أكد الخبير الدولي السيناتور «بوغدان كليخ»، أن حل القضية الفلسطينية وإنهاء الصراع «الإسرائيلي» الفلسطيني هو «مفتاح الاستقرار في المنطقة».
وقال «كليخ» الذي شغل عضوية كل من البرلمان الأوروبي ومجلس الشيوخ البولندي وتولى وزارة الدفاع البولندية سابقاً، إن سياسة الاتحاد الأوروبي وحلف «الناتو» تجاه منطقة الشرق الأوسط، تم صوغها عبر أكثر من مشروع للتنسيق والتعاون بما يحقق الأمن والاستقرار الدوليين.
وأوضح «كليخ» أن أوروبا تعلم جيداً حجم الصعوبات التي يعاني منها الأردن جراء التدفق المتزايد للاّجئين والظروف المربكة في المحيط. ورأى في سياق آخر، أن للولايات المتحدة الأميركية دوراً أساسياً في وقف التمدد السوفياتي وهدم جدار «برلين» الفاصل بين شرق أوروبا وغربها.
وناقشت المحاضرة التي أقامها مركز «الرأي» للدراسات بعنوان «سياسة حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي تجاه منطقة الشرق الأوسط»، وأدارها الوزير السابق المهندس موسى المعايطة، دور «الناتو» والاتحاد الأوروبي في دعم القضايا والملفات العربية في ظل ما يسمّى «الربيع العربي»، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
كما تناولت النقاشات مدى «التوازن» الذي حققه كل من الاتحاد الأوروبي و «الناتو» في العلاقات مع الدول العربية من جهة، ومع «إسرائيل» من جهة أخرى.
المحاضرة التي حضرها السفير البولندي في عمّان كشيشتوف بويكو، والملحق العسكري البولندي في عمّان توماش هاوزر، وسياسيون وأكاديميون وخبراء، اشتملت على أسئلة وتعليقات من الحضور وردود وتعقيبات قدمها المحاضر، وخلصت إلى ضرورة أن تعامَل الدول كافة من قِبَل الاتحاد الأوروبي وحلف «الناتو» وفق مكيال واحد.
حررها: بثينة جدعون - أعدها للنشر: جعفر العقيلي
تموز 2013
تالياً أبرز وقائع المحاضرة التي قام بعملية الترجمة فيها من البولندية واليها د. باسم برقان:
بدأ «كليخ» حديثه باستعراض سياسة الاتحاد الأوروبي و «الناتو» في منطقة الشرق الأوسط، مبيناً أن سياسة الاتحاد تجاه المنطقة وحوض المتوسط بدأت فعلياً منذ «عملية برشلونة» التي تسمّى «الشراكة الأورومتوسطية» (يورميد) في العام 1995، لتعزيز علاقات أوروبا مع البلدان المطلة على «المتوسط» في شمال إفريقيا وغرب آسيا.
وأضاف أن الاتحاد الأوروبي توصل قبل 5 سنوات إلى أن الأدوات التي استخدمها في ذلك الحين «لم تكن كافية،» لذلك تم طرح مشروع «الاتحاد من أجل حوض البحر الأبيض المتوسط»، في ظل التغيرات السريعة التي تجري في المنطقة وبعد ما يسمى»الربيع العربي».
وأكد «كليخ» أن لدى الأوروبيين أملاً كبيراً في مشروع «الشراكة من أجل المتوسط» الذي تم إقراره في العام 2012، مشيراً إلى مشكلتين تواجهان هذا المشروع: الأزمة المالية التي يعاني منها الاتحاد الأوروبي في الوقت الحاضر، والتغيرات غير المتوقَّعة التي تجري في معظم الدول نتيجة لـ «الربيع العربي»، يُستثنى من ذلك الأردن والمغرب اللتين يمكن توقُّع ما يجري فيهما. وأعرب «كليخ» عن أمله في هذا السياق، بأن يبقى الأردن مركزاً للاستقرار السياسي، ومصدّراً له إلى دول الجوار.
وقال «كليخ»: «نحن في أوروبا نعرف جيداً الصعوبات التي تقف في وجه الأردن ممثلة بالركود الاقتصادي، والمشاكل التي تجلبها الزيادة المتسارعة في حركات الهجرة إلى الأردن»، مضيفاً أن الهجرة إذا استمرت بهذه الوتيرة فسيكون 40 % من سكان الأردن «من المهاجرين»، مشيراً إلى التجربة المماثلة التي مرت فيها بولندا قديماً جرّاء تدخل الدول الكبرى في سياستها، مؤكداً أن مثل هذا التدخّل يؤدي إلى «عدم الاستقرار».
وأوضح «كليخ» أن الوقت الذي انطلقت فيه عملية برشلونة 1995 شهد انطلاقة سياسة «الناتو» تجاه منطقة حوض البحر المتوسط، وهي «سياسة موازية» تهدف إلى العمل من أجل الاستقرار في المنطقة، مشيراً إلى الدعوة التي قُدمت للأردن في العام 1995 في إطار الشراكة الأورو-متوسطية كجزء من سياسة الجوار الأوروبية للدخول في علاقات سياسية وأمنية واقتصادية وثقافية مع الاتحاد الأوروبي وتشاطر المسؤولية في منع الصراعات وحلها.
ورأى «كليخ» أن هذا الإطار التشاركي يمثل أحد المحاور الهادفة إلى استقرار المنطقة بعامة، وأن العمل يجري في المنطقة المحيطة بتحالف شمال الأطلسي لتحقيق الاستقرار والأمان.
وأضاف أن «لقاء أسطنبول» (2004) تخلله إقرار «مبادرة أسطنبول» من أجل الاستقرار، والتي كانت موجهة إلى دول الخليج وبشكل عام لمجلس التعاون الخليجي من دون تحديد طرف محدد توجَّه له هذه المبادرة، «فليست جميع دول مجلس التعاون الخليجي مهتمة في الاستفادة من هذا المشروع».
وقال إن حلف شمال الأطلسي يعمل ضد العمليات الإرهابية، وضد أسلحة الدمار الشامل، ومع العمل المشترك بين الأجهزة الأمنية المختلفة، وإعادة بناء المنظومة الدفاعية وتنظيمها من جديد في الدول المتعاونة. مضيفاً أن الحلف تواجهه تحديات داخلية، وأن نجاح نشاطه في المنطقة وبشكل عام في المناطق المحيطة يعتمد بشكل كبير على قدرته على النجاح في تجاوز تلك التحديات.
وحول معالجة المشاكل التي تقف أمام الحلف، قال «كليخ» إن البداية كانت في تشرين الثاني 2011، حيث تم إقرار استراتيجية جديدة كمؤشر للطريق التي يجب أن يسلكوها، وهي عبارة عن وثيقة مترابطة مختصرة وتُقرأ بشكل جيد، ومن أهم ما ورد فيها بالنسبة لأعضاء التحالف هو التركيز على القضايا التقليدية كالدفاع المشترك والرد على أي أزمة تحصل، في حين أن الأهم بالنسبة لدول المنطقة في الشرق الأوسط هو الجزء الثالث من هذه الاستراتيجية المتمثل في التعاون الأمني.
وتابع أن حلف شمال الأطلسي يؤكد في الوقت الحاضر أنه لا يوجد أولوية أو ترتيب سُلّمي في أولوياته، كما أنه يرى أن عملية الأمن تعتمد على التعاون المشترك مع المنظمات الدولية والدول بشكل عام، وقد بدأ العمل فيها منذ عمليات التحالف في ليبيا ضد معمر القذافي. مشيراً إلى أن أحد الشروط الأساسية للبدء بالعملية كان الحصول على موافقة جامعة الدول العربية، إضافة إلى موافقة الأمم المتحدة، مؤكداً على الاستقلالية الكاملة لحلف شمال الأطلسي عن منظمة الأمم المتحدة، كما أن نشاطات الحلف لا تعتمد على قرارات الأمم المتحدة ولا تخضع لها، باستثناء ما جرى في هذه الحالة، إذ كانت موافقة الأمم المتحدة مهمة جداً.
وأكد «كليخ» على أهمية القرارات التي تتخذها أميركا في الحلف في وسط «الحلفاء المتساوين»، إذ إن قرارات الولايات المتحدة الأميركية مهمة جداً، وفي كثير من المواقف يتم الاعتماد على مواقفها، مضيفاً أنه من هذا المنطلق فإن موقف الرئيس أوباما حول تخفيض عدد القوات الأميركية في أوروبا مهم جداً، وكذلك عملية نقل مركز القوات الأميركية من أوروبا شرقاً إلى منطقة «البلشفيك» (بولندا ورومانيا وبلغاريا)، ومن شرق آسيا إلى جنوب شرق آسيا.. وبيّن أن هذا كله سيؤثر في المستقبل القريب في الاستراتيجية الأميركية، وأن الإدارة الأميركية تنتظر من الحلفاء الأوروبيين في الوقت نفسه، نشاطاً أكبر في حل المشاكل الدولية على المستوى العالمي، وجهوداً أكبر في قوات «الناتو» وامكانياتها القتالية الكاملة، في حين أن أوروبا تخفض إنفاقها العسكري، وفي وقت الأزمة لديها إمكانيات أقل واستعداد عسكري أقل أيضاً.
وقال «كليخ»: نلاحظ في الوقت الحاضر أن هناك شكلاً من أشكال التصدع داخل الاتحاد تجاه السياسة الأميركية والحلفاء الأوروبيين، كما أن هناك استعداداً أقل من قِبَل الأوروبيين في عملية مساعدة أميركا، مضيفاً أنه تم الإعداد لمبدأ جديد في التحالف تحت مسمى «الدفاع الذكي»، الذي يعني أن أغلبية الدول عليها أن تتحمل المسؤولية تجاه الأخطار التي تواجه العالم.
وبيّن «كليخ» أن لديهم العديد من المشاريع في إطار هذا البرنامج، منها المشاريع ذات التاريخ الطويل، إضافة إلى المشاريع التي تم إقرارها مؤخراً، وأحدها مشروع الحماية الجوية لدول «البلطيق» (إستونيا ولاتفيا ولِتوانيا) التي لا تملك إمكانات وقوات جوية لحماية نفسها. واستدرك أن المشاركة في هذا المشروع اختيارية.
ولفت إلى أن أحد تلك المشاريع هو مشروع الدرع الصاروخي في المنطقة، وهو المشروع الذي يمكن أن يحمي الأرض والشعوب في أميركا وأوروبا، من الصواريخ بعيدة المدى وخاصة التي يمكن أن تحمل رؤوساً نووية. وهناك مشاريع أخرى لـ «الناتو» ذات طابع استراتيجي، منها مشروع القدرة على حماية قوات «الناتو» ضد المواد المتفجرة، لافتاً إلى أن هذه المشاريع تعتمد على التعاون المشترك مع الاتحاد الأوروبي ومع العديد من الدول من بينها الأردن.
وتابع «كليخ» أن الاتحاد الأوروبي استطاع أن يثبت في العام 2004 أن لديه القدرة أن يبدأ عملية خارجية، وأن لديه القدرة أن يقوم بسياسة أوروبية مشتركة، من خلال إمكانية مشاركته في العملية الأميركية في العراق، علماً أن الدول الأوروبية في تلك الفترة انقسمت إلى معسكرين، أحدهما دعم التدخل الأميركي في العراق، ووقف الآخر ضد هذا التدخل. وفي أثناء ذلك الخلاف التي احتدم بين الطرفين استطاع الاتحاد الأوروبي أن يقر سياسته الدفاعية الجديدة ويقوم بعمليته في البوسنة والهرسك، كما أنه في ظِلّ الأزمة التي يعيشها الاتحاد الأوروبي استطاعت أوروبا أن تعيد تأهيل نفسها وتصيغ استراتيجية جديدة.
ولفت «كليخ» إلى أنه تم إطلاق رسالة تاريخية في العام 2010، سُميت «فيرمار» وتنطوي على خطوات للتنسيق والتعاون بين ألمانيا وفرنسا وبولندا، وها قد مرّ عامان ونصف العام عليها وما زالت من دون تفعيل، بما يؤشر على حالة الركود التي وصلت إليها سياسة الدفاع والأمن الأوروبية المشتركة.
وأشار «كليخ» إلى أن المشكلة المالية تعدّ من أهم المشاكل التي يعاني منها الاتحاد، ما أدى إلى أن تخفض معظم الدول الأوروبية مصاريفها الحربية. وهناك مشكلة تتمثل في النواقص في مجال القدرات الدفاعية، تحديداً في مجالَي النقل الجوي وعمليات الاستطلاع، وبشكل خاص الاستطلاع من الجو، وبشكل أضيق في عملية النقل البحري.
أما المشكلة الثالثة، فأوضح «كليخ» أنها ذات طابع سياسي، ناتجة عن أن دول الاتحاد تركز على نفسها قبل كل شيء في ظل الأزمة المالية، لذلك لا توجد هنالك «نيّة مخْلصة» لاستخدام الأدوات التي يملكها الاتحاد في داخله.
ونوه «كليخ» إلى أن شهر كانون الأول 2013 سيشهد لقاءً على مستوى الاتحاد الأوروبي مخصصاً للنقاش في السياسة الدفاعية والأمنية للاتحاد الأوروبي، متوقّعاً أن يكون هنالك «نبض جديد» من قِبَل أعضاء الاتحاد من أجل السياسة الدفاعية والأمنية المشتركة. لذلك يدور نقاش في العواصم الأوروبية وفي مراكز الدراسات الاستراتيجية حول ما يجب على الاتحاد فعله للخروج من هذا اللقاء؟ وما القرارات التي يجب اتخاذها؟ وما الإجراءات التي يجب القيام بها تجاه المجموعات الحربية والقتالية؟
وحول استغلال القوات الأوروبية التي لم يتم استغلالها إلى الآن في عمليات التدخل السريع، أوضح «كليخ» أن المقصود ليس إيجاد صراع معين لاستخدام هذه القوات، وإنما استخدامها في الصراعات الموجودة في الوقت الحاضر، مثل الصراع الحاصل في مالي، فالعديدون في أوروبا يسألون: لماذا نملك شيئاً لا نستطيع أن نستخدمه حين الحاجة له؟
وحول عملية التخطيط وترتيب العمليات، قال «كليخ» إنه تم تشكيل مركز أوروبي مكون من 16 شخصاً في 3 مناطق مختلفة للعمليات، منذ زمن ليس ببعيد، مضيفاً أن هناك مَنْ يرى أن هذا المركز يجب أن يتمتع بالديمومة ولا يغادر تركيبة الاتحاد الأوروبي.
وتساءل المحاضر: كيف يجب أن تكون العلاقة بين الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي؟ وهل يمكن أن يكون العمل المشترك من خلال التفاهم الذي يجري بين سكرتير الناتو ورئيس مفوضية الاتحاد الأوروبي فقط، أم يجب أن يكون مُصاغاً بشكل أو بآخر؟
ورأى «كليخ» أن هذه الأسئلة يجب الإجابة عنها في الوقت القريب، مبيناً أن الأمر يتطلب تنسيقاً بين الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، ومع الشركاء في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وقبل أن يختم حديثه، أكد «كليخ» أن الاتحاد الأوروبي و»الناتو» ينظران إلى دول «منطقة الجنوب» (أوكرانيا ومولدافيا وروسيا البيضاء) على أنها مفتاح للأمن الأوروبي بشكل عام، وأن أوروبا الوسطى مهتمة كثيراً بالتعاون مع أوروبا الشرقية.
ودعا إلى التوازن في سياسة الاتحاد الأوروبي تجاه كلٍّ من شرق أوروبا وجنوبها، وأن تكون في نفس المستوى نفسه، نظراً لأن الاستقرار والأمن يعتمدان على ما يجري في أوروبا الشرقية ومنطقة الشرق الأوسط.
النقاشات
أبو عودة: القضية الفلسطينية
تساءل الوزير ورئيس الديوان الملكي السابق عدنان أبو عودة، عن عدم ذكْر المحاضر لـ «إسرائيل» والقضية الفلسطينية، مضيفاً أن كل مفكري العالم والأحرار يَعْزون عدم استقرار المنطقة لهذه القضية.
ورأى أبو عودة أن سياسة «الناتو» والاتحاد الأوروبي يجب أن تكون مستقلة عن الضغوطات الأميركية، وذلك كي يكون لهما دور مؤثر في حل النزاعات حول العالم.
الهيبي: أمن «الخليج»
قال العضو السابق في مجلس النواب العراقي طه الهيبي، إن «كليخ» ركز في حديثه على مسألة الأمن الأوروبي فقط، ولم يشر إلى دور الاتحاد في أمن الخليج العربي.
وأشار الهيبي إلى وجود ازدواجية في تعامل الاتحاد الأوروبي مع العالم العربي، فخطر إيران أكبر بنسبة 80 % من ذلك الذي اعتقدوا أن نظام صدام حسين أو معمر القذافي ينطوي عليه. وقال إنهم في الاتحاد الأوروبي يعطون الوقت الكافي لإيران لتنتج السلاح النووي، ثم يتحججون بسياسة «الأمر الواقع».
وبخصوص «الإرهاب»، قال الهيبي إن منطقة الشرق الأوسط كانت خالية من هذه الظاهرة، وإن «الإرهاب» نشأ لدينا نتيجة السياسات التي مارسها الاتحاد الأوروبي تجاهنا، لافتاً إلى أن «مالي» مثلاً، استُهدفت طمعاً في ثرواتها الطبيعية، إضافة إلى وجود حركة إسلامية فيها.
الكناني: «ورقة توت» لأميركا
قال مدير تحرير وكالة «شبكة أنباء العراق» سعد الكناني، إن هناك اختلافاً في وجهات النظر داخل الاتحاد الأوروبي، خاصة وسط مجموعة إيطاليا وفرنسا وإسبانيا، تجاه بعض المعالجات داخل المنطقة العربية، مضيفاً أن «الناتو» استطاع أن يبني له مستقبلاً سياسياً تعدى منطقة حوض البحر المتوسط ووصل إلى منطقة الخليج العربي من حيث التدريب، وحفظ السلام والمراقبة، لكنه لم يصل لدرجة أن يكون لاعباً أساسياً في المنطقة.
وتساءل الكناني عن حلف «الناتو»؛ هل ما يزال جزءاً من آليات السياسة الخارجية الأميركية؟ وتابع: كيف يسمح أعضاء الاتحاد الأوروبي للولايات المتحدة أن تشكل عقبة أمام العلاقات الأوروبية الأوروبية والعلاقات الأوروبية الروسية؟ وهل هناك ضرورة http://sailingthebay.org/generic-viagra-testimonials لبقاء قواعد أميركية في أوروبا، خاصة قواعد «الباتريوت» الموجودة في بولندا، وذلك بعد انهيار الاتحاد السوفياتي وتبنّيه اقتصاد السوق.
كما تساءل: هناك من يرى أن حلف «الناتو» هو ورقة التوت التي تغطي «شرعية الولايات المتحدة» من ناحية مصالحها الاستراتيجية العليا، فما مكاسب الاتحاد الأوروبي من تصرفات أميركا وأعمالها العدوانية داخل المنطقة العربية، ليتماشى معها في هذا الاتجاه؟
اللوزي: تأثير المِنَح
وتساءل د.باسم اللوزي حول تأثير المِنَح التي يقدمها الاتحاد الأوروبي لدول شرق أوروبا وجنوبها على سياسات هذه الدول بعامة.
أبو دية: غياب المعايير
لفت أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأردنية د.سعد أبو دية، إلى أن الأدبيات في الدوريات العربية تنتقد غياب المعايير لدى الاتحاد الأوروبي، فمشروع «الاتحاد من أجل المتوسط» مثلاً يضم الأردن –الدولة غير المتوسطية- فيما يستثني ليبيا التي تقع على «المتوسط».
وقال أبو دية إن هناك تغييراً في الموقف الرسمي في إطار دول «الثمانية»، مستشهداً بخطاب لبوتين مؤخراً تحدث فيه عن التطهير العرقي الذي ارتكبته أوروبا في شمال إفريقيا، والولايات المتحدة ضد السكان الأصليين.
الوقفي: وقف تحركات إيران
دعا العميد المتقاعد ضيف الله الوقفي إلى أن يكون للاتحاد الأوروبي دور فعّال في «حل القضية الفلسطينية ووضع حد لتصرفات الكيان الصهيوني المتطرف»، كما طالبه بالتحرك لوقف تحركات إيران في المنطقة.
حمد: أوروبا و «الربيع العربي»
تساءل د.زياد حمد عن السبب في معارضة بعض دول الاتحاد الأوروبي لانضمام تركيا للاتحاد، رغم ما تتمتع به من أهمية استراتيجية، ورغم أنها ستمثل قيمة مضافة لهذا الاتحاد.
كما تساءل عمّا يعنيه «الربيع العربي» بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي؟ وهل سيغير الاتحاد نهج علاقته مع العرب بعد انتهاء «الربيع»؟ وما التحديات التي تواجه الاتحاد في منطقة الخليج العربي؟
الحباشنة: الكيل بمكيالين
بدوره، دعا رئيس اللجنة الوطنية للمتقاعدين العسكريين العميد المتقاعد د.علي الحباشنة، حلفَ «الناتو» للتركيز على نشر السلام وجعله هدفاً من أهدافه الرئيسة، والمساهمة في القضاء على أسلحة الدمار الشامل، والكيل بمكيال واحد لا بمكيالين. وأضاف أن «إسرائيل» تمتلك 200 صاروخ ذري أو أكثر، لكننا لم نسمع يوماً أن الحلف تكلّم عن ذلك، في حين «تقوم الدنيا ولا تقعد» إذا أرادت أي دولة عربية أو اسلامية امتلاك هذا السلاح.
هلسة: تصدّع «الاتحاد»
قال الناشط السيايسي ضرغام هلسة إن شعار التحولات في النظام الاقتصادي في أوروبا الشرقية، كان منذ البداية «إشاعة السلام الدولي وبناء قرى أرضية أكثر سعادة وبيئة جميلة»، لكن بعد أن بدأ هذا المشروع هيمنت أميركا على أوروبا «العجوز»، وبدأت استراتيجيتُها الخاصة تقود العالم، فكانت الكوارث في أفغانستان، ويوغسلافيا سابقاً، ومحاولة تدمير أوروبا الشرقية اجتماعياً واقتصادياً، ومن ثم العراق، والآن تدمير الوطن العربي برمته عبر ما يُسمى «الربيع العربي»، لافتاً إلى أن هناك تصدعاً في الاتحاد الأوروبي ناتجاً عن الأزمة الاقتصادية وضعف القدرات الدفاعية وموقف أميركا تجاه حلف شمال الأطلسي.
ودعا هلسة أن يأخذ حلف «الناتو» في حسبانه عند وضعه استراتيجيته القادمة، الدورَين الروسي والصيني القويَّين، والغاز الذي تسيطر عليه روسيا في البحر المتوسط وفي أوروبا، وكذلك إيران الدولة القوية والصديقة للشعوب، إضافة إلى قوى المقاومة في المنطقة العربية التي تحارب أدوات التفكيك المذهبي والطائفي القذر، والذي هو أساس لخدمة العدو الصهيوني والدولة اليهودية.
ردود المحاضر
حول عدم ذكره «إسرائيل» في محاضرته، قال «كليخ» إنه لم يتحدث عنها كونها تشكل فصلاً آخر مستقلاً، مضيفاً أنه ليس لـ «إسرائيل» أي ارتباط بسياسة «الناتو»، لكنها مرتبطة بسياسة بعض الدول الأعضاء في «الناتو» أو الاتحاد الأوروبي. وأضاف: «إننا نعلم جيداً أن الولايات المتحدة الأميركية لها علاقات جيدة مع (إسرائيل)، كما أن هناك عدداً كبيراً من الدول الأوروبية تعد إسرائيل طرفاً مهماً وتلعب دوراً كبيراً جداً».
وبخصوص بولندا، قال «كليخ» إنها تحاول أن توازن ما بين العلاقات التاريخية الجيدة مع العالم العربي والعلاقات المتجددة مع «إسرائيل»، مؤكداً أن حل القضية الفلسطينية وإنهاء الصراع «الإسرائيلي» الفلسطيني هو مفتاح الاستقرار في المنطقة، مع عدم يقينه في إمكانية الوصول إلى مثل حل كهذا، مشيراً إلى أنه يتحدث بوصفه عضواً في مجلس الشيوخ البولندي وليس بوصفه سفيراً أو ممثلاً لأي مؤسسة سياسية أخرى في بولندا.
وتابع «كليخ» أن لديه القناعة بكون الأردن الطرف الأكثر اقتناعاً في أهمية حل الصراع، مشيراً إلى أن جلالة الملك عبدالله الثاني أكد خلال لقائه مع وفود أوروبية مؤخراً، على استعداد الأردن للمشاركة في العملية التفاوضية، معلناً عن أمله بأن تصل العملية التفاوضية في النهاية إلى حل. ولفت «كليخ» إلى أن «إسرائيل» تريد أن تبدأ هذه المفاوضات، لكنها ليس بالضرورة أن تكون جادة في إنهائها، في حين أن الطرف الفلسطيني مستعد لإنهائها بالشروط التي يعتقد «كليخ» أنها «غير ممكنة».
وبيّن «كليخ» أن هناك سببين أساسيين بالنسبة لقيادة السلطة الفلسطينية يقودان إلى عدم الوصول إلى حل نهائي عبر هذه المفاوضات، أولهما: الثبات على حدود سنة 1967، والذي يمكن أن يكون نقطة للدخول في المفاوضات وليس نقطة لإنهائها. وثانيهما: قضية اللاجئين الفلسطينيين، وهي قضية معقّدة جداً وعصية على الحل.
وفي هذا السياق، أكد المحاضر أن القضية الفلسطينية هي «مفتاح الحل» لجميع المشاكل في المنطقة، موضحاً أن حلها «سهل» وإن بدا «صعباً جداً» في الفترة الحالية.
وتابع «كليخ» أنه من أكثر المؤيدين لانضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، نظراً لأن لها موقعاً استراتيجياً في المنطقة بشكل عام، وأضاف أنه كان ينبغي ضم تركيا إلى الاتحاد الأوروبي قبل عشر سنوات، لافتاً إلى عام «العلاقة العاطفية» التاريخية بين بولندا وتركيا العثمانية، وأن تركيا المعاصرة دولة مهمة من أجل الوحدة والشراكة الأوروبية.
وحول الدور الأميركي قال «كليخ» إنه لا يتفق مع من يعتقد أن أميركا متواجدة بشكل كبير، فتواجدها قليل، وأقلّه في أوروبا، مضيفاً: «لقد استطعنا بفضل أميركا وقف التمدد السوفياتي، ومن دون السياسة الأميركية لم يكن بإمكاننا أن نهدم جدار الفصل بين أوروبا، ومن دون الدعم الأميركي لم يمكن ممكناً دعوة بولندا إلى (الناتو)، حتى إننا لم نُجْرِ استفتاء للانضمام إلى الحلف، لأن الرغبة في الانضمام كانت أمراً مفروغاً منه بالنسبة للشعب البولندي».
وأضاف «كليخ» أن أحد الأمثلة «الجيدة» للتعامل الأميركي خارج نطاق أوروبا هو المثال الأردني، إذ يستطيع الأردن أن يحافظ على العلاقات الجيدة مع الدول العربية من جهة، وعلى العلاقة مع الولايات المتحدة من جهة أخرى.
وبشأن ما جرى في «مالي»، قال «كليخ» إن الأجهزة الأمنية في دول عربية تحدثت عن خطر في منطقة الساحل. وأوضح أن التقييم المغاربي في هذا الجانب مطابق تماماً للتقييم الأوروبي والأميركي من حيث التحذيرات من أخطار «المد الإرهابي». ورأى أن أوروبا عليها أن تتدخل ضد قواعد «الإرهاب» في «مالي» إذا كانت تريد ألاّ تتوسع القواعد «الإرهابية» نحو أراضيها، معتقداً في الوقت نفسه أنها «تدخلت بشكل ضعيف»، لأن دور الاتحاد الأوروبي هو «دور داعم» فقط.
وبالنسبة إلى الخطر الصاروخي في الدول الأوروبية قال «كليخ»: «إذا لم يقع هذا الخطر في الوقت الحاضر، يمكن أن يقع غداً»، وأضاف «نحن في بولندا لا نحاول أن نلْصق هذا الخطر بدولة محددة، لأنه يمكن أن يأتي من مناطق مختلفة، وإيران أحد مصادر هذا الخطر، ولذلك يجب أن يكون الحلفاء مستعدّين للوقوف في وجهه».
وتحدث «كليخ» عن تنفيذ برنامج «الشراكة من أجل الديمقراطية»، وكيفية تعاون أوروبا مع بعض الدول، ذاهباً إلى أن الديمقراطية تتطلب توفير الحياة المعيشية الجيدة، وأن التعاون الاقتصادي ما بين الدول الأوروبية ودول المنطقة أمر مهم جداً بمقدار أهمية دعم المجتمع الديمقراطي والمسيرة الديمقراطية في المنطقة.
وأضاف أن كون التعليم مجالاً يمكن التفاهم فيه أكثر من سواه، فإن برنامج مِنَح التعليم للاتحاد الأوروبي يعتمد على كمية الأموال المتوفرة.. لافتاً إلى أن بولندا تدعم برنامج «إيراسموس بوندوس» لتمويل الدراسات العليا لطلبة من دول ليست أعضاء في الاتحاد الأوروبي.
وحول سؤال: «لماذا تسمح أوروبا لأميركا بأن تصبح نشطة أكثر على مستوى العالم؟»، أجاب «كليخ» بقوله إن الاتحاد الأوروبي والدول الأوروبية بحاجة للولايات المتحدة، كما أن النشاطات المشتركة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في الوقت الحاضر تتم من دون جمارك، وذلك عبر المنطقة الاقتصادية الخاصة.