبل مساعدته في مواجهة تبعات العدوان الإسرائيلي، وفي الحفاظ على أمنه واستقراره، وضرورة الالتزام بوقف إطلاق النار والتزام بقرار مجلس الأمن الدولي 1701، مؤكداً دعم الأردن وتركيا لأمن لبنان واستقرارها ورفض أي اعتداء على سيادته.
وفيما يتعلق بالعراق، أكد الصفدي أن هناك تنسيقاً مشتركاً مع الأشقاء في العراق حول مقاربة التحديات المشتركة، والاستمرار بآلية العمل المشترك من أجل بلورة مواقف موحدة قادرة ليس فقط على أن تنهي الأزمات ولكن أيضاً للاستفادة من فرص التعاون الكبيرة التي تنعكس خيراً وإيجاباً على كل دولنا.
وأعاد التأكيد على متانة العلاقات الثنائية الصلبة الاستراتيجية بين المملكة وتركيا، والتي تتطور بشكل مستمر برعاية مباشرة من جلالة الملك عبد الله الثاني والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وبين الصفدي أن البلدين الشقيقين يحرصان على مزيد من التعاون المثمر الذي ينعكس إيجاباً عليهما وعلى المنطقة برمتها، قائلاً «نحن في المنطقة الأقدر على مقاربة قضايانا، ويجب أن يكون لنا الدور الرئيس في مواجهة التحديات المشتركة، ومن هنا نحن مستمرون في تنسيقنا مع كل الدول الشقيقة من أجل أن نبلور السياسات ونتخذ الخطوات التي تسهم في إنهاء الأزمات التي نواجه والتي تسهم في بناء المستقبل الأفضل الذي تستحقه شعوبنا».
بدوره، قال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، إن تركيا كانت على تنسيق مع الأردن والشركاء في المنطقة اعتباراً من اليوم الأول من سقوط نظام الأسد حول أهمية الاستقرار الدائم في سوريا، وخاصة فيما يتعلق بالإدارة الجديدة وتقديم الدعم لهذه الإدارة، مؤكداً تطابق المواقف بين الأردن وتركيا بضرورة أن تكون هناك حكومة شاملة في سوريا تضمن الاستقرار الأساسي فيها.