85 ألف طن من القنابل أسقطتها إسرائيل على قطاع غزة

غزة - بترا

وصف منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة مهند هادي، الوضع في أحد أماكن النزوح شمال غزة بالبائس قائلا «هذا ليس مكانا يصلح لبقاء البشر على قيد الحياة، يجب أن ينتهي هذا البؤس وتتوقف الحرب، إن الوضع يتجاوز الخيال».
وجاء حديث هادي مع أخبار الأمم المتحدة من مدرسة المأمونية التابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في مدينة غزة، والتي ما زالت مثل بقية المدارس قائمة، مع استمرار الحرب، وتعمل كمأوى لكل من يحاول العثور على الأمان في قطاع محاصر لا يوجد فيه أي مكان آمن.
وقال هادي خلال زيارته الأولى للمنطقة منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة في شمال القطاع، إنه سمع قصصا مروعة من الناس الذين التقاهم في شمال غزة، مؤكدا أنه لا أحد يستطيع أن يطيق ما يمر به الناس في القطاع.
وقال «هؤلاء هم ضحايا هذه الحرب، هؤلاء هم الذين يدفعون ثمن هذه الحرب–الأطفال من حولي هنا، والنساء، وكبار السن».
وأضاف «ما رأيته الآن يختلف تماما عما رأيته في شمال غزة في أيلول الماضي، في هذه المدرسة، كان 500 شخص يقيمون فيها، والآن هناك أكثر من 1500 شخص، هناك نقص في الغذاء، ومياه الصرف الصحي في كل مكان، وكذلك تنتشر النفايات والقمامة».


ويقول تقرير الأمم المتحدة، إن منسق الشؤون الإنسانية قابل رجلا كان يحضر حساء العدس لعائلته في ذلك المأوى وهي المادة التي تم توفيرها من قبل (الأونروا)، وأن القدر الصغير الذي كان يحمله من المفترض أن يطعم 12 شخصا.
وبدورها اعلنت السلطة الفلسطينية عن أسقاط جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، أكثر من 85 ألف طن من القنابل، منذ بدء الحرب على غزة في السابع من تشرين الأول 2023.
وقالت السلطة، إن «الرقم يتجاوز ما تم إسقاطه في الحرب العالمية الثانية»، مشيرة إلى أن الجيش الإسرائيلي استخدم في عدوانه المتواصل كافة أنواع الأسلحة والقذائف، أبرزها الفسفور الأبيض المحرم دوليا، والذي سبب أضرارا بيئية جسيمة تهدد حياة الإنسان والكائنات الحية.
وأشارت الى أن الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية لمصادر المياه، وأدت إلى تسرب المياه الملوثة إلى الأحواض الجوفية، ما ينذر بكارثة صحية وبيئية، تهدد مئات الآلاف من السكان لأجيال قادمة.
وفي الضفة الغربية، قالت سلطة جودة البيئة الفلسطينية، إن المستوطنات تضخ نحو 40
مليون متر مكعب من المياه العادمة غير المعالجة سنويا في الأرض الفلسطينية.
وأظهرت بيانات السلطة في تقريرها أن التدريبات العسكرية لجيش الاحتلال تمثل خطرا كبيرا على البيئة الفلسطينية، حيث تلحق المخلفات الناتجة عن التدريبات الضرر بمصادر المياه وتلوث الهواء ما يؤدي إلى تفاقم التدهور البيئي، لافتة إلى أن مساحات شاسعة من الأراضي تتعرض للاستيلاء والتجريف واقتلاع الأشجار والرعي الجائر.
وعلى ذات الصعيد استشهد 4 فلسطينيين وأصيب آخرون، جراء قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي مجموعة من الفلسطينيين بالقرب من مقر الإسعاف والطوارئ غرب مدينة غزة. وبحسب مصادر طبية، استشهد أيضا مواطنان جراء قصف الاحتلال منطقة مشروع رفح جنوب القطاع.
وانتشلت طواقم الدفاع المدني شهيدا بعد استهداف مجموعة من الفلسطينيين قرب مدرسة العقاد في خربة العدس شمالي مدينة رفح، وتم نقله إلى مجمع ناصر الطبي في خانيونس جنوب قطاع غزة.
ومن جانب اخر قطع مستوطنون متطرفون يهود اليوم الأربعاء، أكثر من 500 شجرة زيتون معمرة، في قرية قريوت جنوب نابلس شمال الضفة الغربية، كما اعتقلت قوات الاحتلال 15 فلسطينيا من مناطق متفرقة بالضفة الغربية المحتلة.
وقال رئيس مجلس قروي قريوت يوسف صادق الحج محمد في بيان، إن المزارعين تفاجأوا عند دخولهم لأراضيهم بالمنطقة الغربية من القرية عقب حصولهم على تنسيق لمدة يومين، بتقطيع المستوطنين أكثر من 500 شجرة معمرة من أراضيهم، القريبة من مستعمرة «عيليه» المقامة على أراضي قريوت والساوية واللبن الشرقية جنوب نابلس.
وأضاف أن الاحتلال حرم المزارعين لمدة عامين من الدخول لتلك الأراضي، وتفاجأوا بحجم التدمير الذي لحق بأراضيهم الزراعية، مؤكدا أن جنود الاحتلال برفقة حارس المستعمرة «كورن» اعتدوا على المزارعين وأعضاء المجلس القروي، وأجروا تحقيقا ميدانيا معهم واستولوا على معدات قطف الزيتون، رغم حصولهم على تنسيق مسبق للدخول لأراضيهم لقطف ثمار الزيتون. ويشهد موسم قطف ثمار الزيتون في الضفة الغربية هذا العام اعتداءات متكررة من قبل المستعمرين وقوات الاحتلال، وصلت إلى حد القتل وحرق أشجار الزيتون وتقطيعها وسرقة المحصول ومنع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم. الى ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي 15 فلسطينيا من مناطق مختلفة في الضفة الغربية المحتلة.
وأفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين ونادي الأسير الفلسطيني، في بيان، بأنه من بين المعتقلين امرأة وجريح، بالإضافة إلى معتقلين سابقين، منهم معتقل من الخليل أفرج عنه قبل يومين.
وأضاف البيان، توزعت عمليات الاعتقال على محافظات الخليل، نابلس، رام الله، طولكرم والقدس، مبينا أن قوات الاحتلال تواصل تنفيذ عمليات التحقيق الميداني التي تصاعدت بشكل لافت خلال الفترة الماضية، حيث نفذ الاحتلال عمليات تحقيق ميداني للعشرات من المواطنين في بلدتي مادما وبورين في محافظة نابلس.
وبدورها أعلنت جمهورية مصر العربية انضمامها إلى الخطاب الذي تم توجيهه إلى السكرتير العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن ورئيس الجمعية العامة، والذي يطالب بوقف تصدير الأسلحة لإسرائيل، التي يمكن استخدامها ضد الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية. وحظي هذا الخطاب بدعم 52 دولة، بالإضافة إلى جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي.
وأكدت مصر، في بيان صادر عن وزارة خارجيتها اليوم حرصها على أن تكون جزءاً من مجموعة النواة التي عملت خلال الفترة الماضية على حشد الدول للتوقيع على هذا الخطاب، الذي يأتي في إطار الجهود الدولية الحثيثة للضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها المستمرة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وأيضًا لتأكيد مسؤولية المجتمع الدولي في وقف التجاوزات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني وتوفير الحماية له.
كما طالب الخطاب مجلس الأمن بضرورة الاضطلاع بدوره في تحقيق السلم والأمن الدوليين، واتخاذ إجراءات ملموسة لحماية المدنيين وضمان المحاسبة.