"الرأي للتدريب" ينظم دورات لمجابهة التضليل الإعلامي

02/06/2020

ينظم مركز الرأي للتدريب الإعلامي بالشراكة مع مكتب اليونسكو في عمان ومؤسسة فريدريش نومان الألمانية دورات تدريبية لمجابهة التضليل الإعلامي والمعلومات المغلوطة، اعتبارا من شهر حزيران الجاري.

وتأتي هذه الدورات ضمن سلسلة فعاليات تنظمها منظمة اليونسكو وفريدرش نومان عقب إطلاق دليل تدريبي للصحفيين لمواجهة التضليل الإعلامي والشائعات والمعلومات المغلوطة، والذي وضعه مجموعة من الخبراء من مختلف دول العالم ضمن احتفالات اليونسكو باليوم العالمي لحرية الصحافة وتمت ترجمته لعدة لغات من ضمنها اللغة العربية.


وسيعتمد هذا الدليل كمحور أساسي للدورات التدريبية التي ستقام في مركز الرأي للتدريب الإعلامي بحيث تصنف الدورة الأولى كدورة مدربين بهذا المجال تحاضر بها الخبيرة الدولية ربى الحلو، ومن ثم يتولى المشاركون بدورة المدربين مهام التدريب لسلسلة من الدورات للصحفيين العاملين بمختلف المؤسسات الإعلامية إضافة للمهتمين من خريجي كليات الإعلام وغيرهم، تقام تباعا بالمركز.


وفي هذا الإطار قال مدير عام المؤسسة الصحفية الرأي جهاد الشرع إن تنظيم مركز التدريب لهذه الدورات وانفتاح المؤسسة على مختلف المنظمات الدولية والعربية يأتي ضمن ايمان المؤسسة بان حماية حرية التعبير المسؤولة ومجابهة المعلومات المغلوطة والتضليل الاعلامي لن يتحقق ما لم يكن هنالك جهد دولي بهذا المجال يرسخ أهمية المؤسسات الإعلامية في المجتمع، ويعظم دور الصحفيين المهنيين ويوفر لهم كل الفرص للتدريب والتعليم المستمر.


وأشاد الشرع بالتعاون المستمر بين الرأي ومكتب اليونسكو بعمان للعام الثاني على التوالي ورحب بدخول مؤسسة فريدريش نومان كشريك ثالث في هذا العام، مبينا أهمية ان لا يقتصر دور المؤسسات الإعلامية على نقل الأخبار بل يتعداه الى تأهيل كوادر قادرة على إنتاج محتوى إعلامي يسهم في تشكيل رأي عام مستنير، داعيا المؤسسات للاستفادة من الثورة الرقمية التي اختصرت المسافات وجعلت من العالم قرية صغيرة، مؤكدا ان المؤسسات الإعلامية تواجه تحديات لم تعهدها من قبل، وان دورها يتعاظم في الدفاع عن حق المجتمع بالمعرفة.


ومن جانبها قالت كوستانزا فارينا ممثلة اليونسكو في الأردن «إن المعطيات والأخبار التي لم يُتحقق من صحتها وحتى غير الصحيحة منها تنشر غالبًا عن غير قصد، فيصبح تحول تلك الأخبار إلى تضليل معدياً أكثر من فيروس كورونا». وبينت ان النسخة العربية من هذا الدليل التدريبي تأتي في وقت هام لتعالج موضوعاً ملحاً لجميع من يمارسون أو يدرسون الصحافة في المنطقة العربية، مشيرة إلى ان هذا الدليل التدريبي يعتبر مرجعاً لمدربي ومدرسي الصحافة، بالإضافة إلى الإعلاميين والمحررين وجميع المهتمين بكيفية مشاركة المعلومات واستخدامها، وأكدت أن محاربة التضليل هي مهمة بالغة الأهمية، وأن هذا الكتيب هو دليل تدريبي ودعوة للعمل الفعلي لوضع قواعد لمواجهة التضليل الإعلامي.


فيما أكد المدير الإقليمي لمؤسسة فريدريش ناومان ديرك كونتسه، على أن التطورات الأخيرة في العالم بشأن جائحة كورونا، بينت أن المعرفة أمر بالغ الأهمية ويجب علينا إيلاء هذا الموضوع القدر الذي يستحقه من الاهتمام مبيناً أن هذا هو جوهر عمل المؤسسة.


وأضاف «في الأوقات التي يمكن فيها للمعرفة أن تقرر مصير الحياة، وفي الأوقات التي تنتهك فيها الحريات الشخصية من أجل «الخير الأكبر»، نحن بحاجة إلى «السلطة الرابعة» قوية ومجهزة تجهيزًا جيدًا من الناحية الفكرية، وبين أن إطلاق النسخة العربية من الدليل، يأتي ضمن مشاريع أخرى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وألمانيا،هو جزء من خطة المؤسسة لتوفير حلول عملية لمواجهة التضليل الإعلامي خلال الأزمة العالمية الحالية وما بعدها.


ومن جانبه بين مدير مركز الرأي للتدريب الإعلامي الزميل خالد القضاة ان المركز سيراعي كل النواحي الصحية أثناء استضافة الدورات سواء كانت عبر تقنية الفيديو، او إذا عقدت مباشرة بالمركز بالتوافق مع إعادة فتح القطاعات والأنشطة بمختلف المؤسسات، وسيطبق الاشتراطات اللازمة لعقد الدورات وفقا لتواريخها، مشيرا ان المركز بقاعاته المختلفة مجهز بكافة التقنيات الرقمية او اللوجستية لتنظيم واستضافة الدورات تباعا او بذات التوقيت.


وهذا قد بينت اليونسكو في بيان صدر عنها باليوم العالمي لحرية الصحافة والذي تزامن هذا العام مع أزمة كورونا أن المنظمة تؤمن أنه لا يمكن حل أي أزمة بدون معلومات دقيقة وموثوقة تتدفق للجمهور بانسيابية وحرية عبر مختلف وسائل الاعلام، واكد البيان ان حرية الصحافة وحرية التعبير تحظى بمكانة جوهريّة ضمن المسؤوليات المنوطة باليونسكو،وان الاحتفال بهذه الحريات سنويًا في الثالث من أيار يعد بمثابة الضمير الذي يذكر الحكومات بضرورة الوفاء بتعهداتها تجاه حرية الصحافة، ويتيح للعاملين في وسائل الإعلام فرصة التوقّف والتركيز على قضايا حرية الصحافة والأخلاقيات المهنية المتصلة بالتدريب والتأهيل المستمر.


وأشاد البيان بعمل الصحفيين أثناء تفشي جائحة كورونا، لمواظبتهم على مدار الساعة لتزويد القراء بتقارير شاملة ومحدثة حول الوباء العالمي، وتركيزهم في معظم التغطيات الصحفية على واقع الأزمة وما يحدث على أرض الواقع، وما يمكن توقعه، وعلى التوجيهات الجديدة الصادرة من الحكومات.


وتطرق البيان للدليل التدريبي وبين انه يشتمل على رؤى ونصائح خبراء من جميع أنحاء العالم لتمكين الصحافة من معالجة آفة «اضطراب المعلومات»، وشروحات للصحفيين في كيفية مجابهة هذه الآفة، ويوفر أدوات مهمة لوسائل الإعلام لمواجهة أزمة التضليل التي تجتاح العالم في الوقت الحاضر، ويتكون من سبعة فصول، تعالج أهمية الحقيقة والثقة، وأنواع المعلومات الخاطئة والمضللة، ومكافحة التضليل عبر التربية الإعلامية والمعلوماتية، والبحث في مبادئ تدقيق الحقائق ومكافحة الإساءة عبر الإنترنت.