الملك: كارثة غزة تدفع المنطقة إلى الهاوية

22/10/2023

جلالته يجري سلسلة لقاءات مع قادة وزعماء على هامش قمة القاهرة للسلام
عند توقف القصف لن تتم محاسبة إسرائيل وسيستمر ظلم الاحتلال

الوقف الفوري للحرب وحماية المدنيين انسجاماً مع قيمنا المشتركة والقانون الدولي
حملة القصف العنيفة شرسة ومرفوضة وعقاب جماعي لسكان محاصرين بلا حول ولا قوة
ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية والوقود والغذاء والدواء بشكل مستدام ودون انقطاع
فرض التهجير القسري أو النزوح على الفلسطينيين جريمة حرب وخط أحمر
عواقب اللامبالاة الدولية كارثية.. والصراع لن يؤدي إلا لمزيد من الموت والدمار والكراهية واليأس
تطبيق القانون الدولي انتقائي وحقوق الإنسان تتوقف عند الحدود وباختلاف الأعراق والأديان
سفك الدماء هو ثمن الفشل في إحراز تقدم ملموس نحو أفق سياسي يحقق السلام
على إسرائيل أن تدرك أن لا حل عسكرياً لمخاوفها الأمنية وأنه لا يمكن لدولة أن تزدهر إذا بنيت على أساس من الظلم


جلالته يدعو في «قمة القاهرة» لوقف فوري للحرب وحماية المدنيين

عندما يتوقف القصف لن يحاسب الاحتلال وسيستمر ظلمه
إسرائيل جوّعت الفلسطينيين عقوداً للحرية والمستقبل
القيادة الإسرائيلية لن تستطيع تهميش 5 ملايين فلسطيني
عواقب اللامبالاة الدولية كارثية.. والعالم يصمت عن الحصار
سفك الدماء سببه الفشل في تحقيق تقدم نحو أفق سياسي
واجبنا كمجتمع دولي إعادة إطلاق عملية سياسية هادفة
حياة الفلسطينيين لا تقل قيمة عن حياة الإسرائيليين
أمن الشعوب يتطلب إقامة دولتين بين النهر والبحر
السياسة الإسرائيلية المتشددة بُنيت على الأمن بدل السلام

يغضبني استهداف المدنيين.. وقصف القطاع عقاب جماعي
الصراع لن يؤدي إلا لدوامـــات من الموت والكراهية واليأس
التهجير القسري خط أحمر.. وإيصال المساعدات ضرورة
القاهرة - الرأي

ألقى جلالة الملك عبدالله الثاني، كلمة في قمة القاهرة للسلام، التي تستضيفها مصر في إطار الجهود المبذولة لوقف الحرب على غزة، بمشاركة قادة دول ورؤساء وفود عربية ودولية.

وفيما يلي نص كلمة الملك:
«بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي العربي الهاشمي الأمين، أخي فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، أصحاب الجلالة والفخامة والسمو، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أتوجه بالشكر لفخامة الرئيس، على الدعوة لاجتماعنا، في هذا الوقت العصيب، من أجل العمل معا، وفورا، على وقف هذه الكارثة الإنسانية، التي تدفع منطقتنا كلها نحو الهاوية.

اسمحوا لي أن أتوجه بالحديث بالإنجليزية إلى أصدقائنا من أوروبا والعالم المتواجدين معنا، فرسالتي لهم.

أصدقائي، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، هكذا يحيي المسلمون والعرب، الآخرين، بالدعوة لهم بالسلام والرحمة من الله.

جاء ديننا برسالة للسلام، فالعهدة العمرية، التي صدرت على عتبات بوابات القدس قبل ما يقرب 15 قرنا من الزمن وقبل أكثر من ألف عام من صدور اتفاقيات جنيف، أمرت الجنود المسلمين بألا يقتلوا طفلا، ولا امرأة، ولا كبيرا في السن، وألا يقطعوا شجرة، وألا يؤذوا راهبا، وألا يدمروا كنيسة.

هذه قواعد الاشتباك التي يجب على المسلمين تطبيقها والالتزام بها، كما يتحتم الالتزام بها على كل من يؤمن بإنسانيتنا المشتركة، فحياة كل المدنيين ثمينة.

أصدقائي، تغضبني وتحزنني أعمال العنف التي استهدفت المدنيين الأبرياء في غزة والضفة الغربية وإسرائيل.


إن حملة القصف العنيفة الدائرة في غزة في هذه الأثناء هي حملة شرسة ومرفوضة على مختلف المستويات.

إنها عقاب جماعي لسكان محاصرين لا حول لهم ولا قوة.. إنها انتهاك فاضح للقانون الدولي الإنساني..

إنها جريمة حرب.

ومع ذلك، كلما تزداد وحشية الأحداث، يبدو أن اهتمام العالم يقل شيئا فشيئا.
ففي أي مكان آخر، كان العالم ليدين استهداف البنى التحتية للمدنيين، والحرمان المتعمد للسكان من الغذاء، والمياه، والكهرباء، والاحتياجات الأساسية.. وبالتأكيد كانت لتتم مساءلة الفاعل فورا.

وهكذا كان الحال فعلا في الفترة الأخيرة، في صراع آخر.

لكن ليس في غزة، فقد مر أسبوعان منذ فرضت إسرائيل حصارا كاملا على قطاع غزة، ويستمر مع ذلك الصمت الدولي من غالبية البلدان.

ولكن الرسالة التي يسمعها العالم العربي عالية وواضحة: حياة الفلسطينيين أقل أهمية من حياة الإسرائيليين.. حياتنا أقل أهمية من حياة الآخرين. وتطبيق القانون الدولي انتقائي، وحقوق الإنسان لها محددات، فهي تتوقف عند الحدود، وتتوقف باختلاف الأعراق، وتتوقف باختلاف الأديان.

هذه رسالة خطيرة جدا، وعواقب اللامبالاة والتقاعس الدوليين المستمرين ستكون كارثية علينا جميعا.

أصدقائي، لا يمكننا أن ندع العاطفة تملي علينا كيفية التعامل مع هذه اللحظة، فأولوياتنا اليوم واضحة وعاجلة: أولا: الوقف الفوري للحرب على غزة، وحماية المدنيين، وتبني موقف موحد يدين استهدافهم من الجانبين، انسجاما مع قيمنا المشتركة والقانون الدولي، الذي يفقد كل قيمته إذا تم تنفيذه بشكل انتقائي.

ثانيا: إيصال المساعدات الإنسانية والوقود والغذاء والدواء بشكل مستدام ودون انقطاع إلى قطاع غزة.


ثالثا: الرفض القاطع للتهجير القسري للفلسطينيين أو التسبب بنزوحهم، فهذه جريمة حرب وفقا للقانون الدولي، وخط أحمر بالنسبة لنا جميعا.

هذا الصراع، أصدقائي، لم يبدأ قبل أسبوعين، ولن يتوقف إذا واصلنا السير على هذا الطريق الملطخ بالدماء. ونحن جميعا ندرك جيدا أن ذلك لن يؤدي إلا إلى المزيد من دوامات الموت والدمار والكراهية واليأس.

وبينما تقوم إسرائيل اليوم بتجويع المدنيين في غزة حرفيا، فإنه لطالما تم تجويع الفلسطينيين لعقود عن الأمل والحرية والمستقبل.

وعندما يتوقف القصف، لن تتم محاسبة إسرائيل، وسيستمر ظلم الاحتلال وسيدير العالم ظهره، إلى أن تبدأ دوامة جديدة من العنف. إن سفك الدماء الذي نشهده اليوم هو ثمن هذا الفشل في تحقيق تقدم ملموس نحو أفق سياسي يحقق السلام للفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء.

ويتعين على القيادة الإسرائيلية أن تدرك أنه لا يوجد حل عسكري لمخاوفها الأمنية، وأنها لا تستطيع الاستمرار في تهميش خمسة ملايين فلسطيني يعيشون تحت احتلالها، محرومين من حقوقهم المشروعة، وأن حياة الفلسطينيين لا تقل قيمة عن حياة الإسرائيليين.

وعلى القيادة الإسرائيلية أن تدرك أيضا، وبشكل نهائي، أنه لا يمكن لدولة أن تزدهر أبدا إذا بنيت على أساس من الظلم.

على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية، رأينا كيف تحولت أحلام حل الدولتين وآمال جيل كامل إلى يأس. هذه هي سياسة القيادة الإسرائيلية المتشددة، التي بنيت على الأمن بدل السلام، وفرض حقائق جديدة غير شرعية على الأرض تجعل هدف الدولة الفلسطينية المستقلة غير قابل للتطبيق، وفي هذه الأثناء، تسببت بتمكين المتطرفين من الجانبين.

ولكنه لا يمكننا غض النظر عن هذا الصراع باعتبار حله بعيد المنال، من أجل الفلسطينيين والإسرائيليين.

إن رسالتنا الموحدة للشعب الإسرائيلي يجب أن تكون أننا نريد مستقبلا من السلام والأمن لكم وللفلسطينيين، حيث يعيش أبناؤكم وأبناء الفلسطينيين دون خوف.

ومن واجبنا كمجتمع دولي أن نفعل كل ما هو مطلوب لإعادة إطلاق عملية سياسية هادفة يمكنها أن تأخذنا إلى سلام عادل ومستدام على أساس حل الدولتين.

إن السبيل الوحيد لمستقبل آمن لشعوب الشرق الأوسط والعالم أجمع، للمسلمين والمسيحيين واليهود على حد سواء، يبدأ بالإيمان بأن حياة كل إنسان متساوية في القيمة، وينتهي بدولتين، فلسطين وإسرائيل، تتشاركان في الأرض والسلام من النهر إلى البحر.

لقد حان الوقت للعمل بجدية.

شكرا لكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».

وضم الوفد الأردني للقمة نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، ومدير مكتب جلالة الملك، الدكتور جعفر حسان، والسفير الأردني في القاهرة أمجد العضايلة.

وكان جلالة الملك عاد إلى الوطن، بعد أن شارك في قمة القاهرة.


الملك: تكثيف الجهود العربية لوقف الحرب على غزة
جلالته يبحث مع قادة عرب وأجانب التطورات الخطيرة في القطاع
تدهور الوضع الإنساني حال حصول عمل عسكري بري

أكد جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين خلال لقائهما، ضرورة تكثيف الجهود العربية وتوحيدها لوقف الحرب على غزة.

ولفت جلالته في اللقاء، الذي عقد على هامش قمة القاهرة للسلام التي تستضيفها مصر، إلى أولوية العمل مع المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لوقف العدوان فورا، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية ورفع الحصار، وحماية المدنيين.

وشدد الزعيمان على أن استمرار الحرب سيؤدي بالمنطقة إلى منزلق خطير، ودوامة جديدة من العنف.

كما حذر جلالته، خلال لقائه رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، من استمرار الحرب على قطاع غزة، والذي قد يدفع إلى انفجار الأوضاع في المنطقة.

وأشار الملك في اللقاء الذي عقد على هامش القمة إلى خطورة التصعيد الإسرائيلي، محذرا من تدهور الوضع الإنساني في حال حصول أي عمل عسكري بري.

كما حذر من أية خطوات تسعى لدفع سكان القطاع نحو التهجير القسري داخل الأراضي الفلسطينية أو إلى دول الجوار، معتبرا أن هذا الأمر مرفوض ويعد خطاً أحمر بالنسبة للأردن.

وعقد الملك لقاء مع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس لبحث التطورات الخطيرة في قطاع غزة.

وأكد جلالته، خلال اللقاء الذي عقد على هامش القمة، أن على المجتمع الدولي أن يدين استهداف البنى التحتية للمدنيين في غزة، والحرمان المتعمد للسكان من الغذاء والمياه والكهرباء والوقود.

وجدد المطالبة بالوقف الفوري للحرب على غزة وحماية المدنيين، وإيصال المساعدات الإنسانية بشكل مستدام إلى القطاع.

كما حذر جلالته من أية خطوات للتهجير القسري للفلسطينيين أو التسبب بنزوحهم.

من جهة اخرى، تلقى جلالة الملك اتصالا هاتفيا من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بحثا خلاله الأوضاع المتدهورة في غزة.

وأكد الملك خلال الاتصال ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل فوري لوقف الحرب الدائرة في غزة وحماية المدنيين ورفع الحصار.

وحذر جلالته من تبعات ما يجري في القطاع على المنطقة والعالم، ومن خطورة تدهور الوضع الإنساني في حال حصول عمل عسكري بري، مجددا رفضه تهجير الفلسطينيين أو القيام بإجراءات تجبرهم على النزوح داخل قطاع غزة.