وقف إطلاق النار في لبنان دخل حيز التنفيذ

بيروت - بترا

دخل اتفاق وقف اطلاق النار بين لبنان واسرائيل حيز التنفيذ عند الساعة الرابعة من فجر اليوم الاربعاء بتوقيت بيروت.
ولم تسجل التقارير الامنية اي خروقات ابتداء من الساعة الرابعة فجرا، في وقت بدأ تجمع النازحين اللبنانيين للانطلاق إلى قراهم رغم تحذيرات الجيش من خطورة المسارعة للعودة قبل تأمين المستلزمات اللوجستية المطلوبة في القرى والبلدات وتعقد الحكومة اللبنانية جلسة طارئة صباح اليوم الاربعاء لاتخاذ قرارات تتعلق بتعزيز حضور الجيش في الجنوب.
وقال مصدر امني لبناني لمراسل (بترا) في بيروت، إن الجيش يستعد منذ لحظة الصفر لتعزيز انتشاره في منطقة جنوب الليطاني قبل بدء المرحلة الأولى المتمثّلة بتطويع 1500 عسكري وفق قرار الحكومة الصادر في آب الماضي».وبدروه قال رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، إن «الأمل معلق على الجيش اللبناني لإعادة الأمن للجنوب».

وقال ميقاتي في كلمة متلفزة أمس الأربعاء بعد دخول وقف إطلاق النار في لبنان حيز التنفيذ، إننا «متمسكون بسيادة لبنان على كل أراضيه برا وبحرا وجوا، ونأمل ان تؤدي الأيام المقبلة الى انتخاب رئيس للجمهورية واستكمال المؤسسات الدستورية»، مشيرا الى التزام الحكومة اللبنانية بتنفيذ قرار مجلس الأمن 1701 بجميع بنوده، مطالبا إسرائيل بالالتزام بقرار وقف إطلاق النار والانسحاب من الأراضي التي احتلها.
من جهته، قال رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، إن لبنان تمكن من إحباط مفاعيل العدوان الإسرائيلي، مشيرا الى أن الحرب أظهرت وجه لبنان الحقيقي في التلاحم والوحدة الوطنية.
وأكد في كلمة متلفزة، نحن «في أشد الحاجة إلى الوحدة الوطنية بين جميع أبناء الشعب اللبناني ونشكر كل من ساهم في وقف إطلاق النار»، لافتا الى أن «اللحظة هي امتحان لكل لبناني كيف ننقذ لبنان ونبنيه ونعيد الحياة لمؤسساته الدستورية وأولها انتخاب رئيس للجمهورية».
و لقي اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان، ترحيبا دوليا وعربي واسعا، واعتبرته الأطراف فرصة لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
وبدورها رحبت دول عربية بإعلان وقف إطلاق النار في لبنان الذي دخل حيز التنفيذ.
وأكدت جمهورية مصر العربية، أن هذه الخطوة من شأنها أن تسهم في بدء مرحلة خفض التصعيد بالمنطقة، مشيرة في بيان لوزارة الخارجية، الى أهمية احترام سيادة لبنان، وعدم التدخل في شأنه الداخلي وضرورة تنفيذ الاستحقاق الرئاسي دون أي إملاءات خارجية.
كما رحب العراق بوقف إطلاق النار في لبنان، داعيا إلى اتخاذ خطوات جادة وعاجلة لوقف المجازر والاعتداءات الإسرائيلية المستمرة بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
كما رحبت السلطة الفلسطينية بالإعلان، معربة عن أملها في أن تسهم هذه الخطوة في وقف العنف وعدم الاستقرار بالمنطقة.
وشددت على ضرورة الإسراع في تنفيذ قرار مجلس الأمن الخاص بوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
بدورها، أعربت قطر عن أملها في أن يفضي وقف إطلاق النار في لبنان إلى اتفاق مماثل لوقف الحرب المستمرة على قطاع غزة.
وبحسب صحيفة «شبيغل» الألمانية، وصفت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك وقف إطلاق النار بأنه «بصيص أمل للمنطقة بأسرها»، مشيرة إلى أن هذه الهدنة تمثل نجاحا للدبلوماسية وما يمكن تحقيقه من خلالها.
من جهته، أعرب رئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو عن ترحيب بلاده بالتوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، مؤكدا ضرورة هذه الخطوة لضمان الاستقرار والأمن في المنطقة.
وأشارت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جانين بلاسخارت، الى أن ضمان استدامة تنفيذ قرار وقف اطلاق النار على المدى الطويل يتطلب الكثير من العمل، مؤكدة أن هذا الاتفاق المفصلي يمثل نقطة انطلاق لعملية حاسمة تهدف لضمان سلامة المدنيين على جانبي الخط الأزرق.
من جانبها، رحبت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، بالاتفاق ووصفته بأنه «نبأ مشجع للغاية وسيعزز الأمن الداخلي والاستقرار في لبنان».
كما رحبت إيران في بيان لوزارة الخارجية بوقف العدوان الإسرائيلي على لبنان.
من جهتها أشارت وزارة الخارجية التركية بالنتيجة الإيجابية التي أسفرت عنها مفاوضات وقف إطلاق النار، داعية المجتمع الدولي الى الضغط على إسرائيل، للالتزام حرفيا بوقف إطلاق النار والتعويض عن الأضرار التي ألحقتها بلبنان.
يشار الى أن اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان دخل حيز التنفيذ بحلول الساعة الرابعة من فجرأمس الأربعاء.
وبدورة رحب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بإعلان وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان.
وأعرب غوتيريش حسب ناطقه الرسمي، ستيفان دوجاريك «عن أمله في أن يضع هذا الاتفاق حدا للعنف والدمار والمعاناة» وحث «الأطراف على الاحترام الكامل لجميع التزاماتهم التي تم التعهد بها بموجب هذا الاتفاق والتنفيذ السريع لها».
وحث الأمين العام أيضا الأطراف على اتخاذ خطوات فورية نحو التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن 1701 (2006)، مشيرا الى أن المنسقة الأممية الخاصة في لبنان وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) على استعداد لدعم تنفيذ هذا الاتفاق، بما يتماشى مع ولاية كل منهما.