دولة الفاشيّين في تجلياتها.. العُنصرية الاستعمارِية!

21/12/2023

محمد خرّوب
في وقت يواصل فيه جيش العدو الصهيوني حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة, دون أي خشية من عوافب أو حتى إبداء «قلق», إزاء كل الثرثرة والتصريحات المغسولة والكاذبة التي يُدلي بها مسؤولون أميركيون, في البيت الأبيض أو جنرالات البنتاغون, خاصة في ما يتعلق بـ«الحدّ» من أعداد المدنيين, الذين تستهدفهم طائرات ودبابات ومدفعية الفاشيين الصهاينة, المزودة بقذائف واسلحة أميركية فتاكة.

في وقت كهذا لم يتردّد قادة جيش النازية الصهيونية في القول بكل صلف وغطرسة: إن فداحة الخسائر البشرية في صفوف المدنيين, هي «تكلفة الحملة المكثفة» التي تشنها إسرائيل لتدمير حركة حماس في غزة, واستراتيجية حرب المدن التي ينتهجها «المُسلحون».

تبرير مُتهافت كهذا جاء على لسان مسؤوليْن عسكرّييْن صهيونيّين, خلال مؤتمر صحافي عقداه في قاعدة «بلماحيم» الجوية التي تبعد 45 كيلومتراً عن غزة، إن إسرائيل–زعمَ أحدهما - تُدرك أن الكلفة في أرواح المدنيين لكل ضربة «تتوازن» مع تقييم الميزة العسكرية. فيما قال آخر/ يشغل موقع مستشار «قانوني» لجيش العدو: إن سلاح الجو يُنفذ «الآلاف والآلاف من الهجمات، وكثيراً ما تتطلب الهجمات قوة نيران كثيفة» لاختراق الأنفاق. مُضيفاً في كذب ووقاحة (في القاعدة الساحلية، التي تنطلق منها طائرات عسكرية رمادية مسيَّرة في عمليات القصف): «من المأساوي حقاً أن يؤدي ذلك إلى سقوط عدد كبير من المصابين المدنيين»، مشيراً إلى أنه «بسبب العدد الهائل من القنابل، لم تتمكن إسرائيل دائماً من التحذير قبل الضربة، ولهذا السبب تحوّلت إلى الإخلاء الجماعي لمناطق الصراع». لافتاً «مَن يُوصَفُ «المستشار القانوني» للجيش الفاشي، إلى أن.. «المستشفيات قد تتحوّل إلى هدف عسكري مشروع إذا استخدمها مُقاتلون».


على المقلب الأخر لا تخرج صحف العدو الصهيوني عن خط التحريض العدواني الوحشي الذي يقوده مجلس الحرب بقيادة ثلاثي الإجرام الموصوف..نتنياهو, غالنت وغانتس, إضافة بالطبع إلى مجرم الحرب هيرتسي هاليفي رئيس أركان جيش القتلة.

إذ حاء في «الخبر الرئيس» للصحيفة اليمينية المتطرفة «إسرائيل اليوم» أول أمس/ الثلاثاء تحت عنوان «إنتقاد في الكابينت: لا تذيبوا الحرب». يقول: انتقاد في الكابينت على نية رئيس الوزراء إقرار «إعادة سكان إلى شمال القطاع, وعلى إمكانية أن يتمكّن موظفو السلطة الفلسطينية من المشاركة في الحكم في غزة في اليوم التالي للحرب».

يُفكّر رئيس الوزراء نتنياهو - يُضيف الخبر - بالاستناد إلى موظفي السلطة الفلسطينية الذين يسكنون في غزة كجسم يدير الحياة في القطاع»، وذلك بعد إنهاء «المرحلة الأولى» من الحرب, وقد «فُحِصتْ الفكرة كجزء من جملة إمكانيات ولم يتخذ فيها بعد قرار نهائي.

تحدث نتنياهو مرات عديدة ــ إستطردتْ الصحيفة الصهيونية» ضد تسليم إدارة الحياة في القطاع الى السلطة الفلسطينية. في مُحيطه ـــ تابعتْ ــ يقولون مُعقبين على ذلك انه/ اي نتنياهو (في كل حال سيُصِر على ان يكون «الجسم الذي يُسيّر الإدارة المستقبلية نقيا من الإرهاب ومن التحريض على الإرهاب». ومع ذلك، في محيط نتنياهو «لم يستبعدوا فكرة الإستناد إلى موظفي السلطة كمن يشاركون في الحكم المستقبلي».

كيف ردّ نتنياهو؟.
قالت الصحيفة الصهيونية: جاء من مكتب رئيس الوزراء التعقيب التالي: «التقرير ليس صحيحاً. رئيس الوزراء نتنياهو هو الذي يتصدّر السياسة التي تقول: إنه «لن يُسيطر في قطاع غزة بعد تصفية حماس, أي محفل يُعلم الإرهاب، يُمول الإرهاب ويدفع لعائلات المُخربين». (يقصِد السلطة الفلسطينية).

ثمة مثال آخر على ما تحفل به وسائل إعلام العدو. في صحيفة «معاريف» كتبَ العقيد موشيه إلعاد مقالة تحت عنوان «نهاية للخدعة» جاء فيها:حرب «السيوف الحديدية» هي خط الفصل لعدد من الظواهر المرتبطة بقطاع غزة، ولكنها - أضاف - أولا وقبل كل شيء يجب أن تكون نقطة بداية لـ«مشروع تجريبي لتفكيك مخيمات اللاجئين وبناء مساكن ومؤسسات تعليم، صحة ورفاه جديدة وحديثة للسكان الفلسطينيين».


خلقتْ الحرب في غزة - واصلَ العقيد الصهيوني الذي سبق رتبته العسكرية تعريف بأنه «د.» - وضعاً جديداً في إطاره «سيكون مُمكناً المبادرة إلى عمل يتوق له الكثيرون في العالم منذ سنين طويلة: تصفية وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا). عمليا، تخلد المنظمة المتفرعة والتي تشكل سابقة في الأمم المتحدة اللجوء الفلسطيني, بدلاً من العناية باللاجئين وإعادة تأهيلهم، الأمر الذي هو غايتها الأصلية».

أما «نحاميا شترسلر» فكتب في/هآرتس مقالة بعنوان: الطريقة الوحيدة لهزيمة حماس قال فيها: لا يوجد لغزة وقود خاص بها أو كهرباء مستقلة أو غذاء خاص بها، ولا حتى مياه نقية. يجب ايضا الفهم - أضاف ــ بأن الحرب يتم الانتصار فيها ليس فقط, عندما يتم قتل المخرب الأخير، بل عندما تسقط روح القتال لدى العدو ويصاب باليأس ويرفع اليدين. ولا يوجد أي شيء يبعث على اليأس, أكثر من نقص الوقود والكهرباء والغذاء والمياه. في اللحظة التي يكون فيها الجمهور وجيش حماس - تابعَ - جائعين وعطشانين وليس لديهم كهرباء أو وقود، فان الجمهور سيخرج إلى مظاهرات ضخمة ضد القيادة، الأمر الذي سيؤدي إلى انخفاض شامل في المعنويات وكسر الرغبة في القتال والاستسلام. هذا هو أيضاً رأي الجنرال إحتياط/غيورا آيلاند.
إنها... دولة الفاشيين والقتلة واللصوص.
* المقال مقتبس من صحيفة الرأي ويعبر عن رأي كاتبه