الانتخابات الإسرائيلية وتداعياتها على مستقبل المنطقة

03/02/2020

ففي الندوة التي نظمها مركز الرأي للدراسات لقراءة مشهد الانتخابات الإسرائيلية القادمة، كان رئيس الحركة العربية للتغيير، عضو كنيست دولة الاحتلال د.أحمد الطيبي متحدثاً رئيساً يشخص مشهد الانتخابات الإسرائيلية، في تداوله مع سياسيين وخبراء المشهد الانتخابي الإسرائيلي، وسيناريوهات نتائج الانتخابات الإسرائيلية، وأثر ذلك على قضايا المنطقة، إضافة إلى أبعاد ودلالات الخطاب الإسرائيلي المتطرف على مستقبل القضية الفلسطينية، وفلسطينيي الـ 48، ودور الأردن في قضايا الحل النهائي.
وتوقع الطيبي أن يحصل «كحول لفان» (أزرق-أبيض) بحسب الاستطلاعات على 36 مقعداً – بمعنى أفضل من مقعدين مما كان في الماضي، وان تحصل القائمة المشتركة العربية على 13 مقعداً، «العمل وميرتس» مجتمعين على 11 مقعداً، ليصل المجموع إلى 60 مقعداً من أصل 120، ولذلك تأتي أهمية «مقعد هنا ومقعد هناك»، مضيفاً أنّ القائمة المشتركة العربية تعمل على الوصول إلى 15 مقعداً. وقال :«نحن اليوم 13 مقعداً، وهذه نقطة انطلاق ممتازة، في وقت كانت فيه نقطة انطلاقنا في الانتخابات الماضية 9، 10، 11 مقعداً، لكننا حصلنا على 13 مقعداً. فالأرضية جاهزة لأن نحقق 14 أو 15 مقعداً..وهذا ما قد يفوت الفرصة على نتنياهو في رئاسة الحكومة».

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أمام تنوع آراء سياسيين ومتابعين بشأن الانتخابات الإسرائيلية وتداعياتها على مستقبل المنطقة، إلا أن ثمة تقاطعات موضوعية تنتهي لضرورة دعم عرب الداخل الفلسطيني «48»

إلى ذلك، دعا الطيبي إلى إعادة النظر في رفع الأسعار للدارسين في الجامعات الأردنية من عرب الـ48 في إطار تعزيز الدعم، مشيراً إلى أن جلالة المغفور له الملك الحسين كان أول من شخّص قضيتنا كفلسطينيي الـ48 واهتم بنا وفتح لنا أبواب الأردن عبر الجامعات بمكرمات ملكية، وعبر الحج، فالأردن كنسيج اجتماعي مكمل ومتكامل، وهو ما عززه جلالة الملك عبد الله الثاني، حين ضاعف المكرمات الملكية وزادها، وفتح الباب على الكثير منها

 

أدار الندوة: د. خالد الشقران

حررتها وأعدتها للنشر: بثينة سلامة جدعون

 

إسقاط نتنياهو

قال د.أحمد الطيبي إنه، وبالرغم من أن الانتخابات تعدّ التجسيد الأول للديمقراطية، إلا أن الانتخابات الإسرائيلية تأتي في مشهد غريب ديمقراطياً، كوننا أمام انتخابات ثالثة خلال أقل من عام، وهذا يعني أن هناك إمعاناً في الأزمة.

وأضاف أنّ هناك أزمة حكم صاخبة وعميقة في إسرائيل، وأحد مظاهرها تكرار الانتخابات، وعدم القدرة على الحسم بين معسكرين، ويعود السبب في ذلك إلى وجود رئيس وزراء متمترس في منصبه وفي كرسي الحكم رغماً عن التهم الخطيرة التي وجهتها له النيابة الإسرائيلية، وعلى رأسها تهمة الرشوة، والتي تعدّ من أخطر التهم في السجل القانوني.

وتابع قائلاً: لو أنّ هذا الأمر حصل في أيّ دولة غربية تمارس الديمقراطية، لكان من سياسي من نوع نتنياهو استقال مباشرة أو اضطر لذلك، في حين أنه هنا يؤلب الشارع اليميني الذي يتصرف كقطيع خلفه ويهدم في الطريق كل من يهدد إمكانية أن يبقى رئيساً للوزراء، ففي البداية قام بتعيين أول مستوطن يميني يدعى روني الشيخ قائداً عاماً للشرطة، ثم بسبب تقديم الشرطة اتهاماً له للتحقيق معه فتح النار عليها، ثم على كلٍّ من النيابة العامة والمستشار القضائي للحكومة.

وأضاف الطيبي أن نتنياهو في النهاية سيفتح النار على المحاكم والمحكمة العليا، لأنه يدرك أنه إذا لم يتمكن من الحصول على الحصانة فإن مصيره في نهاية المطاف هو السجن، مؤكداً أن نتنياهو لن يتمكن من الحصول على الحصانة، لأن أغلبية أعضاء الكنيست ضده فهناك 65 صوتاً ضد الحصانة مقابل 55 صوتاً معه، لافتاً إلى أننا كعرب الـ48 فخورون بأننا من رجّحنا هذه الكفة، لأنّ لنا 13 مقعداً، وبالتالي فهذا المشهد يدل على عمق الأزمة.

«كحول لفان»

وأوضح أنَّ هناك مشهداً آخر ممثلاً بمن يقفون في وجه نتنياهو، فهناك حزب «كحول لفان» وهو ليس حزباً أيديولوجياً، فقد أنشئ قبل أشهر عدة، واستطاع أن يستحوذ على أكثر من 30 مقعداً في الكنيست ويشكل بديلاً مقترحاً للحكم، إذ أن بيني غانتس كان رئيس أركان وغابي اشكنيز أيضاً كان رئيساً للأركان وهو ليس ضليعاً بالسياسة، في حين أنَّ السياسي المحنك هو يئير لبيد زعيم حزب ياسكير، إضافة لكونه إعلامياً، ويُعدّ العمود الفقري لحزب «كهول فان»، مؤكداً أنّ حصولهم على أكثر من 30 مقعداً هو إنجاز غير مسبوق لحزب أنشئ مؤخراً من بعض الشخصيات، لافتاً إلى أنّ هذا الأمر يعدّ دليلاً على أن هناك موجة تريد تغيير بنيامين نتنياهو.

وشدّد الطيبي على أنه، وبالرغم من ذلك كله، إلا أنّ القاعدة الانتخابية اليمينية لنتنياهو قوية ومتماسكة، وكذلك بالرغم من تهم الفساد فإنّ هذا المعسكر حتى الآن لم يتصدع بشكل واضح.

وأكمل قائلاً: أما المشهد الثالث فيتمثل بالقائمة المشتركة التي عندما حصلت على 13 مقعداً منعت بنيامين نتنياهو أن يقيم حكومة يمين ضيقة، في حين لو أخذنا 8 أو9 لكانت الخارطة «تخربطت»، مؤكداً أنّ أمامنا تحدياً كبيراً في أن نزيد من هذا التمثيل، لأن الموضوع يتعلق بمقعد هنا ومقعد هناك في تشكيل الحكومة القادمة، إذ يجب على أيّ طرف أن يحصل على61 صوتاً ليعتلي الحكم ويمنع الطرف الآخر من ذلك.

وتوقع الطيبي أن يحصل » كحول لفان» (أزرق-أبيض)، بحسب الاستطلاعات على 36 مقعداً – بمعنى أفضل من مقعدين مما كان بالماضي، والقائمة المشتركة العربية 13 مقعداً، «العمل وميرتس» مجتمعين 11 مقعداً، ليصل المجموع إلى 60 مقعداً من أصل 120 مقعداً، وبالتالي فمن هنا تأتي أهمية «مقعد هنا ومقعد هناك»، مضيفاً أنّ القائمة المشتركة العربية تعمل على الوصول إلى15 مقعداً. وقال”نحن اليوم 13 مقعداً، وهذه نقطة انطلاق ممتازة، في وقت كانت فيه نقطة انطلاقنا الانتخابات الماضية 9، 10، 11 مقعداً، لكننا حصلنا على 13 مقعداً. فالأرضية جاهزة لأن نحقق 14 أو 15 مقعداً.. وهو ما قد يفوت الفرصة على نتنياهو من رئاسة الحكومة».

اغتيال سليماني

وأضاف الطيبي أنه يمكن لنا الحصول على الـ61 صوتاً، لافتاً إلى أننا وبيني غاتس لسنا بالمعسكر نفسه، وفي الوقت ذاته نتفق معاً على فكرة أننا لا نريد نتنياهو، وبالمقابل هو يريد أن يكون رئيساً للوزراء وأن يدخل الحكومة، في حين أننا نريد الحصول على إنجازات لجمهورنا وعلى عملية سياسية حقيقية على المسار الإسرائيلي الفلسطيني، فهناك مصالح مشتركة كما أن هناك تناقضات.

وأشار إلى أنّ المشهد الرابع يتمثل بما هو وجه الانتخابات وموضوعها، متسائلاً: هل سيكون أمنياً كما يريد نتنياهو، أم فساداً وملفاً وحصانة كما يريد كحولفان، أم كما نريد نحن؟.

وقال الطيبي إن نتنياهو كان سعيداً في موضوع اغتيال سليماني، لأن الأجندة اتجهت نحو كونها نقاشاً أمنيّاً، وأنه هو بالصورة، حيث جنّدها لصالحه فأبعدت النقاش عن قضايا الفساد واستحوذت على المشهد.

وتابع: أما المحطة الخامسة في هذا المشهد فهي ما يسمى باليسار الإسرائيلي حزب (العمل وميرتس)، والمشهد يؤكد تراجعاً في قوة هذا المعسكر مرة تلو الأخرى، حيث أن إصطلاح اليسار الإسرائيلي أصبح غير مفهوم، ولا يوجد معسكر حقيقي، لأن حزب «كحول لفان» ليس يساراً، ففيه يمين ويسار ووسط، الأمر الذي يدل على أزمة اليسار الإسرائيلي مقابل ارتفاع تيار اليمين والعنصرية الإسرائيلية التي أصبحت تياراً مركزياً في المجتمع الإسرائيلي.

وأضاف الطيبي أنه على مدى العشر سنوات الأخيرة تغلبت إسرائيل الثانية ممثلة باليهود الشرقيين واليمين الليكود على إسرائيل الأولى التي أقامت إسرائيل ممثلة بالشكناز، والذين أنشأوا الجيش والكيبوتستات والنخبة، وهؤلاء هم من يعتمد عليهم نتنياهو، فبالرغم من أنه غربين إلا أنّ مناصريه هم اليهود الشرقيون.

وبيّن أن المحطة السادسة تتمثل في أنه مقابل اليسار هناك ما يسمى التيار الديني الصهيوني الذي يمثله وزير الدفاع والأمن «نفتالي بينت» وعلى يمينهم «رافي بيرتس» وجماعة كاهانا- عندما كان مائير كاهانا يخطب في مجلس النواب كان شامير المتطرف والنواب يخرجون من المجلس–فاليوم نتنياهو يتزلف لتلامذة كاهانا، ويريد إدخالهم إلى الكنيست ليعتمد على أصواتهم كونه يسعى إلى حكومة الحصانة، حتى لا يدخل السجن، فإذا كان بلا حصانة فسيُقدم للمحكمة بتهم يعرفها الجميع وأخطرها الرشوة وسوء الائتمان.

 

التلاعب بالحصانة

وقال الطيبي إن نتنياهو حاول التلاعب بطلب الحصانة، ولكنّ الحصانة يجب أن تطلب من لجنة الكنيست، ولا توجد لجنة كنيست، لأن الكنيست لم يتشكل بعد، لأنها انتقالية، وهناك اللجنة المنظمة بدلاً عنها، مشيراً إلى أنه لكي يتم بحث طلبه يشترط وجود لجنة الكنيست، ومن أجل إقامة هذه اللجنة يجب الحصول على موافقة رئيس الكنيست، ورئيس الكنيست من الليكود ولا يريد أن يوافق، ويبدو أنه يوجد هناك اتفاق مبطّن بينه وبين نتنياهو بأن يطلب نتنياهو حصانة أمام الجمهور ورئيس الكنيست يرفض تشكيل لجنة، ليصلوا بالتالي إلى نتيجة أنه لا يوجد بحث بالحصانة أو محكمة لما بعد الانتخابات إلى أن يأخذ نتنياهو 61 صوتاً بحسب رأيه ودورة كاملة لمدة 4 سنوات بدون محاكمة، مؤكداً أنّ هذه هي خطة نتنياهو للإفلات من المحاكمة، لافتاً إلى أنّ المستشار القانوني للكنيست أعلن أنه، وبالرغم من الفترة الانتخابية، يحق إقامة لجنة كنيست لبحث الحصانة.

وأضاف أنّ الكرة الآن في ملعب رئيس الكنيست، فإذا قبِل بهذه القانونية فإن اللجنة تقام فوراً وتبدأ بالاستماع لنتنياهو شخصياً، وإذا رفض فإنه يكون قد رفض وجهة نظر قانونية رسمية للكنيست، وبالتالي سيتوجه الكثير ضده لمحكمة العدل العليا.

ورأى الطيبي أنّ نتنياهو الآن موجود أمام أزمة أخرى في ظل هذا التطور، فرئيس وزراء تُقدّم ضده لائحة اتهام ويطلب الحصانة، بينما لو كان مواطناً عادياً فإنه لا يستطيع ذلك وبالتالي هو يسعى للتهرب من القانون، الأمر الذي يُرصد ضده، وتفاصيل هذا الحدث سيكون بثاً مباشراً على شاشات التلفزة، الأمر الذي يضر بحملته الإنتخابية، فهو كان يريد التخلّص من ذلك ويقفز من فوقه إلى ما بعد الانتخابات.

وأكّد أن محطات هذا المشهد الانتخابي السابقة لها ارهاصات إقليمية، فمن يحكم إسرائيل هو نتنياهو، ولهذا المشهد أبعاد غُلّفت بأبعاد أخرى، مضيفاً أنه لو كان الأمر متعلقاً بنتنياهو وحده لكان ضم غور الأردن، الأمر الذي أعلنه في حملته الأخيرة، لكنّ التحذيرات الأردنية من جهة والمؤسساتية الإسرائيلية من جهة أخرى كبحت جماحه قليلاً، إضافة إلى أنّ الموقف الأميركي لم يكن معه بشكل كامل، ومع ذلك يجب الأخذ بعين الاعتبار أنه يمكن له أن يُقدِم على هذه الخطوة.

في ضائقة كبيرة

ورأى الطيبي أن نتنياهو في ضائقة كبيرة، وأنه اقترب من نهاية عهده، الأمر الذي ستظهره وتؤكده نتائج الانتخابات القادمة في آذار عام 2020، مبيناً أن ترمب تدخل لصالح نتنياهو في انتخابات إبريل العام الماضي، أما في انتخابات شهر أيلول فلم يتدخل علناً في الانتخابات، وتابع بالقول: لا أعرف ماذا سيفعل في الانتخابات القادمة، مؤكداً أنّ كل صوت في هذه الانتخابات مهم وكل مقعد قد يحسم الحكم لصالح هذا الفريق أو ذاك، فهو من المؤمنين بأنّ اليهود جميعهم ليسوا متشابهين، بل إنّ هناك أموراً مشتركة ومختلفة بين الفريقين، وتابع بأنّ نيتنياهو إذا لم يصل إلى الحكم فإن مصيره المحاكمة والسجن، إلا إذا عملوا صفقة ادّعاء.

وفي الموضوع السياسي مع حزب «كحول لفان» أشار إلى أننا كعرب 48 لا توجد بيننا نقاط مشتركة، أما في موضوع غور الأردن، فالموقف المعلن متشابه في ما بين غانتس ونتنياهو، والفرق بينهما أن غانتس لا يعملها لأن هناك ضوابط تحكمه.

أما في موضوع غزة، فغانتس كان وما زال سيئاً وسلبياً، وفي موضوع المسار الإسرائيلي الفلسطيني نتنياهو يرفض المفاوضات، في حين أن غانتس يريد المفاوضات، متابعاً أما في ما يتعلق بعرب الداخل فنتنياهو هو المحرض ضد فلسطينيي الداخل وضد نواب القائمة المشتركة وضدي أنا شخصياً، في حين أنّ غانتس كان سيئاً في بداية حملته الانتخابية ثم غيّر لهجته وتعامل مع النواب العرب والأحزاب العربية والجمهور العربي.

ورأى الطيبي أنّ الحديث ليس عن «أبيض وأسود»، فنتنياهو بالنسبة لنا أسود كما أنّ غانتس ليس هو الأبيض، ولكننا نريد إسقاط نتنياهو بأي ثمن، مؤكداً أن إنقاذ البلد يعني إنقاذنا وإنقاذ المنطقة، الأمر الذي يبدو بمتناول اليد، وبرأيه فإنّ مَهمَّة إبعاد نتنياهو عن الحكم غاية في الأهمية، حتى لو كان البديل «كحول لفان».

القائمة العربية المشتركة

من جهته، تساءل المحامي ورئيس لجنة فلسطين النيابية النائب يحيى السعود: كيف يمكننا كأردنيين تقديم المساعدة لإخوتنا في القائمة العربية المشتركة، ليزيد عددهم 1 أو 2 أو 3، خاصة وأننا نتطلع في الأردن إلى أن يتكاتف عرب الداخل عرب الـ 48، فالاختلاف موجود إذ لمست أنهم أحزاب مؤتلفة، وهذه المرة إذا زاد عددهم فمن الممكن أن يسقطوا فيه نتنياهو المنحاز إلى التطرف الواضح، وتابع السعود: كيف يمكن لنا تقديم المساعدة ببرنامجهم وتعزيز موقفهم بعد الخدمات التي يقدمها الأردن من الحج والعمرة وتوفير فرص التعليم في الجامعات، فهناك أكثر من ورقة ضغط يستطيع الأردن أن يُلّوح بها، ويمكن لها أن تضعف موقف نتنياهو الذي تنحاز له أميركا انحيازاً كاملاً، لمعسكر الظلام، وقال إنّ سياسة إسرائيل لا تتغير ببرنامجها بمجيء أيّ حزب سواء كان أبيض أم ازرق أم غيره.

 

اليمين في إسرائيل

وأكد المفكر السياسي ورئيس الديوان المكي الأسبق عدنان أبو عودة قناعته بأنّ نتنياهو كان سعيداً بما حدث مع إيران، متسائلاً: هل سلاحه في الانتخابات القادمة هو التحول للتركيز على القضية الأمنية لإيران في حال استمرارها؟

وأضاف أنَّ العالم يشهد عودة ما يسمى اليمين في البلدان الديمقراطية، الأمر الذي غذّى بالتزامن مع سياسة ترامب الدولية ذلك اليمين، متسائلاً: هل ستبقى القضية الأمنية لإيران(المفهوم الأمني في الصراع الإيراني الأمريكي) ليستفيد منها نتنياهو في عودته لمنصبه مستغلاً إياها؟.. وإلى أي مدى تأثر اليمين في إسرائيل بنمو اليمين الأوروبي في البلدان الديمقراطية؟

تأييد القائمة

وفي مداخلة له أشار الكاتب الصحفي في «الرأي» الزميل محمد خروب إلى أنّ الطيبي لم يتعرض في حديثه للأوضاع داخل القائمة المشتركة، وأنَّه الآن يجري الترويج لـ15 مقعداً، مضيفاً أنه في استطلاعات الرأي بقي 90 يوماً على انتهاء هذا الاستحقاق، مضيفاً: يبدو أنّه، وبعد ما حصل في 9 نيسان في الدورة الأولى، نزلتم بقائمتين. وأشار خروب إلى أنه ما زال أحد الفروع الأربعة يبدي عدم حماسته للأمر، حيث يجري الحديث الآن في مواقع التجمع وفي وسائل الاتصال بأنه حتى لو جئنا بـ 15 صوتاً فلن يحدث أيُّ تغيير.

ولفت إلى الخدمات التي تقدمها القائمة المشتركة، والكارثة التي لحقت بيافا من الأمطار الأخيرة قبل 48 ساعة، مؤكداً أنّ ذلك كفيلٌ بإنقاص التأييد للقائمة أكثر من أن تأتي بأصوات أكثر.

وتساءل خروب، مشيراً إلى تصريحات «كحول لفان» من أن لديه 65 صوتاً لرفع الحصانة: هل هناك ضمانة لأن يصوت الـ 13 ضد الحصانة، بمعنى هل ما زال التجمع قادراً على أن يخفف من مزايداته؟

 

الخوف على الأصوات الوطنية الواعية

وتساءل الوزير الأسبق د.محمد جمعة الوحش: إلى أيّ مدى يمكن حشد الصوت العربي لزيادة عدد مقاعد القائمة المشتركة، خصوصاً وأننا نعرف أنّ نسبة التصويت ليست بالصورة التي نتمناها تحت وطأة الظروف القائمة؟أ داعياً إلى العمل أكثر على حشد الصوت العربي.

كما تساءل عن مدى تأثير الانشقاق الفلسطيني على الصوت الفلسطيني في الداخل، وهل هناك من متحيز لهذا الفريق أو ذاك؟.. وما إذا كان لهذا الأمر تأثير سلبي على الصوت الانتخابي.

وأضاف أنّ الجميع متفق على إسقاط نتنياهو، متسائلاً: هل من سيأتي بعد نتنياهو سيكون أفضل، أو ربما أقل سوءاً؟

وأضاف الوحش، موجهاً حديثه إلى الطيبي: ما بين شجاعتك في وجه الصهاينة وبين عدائهم لك، ما التأثير المستقبلي عليك شخصياً وعلى أعضاء القائمة، ثم على الفلسطينيين في الداخل بصورة عامة؟.. إذ نلاحظ أنكم في نزاع دائم، مع أنّ الصورة تبدو ديمقراطية إلى حد بعيد، كما أننا نستشعر الخطورة والخوف على الأصوات الوطنية الواعية في وجه هذا العدو.

 

مستقبل اسرائيل

ولفت أستاذ العلوم السياسية د. أحمد سعيد نوفل إلى أنه وأثناء تدريسه في جامعة اليرموك طلبة فلسطينيين من عرب الـ 48، لاحظ أن هناك تجمعات خاصة بهم، متسائلاً: هل هذا الأمر يعود لأسباب أمنية إسرائيلية تمنع هذا التعامل مع الطلبة الأردنيين أو العرب؟

وتساءل: هل الأزمة الخانقة في الانتخابات تؤثر على مستقبل إسرائيل واستقرارها، خاصةً وأن رئيس الكنيست السابق ويسعا تحدث بكتاب له «أنّ على الإسرائيليين أن يبحثوا عن جوازات سفر جديدة لهم في المستقبل، لأن جواز السفر الإسرائيلي لم يعد آمناً، وبالتالي، هل نبالغ ونستنتج كما يقول البعض أنّ مستقبل إسرائيل في خطر، وأن نراهن أيضاً بأن مستقبل إسرائيل من الداخل في خطر.

تغيير المعادلات السياسية داخل اسرائيل

وقال د.راكز الزعارير من مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الاردنية إنّ الطيبي في حديثه عزز وبعث أملاً جديداً عن الانتخابات القادمة، وأنه لاح في الأفق مؤشر لانتهاء عهد نتنياهو الذي يقف حجر عثرة أمام مسيرة السلام وأزمات الشرق الأوسط، فالجميع يدفع الثمن بسياساته المتطرفة في بناء المستوطنات والتوسع فيها، وبعدم الدخول بمفاوضات مع الجانب الفلسطيني، إضافة إلى اعتداءاته على المقدسات وتهديد الوصاية في القدس، وبقية أماكن الضفة الغربية.

وأضاف: نلاحظ أنّ فلسطينيي الداخل أدخلوا مساراً جديداً بعملية تغيير المعادلات السياسية داخل إسرائيل، الأمر الذي ينعكس على مجمل المنطقة، مضيفاً أنّ هذا يُكتب للفلسطينيين في الداخل، حيث يعود الفضل في ذلك إلى أمثالك ممن استطاعوا أن يوظفوا الصوت الفلسطيني في ال 48 توظيفاً صحيحاً ضمن القنوات الشرعية في الداخل الإسرائيلي. وقال إننا جميعاً نطمح لرفع عدد مقاعد القائمة المشتركة لـ15، لأن مثل هذا التغيير سينعكس على مستوى القضية الفلسطينية ومستقبلها.

وقال الزغارير إننا نرى أن هناك تراجعاً لمعسكر نتنياهو واليمين في إسرائيل، وخاصةً بعد تلاشي بعض الأوضاع الأمنية التي تذرع بها، مثل موضوع داعش والقاعدة، وأخيراً قاسم سليماني.

وتساءل: لماذا نرى هناك تردداً من القائمة العربية والنواب الفلسطينيين بالكنيست في عملية الوقوف بقوة لدعم موضوع المعسكر الآخر المناقض للمعسكر اليميني بإسرائيل؟.. فالقضية الفلسطينية قضية كل مواطن فلسطيني وعربي.

وأضاف أنه إذا كانت مصلحة القضية الفلسطينية أن نقف إلى جانب إليجانس أو غيره فلم لا!..، فمن باب استراتيجي يجب توظيف الورقة الفلسطينية والنواب الفلسطينين في الداخل بما يخدم القضية الفلسطينية مع اليجانس وغيره، مشيراً إلى أنه ربما يؤثر هذا الجانب على أصوات الإخوان الفلسطينيين بـ48.

كما تساءل: كيف يمكن لمعسكر فلسطينيي الداخل ونواب الداخل أن يعززوا مكانتهم لدى اليهود الغربيين أو الشرقيين من خلال برامجهم التي يطرحونها، بحيث تكون لهم مصداقية، ليس للجانب العربي بل للجانب اليهودي؟..، مؤكداً أنّ هذا يعزز من دورهم في المستقبل.

تقديم الخدمات

ورأى النائب خالد رمضان أن مركز الثقل للشعب الفلسطيني وبعض الزملاء حتى من النواب الـ 48 يأخذ حيزاً أقوى، وبحسب المشهد السياسي القادم تساءل: ماذا يحصل في كل من الضفة والشتات، وغزة؟.. مضيفاً أنه عندما يقرأ الانتخابات والقائمة العربية المشتركة، لا يرى في أي رأي آخر انشقاقاً، فهذا تعبير عن قضية سياسية داخل الـ 48، وبالتالي فإنني معني بأن يرتفع عددهم إلى 15.

وأضاف أنه من المهم أيضاً أن نقرأ الانتخابات، من حيث أنها تؤسس وتدعم هذا المركز، في التأكيد على حق العودة وإبقاء الراية للشعب الفلسطيني على ضوء التفتت الذي أنجزته، وكأن الـ48 ليست جزءاً من الشعب الفلسطيني، مشيراً إلى أنه لا يُعدُّ موقفاً أننا تاريخياً لم نكن نتعامل مع الـ 48، فالاتفاق السياسي بتفاصيله بأوسلو ووادي عربة بعث برسائل خطيرة.

وقال رمضان موجهاً حديثه للطيبي: أنتم في الداخل تديرون القضية والموازنة بين نتنياهو وكحول لفان (أزرق وأبيض) متسائلاً: كيف نستطيع أن نقدم خدمات واضحة تقودونها أنتم باحتراف؟

ملف القدس

وأشارت الصحفية وفاء زيناتي إلى أنه سواء جاء نتنياهو كرئيس وزراء لإسرائيل أو جاء غيره، فإن ما يهم الأردن بشكل أساسي هو ملف القدس، وملف ضم غور الأردن الذي صرّح به نتنياهو، وإعادة مسار مفاوضات القضية الفلسطينية الإسرائيلية المتوقفة، متسائلة عن علاقة الانتخابات الإسرائيلية بالانتخابات الأميركية، وأثر حادث اغتيال قاسم سليماني على المنطقة.

مستقبل عرب ال 48

وتساءل مدير وحدة الدراسات في مركز «الرأي» الزميل هادي الشوبكي، في ظل وصول نسبة المشاركة في الانتخابات الأخيرة، إلى 59%: هل هناك خطر على مستقبل عرب الــ48 في المستقبل القريب، وهل فلسطينيو الـ48 سيطيحون بأحلام نتنياهو؟

 

الدور الأردني

وأكد الكاتب الصحفي والنائب السابق حمادة فراعنة الدور الأردني في تقديم الدعم والخدمات الممكنة للمجتمع العربي الفلسطيني في مناطق الـ 48، من أبناء الجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل المختلطة، وهذا لا يعود لسبب واجب تقديم الخدمات لهذا القطاع من الفلسطينيين الذين كانوا مقطوعين ومفصولين عن أمتهم العربية، فقدم لهم الأردن خدمات تأدية فريضة الحج ومناسك العمرة، وفتح جامعاته للدراسة لأبنائهم وحسب،.. بل كان ذلك قراراً سياسياً اتخذه عن وعي وفهم ودراسة استراتيجية من قبل الراحل الحسين لزيادة تأثير وفعالية الأحزاب السياسية الفلسطينية لتقوم بتقديم الخدمات لشعبها، بهدف واضح من أجل دعم هذه الأحزاب، وزيادة تأثيرها السياسي، وهذا ما حصل بالفعل.

واليوم، وبعد ربع قرن من هذه السياسة، نجد تأثيرها في أنّ قادة المجتمع العربي الفلسطيني في مناطق 48 من الشباب هم من خريجي الجامعات الأردنية من الأطباء والمهندسين والحقوقيين وأئمة المساجد والمدرسين وغيرهم.

وقال الفراعنة إنّه ومنذ عام 1992، بدأ الاهتمام من قبل منظمة التحرير الفلسطينية والأردن، بالانتخابات الإسرائيلية، والأرقام هي التي تتحدث عن النتائج، ففي عام 1992 كان لدى الكنيست خمسة نواب فلسطينيين فقط، أما اليوم وحسب انتخابات 17/9/2019، فقد وصلوا إلى 13 نائباً، وكانت نسبة الاقتراع لصالح الأحزاب الفلسطينية لا تتجاوز ربع عدد المصوتين، أما اليوم فوصلت إلى أكثر من 85 بالمائة، وكانت نسبة التصويت للأحزاب الصهيونية من قبل الفلسطينيين لا تقل عن ستين بالمائة إلا قليلاً، واليوم لا تزيد عن 15 بالمائة، وهذا يعود إلى زيادة نسبة الوعي الوطني والقومي لدى الفلسطينيين، وكان للأردن دور مساهم قوي في رفع هذه السوية من خلال خدماته في الحج والعمرة والجامعات.

ورأى فراعنة أنّ أحمد الطيبي وأيمن عودة هم أكثر نواب القائمة المشتركة الذين يؤمنون بأهمية اختراق المجتمع العربي الفلسطيني، مشيراً إلى أنه، وفي الوقت نفسه، لا يوجد موقف موحد في القائمة المشتركة نحو هذا الموقف، إنما شجاعتهم فيها رؤية أقوى وأفضل نحو المستقبل.

وشدد فراعنة: لن تنتصر القضية الفلسطينية بدون تحقيق عاملين هما:

 

أولاً: وحدة العمل والبرنامج والأداة والتنسيق بين المكونات الفلسطينية الثلاثة: 1- الفلسطينيون في مناطق 48، 2- الفلسطينيون في مناطق 67، 3- الفلسطينيون في بلاد الشتات والمنافي من اللاجئين.

 

ثانياً: اختراق المجتمع العبري الإسرائيلي، وكسب انحيازات من بين صفوفه لعدالة القضية الفلسطينية ومطالبها المشروعة.

وعبر هاذين العاملين يمكن للمشروع الوطني الديمقراطي الفلسطيني الانتصار على المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي وهزيمته رغم أنه المتفوق.

 

وقال إنّ وجود نائب عبري إسرائيلي، وهو عوفر كسيفي ضمن القائمة المشتركة، يُعتبر في نظر الإسرائيليين متطرفاً لأنه ينظر للصهيونية على أنها نازية ويؤمن بحق الفلسطينيين في العودة واستعادة ممتلكاتهم، دلالة على توفر عناصر إسرائيلية يمكن أن يكونوا شركاء في العمل والنضال المشترك ضد الصهيونية والاحتلال.

 

وأكد الفراعنة في مداخلته أنّ التطرف يعد مرادفاً للاستسلام، وأن السياسة الوطنية القومية الواقعية هي التي يمكن أن تحشد القوى المتراكمة وتهزم العدو الإسرائيلي المتطرف.

 

وقال فراعنة إنه يختلف مع النائب أحمد الطيبي حول مسألة الحزبين، الليكود برئاسة نتنياهو وكحول لافان برئاسة بيني غانتس، وأكد أنهما من طينة سياسية واحدة، ولكن نتنياهو يقود معسكراً من 3 اتجاهات: يمين ويمين متطرف ويهودي متدين متشدد، ولذلك يمكن هزيمة نتنياهو ومعسكره عبر دعم معسكر بيني غانتس بدون أوهام الرهان عليه سياسياً.

أما فيما يتعلق بالمعسكر اليساري الصهيوني، فقد اضمحل وتراجع لعدة أسباب، منها كثرة الهجرة من روسيا وهي تحمل نزوعها اليميني وعداوتها لليسار وللاشتراكية، وفشل مشروع التسوية السياسية مع الفلسطينيين، وكذلك بسبب العمليات المسلحة الفلسطينية التي وجهت ضربات عشوائية ضد الإسرائيليين بدون التفريق بين المدنيين والعسكريين.

وختم الفراعنة مداخلته بقوله: إن الرهان هو على دور القائمة المشتركة عبر زيادة تأثيرها السياسي خدمة للمجتمع العربي الفلسطيني وحقوقه بالمساواة، وانعكاساته على خيارات الإسرائيليين السياسية وتشكيل الحكومات الإسرائيلية.

صمود عرب ال 48

في مداخلته أبدى الوزير الأسبق والكاتب د.زيد حمزه إعجابه بالطريقة الموضوعية والعلمية التي حلل بها الدكتور الطيبي المشهد الانتخابي الإسرائيلي، والتي تذكره بالبلد الأوروبي الصغير سويسرا وسياسة المختصين، لبحث أمور مشتركة مع منظمة الصحة العالمية، إذ كانوا يشرحون آراءهم بلا افتعال أو مبالغة وفي حوزتهم المعلومات والأرقام اللازمة الجاهزة لتدعيم وجهات نظرهم.

وأضاف أننا اليوم نستمع للدكتور الطيبي وهو يتحدث بالطريقة نفسها عن الجريمة المستفحلة في الوسط العربي في اسرائيل وعن تقاعس الشرطة هناك عن التدخل أو عن تواطئها، وكيفية شرحه للحالة المؤسفة بالإحصاءات والأدلة وليس بشعارات الشجب والاستنكار فحسب.

وثمن حمزة صمود عرب 48، بعد أن كنا مجبرين على مقاطعتهم لأنهم يحملون جوازات سفر إسرائيلية، منوهاً إلى قصة إلغاء محاضرة البروفيسور «إيلان بابه» في آخر لحظة والتي كان سيليقيها في مركز الرأي للدراسات قبل فترة من الزمن، بسبب شبهة التطبيع، كما اتهمها البعض، مع أنّ الرجل صديق لقضية الحقوق الفلسطينية ومن أوائل من كشفوا زيف التأريخ الاسرائيلي لاضطرار الفلسطينين للهجرة من ديارهم عام 1948 وفضح مذبحة الطنطورة وسياسة التطهير العرقي التي استخدمتها إسرائيل يومذاك، وظل متمسكاً بموقفه إلى أن طردته السلطات الإسرائيلية ليس من جامعة حيفا فحسب، بل من كل البلاد ليعمل الآن منفياً في إحدى الجامعات البريطانية.

الاحزاب في اسرائيل هدفها واحد

وفي مداخلة له قال د.دهش الجهران إنّ كل الأحزاب الإسرائيلية يكمل بعضها بعضاً، سواء حزب العمل أو الليكود أو شاس أو أبيض وأسود..إلخ.

الردود

في رده، قال الطيبي إن نقطة التماس بين عرب الـ48 والأردن هي الأوسع وفي الوقت نفسه الأقرب مع العالم العربي، مشيراً إلى أن جلالة المغفور له الملك الحسين كان أول من شخّص قضيتنا كفلسطينيي الـ48 واهتم بنا وفتح لنا أبواب الأردن عبر الجامعات بمكرمات ملكية، وعبر الحج، فالأردن كنسيج اجتماعي مكمل ومتكامل، ثم جاء الملك عبد الله الثاني وضاعف المكرمات الملكية وزادها، وفتح الباب أكثر.

وأشار إلى أنه توجد شريحة من المجتمع الفلسطيني من حملة الماجستير والدكتوراة من خريجي الجامعات الأردنية، الذين قوّوا وعزّزوا تماسك المجتمع الفلسطيني، واصفاً هذا الأمر بأنه غاية في الأهمية الإستراتيجية، مؤكداً أننا نريد لهذا التواصل العلمي الأكاديمي أن يبقى ويتعزز، مضيفاً أنه قد تراجع مؤخراً، فبعد أن وصل عدد الطلاب في الأردن 9000 طالب تراجع عددهم اليوم إلى 2000 أو أقل بسبب ارتفاع الرسوم، هذا بالإضافة إلى اضطرارهم دفع رسوم المعابر في الدخول والخروج، وبالتالي أصبح من الأسهل على طلبة عرب الـ48 الذهاب للدراسة في تركيا بدلاً من الأردن، كما أنه أصبح أرخص من ناحية التكلفة لطالب الـ48 أن يذهب للجامعات الفلسطينية، لأن سعر تكلفة الساعة عليه أصبح أقل مقارنة مع سعرها في الأردن، فالعائلة الفلسطينية المتوسطة لا تتحمل هذه التكاليف.

وبيّن الطيبي أن نسبة النجاح لطلاب الـ48 من خريجي الجامعات الأردنية، ومؤخراً الفلسطينية، في امتحانات المهن في إسرائيل فوق 95%، ثم يأتي خريجو هنغاريا بنسبة 75% ثم ألمانيا فإيطاليا، وفي آخر اللائحة أرمينيا، وهكذا،..، عاداً هذا الأمر كنزاً وينبغي الاستمرار باستغلاله.

وحول موضوع رفع الأسعار للدارسين في الجامعات الأردنية من عرب الـ48 قال الطيبي إننا تحدثنا مع الحكومة في هذا الأمر وطلبنا منهم إعادة النظر فيها.

أما بخصوص موضوع الحج والعمرة، فقال إننا نأخذ عن طريق الأردن «كوتا» وهذه الكوتا تعدّ لدينا الأعلى بالنسبة للسكان، مضيفاً أننا اجتمعنا مع وزير الأوقاف الدكتور محمد الخلايلة وتحدثنا عن أهمية تحسين بعض الأمور، مؤكداً في الوقت نفسه أن وزارة الأوقاف الأردنية تقدم خدمات جليلة لحجاجنا.

الأجندة الأمنية

وحول إذا ما سيبقى الأمن كأجندة حياً، وخاصة بعد عودة ظهور اليمين في أوروبا، قال الطيبي إن ظهور اليمين في السنوات الأخيرة في أوروبا (هنغاريا وبولندا وإيطاليا واليونان مؤخراً) جاء بعد ترسيخ اليمين في إسرائيل، فنتنياهو كان قبلهم وشجعهم وتعاون مع أحزابهم قبل أن يعتلوا الحكم وبعد أن اعتلى هؤلاء الحكم أصبح مستفيداً منهم ومطوراً للعلاقات حتى بينه بين قوى فاشية معارضة لليهود ولا سامية، لمجرد أنها يمينية تعارض حقوق الشعب الفلسطيني وضد الإسلام وتؤمن بالأسلاموفوبيا...الخ.

وحول الموضوع الأمني، قال الطيبي إنّ ذلك مرهون بحربه على غزة أو بحدوث شيئ في الشمال، ولكن في الأيام الأخيرة كان موضوع قاسم سليماني مسيطراً، واليوم بدأ يخف شيئاً فشيئاً، فعاد موضوع الحديث عن الحصانة إلى الساحة، وفي نهاية المطاف ونحن عشية الإنتخابات، فإنّ قضايا الانتخابات تطغو، إلا إذا حدثت أشياء كبيرة مثل قضية قاسم سليماني.

وحول موضوع القائمة المشتركة قال الطيبي إنه هذه المرة أيضاً في قائمة واحدة بالأحزاب الأربعة، مضيفاً أننا نلاحظ عدم وجود أي نقاشات علنية أو جدل علني حول التركيبة، وبالتالي قررنا أمام الجمهور الذي يريد هذا، كما أننا نرى أن هناك «طلعة»، ولذلك لا نريد أن نؤثر على إمكانية الحصول على 15 مقعداً، لذلك نبقي الخلافات على طاولة داخل الكتلة، وبصفته رئيس الكتلةٌ البرلمانية قال إنه يتعامل مع الجميع ويحتوي الخلافات ويتعايش معها.

وأكد الطيبي أن أعضاء القائمة المشتركة متفقون، ورأى أنهم سيتفقون قريباً على ترسيخ مبدأ الغالبية تسود، مشيراً إلى أنه في عام 2015 كان يجب أن يكون القرار بالإجماع، وكان حق الفيتو لأي حزب، أما هذه المرة فكان اتفاق الغالبية قد تقرر، ولم يتم تطبيق ذلك بعد.

وقال إنّه كان يدير الاتصالات مع رئيس كتلة «كحول لافان»، وأنهم يريدون «كحول فان» أن تتعامل معهم كوحدة واحدة وكتلة واحدة حتى وإن كانت هناك اختلافات بالرأي، مشيراً إلى وجود طروحات سياسية مختلفة فهناك تيار شيوعي وتيار إسلامي وتيار وطني اجتماعي، إضافة إلى تجمع تيار قومي، وبالتالي هناك 4 تيارات، بالرغم من أنّ الشعب الفلسطيني في العادة يشتمل على تيارين: الوطني والإسلامي، وبداخل كل تيار هناك مشارب وتيارات وتوجهات مختلفة.

وبخصوص الكارثة التي لحقت بيافا من خلال الأمطار الأخيرة وتحميل مسؤوليتها للقائمة المشتركة، بيّن الطيبي أنهم ليسوا هم من يقدم هذه الخدمات، إنما بلدية تل أبيب وكل الانتقادات يجب توجيهها للبلدية.

وقال إنهم أبرزوا القضايا الحياتية الفلسطينية كثيراً، لأنها كانت في صلب نضالنا الميداني، ومنها قضايا العنف والجريمة وتخطيط البناء وهدم البيوت، مؤكداً أننا جميعنا فلسطينيون سواء كنا في الضفة الغربية أو غزة.

العنف والجريمة

وحول قضايا مكافحة العنف والجريمة، قال إننا انتهينا من العام 2019 ب94 قضية، مشيراً إلى الجرائم داخل المجتمع العربي وأن هناك عرباً يقتلون عرباً، وهو عنف داخلي أساسه العصابات، مبيناً أنّ العنف موجود في كل مكان ففي الضفة الغربية نسبة جرائم القتل بالسنة هي 8 لكل مليون شخص، وفي غزة 9، أما في الأردن فوصل إلى 11، في حين أنّ المعدل فاق الـ50 داخل عرب الـ48، مضيفاً أن الخط الأحمر المعترف به دولياً يتراوح بين 41-42 جريمة لكل مليون كل سنة، فالعصابات تعيث فساداً، والأسلحة التي تتدفق أساسها من قواعد الجيش الإسرائيلي، لافتاً إلى أن هؤلاء هم الذين يعيثون فساداً ويخونون المجتمع الفلسطيني عبر القتل، فالخيانة ليست سياسية فقط، وإنما مجتمعية أيضاً، كونهم يهددون بانهيار هذا البنيان.

وأوضح أن نسبة التصويت زادت عدد المقاعد، فقد وصلت نسبة التصويت الأخيرة في نيسان إلى 49%، ونسبة التصويت الأخيرة في أيلول إلى 59%، في حين كانت نسبة التصويت في العام 2015 64%، وبرأيه أننا هذه المرة سنتخطى حاجز64%، بل يجب علينا تخطيه حتى نصل للـ15.

وأضاف الطيبي أن هناك عملية إعادة ثقة بيننا وبين الجمهور، فهي تقف على مقعد هنا او هناك لإمكانية إزاحة نتنياهو، متابعاً أننا عندما نكون 15 فإننا نمتلك إمكانية تحديد من يكون رئيس الوزراء، مشدداً أنّ الانشقاق الفلسطيني سيئ على كل فلسطيني، ونحن مستاؤون من هذا الانقسام وحاولنا التدخل ولم نوفق.

أما في ما يتعلق بالتهديدات فأكد الطيبي أنه تعرض لاعتداء جسدي قبل شهر بعد انتهائه من تقديم محاضرة، وأنّ هذه التهديدات تُعدّ ترجمة للتحريض الدموي الذي يقوده نتنياهو، مضيفاً أن تحريض نتنياهو يعدّ أكثر خطورة علينا من ليبرمان، لأن نتنياهو يشغل منصب رئيس وزراء وجمهوره أوسع، وبالتالي نحن معنيون بتغييبه عن الساحة سياسياً، مشيراً إلى أن هناك بعض المثقفين الإسرائيليين يقولون» نتنياهو يقودنا للهلاك».

أما بالنسبة لمسألة التردد في دعم معسكر مواجه لليمين، فقال الطيبي إنه ليس من المفروض علينا أن ندعم هذا المعسكر، وقد أوصينا بغانتس ليس حباً به، إنما رغبة بإسقاط نتنياهو، ولذلك عملنا على هذه الخطوة غير المسبوقة.

وأكد أنه يؤمن بأهمية الحوار واختراق المجتمع الإسرائيلي، حتى مع اليمين الإسرائيلي، «فمن الضروري أن ندير معركة ذكية في محاولة اختراق شرائح متعددة متنوعة من المجتمع الإسرائيلي».

وفي ما يتعلق باستراتيجية النواب العرب، قال إننا نريد إعادة بناء جسور، حتى وإن كانت محروقة، مؤكداً أننا نعمل كل ما في وسعنا لتكسير التفكير النمطي ضدنا كعرب في المجتمع الإسرائيلي.

وأضاف أننا الآن غير موافقين على المشاركة بالحكومة، مثلما أنهم هم أيضاً لا يريدوننا فيها، فهناك الكتلة المانعة، وهي أن ندعم من الخارج ونعطي شبكة أمان مقابل اتفاق مكتوب، مشيراً إلى أنه بالمفاوضات قدم قائمة لغانتس بهذه الشروط، وقد وافق على غالبية الشروط المدنية المطالب بها، مؤكداً أن نضالنا في الوقت الحاضر هو ضد قانون «كامينتس» للهدم والبناء، وقد أبدوا تعاوناً معنا فيه ووافقوا على تجميد العمل بالقانون لمدة خمس سنوات.

المثلث الفلسطيني

واتفق الطيبي مع ما قاله رمضان حول انتقال الثقل وأهمية بروز هذا الدور الاستراتيجي أكثر للعرب الفلسطينيين بالداخل، مشيراً إلى أن هذا الأمر لا يقلل من أهمية الأضلاع الأخرى للمثلث الفلسطيني، واصفاً الشعب الفلسطيني بأنه مثلث هندسي، الضلع القاعدة يمثل الضفة وغزة والضلع الأكبر فلسطينيو الشتات والضلع الأصغر عدداً فلسطينيو الداخل، مضيفاً أن وزننا يزيد استراتيجياً، وأننا نسعى لذلك دوماً.

وحول رغبة نتنياهو بضم غور الأردن، قال إن الموقف الأردني الواضح وموقف الإدارة الأميركية التي لم تسير معه في فترة الانتخابات، وموقف المؤسسات وبعض الأجهزة الإسرائيلية،.. جعل عمله يتوقف، مضيفاً أننا لا نعلم إذا كان هذا التوقف سيبقى أم لا.

وأشار إلى أنّ نتنياهو يفاخر بأنه قتل فكرة الدولتين، وهو قادر على ذلك، لأنه لا يوجد مجتمع دولي يريد أن يصرف حل الدولتين، كما أن رئيس أميركا لم يستعمل هذا الاصطلاح.

وأكد أن هدفنا الأول من الانتخابات هو رفع مكانة الجماهير العربية، وتحقيق إنجازات مدنية واجتماعية، ودفع مسار القضية الفلسطينية للأمام، والإطاحة بنتنياهو سيساعدنا في ذلك، مضيفاً أن نسبة التصويت كانت 59%، وأننا قادرون على تخطي نسبة 65% وإذا وصلنا للـ70% فهذا سيكون أفضل، وتابع أن نسبة التصويت للقائمة العربية المشتركة بلغت 90% من المصوتين فقط و10 % للأحزاب الصهيونية، فهناك تغير دراماتيكي في سلوك الناخب العربي تجاه الأحزاب الوطنية العربية، وشدد على أهمية هذه الانتخابات، وبكونه متفائلاً بأنها قد تحسم مستقبل نتنياهو سلباً وتطيح به. ولكنّ هناك من يعتقد أنه ليس من المؤكد أن يحصل أي أحد على 61 مقعداً في الانتخابات القادمة، وهو ما سينقلنا إلى انتخابات رابعة في شهر آب القادم.

ومن جهة أخرى أكد الطيبي أن الانتخابات تعدّ معاناة لنا كمرشحين وأحزاب، وعبئاً اقتصادياً على الدولة.

من حق الأردن أن تتابع الانتخابات الإسرائيلية، لأنها تهتم بالقدس والمقدسات والبعد الإقليمي والحدود واللاجئين، وعندما نقول القدس لا نستطيع إلا أن نذكر الوصاية الهاشمية وأهميتها، مؤكداً أن هذا هو موقفهم بالقائمة المشتركة، فالوزن الدبلوماسي للأردن وتحديداً مكانة جلالة الملك ساعدتنا كثيراً في قضايا القدس والأزمات التي حصلت، فهم يأخذون بالحسبان غضب جلالة الملك أو موقفه، مؤكداً أننا أحياناً نريد مزيداً من هذا الغضب ومن هذا الضغط الدبلوماسي وهذه الرافعة فيما يتعلق بمساجد القدس وكنائسها بقيامتها وأقصاها.

«قانون القومية»

وبخصوص شجاعة «كحول لفان» في الكتلة المانعة، أكد الطيبي أن الموضوع لم يكن متعلقاً بـ”كحول فان»، وإنما كان متعلقاً بـ”ليبرمان» و”إسرائيل بيتنا».

وأكد أن هدفنا هو الوصول إلى ما مجموعه (61) صوتاً من أجل تنحية نتنياهو مفصلاً هذه الأصوات بـ (36 لكحول لفان و14 أو 15 للقائمة العربية المشتركة وهم 11)،- ووقتها لكل حادث حديث- وعندها يكون الوضع مختلفاً استراتيجياً ووزن النائب العربي وتأثير المواطن العربي بأم الفحم والناصرة أضعاف ما هو عليه اليوم، مضيفاً أننا كقائمة مشتركة نسعى لرفع الوزن النوعي للصوت العربي لهذه الانتخابات.

وحول قانون القومية قال الطيبي إنه وبالرغم من أنّ غالبية المعارضة صوتت ضده، إلا أن الليكود غير معني بتغييره أو الغائه، وكذلك «كحول لفان» غير موافقين على الغائه ولكنهم موافقون على تعديله (إدخال تعبير المساواة والديمقراطية)، مؤكداً: نحن معنيون بإلغائه، ويبقى حبراً أسود بتاريخ أي فكر ديمقراطي.

وقال الطيبي إننا نطرح مواقفنا لأننا نؤمن بأننا أصحاب قضية عادلة ونعرف كيف نواجه المجتمع الإسرائيلي وكيف نتعامل مع متطرفين من اليمين وأن نتعاون مع من يريد التعاون معنا من المجتمع الإسرائيلي، كما أننا نريد أن نمد جسوراً إلى شرائح عقلانية في المجتمع اليهودي، حتى لو انهدمت، وهذا طرح نؤمن به لأنه كان من مصلحة الأقلية القومية دون أن نتنازل قيد أنملة عن أي ثابت من ثوابتنا الوطنية، مضيفاً أن وظيفتنا محاربة التيار المركزي الذي أصبح تياراً عنصريا ونغير التفكير الوطني تجاه الإنسان والمواطن العربي.