أشاد عضو مجلس الشورى السعودي السابق د.عبد الرحمن عبدالله المشيقح، بالمستوى المميز للرأسمال البشري الإبداعي في الأردن في جميع المجالات، وبخاصة في قطاعات الصحة والتعليم والهندسة.
وأكد المشيقح في جلسة حوارية في مركز «الرأي» للدراسات، أن الأردن يمثل واحة أمن واستقرار، وأنه غدا منذ فترة طويلة وجهة رئيسية ومقصداً للسعوديين الراغبين في تلقي العلاج وفق أفضل المعايير العالمية، أو مواصلة التعليم الجامعي الذي يعدّ الأردن أحد روافده الرئيسية كمّاً ونوعاً على المستوى العربي.
وتحدث رجل الأعمال والثقافة المعروف وصاحب المشاريع الاقتصادية والتجارية الريادية، عن نماذج ما تزال حاضرة في وجدان السعوديين وذاكرتهم، يمثلها أردنيون قدموا خدمات جليلة للمجتمع السعودي في مجالاتهم، وأسهموا في بناء أجيال انخرطت في العلم والمعرفة، وأصبحت تتبوأ أعلى المناصب في بلادها.
ولفت المشيقح في الجلسة التي أدارها رئيس مجلس إدارة «الرأي» الزميل رمضان الرواشدة وحضرها عدد من السياسيين والمتقاعدين العسكريين والإعلاميين وأصحاب الفكر والقلم، إلى أن العلاقات المتينة بين الشعبين الأردني والسعودي التي يُضرَب بها المثل، هي حصيلة تاريخ من العلاقات الأخوية الراسخة بين قيادتَي الشعبين؛ والتي يواصلها جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين وشقيقه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.
وأكد أن العلاقات بين البلدين تكشف عن مستوى عالٍ من التنسيق وعن توافقٍ يصل إلى حدّ التطابق في المجالين الاقتصادي والعسكري وفي قضايا التنمية والتبادل المعرفي والعلمي والطبي.
وأشار إلى الدور الذي سيضطلع به البلَدان في عملية إعادة الإعمار في الدول التي تشهد أزمات واضطرابات، وذلك بالنظر إلى ما يتوافران عليه من خبرات وكفاءات وقدرات استثمارية مؤثرة وذات سمعة طيبة عالمياً.
وبيّن المشيقح أن الأردن شارك في جميع التحالفات التي شاركت بها السعودية، وهو ما يؤكد أن الهموم مشتركة، والقضايا التي تشغل البلدين واحدة، والرؤى السياسية متطابقة.
وقال المشيقح إن الزيارة التي قام بها خادم الحرمين الشريفين للأردن قبيل عقد القمة العربية الثامن والعشرين، والتقى فيها شقيقه جلالة الملك عبدالله الثاني، أثلجت الصدور، وعبّرت عن عميق الودّ والتقدير المتبادَل بين الزعيمين، وهي انعكاسٌ للاهتمام الذي توليه المملكة العربية السعودية للمملكة الأردنية الهاشمية، بوصفها الجار الذي عُرف عنه حسْن الجوار، والحرص على تعزيز التعاون وحفظ الحدود.
وتوقّف المشيقح عند البيان المشترك الذي صدر في ختام الزيارة التاريخية، والذي أكد على الروابط الأخوية المتينة، والعلاقات العريقة والمتميزة، والرغبة في الدفع بها نحو آفاق أوسع، والحرص على استثمار الإمكانات الكبيرة والفرص المتاحة لتعزيز التعاون القائم بين البلدين في المجالات السياسية والأمنية والعسكرية والاستثمارية والاقتصادية والتعليمية والإعلامية والثقافية والزراعية والعمل والنقل والإسكان والطاقة.
وأكد أن تبادل وجهات النظر حول المسائل والقضايا التي تهم البلدين على الساحتين الإقليمية والدولية، من شأنه أن يسهم في دعم وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، مشيداً باللقاءات والمباحثات الرسمية بين الجانبين الأردني والسعودي، والتي تم خلالها بحث آفاق التعاون الثنائي وسبل دعمها وتعزيزها بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين في جميع المجالات.
وبيّن أن اجتماعات كلٍّ من مجلس التنسيق السعودي الأردني، واللجنة السعودية الأردنية المشتركة، ستعمل على تطوير العلاقات وخدمة المصالح المشتركة للبلدين وشعبيهما، معرباً عن تفاؤله بالاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تم توقيعها والتي ستعزز من الإطار المؤسسي القائم للعلاقات بين البلدين بما يضمن استمرارها والدفع بها نحو آفاق أرحب.
وقال إن تأسيس شركة الصندوق السعودي الأردني للاستثمار سيعزّز من الفرص الاستثمارية في قطاعات حيوية مختلفة في المملكة الأردنية الهاشمية؛ مشيراً إلى أنّ حجم الاستثمارات من المتوقع أن يصل إلى 3 مليارات دولار، وأن الصندوق سيستثمر في مشاريع وطنية تنموية وريادية في قطاعات استراتيجية وحيوية عدة، الأمر الذي سيعزز من الجهود الرامية إلى دفع عجلة النمو الاقتصادي ويسهم في تحقيق التنمية المستدامة في الأردن.
وشارك في الجلسة الوفدُ المرافق للمشيقح، بالإضافة إلى الوزير السابق والإعلامي صالح القلاب، الوزير السابق نايف القاضي، العين السابق اللواء المتقاعد محمد عودة نجادات، العين يوسف كاسب صفوق الجازي، المستشار في الديوان الملكي الأردني سابقاً اللواء المتقاعد محمد حسين الشوبكي، أمين عام الحزب الوطني الدستوري د.أحمد الشناق، د.غيداء أبو رمان، ورجل الأعمال رزق أبو عاقولة.
وفي ختام الجلسة قام الزميل رمضان الرواشدة بتسليم المشيقح درعاً تكريمياً باسم المؤسسة الصحفية الأردنية (الرأي).