08/09/2012
مركز الرأي للدراسات
اعداد : د.مولود رقيبات
ايلول 2012
اعلان الحركة الاسلامية في الاردن مساء امس الثلاثاء عن تاسيس ما يسمى «بالمجلس الاعلى للاصلاح» المؤلف من المكتبين التنفيذيين للجماعة وجبهة العمل الاسلامي والبيان الصادر عن هذا المولود الجديد، المتضمن اتهامات للحكومة بادارة الظهر للمطالب الشعبية الضرورية للاصلاح وتعميق الازمة وتهديد الامن الوطني والسلم المجتمعي لا يمكن تصنيفه ووصفه الا بالصرعة الجديدة في سلسلة الصرعات الاخوانية التي تعود الاردنيون عليها على مدار عام ونصف من المسيرات والمهرجانات والخطابات التي تنادي بالاصلاح وتغيير المسار الديمقراطي والمعاشي في الاردن، بحيث اصبح الاصلاح الشماعة التي يعلق عليه الاخوان المسلمون ومعهم جبهة العمل الاسلامي فشلهم الذريع في التنظيم واستهواء الشارع وارغام الحراك الذي حاول الاخوان ومنذ بداية انطلاقه سلميا احتواءه والسيطرة عليه على الانضواء تحت مظلتهم، بالرغم من الادعاءات المتكررة للجماعة بانهم اسياد الموقف وقادة الحراك.ولعل اعلان احد قادة الجماعة البارزين يوم الثلاثاء عن توجيه الدعوة لتسيير مسيرة حاشدة يشارك فيها ما يربو على الخمسين الفا لدليل واضح على احلام الجماعة ورغبتهم ان ينصاع الشعب الاردني لامرهم وينقاد خلف قياداتهم ومخططاتهم الجهنمية التي لم تعد خافية على القاصي والداني وهي مخططات تاتيهم بوصفات جاهزة من مراكز قيادتهم العليا المشبوهة في الخارج.
مواقف الجماعة والحركة الاسلامية واضحة ومعروفة لدى الاردنيين الذين ما عادوا يصدقون ادعاءتها الفارغة بالحرص على الاصلاح والتحول الديمقراطي بقدر ما هي ذرائع للبقاء في الشارع متسترة بالوهم انها ما زالت الحركة الاكبر والاقوى في الشارع الاردني.استطيع القول ان ذلك كان سابقا اما اليوم وبعد ان اكتشف الناس حقيقة هذه الجماعة واهدافها وسعيها بشتى الوسائل المشروعة وغير المشروعة في البقاء والاستئثار بالسلطة على غرار ما فعلوا في مصر حيث قطفوا الثمار بعد انتصار الحراك في مصر واستحوذوا على السلطات كافة تشريعية وتنفيذية واعلامية والدور على مؤسسة الجيش والمحافظين وهو المرفوض اردنيا. الصرعات التي يطلقها الاخوان المسلمون وذراعهم السياسي جبهة العمل الاسلامي ما هي الا فقاقيع تطفو على سطح العملية الاصلاحية والديمقراطية التي يقودها جلالة الملك بين الحين والاخر وسرعان ما تذهب مع اول نفخة هواء ولا تزيد الاردنيين الا التحاما والتصاقا بقيادتهم الهاشمية وتقوي ايمانهم وعزيمتهم في المضي قدما في مسيرة الاصلاح الوحيدة التي يقودها جلالته ولنا في الامر سابقة عندما اعلن الاخوان مقاطعتهم للانتخابات المنوي اجراءاها قبل نهاية العام وتحريضهم الاخرين للمقاطعة وعدم الاكتفاء بذلك وراحوا يحرضون على مقاطعة التسجيل للانتخابات متنكرين لحق من حقوق المواطنة الصالحة ولم يفلحوا في ذلك بل شجعوا الناس على التسجيل والدعوة الى التسجيل والانتخاب.فلو اراد الاخوان الاصلاح حقا فما الذي يمنعهم من الانخراط في عملية الاصلاح التي تسير بخطى ثابته وواضحة تمثلت في العديد من الخطوات والقرارات الحكومية الهادفة الى التحولات الديمقراطية ؟اما اذا كان الهدف من الاصلاح على طريقتهم والذي اعلنته الجماعة مرارا وتكرارا وكان اخرها اعلان التيار الجديد الذي انبثق بشكل كوكتيل من الحمائم والصقور الاسبوع الماضي بعدم المشاركة والتسجيل للانتخابات حتى لو تم تعديل قانون الانتخاب، مشترطين تعديل مواد الدستور المتعلقة بصلاحيات الملك عندها يرتفع صوت الشعب قائلا لا والف لا لمثل هذا الاصلاح الذي يسعى الى اعادة هيكلة الدولة الارنية بعيدا عن الاصلاح المنشود الذي يهيئ الامن والاستقرار والعدالة الاجتماعية ومثل هذه الاهداف للجماعة تلقى المعارضة الشديدة واذا لزم الامر مقاومة شعبية واسعة ولا نريد نموذجا مصريا او غيره فللاردن خصوصيته في الحكم والتطور تختلف عن نظرة اسيادكم في العواصم الاوروبية.
ولا بد من الاشارة الى ان الصرعة الاخيرة لجماعة الاخوان وجبهة العمل الاسلامي باعلان المجلس لا تندرج الا في اطار التقليد الاعمى لما يدور حولنا من احداث في المنطقة وما تعيشه الحركة من اوهام وآمال بالوصول الى السلطة باي ثمن حتى لو كان الطوفان على غرار المجالس في سوريا ومصر وليبيا وتونس من قبل والتي اتبعت نهجا واحدا بمسمى مجالس مهما اختلفت النوعية وتناسى الاخوان خصوصية الاردن وشعب الاردن، وكلنا امل ان يهدي الله الجماعة باعتبارها شريحة وطنية سواء السبيل وتكون هذه اخر صرعة تطلقها وتتفهم الاردن الارض والشعب على حقيقته ولا تلجأ باي شكل من الاشكال الى تخويف وترهيب الناس بازمة سياسية او تهديد السلم الوطني والمجتمعي لان المجتمع الاردني متماسك بحمد الله يقف خلف قيادة حباه الله بها من سبط الرسول الاعظم محمد علية السلام مشهود لها بالانحياز لنبض الشارع والانتصار للشعب، حريصة على امن البلد والاقليم.
وادعو قيادات الجماعة التي نحترم ونقدر بالعودة الى العقل والحوار والتشارك في بناء الوطن الاردني وتجنب الفتنة البغيضة والله من وراء القصد.