ارتفاع حصيلة الضحايا بسبب قوة الزلزال واتساع الرقعة الجغرافية

10/09/2023

 أكثر من ألف قتيل جراء زلزال المغرب

الأحد, 10 أيلول 2023

ارتفاع حصيلة الضحايا بسبب قوة الزلزال واتساع الرقعة الجغرافية
المغرب - أ ف ب


ارتفعت حصيلة الزلزال العنيف الذي ضرب المغرب ليل الجمعة إلى 1037 قتيلا و1204 جريحا، من بينهم 721 في حالة حرجة، معظمهم في مناطق جبلية جنوبي مراكش، وفق آخر حصيلة رسمية أعلنتها وزارة الداخلية أمس.

وسجل أكثر من نصف هؤلاء القتلى في إقليمي الحوز (542) وتارودانت (321). ويضمان العديد من القرى المتناثرة في قلب جبال الأطلس الكبير، وهي بمعظمها قرى يصعب الوصول إليها وغالبية المباني فيها لا تحترم شروط مقاومة الزلازل.

وأكدت الوزارة إن «عملية الإنقاذ متواصلة منذ ليلة» الجمعة، مشيرة إلى «تجنيد وحدات تدخل متخصصة مكونة من فرق البحث والإنقاذ»، فيما تشهد المرافق الصحية في مختلف المناطق المتضررة تعبئة شاملة لتقديم العلاجات اللازمة.

ودعا «المركز الجهوي لتحاقن الدم» في مراكش المواطنين إلى التوجه إلى مقره السبت للتبرع بالدم. وشهدت مراكزه توافد الكثيرين من المتبرعين في عدة مدن، بحسب صور نشرتها وسائل الإعلام المحلية.


واستيقظت المملكة أمس على هول الصدمة والهلع غداة هزة أرضية بلغت 7 درجات على مقياس ريختر، بحسب ما ذكر المركز الوطني للبحث العلمي والتقني، مشيرا إلى أن مركزها يقع في إقليم الحوز، جنوب غرب مدينة مراكش التي تعتبر مقصدا سياحيا كبيرا.
منتصف يوم أمس كان رجال الإنقاذ في قرية مولاي إبراهيم الجبلية بإقليم الحوز يواصلون البحث عن ناجين تحت أنقاض البيوت، فيما يحفر آخرون من سكان القرية في مكان غير بعيد مقابر لمواراة الضحايا، وفق ما أفاد مراسلو وكالة فرانس برس.

وهذا أقوى زلزال يضرب المغرب. لكنه وصف أيضا «بالاسثتنائي» نظرا لبؤرته الواقعة في قلب جبال الأطلس الكبير حيث تنتشر العديد من القرى التي يصعب الوصول إليها.
وأوضح المكلف بقسم عمليات الإنقاذ في المديرية العامة للوقاية المدنية الكولونيل هشام شكري للتلفزيون المغربي العمومي «نحن أمام حالة طارئة ولكن في الوقت نفسه اسثتنائية لأن لا أحد من السكان كان يتوقع حدوث زلزال في هذا المنطقة قوته ومكانه يجعلانه زلزالا استثنائيا».

من جهته رجح مدير المعهد الوطني للجيوفيزياء ناصر جبور ارتفاع حصيلة الضحايا «بالنظر إلى قوة الزلزال واتساع الرقعة الجغرافية للمنطقة المنكوبة».

وأضاف «هناك طرق ومسالك جبلية والوصول إليها صعب في بعض الأحيان بسبب انزلاقات التربة لا ننسى ان أشكال أنماط البناء في المنطقة نسبة كبيرة منه تقليدي».

صباح أمس أعلنت القوات المسلحة في بيان أنها «نشرت بشكل مستعجل وسائل بشرية ولوجستية مهمة، جوية وبرية، إضافة إلى وحدات تدخل متخصصة مكونة من فرق البحث والانقاذ، ومستشفى طبي جراحي ميداني».

وأضاف البيان «تم نشر وحدات للتدخل، وطائرات، ومروحيات، وطائرات بدون طيار، ووسائل هندسية، ومراكز لوجستية بعين المكان بهدف تقديم الدعم الضروري لمختلف القطاعات المعنية والساكنة المتضررة».

وتسبب الزلزال بأضرار مادية جسيمة بحسب صور ومشاهد أوردتها الصحافة المحلية وشبكات التواصل الاجتماعي.

وفضل الكثيرون في مراكش خصوصا قضاء الليل في العراء جراء الهلع وشائعات من احتمال حدوث هزات ارتدادية، في بلد لم يتعود على الزلازل العنيفة.

وأظهرت مشاهد انهيار جزء من مئذنة في ساحة جامع الفنا الشهيرة التي تعتبر قلب مراكش النابض، ما أسفر عن سقوط جريحين.

وشوهد مئات الأشخاص يتقاطرون إلى هذه الساحة الشهيرة لتمضية الليل فيها خشية وقوع هزات ارتدادية، وحمل بعضهم بطانيات وأغطية فيما افترش البعض الأخر الأرض مباشرة.

وروت هدى التي تقطن في المدينة في الساحة «كنا نتنزه في جامع الفنا عندما بدأت الأرض تهتز تحت أقدامنا، شعرنا بصدمة. نحن سالمون لكني ما زلت تحت وقع الصدمة. ما لا يقل عن عشرة من أفراد عائلتي قضوا في إجوكاك (قرية ريفية في الحوز). أكاد لا أصدق، كنت معهم قبل يومين».

كانت السائحة البريطانية ميمي ثيوبالد البالغة 25 عاما جالسة على شرفة مطعم مع صديقات لها «عندما راحت الطاولات تهتز والصحون تتطاير، فدب الذعر فينا».

وأضافت «بعد ذلك حاولنا العودة إلى الفندق لأخذ حقائبنا وجوازات السفر لأن رحلتنا للعودة إلى ديارنا غدا لكن كان ذلك مستحيلا لأن الفندق يقع في المدينة القديمة. وكان الركام منتشرا في الشوارع ولم يكن الأمر آمنا. هذه المرة الأولى التي اختبر فيها زلزالا. وبعد تراجع مستوى الصدمة أدركنا أننا محظوظات ببقائنا على قيد الحياة».

وإلى جانب مراكش، شعر سكان الرباط والدار البيضاء وأغادير والصويرة بالزلزال الذي أثار حالة من الذعر.

وخرج عدد من المواطنين إلى شوارع هذه المدن خشية انهيار منازلهم، على ما أظهرت مشاهد متداولة على شبكات التواصل الاجتماعي.

واظهرت صور ومقاطع فيديو نشرها مستخدمو الإنترنت ركام مساكن في أزقة مراكش وسيارات تضررت جراء تساقط حجارة.

وروى الفرنسي ميكايل بيزيه البالغ 43 عاما والذي يملك ثلاثة منازل تقليدية في مراكش القديمة «كنت في سريري عندما بدأ كل شيء يهتز. شعرت وكأن سريري سيطير. خرجت إلى الشارع. كانت الفوضى عارمة. أمر لا يصدق».

وتوالت ردود الفعل المعزية بضحايا الزلزال عارضة مساعدات، من فرنسا والولايات المتحدة واسبانيا وروسيا والصين وأوكرانيا والاردن والسعودية والإمارات ومصر وغيرها من البلدان.

وفي وقت سابق، عبّر رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الذي تستضيف بلاده قمّة مجموعة العشرين في نيودلهي، عن تعازيه لأقارب ضحايا الزلزال. وكتب على منصة إكس (تويتر سابقا) «حزين جدا لفقدان أرواح نتيجة الزلزال في المغرب».

في 24 شباط 2004 ضرب زلزال بلغت قوته 6,4 درجات على مقياس ريختر محافظة الحسيمة على بعد 400 كيلومتر شمال شرق الرباط وأسفر عن سقوط 628 قتيلا وعن أضرار مادية جسيمة. في 29 شباط 1960 دمر زلزال بقوة 5,7 درجات مدينة أغادير الواقعة على ساحل البلاد الغربي مخلفا أكثر من 15 ألف قتيل، أي ثلث سكان المدينة.