التصنيف العالمي للجامعات العربية

مركز الرأي للدراسات

اعداد: أ.د. عاهد الوهادنة

تموز 2014

 

في مقالتين سابقتين في جريدة الرأي الغراء وضعت خارطة طريق للجامعات الاردنية نحو التصنيف العالمي واشرت الى امكانية اطلاق تصنيف جديد للشرق الاوسط من قبل منظمة QS العالمية الا ان المنظمة وبعد نقاش مستفيض مع اطراف عدة قررت حصر التصنيف في الدول العربية, ويتوقع ان يشمل التصنيف 260 جامعة عربية تنضوي تحت مظلة اتحاد الجامعات العربية. ورغم قناعتي بالتصنيفات العالميةالا ان لي وجهة نظر سلبية في جانب واحد مهم للتصنيف العربي,اذ ارى في التصنيف العالمي فرصة للجامعات الاردنية والعربية مقارنة نفسها مع جامعات عالمية تتفوق عليها بشكل كبير في حين يلغي تقارب مستوى الجامعات العربية هذه الميزةللتصنيف الجديد. الامرالذي ناقشته مع رئيس هذه المنظمة الذي افاض في شرح وجهة نظره واصراره على سلامة الفكرة. لقداصبحنا

 

المهم في الموضوع -بعد ان اصبح التصنيف العربي وشيكاً- ان على الجامعات الاردنية الخاصة والحكومية التحضير لذلك من خلال تثقيف نفسها في الموضوع وتجهيز ملفاتها وربما تكون فرصة للجامعات الخاصة المتميزة في الاردن ان تجد لها منصة تنصفها محلياً الاخير هوثماني جامعات فقط تتوزع كالاتي: مصر (1), لبنان (1) , السعودية (4) والامارات (2). ثلاث منها جامعات خاصة واحداها جامعة حديثة تاسست عام 1997.

وعربياً وعالمياً لاحقاً. إن عدد الجامعات العربية المصنفة ضمن افضل خمسمائةجامعة في العالم حسب تصنيف والنجاح في وضع جامعتين اردنيتين على القائمة العالمية بل انني ومع قدوم التصنيف العربي قدمت مقترحاً شاملاً لهذه المنظمة يمكنها من التواصل المباشر مع كل الجامعات الخاصة والحكومية لاطلاعها

عن كثب عن ماهية معايير التصنيف فالخوف من دخول السباق مرده ضبابية المعلومات المتوفرة عن معايير والية العمل في منظمات التصنيف العالمي الامر الذي شرحته باسهاب في جريد الرأي في مقالة سابقة بعنوان « طريق الجامعات الاردنية نحو قائمة افضل خمسمائة جامعة عالمية ومن الجدير بالذكر ان تصنيفات QS الحالية هيل آسيا او امريكا اللاتينية اوالعالم ككل ولا يندرج الاردن او بعض دول الشرق الاوسط ضمن التصنيف الخاص بآسيا عكس التوزيع الجغرافي والسياسي المتعارف عليه لم اكتف باطلاق فكرة دخول الجامعات الاردنية تصنيف QS .». QS

في حين اطلقت مؤسسة Times Higher Education المتعارف عليها بتصنيف التايمز تصنيفاً للجامعات الاسيوية يتضمن جامعات دول الشرق الاوسط ودول الاقليم,اذ تصدرت جامعة طوكيو قائمة افضل مئة جامعة اسيوية لعام 2014

تبعتها في المنزلة الثانية جامعة سنغافورة الوطنية ثم جامعة هونج كونج ولم تظهر في القائمة سوى ثلاث جامعات عربية اثنتان من السعودية وواحدة من لبنان.لقد كان النصيب الاكبر للجامعات اليابانية يليها الصينية ثم جامعات كوريا الجنوبية. وتضمنت القائمة جامعات تركية وايرانية وهندية واسرائيلية كذلك. ومن الجدير بالذكر ان هذا التصنيف يتضمن ثلاثة عشر معياراً لقياس جودة التعليم والبحث العلمي والاستشهاد به ونقل المعرفة والسمعة الاكاديمية عالمياً.

في الختام قد لا ينعكس الدخول في سباق التصنيف بحد ذاته على مستوى الجامعة انياً ولكنه يضع معالم الطريق نحو العالمية لاي جامعة من خلال رفع مستوى الجامعة في معايير محددة ذات علاقة وثيقة بضمان جودة مخرجات مؤسسات التعليم العالي. ماسيحمله

التصنيف الجديد لمنظمة QS من مفاجأت قد يدفع العديد من الجامعات الاردنية لاعادة التفكير في اهمية مثل هذه التصنيفات على الاقل لعكس صورة.

حقيقية عن الجامعة في عصرالتنافس الشديد فاي جامعة هي جزء من الاردن والاردن جزء من العالم العربي والعالم ككل. وستجد الجامعات نفسها مضطرة لتجهيز ملفها فالملف الاول هو الاكثر اهمية ويعكس واقع الجامعة وبعد ذلك لا يتغير الملف الا اذا احدثت الجامعة تطوراً ملموساً على ارض الواقع.

 

*ممثل منظمة QS العالمية لتصنيف الجامعات