الشباب: بين المنظومة الأخلاقية والفكر المنحرف

23/11/2014

ربيحات: الحلم المفقود
تحدث وزير التنمية السياسية والثقافة الأسبق الدكتور صبري الربيحات عن المنظومة الاخلاقية للشباب، والأزمة مع الفكر وتأويلات الفكر وكيف "نفرض ذاتنا لانفسنا وللآخرين".
وقال: منذ عقود والشباب الاردني في ازمة تتعمق عاما بعد عام.. الشباب حاضر في خطابنا وشعاراتنا لكنه مغيب عن الكثير من مجالات حياتنا وعن قضايانا.
وأضاف: في الاردن ينشأ الجيل على اهداف كبيرة وتحفيز دائم للمثابرة والنجاح.. وما ان يقف الشباب على اعتاب الحياة العملية حتى تواجههم سلسلة من المشكلات التي لا يجدون لها حلا.
وشدد على أن الخطاب الموجه للشباب يحمل رؤى وتطلعات ويرسم ادوارا لا تجد ما يدعمها على ارض الواقع فالشباب غير قادرين على التأثير في الواقع ولا تزال تعترض مشاركتهم عوائق تشريعية وسياسية وبرامجية ومالية.
وفي معرض حديثه أشار إلى أن اقل من 12% من الشباب يشاركون في انشطة المؤسسات الشبابية ومعظم المشاركات اسمية تحت شعارات براقة لا تجد انجازات تدلل على فعاليتها.
وذكر أن «الاقتصاد الاردني لا يخلق ويولد فرصاً كافية للعمل والتعليم عاجز عن تحديد قدرات الشباب وآفاق المستقبل تبدو مسدودة اضافة الى غياب النماذج الوطنية التي يمكن ان يؤمن الشباب بمسيرتها ويقتدي بها».
وفي ظل هذه الاوضاع، قال ربيحات، انضوى البعض في مبادرات وتنظيمات تؤدي ادوارا هامشية محدودة واستوعب البعض ادبيات لا يجد الناس لها تطبيقات او استخدامات الا في الندوات والورش التي تتكاثر بمتوالية هندسية.
وأضاف: الشباب الاردني يعاني من ازمة في القيم مردها الى عدم ملاءمة القيم الموصوفة ثقافيا لحالة السوق فالصدق والنزاهة والاستقامة والعمل الجاد والوفاء لا تشكل اساسا للتقدم في الواقع الاردني المعاش بل ان الواسطة والمحسوبية والتزلف والغش والفساد تشكل الطرق الاقصر للتقدم والنجاح في المجتمع الذي تستولي فيه الطبقة النافذة وابناؤها على غالبية الفرص المتاحة وتضع قيودا تشريعية واجرائية لحرمان الاخرين من التنافس عليها.
وقال: الحلم المفقود والفرص الضائعة يصلح عنوانا لمعاناة الشباب الاردني الذي يغادر فيه الموهوبون البلاد الى دول ومجتمعات تبحث عن مواهبهم مثل دبي والدوحة واستراليا والولايات المتحدة وكندا. ويبقى من لا يملك امكانات حقيقية او من لم تسعفه الظروف للالتحاق بافواج الباحثين عن فرص حقيقية خارج حدود المكان.
ورأى أن استراتيجيات النهوض بالشباب القديمة والحالية لا تبنى على تصورات شمولية تنطلق من تقييم شامل لموارد الطاقة والوقت والسعي لتنمية وادارة واستثمار هذه الموارد بادوات غير تقليدية فقد اشبع الشباب ورشا وندوات ولقاءات يتخللها الوعظ والارشاد مع حالة غياب لتصورات عن الهوية والمواطنة والتوجهات التي تسير نحوها البلاد واهدافها الوطنية.
وشدد على أن الشباب الاردني يفتقد الى الاهداف الواضحة والوسائل المؤدية للتحقيق لها والاتصال الفعال معهم واكتسابهم لادوار ذات معنى يجدون انفسهم فيها ويثقون بان لهم مستقبلاً امناً وفرصاً لا يتم سلبها او الاعتداء عليها، مشيراً إلى أن الوضوح والعدل والعمل الجاد واحترام ارادة الافراد وكرامتهم قيم تحتاج الى اهتمام ليصدق الشباب ان المستقبل واعد وان الايام الاجمل لم تأت بعد.

وجد مهتمون بالشأن الشبابي واكاديميون قصوراً في تنشئة الشباب، متبوعاً بغياب التوجيه وتراجع أدوار أدوات الجهات المسؤولة عن تكوين الوعي الفكري وبناء شخصية الفرد وبالتالي بناء وتشكل شخصية المجتمع.

ودعوا إلى اصلاح الخطاب الديني بما يتوافق ومتطلبات العصر من منظور اسلامي حقيقي، وتفعيل دور دائرة الافتاء في القضايا المحلية وبخاصة تثقيف وتوعية الشباب.

جاء ذلك في ندوة نظمتها دائرة «الرأي الشبابي» ومركزا الرأي وقويلبه للتمكين الشبابي وجمعية التكافل الخيرية بعنوان «الشباب بين المنظومة الاخلاقية والفكر المنحرف وغياب التوجيه» .

المشاركون في الندوة التي أدارها الزميل د.خالد الشقران مدير مركز الدراسات، أوصوا بمعالجة قضايا الشباب بمحاربة الفكر بالفكر واصلاح الخطاب الديني الموجه للشباب من خلال المنابر والمساجد، والسعي لتحقيق العدالة الاجتماعية للشباب.

وطالبوا بتعزيز منظومة القيم لدى الشباب لتشمل اضافة الى طلبة الجامعات والمعاهد والكليات اعضاء الهيئات العامة للاندية والهيئات الشبابية والاحزاب والتجمعات الشبابية.

وشدد المشاركون على أهمية الدعوة الى عقد مؤتمر وطني شبابي يهدف الى رصد اتجاهات الشباب نحو القيم السائدة والقيم المتنحية في المجتمع، بهدف صياغة رسائل دعوية تتناسب مع روح العصر

عمان - فريق الرأي الشبابي.

تشرين الثاني 2014

وتالياً محاور ونقاشات المشاركين في الندوة:

المجالي: برامج ريادية تحصّن الشباب

ضد الفكر المنحرف

رئيس المجلس الاعلى للشباب الدكتور سامي المجالي أكد أن مشكلة الشباب العربي برغم امتلاكهم رؤى وفكراً وطموحاً، هي انهم ينكمشون ويتم السيطرة على فكرهم.

وقال: "اننا بحاجة الى اعادة النظر في البرامج والانشطة المقدمة للشباب حتى تتواءم مع طموحات واهداف الشباب".

وبين أن الشباب يقع ضحية لتأثيرات متعددة في المجتمع مثل (العنف، المخدرات) وقال «علينا توعيتهم وتحصينهم بشكل مستمر.

وتطرق إلى عمل المجلس الأعلى للشباب وقال «نعمل على تأطير الخطط ومتابعة وتقييم للبرامج من خلال استبانات قبلية وبعدية ونرصد ماذا تغير على الشباب لنعزز نقاط القوة ونتلافى نقاط الضعف».

واستعرض المجالي خطط وبرامج المجلس الرامية الى توعية الشباب واستثمار طاقاتهم، كاشفاً انه سيتم اطلاق المرحلة الثانية من الاستراتيجية الوطنية للشباب والتي تحمل الكثير من توعية وتمكين شبابي وديمقراطي.

وقال: اقمنا العديد من الندوات والمحاضرات والمؤتمرات في «الفكر التكفيري» في المحافظات كافة، ونعمل على التوسع في البنى التحتية التي تساعدنا في اقامة تلك النشاطات، حيث شارك 25 الف شاب وشابة في معسكرات الحسين للعمل والبناء للعام 2014 والتي تنوعت برامجه للعمل التطوعي والمغامرة والتحدي والقائد الشبابي وبالتعاون مع الاجهزة الامنية.

وتحدث حول تطلعات الشباب وتغيراتها في ظل الربيع العربي والعولمة وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي، وانشار البطالة خاصة في المحافظات بسبب ثقافة العيب لان الوظائف الموجودة يعتبرها الشباب ليست من مستواهم الاجتماعي.

وكشف توجه المجلس لاعادة مشروع البرلمانات الشبابية واطلاق اذاعة خاصة بالمجلس قريبا تهدف الى الوصول للشباب ولايصال صوتهم، وبرنامج مجالس محلية شبابية بالتعاون مع البلديات ليكون للشباب دور تنموي حقيقي، والتشبيك مع كافة المؤسسات والوزارات لاقامة برامج ريادية وجديدة ومنوعة تحصن الشباب ضد اي فكر خاطئ او منحرف.

طبنجة: تراجع أدوات التأثير

المهندس محمد طبنجة تحدث عن غياب التوجيه وأسبابه وآثاره على الشباب، مشيراً إلى تراجع دور أدوات التوجيه في التأثير وتحقيق الاهداف وخصوصا ان هذه الادوات هي الجهة المسؤولة عن تكوين الوعي الفكري وبناء شخصية الفرد وبالتالي بناء وتشكل شخصية المجتمع، وهذه الادوات متصلة بحد ذاتها ومتأثرة بالظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية والدينية المحيطة.

وأوضح: الاسرة تراجع دورها في التوعية والتوجيه لاسباب موضوعية تتعلق بالفقر والعوز وغياب الوعي الفكري والمعرفي لدى ارباب الاسر وانشغالهم عن الابناء في الكد من اجل تأمين لقمة العيش وما يتصل بذلك من تأثيرات نفسية ومعنوية على الآباء تنعكس بدورها بشكل مباشر على الابناء، وهو ما ينتج انقطاع التواصل والحوار والتفاعل والرقابة بين اولياء الامور وابنائهم، ما يدفع الابناء تحت ضغط الفراغ المعيشي والعاطفي والاسري الى البحث عن ملاذات اخرى يفرغون فيها طاقاتهم واحتياجاتهم المختلفة.

وتابع: أما مؤسسات ومناهج التعليم فتعاني من تراجع كبير في دورها في توجيه الشباب والمساهمة الفاعلة في تشكيل واعداد شخصية الفرد بناء سليما، وذلك لاسباب تتصل باساليب ومناهج التدريس، من حيث تخلف بعض هذه المناهج والاساليب، والتي اعتمدت اسلوب الحشو والتحفيظ والتقليد وابتعدت عن التحفيز وتوفير البيئة والمناخ المناسب للابداع والتميز واهتمت بالكم على حساب النوع، سواء على صعيد المدارس او المعاهد والجامعات.

كما لفت الى تراجع دور المؤسسات الدينية في التوجيه وعدم مقدرة الخطاب الديني على مواكبة روح العصر وظروف ومصالح الناس مما انتج ردات فعل ونشوء وتشكل تيارات وفرق وجماعات متطرفة كبديل عن الاسلام الحقيقي الوسطي والمعتدل وقد استطاعت هذه الجماعات وبمساعدة تراجع الظروف الاجتماعية والاقتصادية للناس الوصول الى عقول ووجدان الشباب واجرت مسحا وغسيلا لعقولهم واستطاعت ابتزازهم واستغلالهم في خدمة مشاريعها واجنداتها المتطرفة.

إضافة إلى ذلك، رأى أن غياب التوجيه الرسمي ادى الى غياب ترسيخ قيم المواطنة المبنية على اساس العدالة، وتكافؤ الفرص الى جنوح الكثير من الشباب، كما ساهم انتشار الفقر والبطالة وانتشار الكثير من اشكال الفساد وعدم معالجتها بالاضافة الى انتشار الغلاء وارتفاع الاسعار وغياب الرعاية والتأهيل والعزوف عن اشراك الشباب في صناعة وصياغة قرار مستقبلهم، كل هذه كانت اسباباً مباشرة في الانحراف والعنف والارتفاع المقلق في نسبة جرائم القتل والمخدرات والسرقة في ظل غياب دور المؤسسات الحكومية المختلفة في معالجة فاعلة ووضع حلول موضوعية وبرامج توجيهية وتدريبية لفرض محاصرة الانحراف والتغلب عليها.

العكش: المال الأحمر

ووصف امين عام حزب الشباب د.محمد العكش دور الشباب في الواقع السياسي بالمتواضع بسبب سيطرة ثقافة التخوف على فكر الشباب ودخول عناصر تأثر على المسيرة السياسية للشباب.

وشدد على أن التغيير السياسي لا يمكن ان يكون ايجابيا الا اذا كان الشباب قادراً على صنع القوانين وعلى تمثيل انفسهم بصورة افضل، فالتغيير يحتاج الى احزاب كرافعة لهذا التغيير ولتغطية الفراغ السياسي ليكون الشباب عنصر دعم وانتاج.

ودعا إلى اعادة النظر في كثير من الامور واعطاء الشباب فرصة ليكونوا قياديين وليكون لهم دور اساسي في صنع القرار كي لا يكونوا مهمشين.

ورفض العكش فكرة ما سماه المال الارهابي او المال الاحمر الذي يقوم الارهابيون من خلاله باستغلال اوضاع ذوي النفوس الضعيفة من خلال تقديم الاموال لهم لقتل الابرياء، هذا الواقع برأيه بحاجة الى السعي لانقاذ فكر الشباب وبالسؤال عن الانظمة السياسية التي زجت بالشباب.

النواصرة: الانحراف والغلو

رئيس جمعية التكافل الخيرية الدكتور خالد النواصرة قال «ان الانحراف خروج عن الفطرة والشريعة والقانون والعادات والتقاليد والفكر».

وذكر أن اسباب انحراف الشباب، تتلخص في، اولا العقدية العلمية « الغلو» وهنا يبرز دور العلماء والدعاة والائمة والخطباء ودائرة الافتاء.

ثانيا الاجتماعية: الانعزال وقطيعة للمجتمع وتضييع الحقوق وهنا يبرز دور المربين والعادات والتقاليد الحسنة ودور الرعاية الشبابية.

ثالثا السلوكية وتعني معاص وجرائم وارهاباً وهنا يبرز دور القانون وعلماء النفس والارشاد والشريعة والمجتمع باسره.

وقال: هناك حديث جامع في المسأله «ويحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتاويل الجاهلين» والغلو يكون بالقسوة والشدة والغلظة ثم فهم الدين ومقاصد الشريعة فهما مغلوطا ثم يقودهم لرفض المجتمع وتكفيره والانعزال ثم الخروج عليهم بالتفجير والقتل البشع وشباب يصدرون انفسهم قادة للامة ويتحدثون في أهم قضاياها الخطيرة على المستوى المحلي والعالمي وهم لا يعرفون بالعلم والتربية الحسنة وانما نشأوا في بيئة فاسدة او حرمان وفقر.

وتأويل الجاهلين وذلك باصدار الفتاوى والاحكام على العلماء والمجتمع باسره يصفونهم بالعمالة والنفاق والردة والكفر للانتقام منهم وتصويرهم على انهم اعداء الدين وسبب تراجع المسلمين وهزيمتهم امام اعدائهم، بالنظر الى ما حدث في دول المسلمين من ثورات قديمة وحديثة وما جلبته من دمار ليس له مثيل..

وتحدث النواصرة عن العملية التشاركية، وقال «ان الخطأ والشر عملية مشتركة وشعارنا «معا نحدث التغير» اذا يجب ان نتشارك جمعيا من مؤسسات حكومية وعلمية وفكرية وخيرية وافراد بالخير.

القرالة: غزو فكري

وقال مدير دائرة «الرأي الشبابي» الزميل محمود القرالة ان الفكر لا يحارب الا بفكر فعلى وسائل الاعلام بكافة اشكالها المقروء والمسموع والمرئي والرقمي مساعدة المؤسسات المجتمعية التي تسهم في تحصين وتثقيف الشباب من الغزو الفكري، من خلال نشر موادهم الصحفية والاعلامية لزرع الوعي الثقافي الصحيح في نفوس الشباب والاجيال الناشئة.

ودعا وسائل الاعلام العربي إلى ان تواكب التغيرات التي فرضتها الطفرة الفضائية الرقمية والمتمثلة في وسائل التواصل الاجتماعي، من خلال السعي للوصول الى الاسرة والمدرسة لتثقيفها فكريا بمخاطر الغزو الفضائي الرقمي على عقول الناشئة لان الاسرة المهزومة فكريا كالامة المهزومة فكريا ايضا تسير الى غازيها عن طواعية.

عفان: معركة فكرية

وقال مدير مركز قويلبة للتنمية والتمكين الشبابي محمد عفان إن الندوة جاءت لعدم الاهتمام بالواقع الشبابي في ظل المعطيات التي تشهدها الساحة الأردنية وغياب التوجيه الرسمي تجاه الشباب، وغياب المنظومة الأخلاقية في ظل عدم وجود التوجيه والارشاد الأسري وغياب التسامح وقبول الآخر، وفقدان القدوة الحسنة الصالحة التي يستطيع الشباب من خلالها تكوين نموذج يعتمد عليه في ترجمة سلوك فعلي ايجابي واقعي يستطيع من خلاله أن يكون ضمن الجيل الواعي المنتمي لوطنه وأمته وقيادته من خلال الأخلاق والقيم الصالحة.

وأضاف عفان «إن ظهور الفكر المنحرف بين فئات شبابية يأتي في ظل غياب الموجه الرئيسي سواء على مستوى السياسات الوطنية أو المنظومة التعليمية والأخلاقية، وغياب مسؤولية وإدارة العمل الشبابي وبالتالي أثر ذلك على ضعف مشاركة الشباب في العمل الشبابي.

وبين عفان «عندما لم نجب الشباب على سؤالهم وهو هل الشباب راضون عما تقوم به الجهات المسؤولة عنهم والمنظمات اتجاههم أدى ذلك لوجود معركة فكرية وثقافية تجاه الشباب نتيجة غياب العدالة في توزيع مكتسبات التنمية وبالتالي نمو بذور الفكر المتطرف أو المنحرف والانطواء تحت مضلات التنظيمات الإرهابية، وغياب الخطاب الديني الموجه للشباب والذي يستطيع من خلاله التحفيز الإيجابي لدى الشباب وبالتالي ظهور أفكار شبابية ترفض هؤلاء القائمين على هذا الخطاب باتجاه أنهم لا يلبون حاجات الشباب ويريدون ان يكونوا أداة توجيه بأيديهم دون قبول الرأي الآخر، وهذا يتطلب تحرك وزارة الأوقاف تجاه تطوير وتعزيز الخطاب الديني بما يهم الشباب ويلبي احتياجاتهم.

وتطرق عفان إلى غياب حماية الشباب من آثار اللجوء السوري الذي أثر وزاد معاناة الشباب وظهور أخطار تهددهم على المستوى الاقتصادي، الاجتماعي، السياسي، والفكري، وعدم تبني الجهات المسؤولة حماية الشباب على أرض الواقع.

العبادي: بيئة خصبة للتأثر

وفي مداخلة لمدير التوجيه الوطني في المجلس الاعلى للشباب د.احمد العبادي قال ان الشباب هم الشريحة التي يجب ان تصقل من خلال برامج تربوية وطنية هادفة تعدهم الاعداد الصحيح للانخراط في مجتمعاتهم وامتهم، وهم الشريحة والبيئة الخصبة التي تتأثر بجميع التيارات سواء على الساحة المحلية او التأثيرات الخارجية.

واشار الى ان المجلس سعى الى تعزيز منظومة القيم في الجامعات كونه المظلة الاساسية للتمكين والامن العقلي للشباب واطلق مجموعة من البرامج والانشطة والفعاليات وورش العمل التي تهدف الى تعزيز منظومة القيم لدى الشباب الاردني وبمشاركة اكثر من (4000) طالب وطالبة بالجامعات من خلال (92) ورشة في الجامعات وكليات المجتمع والمراكز الشبابية.

واضاف ان المجلس عمل على رصد اتجاهات الشباب نحو القيم السائدة والمتنحية في المجتمع وضبط للقيم المرغوبة لدى الشباب الاردني.

الفاخري: استقطاب أحادي متطرف

قاسم الفاخري، مطلق مبادرة كسر الحاجز، أكد في مداخلة على الجانب العملي للمبادرة من خلال تركيزها على الشباب في الشارع ممن هم خارج أسوار الجامعات، مشيرا إلى أن هذه الفئة أكثر عرضة للاستقطاب الأحادي المتطرف.

ولفت إلى أهمية غرس المنظومة الأخلاقية في نفوس الشباب منذ الصغر وخلق حالة من التفاعل بينهم ومنظومة القيم الاجتماعية.

وذكر الفاخري أن الفكر التكفيري موجود وقديم إلا أن وسائل الإعلام الحديثة المختلفة ساهمت على حد قوله بنشر هذا الفكر المنحرف.

وطالب الفاخر المجلس الأعلى للشباب بضرورة أن يكون معنياً في أمور وقضايا تمس واقع الشباب وفي إدارة الوقت وطاقات الشباب وان تودع هذه الأفكار والقضايا لمؤسسات تربوية موجودة في المجتمع تعمل على تبني هذه الأفكار حتى لا يؤدي إلى معضلة.

الشرع: الفكر الإبداعي

الدكتور أسامة الشرع مدير شركة الإبداع الفكري انتقد في مداخلة عدم توفير الدولة للبيئة المناسبة لدعم أحلام وطموحات الشباب في ظل ما وصفه غياب العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص بين أبناء الوطن والتي تجعلهم عرضة لاستقطاب الفكر المنحرف، منوها إلى العديد من قصص نجاح لشباب في الخارج تهيأت لهم فرص الإبداع وإمكانيات الدعم المادي والمعنوي من بلدانهم.

وتساءل الشرع عن السبب وراء ثقافة التأثير السلبي لشبكات التواصل في العالم العربي في حين أنها تمثل تكنولوجيا ايجابية نافعة في الغرب.

وقال ان اقتصاديات بعض الدول الغربية مثل ألمانيا وفلندا قامت على الفكر الإبداعي والمشاريع والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة من خلال فكر وإبداع الشباب.

وأضاف أن ثقافة العيب ليست محصورة في الوظائف المهنية فقط بل هي في تخصصات علمية مثل الهندسة، لافتا إلى ضرورة تنمية روح الفكر الإبداعي لديهم وان على المجلس الأعلى للشباب أن يطور من خلال معسكرات الحسين الفكر وأن يقوم بدعم مؤسسات ومشاريع للشباب.