الهاشميون حملة الرسالة والراية الذين تصدوا لوحدة الأمة والدفاع عن المقدسات

مركز الرأي للدراسات

اعداد : عبد الله العتوم

10/2007

في وقت يتواصل فيه الجدل وتحتدم السجالات حول علاقة الديني بالسياسي وتبرز على نحو لافت مسألة فصل الدين عن الدولة، بين من يرى للدين امتداداً في السياسة وآخرون لا يجدون مثل هذه الرابطة على قاعدة الدين لله والدنيا لعباده الى ان يرث الله الأرض وما عليها....

نقول في خضم ذلك كله يجدر بنا ان نقف وقفة تأمل وتفكير في ما تحفل به أرضنا المقدسة من اشراقات دينية انطوت على معان عظيمة تمنح لأهلها قراءة من نوع ما وتأخذهم الى ضفة أخرى غير تلك التي يراد لنا ان نقف عليها تحت عناوين التعصب والجمود ورفض قيم الحوار والتسامح والخروج على الناس بإراء وأفكار ليس فقط تجاوزها الزمن وإيقاع الحياة ومنطق الأشياء وسيرورتها......وإنما أيضا تبرير وتسويغ سلوك وتصرفات لم يكن أولئك الذين سأشير أليهم لاحقاً من الأنبياء والصحابة والقادة الذين اعلوا دين الله ورفعوا راية الإسلام في أربع رياح الأرض وخصوصاً في بلادنا، يجيزونها او يقبلون بها او يسمحون بمثلها من عنف وإرهاب وتكفير ورفض للآخر ...

ما أردت الإشارة إليه لا يذهب في اتجاه القراءة السياسية ولا يرغب في اثارة المزيد من الجدل حول هذه الإشكالية التي تكاد أن تفرض حضورها على المشهد العربي والإسلامي الراهن والمحتضر والمأزوم كل ما أرغب في التمهيد إليه هو دعوة القارىء الكريم إلى التأمل في المعاني والدلالات التي انطوت عليها الحكمة الإلهية في اختيار هذه البقعة الصغيرة من الأرض لتكون مهد الديانات السماوية والأرض التي تستقر فيها أجساد الأنبياء والصحابة والحواريين والأمكنة من جبال ومدن ومسارات لتكون معراج الأنبياء إلى السماء ومنها يكلم بعضهم ربه وطرق أخرى تكون بوابات للفتح وأمكنة انطلاق نحو الأفاق المفتوحة لنشر دين الله ودعوة الناس للدخول إليه...

أجدني قد أطلت لكني قبل ان ابدأ في سرد ما لدي ادعو مرة اخرى الى التأمل جيداً وعدم الأستغراب أ والدهشة في ان تكون منطقتنا تبعاً لذلك كله مقراً لثورة التوتر والصراعات والحروب والغزوات التي لا تنتهي لأسباب دينية وأخرى اقتصادية وثالثة روحية ورابعة افتعلها من ارادوا ان يجدوا لأنفسهم موقعاً في التاريخ ... تاريخ هذه المنطقة الذي يعبق بروائح النبوة العطرة والسيرة الحميدة تماماً كما يحفل بالمغامرين وصناع الحروب وأبطال التحرير.....

درب النبوة .. والثورة

عبقرية المكان...الأرض المقدسة.. الأرض الطيبة، قصة مكان، عناوين كبيرة لمنطقة جغرافية كانت محطة للديانات السماوية، ومنطلقاً للفتوحات الإسلامية والأردن كان أول الفتح.

أسماء وردت في القرآن الكريم، وأنبياء عليهم السلام أتخذوا من الأرض الأردنية قداسة وتوحيداً ونبوة، بشروا بقدرة الخالق، وبالقيم والأخلاق والروحانيات وانطلقت رسالتهم من هنا وتجارة وإيماناً وحضارة.. وإذا كان للبعض درب الحرير فإننا هنا في الأردن لنا درب النبوة وقعراً لمقامات صحابة الرسول العربي الهاشمي عليه صلوات الله وسلامة.

الشيخ والوزير عبد الفتاح صلاح وزير الأوقاف وشؤون المقدسات الإسلامية تحدث ل الرأي عن الكثير من المقدس والوقائع التاريخية والتوحيد، وعن الزمان والمكان الأردني العظيم، وطاف بنا في أرجاء وطن له من القدسية والوقار والتأريخ والتراث شأن عظيم .

حبا الله الأردن يقول منذ ألوف السنين بقدسية الرسالات السماوية، وفي المدى المنظور إسلاميا، أن يكون منطلقاً للفتوحات الأسلامية الشمالية تجاه بلاد الشام، من الجزيرة العربية أرض الحرمين الشريفين ومهبط الوحي ومن البقيع مأوى الرسول العظيم ص باتجاه درب النبوة في رحلة الصيف التي ورد ذكرها في القرآن الكريم، كما قابل على أرضها الراهب بحيرة قبل التوجه الى الشام ومصر فتحاً ورسالة..... وعلى مقربة من أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين القدس .

ومن خلال الأرض الأردنية أسرى بخاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلوات الله عليه وسلم الى القدس وقبلها متاجراً، واللقاء بالراهب بحيرة الذي بشر بالنبي بعد اللقاء في ميفعة التي هي ام الرصاص جنوب مادبا.

وبجوار عمان كهف اهل الكهف الذين ورد ذكرهم في القرآن الكريم في سورة تتحدث عن قصة الفتية الذين آمنوا بربهم، وهربوا بدينهم من طغيان وجبروت الحاكم الرومي الذي كان على عهدهم، وكان ينكل بالمؤمنين بعقيدة التوحيد، وقدر الله لهم أن يبعثوا أحياء بعد سباتهم الطويل وبلغ مئات السنين كشاهد على يوم البعث يوم القيامة.

والأردن مسقط رأس بعض الأنبياء الذين ولدوا هنا أ وأقاموا، فالنبي ألياس ولد هنا، وعلى هذه الأرض أقام أنبياء الله لوط وموسى وهارون وشعيب ويحيى وعيسى عليهم السلام، كما مر من هنا إبراهيم ويوشع، وتوفي هنا على الأرض الأردنية ودفن فيها أنبيا الله هارون وموسى وشعيب ويحيى، وداوود وهود وسليمان وأيوب.

ومن أبرز الصحابة الذين دفنوا في الأردن الصحابي الجليل زيد بن حارثة الذي كان الأبن المتبنى للرسول ص وكان الصحابي الوحيد المذكور بالاسم في القرآن، ودفن فيها جعفر بن أبي طالب الأخ الأكبر لعلي كرم الله وجهه وأبن عم الرسول وأبو عبيدة عامر بن الجراح أمين الأمة الإسلامية وأحد الصحابة العشرة المبشرين بالجنة، وعامر بن أبي وقاص، ومعاذ بن جبل الذي ولاه الرسول على اليمن وشرحبيل بن حسنة كاتب الوحي، والقائد العظيم ضرار بن الأزور، وعبد الله بن رواحة، وأبو الدرداء والقائد العسكري عكرمة بن أبي جهل.

وأستشهد على الأرض الأردنية عدد كبير من الصحابة قادة الفتح الإسلامي، كشهداء معارك مؤته في الثامن للهجرة واليرموك في الثالث عشر والخامس عشر للهجرة، ومعركة فحل في الرابع عشر للهجرة .... وبهذا فإن الأرض الأردنية احتضنت العديد من أضرحة الصحابة والأولياء، مثل فروة بن عمرالجذامي ابو ذر الغفاري، ميسرة بن مسروق العبسي الولي الأخضر، جابر بن عبدالله الأنصاري، الحارث بن عمير الأزدي، كعب بن عمر الغفاري.

والآثار الأسلامية زاخرة على الأرض الأردنية بالعديد من المعالم والشواهد التاريخية التي ترجع الى حقب أسلامية عبر العصور المختلفة منذ بدايات الفتح الأسلامي كالمقامات ومزارات الصحابة رضوان الله عليهم، وكذلك مواقع تاريخية اسلامية، تعود لعصور الخلافة الأموية والعباسية ومن ثم عصر الأيوبيين والمماليك ومن بعدهم العثمانيين.

كل هذه المواقع تحكي قصة أردنية شاهدة على حضارة وتاريخ، وتروي قدسية وطن وتراث أمة.

قصر الحلابات : ويقع في البادية الأردنية ويعود تاريخه إلى العصر الروماني، وقد أعاد الأمويون بناءه بعد أن هجر وتردمت معظم أجزائه، ويوجد بالقرب منه مسجد أثري يعتبر من أروع المساجد الأثرية في الأردن ويرجع تاريخه إلى العصر الأموي

قصر الطوبة: ويقع في البادية الأردنية، ويشبه قصر المشتى في معظم عناصره المعمارية والزخرفية، والغالب أنه شيد في الوقت الذي شيد فيه قصر المشتى في القرن الثامن الميلادي .

قصر الأزرق: ويقع في البادية الأردنية ويعود تاريخه الى العصر الروماني، وقد اعيد بناء هذا القصر في العهد الأيوبي، كما يفيد النقش الأثري الذي يعل وبوابة القصر، الذي يشير أن عز الدين أيبك أمر بعمارة هذا القصر سنة 634 هجرية، ويوجد في داخل القصر مسجد أثري يعود الى العصر نفسه .

قصر عمره : ويقع في البادية الأردنية وهو عبارة عن قصر صيد صغير وحمام، وهو من أكثر القصور الأموية احتفاظا بشكله وبنائه، ويمتاز بالرسومات الجدارية الرائعة، وقد شيد في عهد الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك حوالي سنة (710 م ) .

قصر المشتى : ويقع في البادية الأردنية على بعد (32 كم ) الى الجنوب الشرقي من العاصمة عمان، ويمتاز هذا القصر بزخارفه الجميلة المحفورة في الحجر الجيري، ويعود تاريخه الى العهد الأموي، وفي سنة 1912 قامت بعثة المانية بأخذ أجزاء منه لتصبح الواجهة الأمامية للمتحف الاسلامي في برلين .

قصر الحرانة : ويقع في البادية الأردنية على بعد (53 كم) الى الشرق من قصر المشتى، وقد بني هذا القصر في القرن الثامن الميلادي وهو أحد القصور التي كانت تستخدم للاستراحة خلال رحلات الصيد والقنص في البادية .

قصر القلعة: ويقع في العاصمة عمان على قمة جبل القلعة، ويعود تاريخه الى العهد الأموي .

القلاع الاسلامية

قلعة الربض : وتقع في بلدة عجلون، وهي من أهم القلاع الاسلامية في الأردن، بناها عز الدين أسامه أحد قادة صلاح الدين الأيوبي سنة (850 هجرية )1184 م، وقد لعبت دورا هاما في صد هجمات الصليبيين ومنعهم من التوسع في الأقطار الاسلامية المجاورة

قلعة السلط : وتقع في مدينة السلط وتعود الى العصر الأيوبي، وقد دمرت هذه القلعة ولم يبق منها الا جزء يسير.

قلعة القطرانة : وتقع على الطريق بين عمان والعقبة في بلدة القطرانة ويعود تاريخها الى العهد التركي .

قلعة الكرك : بناها المؤابيون، ثم جددها الأنباط، وظلت في العصر البيزنطي درعا واقيا للأردن، وكذلك في العصر الاسلامي حتى احتلت قوات الصليبيين مدينة الكرك، حيث عملوا اضافات جديدة عليها، وبعد معركه حطين استسلمت القلعة لقوات صلاح الدين سنة ( 1188م) فدخلت في الحكم الأيوبي والمملوكي .

لقد ظلت قلعة الكرك في قبضة الصليبيين مدة لاتزيد عن ست وأربعين سنة في حين ملكها المسلمون مئات السنين فاضافوا عليها اضافات معمارية جديدة، وطمسوا باصلاحاتهم وما اجروه عليها من تعديلات المعالم الصليبية فيها مما أعادها قلعة اسلامية.

قلعة الشوبك : يرجع تاريخ انشاء هذه القلعة الى عصر الأنباط، ولكنها هدمت في العصر الروماني، وظلت كذلك طوال الحكم الييزنطي لمنطقة شرق الأردن، ثم تجدد بناؤها في فترة الصراع الحربي بين الساسانيين والبيزنطيين وعندما احتل الصليبيون بيت المقدس قام بلدوين الأول باعادة بناء قلعة الشوبك، وسماها مونتريال، ثم استسلمت هذه القلعة لقوات صلاح الدين الأيوبي في سنة 1189 م بعد حصار طويل دام سنتين، وقد اهتم بها الأيوبيون وكذلك المماليك، وقد أقدم ابراهيم باشا في سنة 1840 م على نسفها بالديناميت . والقلعة بمظهرها الحالي هي قلعة اسلامية في منشآتها.

قلعة العقبة : وتقع في مدينة العقبة ويعود تاريخها الى العهد المملوكي ويظهر داخلها شريط كتابي يشير الى اسم السلطان قانصوه الغوري الذي قام بانشائها .

أهم المواقع الأسلامية في الأردن

مقام الحارث بن عمير الا زدي يقع على بعد (20) كم جنوب مدينة الطفيلة وهو بناء حديث يوجد في داخلة ضريح ينسب الى الحارث ابن عمير الازدي رسول الله صلى الله عليه وسلم الى أمير بصرى الشام حيث قتلة شرحبيل بن عمر والغساني حاكم مؤتة.

مقام زيد بن حارثه ويقع في بادية المزار / الكرك وهو بناء حديث في داخله ضريح ينسب الى الصحابي الجليل زيد بن حارثه القائد الأول في معركة مؤتة.

مقام جعفر بن آبى طالب ويقع في بلدة المزار / الكرك، والمقام عبارة عن مسجد كبير بني حديثا، ويظهر أن الأيوبيين والمماليك قد اهتموا في الموقع، يشهد على ذلك النقوش الأثرية، وفي داخل المسجد يوجد ضريح الصحابي الجليل جعفر بن أبى طالب القائد الثاني في معركة مؤتة والمشهور في التاريخ الإسلامي.

مقام عبد الله بن رواحة ويقع في بلدة المزار / الكرك وهو بناء حديث في داخلة ضريح ينسب الى الصحابي الجليل عبد الله بن رواحة القائد الثالث في معركة مؤتة .

مقام ضرار بن الازور ويقع في قرية ضرار (الأغوار الوسطى) وهو بناء حديث في داخلة يوجد ضريح ينسب الى الصحابي الجليل ضرار بن الازور .

مقام ابي عبيده ويقع في الغور المعروف بغور ابي عبيده، وهو عبارة عن مسجد حديث كان قد بني مكان (قبة ) كان قد بناها الظاهر بيبرس، يشهد على ذلك البلاطة الرخامية الأثرية والموجودة عند مدخل المقام، وفي داخل هذا المسجد يوجد ضريح ينسب الى الصحابي الجليل لأبي عبيده عامر بن الجراح ( امين الامه )، فاتح الشام .

مقام عامر بن ابي وقاص يقع هذا المقام في قرية وقاص / الأغوار الشمالية، وهو بناء حديث في داخلة ضريح ينسب ل(وقاص ) وقد يكون للصحابي الجليل عامر بن ابي وقاص الذي شارك في فتوح الشام .

أبو نصير ويقع في قرية أبو نصير، وهوعبارة عن كومة من الحجارة يذكر السكان أنة فاتح الأندلس موسى بن نصير قد دفن في هذا المكان .

اليرموك وتقع على نهر اليرموك في منطقة الحدود في الوقت الحاضر بين الأردن وفلسطين، وقد جرت في ذلك المكان معركة اليرموك الخالدة.

سهل مؤتة وتقع الى الجنوب من مدينة الكرك بحوالي (12) كم وعلى هذا السهل جرت معركة مؤتة المشهورة في التاريخ الإسلامي، ومن الاثار الإسلامية في سهل مؤتة ( المشهد )، وهو عبارة عن قبة كانت مبنية على أربعة أقواس تهدم منه ثلاثة، وفي مداخل هذه القبة ضريح، ويعود تاريخه الى العهد الايوبي المملوك.

كهف أهل الكهف ويقع على بعد (8) كم جنوب عمان، وقد وردت قصة أصحابه في القران الكريم، والكهف يعود تاريخة الى العهد البيزنطي، وقد عثر على المسجد أمام الكهف، يعود تاريخه الى العهد الأموي .

الحميمة تقع على بعد (80) كم الى الغرب من مدينة معان، اتخذها العباسيون بلدة تجمع، واخذوا في نشر دعوتهم منها سرا، واختاروا مدينة الحميمة لأنها كانت تقع على طرق القوافل التجارية، حتى نجحوا في تقويض دعائم الدولة الأموية.وخرج منها ثلاثة خلفاء راشدين وفيها جامعة آل البيت.

معركة فحل وتقع في الأغوار الشمالية على بعد (81) كم الى الشمال من العاصمة عمان، وعلى أرضها وقعت معركة فاصلة بين المسلمين والبيزنطيين، وقد انتصر المسلمون في هذه المعركة، وكان من نتائجها أن فتحت أجزاء كبيرة من الأردن وفلسطين وتحررت من الحكم البيزنطي ويوجد في طبقة فحل آثار تعود الى مختلف العصور الرومانية والبيزنطية والإسلامية.

جبل التحكيم ( جبل أبو موسى الاشعري ) ويقع على بعد (25) كم الى الشمال من مدينة معان، وعلى هذا الجبل جرى التحكيم بين جند علي بن ابي طالب كرم الله وجهه ومعاوية بن ابي سفيان رضي الله عنة، وذلك بعد معركة صفين عام 37ه ووقد اختار جند علي أبا موسى الاشعري، واختار جند معاوية عمرو بن العاص، ولا يوجد آثار على هذا الجبل سوى بعض القبور الحديثة للبد ومن أهالي المنطقة.

مقام يوشع ويقع الى الغرب من مدينة السلط فوق التل المعروف ب (طف اوشع) وهو عبارة عن بناء يعود الى العهد الأيوبي المملوكي، ومن الممكن ان هذا المقام نسب الى النبي يوشع أحد الأنبياء الذين بعثوا في بني إسرائيل .

مقام حزير ويقع الى الجنوب الشرقي من مدينة السلط بالقرب من عين حزير المشهورة، وبناء المقام حديث ويعتقد ان هذا المقام نسب الى (أشير) ثم حرف الى حزير، واشير هو اخو يوسف عليه السلام .

مقام النبي شعيب ويقع في منطقة وادي شعيب / السلط، وينسب هذا المقام الى النبي شعيب علية السلام ومقام النبي شعيب يعود الى العصر الحديث .

مقام جادور يقع على تل الجادور، وهوعبارة عن مسجد حديث في داخلة ضريح ينسب الى النبي جادور، ويعتقد أن هذا المقام يعود الى النبي جاد احد الأسباط .

مقام النبي أيوب ويقع الى الجنوب الغربي من السلط في المنطقة المعروفة ( بخربة ايوب) والموقع عبارة عن اساسات أبنية أثرية قد يكون مسجدا، والموقع بحاجة الى اجراء حفرية لابرازه واظهاره، وينسب الموقع الى النبي ايوب علية السلام .

مقام النبي هود ويقع في مدينة جرش، وهوعبارة عن مسجد حديث في داخلة كهف يذكر ان سيدنا هود علية السلام قد دفن فيه.

مقام النبي هارون ويقع هذا المقام على قمة جبل النبي هارون غربي مدينة البتراء، ويعود بتاريخه الى العهد المملوكي .

مقام النبي نوح وهو بناء حديث، ويقع في مدينة الكرك، وينسب الى النبي نوح علية السلام.

الطريق السلطاني

ومن الهند والجزيرة العربية الى بلاد الشام وأوروبا كان طريق التجارة الأردني الطريق السلطاني وكان العهد النبطي ماثلا في جنوب الأردن من خلال العاصمة النبطية البترا إحدى عجائب الدنيا بعد اليونسك والتي اختارتها كأثر عالمي.

البترا

إحدى عجائب الدنيا، يجاورها وداي رم..وادي القمر واتخذها لورنس العرب مقراً عندما كان جنديا في الثورة العربية الكبرى التي خانها الحلفاء استعماراً وتقسيماً لبلادنا.

وأنشأ الرومان على الأرض الأردنية الديكابوليس وهو حلف من عشر مدن في أراضي شمال الأردن وفلسطين وسوريا لتسهيل التجارة في المنطقة ولحماية المناطق البعيدة في امبروطوريتهم، واربع من مدن الحلف تقع في الأردن فيلادليفا العاصمة عمان وجرش بيلا وأم قيس.

البحر الميت

أخفض نقطة في العالم400م تحت سطح البحر... وهناك ذكريات منذ أيام هيرودوس الكبير حفل بها التاريخ قبل 2000عام من الميلاد، وقرب البحر الميت كهف النبي لوط... وكان النبي لوط قد هاجر مع عمه الذي انزله الله تعالى بقرية سدوم... وهناك آثار قرب البحر الميت وفسيفساء تعود الى القرن السادس الميلادي.

أما نهر الأردن الذي اتخذ الوطن الأردني الأسم منه فأنه ينبع من جبل حرمون وسفوح هضبة الجولان وجبل الشيخ، وروافده الحاصباني والوزاني وبانياس واللدان.... وتسير هذه الروافد محاذية للجهة الغربية من الجولان المحتل وتلتقي مع نهر اليرموك حتي يصب في البحر الميت.

ووادي الموجب فانه يتغذى من شلالات الجبال المحاذية وتتدفق في الوادي لتصب في سد وداي الموجب لذي يمتلك الآن مخزوناً يقدر ب 32 مليون متر مكعب مع أننا في فصل الخريف.

وحمامات ماعين التي تنخفض 120 متراٍ عن سطح البحر فإنها ذات جغرافية تشتهر بمنتجعاتها الطبية من خلال الماء الساخن النابع من بطن الأرض حاملاً معه الكبريت ومعادن أخرى لا يكاد يضاهيه إلا الحمة الأردنية في شمال الأردن.

ومسله ميشع ... وهي من حجر البازليت وجدت في ذيبان مع نهاية القرن التاسع عشر، وموجودة الآن في متحف اللوفر .... تحدثت عن ملك مؤاب ميشع والعديد من أعماله ومدنه وحروبه.

المغطس والى الشرق من نهر الأردن يقع المغطس في منطقة وادي الخرار، التي سميت قديماً بيت عبرة ويكتسب هذا الموقع مكانه دينية مقدسة، لأن السيد المسيح عليه السلام وقف في هذا الموقع وهو أبن ثلاثين عاماً، بين يدي النبي يحيى عليه السلام لكي يتعمد بالماء ويعلن من خلال هذا الطقس بداية الرسالة للبشرية، ويوجد في المكان عدة آبار للماء وبرك يعتقد ان المسيحيين الأوائل استخدموها في طقوس جماعية للعماد... علماً بأن البابا يوحنا بولص الثاني أعلنه خلال زيارته للأردن مكاناً للحج المسيحي في العالم مع أربعة مواقع أخرى في الأردن.

مخطوطات قمران

قبل نحو خمسين عاما لم يكن احد يسمع بخربة قمران سوى سكان المناطق القريبة من البحر الميت، وبعد أن اكتشف احد عرب التعامرة ما عرف باسم مخطوطات البحر الميت أصبح اسم قمران اسما عالميا يتردد في مختلف الاصقاع لما تحويه من كنوز تاريخية عن المنطقة وحسب بعض الباحثين فان قمران اسم عربي مشتق من كلمة قمرة أي لون البياض المائل الى الخضرة نسبة الى لون أرضها الكلسية الضاربة للون الاخضر لما يتخللها من النباتات المفيدة للرعي فيما يرى اخرون ان قمران مثني قمر اذ يعكس القمر ضوءه على سطح مياه البحر الميت المجاور للمنطقة فيظهر وجهان للقمر ومنهما جاءت كلمة قمران ولأهمية ما تضمنته المخطوطات 00 بدأت وزارة التربية والتعليم بتدريس هذه المخطوطات بهدف تعريف الطالب الاردني على تاريخ المنطقة المبني على اسس علمية ثابتة تستند الى الوثائق والمكتشفات الاثرية والتاريخية وتشير المصادر التاريخية الى ان الاسينيين الذين سكنوا خربة قمران هم من دون المخطوطات التي اكتشفت بعد الفي عام من تدوينها واعتبرت من اهم المكتشفات الحديثة التي يمكن أن تعيد كتابة التاريخ وتلقى اضواء كاشفة على الميثولوجية الدينية ومن بين المخطوطات المكتشفة التي لايوجد في المتحف الاردني منها سوى اجزاء صغيرة متناثرة مع هياكل مرممة لجرار الفخار التي وجدت بداخلها كتاب النبي اشعيا الذي نشرته المدرسة الاميركية للابحاث الشرقية عام1950 وكان مكتوبا بخط عبري قديم على ورق طوله اكثر من سبعة أمتار ومن بين المخطوطات كذلك تفسير حبقوق وهو أحد أنبياء اليهود والتعليق عليه ويتحدث المخطوط عن الفواجع التي ستحل بالجيل الاخير الذي سيشهد نهاية العالم كما تتضمن مخطوطة لامك والد النبي نوح المكتوبة باللغة الارامية تعليمات لادارة الحروب فيما تشبه مزامير للتسبيح والشكران التي تبلغ عشرين مزمورا من مزامير العهد القديم وهناك قطع أخرى من أسفار متنوعة وشملت كتب الابوكريفا ويقصد بها كتب التوراة التي رفضتها الكنائس المسيحية لعدم صحتها كما اعتقدت هذه الكنائس تسمى الاسفار غير القانونية وتضيف كتابات أخرى معلومات تتعلق بمذاهب سكان قمران من الاسينيين الذين عاشوا حسب تاريخ المخطوطات من القرن الثاني قبل الميلاد حتى عام 70م ومن هنا أهمية الإكتشاف لانها أقدم بالف عام من أقدم مخطوط للعهد القديم بالاضافة الى اختلافها عنه باستثناء ما يعتبره السامريون المقيمون فوق جبل جرزيم في نابلس أقدم مخطوط للتوراة لديهم ويستطيع الزائر للمتحف مشاهدة

جرار الفخار التي عثر عليها والمخطوطات بداخلها وقد تم ترميمها بعناية وحافظت على هيكلها العام الاصلي الى حد ما فيما يمكن رؤية اثر استخدام القار النفط على جدران تلك الجرار حيث استعمل في طلائها به من الخارج لتحقيق مزيد من الحماية لها من العبث وحفظها من تقلبات الطقس والرطوبة يشار الى ان مادة القار كان يتم رؤيتها وجمعها من على سطح مياه البحر الميت حتى عصور متأخرة حيث استخدمها الايوبيون والمماليك في تجهيز كتل نارية يقذفون بها حصون وقلاع الاعداء باستخدام المنجنيقات لحرقها بها وقد سعت اسرائيل منذ البداية للحصول على المخطوطات ونجحت في شراء بعض هذه المخطوطات وفي عام 1967 وبعد هزيمة حزيران كان احد أهداف جيش الاحتلال الاسرائيلي الوصول الى المتحف في القدس الشرقية المعروف باسم متحف روكفلر حيث توجد المخطوطات وتم نقلها الى متحف الكتاب في القدس الغربية وتتهم اوساط علمية كثيرة اسرائيل بعدم الكشف عن محتويات جميع المخطوطات لأن من شأن هذا الكشف أن يهدد الركائز الراسخة حول تاريخ اليهودية والواقع أن الخلاف ليس فقط بين اسرائيل وعلماء أجانب ولكن أيضا بين الباحثين والعلماء الاسرائيليين انفسهم الذين اتهم بعضهم حكومته باستغلال المخطوطات لاهداف سياسية ودينية ورغم هذا الجدل فان المخطوطات المكتشفة جعلت من قمران حقيقة تاريخية اضافت معلومات قيمة حول حقبة مهمة من تاريخ منطقتنا .

تل حسبان

لتل حسبان، الواقع على بعد 10 كم الى الشمال من مأدبا، تاريخ استيطان طويل منذ العصر الحديدي المبكر( 1200 ق.م) وحتى آخر الحقبة العثمانية. يظهر المكان في لوحة فسيفساء بكنيسة ماعين ( يعود تاريخها الى عام 101ه/720)، وأخرى في كنيسة القديس اسطفان بأم الرصاص (مؤرخة في عام 99ه/718)، مما يوحي بأنه كان ذا شأن في الفترة الأموية بعد قرون من الإهمال والهجر بدءاً بأواخر القرن الثالث الهجري/ التاسع الميلادي، جرى شغل المكان من جديد، في الفترة المملوكية، وما برح أن ازدهر ولا سيما خلال القرن الثامن الهجري/ الرابع عشر الميلادي، حين أصبح عاصمة إقليم البلقاء، وتم تجهيزه بحصن كان يؤوي مقر حاكم المنطقة.

عراق الأمير

عراق الأمير بلدة تقع ضمن حدود بلدية عمان في منطقة وادي السير. تقع حوالي 15كم جنوب غرب بلدة وادي السير وتقع على تلال عالية ومتوسطة الارتفاع وهي منطقة خضراء تكثر فيها ينابيع الماء وتشتهر بأشجار الزيتون بالإضافة للأشجار الحرجية الأخرى. على بعد 5 كم جنوب البلدة يوجد قصر العبد أ وما يسمى بقصر عراق الأمير، وتوجد العديد من الكهوف على تلالها التي تعود للعهد النحاسي وما قبله.

قصر العبد في موقع عراق الأمير 35 كم غرب عمان، يعود تاريخه الى العصر الهيلنستي/ القرن الثاني قبل الميلاد بناه هركانوس في عهد الملك سلقوس الرابع تعل والقصر تماثيل نافرة لنسور وأسود بعضها متقابل وبعضها متدابر. للقصر مدخلان شمالي وجنوبي ويتألف القصر من طابقين، أستعمل الطابق السفلي منه للخزين وقاعات للحرس أما الطابق الثاني فلم يكتمل بناؤه بسبب تهديد الجيش السلوقي للمنطقة

ضريح نويجيس ويطلق عليه أحيانا قصر نويجيس، يقع على بعد 100 متراً مربعاً جنوب تقاطع بلدة طارق واوتستراد عمّان - الزرقاء. والضريح روماني يعود للقرن الثاني الميلادي، مساحته12 مترا مربعاً ويعل والسطح قبة تقف على أقواس، ومن المعروف أن الأضرحة في العصر الروماني هي مقابر للعائلات الغنية وهي إحدى طرق الدفن المختلفة التي انتشرت في ذلك العصر.

سكة حديد الحجاز في أيلول عام 1901 بدأ العمل في بناء الخط الحجازي الأردني بمقياس ضيق 1050 ملم يربط دمشق بالمدينة المنورة عبر الأردن بطول 1303كم ويبلغ طول الجزء الذي يمر في أراضي المملكة الأردنية الهاشمي من هذا الخط 452 كليومتراً.

ربة عمون دار الملك ربة عمون يجاورها رجم الملفوف في جبل عمان قدم اليها الرعاة الهكسوس ونقلوا معهم بذور حضارة مصر ثم تعاقب عليها قبائل العمالقة، ثم تلتهم قبائل بني عمون العمونيون الذين أعطوا المدينة اسمهم.

احتل العاصمة عمان التي اتخذت الأسم من ربة عمون الآشوريون ثم البابليون ووقعت تحت السيطرة اليونانية خلال القرن الرابع قبل الميلاد، واحتلها البطالسة سنة 284 قبل الميلاد بقيادة بطليموس فيلادلفوس الذي بنى مدينة جديدة على أنقاض المدينة القديمة وأعطاها اسماً جديداً مشتقاً وهو فيلادلفيا وتعني مدينة الحب الأخوي.

والمدرج الروماني من اكبر المدرجات يعود الى بداية القرن الثاني للميلاد من قبل الإمبراطور تراجان وهو منحوت في الصخر ومقاعد مبنية بطريقة تجعل الناي بعيدين عن أشعة الشمس المباشرة معظم أوقات النهار وله تصميم صوتي متطور.

وجبل القلعة يحيط بقلعته جدار مبنى على الطراز الإغريقي بارتفاع 10 أمتار، ويمكن الى الجنوب من القلعة مشاهدة آثار معهد هرقل، ويوجد أيضاً قصر أموي وسبيل الحوريات... يقع في وسط العاصمة وهو عبارة عن نوافير ماء، زينت الشارع الروماني الممتد من المدرج الى وسط البلد ويؤرخ للقرن الثاني الميلادي.

أهل الكتاب يتكرر أسم الأردن في التوارة والإنجيل ونجد إشارات كثيرة لمواقع في الأردن كممالك عمور ووآدم ومؤاب وجلعاد ووداي عربة وجبل نب ووأم قيس ( جدارة) وجرش (جراسة) وارتباطها بالأنبياء كالنبي لوط الذي كشف عن كهفه الذي آوى اليه عند الخسف الذي أصاب قومه ويقع في سفوح الجبال في منطقة غور الصافي ... وينابيع سيدنا موسى المجاورة لجبال مؤاب ومدينة وادي موسى عند مدخل البترا، وهارون الذي دفن في جبال البترا عاصمة العرب الأنباط، وكنيسة مأدبا التي تصور حوض نهر الأردن والبحر الميت ومرسومة بالفسيفساء البيزنيطة التي تظهر القدس أيضا وتوجد الخريطة داخل كنيسة القديس جورج الأرثودكسية اليونانية وقلعة ا وحصن مكاور 60 كيلومتراً جنوب عمان حيث بنى هذا الموقع هيرودس الذي ترتبط به قصة أستشهاد النبي يحيى.

والعقبة أيلة تعود لعقود عدة في فترات اسلامية خاصة الفترة الأموية .... ومنها بابان... الباب الشامي والباب المصري وفيها قصر ملك العرب الشريف الحسين بن علي بوابة الثورة للتحرير من العثمانيين نحو الأردن. ومن ربة عمون الى آلهة تايكي وآلهة الحظ، وعشتار آلهة الخصب.

وخلال محادثات السلام التي أعقبت مؤتمر مدريد للسلام اصر الملك حسين على عدم التنازل عن المدينة المقدسة وصدر إعلان واشنطن الذي يعطي الولاية الدينية للهاشميين في مدينة القدس التي تضم رفاة ملك العرب قائد الثورة العربية الكبرى، وكان القرار الأردني باننا لن نتنازل عن القدس لوزارة الأديان الإسرائيلية، وحين تقوم الدولة الفلسطينية لها حق الأماكن المقدسة.

الاعمار الهاشمي

وتالياً نستعرض التاريخ الهاشمي تجاه مقدسات الأمة في فلسطين.

وفي عرض للسيد محمد العدوان مدير عام مركز التوثيق الملكي الهاشمي يقول:.

تاريخ الهاشميين موصول منذ اكثر من الف سنة ومعروف بحماية العقيدة والمقدسات، وجلالة الملك عبدالله الثاني اليوم، هو التاريخ المأمول لاكثر من الف سنة من الرعاية والاهتمام بالعقيدة والمقدسات.

يقع في وسط البلدة القديمة من القدس الشرقية العربية مجمع مترامي الأطراف يعرف بالحرم الشريف. وهذا المجمع، الذي يحتوي على مسجدين وأضرحة كثيرة وسبل لمياه الشرب، إضافة إلى قبور الأولياء المسلمين، مقدس جداً وعزيز على المسلمين فهو اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.

تقع في الوسط المرئي لهذه المنطقة قبة الصخرة الذهبية، التي أكملها الخليفة عبد الملك بن مروان في العام 691 ميلادية. وقد تم بناء قبة الصخرة إحياء لذكرى الإسراء والمعراج. ففي العام 620 ميلادية أسرى الله سبحانه وتعلى بنبيه محمد عليه السلام من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى في رحلة معجزة، ومن فوق الصخرة التي بني عليها المقام فيما بعد، عرج به إلى السماء. ويحتفل المسلمون في هذه الأيام بهذه المناسبة سنوياً، يوم الإسراء والمعراج الذي سيصادف في السابع والعشرين من رجب من كل سنة هجرية.

أما المسجد الثاني في الحرم الشريف فهو المسجد الأقصى، الذي يقع عند نهاية مسار يربطه بقبة الصخرة. وقد أطلق عليه هذا الاسم إشارة إلى الآية القرآنية التي تذكر القدس على أنها أقصى مكان للعبادة . وقد أكتمل بناء المسجد الأقصى في العام 715 ميلادية، وهو يتميز بقبته الفضية وهي أعلى بقليل من قبة الصخرة لقد شكلت المزاعم الصهيونية في القدس، في بداية القرن العشرين، تهديداً مباشراً للمدينة، التي تعتبر مقدسة لدى جميع أتباع الديانات التوحيدية العظيمة الثلاث. ومنذ ذلك الحين، أصبح الحرم الشريف، وهو الرمز الأول الرئيسي للوجود العربي في القدس وحقه فيها، نقطة حشد رمزية للوحدة العربية. وفي العام 1922، تم تأسيس المجلس الإسلامي الأعلى كمنظمة إسلامية غير حكومية، للحفاظ على المثل والمقدسات الإسلامية. وكان المجلس الإسلامي الأعلى / المؤسسة التي تولت مسؤولية جمع الأموال لترميم قبة الصخرة وقام وفد منها بزيارة الشريف الحسين في مكة عام 1924م وشرحوا له حال المسجد الاقصى فتبرع بمبلغ كبير وصل إلى 50 ألف ليرة ذهبية كانت هذه هي الاساس لاعمار المسجد الاقصى وكذلك اعمار عدد آخر من مساجد فلسطين. وحدث بعدها ان وقع زلزال كبير في المنطقة عام 1927م، ولولا الإعمار والترميم لانهار المسجد الأقصى.

وحين توفي الشريف الحسين في 4 حزيران عام 1931م، طلب اعيان القدس ان يدفن الشريف الحسين فيها وتم ذلك وضريحه موجود في الرواق الغربي للحرم في المكان المعروف باسم دار العفيفي تولى ابن الشريف الحسين، جلالة المغفور له الملك عبدالله، وهو أول أمير وملك لشرق الأردن، مسؤوليات والده. فخلال حرب عام 1948، تعرض الحرم الشريف في القدس لأضرار كبيرة. وكان الملك عبدالله الأول هو الذي أطلق الدعوة لترميم محراب زكريا وإعادة ترميم المباني المحيطة التي عانت من أضرار هيكلية.

وفي عام 1949، ساعد الملك عبدالله الأول شخصياً في إخماد حريق كاد أن يدمر كنيسة القيامة الواقعة قرب الحرم القدسي الشريف. وتولى دور سادن الأماكن المقدسة وحارسها طوال فترة حكمه وحتى يومنا هذا، فقد حافظ على الأماكن المقدسة في القدس من عقد العشرينات وحتى استشهاده في المسجد الأقصى أثناء دخوله لصلاة الجمعة يوم 20 تموز 1951م.

في الثامن من أيار 1952، بعد ستة أيام من تتويج الملك الحسين الشاب، عملت الحكومة الأردنية على ترميم قبة الصخرة، حيث أن الترميم الذي تم في عقد العشرينات وشمل استبدال القبة الخارجية الخشبية بقبة من الألمنيوم المغطى بالذهب، لم ينجح في منع تسرب المياه إلى الداخل. كما كانت القبة السابقة وقد أخذت تفقد بريقها الذهبي الخارجي. وقد جعل الملك الحسين الحفاظ على هذا الرمز لعزة وفخار المسلمين من بين مسؤولياته الرئيسية.

في العام 1959، بدأ الترميم الثاني الذي موله الأردن (000ر60 دينار)، إضافة إلى دعم من دول إسلامية أخرى (000ر86 دينار). وقد انتهى العمل في الترميم الثاني في السادس من آب 1964 وقد رعى جلالة الملك يرحمه الله حفل الانتهاء من الاعمار في ذلك العام في ساحة المسجد الأقصى.

مع أواخر عقد الثمانينات الماضي، بدأ لمعان قبة الصخرة المشرفة يبهت مرة أخرى. وقد بادر جلالة المغفور له الملك الحسين مرة أخرى بالعمل على الحفاظ على الأماكن المقدسة. وبناء على توجيهاته، قامت وزارة الأوقاف الأردنية بتكليف شركة البناء الإيرلندية، ميفان Mivan، للمهمة التي لم يسبق لها مثيل، وهي تصفيح القبة بحوالي 5000 صفيحة ذهبية براقة، وإعادة بناء دعامات السطح، وتصليح البنية الأساسية للمبنى، وتسليح المجمع ضد الحرائق. كما تم توجيه اهتمام خاص لترميم منبر صلاح الدين، ولاختيار المواد التي تشبه إلى أقصى درجة تلك المواد التي استعملت في الأصل.

أنفق جلالة الملك الراحل أكثر من ثمانية ملايين دينار هي ثمن بيت له في لندن ثم بيعه لصالح الاعمار ولتمويل المشروع الذي اعتبر على نطاق واسع واحداً من أكثر أعمال الترميم الاسلامية طموحاً في التاريخ.

تعرض منبر صلاح الدين في المسجد الأقصى المبارك لأضرار كبيرة عندما أضرمت فيه النار يوم 21 آب 1969، على يد اليهودي المتطرف دينيس روهان. وقد كلف ترميم هذا المنبر (وهو منبر أحضره من حلب القائد المسلم الفذ صلاح الدين الأيوبي، الذي حرر المدينة من الصليبيين في عام 1187 ميلادية)، كلف الخزينة الأردنية ستة ملايين دينار (9 ملايين دولار أميركي).

ومتابعة للجهد الهاشمي استطاع فريق الترميم انقاذ المنبر الأصلي وإصلاح 95 بالمائة من الأضرار في جامعة البلقاء التطبيقية بإشراف مختصين وفنيين عرب ومسلمين وبرعاية ومتابعة حثيثة من جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين الذي وضع قطعة من المنبر إشارة للشروع في تجميع قطعه خلال شهر رمضان المبارك 2002م. وقد تم الاحتفال في 2007 بتنصيب المنبر في مكانه بالقدس برعاية ومتابعة من جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين.