محمد خرّوب
kharroub@jpf.com.jo
قبل شهر من الاستحقاق الرئاسي الأميركي الحاسم, في الخامس من شهر تشرين الثاني الوشيك, «زارَ» الرئيس الأميركي بايدن, الآفل نجمه والفاقد تأثيره على مُجرمي الدولة العنصرية الإحلالية, وخصوصا رئيس الائتلاف الفاشي في تل أبيب/ مجرم الحرب نتنياهو, زارَ/بايدن قاعة المؤتمرات الصحافية في البيت الأبيض، اول من امس/الجمعة، ليجيب عن أسئلة الصحفيين بشأن «الوضع الراهن». لأول مرة منذ جلوسه على المكتب البيضاوي في 20/1/2021, مُتحدثا بارتباك المتواطئ الذي فقد هيبته ونفوذه على قادة وجنرالات الدولة الديموقراطية «الوحيدة» في الشرق الأوسط, وصاحبة الحق «الأزلي» في الدفاع عن نفسها و«شعبها», رغم عربدتها واحتلالها الطويل لأراضٍ عربية في الضفة والقطاع, كما في سوريا ولبنان, حيث كل تلك الأراضي المحتلة, موضع «نزاع» وليس أرضاً محتلة, كما قالت الأمم المتحدة, بما هي «حائط مَبكى» العرب وخصوصا الفلسطينيين.
فخامة الرئيس الذي زعمَ في كلمة له أمام المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي في شيكاغو في 20/آب الماضي (قبل أن يُرغمَ على الانسحاب من السِباق الرئاسي, والتحوّل الى بطة عرجاء بل كسيحة)، إن «الولايات المتحدة الدولة (الوحيدة) القادرة على قيادة العالم». مُضيفاً في ثقة رجال الكاوبوي وغطرسة اليانكي الأميركي: أقول حرفيا إنه «بدون أميركا، وأنا جاد في كلامي، لا أحد يستطيع قيادة العالم. فقط الولايات المتحدة يمكنها ذلك. أميركا تنتصر وهذا لفائدة العالم كله».
قال بايدن رداً على سؤال بشأن «كيفية الرد» الذي ستقوم به دولة العدو الصهيوني على إيران: «لم يُقرّر الإسرائيليون بعدْ, ما الذي سيفعلونه بخصوص الهجوم، والمناقشات ما زالت مستمرة». لو كنت مكانهم ـ أضاف في نفاق موصوف ـ لـَ«فكّرتُ في بدائل أخرى عن حقول النفط». هو إذا يواصل منح «الأضواء الخضراء» لمُجرمي الكيان الإستعماري, كما فعلَ/بايدن وما يزال يفعل, في حرب الإبادة الجماعية والتهجير والتدمير في قطاع غزة. كذلك الحال في لبنان. أما «نصيحته» لنتنياهو, فلا تعدو كونها مصلحة أميركية صِرفة, هدفها الحؤول دون ارتفاع أسعار النفط, ليس فقط على المواطن الأميركي, بل خصوصاً لمصلحة كارتلات النفط الأميركية/ومتعددة الجنسيات, وليس حرصاً على المنشآت النفطية الإيرانية, حتى لو اختار قادة الدولة الفاشية الصهيونية ضرب المنشآت النووية الإيرانية, وهي بالمناسبة حُلم نتنياهو «الأول", كي يدخل تاريخ دولة اللصوص والقتلة من أوسع ابوابه, كما هي حال الإرهابي الصهيوني مناحيم بيغن, عندما دمّرت طائرات صهيونية, مفاعل «تموز» العراقي في عام1981/. وكما فعل مُجرم الحرب إيهود أُولمِرت, عندما «أغارَت» طائرات العدو في أيلول 2007, على ما زُعِم صهيونياً وأميركياً, أنه «مُفاعل نووي» سوري, كان في طور الإنشاء, قيل ان كوريا الشمالية قدّمته لدمشق.
هل يضرِب «نتنياهو» مفاعلات نووية إيرانية؟
سؤال يصعب التكهن بإجابته, خاصة بعد الضرية الصاروخية الإيرانية للكيان الصهيوني, التي عكست من بين أمور أخرى, قُدرة إيرانية واضحة, ليس فقط بإيذاء كيان العدو, بل خصوصاً في «تدفيعه» ثمناً باهظاُ, حال أقدمَ على خطوة حمقاء كهذه, اللهم إلا إذا تلقى ضوءاً أخضر أميركياً, مُعتمداً/نتنياهو على الحشود العسكرية الأميركية غير المسبوقة في المنطقة. رغم تسريبات/أميركية تبدو مقصودة, إذ نقلَ موقع «أكسيوس» الإخباري ألأميركي عن مصادر في «البنتاغون». ان أسئلة تُطرَح في أروقته, حول ما إذا كانت هذه الحشود العسكرية تُسهِم في «تبريد» المواجهة, أم تزيد من «إشتعالها؟.
لعل أكثر ما يُثير السخرية في ما قاله بايدن, في قاعة المؤتمرات الصحافية في البيت الأبيض، هو إجابته على سؤال: ما إذا «حاولت إسرائيل التدخّل» في الانتخابات الرئاسية للولايات المتحدة, من خلال «تجاهل التوصيات» الأميركية في الشرق الأوسط؟، ردَّ بايدن: «لا تُوجد إدارة (أميركية) ساعدتْ إسرائيل أكثر مني. أعتقد ــ أضافَ بتزلف ــ أنه يجب عليه (يقصِد نتنياهو) أن يتذكّر ذلك. لا أعرف ـ إستطردَ ـ ما إذا كان يحاول التأثيرعلى الانتخابات، لكني لا أتوقع ذلك».
* استدراك:
غداً هو اليوم «الأول» من السنة «الثانية» على ملحمة «طوفان الأقصى» في 7 أكتوبر 2023, حيث سيُعيد قادة الكيان الفاشي أسطواناتهم المكرورة عن «مُعادة السامية», والمذبحة الأولى منذ اسطورة الهولوكوست المُضخّمة, وغيرها من الأكاذيب المحمولة على تهديدات بـ«ذراع» إسرائيل, التي تصِل الى «اي مكان في الشرق الأوسط», في تهديد مُعلَن.. واضح وصريح لكل العرب اولاً, كما «بعض» المَنضوين «ضمن» هذا المصطلح الذي طمسَ على مصطلح «العالم أو الوطن العربي». وفي هذه المناسبة أكد الجنرال الصهيوني/اسحق بريك الملقب «نبي الغضب», في مقالة لصحيفة «معاريف» العبرية, أنه » حان الوقت لـ«بيبي/نتنياهو ومؤيديه, لإدراك أن شعارات «تدمير حماس بالكامل» و«اخضاع حزب الله», هي أهداف «لا يُمكن تحقيقها»، ومحاولة الوصول إليهم تقوده وحكومته إلى قرارات غير عقلانية, وإلى استمرار حرب الاستنزاف التي تُلحق أضرارا جسيمة بإسرائيل. ومن خلال تنفيذ هذه القرارات، قد لا نُحقق الأهداف المهمة حقا, والتي يمكن تحقيقها، إذا لم يعد «بيبي» وأصدقاؤه إلى رشدهم قريبا. سلوك نتنياهو قد يؤدي إلى انهيار إسرائيل». ختمَ/بريك.