ندوة الرأي للدراسات تناقش «القدس جوهر الصراع وعنوان المواجهة»

13/10/2024

متحدثون: القدس عنوان حضاري فكري أكبر من التهويد والاحتلال
الأردن يعمل لحماية المقدسات وتعزيز صمود الفلسطينيين أمام جنون المشروع الصهيوني
عمان - الرأي

المعركة حول القدس وعي وحضارة، والعالم العربي مقصر في منع تهويدها سواء سياسيا أو عسكريا وقبل ذلك فكريا.
الصراع العربي الفلسطيني مع اسرائيل كقوة احتلال متواصل، ولا نهاية له تلوح في الافق، فهو يطرح كصراع ديني وهو ليس كذلك، واستعماري وهذه حقيقة صنعتها اوروبا ورعتها اميركا فيما بعد، لحركة صهيونية تتحدث باسم يهود العالم وهي لا تمثلهم.
المتحدثون في جلسة مركز الرأي للدراسات والتدريب «القدس جوهرة الصراع وعنوان المواجهة» تجاوزوا حدود العنوان الى توضح الكثير من المفاهيم والادوار والاشارة للتقصير والتحديات دون ان يغفلوا ابعادا تدعو العرب والاعلام لفهم سرديات الصراع ومعطياته الفكرية والحضارية، قبل الاحتلال والتهويد والتوعية بالاخطار المحدقة جراء تهويد ممنهج للقدس والمناهح في مدارسها، وقطع اوصال المدينة المقدسة بفعل الطرق وجدار الفصل والتوسع للوصول الى القدس الكبرى التي ستحول باي امل لاقامة دولة فلسطينية.

 

الدور الاردني كان واضحا في نقاش المتحدثون فالوصاية الهاشمية تقف حجر عثرة امام اسرائيل للوصول الى ما تريد عبر قوانين واجراءت متعاقبة تهدف لتسارع عملية التهويد.
افتتحت الجلسة بتاكيد من مديرة مركز الرأي للدراسات والتدريب هنا المحيسن ان الحرب لا تقتصر على غزة وجنوب لبنان وانما هناك حرب اخطر تطال مدينة القدس، والتي هي عنوان المواجهة وتتعرض لحرب صامته يشنها العدو الصهيوني بهدف السيطرة عليها بشكل تام، فالاحتلال ينفذ مخططاته المعلنة وغير المعلنة ويعمق حربه على المدينة ويشدد من قبضته الحديدة عليها.
وتبين المحيسن أن اسرائيل تفتت المدينة ببناء المستوطنات وتعبث بالجغرافيا وتهجر السكان وتصادر الاراضي وتسلح المستوطنين وتقتحم الاقصى؛ الذي يتعرض لتقسيم زماني ومكاني واقتحامات يومية غير مسبوقة من قبل المتطرفين اليهود، كما ويتعرض المسيحيين لمضايقات غير مسبوقة في المدينة المقدسة تستهدف منعهم واعاقتهم من ممارسة شعائرهم الدينية وهم يواجهون شراسة العدو ومضيقاته المعيشية والامنية الهادفة الى سحب اقاماتهم وتهجيرهم.
وتنوه أن الاردن وانطلاقا من الوصاية التاريخية التي يتولاها جلالة الملك عبد الله الثاني يسعى بكافة الوسائل الى القيام بدوره في الدفاع عن المقدسات الاسلامية والمسيحية وحمايتها وتثبيت عروبة القدس واهلها وتعزيز صمودهم في مواجهة المشروع الصهيوني المجنون والمتطرف.

العموري: أي قدس
يبدأ وكيل المؤتمر الوطني الشعبي للقدس يونس العموري بطرح التساؤل عن اي قدس نتحدث؟ نتكلم عن البلدة القديمة واستهداف البلدة القديمة كيلو متر مربع، ام القدس الشرقية بـ73 كيلو متر مربع، ام القدس وفقا لخارطة امانة القدس سنة 67 كانت 6كم2، ام القدس الموحدة قدس شرقية وغربية، ام القدس المحافظة، ام القدس اورشاليم، اسرائيل عملت القدس اورشليم غير القدس التي تعرفونها، وغير القدس التي نعرفها، القدس عاصمة فلسطين المستقلة، اي قدس، مهم جدا العامل بهذا الحقل ان يحدد المفهوم، الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في مراحل معينة لم يقل القدس الشرقية، كان يقول القدس عاصمة دولة فلسطين، هناك تساؤل طرح من كثير من الخبراء الاجانب لماذا تغضب عندما تنقل السفارة من تل ابيب الى القدس، ننقلها على القدس الغربية، والقدس الغربية جزء من اراضي دولة اسرائيل المعترف بها دوليا، هكذا يقولون، لا يوجد اي سفارة نقلت للقدس الشرقية، لا بد من تحديد مفهوم اي قدس نتكلم عنها، وبالتالي اي قدس نريد الدفاع عنها ان جاز التعبير.
ويشير العموري الى أن القدس بقدها وقديدهاعلى الطاولة، إذ لا يوجد اعتراف دولي بالقدس الغربية عاصمة دولة اسرائيل، ولان اسرائيل ذاتها لم تحدد ماهية قدسها، هذا مهم، اسرائيل دولة الاحتلال لم تحدد اورشليم، قالت كل القدس، القدس الغربية مساحتها 52كم2 والقدس الشرقية 73كم2، السلطة الوطنية الفلسطينية تتحدث عن محافظة القدس، لكن هناك جزء كبير جدا من محافظة القدس تخضع لما يسمى بمنطقة B، الرامة وابو ديس والعيزرية وعناتا، وهنا يجب ان نحدد ماهية المفاهيم، وهنالك الكثير من اللغط، حتى من الكتاب والمثقفين يستخدمونها وانصح بعدم استخدامه وهي القدس الشريف، اي البلدة القديمة داخل السور، والمفهوم الوطني وفقا لثوابتنا الفلسطينية الوطنية والعروبية والقومية والاسلامية القدس قدس.
ويحدد العموري خمسة محاور تقوم بها اسرائيل في القدس وقال: ما قبل 7 تشرين أول وما بعد 7 تشرين أول وصولا لليوم اسرائيل ومنذ عام 67 حددت 5 محاور تشتغل عليها بالقدس.
-1 مسألة التغول الاستيطاني، منذ عام 1948 عندما احتلت القدس الشرقية قضت على أي تواجد فلسطيني عربي بالقدس الغربية، مثل المالحة والقطمون ودير ياسين... الخ، وتحيط القدس الشرقية التي هي البلدة القديمة ومحيطها 73كم2 بجدار الفصل العنصري بطول 173كم وارتفاع 7م وعليه 4 بوابات (معابر حدودية) بدأت بالمحور الاول منذ عام 1967 بعد ما انهت موضوع القدس الغربية بالاستيطان، موجود بالقدس الشرقية 18 مستوطنة يعيش فيها ما يقارب 350 الف مستوطن.
-2 سياسة مصادرة الاراضي، منذ اول يوم بدأوا في المصادرة بحجج قانونية وغير قانونية، الحجج القانونية الاراضي الاميرية بموجب القانون اي اراضي الدولة، واراضي الدولة كانت تسيطر عليه الاردن بحكم انها كانت موجودة قبل 67، وهذه الاراضي تحال للدولة، وصودرت هذه الاراضي لصالح الخزينة الاسرائيلية، وهناك ما يسمى تفعيل قانون املاك الغائبين لمصادرة الاراضي.
-3 اغلاق اراضي بأكملها بحجة انها اراضي خضراء، وهذه الاراضي الخضراء هي محاذاة المستوطنات الـ18 لمنح هذه المستوطنات فرصة التوسع، وهذه الاراضي الخضراء جاءت بمناطق محاذية للمستوطنات وعازلة عن الاحياء العربية.
-4 شبكة الانفاق والطرق العملاقة لربط القدس الشرقية بالقدس الغربية ولربط المستوطنات ببعضها البعض وربطها بالقدس الغربية دون المرور بالاحياء العربية، اصبحت الاحياء العربية داخل القدس شبه معزولة، وشبكة الطرق والانفاق العملاقة خدمة للعملية الاستيطانية وخدمة للهدف الاستراتيجي الذي لديهم باعتبار ان القدس موحدة تقول عن الاف الدونمات التي ستضمن للاراضي لصالح هذا المخطط.
5- الجدار العازل، وانجزوه كاملا، وعزلوا وحصروا القدس عن كافة المحيط الفلسطيني.
هناك جيل فلسطيني نشأ بالاراضي المحتلة لا يعرف القدس، ولم ير القدس.
ويتابع العموري، ما الذي يجري على صعد اخرى؟ ان اسرائيل شرعت منظومة قوانين لها علاقة بمسألة الاقامة واثبات مركز الحياة والتربية والتعليم والصحة وخلقت ما يسمى بالمناخات الضاربة للحياة ومنها
الضرائب والوضع الاقتصادي السيء نتيجة عزل القدس عن محيطها والشقة السكنية التي مساحتها 100م2 ترخصها بلدية اورشليم من 50-60 الف دولار، ترخيصا.
ودلل باحصائية أنه منذ عام 2019 حتى 2024 بلغ معدل رخص البناء التي صدرت في المحيط العربي القدس 10-15 رخصة، ونحن بحاجة لـ2000 وحدة سكنية سنوياً، اين سيذهب المواطن، سيلجأ للخروج من القدس، مشيرا الى أن ايجار الشقة 1500-1700 دولار، والبناء مستحيل فهو يكلف 700 الف دولار.
أما بالنسبة للمناخات الطاردة للحياة، فهناك 17 ضريبة على ابن القدس. والمقدسيين الذين يحملون الهوية الاسرائيلية وهم ابناء القدس هم الآن لا يحملون الجنسية الفلسطينية ولا الاسرائيلية ولا الاردنية، فهم «البدون » ويحملون وثيقة سفر اردنية للسفر بها.
أما (سي- با - سيه) هي وثيقة سفر اسرائيلية موجود عليها الجنسية اردني، واذا سافر الشخص بها يدفع 300 شيكل والفيزا لمدة 5 سنوات لأنه مواطن اردني وفقا لتعريفه متعدد السفرات، رغم كل هذه الاجراءات فإن عدد المقدسيين 420 الف يحملون هذه الهوية،و 120 الف مقدسي منهم خارج القدس الشرقية، والمتواجدين داخل القدس ما يقارب 370-380 الف مقدسي.
ويكشف العموري عن مخطط خطير لمحور البلدة القديمة، فالصور الكلاسيكية المنتشرة بالعالم هي قبة الصخرة والاقصى وكنيسة القيامة، اليوم لم تعد هذه الصورة، موجودة فالموجود الكنيس، كنيس الخراب، اعلى من قبة الصخرة واعلى من كنيسة القيامة..
أما ما يتعلق بالحرم القدسي الشريف لاول مرة بتاريخ الصراع يمارس الاسرائيلي السجود الملحمي بداخل البلدة القديمة من شهرين، وبدأ هذا بكثرة. وللاسف مر تصريح بن غفير الاخير مرورا عابرا انه يريد بناء كنيس داخل الحرم القدسي الشريف.
ودعا العموري الى ادراك ان المجتمع الاسرائيلي ينحو نحو التطرف واليمين واليمين المتطرف.
وبين العموري أهمية الوصاية الهاشمية وخاصة بعد احتلال القدس عام 1967 وتحديدا البلدة القديمة لانه كان امام اسرائيل أن يضعها تحت وصاية الاديان الاسرائيلية. ولكن من الوصاية الهاشمية نشأت ذراع اسمه مجلس الاوقاف، وهو دائرة الاوقاف التي تتبع لوزارة الاوقاف الاردنية، مجلس الاوقاف وكانت البلدة القديمة وخارج البلدة القديمة وقف، ومسجلة في مجلس الاوقاف الاردني، لو لم يكن هذه الوصاية وبالتالي هذا المجلس الاوقاف ستسجل بدائرة الاراضي الاسرائيلي او وزارة الاديان.
وفيما يتعلق بالتعليم او فيما يتعلق بدائرة الاوقاف حافظت الوصاية الاردنية الهاشمية أولا على هذا الوجود التاريخي، ثانيا يجب ان ندرك ما تقوم به اسرائيل لتقويض هذه الوصاية عبر ممارسات على ارض الواقع.
ومن يحاول ان يقوض الوصاية الاردنية الهاشمية على الاماكن المقدسة والمقدسات بالقدس، هي مشاريع اسرائيلية تنطلق من هنا وهناك،، اسرائيل لا ترضى على وجود مجلس الاوقاف، هناك معركة شرسة اسمها عملية تهويد التعليم والمنهاج.
وينوه العموري بالقول «انا كمقدسي يطلب مني الاسرائيلي ان اتي له ورقة ان اولادي يتعلمون بمدارس القدس اذهب الى مدارس لمجلس الاوقاف.
فيما يتعلق بموضوع البوابات والمدارس التلمودية، فمنذ عام 67 مفاتيح الباب الوحيد الذي مع شرطة الاحتلال هو المغاربة، وبالتالي اقتحام المستوطنين وحتى الضيوف الذين يأتون بهم يدخلوهم من باب المغاربة، هذا نمط معمول به من عام ـ1967، ولكن عندما يدخلونهم من باب السلسلة هذا يعني ان السيادة لهم، وتغيير المشهد التقليدي مثل جولات المستوطنين التي نراها داخل الاقصى كأن يقفون عند الباب وينظروا مثلهم مثل السواح، وكان سابقا مجلس الاوقاف يعطوا للنساء عباءة وغطاء رأس للدخول للاقصى لغاية سنة 2000 عندما دخل شارون لباحة الاقصى سحبت هذه الصلاحية من مجلس الاوقاف وكانوا يدفعو تذكرة وتتعامل معهم كسواح، وبعد عام 2000 توقفت السياحة، الآن هم يلجأوا لعملية الاقتحام ويحاولوا ان يغيروا النمط التقليدي.
ويبين العموري ان ما يخص المدارس التلمودية هو جزء من عملية التهويد الكبرى التي تجري للبلدة القديمة، ففي المدارس التلمودية انشئت كنيس الخراب وكنيس جوهرة اسرائيل وكنيس يسرائيل، وهذه لم تكن داخل بالبلدة القديمة.

فراعنة:اجراءات لعبرنة وتهويد القدس والضفة
الكاتب والمحلل السياسي حمادة فراعنة يقول ان الاجراءات في القدس هي اجراءات الفريق الحاكم المستعمر الاسرائيلي، سواء بن غفير وغيره وهذا الفريق نتائج الانتخابات الاخيرة وهو تحالف بين الاحزاب السياسية اليمينية المتطرفة والاحزاب الدينية اليهودية المتشددة، وبالتالي يتمسكون بمسألتين جوهريتين، ان القدس الموحدة عاصمة للمستعمرة الاسرائيلية، وثانيا ان الضفة الفلسطينية ليست فلسطينية وليست عربية وليست محتلة بل هي يهودا والسامرة وهذا جزء من المستعمرة الاسرائيلية.
ولا توجد هنالك خطة لاعلان الضم الآن، ولكن الاجراءات العملية تعمل من اجل عبرنة وتهويد القدس والضفة الفلسطينية.
ويوضح فراعنة ان هناك مشروعا استعماريا توسعيا لكامل الخارطة الفلسطينية، ولكن كفلسطينيين يجب ان يكون واضحين في احصاءات 2022 بلغ عدد الفلسطينيين على كامل ارض فلسطين وهذا احصاء مركزي رسمي 7 مليون و142 الف عربي فلسطيني على كامل خارطة فلسطين.
وهناك انقسام بين فلسطينيي 48 وهذا الانقسام ادى لنجاح اليمين السياسي والاتجاه الديني للمتطرف ونحن كعرب ومسلمين نقدم الدعم والاسناد بمسألتين بقاء الصمود الفلسطيني ودعم نضاله على الارض الفلسطينية.
لذلك فلسطينيو 48 هم الوحيدون مع اهل القدس المسموح لهم بالعمل والبقاء والصلاة سواء مسيحي او مسلم بالقدس، فهؤلاء يعتبروا مواطنين اسرائيليين ويتعذر منعهم.
هؤلاء هم طبيعة النضال الوطني الفلسطيني الذي يمكن ان يلعب الدور الاساسي مع باقي فلسطين في احباط كل المشاريع التوسعية والاستعمارية الاسرائيلية وهم يتحملوا مسؤولية امام هذا الفريق المتطرف الذي يحكم المستعمرة الاسرائيلية.
ويبين فراعنة ان الاردن يمكن ان يلعب دورا اساسي بازالة حالة الانقسام سواء بالـ67 بالضفة وغزة وفتح وحماس او في مناطق الـ48 بين الجبهة الديمقراطية وحلفائها والحركة الاسلامية وحلفائها، والقدس لا يمكن حمايتها اطلاقا بكل المسلمين، الذي يحميها اهل القدس وفلسطينيين 48 بنضالهم وتضحياتهم.
ويذكر فراعنة أن الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب بالاضافة لاعترافه بالجولان اعتراف ان القدس الموحدة عاصمة للمستعمرة الاسرائيلية، واعلن صفقة القرن مع نتنياهو.
وكانت هناك مواقف اردنية واضحة في حينه ازاء هذه الاجراءات الاميركية بقيادة جلالة الملك ووزارة الخارجية لمواجهة هذه الاجراءات الاميركية
وهذا يعني شجاعة اردنية للوقوف امام اميركا (الداعمة للدولة الاردنية)، حينما اصطدمت المصالح الوطنية الاردنية مع الموقف الامريكي لم يتردد الاردن باتخاذ هذه القرارات الشجاعة في مواجهة صفقة القرن.

كنعان: التهجير الاستراتيجية الأبرز في التهويد
امين عام اللجنة الوطنية لشؤون القدس الدكتور عبدالله كنعان يقول أن القدس قضية مركزية وجوهرية في علاقتها بالقضية الفلسطينية، وهذا متصل ببعدها التاريخي والديني والنضالي والاستراتيجي، وما يجري في القدس من انتهاكات واعتداءات اسرائيلية، أمر له صداه المباشر على مجريات الأحداث وتحولاتها وتسارعها ليس في فلسطين فحسب بل في المنطقة وأمنها، وأحداث السابع من تشرين اول (طوفان الأقصى)، تأكيد وشاهد يعكس رمزية القدس وارتباطها بمسيرة النضال الفلسطيني.
ويعرض كنعان لنهج التهويد والاسرلة والعبرنة الذي يستهدف مدينة القدس طوال عقود الاحتلال الاسرائيلي وما سبقها من مخططات الصهيونية العالمية والاستعمار الأوروبي، ويمثل الاستيطان الاسرائيلي وسياسة احلال المستوطنين مكان أهالي القدس بعد تهجيرهم منها الاستراتيجية الابرز في التهويد، كذلك استمرار الاقتحامات للمسجد الاقصى والسعي تمهيداً لهدم المسجد الاقصى واقامة الهيكل المزعوم مكانه ومن ملامح هذا الخطر اقامة طقوس تلمودية فيه، مثل احياء القرابين (البقرة الحمراء) والسجود الملحمي، والنفخ في البوق.
وتقوم مساعي التقسيم الزماني والمكاني بسيطرة المستوطنين على المنطقة الوسطى والشمالية من المسجد الأقصى، خاصة منطقة قبة الصخرة، مقابل استمرار المسلمين في أداء الصلوات في المصلى القبلي وما حوله في المنطقة الجنوبية.
وبين كنعان إن الاردن شعبا وقيادة صاحب الوصاية التاريخية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس تستمر في دعمها لأهلنا في فلسطين والقدس، وهي جهود تاريخية سبقت مرحلة طوفان الأقصى وتبعتها بفعالية وجهود متواصلة حتى يومنا، وعلى كافة الاصعدة اعمار المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس ودعم الأوقاف من خلال وزارة الاوقاف ودائرة قاضي القضاة ولجنة اعمار المسجد الاقصى وقبة الصخرة، واللجنة الملكية لشؤون القدس بدورها الاعلامي والتوعوي والتثقيفي المؤكد على عروبة القدس.
ودعا كنعان الاعلام العربي والاسلامي والشباب عبر التواصل الاجتماعي الى كشف زيف الادعاءات الاسرائيلية وحربها المضللة.
واضاف ان المطلوب اليوم من الرأي العام العالمي ومن المنظمات الدولية وأحرار العالم الى الضغط نحو وقف سياسة المعايير المزدوجة التي تتبناها بعض الدول، ومطالبة العالم ومنظماته بتطبيق قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية والقدس، وبذل الجهود لانهاء الاحتلال ووقف العدوان وتقديم المزيد من الدعم الانساني والاغاثي للشعب الفلسطيني ومساندة جهود الاردن في هذا المجال، وعلى اسرائيل وحكومتها اليمينية ان تدرك بأن اسطورة اسرائيل الكبرى لن تحققها القوة والقصف والابادة ما دام على الارض عربي أو مسلم يؤمن بأن القدس عقيدة وأن فلسطين تاريخ وحضارة وهوية عربية سيهزم على ارضها كل الغزاة.
بدر: القدس قضية حياة أو موت للمسيحيين والمسلمين
مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام الاب رفعت بدر بدأ حديثه بالقول عندما نتحدث عن القدس نتحدث عن غزة وجنين وطولكرم وبيت لحم وبيت جالا، ونتحدث بكل الم ولكن ان شاء الله بكل امل.
وننظر اليها كوحدة مسيحية اسلامية، تعاني من نفس الصراع من نفس الاحتلال، وما دام الاحتلال موجودا لن تنعم اي مدينة او قرية او حي بسلام.
وتابع تحاول آلة الاعلام الاسرائيلية الامريكية العالمية ان تستأصل ما يحدث في غزة من الصراع الفلسطيني ككل، القضية هي قضية احتلال ما دام موجودا اذن كل التعقيدات موجودة، لذلك الحل بزوال الاحتلال وهذا يتطلب جهود سياسية دبلوماسية كبيرة.
ويكشف بدر عن ان عدد المسيحيين في القدس لا يتجاوز حاليا 8 الاف شخص، وهي المركز للمسيحية في العالم، لا يتجاوز عددهم 8 الاف شخص بسبب الضغط والاحتلال والتعقيدات بالحياة اليومية بسبب الجدار، وبالتالي المستقبل مخيف، في حالة لا سمح الله تم اخراج كافة المقدسيين المسيحيين من القدس اسرائيل سوف تتذرع بالمقولة بأن الحرب دينية، والوجود والحضور المسيحي على قلته هو الضامن الاساسي بأن الصراع هو سياسي وليس ديني، وهذا ما نركز عليه في غزة، من اجل ذلك قلت بالبداية ان الربط موجود بين القدس وغزة، وهناك 700 مسيحي في غزة، واختاروا منذ البداية الا يتركوا الكنيسة وان يبقوا ملتحمين بها وقالوا نموت معا او نحيا معا وما زالوا معا وتوفي عدد منهم بسبب نقص الادوية واستشهد اناس منهم بالكنائس ولكن على الاقل هذا الحضور القليل العدد ما زال يبين للعالم ان القضية صراع سياسي وليس ديني، و يجب التركيز على الهوية العربية الاسلامية المسيحية في القدس.
الاساءات هي للمسيحي كما هي للمسلم. بالضفة الغربية عندنا 30 الف مسيحي في بيت جالا وبيت ساحور وبيت لحم، تتكلم عن مدينة بيت لحم ومئات الالوف الذين خرجوا لتشيلي.
قضية القدس بالنسبة للمسيحيين كما هي للمسلمين قضية حياة او موت، لن نتخلى عن القدس ورؤساء الكنائس بالقدس يؤكدون دائما ويشجعون المسيحيين المقدسيين على الصمود والبقاء.
ويذكر بدر هنا ان الفرانسيسكان واللاتين والروم عملوا اسكانات، لاي شخص يأخذ رخصة كي يثبتوا المسيحيين حتى يبقوا في القدس، والحجاج لهم دور مهم جدا بالنسبة للقدس فهي قضية حياة للعائلات التي تعتاش على السياحة، وبالتالي نشجع على السياحةمن الوطن العربي ونشجع الحج للقدس وبيت لحم والناصرة من اجل الاجيال القادمة يجب ان يزور القدس ولا ندخل بمسألة التطبيع وعدم التطبيع، فالمطلوب زيارة مكان مقدس.
واشار بدر الى تضييق الجانب الاسرائيلي ومنع دخول اكثر من 2000 الى كنيسة القيامة يوم سبت النور.
كما أن هناك تضييق على دخول الاجانب الذين يشتغلون بالقدس والتصاريح والفيز والاقامات، وكثيرون يدخلوا عن طريق الاردن بسبب التسهيلات وعن طريق وزارتا الداخلية والخارجية الاردنية ساعد كثير من الاجانب لدخول فلسطين وزيارة القدس، والوصاية الهاشميةهي صوت المسيحيين والمسلمين المقدسيين بالعالم اجمع.
وويؤكد بدر أن دفاع جلالة الملك عبد الله الثاني ليس فقط عن المقدسات وانما عن الانسان ويركز على الحفاظ على الهوية العربية المسيحية في القدس لانها الضامن الاساسي بان لا تنفرد اسرائيل وتقول بأن الحرب دينية.

العناني: اشكك بالوجود التاريخي لليهود في القدس
يتساءل نائب رئيس وزراء سابق جواد العناني لماذا اصبح الاسرائيليون يدخلون من باب السلسلة، وهم يدخلون ايضا من باب المغاربة، فهل لهذا الشيء ل رمزيات.ولماذا التركيز على هذه البوابات بشكل واضح؟
ويؤشر العناني ان ما قاله الأب بدر، وبأن هناك كلام للمطران عطا الله سمعه منه في القاهرة خلال ندوة عن القدس ان الاسرائيليين مصممين على اخراج المسيحيين من القدس لبيت لحم ويشجعونهم على ذلك، لانهم ينتتقلوا من مدينة مقدسة لمدينة مقدسة ومن مكان صلب المسيح للمكان الذي ولد به المسيح. وباعتقادي والكلام للعناني ان هذا امر يحتاج الى متابعة وان قضية تهميش البعد المسيحي سواء بالكلام او المحتوى سيجعل القضية دينية بحتة، وهذا خطأ كبير.
ويرد العناني على ما يقال عن ان بعض الدول العربية أنها تسعى لاخذ الوصاية على الاماكن المقدسة، بالقول نحن لا نتهم احدا ولكن نقول بأنه لا يجوز تغيير الوصاية الهاشمية او التشكيك في اهلية ال البيت بالذات في هذا الامر.
اولا لانهم اصلا اوصياء على القدس من ايام صفرنوس واعطيت لعمر بن الخطاب، والامر الثاني ان سنة 1924 قبل قيام اسرائيل زار الشريف الحسين بن علي القدس واعطي من اهل القدس الوصاية عليها وتبرع انذاك باعادة اعمار القبة والساحات بالمسجد الاقصى وجُددت توقيع الاتفاقية مع الرئيس محمود عباس سنة 2013 ومن هذا المنطلق الاردن لم يقصر في دوره، والاردن عندما حُرق المسجد الاقصى قام بمجهود جبار لاعادة بناء منبر صلاح الدين، زاد عدد الحراس في داخل المسجد والملك عبد الله الثاني يركز في خطاباته بالمحافل الدولة بالامم المتحدة والكونغرس على قضية القدس بما فيها القدس الشرقية.
ويوضح العناني ان القدس ما زال مفهومنا انها 7 كم، القدس الكبرى اكبر من ذلك، وحتى اي حل يفكر به بالمستقبل عن قضية حل مشكلة القدس يركزوا به ان المدن الكبيرة ستبقى، هذه يصعب هدمها. نقول عن نابلس او الخليل كريات اربع، يسمونها مدن استيطانية. لذلك حتى المعتدلين والذين يريدون حل ويريدون دولة يقولون انه سيصبح تبادل اراضي بحدود القانون الاساس.
ويبين العناني ان جهد الاردن مستمر،فقد منع الكثير من القرارات التي كان الاسرائيليين يريدون استخدامها كذريعة للدخول الى الاقصى، مثل الكاميرات قبل البوابات.
وشكك العناني بالوجود اليهودي في القدس وقال» انا اشكك في الروايات اليهودية عن وجودهم بالقدس"
ودعا العناني الى الالتفات لبناء المدارس التلمودية داخل القدس، فهي تمارس دورا سيئا اذ يعتدي طلاب هذه المدارس على اطفال اهل القدس عند ذهابهم وعودتهم الذين يعتبرون ان هذا حقهم المطلق ولا يناقشون به.

الحافي:قضية استعمارية وليست صراع ديني
الباحث والاكاديمي في المعهد الملكي للدراسات الدينية/ جامعة ال البيت الدكتور عامر الحافي
رفض في بداية حديثه اعطاء بعد ديني للصراع العربي الفلسطيني مع اسرائيل لاسباب عديدة منها ان بداية المشكلة قضية استعمارية ترتبط بالاستعمار الغربي الحديث وهي ليست قضية دينية.
موضحا ان هذا البعد هو الذي تريده الصهيونية وهذا البعد هو الذي يخدم الحركة الصهيونية اكثر مما يخدم النضال الفلسطيني، وان قلب الصهيونية انتقل اليوم من الصهيونية اليهودية الى الصهيونية المسيحية، وانتقلت من بريطانيا الى امريكا.
وبين ان العقل الصهيوني يستطيع ان يتحالف مع الالمان وهم اكبر اعداء لليهود (29% من التسلح يأتي من المانيا)، ويستطيع هذا العقل ان يستقطب اكبر الاعداء له ونحن يحرم علينا ان يدعمنا اي طرف له علاقة بالعروبة او الاسلام.
ويقول الحافي ان لدينا ازمة عميقة ولولا هذه الازمة ما استطاعت اسرائيل ان تفعل الذي تفعله، هذا العمق الحضاري للصراع، ففلسطين هي بوصلة الاخفاق الحضاري، والقدس هي بوصلة الاخفاق المدني الفكري الثقافي، اليوم عندما يؤلف الاسرائيليين ضعف ما يؤلفه المسلمين جميعا عن القدس، لاول مرة التلمود البابلي قبل 12 سنة وكنت مشرف على ترجمة التلمود البابلي لاول مرة بالتاريخ العربي الاسلامي، ترجم التلمود للغة العربية، اليست مؤشرات للهزيمة الثقافية والفكرية، في القرن الثاني عشر يترجم القرآن ونحن لم نترجم الوثائق الدينية التأسيسية لهذا العقل الذي نواجهه وندعي بأننا نخاصمه، ونحن لا نعرف نصوصه التأسيسية، نحن لا نعرف ان كثير من الحركات الدينية هي ضد الحركة الصهيونية. والذين رأوا بالصهيونية انقلابا داخليا على العقيدة الدينية، يحرم ان تضع قدمك في مكان الهيكل، لان الهيكل غير معروف عندهم.
ويضيف دينيا لا يجوز لليهودي ان يدخل بذلك المكان لان قدس الاقداس غير معروف اين هو، فاليهودي دينيا لا يجوز ان يصعد هذا الجبل.
هذا التيار الصهيوني الديني وليس التيار الديني اليهودي المناوىء للصهيونية، اننا نخلط ما بين التيار الديني اليهودي الذي يرفض الصهيونية ويرى ان اكبر خطيئة وجدت هي الحركة الصهيونية اعتبروها يوم صيام ويعتبروها حركة كافرة وفق المعايير الدينية وهم يروا بأن مجيء المسيح وفق المعايير اليهودية يجب ان يسبق اي خطوة عملية لا يجوز ان تقول بأي خطوة عملية لها علاقة بالجانب الديني ابدا، هناك حركات دينية كثيرة مناوئة للصهيونية، لم نستطع ان نويد خطابا مع هذه الحركات، ولم نستطع ان نستقطب العقل الغربي حول الاسلام لنقول له بأن الاسلام يؤمن بالمسيح وبمريم، والذي لا يؤمن بالمسيح يصبح هو الحليف، اذن انتم لا تعرفون عنا شيء، لانك تظهر القضية الفلسطينية من منطق المسيحي العربي الفلسطيني، لم يعطى المسيحي العربي الفلسطيني الدور الكافي ليبرز دوره في هذا الصراع، لكن بنفس الوقت هل المطلوب اليوم هو موقف ديني؟ باختصار لا، هي قضية وطنية وانسانية، فهذا البعد الحضاري هو ما نريد ابرازه، نحن نتحدث عن اخفاق حضارة كاملة، الدور البنائي التنموي الاقتصادي هو ما يجب ان نتحرك به، ليس فقط الدور العسكري والدور السياسي المباشر، هذا قد يأخذ سنين طويلة.
ويعقب الحافي على فكرة التحرير المباشر والعمل المقاوم المباشر، فالقول أن عكا وحيفا واللد والرملة اقل قداسة من القدس، وفكرة ان القدس هي مطلوبة لأنها مقدسة دينيا وبالتالي الاراضي الاخرى غير مقدسة بالمعنى الديني المباشر فقدت شرعية الوطن وشرعية العودة وشرعية ان تكون كل شبر من ارض فلسطين ومن كل الاوطان مقدسة،
ويدعم الحافي الفكرة بذكر حوار تم بين احد قادة الهنود الحمر ومبشر انجيلي جاء من بريطانيا الى القارة الامريكية لتتم عملية الاستيلاء من خلال هذا الجزء من خلال الصهيونية الانجيلية التي احتلت امريكا وكان المبشر له دور والخطاب الديني كان لاحق للاستعمار واستعمار الرجل الابيض. وقال له اين كتابكم المقدس، قال الهندي الاحمر ان الكتاب المقدس لم يكتبه اله غاضب على الواح حجرية، ان كتابنا المقدس هو هذه الوديان والاشجار والجبال، كتابنا المقدس هو هذا الوطن، ولذلك فكرة اعطاء البعد الديني لمنطقة معينة لنزع شرعية وقداسة بقية الوطن هي قضية خطيرة، الاخطر من ذلك ان هناك اتجاه يريد ان يقول بأن فلسطين ليست هي فلسطين، ان المسيح لم يأت الى هذه المنطقة وانما جاء من اليمن، وان موسى لم يقف لم جبل نيبو وانما ذهب للجنوب وان الاقصى ليس في فلسطين وبدأت هذه الاتجاهات المدعومة من جهات معينة اذا لم تعد فلسطين القدس و ليس فيها الاسراء وليس فيها المسجد الاقصى وفلسطين ليس فيها المسيح، هذه الاطروحات تتمادى الى هذا الحد،، الصهيونية تملك كل شيء، الصهيونية تملك الارض حتى لو قلت اي اطروحة تطرحها، الصهيونية لا يهمها شيء، لان الصهيونية هي التي تملك الارض وتملك الواقع، بالتالي انت تضعف مواجهة المشروع الصهيوني عندما تقوض الاسس، حتى علم الآثار اليوم له دور كبير، علم السردية الفلسطينية تفوضها جملة وتفصيلا، المسيحية تفقد شرعيتها في فلسطين جملة وتفصيلا.
ويعرض الحافي لمشاريع اثرية حضارية فكرية خطيرة جدا تصاغ بأيدي عربية ويدفع لها بالاموال العربية تريد ان تسقط قداسة فلسطين، تصور المسلم تقوله له ان المسجد الاقصى في منطقة الطائف، وهذا شيء خطير، مشكلتنا هي الخطاب الاسلامي، فعملوا على الفرقة بين السنة والشيعة عشرات السنين واستخدم الادوات الدينية من اجل تفويض اي مشروع تحرري مستقبلي.
من قال بأن الصهيونية تمثل يهود العالم، 15 مليون يهودي في العالم، كم عدد اليهود في فلسطين؟ فكرة ان اسرائيل تمثل يهود العالم فكرة مرت من فوق عقولنا دون ان نشعر، لماذا نحن قبلنا بأن تكون اسرائيل ممثلة ليهود العالم كله، هم اعلنوا انفسهم بهذه الطريقة ونحن قبلناها.
ويجب ان يكون الخطاب العربي والوطني الثقافي ألا نترك اسرائيل تتفرد بيهود العالم.
ويتابع الحافي ان المعركة هي معركة وعي والمعركة هي حضارية، والفلسطيني اذا بقي وحده ولم يساعده احد امام الذين يقفون خلف المشروع الصهيوني وكل هؤلاء الملايين الذين يقفوا خلف يهودية دولة اسرائيل ونقل السفارة الى القدس وتأييد السردية الصهيونية لاسباب متعددة ثقافيا ودينيا وغير ذلك، بينما نحن نقول ان الفلسطيني هو الذي اتخذ قراره ولا علاقة لنا بالقضية الفلسطينية واصبحت عائق امام الدول العربية في طريق نهوضها وتقدمها هذا كلام مخالف للواقع وعلينا ان نقدم الموقف العربي والاسلامي تجاه القضية الفلسطينية بوعي حضاري عميق للصراع الحضاري الموجود بين العالم الغربي المفتري والمتكبر وبين هذا الدم البريء الذي يسفك كل يوم امامهم، ونحن كعرب ومسلمين ما زلنا حائرين هل هذه معركتنا.

خروب: اسرائيل تضع مشروع القدس الكبرى موضع التنفيذ
يؤكد الكاتب السياسي في «االرأي» محمد خروب أن يؤكد القدس في خطر كبير والمطلوب اعادة النظر في كل ما اتخذ من اجراءات مضادة طوال العقود السبعة على احتلالها.فاسرائيل تسرع تهويد القدس ووضع مشروع القدس الكبرى موضع التنفيذ، ليس فقط في ما تم تنفيذه حتى الآن واحاطة البلدة القديمة بكتل استيطانية في الشمال والجنوب بل خصوصاً في المشروع العملي في استيطان المنطقة المعروفة بـ «E1» التي اذا ما نجح العدو الصهيوني في ازالتها من الخريطة بمعنى ربط شرق القدس بمستوطنة معاليه اوديم (الخان الاحمر) وهي ثلاث مدن كبرى تصل تخوم البحر الميت مما يترتب عليه فصل شمال الضفة الغربية عن جنوبها على نحو لا يمكن الوصول اليهما عبر طريق معروف، الامر الذي ينهي اقامة اي دولة فلسطينية بافتراض ان هناك ما يمكن الرهان عليه بعد ان استوطن ازيد من 800 ألف يهودي.
ويتابع خروب ان من الخطأ القول الاسرائيلي ان اليهود وحدهم هم الذين يقيمون في المستوطنات وليس كل من يحمل الجنسية الاسرائيلية مثل فلسطينيي الداخل (48) المحظور عليهم حتى شراء اي شقق سكنية في مدن وبلدات يهودية.
ويعتبر ان قضية التعليم تشكل خطورة على مستقبل فلسطينيي القدس وخصوصاً طلبة المدارس اذ بات معظهما مجبراً على دراسة المناهج اليهودية بمعنى ان اجيال من الطلبة الفلسطينيين في القدس لن تعرف بعد الآن (عبر الكتب والمناهج الصهيونية) الرواية الفلسطينية عن الصراع مع المشروع الصهيوني، زد على ذلك ان المدارس التي ترفض تدريس المناهج الاسرائيلية يتم حرمانها من اي مساعدات او تبرعات او حتى السماح لها ببناء غرف دراسية جديدة او ترميم بناياتها المتداعية التي لا تسمح بلدية المدينة المحتلة لها بالحصول على تراخيص لذلك. ودعا خروب الى اعادة النظر في كل ما اتخذ من اجراءات مضاده. لان القدس بعد «76» عاماً من الاحتلال غدت جزءاً من القدس الموحدة ولم تعد هي القدس التي عرفناها ومسألة استكمال تهويدها وتوسيع مساحتها لتصل الى البحر الميت تحت اسم القدس الكبرى بات اكثر قرباً.