أكّدت ندوة «القدس مستقبل الأمّة» التي أقامها مركز الرأي للدراسات، دور الأردن التاريخي الذي لا يقبل المساومة في الحفاظ على القدس، محذرةً من مدينة تحت الأقصى تفتتح عام 2020 لتستقبل 6 ملايين يهودي في ذلك العام.
وأهاب وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلاميّة الدكتور عبدالناصر أبو البصل بالجهود العربيّة والإسلاميّة إلى النظر الجاد في وضع مدينة القدس، في ظلّ ارتفاع وتيرة الاقتحامات والعمل الممنهج الذي تريد له السلطة القائمة بالاحتلال أن يصبح أمراً واقعاً بالتعاون اليومي والمستمر مع المتطرفين الإسرائيليين واليهود.
أدار الندوة: د.خالد الشقران
أعدها للنشر: هادي الشوبكي
وأكّد أبو البصل، في الندوة التي شارك بها مسؤولون على تماس مع المدينة ووضعها الداخلي، ومهتمّون ومحللون، أنّ هناك تغييرات معلنة تتزايد، من حيث المشروعات والخطط الواضحة في موضوع التهويد وتغيير الأسماء والأماكن وكل ما يتعلق بهذا الأمر.
كما أكّد الوزير دور الأردن الثابت والمستمر، انطلاقاً من الوصاية الهاشميّة على المقدسات، وهي وصاية تاريخيّة لا يفرّط فيها الأردن، أعلنها صراحةً جلالة الملك عبدالله الثاني من أنّ المسجد الأقصى المبارك بكامل أروقته ومساجده وكامل ما فيه حق للمسلمين، فلا يتمّ القبول بالتقسيم ولا التفاوض ولا التنازل، محذّراً من أنّ مسألة التقسيم بالسماح بإقامة الصلوات هي بداية حركة بأن المسجد ليس للمسلمين.
وقال أبو البصل إنّ دعوةً أردنية لمؤتمر عالمي لنصرة نداء القدس ونصرة المسجد الأقصى ودعم المقدسيين والحفاظ على المقدسات الإسلامية والمسيحية كافة، باعتبار ذلك تثبيتاً للوصاية الهاشمية وتأكيداً لدور الأوقاف الإسلامية بالقدس.
إلى ذلك، ناقش متحدثون ومتخصصون مواضيع التفريغ المسيحي والحرب الدينية التي يتم الاشتغال عليها بمنهجيّة دقيقة، كما عرضوا لحلول ومقترحات تجاه يهودية الدولة وتغيير المعالم العربيّة، وناقشوا الوضع العربي والإسلاميّ ومواضيع السياحة الدينية للدول الإسلاميّة، وتشجيع السياحة بشكلٍ عام لحماية المدينة، عارضين لأهميّة النسبة الإحصائيّة ودورها في مقارنات بين الأمس واليوم، وهي نسب قالوا إنّها تميل لإسرائيل في خضمّ ما تعمل عليه من تقسيمٍ مكانيٍّ وزماني، ما يستوجب توحيد الجهود ونبذ الخلافات المستجدّة، لحماية هذه المدينة وإبراز مشروعيّة الحقّ العربي للعالم في فلسطين.
أبو البصل: مشروع ممنهج
أكّد وزير الأوقاف الدكتور عبد الناصر أبو البصل أنّ موضوع القدس كان حاضراً في معظم نشاط الوزارة لهذا العام، وفي كل المساجد، لافتاً إلى مشروع كبير من ضمن الاحتفالات بالقدس، معرباً عن أسفه للوضع القائم وحساسيّة الظرف وصعوبته والخطورة المتزايدة، وارتفاع وتيرة الاقتحامات وعمل السلطة القائمة بالاحتلال مع اليهود المتطرفين تحديداً، لتتضاعف الأرقام الإحصائيّة في هذا الشّأن.
وقال إنّ هناك أعمالاً هذا العام نقوم برصدها، محذّراً من أنّ تغييراً في طريقة العمل، ومنبّهاً: لا نريد أن نصحو في يوم من الأيام وقد ضاعت كل الخيوط، في ظلّ هذا السبات العميق الذي يصيب الأمة، فلا نستطيع معالجة موضوعات القدس، وفي المسجد الأقصى تغييرات معلنة تتزايد من حيث المشروعات والخطط الواضحة في موضوع التهويد وتغيير الأسماء والأماكن وكل ما يتعلق بهذا الأمر.
ووضع أبو البصل حضوره بأحدث ما يتمّ الاشتغال عليه، استناداً إلى ما يتم الحديث عنه ورصده، لافتاً إلى قرار المحكمة العليا الإسرائيلية بقبول طلب جمعية أمناء الهيكل إقامة الصلوات التلمودية عند حائط البراق وفي أروقة المسجد الأقصى، بما في ذلك من إجراءات يلمسها العاملون في المسجد الأقصى، مستشهداً بنائب المدير العام الدكتور ناجح بكيرات مدير التعليم الشرعي في دائرة أوقاف القدس والدكتور حنا عيسى رئيس الهيئة الإسلامية المسيحية في القدس وكل العاملين، بل كل أهل القدس، حيث يلمس هؤلاء جميعهم تزايد هذه الوتيرة، التي تحذّر منها دائرة الأوقاف في أوقاف القدس، باعتبارها حركة قوية نحو التقسيم المكاني والزماني، وهو ما يؤكّد طريقة بدأوا بها على غرار ما تمّ في الحرم الإبراهيمي بالخليل، ليصبح الأمر واقعاً، فنكون أمام قرارات محاكم وقوانين، لنبدأ سلسلة جديدة بعد
أن نكون قد تركنا التثبيت بالحق الذي لا تنازل عنه ولا قبول بالتقسيم، انطلاقاً من أنّ المسجد الأقصى كما قال جلالة الملك عبدالله الثاني والمسجد الأقصى المبارك بكامل أروقته ومساجده وكامل ما فيه( 144 دونماً) حق للمسلمين، فلا يتمّ القبول بالتقسيم ولا التفاوض ولا التنازل، محذّراً من أنّ مسألة التقسيم بالسماح بإقامة الصلوات هي بداية حركة بأن المسجد ليس للمسلمين.
وتيرة متزايدة
ولفت أبو البصل إلى أنّه وبعد الإجراءات واقتحامات المتطرفين، وبعد قرار المحكمة، كان هناك عدد منهم أقاموا الصلوات وطلبوا إقامتها، فهم يستغلون الفرصة في وقت الفراغ في المسجد، لتبدأ الاقتحامات والصلوات التلمودية، فيصبح كلّ ذلك أمراً واقعاً.
وبالأرقام، قال إنّه ومنذ 1/1/2009 إلى 1/9/2018 بلغ مجموع الاقتحامات( 113,793) ألف اقتحام للمتطرفين(في عام 2009 5980 اقتحاماً و 3514 في عام 20011 إلى أن بلغ في عام 2014 (11702)، وعام 2016 (14981) اقتحاماً كما بلغ في عام 2017 (25620اقتحاماً)، معرباً عن أسفه لأن تتزايد هذه المجاميع سنوياً، بوتيرة لافتة ومقلقة تجعل الأمر واضحاً وضوح الشمس بأن التركيز على المسجد الأقصى يتم بتغيير نمط التعامل معه، إضافةً إلى التركيز على التغييرات الأخرى بالبلدة القديمة وما يتعلق بالمسجد الأقصى، وقال إنّ الأمور كثيرة، ولدينا رصد لتبادل الأدوار بين الأطراف في السلطة القائمة بالاحتلال مع المتطرفين وغيرهم من اليهود، ليصبح الأمر واقعاً. وحذّر أبو البصل من مؤتمر يهودي عالمي في الشهر الأخير من هذا العام، تتم فيه مناقشة ما يتعلق بمستقبل المسجد الأقصى.
وإزاء هذا كلّه، أعرب أبو البصل عن شديد الأسف لما يحدث عربياً وإسلامياً، مبيّناً أننا لو أحصينا اهتمامات الأمتين الإسلامية والعربية فلن نجد إلا النزر اليسير من الاهتمامات، لافتاً في الوقت ذاته إلى الاهتمام الأردني على مستوى القيادة والحكومة وعلى مستوى الشعب والإدارات الثقافية والصحفية.
مؤتمر عالمي
وقال إنّ لدينا عدة إجراءات، الأوّل منها أننا دعونا لمؤتمر عالمي لنصرة نداء القدس ونصرة المسجد الأقصى ودعم المقدسيين والحفاظ على المقدسات الإسلامية والمسيحية كافة، باعتبار ذلك تثبيتاً للوصاية الهاشمية وتأكيداً لدور الأوقاف الإسلامية بالقدس، مبيّناً أننا دعونا المجلس التنفيذي لوزراء أوقاف الدول الإسلامية للالتقاء في عمان في الشهرين القادمين قبيل المؤتمر أو بعده، مضيفاً أنّه وكدعم للقدس والمقدسيين، فإنّ الأردن سيتقدّم بورقة كاملة في هذا الجانب، مذكّراً بأننا عرضنا الطلب في مؤتمر مكة قبل رمضان وتمت استجابة الطلب هنا في هذا الموضوع. وأوضح أبو البصل بأنّ المؤتمر العالمي هو لنداء القدس، مستذكراً مؤتمر عام 1931 والمخاطر التي كان تنبهت إليها الأمة الآن، حيث بدأت خطتهم تسير بوتيرة قوية، فكثير من جهودنا هي مبعثرة ولا بدّ من توحيدها في نهاية المطاف.
عيسى: عراقة الماضي
وبعد أن ألقى أبياتاً حزينةً في حنينه إلى فلسطين والقدس، والسلام على أهلها، أعرب الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات د.حنا عيسى عن افتخاره واعتزازه بالدور الأردنيّ في الحفاظ على المقدّسات وحمايتها ملكاً وحكومةً وشعباً.
واستعرض عيسى وضع القدس منذ عام 1907، وعبر التاريخ، مستذكراً أسماءها وآخرها بيت المقدس، وما ورد في القرآن الكريم في ستّ آيات قرآنية، تؤكّد الأرض المقدسة، والأرض المباركة، وأرض الإسراء والمعرج، وأرض المحشر والمنشر، وأرض النبوءة، بالإضافة لأرض القبلة الأولى.
وتحدّث عيسى بمهاد تاريخي مفصّل، بيّن فيه 4500 سنة قبل الميلاد للقدس عبر التاريخ، كقرية ومدينة، وقال إنّ أول مهندس لها هو إيليا بن آرام بن سام بن نوح، وبالتالي فقد مرت عبر عصور عديدة إلى أن وصلنا للعثمانيين، عندما دخلوها وخرجوا منها عام 1923- وفعلياً خرجوا منها في 9/12/1917، وعن سبب حديثه عن ذلك، قال: «لأن عملية وعد بلفور في 2/11/1917، ولكنّ مصيبتنا هي لا في وعد بلفور ولا في سايكس بيكو، بل بوثيقة هنري كامبل ( 1905-1907 ) لفصل عرب إفريقيا عن عرب آسيا، نحو تفريق الوطن العربي وإقامة المركز للضرب وخلق إسرائيل ومركز سينا، وبالتالي فإنّ هذه الوثيقة هي التي فعلت فعلها داخل الوطن الفلسطيني، وتحديداً مدينة القدس».
وقال إنّ القدس بدأ النقاش حولها عملياً سنة 1947 من قبل هيئة الأمم المتحدة في 14/5 وبالتالي فقد وصلوا لقرار التقسيم(181) في 29/11/1947 ، حيث صوّتت 33 دولة لصالح القرار آنذاك، بينما صوتت 13 دولة ضد القرار، وامتنع 10عن التصويت .
وقال إنّ دولة القدس كان لها حيز، حيث نصّ القرار حرفياً على إنهاء الانتداب البريطاني على فلسطين وإقامة دولتين عربية ويهودية مع وجود اتحاد اقتصادي مشترك بينهما وتحويل مدينة القدس بضواحيها إلى وحدة إقليمية ذات طابع دولي خاص. وفي ذلك الوقت أعطوا إسرائيل 56% من مساحة فلسطين التاريخية البالغة 27,027 ألف كم2 وأعطونا 43% وأعطوا القدس 1% بمساحة 117 كم2، وحاليا القدس مساحتها 125.156 كم2، وتعداد السكان في القدس 882 ألف بإحصائية 14/5/2018، ومن ذلك استنتج عيسى أنّ 300 ألف هم عرب والباقي يهود، فالقدس الآن مع المحافظة 435 ألف نسمة بحسب تعداد السكان، لكن الإسرائيليين يحاولون قدر المستطاع تفريغ المدينة من سكانها بأساليب متعددة.
وقال عيسى إن إسرائيل قالت إبان الإعتراف بها كدولة في هيئة الأمم المتحدة أنها ما أن تصبح دولة في الهيئة فإنها تعترف بقراري 181 و194، حيث ينص القرار 194 على طرد 950 ألف فلسطيني وتدمير 540 مدينة وقرية وخربة في ذلك الوقت.
وقال إنّ عدد سكان اليهود في فلسطين التاريخية في عام 1947، بالقسم المحدد لهم (56%) هو 198 ألفاً فيما نحن 197 ألفاً، وبالقسم الذي لنا 727 ألفاً واليهود 10 آلاف، أما القدس فكان عدد اليهود فيها في ذلك الوقت 100 ألف بينما نحن 105 ألف، وعند إقامة دولة إسرائيل في 14/5/1948 كان عدد اليهود 806 آلاف، بينما هم الآن 6 ملايين و589 ألفاً حسب إحصائية 15/4/2018، لافتاً إلى مقارنة بين الأمس واليوم، وإلى عددنا( 13 مليون).
وقال عيسى إنّ في الضفة الغربية 3 مليون، وفي غزة 2 مليون، وفي الداخل الفلسطيني مليون ونصف، وفي الدول العربية 5 مليون ونصف، والباقي في الدول الأوروبية.
ولفت إلى 84 % الجزء الغربي من القدس و16% الجزء الشرقي، وإلى البلدة القديمة 900 دونم، وقال إن المساحة الدقيقة لمسجد الأقصى المبارك هي 144 دونماً وربع.
وقال إنّ إسرائيل أخذت القسم الغربي وفي عام 67 احتلت الجزء الشرقي، وبالتالي كان عدد اليهود في ذلك الوقت 197 ألفاً مضافاً إلى 750 ونحن 69 ألفاً، داعياً إلى النظر حيال عدد اليهود والفلسطينيين في ذلك الوقت.
لكنّ القدس مقسمة إلى 8 أحياء رئيسية بحسب التقسيم الإداري الإسرئيلي و84 حياً فرعيّاً، ذاكراً أنّ القدس الآن بها 29 مستوطنة، و15 مستوطنة بالجزء الشرقي والباقي بالقدس الغربية مع العلم أنّ محافظة القدس ككل بها 43 مستوطنة على أكثر من 46 ألف دونم الموجود بالنسبة للقدس، فعدد المستوطنين يتجاوز 400 ألف.
وقال إنّ إسرائيل لا تتحدث بنسبة صحيحة، فالضفة الغربية بها 600 ألف مستوطن، وفي إحصائياتهم في 31/12/2017 هناك 435 ألفاً و200 مستوطن وأكبرهم معاليه مودعين غرب مدينة رام الله وهي 70 ألف مستوطن، ومستوطنة بيطار عيليت ببيت لحم 56 ألفاً و850، ثم معاليه أدوميم 40 ألفاً و696 مستوطناً، وهذه أكبر المستوطنات في فلسطين.
وبعد عام 67 صدر قرار 242 و338 ونص حرفياً على أنّ الأراضي الفلسطينية المحتلة هي الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة، كما أنّ الضفة الغربية مع القدس 5844 كم وقطاع غزة 356كم ، وبالتالي فالمجموع العام 6209كم ، أي أننا نشكل أقل من 22% من مساحة فلسطين التاريخية.
وقال إنّ ممثل أميركا في 14/6/1967 بهيئة الأمم المتحدة قال بأنّ القدس الشرقية أرض محتلة، وقد سارت الأمور إلى أن جاءت إسرائيل وضمت، فقالت في 67 إنّ القدس عاصمة أبدية، ولفت عيسى إلى إسرائيل في 30/7/1980 وصدور قانون الكنيست الذي نصّ حرفياً على أن القدس موحدة فيها الديانات السماوية الثلاث، ومنذ ذلك الوقت صدر قرار مجلس الأمن في ذلك الوقت 478 حيث طلبت دول بسحب بعثاتها الدبلوماسية وعدم الاعتراف بالقانون الأساسي.
ولذلك، فإنّ إسرائيل بدأت في هذا المخطط حتى اجتمعنا بالجزائر كفلسطينيين 1988 وقلنا نريد الدولة الفلسطينية بالمنفى وشكلنا هذه الجزئيات حتى دخلنا هذه المفاوضات. وذكر عيسى أنّ أميركا قالت لأبو عمار: تريد أن تعترف بفلسطين دولة أم تريد أن تفاوض إسرائيل؟!، فقال إنّه يريد مفاوضة إسرائيل، فقالوا إنّ هناك ثلاثة شروط، هي الاعتراف بقرار 242 في نبذ الإرهاب والاعتراف الآمن بوجود إسرائيل. فدخلنا المفاوضات في تونس إلى أن وصلنا مؤتمر مدريد عام 1991 بالمشترك 14 عضواً في ذلك الوقت، ودخلنا في أوسلو ووقعناها في 13/9/1993، وجاءت مسألة الخليل في 25/2/1994 حيث مجزرة الحرم الإبراهيمي(استشهد 29مصلياً و350 جريحاً)، ثم قالوا: هل تريدون أن ننسحب من الخليل أم لا وغزة واريحا أولاً، فقال أبو عمار إننا نريد القبعات الزرق، وهذه القبعات الزرق 11 شخصاً وقد أصدروا 22 ألف تقرير ولا أحد يعرف عنهم، والآن بالنسبة للخليل إسرائيل تقول إنها تريدها مثل القدس، فهي تعمل على ضم الخليل مثل ضم القدس، محذّراً: وقت قصير وستسمعون بما أقول بعد فترة!.. فإسرائيل تخطط لإقامة إسرائيل الكبرى على مساحة فلسطين التاريخية، وتساءل لماذا؟!
وتابع بالقول إنّنا ونحن نحتج على قرار ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، علينا أن نعي الخطورة التي يجب أن يعرفها أصحاب القرار أمام اعتبارالقدس يهودية- أي أنها تعود لحكم داود وسليمان( 1003ق.م)، مبيناً أنّهم يريدون أن يلغوا طريق الآلام للمسيحيين (من باب الأسباط إلى القيامة 14 خطوة منها 9 خطوات خارج ليتياما و5 داخلها)، بالإضافة لهدم المسجد الأقصى المبارك.
تدمير الكنائس
وتساءل عيسى: ولماذا أسست لاهافا الإجرامية 1999؟!، مجيباً بأنّها أسست لتدمير الكنائس في فلسطين، هذا فضلاً عن الإجبار على دفع الثمن، وذلك في أواسط 2008 ، أو هاشومير وهدفها كان حماية الحركة الصهيونية ، والآن تركيزهم كذلك على شطب المسيحيين من القدس، فمثلاً: عدد المسيحيين في القدس عام 1922بلغ 14700، وعدد المسلمين 13400، أما في 1/4/1945 فكان عدد المسيحيين 29350 وعدد المسلمين 30600،وفي عام 1947 أصبح عدد المسيحيين 27 ألفاً، وفي عام 1948 استولى اليهود على أراضي المسيحيين بما نسبته 50%، وفي عام 67 فقد سحبوا أيضاً 30% فأصبحوا يسيطرون على 80%
وقال إنّ المسيحيين عام 2000 أصبح عددهم 10982، والآن لا يتجاوز العدد 5000 كمسيحيين عرب، وذكّر بالواقع الذي نحن فيه، حتى جاء ترامب وقال إن القدس عاصمة أبدية، ولفت عيسى إلى أن هذا القرار صدر عام 1995 إلا أن ترامب جاء لتطبيقه.
وقال عيسى إنّ اسرائيل تريد أن تحوّل الحرب لحرب دينية، فعدد اليهود في عام 31/12/ 2017 15مليون و400 ألف، وعدد المسلمين مليار و600 مليون، وعدد المسيحيين يقارب 3 مليار، وعدد المسيحيين في العالم يشكلون 32%، وعدد المسلمين 13%، وعدد الهندوس 14%، وعدد البوذيين 7%، وعدد اليهود 0.02%، وبالتالي فإنّ هذا هو الواقع الديمغرافي على المستوى الدولي، وهذا هو هدف إسرائيل الأساسي.
وقال إنّ في الضفة الغربية 447 مستوطنة، مناطق c 60%، إسرائيل في مناطق c تسيطر على 282 ألفاً و174 دونماً بـ 135 مستوطنة بـ100 بؤرة استيطانية بتعداد 400 ألف، أي ما نسبته 8.5%، ونحن كفلسطينيين في مناطق c نسيطر على أقل من 1%، أي 18243 ألف دونم، بتعداد القرى 532 وبتعداد سكان 385 الف، هم أكثر في مناطق c.
وقال إنّ في القدس تحديداً تحت الأقصى مدينة سوف تفتتح في عام 2020 وستستقبل 6 ملايين شخص في ذلك العام، فهي قاعات تحت الأقصى 5000 في القدس وحدها، 104 حفريات منها 22 فاعلة، 4 تحت وحول الأقصى و5 في سلوان و5 في البلدة القديمة و8 بأماكن متفرقة، ولفت عيسى إلى 6000 اسم تم تعريبه في القدس، كما أنّ هناك استيلاءً على المقابر الإسلامية، في القدس 107 مساجد منها 43 مسجداً في البلدة القديمة، و 195 كنيسة، وحول القدس 158 كنيسة، وفي القدس 2014 كنيساً.
ولفت إلى نفقين، الأول من عين سلوان حتى حائط البراق، والثاني من حائط البراق حتى المدرسة العمرية في الحي الإسلامي، والآن هم يبنون به، ومن الحي الإسلامي باتجاه البراق في الجهة الشرقية مع العلم أنّ عدد الانفاق تحت القدس 28 نفقاً حتى هذه اللحظة.
وقال إنّ قطاراً سريعاً يمكن أن يفتحوه في أيّة لحظة وقد كلف 7.5 مليار، وبسرعة فائقة 160كم بالساعة، وهذا من تل أبيب للقدس.
ولفت عيسى إلى آخر الانتهاكات التي يقومون بها، إذ يركزون للقضاء على الثقافة الوطنية، فالوطن العربي قليلاً ما يعرف عن القدس وحتى نحن في مدارسنا وجامعاتنا نعرف القليل عن القدس.
ودلل عيسى بقوله: مثلاً أذهب إلى جامعة الخليل وأريد أن أتكلم عن المسجد الأقصى، فأسأل أن يسمي أحدهم أسماء السبع مساجد في المسجد الأقصى المبارك، فيبقى جالساً!.
وأعرب عيسى عن أسفه لأن يكون في القدس اعتداء على الكنائس، فهناك اعتداء على عيد سبت النور، ويريدون فرض 189 مليون دولار علينا، وقد وقفت البطريركية مع الكنائس الأخرى وتصدى المسلم قبل المسيحي للحفاظ على هذا، كما تصدّينا في شهر 7/2017 لما جرى للمسجد الأقصى. فهدفهم هو الاعتداء المباشر على كنيسة القيامة، والاعتداء على كنائس أخرى، مدللاً باعتدائهم على البابا السادس عشر بإيقافه ساعتين في مطار بن غوريون. فهم يعيقون الوجود المسيحي.
وقال: إننا نتكلم عن حوالي2,300000 مليون كمسيحيين خارج وداخل فلسطين وعددنا في الضفة لايتجاوز 40 ألف مسيحي، واليوم نحن في غزة 733 شخصاً بعد أن كان عددنا 7500 عندما جاء أبوعمار إلى غزة، فهناك مجتمع متناقص. وهذا سببه الاعتداء على الكنائس.
التفريغ المسيحي
وقد دخلوا على الكنائس واعتدوا عليها منذ عام 1967، وهناك مئات الانتهاكات بالنسبة للكنائس، والهدف مما تقوم به إسرائيل هو تفريغ المسيحيين من أرضهم حتى يقال بأن الصراع ليس صراعاً سياسياً بل هو صراع ديني بين اليهودية والإسلام، ونحن كمسيحيين نرفض ذلك ونعتبر أنفسنا جزءاً لا يتجزأ من هذا الشعب منذ العهدة العمرية 636 م، عندما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه للبطريرك الدمشقي صفرونيوس: لكم ما لنا وعليكم ما علينا، ومنذ ذلك الوقت ونحن نحافظ على التآخي والتلاحم الوطني الفلسطيني بمسلميه ومسيحييه، فنحن بحاجة لمسائل عديدة في مدينة القدس والبرامج جاهزة لنقدمها وهناك اعتداءات على الأقصى والكنائس والحرم والمهد.
بكيرات: نتائج مؤلمة
وانطلق نائب مدير عام أوقاف القدس للشؤون الإدارية ومدير التعليم الشرعي في القدس د. ناجح بكيرات من تصوّراتٍ ثلاثة، الأول حول المكان والثاني حول الإنسان، والثالث حول الزمان، وهذه الجدلية الثلاثية دائماً هي ما ينبغي النظر إليها.
وقال إنّ الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي صراع على المكان والإنسان والزمان، وبالتالي فهذا الصراع على «الشبر» والرواية والتاريخ، صراع بكل ما يمكن أن نتحدث عنه، هذا الصراع له قرن من الزمان، والآن نحن نجني ثمار ما وصلنا إليه وهم يجنون ثمار ما عملوا عليه، بمعنى أننا في دور النتائج، وهذه النتائج مؤلمة جداً، وتابع بكيرات: ولو تحدثنا فقط عن الصراع على التعليم، كموضوع التعليم بالقدس ونسبة المدارس، وإذا ما علمنا أنّ مجموع المدارس في القدس 208 مدارس، وعدد الطلبة المقدسيين داخل الجدار 88 ألف طالب، فإنّ النسب ستكون موزعة كالتالي: كانت النسبة 63% مدارس تابعة للأوقاف ومدارس تابعة للمنهاج وكانت نسبتهم 14%، والأوقاف اليوم لديها 43 مدرسة، والمدارس الخاصة 75 مدرسة، والوكالة 7 مدارس، والبلدية 60 مدرسة، وشبه رسمية المقاولات التي يأتون بها 23 مدرسة. وأشار بكيرات إلى أنّ النسب تغيّرت فأصبحت نسبتنا 14% ونسبتهم 44%، وبالتالي فهناك ترحيل حتى لفرض المنهاج الإسرائيلي، وهذه قضية كبيرة وفرض «البيغاروت»، متحدثاً عن تجربته الشخصية، حيث تمّ اعتقاله من باب الأسباط لأنه أدخل كتب المنهاج الفلسطيني لثانوية الأقصى الشرعية، فاعتقل وسجن، والتهمة أنّه أدخل المنهاج الفلسطيني للطلاب.
وقال إنّ ثانوية الأقصى الشرعية كان عدد الطالبات فيها 165 طالبة والآن أصبح العدد 65 طالبة مثلاً ودار الأيتام في داخل البلدة القديمة فيها 1000 طالب واليوم لم يبق سوى 210 طلاب، مؤكّداً أنّ هناك ترحيلاً وتهجيراً.
معركة التعليم
وقال إنّ معركة التعليم معركة قاسية ومؤلمة ومعقدة، ناهيك عن أشياء أخرى، كما أنّ هناك صراعاً على الشبر، فلا يتم إعطاء التراخيص للبناء، إضافةً إلى أنّ هناك صراعاً على الرواية، وكل وكالات الإعلام التي خدمتنا في 14/7/2017 أغلقت في القدس، فلا يوجد إعلام هناك الآن.
وأكّد بكيرات أنّ هذا الصراع سمعه جهاراً نهاراً من حاخامات ومن مسؤولين إسرائيليين يعلنون أن هذا المكان، البلدة القديمة وما يسمى بالحوض المقدس وجوهرها وأساسها المسجد الأقصى، هو مكان إسرائيلي ومكان يهودي، وأنّ العقيدة اليهودية تقول إنه لن تقوم دولة إسرائيل ما لم يكن المسجد الأقصى هو الهيكل، إذن فإنّ الأمر ليس احتلالاً فقط، بل هو محاولة قويّة لنزع الجذر الإسلامي من القضية، وبالتأكيد، فإنّه بضياع القدس تضيع الأمة الإسلامية والعربية.
وانطلق بكيرات من أنّ المكان مستهدف، ولذلك يُخنق في مشاريع كثيرة، معرباً عن تقديره لوزير الأوقاف الأردني لتبنيه المؤتمر، متمنياً أن يكون هذا المؤتمر في الأقصى، فهذا مؤتمر مهم ونتمنى الاستفادة منه، خصوصاً وهو يشكّل نوعاً من الزحف، فوظيفتنا هي تجنيد وتعبئة الأمة العربية والإسلامية، فنحن نريد للمسيحيين أن يأتوا إلى كنيسة القيامة، وللمسلمين أن يزوروا الأقصى، مطالباً بالخروج من الفقهيات والفتاوى والنظر إلى المكان «لأن المكان ينزع منا».
وقد تم اعتقال 24 امرأة وشاباً خلال الشهرين الماضيين، كما يذكر بكيرات، من باب الرحمة في المنطقة الشرقية ووضعت نقطة عسكرية فوق باب الرحمة، وقال: رفعت قضية على الأوقاف لأن باب الرحمة سيبقى مغلقاً لا لأسباب، وباب الرحمة وباب التوبة الذي يسمونه الباب الذهبي هو من أقدس وأهم الأماكن في المسجد الأقصى، وعندما افتتحنا المصلى المرواني تم سجننا واعتقالنا «لأننا نقول إن هذا المصلى ليس لكم، فهم يريدون هذا المكان».
وأكّد بكيرات أنّ إسرائيل تسعى إلى التفريغ من خلال تشكيل قوتين: قوة دافعة وقوة جاذبة، فالقوة الدافعة والطاردة هي القوة الإسرائيلية الأمنية وما يرافقها عبارة عن قرارات إسرائيلية في المحاكم دافعة الإنسان المقدسي لتطرده من المكان، فهي قوة طاردة، وهناك ضرائب، سوق اللحامين مثلاً لم يتبق به إلا 10 لحامين، فأنت تسير بالبلدة القديمة الساعة السادسة مساء، فلا يوجد بها شخص.
ولذلك فإنّ المدينة تحتضر وترحل وهم يهيؤون الطريق والبلدة القديمة لإنسان جديد فأصبحنا نرى الطواقي والسوالف وأولاد المتطرفين والمدارس الدينية، وبيّن أنه يعالج ثلاثة طلاب صغار من الألم النفسي والخوف إثر تعرضهم للاعتداء والترهيب من يهودي في البلدة القديمة، كما أنّ هناك تخويفاً، فباب العامود أنشئت فيه 3 مراكز عسكرية، وهناك قوة طاردة بالضرائب والهدم للإنسان، فنحن بداخل الجدار 180 ألفاً، ولا يوجد مسكن، كما أنّ هناك صراعاً على المسكن وهذا ما أدّى إلى صراع على الإنسان. كما أنّ هناك عملية جذب لليهود من تعليم ومسكن مجاني، بتسخير 85 منظمة لجمع الأموال لطرد الإنسان المقدسي وإحلال الإنسان اليهودي محلّه.
وقال بكيرات: لم يتبق لنا إلا دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس وعلى رأسها الوزارة، ولم يتبق لنا إلا هذه الدائرة ولم يتبق لنا إلا التعليم، فقد صادروا الصحة والاقتصاد.
الصناديق العربية
ودعا بكيرات إلى تشكيل لجنة صادقة توحد الصناديق العربية تحت صندوق واحد، وقال: لا يجوز أن نعطي زمناً إضافيّاً للعدو، علينا أن نختصر الزمن ونستفيد منه، ماذا تبقى لنا في القدس؟!..، تبقى لنا في القدس هذه المؤسسة التي تمثل الوصاية الهاشمية، أما الدول العربية وغير العربية التي تزاحم الأردن على القدس فعليها أن تفهم في اليوم الذي تستبعد فيه الأردن عن القدس أن القدس سقطت تماماً، لأنّ هناك عدة معطيات موجودة على الأرض تثبت بأن القدس إذا ذهبت من هذه الوصاية ذهبت القدس فوراً، وإسرائيل تعمل مع دول حتى تزيل الوصاية الهاشمية عن موضوع القدس حتى تمسك بها.
نحن لا يمكن أن نعطي زمناً إضافياً للاحتلال، إذ علينا أن نحاصر الزمن الإسرائيلي بكل وسيلة ممكنة.
العبادي: تزايد الاستيطان
ورأى مدير عام المسجد الأقصى في وزارة الأوقاف المهندس عبدالله العبادي أنّ خطراً كان في 2014 عندما قامت وزارة الخارجية الإسرائيلية بجمع القناصل بالقدس وأقامت لهم اجتماعاً وأصدروا رسالة، وهذه الرسالة بها عبارة لمجموعة القناصل مفادها أن جبل الهيكل هو المكان الذي عليه المسجد الأقصى كله جبل الهيكل، ويقبع المسجد الأقصى المبارك بالناحية الجنوبية وهناك مسجد آخر وهو قبة الصخرة. وأتت الوثيقة لوزارة الأوقاف ورفعناها وأتت من رئاسة الوزارة وقرأناها وعرفنا ما درجة الخطورة، فكانت لجنة لبيان ما هو المسجد الأقصى رداً على هذه الوثيقة وأصدرنا مطوية موجودة بعدة لغات، وهذه الرسالة للقناصل حول هذا الموضوع وكان هذا خطراً كبيراً من الأخطار التي أحاطت بالمسجد الأقصى.
وقال إنّ الاقتحامات والمستوطنين ازداد عددهم 10 أضعاف ما بين 2009-2018 ، وكذلك بناء الكنس اليهودية بالبلدة القديمة بالقدس، وهذه الكنس بعضها أعيد بناؤها من جديد، وهي التي يزداد عددها يوماً بعد يوم .
وهناك المدارس اليهودية التي كانت بالسبعينات والثمانينات التي لم تتجاوز 2 أو 3، أما الآن فيوجد أكثر من 120 مدرسة يهودية تلمودية داخل البلدة القديمة بالقدس، وهذه المدارس هي التي أنتجت المتطرفين اليهود، وموجود منهم 12 وزيراً منهم من يضغطون سياسياً على نتنياهو والحكومة الإسرائلية.
وحول محاربة التعليم ومحاربة الصحة في القدس، قال العبادي إننا قمنا بتأجير الأراضي الموجودة في القدس للأوقاف بثمن رمزي للجمعيات والكنيسة اللوثرية، فأقاموا عليها مستشفى المقاصد ومستشفى المطلع وغيرها من مشاريع.
تعطل المشاريع
ودعا إلى التركيز على الأنفاق والحفريات تحت الأقصى وما ينتج عن هذه الحفريات من روايات صهونية كاذبة تعتبر أخطر من الحفريات نفسها، فضلاً عن تغيير الأسماء بالتهويد.
وحول المشاريع التي تتعطّل قال العبادي إنّ لدينا أكثر من 18 مشروعاً في المسجد الأقصى معطلاً.
وتحدث عن التلفريك الذي ينوون عمله من جبل الزيتون إلى محيط المسجد الأقصى وإلى منطقة الثوري، وهي مناطق تحيط بالمسجد الأقصى، مبيناً أنّهم خنقوا المسجد من الناحية الغربية والناحية الجنوبية وصادروا أرضاً من المنطقة الشرقية للمسجد- منطقة باب الرحمة، ومنعوا الدفن في هذه المنطقة.
وحول ما يسمى بالربيع العربي، قال العبادي إنّ له أثراً سلبياً على موضوع القدس، حيث الاعتداءات على الكنائس كانت ظاهرة، لافتاً إلى الاعتداء على كنيسة القيامة وبطاركة القدس، وحول الكاميرات أيضاً هناك أكثر من 1000 كاميرا مراقبة، ولذلك فإنّ المصلين بالقدس يخافون من هذه المراقبة أحياناً.
أما اليونسكو فهم يحاربونها ويمنعونها من دخول القدس، كما منعوا إقامة مشروع ترميم المخطوطات في القدس، مبيناً أننا قمنا باستضافة المتدربين من القدس والخبراء من اليونيسكو في مركز التوثيق الملكي عمان. كما أنّ الروايات الصهيونية الكاذبة تنتشر في كل العالم، فهم يحاولون مع السواح الذين يأتون للقدس وهم أكثر من 2 مليون سائح، وهدفهم أن يصل إلى 9 مليون.
تقسيم زماني ومكاني
وقال العبادي إنّهم نجحوا بالتقسيم الزماني ولم ينجحوا بالتقسيم المكاني، فعينهم على باب الرحمة، ولا يريدون فتحه من 2003 للآن بل هم يفتحوه مرة أو مرتين في السنة عند عمل الامتحانات، مبيناً أن عينهم الآن على المنطقة الشرقية من الأقصى المبارك.
وقال إنّ المخدرات والشباب موضوع قاتل، لافتاً إلى أنّ الذي يتعاطى مخدرات ويثبت أنه يأخذها يأخذ راتباً شهرياً من الحكومة الاسرائلية.
وأما عن موضوع الزيارة وتحريمها، فقد بيّن العبادي أن ذلك يؤثر كثيراً على الأهل في القدس وعلينا، عدا الضرائب المفروضة على أهل القدس وخاصة على التجار منهم فهي تهلكهم بشكل كامل.
وقال إن الأوقاف تقاتل الآن لوحدها في القدس، لأن الظهير الذي كان لها من المرابطين والمرابطات وعرب 48 والمصلين والشباب يُحرمون من الدخول إلى المسجد، مبيناً أنهم أصدروا للنشطاء من عرب 48 قانوناً يمنعونهم به من دخول الأقصى، إلى أن وصل الأمر بهم أن يعتقلوا من شبابنا في القدس عند عودتهم من العمرة، مبيناً أن هناك أكثر من 1000 شخص من النشطاء في السجون الإسرائيلية.
وحول باب الغوانمة، تحدث عن خطر محدق، وقال إننا عملنا مشروع مطهرة من متوضأ وحمامات في باب الغوانمة من الناحية الشمالية الغربية وهي مباني وقف وصرفنا عليها 4 ملايين دولار، قبل نهاية المشروع والانتهاء منه قبل الافتتاح، وقد سيطروا عليه وأخذوه. أما الجنسية الأميركية فتعطى بالقدس لمن يبيع عقاره، إذ يدفعون له الملايين.
وتابع العبادي: نحن في لجنة الإعمار للمسجد الأقصى وقبة الصخرة والأوقاف الإسلامية بالقدس، ورغم هذه الإعاقات، إلا أننا نعمل، فالوصاية الهاشمية على المقدسات مهمة، والوصاية نصّت على أن السيادة على الأرض لدولة فلسطين، لكن الوصاية الهاشمية هي على المسجد الأقصى المبارك وعلى المقدسات الإسلامية والمسيحية بالقدس، فالوصاية الهاشمية هي في صلب العقيدة الإسلامية.
الإعمار والترميم
وذكر أنّه عندما تمّ عمل إحصائية مجموع القيم التي دفعت على الأقصى والإعمار الهاشمي منذ عهد الشريف الحسين بن علي كانت حوالي مليار دولار تشكّل قيمة هذه الإعمارات، والوصاية الهاشمية على القدس حق تاريخي للهاشميين لأن هذا النبي العربي الهاشمي الأمين هو الذي صلى إماما بالأنبياء بالإسراء والمعراج فهي حق ديني وهناك حق قانوني، وبالقانون الدولي فإنّ هذه القدس احتلت من الأردن عندما كان الأردن مسؤولاً عنها. والقدس أغلبها وقف إسلامي ومسيحي وأغلب المباني وقفية إسلامية ومسيحية.
فلا يوجد أي دليل على أنّ اليهود لهم أية آثار هناك، حتى بالنسبة لمؤرخيهم وعلماء الآثار لديهم نوع من الموضوعية، مؤكّداً أنه ليس لهم حتى «كسرة فخارة» بعد إجراء الحفريات منذ عام 1862أو1867الى الآن. وتابع العبادي: نحن يومياً نقوم بعمل مشاريع كبيرة ومن هذه المشاريع المرحلة السابعة من ترميم الزخارف الفسيسفائية في المسجد الأقصى، فأكثر من 60 مليون قطعة تم ترميمها وكلها عبارة عن زخارف أموية لم توثق ولم ترسم ولم يتم عمل هذا الترميم في التاريخ بقدر ما عملته الإعمارات الهاشمية، حيث كان أكثر من 1562 متراً مربعاً (سم2 × سم2 تم توثيقه ورسمه على برنامج الأوتوكاد وبيان كل أشكال التلف التي كانت وأين كانت، وهو توثيق علمي صحيح)، مضيفاً أننا أنهينا خلال 7 سنوات هذا المشروع الكبير، إضافة لمشاريع الإعمار الأخرى، ومشاريع الإطفاء وإنذار الحريق الذي نفّذناه، وقد جعلونا نعمل إنذار الحريق، ولكنهم منعوا المقاول للدخول بالمباشرة واجتمعنا مع الدفاع المدني الأردني الذي قرر أن نأتي بإطفاء متحرك وساعدتنا الحكومة بإدخال هذا المشروع الهام حتى نعمل المشروع الأساسي، وحتى مشروع الإطفاء الذي منعونا به بالإعمار قام الشباب بجزء كبير منه بطريق الخفية.
وقال إنّ لدينا مشاكل مع سلطات الاحتلال كوزارة الأوقاف وإدارة أوقاف القدس، فلدينا هناك أكثر من 839 موظفاً على رأس عملهم وسيتم تعيين 99 موظفاً وفي الموازنة القادمة سنعين إداريين وهذا كله من أجل القدس ودعم القدس.
العناني: الشعور الإسلامي
واستهلّ الكاتب والاقتصادي الوزير السابق د.جواد العناني بأننا منذ فترة زارنا الجنرال الباكستاني قائد الجيش الباكستاني وقال لنا بأن الدول العربية خفَّ تأييدها كثيراً لحق باكستان في كشمير مما بدأ يخلق ردود فعل عند بعض الجهات في باكستان بأننا لا نتردد في تأييد الحق الفلسطيني في كل هذه الأمور.
وقال إنّه إذا بدأت هذه الروح بدولة كانت دائماً مؤيدة، فقد لفت نظري هذا الحديث الذي قاله، ولذلك أعتقد أننا بحاجة إلى إيصال المعلومات كلها إلى من يهمهم الأمر في دول مثل باكستان وغيرها، لأنه مع التغيير الذي حصل في الحكومة الباكستانية علينا أن ننتبه لهذا الموضوع.
وقال إنّ موضوع القانون الأخير الذي أقرّته إسرائيل-قانون الدولة القومية اليهودية-، وهو قانون أساس، مثل موضوع ضم القدس لإسرائيل عام 1980 ومثل موضوع قانون حق الهجرة الذي خرج في شهر تموز 1950، وأخيراً هذا القانون خرج بشهر 7 عن القومية اليهودية بالقدس.
لغة الدولة
وقال العناني إننا الآن يجب أن ننظر للقانون الأخير من زاوية القدس، لماذا؟!، لأن القانون الأخير غطَّى بعض الثغرات التي كانت موجودة بالقانونين الأولين، وأهم نقطة هي أن هذا القانون الذي هو قانون الأساس، يجيء وإسرائيل ليس لها دستور وليس لها تعريف جغرافي من حيث المساحة أو الحدود، لذلك فالقانون الأخير يلفت النظر، غير أنهم تكلموا عن أنَّ اللغة العبرية هي اللغة الرسمية الوحيدة، واللغة العربية يكون لها مكان خاص، لافتاً إلى بروز أهمية الرموز اليهودية مثل الشمعدان ونجمة داود وتغيير الأسماء.. وكل ذلك أصبح له قوة جديدة بالقانون.
وقال إنّ هذه نقطة في غاية الخطورة، لأنَّ أي يهودي الآن من حقه أن يستوطن أو يستعمر في أي مكان إذا دفع حق الشيء، والقانون لا يستطيع أن يرفضه، وإذا رفض هذا العقد يستطيع أن يرفع قضية.
ولفت العناني إلى أنّ المحاكم سابقاً كانت تتردد في اتخاذ أي قرار، والآن هي بهذا القانون لا تستطيع، فقد أصبح هناك سند قانوني.
وقال إننا عانينا الأمرَّيْن في مؤتمرات القمم العربية المختلفة وفي مؤتمر القدس، حول قضية الوصاية، وبين أن ليس هناك عملاً عربياً واحداً.
صكوك الدعم
وساق العناني موضوع إصدار صكوك إسلامية من أجل دعم القدس، فمن يتبرع بالمبلغ أو بالعوائد يعتبر ذلك من الزكاة المستحقة عليه، مؤيداً أن تدرس هذه القضية، فهي ليست قضية مطروحة على الحكومات، فأنت تصدر صكاً إسلامياً لموضوع القدس، وهذا أحد الأمور التي يجب أن نفكر بها بشكل جيد، خاصة وأن موضوع الصكوك أصبح الآن متداولاً ومعترفاً به وقواعده الشرعية كثير منها استقر.
كما لفت العناني إلى فكرة تشجيع السياحة إلى القدس وما حولها، متعجباً من الآراء المستعجلة التي حرّمت ذلك، على أساس أنّها ليست واقعة تحت سيادة إسلامية، متسائلاً: ما علاقة هذا بذاك؟!
وقال إنّه عند تشجع المسلمين بالذهاب لهناك، وخاصة بعض الدول التي لها علاقة بإسرائيل، فإنّ هذه الدول يجب أن تشجع وأن تكون هناك زيادة لعدد السياح لهذه المناطق، فمثلاً في موسم الحج يكون هناك ترتيب بنقل كثير من السياح والحجاج للقدس بما يسمى تقديس الحجة.
ودعا العناني إلى أهمية نشر المعلومات التي بينها المشاركون في هذه الندوة وتقديهما في المؤتمرات العربية والإسلامية.
وأعرب عن قلقه الكبير لهجرة المسيحيين من كل المنطقة، باعتبارها نقطة في غاية الأهمية، فهم ملح الأرض، ولا يجوز على الإطلاق أن نعطي لغيرنا فكرة أنّ هذه البلاد تميِّز ضد المسيحيين، فلا بد أن تكون هناك جلسة خاصة تعقد في عمان بين قادة المسلميين والمسيحيين ليدرس الأمر بينهم حتى يقدموا الدعم الكامل للقدس.
فتاريخنا مع الأقباط على سبيل المثال، تاريخ مشرف وعلاقتنا معهم علاقة ممتازة فمن المقوقس في مصر للنجاشي في الحبشة لنا تاريخ إيجابي معهم.
وفيما يتعلق بصفقة القرن، قال إنّ أربعة إجراءات اتخذت في ذلك الاتجاه وكلها من جانب واحد، فنقل السفارة عملياً هو قرار أميريكي ولا يتطلب ذلك اتفاقاً مع جهات أخرى، وكذلك بالنسبة لإصدار القوانين الإسرائيلية، فإسرائيل تقوم بذلك دون أن تأخذ اعترافاً دولياً.
وحتى عملية سحب التأييد المالي لـ»الأنروا»وغيرها عن القدس، فهذه كلها قرارات فردية، وحتى الآن لم يؤخذ أي قرار في ما يتعلق بصفقة القرن له صفة مشتركة خارجة عن أميركا وإسرائيل، فلا يوجد أي قرار أخذ، وهو ما يجب أن يجهزنا للمستقبل للحيلولة دون أن يتحول لهذا الأمر أو ذاك.
الوصاية التاريخية
وحول الوصاية الهاشمية، قال إنّ كثيراً من الناس يعتقدون بأنها جددت حديثاً، بينما هي موقَّعة من أيام الحسين بن علي عام1924 عندما استدعي للقدس وأعطي ذلك الحق، فهي بهذا ليست حديثة، فقد كانت قضية لربما دفع الشريف الحسين ثمنا لهاً، ولم يتراجع أيٌّ من ملوك بني هاشم في أن يحمل هذه الرسالة، فلا بدّ من أن نعطي هذه العمليّة بعدها التاريخي، وإلا فإن الأمر في غاية الخطورة. وقال إنّ هنالك أكثر من جهة معنية بموضوع القدس، فهل جهود هذه المؤسسات خاضعة للتنافسات والمنافسات أم أنّ هناك إمكانية لأن نجمعها، لأن موضوع القدس لا يتحمل هذه البعثرة ويفتح الثغرات الكثيرة، ودعا العناني كل هذه الجهات المعنية بالقدس لأن تكون صفاً واحداً في هذا الموضوع.
أبو راشد: مراكز دراسات
وانطلق مدير مركز عمان للدراسات الخبير الاستراتيجي د.منصور أبو راشد من أنّ الخبراء الإسرائيليين وأصحاب الدراسات في موضوع القدس من اليهود هم كُثر، موضحاً أنّ في القدس وحدها 55 مركز دراسات وأبحاث إسرائيلية لموضوع القدس، وهذه المراكز لديها من الأموال ما لا يُعد ولا تحصى لعمل أيِّ ندوة أو دراسة، أو لأي حاخام من المؤثرين يريد أن يعمل محاضرة، إذ يستقطبون له اليهود من الخارج وليس اليهود الموجودين بالداخل.
ففي إعلان الدولة سنة 48 كان أحد البنود، وهو البند الثالث بإعلان الدولة يقول: إن القدس عاصمة إسرائيل وهذا معروف من إعلان الدولة.
فما الذي دعانا نذهب لأوسلو ومدريد ووادي عربة إذا كانت هذه موجودة بإعلان استقلال دولة إسرائيل؟!
وقال إن دحض ادعاءات اليهود يتطلب منا أن نعرف ما يقدمونه من خرائط ووثائق عن القدس ومقارنتها بما هو موجود عند العرب والمسلمين.
سياحة دينية
أما السياحة الدينية، فقال أبو راشد إنّنا يمكن أن نستقطب لها من باقي الأقطار الإسلامية مثل أندونيسيا وماليزيا، مدللاً بأنّ في تركيا حوالي 12 رحلة من إسطنبول لتل أبيب، ومن هو في المسجد الأقصى يعلم كم هو نشاط الأتراك داخله. ومن ذلك قال أبو راشد إنّ موضوع السياحة يجب أن يتم الاشتغال عليه بطريقة فنية.
وحول موضوع الانتخابات البلدية بالقدس، تساءل: أين دور العرب الموجودين داخل القدس والذين يستطيعون أن ينافسوا وأن يكون منهم أعضاء موجودون ببلدية القدس؟!
عبرية الأسماء
وحول موضوع تغيير الأسماء من عربية إلى عبرية، رأى أبو راشد أنّ الحكومة الإسرائيلية نشطت به بعد الاتفاق الذي رتبه جلالة الملك حسين مع أبو عمار وبيريز سنة 87 والذي أتى على أثره بعدها فك قرارالارتباط، فبدأ منذ تلك اللحظة تغيير الأسماء، فخبراء القدس يرجعون للتاريخ، ويرون كيف بدأ الإسرائيليون بتغيير الأسماء من عربية إلى عبرية، وقد بدأ ذلك بعد فك الارتباط.
وعن موضوع دور العرب قال أبو راشد إنّ هناك وفوداً عربية تزور القدس باستمرار، مضيفاً أنّ الوصاية الهاشمية إذا قرأناها باتفاقية سلام فتعني الوصاية على الأماكن المقدسة الإسلامية. وحول دور المملكة المغربية، قال أبو راشد إنّ المغاربة كان لهم دور من خلال الأوقاف الموجودة للمغاربة داخل مدينة القدس ولهم أوقاف كبيرة ولهم صندوق زكاة ولهم شخص مختص يأتي من الحكومة المغربية للقدس القديمة ويوزع الزكاة على الناس الموجودين داخل القدس القديمة.
وتساءل أبو راشد: أين دور الفاتيكان في موضوع القدس، هل هو دور نشط وجيد في موضوع القدس؟!
وتحدث عن المبادرات الدولية التي طرحت بموضوع حل القدس، مرجئاً أن يتحدث عن القدس ككل، ولكن عن البلدة القديمة، مضيفاً أنّه بمؤتمرأنابولس 2008 كان رئيس الوزراء إيهود أولمرت، وكانت هناك لجان فلسطينية إسرائلية معدة لإعداد كل الاتفاقيات حول إنشاء دولة فلسطينية داخل حدود 67 مع بعض التبادل للأراضي ما بين الطرفين وتقريباً وصلوا إلى اتفاق، وذهبوا إلى أنابولس، وكان هناك شبه اتفاق فأجل الموضوع إلى العودة. وشعر الإسرائيليون بأن أولمرت ذهب يوقع الاتفاقية، لهذا أخرجوا له موضوع بلدية القدس وسرقة الأموال ووضع بالحبس، مثلما فعلوا برابين عندما شعروا أنه يريد أن يقيم اتفاقاً مع العرب، فقتلوه.
وقال أبو راشد إنّ إحدى المبادرات التي طرحت لإدارة القدس القديمة داخل السور قدمتها الخارجية الكندية من خلال دراسة كيفية حل موضوع القدس التي قدمها (مولون السفير الكندي في تل أبيب) والتي قدمت مبادرة بعد ثلاث سنوات تجعل القدس القديمة صحناً مقدساً بدل أن تكون داخل السور، فيوسعونها قليلاً لأنه ثبت أنه ليس لليهود أملاك كثيرة داخل القدس فكيف يشتركون في إدارة القدس إذا لم يكن لهم أملاك، فاقترحوا على السفير أن يوسعوا الحوض المقدس فيضيفوا فيه قبة داود في سلوان وقبر المسيح مقابل باب العامود والمقبرة اليهودية شرق السور. فهذا المشروع يبقي القدس القديمة بدون أية سيادة، والسيادة بها معوّمة فلا يرفع فيها أي علم إسرائيلي أو فلسطيني، وقد اتُّفق في أنابولس على أن تقوم الأردن بإدارة هذه المنطقة وليس الحكومة، ويتم تشكيل لجنة من الأردن والسلطة الفلسطينية والمغرب.
وقال إنّ هذه اللجنة تدير القدس مستقبلاً، تديرها من ناحية التعليم والصحة والنظافة، أما الجنسية داخل هذه المنطقة فيبقى كلٌّ بجنسيته ولا يتغير، ويحق الدخول لأي شخص للأماكن المقدسة جميعها، وهذه إحدى المبادرات الموجودة الآن، مضيفاً أنّ هذه الدراسة وضعت في حال قيام دولة فلسطينية.
وأشار إلى أنّ هناك فئة كبيرة بالمجتمع اليهودي العالمي ومتدينة تنبذ قيام دولة إسرائيل على أرض فلسطين، وهم يدافعون عن أرض فلسطين وعن القدس بشكل خاص، مبيناً أنهم موجودون في الجامعات ومراكز الأبحاث.
ودعا العرب أن يقيموا العلاقات معهم لنرتبط بهم بأية طريقة من خلال المحاضرات والندوات والمؤتمرات وألا نخجل من الجلوس معهم، فهم لايحملون الجنسية الإسرائيلية.
وتساءل: أين دور الجامعة العربية ودور منظمة المؤتمر الإسلامي من موضوع القدس؟!
وحول تقديم المساعدة لأهالي القدس، قال إنّ أهالي القدس يعانون الأمرين، وأضاف: ذهبت للقدس بعد الساعة السادسة ولا يوجد بها غير دوريات الشرطة الإسرائيلية، والحيوانات، أما هؤلاء الناس فلا يوجد لهم علاقة!
وتعجب أبو راشد: يتحدثون عن الكونفدرالية(الكونفدرالية الأردنية الفلسطينية أو الكونفدرالية الأردنية الفلسطينية الإسرائيلية أو الكونفدرالية الأردنية الإسرائلية)، فأين ستكون القدس بالكونفدرالية، هل هي من أبو ديس أم من شرق الجدار؟!
وقال يجب أن نتحدث عن القدس وصفقة العصر، إضافة إلى تزويدنا بكل الأرقام والمعلومات عن القدس من الأخوة في القدس ووزارة الأوقاف، لنقدمها إلى الجمعيات العالمية التي لنا بها اتصالات مستمرة، فمثلاً نقدم رسالة عمان والمبادرة العربية بعدة لغات إلى العالم، لأننا نحن نريد أن نقنع الشارع الآخر من العالم -المؤثر على السياسة الغربية وعلى مستقبل الأحزاب الإسرائيلية- بعروبة وإسلامية القدس التي يجب المحافظة عليها.
نوفل: مركزية القدس
وأكّد أستاذ العلوم السياسية د.أحمد نوفل أنّ القدس على الصعيد السياسي والديني لها أهميتها، فقضية القدس قضية مركزية بالنسبة للصراع الإسرائيلي والقضية الفلسطينية، والأردن يلعب دوراً كبيراً في حماية الأماكن المقدسة، لكن باعتقاده أن ردود الفعل العربية لقضية القدس هي أقل بكثير مما تستحق منا القدس جميعاً.
وقال إننا عندما نتحدث عن مستقبل القدس في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها القضية الفلسطينية وصفقة القرن، فيجب العودة إلى وثيقة عباس بيلين، حيث تتحدث الوثيقة عن أنّ القدس لم تعد قائمة بالنسبة للقضية الفلسطينية وأن هناك تنازلاً، وهذا دليل على أن صفقة القرن أخذت بعين الاعتبار وثيقة عباس بيلين التي وافق عليها الرئيس الفلسطيني بعام 95 قبل وجوده برام الله.
وتابع نوفل: عندما نلوم ترامب والآخرين على التنازل عن القدس مع أننا يجب أن نلوم غيره قبل ذلك!.. وحول عملية التطبيع قال إن هناك ردوداً شعبية مباشرة في القدس تقوم بمنع شخصيات بالدخول إلى الأقصى وتواجهها بمعاملة غير ودية بسبب عملية التطبيع التي تؤثر على الحقوق الفلسطينية والعربية. وقال إنّ البعض يرى أن ذهاب سياحة عربية إسلامية للقدس مهمة جداً، لكن قبل ذلك علينا أن نعمل خطوة، متسائلاً: مَن الأفضل أن يذهب للقدس هل هو الفلسطيني 48 والفلسطيني في الضفة الغربية لزيارة الأقصى أو الأندونيسي والتركي والباكستاني؟!.. مجيباً: علينا أن نضغط باتجاه ابن الضفة الغربية الممنوع من زيارتها، خصوصاً وهو لا يبعد إلا أمتاراً من الأقصى، فلا اقل من أن يذهب للأقصى للصلاة فيه وخاصة من هم دون 40 سنة، ولذلك فإننا نطالب أن تأتي السياحة الخارجية العربية لزيارة القدس، وعليها أن لا تكون على حساب الفلسطيني الموجود في (أبوديس وبيت لحم ونابلس وابن ال48 وغزة ، ...) والذي يبعد كيلومترات عن القدس، وأضاف أن البعض يرى أن زيارة القدس من الخارج العربي أو الإسلامي ينعش الاقتصاد الفلسطيني، منادياً لكن بأننا يمكن نقدم لهم الدعم في مستشفى المقاصد والمدارس من دون أن نذهب إلى هناك.
وعلينا أن نضغط على الكيان الصهيوني للسماح للفلسطينيين المحيطين بالقدس لزيارتها، فهذا الإنسان الذي يأتي من الضفة الغربية أو ال 48 لزيارة الأقصى ليس بحاجة للحصول على تأشيرة بينما أي إنسان عربي أو مسلم يأتي للقدس عليه أن يحصل على التأشيرة ويدفع ثمنها للحكومة الإسرائيلية، وهو نفسه الذي يمنع الآخرين من زيارة الأقصى.
التدويل والتبعية
وبالنسبة للمسيحيين، أعرب نوفل عن أسفه لما يحدث للمسيحيين في القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة وال 48، منوهاً أنّ من يساعدهم للهجرة ليس إسرائيل فقط بل السفارات الغربية المسيحية فهذا موقف سياسي يعتبره نوفل «جريمة»، أما صفقة القرن، فتساءل بشأنها: هل بقي شيء من القدس: ترامب نقل السفارة، واعترف بالقدس، لكن بالمقابل هل ذلك يعني أن القدس انتهت، باعتقادي أنّ القدس قائمة!.. فهي في الوجدان والعاطفة، وشوارعها ومبانيها تتحدث عربياً وإسلامياً، ولم يستطع العدو أن يغير هذه المعالم على الرغم من التهويد القائم فهي عربية، ولاننسى الدور الذي تقوم به وزارة الأوقاف تجاه القدس والأقصى، لكن سياسياً يجب أن نأخذ القضية الأساسية «قرار تقسيم فلسطين»الذي أعطى القدس «مُدوَّلة» بمعنى أنها ليست عاصمة للكيان الصهيوني أو لأي كيان اخر، وهو يحافظ على القدس، فعلينا أن نركز عليه وماعدا ذلك غير مهم، لأن القرارات والقوانين الدولية أهم من القوانين الإسرائيلية التي تحاول تغيير الواقع.
بركات:تدريس مادة القدس في الجامعات
قال استاذ العلوم السياسية جامعة اليرموك أن ما جاء في الندوة في الغالب كان يقوم حول تشخيص الواقع وماذا يجري هناك، لكن، كيف يمكن أن نحول هذا التشخيص إلى برنامج عمل لمقاومة الجهود الإسرائيلية أو التهويد، فهذه هي المشكلة، وباعتقادي أنّ هذه الجلسة يمكنها أن تطرح الموضوع كتفكير للبدء بالإجابة على سؤال ما العمل لوضع استراتيجية.
أما الكلام عن قوة طاردة وقوة جذب لليهود، فلماذا لا نفكر من الجانب الآخر كيف نعمل من القدس منطقة جاذبة للعرب والمسيحيين حتى يثبتوا الوجود بتلك المنطقة؟!.. وإذا استطعنا أن ننغص على اليهود الموجودين في القدس لنجعلها منطقة طاردة لهم، فأعتقد أنّ ذلك ممكن أيضاً بوسائل كثيرة.
وتحدث عن قضايا متعلقة بالتعليم ، حيث بين أنه كان هناك قرار متخذ من اتحاد الجامعات العربية بتدريس مادة القدس في الجامعات العربية، وكانت جامعة اليرموك من أكثر المتحمسين لتدريس تلك المادة، فوضعنا المنهج لتدريسها كمادة لطلاب الجامعات الحكومية والخاصة ، وتم تدريسها في بعض الجامعات ولكن في لحظة ما لم تعد تدرسها جامعة اليرموك، لذا يجب الضغط لإعادة تدريس هذه المادة في كل الجامعات، ليكون لنا دور في الحفاظ على القدس العربية، وأضاف أنّ تدريس مادة القدس لا تحتاج إلى قرارات دولية وهذه المادة أقرها اتحاد الجامعات العربية، فلو أقرت في كل الجامعات العربية لحفظنا القدس بالوعي، فإذا لم نستطع أن نغيرالحال بالمادة، فأقل ما نفعله أن نبقى الوعي بأهمية القدس وثقافتها وحضارتها جزءاً من تكويننا النفسي أو الثقافي .
وأسهب بركات بالحديث بقوله إنَّ الجامعة العبرية جامعة أنشأت دولة والجامعة نشأت قبل الدولة، وهي التي خلقت الثقافة اليهودية وفكرة بعث الوعي القومي اليهودي، فقسم التاريخ، كما يقال، يتكون فيها من 100 من أساتذة الجامعة، 90 شخصاً منهم يعملون في مجال البحث العلمي و10 في مجال التدريس، وهذا الكم الثقافي الذي نجحوا به بإنشاء مجتمع لا يتكلم لغة واحدة وخلقوا وعياً قومياً يهودياً وثقافة لربط الناس بالأرض، وهذا لم يأت من فراغ، بل هو جهود ممنهجة لدى المسؤولين عن الثقافة وإعداد الشباب والتعليم.
وقال: حضرت مؤتمر الدوحة الذي أقامته الجامعة العربية بالقدس وكان الكلام عن أموال تم التبرع فيها للقدس وتم حسم الأمر في حينه أن الأردن هو المسموح له بالتدخل في القدس فهو الذي يتولى عملية الصرف من الصندوق العربي لإقامة المشاريع في القدس والصرف عليها، فهل توجد إمكانية لمن بالداخل لإقامة جامعة بالقدس وتكون جامعة كلية الشريعة أو أوقاف إسلامية حتى تأخذ الغطاء الشرعي، ويمكن أن يدرس فيها طلاب عرب من الدول العربية أو من الأردن، وباعتقادي فإنّ هذا سيثبت الفكر وفي الوقت نفسه قد تكون كل الجامعات الخاصة في الأردن جامعات ناجحة وقد تكون دعماً غير مباشر للسكان الموجودين هناك.
الشوبكي:استراتيجية اعلامية
ودعا الزميل مدير وحدة الدراسات في مركزالرأي هادي الشوبكي وزارة الأوقاف أن تتبنى وبمشاركة الجميع من داخل القدس وخارجها استراتيجية إعلامية موحدة لتوجيه الرسالة الإعلامية التي تخدم القدس والأقصى، كما دعا إلى تنفيذ حملات إعلامية تسلط الضوء على مايجري بالقدس والتعريف بالمدينة وفضح الانتهاكات الصهيونية المستمرة من خلال وسائل الإعلام كافة، التقليدي منها والرقمي.
العلمي: جائزة سنوية كبرى عن القدس
أكد الكاتب د. مهدي العلمي على ضرورة الاهتمام بالدراسات والأبحاث، وبشكل خاص باللغة الإنجليزية التي تتحدث عن القدس. ودعا لجائزة سنوية كبرى عن القدس، ورسائل أبحاث ودراسات عن القدس باللغة الإنجليزية وأن تنشر بالمواقع الإلكترونية العالمية.
وقال إنّ عائلات القدس والعائلات الواقفة للأوقاف بالقدس تقف في الصفّ ذاته، وياحبذا أن يكون هناك فريق للعمل ممثلاً من كل عوائل القدس، تبحث في هذه الأوقاف وماهي أبعادها ومن المسؤول عنها وكيف يمكن المحافظة عليها ، لأن القدس في النهاية تساوي الأوقاف.
الردود:
أبو البصل: سأبدأ أولاً بقضية الوصاية، نحن دققنا في الوصاية كثيراً، والوصاية ذكرت بها الأماكن المقدسة بشكل عام وعلى الخصوص المسجد الأقصى، ذكر بشكل عام وذكرت على الخصوص، ثم ذكر أيضاً بما في ذلك، النص يقول: وقد آلت الوصاية على الأماكن المقدسة بالقدس للملك عبد الله الثاني ابن الحسين بما في ذلك بطريركية الروم الأرثوذكس المقدسية، تخضع للقانون الأردني ثم بعد ذلك كله يذكر الأماكن المقدسة بالقدس دون التحديد، هذا جعلنا في ما بعد نفصّل ونذكر في التفسير أن هذا يشمل أكثر.
في ما يخصّ قضية الزيارة، صدرت فتوى من الشيخ عبد الله القلقيلي وكان هذا محط اتفاق بين العالم العربي والإسلامي أيام بداية الاحتلال والصراع ولها ظروفها في ذلك الوقت، وبعد ذلك أصبحت الفتوى راسخة عند كثير من الناس بقضية التطبيع، وتغيرت الظروف وتمّ نسيان التطور، لأنَّ هذه الفتوى وقتية، لدينا نصوص دينية بأن هذا مكان مقدس وجزء من العقيدة والدين ومذكور في القرآن، ولدينا نص والنبي عليه الصلاة والسلام يأمرنا بالزيارة فقال «لاتشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد...الخ»، فما الذي غيّره الآن؟ّ.. فهناك ظرف سياسي وقتي، حيث الفتوى تتغير بتغير الزمان حسب ظروفها، لكن بعض التيارات تمسكت بهذا الموضوع ووقفت عنده، ولو كان الشيخ القلقيلي رحمه الله موجوداً لغيَّر الفتوى.
إنّ المقدسي إذا لم تروج تجارته فسيترك التجارة، ولذلك يجب دعم المقدسيين.
وقد تكلمنا في مؤتمر الطريق إلى القدس عام 2015، وكان لنا دور في إقناع مجمع الفقه الإسلامي، وأصدرنا فتوى السماح بزيارة القدس، فلدينا 500 مليون مسلم خارج الدول العربية والإسلامية، وهي ليس لديها مشكلة مع سلطة الاحتلال الإسرائيلي. ولو جاء هؤلاء فإنّهم يثبتون للعالم الحق الذي نطالب به، والغرب سيقول: لو كانت القدس مهمة عندكم لزرتموها!
أمّا قضية السياحة، فهي قضية سياسية واقتصادية، وأريد أن أشير لموضوع تركيا، تركيا لديها إعفاءات حتى تنزل في مطار تل أبيب، وهذا لاتقوم به الدول العربية والإسلامية في هذا الجانب فعندما نقول لهم تعالوا إلى عمان أو أي مكان آخر نجد أن هناك صعوبات، وعندما تكون المسألة دفاعاً عن المقدسيين والأقصى فلا بدّ من أن نبذل الأموال، وحتى في قضية السياحة المسألة أكبر من دعوتهم هذا يتطلب إجراءات عملية على الواقع وعندما نقول إن هناك 3 أو 5 مليار دينار مثلاً دعم فهذا أمر مختلف، فإن كنت تريد كلاماً على الورق، فإننا نقول إننا سندعم بمئات المليارات، طالما الكلام بالمجان، نحن نريد عن طريق الصندوق الهاشمي أو عن طريق السلطة، أيَّ شيء، المهم أن يصل الدعم ولا تتوقف المشاريع.
عندنا مشروع يثبت الناس فقط لقراءة القران في مسجد الأقصى ، وهذا يتطلب صرف الرواتب لهم ، فأصدر مجلس الوزراء هنا 3 قرارات تتعلق بزيادة الدعم لموظفي أوقاف القدس 300% وزيادة سن التقاعد إلى سن 67 وإعطائهم مكافأة راتب شهر.
وقبل إصدار الفتوى يجب أن ننظر للواقع ونرى المعاناة الموجودة هناك، الوضع المعيشي بالقدس غير الوضع المعيشي بأيِّ مكان آخر.
أما موضوع اقتراحات الدراسات، فقد بدأنا نعمل بوزارة الأوقاف لجمع كل المعلومات وما يتعلق بهذا الموضوع بكل اللغات، وعندنا فكرة إعادة المتطلب لكن بطريقة مختلفة، أقول بكل صراحة إنّ مادة القدس السابقة قال الطلاب حولها إنّها كانت منفّرة، الآن الأسلوب المشوق نريد أن نعمل مادة معاصرة والطالب يعيش كأنه بالقدس.
نحن نعمل بصمت ولكن بموضوع القدس لا ينفع الصمت، فالهدف الأساسي من المؤتمر العالمي لنصرة نداء القدس هو أن تصحو الأمة وتتحمل المسؤولية الملقاة عليها.
أما الاستراتيجية الإعلامية لدعم القدس والأقصى المبارك فهذا موضوع يتطلب تكاتف جهود المعنيين لتأطير العمل ورسمه لبناء الاستراتيجية.