وزير الخارجية: نقف مع أمن وسيادة لبنان

عمان - الرأي

أكد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، وقوف المملكة المطلق مع لبنان الشقيق وأمنه واستقراره وسيادته وسلامة مواطنيه.
وشدد الصفدي خلال مباحثات أجراها مع رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني نجيب ميقاتي، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، وقائد الجيش العماد جوزاف عون، خلال زيارة إلى لبنان بتوجيه من جلالة الملك عبدالله الثاني، على تضامن الأردن الكامل مع لبنان في مواجهة تبعات العدوان عليه، واستمراره بإرسال جميع المساعدات الممكنة إلى لبنان الشقيق تنفيذاً لتوجيهات جلالة الملك.


وبحث الصفدي خلال لقاءاته جهود وقف العدوان الإسرائيلي على لبنان، وتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1701، وتوفير المساعدات التي يحتاجها لبنان نتيجة الأزمة الإنسانية التي يسبّبها العدوان.
وأكد الصفدي دعم الأردن جهود لبنان انتخاب رئيس جديد وإعادة بناء مؤسساته وتمكينها.
وجدد إدانة الأردن الحرب الإسرائيلية على لبنان وقصف عاصمته وقتل مواطنيه، والذي يعد عدواناً غاشماً وخرقاً للقانون الدولي، وتصعيداً خطيراً يدفع المنطقة نحو هاوية حرب إقليمية شاملة.
وأكد ضرورة إطلاق تحرك دولي فوري، وبما في ذلك من خلال قرار لمجلس الأمن يفرض وقف العدوان على غزة ولبنان والضفة الغربية المحتلة، ويلزم إسرائيل وقف خروقاتها للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
بدوره، ثمّن ميقاتي الجهود التي يقوم بها جلالة الملك عبدالله الثاني من أجل وقف العدوان على لبنان ومواقف الأردن الدائمة في دعم لبنان وشعبه، وعبر عن شكره للأردن على المساعدات الإنسانية التي يرسلها.
وكذلك أكد بري، شكر لبنان لمواقف جلالة الملك عبدالله الثاني وجهوده المستمرة لإسناد لبنان وأمنه واستقراره ووقف العدوان الإسرائيلي عليه.
كما أكد قائد الجيش اللبناني، خلال محادثته مع الصفدي أن لبنان يثمن مواقف الأردن الدائمة في مساندة لبنان ودعم مؤسساته وتقديم المساعدات إليه.
وأدلى الصفدي بتصريحات صحافية بعد اللقاءات، شدد فيها على ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي، وتضامن الأردن المطلق مع لبنان وشعبه الشقيق.
وقال الصفدي» أقوم بهذه الزيارة إلى لبنان بتوجيه من جلالة الملك، رسالة تضامن مطلق مع لبنان الشقيق في مواجهة العدوان الإسرائيلي وكل ما ينتج من تبعات وأزمة إنسانية، وتأكيد موقف الأردن التاريخي والدائم في دعم لبنان وأمنه وسيادته وسلامة مواطنيه بشكل كامل، واستعداد المملكة تقديم كل ما تستطيعه من مساعدات للبنان الشقيق لمواجهة تبعات هذا العدوان الغاشم الذي يشكل خرقاً واضحاً للقانون الدولي، واستباحة لسيادة لبنان وإمعاناً في العدوانية الإسرائيلية التي رأيناها بدأت ومستمرة في غزة وانتقلت الآن إلى لبنان وتدفع المنطقة جميعها إلى هاوية حرب إقليمية شاملة».
وأشار الصفدي إلى أنه نقل إلى ميقاني، تحيات الملك وتأكيد جلالته أن الأردن مستمر في جهوده المستهدفة وقف هذا العدوان، والتنسيق مع الأشقاء ومع المجتمع الدولي من أجل وقف هذا العدوان بأسرع وقت ممكن وبشكل فوري، وأيضاً من أجل إيصال كل المساعدات التي يحتاجها لبنان.
وشدد على دعم الأردن لجهود لبنان في تفعيل مؤسساته الوطنية وقراره الوطني فيما يتعلق بتفعيل وتمكين هذه المؤسسات، بدءاً بانتخاب رئيس الجمهورية الذي سيشكل خطوة مهمة لتقوية وضع لبنان على المستوى الدولي، مؤكداً في هذا الصدد أن هذا قرار وطني لبناني لا يتدخل الأردن فيه ويدعم كل ما يتفق عليه اللبنانيون من أجل تحقيق ذلك، «فنحن في مواجهة كارثة، وفي مواجهة تصعيد خطير، يهدد أمن المنطقة برمتها، ويهدد الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، كما أن جهود المملكة الأردنية الهاشمية مستمرة مع الجميع من أجل وقف هذا العدوان».
وأكد الصفدي ضرورة أن ينتهي العدوان الإسرائيلي على لبنان فوراً، ولجم العدوانية الإسرائيلية، وتطبيق القانون الدولي بشكل كامل على إسرائيل، لافتاً إلى قرار مجلس الأمن 1701 القادر على تحقيق الأمن والاستقرار، ودعم الأردن تطبيقه بالكامل أيضاً.
وفي رد على سؤال، أكد الصفدي أن موقف الأردن كان واضحاً بأنه لن يكون ساحة حرب لأحد، ولن يسمح لأي كان باختراق أجوائه وسيادته وتهديد أمن مواطنيه، قائلاً» حماية مواطنينا وحماية الأردن هي أولوية بالنسبة لنا، وأبلغنا هذه الرسالة واضحة إلى إيران وإلى إسرائيل أيضاً، أبلغنا الجميع أننا لن نسمح بخرق أجوائنا وتهديد أمن مواطنينا للخطر وتحويلنا إلى ساحة حرب وسنقوم بكل ما نستطيع للحؤول دون ذلك».
وأشار الصفدي إلى موقف الدول العربية الواضح في رفض العدوان الإسرائيلي على لبنان وإدانته والتحذير من تبعاته، وأنه لن يقود إلا إلى تصعيد إقليمي خطير لن يحقق الأمن لإسرائيل ولن يحقق الأمن والسلام في المنطقة، مؤكداً أن إسرائيل لن تحقق أمنها من خلال هذه العدوانية التي رأيناها تتبدى بوحشية غير مسبوقة في غزة والآن في لبنان والضفة الغربية أيضاً.
ولفت إلى أن العالم فشل في حماية الأمن والسلم في المنطقة، وفشل في لجم العدوانية الإسرائيلية، وفشل في تطبيق القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، مبيناً أن هذا الفشل سيكون له تبعاته لسنوات كثيرة، خصوصاً أنه ضرب صدقية القانون الدولي، ورسخ الاقتناع بأن القانون الدولي يطبق انتقائياً وفق الهوية ووفق موازين القوى، مضيفاً «نحن مستمرون في هذا الجهد، لكن إسرائيل هي التي تتحمل مسؤولية هذا العدوان ومسؤولية التصعيد في المنطقة، ومسؤولية أي تصعيد جديد سيدفع المنطقة حتماً نحو هاوية حرب إقليمية لن يستفيد منها أحد».
كما أشار إلى الموقف الإسرائيلي المتعنت، والذي يعتمد على الحرب والعدوان وسيلة لتحقيق مأربه حماية لمصالح رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي الذي تحدى القانون الدولي، وقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة ومحكمة العدل الدولية ومواقف دول حليفة لإسرائيل.
وحول الموقف الأردني تجاه العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان، جدد الصفدي التأكيد على موقف الأردن الثابت حول رفض العدوان الإسرائيلي على غزة والضفة الغربية ولبنان، ولا فرق بين الموقفين الرسمي والشعبي، «فكلنا ندين هذا العدوان ونرفضه، وثمة تطابق مطلق وإدراك بأن الأردن يقوم بكل ما يستطيعه من جهود لوقفه، والغضب في الشارع الأردني هو يعكس غضباً شاملاً في الأردن، سواء في مؤسسات الدولة الرسمية أو في الشارع الأردني».
وأشار إلى خطاب الملك في الدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، إذ تحدث جلالة الملك بلغة واضحة صريحة، بأن هذا العدوان يجب أن يتوقف، لأنه يهدد أمن المنطقة برمتها، وأن الأردن لن يسمح لأحد بتهديد أمنه واستقراره، مؤكداً أن ثمة إجماع وطني في الأردن حول رفض العدوان الإسرائيلي وإدانته، ونصرة الشعب الفلسطيني، ونصرة لبنان، ورفض كل العدوانية التي تقوم بها إسرائيل.
واختتم الصفدي المؤتمر الصحفي بالتأكيد على أن ميقاتي كان واضحاً بأن لبنان مستعد لتطبيق القرار 1701 بالمطلق، ونشر الجيش اللبناني في الجنوب، الأمر الذي يحول دون أي ذريعة إسرائيلية في استمرارها بعدوانها، «وإذا كانت إسرائيل تريد الأمن والاستقرار فهي تعرف طريق ذلك وهو وقف عدوانيتها، والتزام القانون الدولي، واحترام سيادة لبنان، ووقف عدوانها بالطبع على غزة وفي الضفة الغربية، ونحن ندعم أمن لبنان سيادته واستقلاليته واستقراره، وندعم القرار الوطني اللبناني فيما يتعلق بمقاربة أموره الداخلية بشكل واضح ومطلق».