د. محمد بشير شريم
ملاحظة: هذا مقال صحفي كنت قد كتبته بتاريخ 28/12/2009. ابقيه على حاله. وهو يتضمن (30) محور اصلاح وتطوير، تتلائم مع مشروع الدولة لاصلاح القطاع الصحي. وهناك امنيات اقدم زمنا ارجو ان اتمكن من عرضها كرافد وطني لهذا النهر الاصلاحي العظيم.
الأمل، يحدو الإنسان دائما إلى التطلع للإمام والأعلى ،لضمان دوام الارتقاء والتقدم،وتحقيق الأفضل،.وهنا في مجال الصحة - يربو الى النهوض بمستوى الصحة والارتقاء بنوعية الحياة. وهذه الطروحات ليست وليدة سنة ماضية ، بل هي نتاج لمسيرة الصحة التي نفتخر ونعتز بها ، بما وصلت إليه من تطور وازدهار محليا وعربيا وعالميا،وذلك منذ (1921)، ومنذ تشكيل أول وزارة صحة في سنة (1954). ومن هذه المنطلقات اطرح بعضا من أمنيات وتطلعات لتعزيز وجودها وتعميق جذورها، وهي مجتمعية الطابع؛ عامة ،شاملة تخص كل أعضاء وقطاعات الجسم الصحي. وهنا ،لابد من القول بان هذه النوعية من الأمنيات ليست نتيجة نزوة عابرة، بل هي أمنيات وتطلعات ،يحكمها التاريخ والتطور والإمكانات. تحقيقها يحتاج الى سنوات وسنوات، بل هي –عمليا ومنطقيا -أمنيات دائمة مستمرة مستديمة ليس لها حدود زمنية او مكانية..
1. خطة إستراتيجية وطنية صحية ملزمة:
هي أصلا موجودة ورائعة ولكن الأمنية هنا تتمثل في الوصول إلى (حالة) التزام مجتمعي في كل المجالات وعلى كل المستويات. فالصحة ليست مسؤولية وزارة الصحة وحدها ولا حتى مسؤولية الجسم الصحي وحده.فالصحة مسؤولية الجميع دون استثناء: الإعلام/ التعليم/ الزراعة /العدل / الأوقاف/الصناعة /البيئة /المياه/البلديات......
2. انفلونزا الخنازير:
القضاء على أنفلونزا الخنازير والخلاص من هذا الهم والغم ،نفسيا وصحيا وماديا ، هو أمنية إنسانية أيضا.وهذه لن يتحقق بدون تكاثف الجميع..وبدون تطوير عادات وتقاليد (وهذا تحقق)....
3. قائمة الأولويات :
قائمة الأولويات هي أدق مؤشر على التخطيط المحكم الدقيق ،وذلك لكل القضايا والمشاكل الصحية على مستوى الوطن ، والمقصود هنا ،ان تأخذ هذه الأمنية الطابع الإلزامي لكل الجهات المعنية ،كما ذكر سابقا ، وهذه القائمة تفرزها بطبيعة الحال وبشكل تلقائي الإستراتيجية الوطنية....
4. المرأة:
أولا:التركيز بشكل عميق يتناسب مع حجمها [نصف المجتمع ] وذلك للارتقاء بمستوى صحة المرأة والذي سيؤدي قطعا إلى الارتقاء بنوعية حياة الأسرة والمجتمع ؛طبعا في مجال الوقاية ومن ثم المعالجة ،مع التركيز على مبدأ الأولويات مثل :الأمومة الطوعية ، الصحة الإنجابية ،تنظيم الأسرة ، التثقيف الصحي /الممارسات الصحيحة ضمن الدائرة السلوكية....
ثانيا: تمكين المرأة لتأخذ دورها القيادي الذي تستحقه من حيث المشاركة في اتخاذ القرار وتولي المسؤولية على كل المستويات: المهنية والفنية والإدارية والتدريبية والتخصصية ، والدورات والبعثات والمؤتمرات. فهي تشكل أكثر من (54%) من الكوادر الصحية الرسمية
5. الإمراض السلوكية:
....لان معظم الأمراض والمشاكل الصحية الكبرى هي ألان في الوقت الحاضر من صنع الإنسان فلا بد لنا من التركيز على هذه الإمراض التي تقع ضمن الدائرة السلوكية مثل: التدخين - حوادث السير - المخدرات - االايدز - لغذاء والتغذية - النشاط البدني - التلوث البيئي
6. مظلة التأمين الصحي:
..السعي إلى توفير التامين الصحي الشامل لكل مواطن ومقيم ،بما يتناسب مع أوضاعنا وإمكاناتنا.وهناك زملاء خبراء أكفاء وكوادر مؤهلة ،لديها خبرة طويلة وعميقة وموسعة وعلمية، يطرحون الفكرة بما يوحي وكأنها مشروع وطني استثماري مربح ومريح للمرضى والجميع ؟
7. الأخطاء الطبية (المسائلة الطبية):
قضية شائكة معقدة ، لا يمكن صياغة معادلة لها او اتخاذ موقف حيالها ، محدد وواضح بدون الاطلاع المباشر على الجذور التي أظهرتها نتائج الدراسات والتقارير والأحداث الواقعية ، وذلك بعيدا عن الانفعال والحماس.ومما يزيد الأمور تعقيدا ،ان هذه القضية تحوم حولها الشبهات والتقولات، لتعدد الإطراف المعنية بها ،وتعدد المصالح نحوها..ولكن عندما تكون مصلحة الوطن والمواطن فوق الجميع،وفوق أي اعتبار ، فان تصميم معادلة جديدة لحل هذه القضية الصعبة بشكل موضوعي حيادي يعتبر أمرا في غاية البساطة والسهولة والعقلانية....
8. السياحة العلاجية:
الرافد الاقتصادي الثاني للدخل الوطني، تحتاج (جدا) إلى إعادة صياغة كاملة ومفصلة، أي القيام بعملية تقيم رقمية موضوعية جذرية تتناول كل الجوانب؛ الخلقية والمهنية والفنية والمالية والإدارية والاقتصادية والإعلامية ،والتنافسية. هناك دراسات واسعة ،تعتبر نتائجها مؤشرات واقعية لتحسين نوعية ومستوى خدمات ومردود هذا القطاع على الوطن....وعلى الجسم الطبي
9. المجلس الصحي العالي:
المجلس الصحي العالي مظلة ضخمة رائعة جميلة، باهادفها وأعضائها وأغصانها تغطي كامل الساحة الصحية حبذا لو يمسك الجميع بنفس القوة ساق هذه المظلة....
10. المساواة المطلقة بين كل الكوادر الصحية :
تبني مبدأ المساواة المطلقة لكل الكوادر الصحية حسب مؤهلاتها وخبراتها :في الرواتب والمكافئات ، الحقوق والواجبات ، التدريب والدورات، التقاعد و الامتيازات ، الأجور والألقاب، العيادات والديكورات !!....
11. حوسبة القطاع الصحي:
ضرورة حضارية وإنسانية....فالحوسبة احد أهم الوسائل الفعالة المشاركة، في رفع مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين؛ توفر التعب وطول الانتظار والطوابير الممتدة والتشابك بحكم التداخل بين الناس ، إضافة الى توفير المال ،والاهم تحقيق صحة وخدمات افضل وأروع...
12. تدوير المسؤولية ومنع الاحتكار:
تدوير المسؤولية ومنع احتكار السلطة الصحية وذلك من خلال معايير عادلة ومنصفة للجميع..
13. مشكلة الاعتداء على الكوادر الصحية:
الأمنية هنا تتمثل في أجراء دراسة علمية موضوعية حيادية ميدانية، حتى يمكن معرفة الأسباب،و التي بدونها لا يمكن الوصول إلى حلول..
14. التقاعد و كبار الأطباء:
ضرورة اعتماد خطة حضارية للتعامل مع هذه الفئة المعطاء بأسلوب علمي وطني ،يخدم الوطن والمواطنين ،ويحفظ لهم كرامتهم ومنزلتهم ،وذلك من بداية المشوار وحتى النهاية. مع ضرورة الاستفادة المطلقة من قدراتهم المهنية ومخزونهم المعرفي ،وكل حسب طاقاته الجسدية والنفسية والمهنية.والأصل هنا يكمن في ضرورة إعادة تقيم و إقرار نظام ومعادلة جديدة تتلاءم مع التطورات والمستجدات على الساحة الطبية....فمثلا كيف لا تستفيد السلطة الصحية من إمكانية المتقاعدين القادرين بكل تأكيد على العطاء والخدمة ، مع ظاهرة الشكوى من وجود نقص في الخدمات وأعداد الأطباء...؟!ملاحظة هامة :وهناك من الزملاء من لديه الاستعداد لتقديم خدماته بشكل مجاني أو بأجور رمزية أو...
15. نظام المستوصفات الطبية:
إحداث نقلة نوعية في السماح بإنشاء مستوصفات صحية شاملة متكاملة كما هو موجود في معظم دول العالم ،و ربما لأكثر من قرن....اذ من العجائب والغرائب- ورغم مستوى التطور الصحي في وطننا- أن ليس هناك عندنا حتى الآن في القرن (21) نظام يتيح ويسمح بفتح مستوصفات طبية. والمطروح هنا لماذا؟ بالمناسبة فان الشروط والمواصفات لمثل هذا الأجراء موجودة ومتوفرة بيسر..!!
16. القطاع الصحي التطوعي:
هذا القطاع يقدم خدمات مذهلة، حتى مع غياب التناغم والتكامل والتقييم. والأمنية هنا تتمثل في تعديل وتطوير هذا القطاع جذريا ،للارتقاء بنوعية وكمية الخدمات الرائعة المنقوصة ! التي يقدمها.وربما يكون منها إنشاء اتحاد(تجمع ) خاص للقطاع التطوعي الصحي ضمن الاتحاد العام للجمعيات الخيرية.وقد يكون هذا القطاع الوحيد في المملكة الذي يقدم خدمات ،لكبار السن والمعاقين ،وبالمناسبة تم إجراء دراسة-سابقا- بينت أن هذا القطاع يقوم بمعالجة حوالي (4) ملايين حالة مرضية.عوضا عن نشاطاته التثقيفية..
17. الشيخوخة:
تعتبر الشيخوخة هي التحدي الأول للسلطات الصحية الوطنية ، حسب توجهات منظمة الصحة العالمية، فأين نحن منها؟
18. التثقيف والإعلام الصحي:
اعتماد خطة متخصصة شاملة مبرمجة،تعكس احتياجات وأولويات وتطلعات الصحة على مستوى الفرد والأسرة والمجتمع....
19. مشاركة شاملة وعامة:
مشاركة الكوادر الصحية في كل المستويات والمجالات و حسب المؤهلات- في تصميم الخطط واعتماد الاستراتيجيات ،وتصميم البرامج، في كل أعضاء الجسم الصحي....
20. مشروع سكني:
مشروع سكني للكوادر الصحية أسوة ببقية المؤسسات والوزارات
21. النقابات المهنية الصحية:
التنسيق والتعاون بين النقابات المهنية الصحية بما يساعد على الارتقاء في تطوير المهن الصحية و تحسين أوضاع الكوادر الصحية وبما يخدم المريض ،و يعزز مقام الوطن....
22. التشريعات الصحية :
تطوير وتعديل وتجديد التشريعات الصحية في كل القطاعات بما يتلاءم مع المتغيرات الإنسانية والاقتصادية والأخلاقية والسياسية.... وبما يلبي حاجة المواطن و المرضى والكوادر الصحية على كل المستويات والقطاعات....
23. قضاء صحي:
إيجاد قضاء صحي مؤهل حديث ومتطور ومتخصص في القضايا والمشاكل الصحية....
24. اللغة العربية :
اعتماد اللغة العربية كلغة علم في كل المجالات وفي كل المستويات الصحية: كليات - معاهد - مؤتمرات - ندوات - دورات...
25. الاتفاقيات الدولية :
الالتزام بالجوانب الصحية في الاتفاقيات والمعاهدات الدولية. التي يوقع عليه الأردن وبما تعود علية بالفائدة والخير،بما في ذلك الالتزام بتعليمات وتوجهات منظمة الصحة العالمية مثل ،الاتفاقية الإطارية لمكافحة التدخين، وكذلك حقوق الطفل ، التلوث البيئي ، مقاومة العنف..
26. فواصل مهنية:
تثبيت قواعد وأنظمة تحدد العلاقة والترابط والمسؤولية بين المؤسسة الطبية [مستشفيات / مراكز صحية /مصانع/ شركات..... والكوادر الصحية ،وملاك القرار. الحالات الطارئة احد اهم صور هذا الطرح....
27. وباء التدخين :
ضرورة ان يحمل هذا الوباء رقما محددا في قائمة أولويات المشاكل الصحية....
28. الصحة الإنجابية :
أن تأخذ الصحة الإنجابية طابعا يوحي وكأنها ضرورة تندرج في قائمة المطاعيم....!!!!
29. الماء والهواء:
الوافي.. الكافي.... الصافي.. النقي...
30. الغذاء والدواء:
متوازن - متوفر - محكم - مرخص...
ملاحظة :هذه الأمنيات والتطلعات ليست مرتبة حسب أولوياتها ....