«مضامين خطاب العرش»

15/11/2019

أكد المشاركون في الندوة التي نظمها مركز «الرأي» للدراسات بالشراكة مع هيئة شباب كلنا الأردن بعنوان «مضامين خطاب العرش» في افتتاح الدورة العادية الثالثة لمجلس الأمة الثامن عشر على أهمية دور الشباب في ترجمة الرؤية الملكية في خطاب جلالته وعلى دور كل من المؤسسات الحكومية والبرلمان في الاسهام بتوظيف هذه الرؤى إزاء تعزيز مناخات الثقة الشعبية تجاه صناعة القرار من خلال العمل على تعزيز جسور الثقة الشعبية بفتح حوارات في كل القضايا لاسيما تلك التي تتباين فيها مقتضيات الالتزامات الموضوعية.

وأكدت الندوة التي شارك فيها كل من أمين عام حزب الرسالة د.حازم قشّوع، وأمين عام الحزب الوطني الدستوري د.أحمد الشناق مع نخبة من الشباب على أن إعادة الحكومات إلى الصواب هو بأن يكون هناك تنفيذ للقانون بعدالة لكل الأردنيين. وشدّدت الندوة على أن الشباب هم المكلفون والقادرون على التغيير والتجديد بهذا الوطن وأن هذا لا يكون إلا بفتح الحوار مع الحزبية الأردنية من أجل الوصول إلى التغيير الإيجابي المطلوب.

أدارها: هادي الشوبكي

حررتها وأعدتها للنشر: بثينة جدعون

 

 

الشباب وخطاب الملك

قال مدير هيئة شباب كلنا الأردن عبد الرحيم الزواهرة إننا كشباب هيئة كلنا الأردن ننظر بكل فخر واعتزاز لمواقف جلالة الملك الذي له دور على مستوى المنطقة والعالم وبخاصة دوره في قضية القدس وكيف قاد جلالته الرأي العام العالمي وغيّره، حيث أكد على شرعية الهاشميين في الوصايا على المقدسات.

وأكد على قول الملك: «إن الأردن أكبر من حدوده في دوره وأكبر من حدوده في مدينته وتقدمه ورؤية قيادته ووعي المواطن والشباب، مشيراً إلى الأهمية التي أولاها الملك في خطابه الأخير بوجوب الاهتمام بالشباب وضرورة أعطائهم الفرصة في إثبات قدرتهم على القيام بدورهم الحقيقي.

 

مسؤوليات مؤسسة البرلمان

قال أمين عام حزب الرسالة د.حازم قشّوع إن الأردنيين يحتفلون بالنهج الديمقراطي التعددي في كل عام وفي نفس التوقيت ليجسدوا حرصهم على مكانة العمل النيابي في جسم الدولة ويأكدوا على التزامهم في النهج الديموقراطي البرلماني، وليعبروا أيضاً عن مدى التقدير الذي تتمتع به هذه المؤسسة البرلمانية في صناعة القرار وحمايته وفي الحفاظ على الدستور ومكانته باعتبارها مصدر السلطات ومنبع القرارات والتشريعات، وذلك لدورها الأساس في سن القوانين ومراقبة التنفيذ وتقويم الأداء.

وأكد أن هذا الأمر يمثل الرسالة التي أراد جلالة الملك من إرسالها للجميع في مرحلة التوافق التي دعا إليها لتكون عنوان المرحلة القادمة، مشيراً إلى أن الأردن الديمقراطي يقوم على المؤسسات الدستورية التي على رأسها مجلس الأمة وعنوان نهجه المبني على التوافق والحوار البناء.

وقال قشّوع إنه إذا كان الجسم النيابي قد حظي دستورياً بمكانة متقدمة حتى عن مؤسسة العرش بشرعية دستورية ميزته عن غيره من المؤسسات فان ذلك يضعه أمام مسؤولية عظيمة لدوره الرسمي في تمثيل التطلعات المجتمعية وفي قيادة المناخات الشعبية باعتباره يشكل ذلك الجسم الوحيد المنتخب في الإطار السياسي لصناعة القرار على المستوى الرسمي

ورأى أن هذا الأمر يضع مؤسسة البرلمان أمام مسؤولياتها لتسهم في توظيف الرؤية الملكية إزاء تعزيز مناخات الثقة الشعبية تجاه صناعة القرار من خلال العمل على تعزيز جسور الثقة الشعبية بفتح حوارات في كل القضايا لاسيما تلك التي تتباين فيها مقتضيات الالتزامات الموضوعية مع القدرات والإمكانات المجتمعية لما يبرزه هذا الجانب من أهمية في تبديد حالة التشكيك والاتهامية التي تخيم على الاجواء المجتمعية وما رافقها من انعكاسات سلبية، وحتى لا يتحول الانطباع عن ظاهرة الفساد بأنها مزمنة مستعصية وحتى لا يتم تسييس هذه الظاهرة في اتساع هوة الثقة تجاه مؤسسات الدولة والتي على رأسها مؤسسة البرلمان.

وأضاف قشّوع أنه لذلك جاءت الرؤية الملكيه لتضيء الطريق وتحدد مسارات العمل وتضع المؤسسات أمام مسؤولياتها.

وأشار إلى أن جلالة الملك حرص في خطابه الواضح الذي جاء مباشرة في مجابهة التحديات على وضع الاستراتيجية الوطنية للتنمية والتطوير عندما حدد الاستهدافات التي ينبغي توظيف الإرادة السياسية تجاهها والتي مثّلها جلالته في ترسيخ مبادئ سيادة القانون والانتقال بالاقتصاد الوطني إلى طور الاقتصاد الانتاجي، ورفع من مستوي تقديم الخدمات في المناحي التعليمية والصحية والنقل لما لذلك من أهمية في تحقيق العدالة من جهة وفي التخفيف من ثقل فاتورة الإنفاق للأسرة الأردنية من جهة أخرى.

وتابع قشّوع أن هذا الأمر يتطلب من الحكومة وضع خطة عمل في هذا الاتجاه من ايجاد علاجات لكل الاعتلالات الإدارية، وتذليل كل الصعوبات أمام مسيرة الانجاز وايجاد البيئة الجاذبة للاستثمار التي تسهم في خلق فرص عمل، وأن تعمل من أجل رفع المستوى المعيشي للمواطن، إضافة إلى ايجاد مناخات تشاركية بين الحكومة ومجلس الأمة تسمح بايجاد بيئة إيجابية تبنى على ما تم انجازه وتطور على ما تم بناؤه، مؤكداً أن الأردن يستحق النصرة والأردنيون يستحقون الأفضل. وقال إن الشعب الأردني اعتاد في كل عام أن يعيد بناء منازل العمل العام للعام القادم وفق الأطر التنموية والمحددات السياسية التي يتناولها خطاب جلالة الملك لما يشكله هذا الخطاب من منطلق قويم جامع وسط قبة سقفها السماء على إعادة بعث روح التفاؤل وشحذ العزيمة لتكون واثقة من تحقيق الإنجاز والتطلع الذي يصبو لتحقيقه شعبنا الأردني لتكون دولته في مصاف الدول المتقدمة والديموقراطية والمنتجة، مضيفاً وأن تكون رسالة التجديد والتحديث عنوان نهجهه وفق قيم تعزز مبادىء الثبات على القيم الوطنية والإنسانية، وتضبط مسار ما هو قائم بإصلاح السياسات عبر تحديد أولويات المرحلة ضمن معادلة تستند للإمكانات والتوقعات وتقوم على ايضاح بوصلة التوجه وتنفيذ متطلبات المرحلة.

 

ترجمة الرسالة النهضوية لجلالته

تحدث أمين عام الحزب الوطني الدستوري د.أحمد الشناق عن مضامين كتاب التكليف السامي، قائلاً: إن حكومة الرزاز مكلفة من جلالة الملك بمشروع النهضة الشاملة للمسارات والمجالات كافة، متسائلاً: كيف ومن هو المكلف بأن يترجم الرسالة النهضوية لجلالة الملك ونحن على أبواب المئوية الثانية للمملكة الأردنية الهاشمية إلى مشروع نهضة وما هي عناصر النهضة؟.

كما طرح الشناق تساؤلات وجهها لشباب هيئة كلنا الأردن من مثل: من نحن؟ وما هي مهمتنا؟ وما دورنا المستقبلي؟، وأين نحن الآن؟ وأين نريد التوجه مستقبلاً بالتخطيط العقلي والاستراتيجي الذي يصنع المستقبل؟.

وقال إن ما لفت انتباهه في خطاب الملك أن فقدان الثقة والتشكيك أدى للانسحاب والإحباط، متمنياً على شبابنا وشاباتنا أن يكونوا الكرار وليس الفرار، مقتدين بزيد بن حارثة الذي قاد مسيرة هزيمة الروم، مؤكداً أن لدينا بالموسوعة التاريخية والحضارية ما نستعين به بصناعة الأمل والمستقبل والطموح بموروثنا الحضاري العظيم.

وأضاف أننا عند قراءتنا لتاريخ الأردن نجد مدى التطور الذي وصل له الأردن منذ عهد الملك المؤسس عبد الله الأول حتى وقتنا الحاضر، مشيراً إلى ما قدمه الأردن خلال هذه المسيرة من تضحيات وشهداء بدءً من الشهيد الملك المؤسس ومن رؤساء حكومات، وأفراد في كل عائلة أردنية، كما أننا ما زلنا ندفع ثمن مشروع الدولة لأنه لا بقاء لنا إلا بها.

وتابع الشناق أن هذا يعدّ واجباً على الشباب وقادة المستقبل وعماد الوطن وركيزته، وبرأيه أنه مثلما دعا الملك لإنصاف الأردن بإنجازاته، فإن على الحكومات أيضاً أن تنصف المواطن بحقوقه، وأن على الجميع شيباً وشباناً مكافحة الفساد واجتثاثه حتى لا يصبح مرضاً ونفقد الثقة بهذه الدولة، مؤكداً أن هذا هو دور الشباب.

وحول الآليات المطلوبة من الشباب بترجمة الرؤية الملكية، أشار الشناق إلى حديث جلالة الملك في خطابه عن دولة القانون، مضيفاً أن دورنا في إعادة الحكومات إلى الصواب هو بأن يكون هناك تنفيذ للقانون بعدالة لكل الأردنيين، متسائلاً عن المشاريع التي تصنعها الحكومات لترجمة رؤية جلالة الملك لكي يكون الشباب منتجاً في الوطن بعيداً عن الخطابات، فالجميع يخاف من أن لا يجد فرصة عمل، إذ إننا لا نريد المواطن في هذا الوطن خائفاً على مستقبله في مسكنه ولقمة عيشه وفي وسائل مواصلاته وتأمين وظيفته.

وقال الشناق إنه من غير المعقول أن يكون الأردن من أكثر الدول المتطورة طبياً وما زال المواطن فيها يبحث عن حبة دواء، متسائلاً عن دور الشباب في هذا الإصلاح المنشود، ومؤكداً على أننا عندما نصلح لا نريد أن نطعن وطن ونغتال دولة.

وتابع أننا عندما نقول أن الصحة بها خلل فإننا نريد بذلك أن نطور أدائها وليس أن نهدمها ونقول إنها فاسدة، داعياً الشباب إلى التصدي عبر وسائل التواصل للحرب النفسية التي يتعرض لها الأردن والتي تعد (الإشاعة) أحد أدواتها، وكذلك اغتيال الشخصية واغتيال المواطن والدولة، مؤكداً على أن دور الشباب هو التشبيك بالدفاع عن دولتهم لأنه لا وجود لهم إلا بالدولة، وأن مواجهة الإشاعة والتشكيك يكون عبر المزيد من الانتاج والعطاء لهذا الوطن بتوفير آلية نحقق من خلالها الانتاج.

وبخصوص الحزبية، دعا الشناق الشباب أن يقودوا الانقلاب على الحزبية الأردنية، وأن يعيدوها لجادة العمل الحزبي الحقيقي بعيداً عن الخطاب والبيان والشعارات، فالشباب هم المكلفون والقادرون على التغيير والتجديد بهذا الوطن، مشيراً إلى أن كل أدوات التقليد ستعجز عن إحداث التغيير الذي نريده.

ولفت إلى قول جلالة الملك حول أن نهج التقليد لا يوصل لحلول، مؤكداً أننا نريد حلولاً إبداعية غير تقليدية، فالإبداع لا يصنعه إلا الشباب، والعقل المنفتح هو الذي سيقود التغيير في الحزبية القديمة لتكون حزبية برامجية منتمية لوطنها، تقدم الحلول لمشكلات البطالة والنقل والتعليم الجامعي، فالحزب يعني الحلول.

وقال الشناق إن الأردن دولة سلطات، ومصدر السلطات هو الأمة ممثلةً بالبرلمان، فنظام الحكم لدينا نيابي ملكي وراثي، بمعنى أن البرلمان يتقدم على الحكومة، مشيراً إلى أن 68% من مجتمعنا شباب، وبالتالي إذا لم يُنظّم الشباب أنفسهم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والمراكز الشبابية وهيئة شباب كلنا الأردن ويمأسسوا العمل وأن يكونوا قادرين على إدارة العملية الانتخابية المقبلة وهزيمة كل ما هو موجود فلن يحصل أي تغيير، مؤكداً أنه لا مستقبل لطموح الشباب وآماله إن لم يقودوا حركة التغيير بالمجتمع والتي برأيه تبدأ بآلية الانتخاب.

ووصف الشناق هذه القضية بالجوهرية فعلى الشباب مهمة تحويل العملية الانتخابية لعملية برامجية انتخابية ومناقشة المرشحين ببرامجهم، مضيفاً أن عليكم كشباب أن تبدأوا بتغيير المعادلات التقليدية بهذا الوطن وأن تنقلبوا عليها ، مخاطباً الشباب الأردني في هيئة كلنا الأردن بأنهم عشيرة الوطن، كونهم لا ينتمون لفئة أولحارة أو لهوية فرعية.

ولفت إلى أن التحديات والقضايا كبيرة، فالبطالة تجاوزت المليون، مخاطباً الشباب بأنهم هم القادرون بعملية انتخابية واحدة أن يأتوا ببرلمان قادر على إيجاد الحلول بعيداً عن الخطابات.

ورأى الشناق أن كثيراً من مؤسساتنا حتى الدستورية منها شوهّت وما زالت تشوّه هذا الشعب وتشوه تاريخ هذه الدولة والرسالة الملكية الهاشمية لوطنها ولأبناء الامة، وهذا لا يليق بدولتنا العظيمة ولا يليق بالهاشميين الملوك بهذه المنطقة التي دائماً كانت رؤيتهم فيها تتصف بالإصلاحية والتقدم والبناء والانجاز.

وأشار إلى ما ورد في كتاب التكليف السامي لحكومة الرزاز بوصفها دولة الحق والواجب، فبرأيه أن الأردنيين يؤدون واجباتهم ولكنهم بالمقابل يريدون الحصول على حقوقهم، مضيفاً أن السبيل لحصول المواطن على حقوقه هو بتوفير الخدمات وفرص العمل له، والعدالة بتوفير الخدمات الصحية له وفق معايير موحدة وعادلة لتلقي العلاج بآلية محترمة.

كما أشار الشناق إلى أن جلالة الملك تحدث في خطاب العرش عن الآليات، إذ إنه لا يوجد آليات لكي توجد حلول، وهذا الأمر أدى لفقدان الثقة بمؤسسات الدولة، متسائلاً: ما هي الآليات عند الشباب لإحداث التغيير في ترجمة رسالة الملك النهضوية واستمرارية مسيرة البناء بهذا الوطن؟

ورأى أن على هيئة كلنا الأردن العمل بآليات جديدة من أهمها استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة لإحراج الحكومة، فبرأيه أن الشباب يمثلون أداة الضغط على الحكومة من خلال ترجمتهم لرسالة جلالة الملك، فعلى الشباب أن يدافعوا عن حقوقهم بإلزام الحكومات أن تكون قادرة على ترجمة الرؤية الملكية ومضامين كتابي التكليف وخطاب العرش الساميين، مضيفاً أن هذا الأمر يتطلب أن نغير في نهج عمل هيئة كلنا الأردن، والتوجه نحو مأسسة العمل، بحيث يلتقي أبناء الشمال مع الجنوب وأبناء الوسط مع أبناء البادية والمخيم، فالشباب هم القادرين على أخذ الدولة لمرحلة جديدة.

وأضاف الشناق أن التغيير المنشود بالشباب بصياغة المستقبل هو تغيير حتى بمفهوم العمل الحزبي، بحيث ننظر للحزب على أنه آلية برامجية انتخابية يوصل لبرلمان يحل المشكلات.

وبرأيه أن الفساد الذي يتحدث عنه جلالة الملك، لا سبيل لاجتثاثه من جذوره إلا بوجود برلمان قادر على الرقابة الفعلية على أداء الحكومات والمسؤولية، وأن لا سبيل لوجود برلمان حقيقي قوي إلا بتحرك الشباب الأردني والذين يعدّون الفئة الأكبر والوحيدة المستفيدة من الديمقراطية، وذلك عبر المبادرة بإلزام الأحزاب بتقديم برامجها، متمنياً على الشباب الأردني أن يديروا حواراً ثقافياً بهذا الوطن، وأن يكون لهم الدور الأكبر في بناء الشخصية الوطنية، مشيراً إلى أن هيئة شباب كلنا الأردن تمثل هذه الفئة من الشباب.

ورأى أن هناك خللاً بالمعادلة الحزبية بالأردن، فليس مطلوباً من الشباب أن يأتوا للأحزاب، وإنما المطلوب هو أن يؤازروا برنامجاً ما يؤمنون بما فيه من حلول واقتراحات لتحسين قطاعات الصحة والتعليم والزراعة والعمل وغيرها...

وقال الشناق إنه لا يؤمن بطريقة بناء الشخصية الوطنية للأردني إن لم تقم على قواعد الفكر والثقافة، داعياً الشباب للتمييز بين معارضة حكومات وسياسات ومعارضة دولة، فمن حقي المشروع أن أعارض الحكومة بسياساتها، مبيناً أن الأصل بالحزبية أن تكون معبرة عن طبيعة نظام الحكم بالدولة وهو (نيابي ملكي وراثي)، وبالتالي الحزبية نمطاً وشكلاً ولا يمكن أن تكون إلا حزبية آلية برامجية انتخابية.

وأكد أننا في هذه المرحلة أحوج ما نكون لحوار العقول، فلا سبيل للنهوض إلا بالعقل والالتزام بالثوابت، فكل دولة لها مبادىء وقيم نطرح من خلالها القضية للرأي العام وليس بالشتائم والمسبات، مشيراً إلى أنه لا يوجد دولة بالعالم تقدمت ونهضت وصنعت كرامة بالأمور المادية من معيشة ونقل ورفاه وكرامة إلا من خلال الثقافة والحريات والعقيدة واعتماد نظام الحزبية.

وطالب الشناق الشباب أن لا يتهاونوا في أن يكونوا أدوات حقيقية بوسائل سلمية مشروعة للمطالبة بحقوقهم في العلاج والمقعد الجامعي، وأن يدار الحوار الوطني من خلال وسائل التواصل بآليات شبابية للحد من محاولات البعض الإساءة لهذا الوطن ونظامه ومؤسساته، متمنياً على هيئة كلنا الأردن ان تفعل دور التلاقي بين شبابنا وشاباتنا على مستوى مناطق المملكة كافة، أخذ الناس جميعاً لأن يكونوا أصحاب رسالة يقفون خلف جلالة القائد نحو مشروع نهضوي وطني تجديدي بما يخدم الأردن والأردنيين.

 

دولة الانتاج

وفي مداخلة له قال أحمد نعيمات من هيئة شباب كلنا الأردن إن خطاب الملك ركز على مفهوم دولة الانتاج متسائلاً عن البيئة الحاضنة وعن الإجراءات التي تم اتخاذها أو ستتخذ للبدء ببناء دولة انتاج.

وأشار إلى أنه قبل دراسة خطاب العرش للدورة الثالثة علينا النظر إلى خطاب العرش بالدورة الأولى، وفيما إذا تم تنفيذ أي شيء مما جاء فيه، موضحاً أن ما جاء بخطاب جلالته بالدورة الأولى عبارة عن توجيهات وضعها جلالة الملك عن اقتصاد يهدف لتحقيق تنمية مستدامة وعن مكافحة للفساد، وسيادة القانون ودولة القانون، مضيفاً أننا للأسف لم نرى أي تنفيذ لهذه التوجيهات.

وأضاف نعيمات أن الأمر نفسه حدث مع الخطاب الثاني لجلالته بالدورة الثانية عندما تحدث عن توزيع ومنح السلطات اللامركزية، وها هي اللامركزية موجودة منذ السنة، متسائلاً ما الذي طبق منها على أرض الواقع؟، لافتاً إلى أننا نتناقش بأوراق الورقة الثالثة في حين أن كثيراً من توجيهات ومضامين خطابي الملك الأول والثاني لم يتم تنفيذها، مؤكداً أننا كشباب نريد إجراءات ملموسة على أرض الواقع حتى نتخلص من سلبية الاحباط.

وحول مشاركة الشباب بالأحزاب السياسية ومؤسسات المجتمع المدني قال نعيمات إنه بحكم تخصصه في العلوم السياسية قدّم ورقة بحثية حول هذا الموضوع، وأضاف أن نتائج الاستطلاع المسحي الذي أجراه كانت بحسب وصفه «مرعبة»، إذ دلّت النتائج التي شارك فيها 81 شاباً ناشطاً بمؤسسات المجتمع المدني على أن ما نسبتة 89% منهم لا تريد المشاركة بالأحزاب، وأن 0% منهم غير موافقين بأن الاحزاب السياسية قادرة على تشكيل التوجيهات السياسية للشباب.

وأضاف أنه وفقاً لنتائج الاستطلاع نجد أن لدى الشباب قلق أو هاجس يمنعهم من المشاركة بالأحزاب السياسية، وهناك شبه إجماع يشكك في ما إذا كانت الأحزاب السياسية تقوم بواجبها، مشيراً إلى أنه قبل مطالبة الشباب بعمل ثورة على الأحزاب السياسية، فإننا كشباب نطالب الاحزاب السياسية بأن يكون لديها تفاعلاً ونوعاً من الرد على أي حركة نريد القيام بها.

وتابع نعيمات أن في ختام الاستطلاع سئلت العينات في ما إذا كانت تعتقد أو تؤمن بوجود تجربة حزبية مستقبلية بالأردن، فكانت نسبة الذين أجابوا بنعم 60-62%، الأمر الذي يعني أن الشباب عندهم إيمان بالأحزاب ولديهم استعداد لخوض هذه التجربة.

وأشار أن جزءاً من الاستبيان تساءل عن مؤسسات المجتمع المدني، مشيراً إلى أنه يؤيد عمل مؤسسات المجتمع المدني والتنظيمات الدولية مع أنها ممولة من الخارج، فنتاج البحث في الاستطلاع الذي أجراه مضيفاً تبين أن هذه المنظمات توفر مساحة للشباب لا توفرها الأحزاب، فمن الطبيعي أن نرى أن ما نسبته 75% من الشباب لهم نشاطات مع منظمات دولية، داعياً الدولة لإيجاد ند لهذه المنظمات.

 

الشباب والأحزاب

أما ياسمين سماحة من هيئة كلنا الأردن قالت إن التركيز بالخطابات الملكية السامية كان غالباً ما يركز على الأحزاب والمؤسسات والحكومات، مضيفةً أن جلالته بالخطاب الاخير توجه في خطابه للشباب، متسائلة: هل هذا يعني أن الثقة فُقدت من قائد البلاد بالحكومات والأحزاب والمؤسسات مثلما فقدت من الشباب والشعب؟، وهل وصلت هذه الفكرة لأصحاب الأحزاب السياسية؟

وأضافت أنها ترفض تماماً فكرة أن تنتمي لأي حزب سياسي سواءً مؤيد أو معارض، لأنه لا يوجد أي حماية تقدمها الأحزاب لأي شاب ينتمي إليها.

وأكدت سماحة أن هناك التقاء دائم يتم بين شباب هيئة كلنا الأردن في الشمال والجنوب والوسط، ودائماً ما تخرج من الهيئة مبادرات شبابية، داعية الجميع للإطلاع عليها.

 

تعزيز الاقتصاد الأردني

وحول الخوف من الانتماء للأحزاب، قال ضياء شهاب من هيئة شباب كلنا الأردن إنه لا يوجد لدى الحزب أي حماية يوفرها للشباب المنتمي له، كما أن الأهل عندما يعرفون أن ابنهم أو ابنتهم يريدون الانتماء لحزب ينظرون له نظرة غريبة.

وتساءل أننا إذا كنا نريد تعزيز الاقتصاد بالأردن فلماذا لا يثابر رجال الأعمال كافة على بناء الشركات والمصانع داخل الأردن لتقوية الانتاج فيه، مشيراً إلى أن جميع فرص العمل والوظائف تأتي للشباب من خارج الأردن، داعيا إلى توفير فرص العمل للشباب داخل الأردن كون أن هناك عددا كبيرا من الشباب عاطلون من العمل، لافتاً إلى أن هنالك كثير من الشباب يمتلكون الخبرة ولا يتم توظيفها إلا بوجود الواسطة.

 

دولة الريع والقانون

في ما يتعلق بدولة القانون أكدت تقى البلاونة من هيئة كلنا الأردن على أهمية تعزيز الثقة بأننا دولة قانون، مضيفة أن هذا الأمر يكون من خلال السرعة في اتخاذ إجراءات المساءلة والمحاسبة، فبعض القضايا الشائكة التي تعزز ثقتنا بمحاربة الفساد والتهرب الضريبي تأخذ وقتاً طويلاً في البت فيها مثل قضية مصنع الدخان.

ودعت البلاونة إلى وجوب أن يكون هناك اعتماد على الفرص والذات، مشيرة إلى أننا كدولة نملك مصادر طاقة متجددة وصخر زيتي ومساحات زراعية كبيرة غير مستغلة يمكننا الاعتماد عليها لنكون دولة ريع، داعية أيضاً إلى وجوب أن يكون هناك آلية لقياس جودة الخدمة المقدمة من النقل والصحة والتعليم وغيرها.

وبالنسبة لموضوع الأحزاب ومشاركة الشباب فيها دعت البلاونة إلى عدم الخوف من خوض غمار هذه التجربة، مطالبة الاحزاب أن يكون لها الدور التوعوي للشباب والمواطنين في التفريق بين الدور البرلماني واللامركزية في الحياة السياسية.

 

الخطابات الحزبية

وبدوره قال عبد الرحمن الحباشنة هيئة شباب كلنا الأردن إنه بحكم عمله بمؤسسة بريطانية لحل مشاكل البطالة وتطوير التعليم، حاول خلال فترة من الفترات الانضمام لحزب ما للاندماج بالحياة السياسية، وبعد بحثه وجد أن برامج الأحزاب كافة عبارة عن (كوبي بيست)، وخطابهم السياسي عبارة عن خطاب مفرغ وروتيني، داعياً الأحزاب أن يكون لها دور وأن تستعمل الأدوات الصحيحة لإيصال رسائلها.

ورأى الحباشنة أن اللامركزية تم انشاؤها بالأردن لأن المشاريع بالأردن يتم انتاجها أو طرح هذه الأفكار بناء على توجهات الداعمين بالمؤسسات الأجنبية، فإذا كان الداعمون يرون برؤية اللامركزية عملنا اللامركزية من أجل الدعم، مضيفاً أنه لا يوجد أي مشاريع واضحة ومحددة بما هو مطلوب منها بالخطوات الكاملة، وبالتالي فالأردن لا يطور أي خطط ويخطط حسب الدعم الموجود لديه.

 

تفعيل دور الشباب

من جهته قال عبد الله الحديد من هيئة كلنا الأردن إنه عندما يُقدم الشباب على إعطاء رأيه أمام الكبار يجابه بالرفض ويقال له: «ما شأنك أو ماذا ستستفيد»، مؤكداً العكس فالكل سيستفيد ويفيد عند ابداء الرأي فالكل سيتعلم ويكتسب الخبرة من الحوار، متسائلاً لماذا يقال إن الحديث عن الحكومة يعدّ خطاً أحمر؟

وبالنسبة لميزانية الدولة، دعا الحديد الدولة إلى استخراج الصخر الزيتي وسداد ديوننا قبل الاستيراد من الخارج.

 

الانتماء للأحزاب

ورأت رجاء حمّاد من هيئة شباب كلنا الأردن أن العاملين بالأحزاب في وقتنا الحاضر مرفهين ومدللين وليسوا مثل من سبقهم من القدماء حين كان من يعمل بحزب أو ينتسب له يتعرض لمساءلات قانونية.

 

حماية حقوق العمال

وتساءل بشار جراجرة: كيف يمكن أن نكون دولة انتاجية إذا لم يكن هناك حق للعمال أو أي حماية لحقوقهم، مشيراً إلى أنه تعرّض مع زملاء له مهنيين يعملون بالمنطقة الصناعية لهضم حقوقهم، متسائلاً عن دور العمال والمهنيين بالأحزاب؟

 

الشباب مساند الوطن

قالت اسراء اسماعيل من هيئة كلنا الأردن إن جلالة الملك ركّز في حديثه على فئة الشباب، لأنه يعرف أنهم مساند الوطن، فكل شاب مبدع بداخله طموح وداخله شيء من الإبداع وعندما يحقق طموحه يصبح منتمياً وأكثر قوة، مشيرة إلى أنه قبل أن ننضم للاحزاب السياسية علينا أولاً أن ننمي مهاراتنا وثقافتنا.

 

تثقيف الشباب سياسياً

دعت آلاء الكعابنة من هيئة شباب كلنا الأردن إلى البدء بتثقيف الشباب سياسياً وهم طلبة بالمدارس، لأنه بعد الانتهاء من مرحلة الثانوية العامة يبدأ مشوارهم الانتخابي إذ يصبح لهم الحق بالتصويت بالانتخابات، وبالتالي قبل أن يدلي بصوته عليه أولاً أن يكون واعياً ومثقفاً ليعطي صوته لمن يستحق وليس لمن يريده أهله أن ينتخب.

 

إلغاء الأنانية

قالت مروة رائد من هيئة كلنا الأردن إن كل إنسان يقع ولكن الشاطر من ينهض ويمد يد المساعدة لمن حوله ممن وقعوا أيضاً، فإن اردنا الانجاز يجب أن نساعد كل الذين من حولنا، وأن نلغي الأنانية.

وأشارت إلى ما تحدث به جلالة الملك في خطاب العرش السامي: «انصفوا الأردن من التذمر والسلبية»، مؤكدة على أنه قبل انصاف الأردن يجب أن ننصف أنفسنا، وأن نكون ايجابيين، وأن لا يكون هناك إحباط.

 

بناء جسور الثقة

أكد حسام السيلاوي من هيئة كلنا الأردن على أهمية أن يكون هناك تطبيق واقعي وحقيقي بإعطاء الشباب فرصة للعمل ولإصلاح بعيداً عن الخطابات، وبرأيه أن هذا لا يتم إلا بإعادة بناء جسور الثقة بين الحكومة والشعب.

 

تطبيق التوجيهات الملكية

تساءل علي أبو خاص من هيئة كلنا الأردن عن المقياس الحقيقي لأداء المؤسسات والحكومات، وما هي الاستراتيجية التي يمكن إيجادها لنستطيع تطبيق أي من التوجيهات الملكية؟

 

رد قشّوع

وفي رده على مداخلات الشباب أكد قشوع أن الأردن على أبواب منطلق واعد كان قد أوضح جلالته فيها بوصلة الاتجاه وعنوانها، وبالتالي فالمواطن وبخاصة الشباب منه ينتظر أن يرى تجسيداً فعلياً للرؤية الملكية على المستويات كافة، وبما يمكنه من الوصول عند مستويات معيشية أفضل، ووصول الخدمات إليه بطريقة أيسر في ظل اشتداد درجة المخاض التي ما فتأت ترهق عجلة التنمية والتطوير نتيجة ثقلها الزائد عندما حملت رسالة البناء الوطني كلف كبيرة نتيجة الفاتورة الأمنية التي حافظنا فيها على المنجزات والفاتورة الإنسانية التي وقفنا من خلالها على مبادئنا والفاتورة السياسية التي وقفنا فيها تجاه قضيتنا المركزية، مشيراً إلى أنه وعلى الرغم من كل ذلك فما يزال الأردن من أفضل الدول العربية وعمان من أفضل العواصم العربية، ومازال الأردنيون يتحاورون تحت سقف قبة البرلمان.

 

ردود الشناق

وصف الشناق الحالة التي في الأردن بالوسط المائي، والكل يغرف منه لمصالحه الشخصية، مشيراً إلى أن هذه دولة أفقدتنا الثقة ببعض الجهات للشخصنة والمحسوبية والواسطة والشللية.

وأكد أن هذا وطننا الذي قاوم كل محاولات اغتياله واجتثاثه من هذه المواطنة دولة ونظاماً، كما أن ملكيتنا ثورية نهضوية، مشيراً إلى أن الأردن هو من انقذ الضفة الغربية والقدس في العام 1948.

ودعا الشناق المسؤولين إلى الابتعاد عن لغة التبرير في عدم استجابته لمطالب المواطنين، مضيفاً أن الحكومات مقصرة في عدم بحثها عن ثروات البلاد الطبيعية، مشيراً إلى أن عجز الحكومات هو الذي يخلق هذا التشكيك من الشباب في الدولة الأردنية بأن تجد الحلول لهم.

وشدّد على أهمية وجوب فتح الحوار مع الحزبية الأردنية، متسائلاً عن سبب فشل مشروعنا الثقافي بالرغم من أننا مجتمع منفتح.

وقال الشناق إن معظم الحزبية التي نراها في مجتمعنا ليست هي المطلوبة، مشيراً إلى مقولة أميركية تقول: إن الحزبية هي التي تدير الكون، فالحزب الجمهوري مثلاً هو الذي يتحكم برسم الخرائط.

وأضاف أنه لا يؤمن بمشروع قانون الانتخاب إذا لم نطرح نمط الجدلية الحزبية التي نريد، فنحن نحدد نجاح أو فشل حزب ما بناءً على ما نريده من هذا الحزب، وبرأيه أن الحزب يعدّ آلية العقل الجمعي للأردنيين في حل مشاكلهم والبحث عن فرص عمل.

ورأى الشناق أن لا سبيل لاستقرارنا المجتمعي إلا بدولة العدالة وتطبيق القانون، وهذا ما أكد عليه جلالة الملك، مضيفاً أنه يشكك في مدى تطبيق القانون في مجتمعنا بعدالة، فالقانون ليس بالقضاء فقط، متسائلاً: هل يتم اختيار الحكومة بالشلة والنخبة أم بالمفهوم الوطني؟

 

ولفت إلى أنه يوجد اليوم بالعلم ما يسمى «الجسم المتضخم بالحواس»، فالشخص اليوم ليس نفس الشخص بفترة السبعينات، إذ إن الحواس اليوم ترى العالم كله، في حين أن إعلامنا عاجز لأن يكون إعلام دولة ووطن، وشبابنا لم يجد آلية للتعبير عن رأيه بما يحقق ذاته.

وأشار الشناق إلى خطاب التكليف السامي لحكومة الرزاز، حيث دعا جلالة الملك إلى الاعتماد على الذات، متسائلاً: هل استغلينا بالكليات والجامعات المتخصصة العقل الأردني في البحث عن ثرواتنا بدلاً من الإرادة والاستشارة الأجنبية، وهل حقيقة يوجد نفط بالأردن ؟ أم لا.

ودعا إلى إيجاد منظمة قرى تعاونية لتوسيع الرقعة الزراعية واستخدام التكنولوجيا الزراعية، لافتاً إلى أن ديوان الخدمة دعا إلى عدم التوجه لدراسة تخصصات الانتاج الحيواني والزراعي لأن هناك بطالة في هذا المجال، بالرغم من أهمية هذين التخصصين في خلق دولة الانتاج، مستشهداً بذلك بأن الاستراتيجية الأميركية للسيطرة على العلم تكمن بالزراعة.

وأكد الشناق أن دور الشباب هو أن يبحث عند الأحزاب ويعرف ماذا يوجد لديهم.

وحول موضوع المنظمات الدولية قال الشناق إنه يحترم المنظمات الدولية ودورها في البناء، ولكنه في الوقت نفسه يرفض وجودها بالأردن، وبرأيه أن الأردن ليس دولة ناشئة بالمنطقة أو خارجة من احتلال، مضيفاً أن الأردن دولة بها حزبية، فأول رئيس وزراء بالأردن رشيد طليع كان حزبياً، علماً بأنه في العام 1923 انشئت أحزاب أردنية اصلاحية، كما أن أول مؤتمر وطني أردني شاركت فيه الأحزاب عقد بالعام 1928.

وتساءل عما إذا كان بإمكان هيئة كلنا الأردن أن تكون صاحبة المبادرة بحذف المسار وأن تقوم بحركة انقلابية لتنقلنا من حوار سياسي إلى حوار السياسات تحرج به الحزبية الأردنية والحكومات والبرلمانات.

كما تساءل عما إذا كان الأردن يمتلك مشروعاً ثقافياً للشباب، وما هي عناصر الثقافة ومكوناتها للشباب الأردني؟ وكيف للشاب الأردني أن يعتز ويفتخر بأردنيته؟

ورأى الشناق أن الانتماء الحقيقي هو عندما يأخذ الأردنيون حقوقهم من دولتهم، فالانتماء هو دولة الحق والواجب.

وأضاف أن الدولة الأردنية مع كل التقدير والاحترام لتاريخها الطويل، نظمت علاقتها مع الشعب، ولكنها لم تنظم علاقة المجتمع بالدولة، لافتاً إلى أن هذا يتطلب تنظيم الأدوار وتحديدها للحزب ودوره، ومؤسسة المجتمع المدني ودورها في تنظيم أن المجتمع الأردني ينتمي إلى دولة، مؤكداً أن الأردن بحاجة إلى تنظيم علاقة الأردنيين بدولتهم، فهو مجتمع ينتمي لدولة في ظل سيادة القانون، منوهاً أنه في الأردن وللأسف الشديد لا يتم تطبيق أوراق الملك النقاشية أو خطاباته.

وقال الشناق إن مفهوم الخدمات للأردنيين للموظف والمهني معاً، مطالباً بأن تكون العدالة بين الأردنيين جميعاً بصرف النظر عن مهنتهم ووظيفتهم وأصلهم ومنبتهم في ان يكونوا مواطنين ينتمون إلى دولة.

وبخصوص المرحلة القادمة أكد الشناق أننا أحوج ما نكون لإعادة انتاج سياسي للدولة، فمعادلات وادوات التقليد لم تخدم، وبرأيه أن الشباب الأردني هو القادر على إحداث التغيير بطريقة حزبية في عملية نيابية قادمة، وأن يشكل أداة ضغط على الحكومات، وأن تكون مستجيبة لكتاب التكليف السامي، فالشباب هم عماد التغيير والطموح القادم، داعياً الشباب أن يكونوا الأداة والألية الحقيقية لإحداث التغيير في نمط الحزبية بالأردن، وأن يقودوا هذا النهج في نمط الحزبية والمطلوب منها.

وأكد الشناق على أهمية الدفاع عن الدولة، عاداً إياه بالواجب الوطني الذي يمكننا من الوصول إلى حقوقنا، مضيفاً وإلا فإننا سنواجه الفوضى، مشيراً إلى أنه كل ما يمكن أن نسعى لتحقيقه لا يمكن أن يتم إلا تحت ظل الدولة والعمل المؤسسي، وبالتالي علينا احترام الدولة، وألا نغادر مربع إنشاء أحزاب ومؤسسات مجتمع مدني خارج مظلة الدولة، لأن الدولة هي الواقي لنا لنصل لغاياتنا.

وأضاف أن الحزبية البرامجية الإصلاحية التي تدافع عن حقوق المواطن لحياة كريمة تعدّ حزبية جديدة على البيئة العربية، فنحن تعودنا على الخطابات والشعارات فقط، فالحزب يعني دائرة صناعة القيادات، لافتاً إلى أننا نريد حركة تغييرية بنمط الحزبية حتى نؤمن بالحزبية التي نريد.

وبخصوص الهاجس الأمني والخوف من الانتساب للأحزاب قال الشناق وبحكم تجربته إنه ما دام الشخص الحزبي يعمل وفقاً للدستور والدولة فلا يجب أن يخاف، مضيفاً أن جلالة الملك بالورقة النقاشية الخامسة أكد على ضرورة المعارضة وحقوقها المنظمة وحكومة الظل للحكومات القائمة.

 

ودعا الشباب وهم ذاهبون للإصلاح والتطوير ان يكونوا حزاما واقياً لهذه الدولة، وأن يحموها من كل محاولات الاغتيال، لأن الضرب على الدولة النموذج موجود، مضيفاً أن هذا لا يعني إلغاء المطالبة بالحقوق والصلابة على الموقف، فهناك فرق ما بين إسقاط الحكومة سلمياً وطعن الدولة والوطن، وبين أن أقول أريد فرصة عمل وأن أشتم.

ودعا هيئة كلنا الأردن أن تتبنى مشروعاً للشباب الأردني على مثال منظمة الشبيبية الأردني للدفاع عن حقوقهم، فقد آن الأوان أن تمأسس الدولة آلياتها مع المجتمع، وأن يكون لدى الهيئة روح المبادرة في تأصيل مأسسة آلية الحوار بين المجتمع والدولة واصفاً هذا الأمر بـ «الإنجاز الكبير».

ورأى الشناق أن خطابات ورؤى جلالة الملك حتى وإن ضعفت الحكومات بأدائها تبقى الرسائل الملكية نحو مشروع النهضة بكل العقبات بالداخل هي التي تغرس بصدور الشباب العزيمة، وذلك حتى تبقى الروح حية شامخة بهذا الوطن فالشباب هم شموخ الوطن وكبرياؤه، داعياً إلى عدم التوقف عند الحواجز وأن نسعى للإصلاح والتغيير والتجديد بهمة الشباب وكفاحهم من أجل حقوقهم قبل واجباتهم.

 

الشباب وترجمة الرؤية الملكية

قال الزواهرة إننا بهيئة شباب كلنا الأردن نترجم الرؤية الملكية بالاهتمام بالشباب، مضيفاً أننا وبكل فخر نقول إن الشباب هم الذين يديرون عمل شباب هيئة كلنا الأردن.

وأضاف إننا مسيرين، ولكن الشباب هم المحرك الرئيسي الذي يمتلكون المعرفة والأدوات الحديثة، فنحن اليوم نستخدم الأدوات العصرية الحديثة التي نحفز بها الشباب.

وأوضح أن خطة الهيئة التدريبية والتنفيذية يتم تغييرها بناء على المعطيات، مشيراً إلى أنه مؤخراً كان لدى الهيئة لقاءات بكل فروعها لمناقشة خطة 2018 وتقديم أفكار لخطة 2019 والتي تخرج من قبل الشباب، فهم الذين يحددوا الاهتمامات والأولويات.

وأضاف أن إدارة الهئية هي التي تشكل مجموعات العصف الذهني بكل المحافظات ليخرج الشباب أنفسهم بأفكار واقترحات لخطتهم التنفيذية، والتي منها بناء القدرات والتمكين الاقتصادي والبناء المعرفي والرقمنة من خلال محور محطات المعرفة.

وقال الزواهرة إن هناك حقيبة تدريبية عبارة عن 40 دورة معرفية في مجال الرقمنة والأدوات المعرفية الحديثة بكل فروع الهيئة، مضيفاً أن التمكين الاقتصادي يعدّ هاجساً بالنسبة للشباب من خلال محور التشبيك مع المؤسسات المولدة لفرص العمل وتحفيز الشباب على المشاريع الصغيرة كبديل، إضافة لمحور العمل التطوعي فإن هذا المحور تمأسس بترجمة الانتماء الحقيقي للأردن بعمله ومبادراته، فخلال الأسبوع السابق أطلقنا مبادرة تدار من قبل الشباب وأفكار شبابية تخدم المجتمع المحلي، لافتاً إلى أن الشباب الموجودين والموظفين هم مسيرين.

وأشار إلى أن أسر اردنية كثيرة استطاعت أن تنتج هذا الجيل الواعي من الشباب، مضيفاً أن هيئة كلنا الأردن أكملت مسيرة المدارس والجامعات من خلال البرامج المختلفة والمتنوعة برفع درجة الوعي، مؤكداً أن لديهم إيمان حقيقي بالهيئة مع المؤسسات الفاعلة والجامعات والمؤسسات الوطنية ومؤسسات المجتمع المدني كافة كتشاركية للوصول للشباب واحترام عقولهم الذين اكدوا اليوم أنهم يديرون المعرفة الحقيقية.

وأكد الزواهرة أنهم في الهيئة يؤمنون بثقافة الأقران، كون الشباب هم المؤثرين ويمتلكون أدوات معرفية والفضاء الاجتماعي، مشيراً إلى أن في الهيئة هناك مجموعات من الشباب حوالي 120 شاب تم تدريبهم في مجال محاربة الفكر المتطرف، لأن هذا الفكر بحاجة لفكر يقف بوجهه من خلال محور رسل الاعتدال والوسطية وهو أحد برامج صندوق الملك عبد الله للشباب الموجودين من هيئة شباب كلنا الأردن.

وأضاف أن لدى الهيئة مدربين في مجال فن المناظرات والحوار السياسي والثقافي وقبول الرأي والرأي الآخر، لافتاً إلى أن القضايا التي تطرح في مناظراتنا بعد التدريب على فن المناظرات لمدة 3 أيام من قبل مدربين تم تأهيلهم من شباب كلنا الأردن هي في مجال قضايا الشباب يحددون ما هي القضايا، ثم يتم التوافق على أولى القضايا التي لها علاقة بالموضوع كالقضايا العمالية والرسوم الجامعية وقانون الضريبة، فهذه قضايا جدلية تجرى حولها مناظرات وحوارات سياسية واقتصادية بشكل معمق من خلال استضافة ضيوف، أو ذهاب الشباب إلى الجامعات لإدارة هذه الحوارات، ويكون ذلك على مستوى المحافظة والإقليم ومن ثم على مستوى المملكة.

وقال الزواهرة أن الهيئة إنطلاقاً من احترامها لعقول الشباب وإيماناً بهم أطلقت لهم الفضاء والمساحة ليكونوا المحرك الرئيسي في القضايا وأن يضعوا خططهم وينفذوها، مؤكداً أن هذا الأمر يعدّ ترجمة لرؤية جلالة الملك في تأكيده على دور الشباب بكتب التكليف السامي والأوراق الملكية وخطاب العرش.

وحول نظرة الشباب للأحزاب كبرامجية، دعا الزوهرة الأحزاب لتقديم برامج تحاكي عقل الشاب، فالشباب الأردني ينظر لكل نماذج العمل الحزبي والعمل العام في دول العالم، وينتظر أن يُقدم له برنامج يحترم عقله ويواكب فكره المتطور في ظل تطور المعرفة الحديثة والأدوات الموجودة.

وختم أن العالم اليوم أصبح قرية صغيرة، ففي المرحلة القادمة سيكون عنواننا الرئيسي الريادة والابتكار، لأنه لا نستطيع أن نتقدم ببلدنا وننافس الدول الأخرى إذا لم يواكب شبابنا الأردني هذا التطور والابتكار ويحمل المعرفة الحديثة.