الأحد, 29 كانون الأول 2024
جلسة في «الرأي للدراسات» تناقش تطورات المشهد السوري وانعكاساتها على الأردن
المشهد القاتم لسنوات الأسد تغيره خطوات التسامح والعدالة والمواطنة
إيران أكبر الخاسرين وإسرائيل راغبة بالتقسيم
المطلوب وجود علاقات وطيدة مع سوريا في مختلف المجالات
روسيا لها مصالح وأميركا تضغط لصالح تل أبيب
الحباشنة: نظام الأسد لم يتمتع بالمرونة وقاعدته الأمنية والعسكرية مهترئة
الماضي: تحولات ايديولوجية قد يبنى عليها مستقبل سوريا
الساكت: تأخرنا في فتح المعابر.. ويجب تسريع التواصل الاقتصادي
أبو هنية: نحن أمام تحول جيوسياسي عميق
قناة: الملف الكردي صعب. ووجود الأجنبي مصدر خوف
خروب: الأسد لم يكن يملك أمره
عمان - الرأي
حضر المشهد السوري بكل تفاصيله في الجلسة الحوارية التي نظمهامركز الرأي للدراسات بعنوان «الأردن وتطورات المشهد السوري"فما قبل الثورة كان الحديث عن الحالة السياسية والقمعية وبالتحديد سنوات الثورة الاربعة عشر، وما هي الظروف المباغتة التي ادت للدخول السريع لقوات المعارضة للمدن السورية والذوبان الاسرع للجيش السوري.
اعتبر المشاركون في الجلسة ان الخاسر الاكبر ايران، والمستفيد الاكبر تركيا، وان لروسيا مصالح والأمريكان لهم حديث حول الارهاب وعيونهم على داعش وضمان امن اسرائيل التي سارعت باستغلال الواقع السوري والانفلات الحدودي بالدخول الى جيل الشيخ وقرى حدودية وهي الوحيدة بحسب المتحدثين الراغبة في تقسيم سوريا الى دويلات.
المشهد الكردي اعتبر الملف الشائك لتضارب الرغبات حوله وتباين الآراء لدول الجوار واميركا والداخل السوري.
وركز المتحدثون على ضرورة التقارب الاردني مع سوريا الجديدة لما في ذلك من مصالح مشتركة في السياسية كما الاقتصاد والسياحة وعبور مواطني البلدين.
وفي التقديم اشارت مديرة مركز الرأي للدراسات والتدريب هنا المحيسن الى أهمية مراقبة المشهد السوري اردنيا لأن سوريا امتداد جغرافي وتاريخي وطبيعي للمملكة وما يحدث على الساحة السورية ينعكس بشكل او بأخر على الامن الوطني الاردني.
وعرضت المحيسن للجهود الاردنية بدءا من انعقاد مجلس الامن القومي الأردني مرورا باتصالاته العربية والدولية والتي تبعها اجتماع العقبة الذي كان اول تحرك عربي متعلق بسوريا.
وقاد الاردن جهودا عربية ودولية لتطوير معايير محددة للتعامل مع النظام السوري الجديد وبناء قوة دفع كبيرة للعملية السياسية السورية والوقوف الى جانب الشعب واحترام قرارهم وارادتهم.
الحباشنة: يجب الانفتاح على دمشق
بدأ المهندس سمير الحباشنة (امين عام مجموعة السلام العربي) بعرض عمل مجموعة السلام العربي التي تضم 50 شخصية عربية والمسجلة في الاردن برئاسة الرئيس اليمني السابق علي ناصر، فقال: عملنا على ثلاثة محاور خلال السنة والنصف الماضية موضوعها قاعدة مصالحة سورية سورية، وقلنا في البعد الاول بالشراكة مع منصات المعارضة في موسكو والقاهرة وبرلين واسطنبول والعشرات من الشخصيات السورية تم الاتفاق على مطالب معقولة، تتعلق بالبرلمان والانتخابات البرلمانية والافراج عن معتقلين والصحافة والديمقراطية ولن نتحدث بموضوع الرئيس.
الخط الثاني كان مع الرئيس العراقي الدكتور عبد اللطيف رشيد على اساس انه شخصية كردية والرئيس التركي رجب طيب اردوغان.
وقال الحباشنة ذهبت الى دمشق وجلست مع فيصل المقداد وطاقم امني ودبلوماسي لخمس ساعات في وزارة الخارجية، وعرضنا عليهم موضوع المصالحة السورية السورية، والرئيس علي ناصر التقى في دمشق علي المملوك رئيس الجهاز الامني آنذاك،وتم الترتيب لعقد اجتماع مع الرئيس السوري بشار الأسد وشكلنا وفدا للمجموعة من 12 شخصية ولكن، تفاجأنا بالغاء الاجتماع ويبدو ان الاسد يقرأ المتغيرات.
وبحسب الحباشنة قلت لفيصل المقداد اولويات حزب الله مساندة غزة، روسيا عندها اولوياتها في اوكرانيا، الايرانيون يبحثون عن مشروع نووي واتفاق نووي، ولم تعد اولية لهذه الدول الثلاث لتثبيت الاسد.
وتابع الحباشنة «هم لم يلتقطوا نقطة اللحظة الحرجة، نظام لا يتسم بالتسامح ولا في المرونة.
وفي الشام قاعدة امنية مهترئة، اخذت بالبعد المذهبي الذي قسم الشعب السوري ووضع الناس في درجة ثانية للحكومة.
وقال من المبكر الحكم على الحكومة الجديدة في سوريا، لكن ما نسمع انهم يتحدثون عن دولة مدنية وتشاركية ودعوا لحوار وطني. لكن الحوار مع الاكراد ما زال معطلا، ولا زال الاكراد لم يصلوا لنقطة المشاركة في الحقبة.
والامور مبشرة، لكن الزلزال رهيب، وكنا نتمنى ان نتجنب هذا الزلزال الذي استغلته دولة الاحتلال الاسرائيلي وعملت اكبر عملية قوية في تاريخها وقضت على الجيش السوري الذي هو جيش عربي، 80 سنة يبنى هذا الجيش واستطاعوا تدميره في 3 ايام، 16 فرقة مدرعة، وقوة بحرية وصواريخ ولم يبق في سوريا الا السلاح الفردي عند الشباب.
ويرى الحباشنة انه كان يمكن للاسد ان يتجنب كل ذلك، لو كان رجل دولة عنده الحد الأدنى من الجرأة لعمل التغيير، فلو شكل حكومة مصالحة وقال للقوات المسلحة الا يتصدون للثوار ويبقون في معسكراتهم، لو بقوا في معسكراتهم لما استطاعت اسرائيل ان تمسح هذه القوة.
واعتبر انه لا يمكن ان نعطي حكما مبكرا على ما جرى في سوريا، واملنا ان يلتزم الحكام الجدد بما طرحوه، من ان الدولة لن تكون معادية لاي دولة ولن تهدد الجوار.
وفي الحديث عن التمدد الاسرائيلي فاسرائيل سيطرت على جبل الشيخ، والذي يعني السيطرة على الامداد المائي لستة انهر عربية، في لبنان وسوريا والاردن.
كما تمدد الاسرائيليون الى محافظة درعا، في اليوم الذي سقط فيه النظام في الشام، واعلنوا عملية اسموها سيف باشان، و كلمة باشان في التوراة المنطقة الجغرافية التي تضم الجولان وحوران بكاملها، وجبل العرب الى حدود جلعاد والتي «وعد الرب شعبه المختار اعطائهم باشان».
وهناك خطر حقيقي، انا لا ارى الخطر من دمشق، هناك مجموعات ارهابية ودواعش يجب الانتباه لهم، لم تعد دمشق ترسل كبتاغون، لذا والكلام للحباشنة ان يكون هناك حذر ونبادر نحو دمشق، والتعامل مع هذا النظام، الانفتاح على دمشق وان نمدهم بالكهرباء كعربون محبة.وما يجري في دمشق يفترض ان نتحرك باتجاهه لمساندته.
وأشار الحباشنة الى مخرجات «العقبة» الداعية للتعامل ضمن المعايير واحترام ارادة الشعب السوري.
وفي حديثه عن المسألة الكردية يقول الحباشنة ان الاكراد في سوريا يقولون: لا يوجد تواصل ديمغرافي وجغرافي للكرد، والحالة مختلفة تماما عن الكينونة الكردية في كردستان، او تركية او ايران، فهم بسوريا يتواجدون في مناطق مختلفة يسكنونها مع العرب، وسمعت في خطابهم لا يطالبون بدولة كردية في سوريا.
وهم جماعة يتحدثون عن عدالة ومشاركة يقولون نحن تاريخيا مضطهدون، النقطة الوحيدة التي لم اتفق معهم بمطالبهم المشروعة قالوا لا يجوز ان يقال «الجمهورية العربية السورية»، هناك اقليم كردستان، كردستان العراق دولة غير معلنة.
ويدعو الحباشنة الى التعامل مع الاكراد على اساس الحقوق المشروعة، يجب ان يأخذوا حقوقهم المشروعة كمواطنين، واعتقد انهم ارسلوا رسائلهم للجولاني، والاكراد عندهم هواجس هذه المرة ان الامريكان يريدون ان ينهوا هذه القصة باطار سوريا، فبعثوا الرسائل ولم يأت جواب من الجولاني حتى الآن، وهذه المعلومة منهم.
ويذكر فيما يتعلق بالاردن المطلوب وجود علاقات وطيدة مع سوريا، هذه العلاقات غير قابلة للانفصام تحت اي ظرف وللقياس سألت مرة الملك الحسين قلت له كيف اعدت العلاقة مع العراق بعد ان ذبحوا ابناء عمك بستة اشهر، قال لا استطيع ان اسقط جراحي الشخصية على علاقة لامة واحدة في بلدين.
نريد ان نبادر واتمنى على حكومتنا والدولة ان تبادر على كل المستويات الامنية والاقتصادية والدبلوماسية بالاشتباك مع النظام في سوريا فهو مصلحة اردنية وفي ذلك تشجيع لهم ان يبقوا على خطابهم الذي طرحوه سوريا لكل السوريين والدولة المدنية وانت عندما تذهب اليهم تشجعهم ان يبقوا على خطابهم، لا مبرر للحذر، خصوصا ان كثيرا من الدول تسبق لهذا الامر وهي بعيدة.
الماضي: هناك حاضنة اجتماعية سياسية لنا في سوريا يجب استثمارها
تحدث د. بدر الماضي (استاذ علم الاجتماع السياسي) في موضوع العلاقة الاردنية السورية وعن الشكل الذي يتطلع اليه الاردن.وقال اذا حللنا هذا الموضوع من مستويين: الاول داخلي والثاني دولي فهناك اندفاع شعبي اردني حتى وصل الكثير بالقول ان الاردنيين قد يكونون فرحين اكثر من السوريين فيما جرى.
وقال الماضي: يجب علينا ان نفكر سريعا في ردة الفعل الشعبية لانه اصبح المدخل الاساسي من مدخلات صناعة القرار، لأن طبيعة الدول الديمقراطية او شبه الديمقراطية، دائما الوضع الداخلي والرأي العام لا يجب ان يكون جزءا اساسيا من التغذية الداخلية او التغذية الراجعة لكثير من القرارات في بعض الاحيان.
وبين ان المصالح الاجتماعية والاخوية التي تربطنا مع سوريا هي الاساس في التعاون ونحن لنا مصالح تجارية وصناعية وطاقة ولاجئين ومياه، وكلها مصالح حقيقية، يجب علينا وضعها في حالتنا الذهنية، عندما نتكلم عن مستقبل هذه العلاقة وكيفية اعادة بناء العلاقة مع سوريا.
وأضاف: في المستوى الدولي رأينا مساعدة وزير الخارجية الامريكية تتعامل مع واقع جديد وتعتبره مهما للسياسة الامريكية في المنطقة وان هناك ايمانا حقيقيا لدى الادارة الامريكية الى درجة عالية جدا ان هناك تحولات ايديولوجية في سوريا قد تكون هي الاساس الذي يمكن ان يبنى عليه مستقبل سوريا. مشكلة الامريكان انهم يحاولون ان يعملوا ضغوطات الى حد كبير، فمقابل ان ارضى عنك بالتحولات التي اجريتها في ايديولوجيتك لكن ممكن استغلها وللأسف الاستغلال يكون بأكبر حد وبطاقة قصوى لصالح اسرائيل، وهذه اشكالية كبيرة.
وتحدث الماضي عن الاوروبيين فقال انهم منفتحون تماما الآن على السوريين، لذلك نرى التحرك الدولي مندفعا لسوريا ويبدو ان قضية استقرار منطقة الشرق الاوسط عام 2025 وما بعد قد بدأت ترسم في اذهان بعض صناع القرار في الغرب والولايات المتحدة. وخاصة ان غزة سيكون لها حلول وترتيب ما في الايام القادمة.
وعاد الماضي للحديث عن المستوى الداخلي ان المرونة التي ابداها النظام في السياسة الاردنية، اتت بعد خبرة، وفيها ثقة لحد كبير بين القاعدة الشعبية والنظام السياسي، وهذا مهم، مفروض الا ندخل مفاهيم ضيقة في بعض الاحيان ونضيع الفكرة الاساسية في العلاقة بين النظام والحاضنة الشعبية التي تدعم القرار السياسي.
وتحدث الماضي عن ثلاثة محاور اقليمية في القضية السورية ويعتبر ان المحور التركي القطري هو الاهم في دعم ما جرى في سوريا، وقد يضاف له السعودية.
المحور الآخر هو المحور المتردد وهو الذي يشكل ضابطا على السلوك السياسي ويحاول عمل توازنات فهم المصريون والاماراتيون، فالاعلام المصري يظهر ذلك ولهم اسبابهم والاماراتيون كذلك، وهذا التردد سياسي وليس تجاريا.
وقال الماضي: هناك فهم جديد لدى الحكم الجديد في سوريا للمتغيرات الدولية، وهذا ترتيبه سبق تحرير الشام وحلب سواء مع الاتراك ودخلت بعض الدول سواء امريكا او قطر وغيرها. وهناك خبرة تم اكتسابها خاصة من حكومة ادلب للمساعدة. والآن اصبحت حكومة اكبر، صحيح قد لا تساعد في ادارة كل سوريا لكن هناك نموذج. النظام السابق للدولة السورية، لم تكن هناك حكومة، ولم تكن هناك وزارة اقتصاد صحيحة ولا ادارة ولا تقنيات، لكن الخارجية تعمل لاجل النظام.
وتساءل الماضي: لماذا تأخرنا؟ فهناك موضوع خط الكهرباء وجبل الشيخ، بما ان اسرائيل ستسيطر على ستة انهر عربية منها منابع اليرموك ونهر الاردن وايضا لبنان معني، وهذا يتطلب منا اتخاذ خطوة، ونحن نتجه لسوريا لان مصالحنا مشتركة،ولنبعث رسائل اطمئنان للحكومة الجديدة في سوريا. ونحن اجدر ان نذهب لسوريا لسبب اساسي، الاحترام الكبير للدولة الاردنية وهذا مهم بالنسبة لنا، نظرة الحاضنة الاجتماعية السورية بالنسبة للاردن، سواء اللاجئون الذين كانوا في الاردن، من دمشق وجنوب سوريا، فهناك حاضنة اجتماعية سياسية مهمة جدا لنا في سوريا يجب استغلالها واستثمارها، سوريا الآن للاسف كعكة والكثير يحاول اقتسامها، لنذهب من اجل الاستثمار وبناء سوريا جديدة وهذا يعطي استقرارا لنا في الدولة الاردنية، بناء سوريا جديدة على اسس محترمة، هو مصدر من مصادر استقرار الشرق الاوسط.
وعرج الماضي على غزة وقال: القضية الفلسطينية لم تكن اولوية لكل الدول في المنطقة العربية، والاردن هو الوحيد الذي ساعد في قطاع غزة سواء في السياسي أو الانساني. ولن يكون حتى للحكومة الجديدة في سوريا اولوية للقضية الفلسطينية واحمد الشرع قال انه لا يريد ان يحارب، قال يريد ان يحرر الشام.
هناك فرص عديدة يمكن استثمارها، الاردن هو المؤهل ان يستثمر ما جرى سوريا في الفترات القادمة، من اجل مصالحنا نتعامل مع من سيديرون الملف بالاضافة للحكم الجديد من الدول الاقليمية وهذا ليس عيبا.
الآن التجارة الاردنية سهلة، الطريق لأوروبا عبر تركيا او عبر الموانئ اللبنانية او حتى الموانئ السورية، يجب الربط ما بين التجارة والصناعة والاقتصاد والسياسة ككل لا ينفصل.
وتحدث الماضي عن المسألة الكردية فيقول ان الايرانيين منذ عام 2013 وقبل ذلك هم في سوريا لمصالحهم، الروس اتوا لمصالحهم، تركيا بالاطار السياسي الاستراتيجي ستأتي ليس بقضية استعمارية والاكراد يشكلون امنا قوميا على جنوب تركيا، لان من في اعلى جنوب شرق تركيا هم الاكراد،،اما الايرانيون فعندهم حساسية من قضية الاكراد.
ونبه الى ان الاكراد توجهوا لدير الزور والرقة واحتلوا دير الزور وقتلوا بليلة واحدة 70 شخصا، وما زالوا يقتلون والتهجير من القوات الكردية من العرب الموجودين والذي لا ينضم اليهم مصيره القتل والتهجير.
والغرب لم يعد مع تشكيل الوحدات بمعنى الامريكان اداروا ظهرهم للاكراد، وان لم يستطع الجيش الوطني السوري المتعاون مع تركيا انهاء الحالة الكردية من احتلالها للرقة ودير الزور ستقوم هيئة تحرير الشام بمحاصرتهم في القامشلي والحسكة.
وختم الماضي نحن امام تبدل جيوسياسي عميق، باعتقادي الامور خطرة في المنطقة كلها، امريكا جاءت بشرق اوسط جديد.
الساكت: سوريا عمق اقتصادي للاردن
أشار المهندس موسى الساكت (عضو غرفة صناعة عمان) في حديثه الى الاقتصاد وقال: مشكلتنا دائما متأخرون اقتصاديا والسياسة تشكل اقتصادا. ولدينا السياسية يلحقها الاقتصاد.
ولابد من التركيز ماذا نحتاج اقتصاديا حتى تتحرك الحكومة الى الهدف الذي نسعى اليه وهو الاقتصاد خصوصا ان سوريا هي عمق اقتصادي مهم جدا للاردن.
وقدم الساكت نبذة سريعة عما كان عليه الاقتصاد بين الاردن وسوريا في السنوات الماضية ففي عام 2011 كان التبادل التجاري يصل الى 500 مليون دولار، اليوم حجم التبادل التجاري لا يصل 90-95 مليون دولار، الامر الآخر ما يتعلق بتجارة الترانزيت مثلا في 2011 وصلت الى 750 مليون دولار وتوقف تماما في 2012 بسبب اغلاق المنافذ الحدودية بين سوريا وتركيا وشرق اوروبا.
وكان من المفترض فتح الحدود فورا، ونتيجة تأخرنا كان هناك عشرات التريلات والشاحنات اتت من تركيا محملة بالاسمنت لدرعا لذلك تأتي شاحنات من تركيا محملة بالاسمنت ونحن بلد الاسمنت. ونحن احتفلنا وسعدنا بموضوع فتح الحدود، ولكن بالنهاية جاء متأخرا، لا نعلم مدى استمراريته.
اليوم هل هناك تنسيق امني تجاري اقتصادي ما بين البلدين وما بين الحكومتين؟ وما هي تبعات زيارة الوفد الاقتصادي التجاري الصناعي الذي ذهب الى المنطقة الحدودية؟ هل هناك سيكون هناك ممرات آمنة، وهل هناك لجنة اقتصادية سياسية بين البلدين؟ اعرف ان ما بين الصناعة الاردنية والصناعة في سوريا لجنة، ولكن لا يوجد تنسيق مستمر، وهل هناك تنسيق مع غرفة تجارة دمشق ام ان التنسيق فقط بالهاتف. لا بد ان تكون هناك اجتماعات مستمرة للاستمرارية بهذا التدفق ونحن حريصون على رفع الصادرات لانه ينعكس بشكل كبير على التحديث الاقتصادي والتجارة البينية.
فزيارة الحدود ليست كافية، ولا بد ان يكون هناك لجنة تنسيقية عليا تضم الجانب الحكومي والقطاع الخاص لاستمرار التدفق.
فنحن وقفنا وحللنا الاحتياجات السورية في هذه المرحلة فهل تتوفر لدينا المصانع التي تستطيع ان توفر هذه المواد لسوريا؟
اما ما يتعلق بالحدود السورية والتركية فلا بد من ان يكون هناك سعي دبلوماسي سياسي يتعلق بسرعة فتح هذا المعبر خصوصا ان الثورة السورية بالشمال، والاستقرار بدأ من الشمال، ولا بد ان يكون تبعات للاستقرار وان يشكل وفد اقتصادي سياسي للذهاب لتركيا للتعامل مع هذا الملف كون الحكومة السورية المؤقتة لا تستطيع التنقل كما يستطيع الاردنيون خصوصا في ظل الاحترام الكبير للقيادة والحكومة.
واعتبر الساكت ان موضوع اللاجئين، ايجابيا في المنظور القريب، وقد يكون سلبيا في المنظور البعيد ما لم يكن هناك احلال واضح، بمعنى اننا اليوم لسنا تركيا ولسنا المانيا فذهاب اللاجئين ليحدث ارباك، لان كثيرا من الوظائف كانت في تركيا وكثير من الوظائف كانت في المانيا، نحن اليوم لن يحدث ارباك فذهاب كثير من السوريين سيخفف العبء الاقتصادي خصوصا ان هناك ارقاما كبيرة وصلت بحد 400 مليون دينار سنويا موضوع التكلفة المباشرة للاستضافة وهذا يخفف الاعباء على الاقتصاد الاردني.
والمصانع التي انشأها سوريون بملايين الدنانير لا خوف عليها، بل يمكن ان تكون هناك مصانع اخرى تفتح ومصانع ثانوية لهؤلاء المستثمرين في سوريا ولا خوف على الصادرات من خلال هذه المصانع.
اما الخوف في الامد الطويل هل المصانع السورية في الاردن سيتم اغلاقها؟
يجب ان يكون هناك تخطيط حتى نكون على علم ودراية ماذا سيكون، والاقتصاد مبني على التخطيط والرؤية.
أبو هنية: نحن أمام تحول جيوسياسي عميق
استعرض د. حسن ابو هنية (باحث وخبير في الحركات الاسلامية) تاريخ الحركات الاسلامية في المنطقة مشيرا ان الى احمد الشرع الجولاني هو زعيم هيئة تحرير الشام الذي اصبح القائد الفعلي، وان الولايات المتحدة الامريكية كانت قد وضعت على رأس احمد الجولاني 10 ملايين دولار منذ 2012 عندما برزت جبهة النصرة، وحدثت تحولات في هيئة تحرير الشام التي كانت جزءا من تنظيم الدولة وتنظيم الدولة جزء من القاعدة وعام ـ2013 حدث انفصال عن الجولاني وهيئة تحرير الشام، والنصرة انفصلت عن هذه التنظيمات واتجهت لهيئة البيعة للقاعدة اسموها جبهة تحرير الشام في ذلك الوقت، وجبهة النصرة اصبحت تابعة لتنظيم القاعدة. وذهبت لاتجاه مكون جديد اسمته هيئة فتح الشام وقطعت علاقتها بالقاعدة عام 2016، ثم مباشرة حدثت حركة دينامكية في الثورة السورية بعد استنانة 2017 واعلنوا عن تشكيل جديد لائتلاف من فصائل اخرى منها فصائل احرار الشام وغيرها من الفصائل وبالتالي فصلوا واصبحوا مهتمين بالشأن المحلي، هم دخلوا في نزاع مسلح مع تنظيم الدولة وسقط به الاف القتلى.
وبعدها شكلت حكومة الانقاذ في الشمال السوري مشكلة، الاتراك كونوا الجيش الوطني وهم من الجيش الحر. وهم مسيطرون في مناطق الشمال ولهم حكومة الائتلاف السوري التي هي ناتجة عن عبد الرحمن مصطفى وهي غير حكومة الانقاذ التي تشكلها جماعة الهيئة، وجماعة الهيئة هم الاقوى وهم مرتبطون بالاستخبارات التركية ولهم رواتب.
في اب2021 عندما بنى الامريكان بعد20 سنة جيشا لأشرف غني ومن قبله لكرزاي مكون من 300 الف عسكري و100 الف اجهزة امنية، و300 الف عسكري دخل عليهم 3000 وكانت التوقعات الاستخباراتية الامريكية بان يصمدوا ولكن انهارت خلال نفس الفترة.
هذه الهيئة تغيرت عندما شكلت جبهة النصرة في كانون الثاني 2012 مباشرة امريكا اعلنت في كانون اول من نفس العام ان الهيئة منظمة ارهابية، في ذلك الوقت الهيئة كانت العمود الفقري للمقاومة والجمعة التي بعدها خرج الشعب بجمعة كلنا جبهة النصرة وهكذا تتغير الامور.
وتابع ابو هنية السردية فيقول هناك 3 مدارس جهادية، مدرسة تبناها تنظيم داعش وهذا مخرج جيوسياسي فهو يدمج الابعاد السياسية والعالمية وعنده ايديولوجيا وحشية في عمليات القتل، وتشكل تحالف من 87 دولة حتى تقضي عليه وراينا عندما سقط النظام مباشرة في نفس الساعة امريكا وجهت اكبر حملة للتنظيم، فالتنظيم سيطر على تدمر ودير الزور. وبالتالي هذا التوجه خطير.
والقاعدة عندها الشمال في ادلب وبالتالي سيعيد تشكيل نفسه في هذه المناطق ولذلك امريكا وجهت ضربات لهذا المكون بالتعاون مع الهيئة.
ثم هيئة تحرير الشام وهم جماعة سلفية جهادية ونزعتهم محلية داخل سوريا.
وامريكا رفعت الجولاني عن قائمة المطلوبين وطلبت منه قضيتين مهمتين ان يكون شريكا في حرب الارهاب على داعش وتنظيم القاعدة و تقديم ضمانات للحفاظ على امن اسرائيل.
حتى الان هيئة تحرير الشام والجولاني والسوريون ولم نسمع لهم كلمة غريبة؟ او نرى قتلا طائفيا؟ اما الإسرائيليون فهم يريدون دولا طائفية للدروز والعلويين والاكراد.
وترامب في 2019 قال لاسرائيل خذوا الجولان. وترامب سيضم الضفة، وهي مسألة وقت ويريدون ان يكون الاسرائيليون هم السادة في الشرق الاوسط وبدعم مباشر. واسرائيل تخلق حالة من الفوضى، ولديها مفهوم الدولة التي تبنى بالجدار الحديدي، وان العرب لا يفهمون بالسلام بل بالقوة. والسلام يفرض بالقوة.
قناة: هل نحن أمام نموذج أفغاني تركي لحين الوصول للنموذج المصري؟
أشار د. عمار قناة (استاذ العلوم السياسية ورئيس مركز دراسات استراتيجية - موسكو) في بداية حديثه الى الخوف والقلق مما هو قادم، وتساءل: هل نحن امام نموذج افغاني تركي لحين الوصول للنموذج المصري؟
وقال: لا اقتنع بان المعارضة وهيئة تحرير الشام يستطيعون ان يغيروا، ما يخيفني بهيئة تحرير الشام هو العنصر الاجنبي الذي تتفاوت الارقام كم عددهم الموجود بسوريا في ادلب والشام، السؤال الذي اطرحه، هل هيئة تحرير الشام والمعارضة المستقلة عن المعارضات الاخرى هي خيار الشعب السوري، وهل هي طرف ام اداة، الاطراف الخارجية التي لا نستطيع استثناء اي منها التي لها تأثير بالداخل السوري في الشرق الاوسط وبخاصة في هذه المعادلة.
وتابع قناة: هناك تركيا وامريكا وايران واسرائيل، هؤلاء اطراف ولهم مصالح مشتركة، وصولا للصراعات الجيوسياسية والعسكرية، نحن امام معادلتين، اقليميا ودوليا، ولا نستطيع الفصل التام بين ما جرى وما يجري بين الملفات والتفاعلات بمنظومتهم الدولية.
اوكرانيا ليست بعيدة والمتغيرات الدولية تفرض واقعا سياسيا مغايرا لما هو سابق وهو بشكل بسيط الانتقال من الاحادية للتعددية القطبية، لذلك رأينا الموقف التركي وهو المحرك لان كل الاطراف التي شاركت بهذه المعادلة بتسريع العملية السياسية وهذه بالعلوم السياسية حالة جديدة ولم تكن بالسابق، مجال الخطأ وهذا الذي نقلق منه.
وقال: تركيا حلت جزءا من مشاكلها وهو النظام السياسي وهناك مؤشرات بالداخل التركي فصعود المؤسسة العسكرية وهذه العملية لمصلحتها وجزئيا لمصلحة المعارضة واللاجئين عبء على اردوغان وتركيا.
الملف الكردي وهو اصعب الملفات الذي لم يتكلم عنه احد، الملف الكردي يشترك به الاكراد والاتراك وايران وروسيا وسوريا، بالنسبة لاردوغان ممكن ان يتجاوزه جزئيا فضرب الاكراد بقوات تحرير الشام من منطلق انه ضد الانفصالية، ومسألة تقسيم سوريا لم ترد بالحديث، يطرحونها ولكن مؤجلة لانه ليست من مصلحة احد التقسيم، فقط اسرائيل تريد التقسيم. الملف الكردي بالنظام السياسي بتركيا يأتي اداة ضغط والعلاقة الروسية التركية من اكثر الحالات جدلية، وهناك توافقات تأتي على ملفات منفصلة تماما، وهذه المسألة ممكن القول انها اكثر زعيم شرق اوسطي ديناميكي هو اردوغان ما بين التوافقات بالدور الاقليمي للتركي قبل 10 سنوات والخروج عن النطاق الاقليمي فيصل للبحر الابيض المتوسط ثم القفقاز واذربيجان، هذه المسألة تراجعت نوعا ما، وهذه فرصة لاردوغان جزء من الهيمنة للدور التركي الذي نعتبره طبيعيا بالمنطقة. وامريكا لا اعتبرها طرفا فاعلا، لكنها جزئيا مستفيدة، وخاصة لاخراج روسيا من سوريا.
وأشار قناة الى وجود ازمة بالمرحلة الانتقالية ومفهوم الوجود السياسي للولايات المتحدة بالشرق الاوسط وخاصة في سوريا. اما ايران فهي الطرف الاكثر خسارة، وفي حديث بوتين اننا انقذناهم، وقال الرد الايراني ان هذا ليس صحيحا. اما روسيا، فهي لاعب اساسي بالمنطقة ولم يكن الهدف حماية النظام، بل روسيا بحاجة لسوريا، وبحاجة للقواعد وروسيا الان تجابه كل العالم بأوكرانيا والحفاظ على وحدة التراب السوري هدف، الاستقرار النسبي موجود، ويمكن التفاهم مع السلطة القادمة. ومن المبكر الحديث عن خروج روسيا من سوريا.
ورأى أن التهديد للسلطات الحالية في سوريا بدأ يزداد من الكيان الصهيوني، وكذلك مسألة تواجد روسيا وتأثيره على الاستقرار بالشرق الاوسط والمنطقة العربية. وتساءل: الآن ماذا سيحصل بعد وصول ترامب، هل ستتغير المنظومة الامريكية بين وجهة نظر ديمقراطيين وجمهوريين؟.
خروب: تركيا أكبر الرابحين
قال محمد خروب (كاتب صحفي) إن سوريا الحالية حسب احمد الشرع تحتاج لروسيا، وأضاف: كل ما قيل لا يكفي، ولا يمكن تجاهل الفكرة الايديولوجية التي يعتنقها الجولاني. وتركيا اكبرالرابحين، فهي استعمرت، والاعلام الروسي تحدث عن ضربة شديدة من تركيا، والجيش الوطني يرتكب جرائم ضد الاكراد.
وتابع بقوله: ما قالته باربرا ليف حقوق الاقليات والمرأة وما يجري ضد الاكراد، يجب عدم غض الطرف عنه، هذا تأسيس لدولة كردية. كل الطائرات المسيرة بالآلاف سلمت لهيئة تحرير الشام وتركيا تريد ان تحتل هذه المنطقة. بشار الاسد لا يملك من امره شيئا بعدما استخدمه الايرانيون وحزب الله وروسيا، لم يعد صاحب قرار حاسم، الخلاف بين بوتين واردوغان شديد فلو رحلت السفن الحربية من طرطوس ممنوع تدخل البسفور، هناك حالة حرب، طرطوس هي للخدمات، وحولوها لقاعدة رسمية وكبيرة. وتراهن تركيا على الجيش الوطني الذين هم مجموعة مرتزقة ومهمتهم الاطاحة بالاكراد.
وأشار خروب لبعض مواقف احمد حسين الشرع، فخلال اول اجتماع اتى بفاروق الشرع من اقامته الجبرية، وقال في تصريح إنه يرحب بانتخاب جوزيف عون قائد الجيش اللبناني رئيسا، هذا لا يأتي الا بايعاز تركي امريكي، يقول نحن معنيون بسلام اقليمي، وهي رسالة للذين احتلوا جبل الشيخ وسيطروا على الانهر العربية الستة.
اما اسرائيليا، فرأى خروب ان اسرائيل لا تؤمن لاحد حتى لمن وقعت معهم معاهدات، فاسرائيل التي اخذت ما تريده تكرر القول إن هذا كله مؤقت، الآن كل الصحف الاسرائيلية تتحدث عن الجولان، والجولان اسم توراتي عبري. كان اسمها قبل الاحتلال المرتفعات السورية، لكن اسم الجولان اسم توراتي.