محاضرة في مركز "الرأي" للدراسات حول
"التعلـُّـم والمواطنة"
رأى الخبير في شؤون التعليم ومجتمع المعرفة، طلال أبو غزالة، أن "التعلم" هو أساس النهوض والتنمية، مؤكداً على أهمية جودته وشموليته وديمقراطيته كي يضمن تحولنا إلى مجتمع للمعرفة بدلا من بقائنا متلقين لما ينتجه العالم.
وأضاف أبو غزالة في المحاضرة التي نظمها مركز "الرأي" للدراسات، وأدارها مدير المركز د.خالد الشقران، بعنوان "التعلم والمواطنة"، أن "التعلم من أجل المواطنة" ينبغي أن يتوازى مع "التعلم عن المواطنة"، داعيا المؤسسات التعليمية لوضع برامج وطنية تترجم هذين المفهومين مع إعادة النظر بدور المدرسة والجامعة، لافتاً إلى أن تعلم المواطنة هو السبيل إلى إصلاح التعليم.
وتحدث المحاضر عن مفهوم "المواطنة"، الذي يرتبط بحسب ما يرى، بشعور المواطن واقتناعه بأنه مشارك فاعل في خدمة وطنه وتحقيق رسالته، إذ تتلاقى المصلحة الفردية مع المصحلة العامة. وأوضح في هذا السياق أن الأساس أن يكون الوطن لكل من فيه، ولكل من حمل هويته، وأن لا فرق بين مواطن وآخر إلا بمقدار التزامه بالقانون وتأديته الواجب وانتمائه لوطنه.
وتوقف أبو غزالة عند "المواطنة" بوصفها "قاعدة الولاء النزيه الحقيقي"، وقال إن "المواطنة و "الولاء" صنوان لا يفترقان، وأن الولاء نتيجة طبيعية للعلاقة القويمة بين المواطن ووطنه، التي تنشأ عندما يشعر المواطن أن حقوقه مصانة وكرامته محفوظة، وأن الولاء هو محرك حرصنا على النقد البناء الذي يصوب المسيرة ويطور الحكم ومؤسساته.
وتطرق أبو غزالة في محاضرته التي غلب عليها طابع الحداثة والرغبة بالتغيير المقترن بالعصر التكنولوجي الرقمي والربيع العربي، إلى مفهوم "المعارضة الموالية"، الذي يعني أن تعارض القوى سياسات الحكومة لاختلاف النهج والأساليب والوسائل، ولكن مع الالتقاء والاتفاق على الأهداف الوطنية الكبرى.
يُذكر أن أبو غزالة، هو مؤسس مجموعة طلال أبو غزالة "تاج" ورئيسها، وهي مؤسسة تعنى بتقديم سلسلة من الخدمات المهنية وفق المعايير الدولية للمساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للوطن العربي ضمن إطار الاقتصاد العالمي.
حضر المحاضرة، وقدم مداخلات فيها، نخبة من المهتمين والأكاديميين استمعوا إلى رجل في العقد الثامن من عمره يتحدث عن المستقبل والتغيير، هو صاحب التجربة الفريدة وقصة النجاح المعروفة في عالم المال والأعمال ومجتمع المعرفة.
اعداد وتحرير: هنا المحيسن3376
تالياً أبرز ما جاء في المحاضرة ومداخلات المشاركين:
• التعلّم
بدأ أبو غزالة محاضرته بقوله إن البحث في موضوع التعلم والمواطنة لا بد أن يتناول "الولاء"، موضحاً أنه اختار مناقشة خمسة محاور من حيث ترابطها بعضها مع بعض، هي: التعلم، التعلم للمواطنة، المواطنة، الولاء، والمعارضة الموالية والموالاة الموالية.
وقال إن الإنسان يبدأ التعلم منذ لحظة ولادته، ثم تتطور مراحل وأساليب تعلمه مع نموه. واصفا حياة الإنسان بأنها رحلة تعلم، إذ يبدأ الوليد تعلمه، ثم طفلا فتلميذا فطالبا فدارسا في مدرسة الحياة، إلا أن المدرسة تعلّم الدروس وبعدها تواجه المرء بالامتحانات، أما الحياة بعد الدراسة، فإنها تواجهه بالامتحانات ثم يتعلم منها الدروس.
وبيّن أبو غزالة أن التعلم هو أساس النهوض والتنمية والتطور في كل مجال. فبغير نظام تعلمي شامل يبدأ من سنوات الفرد المبكرة وانتهاءً بأعلى التخصصات، لا يمكن لأمة إدارة نفسها أو بناء مؤسساتها أو بناء مواطنيها على أساس معرفة قيم الديمقراطية والحرية والإيجابية وكرامة الوطن وكرامة الفرد والاحترام المتبادل بين السلطة والناس.
وتوقف المحاضر عند جودة التعلم، فهناك ضرورة للانتقال من حالة التعليم إلى حالة التعلم، ومن حالة اختزان المعرفة (تقنيات المعلومات والاتصالات) إلى حالة اختراعها، وبالتالي صناعة الثروة من خلال المعرفة. فليس المطلوب برأيه أن نطور نظم التعليم القائمة ونحسنها، بل يجب الانتقال إلى نظام التعلم الذي لا يقتصر فضاؤه على المدرسة والجامعة والمدينة والقطر، بل يكون مداه الفضاء الأوسع بكامله، وفيه تتحقق ديمقراطية التعلم وإتاحة المعرفة للجميع بلا تمييز.
ورأى أبو غزالة في تخريج مؤسساتنا التعليمية خريجين جيدين أمرا طيبا بحد ذاته، إلا أن المطلوب "تحديد أهداف التعلم الذي يضمن تحصين المجتمع من الفساد والاستغلال والاستبداد والتسلط وتغول فئات قليلة متنفذة على غالبية الناس".
ووصف التعلم بـ "وعاء الإبداع" في عالم يتحول بسرعة ليصبح عالم المبدعين، مضيفاً أننا إن لم نبدع ستلفظنا مسيرة التطور السريع وتلقي بنا على قارعة الطريق.
وأكد أبو غزالة حاجتنا إلى نظام تعلمي شامل مدروس يأخذ في الحسبان الاتجاهات الجديدة في مجتمع المعرفة، ويبحث عن المواهب والكفاءات ويعمل على تنميتها وفتح مجالات التقدم أمامها، فلا يجوز قياس التعلم بعدد الجامعات وأعداد الخريجين رغم أهمية ذلك، فالأهم هو البحث عن النوعية، والتخطيط لما يتلاءم مع متطلبات المستقبل، فثورة المعرفة تسير بسرعة وتزيد كثيرا على قدرتنا على اللحاق بها.
وحول دور المدرسة، أشار أبو غزالة إلى أن ما يتلقاه الطالب اليوم في المدرسة هو استمرارية لما كان يدرس في الكتاب ولا يصلح للمستقبل، ففي المستقبل كما يرى، لن يكون هناك مدرسة ولا أستاذ أو حرم جامعي، وإنما سيكون هناك فضاء نتعلم فيه بدلا من أن نعلم.
وبيّن أننا لم ندخل مجتمع المعرفة لغاية الآن، فما نزال نتلقى ما ينتجه هذا المجتمع، موضحاً أن المقصود بـ"المعرفة، استعمال تقنية المعلومات والاتصالات لصنع المعلومة ثم نشرها فتحويلها إلى منتج فثروة، وهذا ما فعلته "جوجل" و "ياهو" و "ميكروسوفت".. وعليه فإن تعليمنا يجب أن ينتقل من مجرد قراءة المعرفة إلى صنعها، ليصبح كل فرد في المجتمع معرفيا، وإلا سنصبح خارج الزمن.
وذكّر أبو غزالة بأن العرب هم من اخترع العدد "صفر" الذي بنيت على أساسه الإنترنت، وأنهم اخترعوا الحروف الأبجدية، لذا لا يجوز أن يكون طموحنا أقل من مشروع "جوجل" مثلا، التي يعادل حجمها اقتصاد عشرين دولة صغيرة.
وفي سياق متصل، انتقد المحاضر الشروط العقارية أو المالية لترخيص جامعة مثلا دون الاكتراث بنوعية ما ستقدمه هذه الجامعة وجودته، كما انتقد ما يسمى في الجامعة: "مخصصات البحث العلمي" التي لا تتجاوز 1 في المئة من ميزانية الجامعة.
• التعلم من أجل المواطنة
قال أبو غزالة إن من حسن حظنا نحن العرب أن المرادف لكلمة Citizenship باللغة العربية هو كلمة "المواطنة" المشتقة من كلمة "وطن"، والتي تعني بالإنجليزية: Homeland. ومن هنا تأتي المكانة الخاصة لـ "المواطنة" في السياق العربي.
ودعا في هذا السياق إلى أن تتبنى مؤسساتنا التعليمية كافة مبادئ "التعلم للمواطنة" (Education for Citizenship)، وفق مسارين هما "التعلم عن المواطنة"، ما يوفر للمتعلم المعرفة والانتماء لتاريخنا وجغرافيتنا وأمتنا وطموحاتنا، و "التعلم من خلال المواطنة" الذي يوفر للمتعلم المشاركة في خدمة مجتمعاتنا وتعزيز قيم المسؤولية الاجتماعية وتطبيق الأمور المثالية السائدة في المجتمعات الأخرى بما في ذلك الحقوق والواجبات. ويتم ذلك من خلال بيئة تسودها أدوات المعرفة من تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
وأضاف أن الفرد في مجتمعنا بحاجة ماسة لبرامج وطنية مدروسة تقدمها المؤسسات التعليمية تؤهله أن يعرف حقوقه وواجباته ويعرف المعاني والممارسات المترتبة عليها ليقوم بدوره الوطني البناء بجدارة وفعالية وكفاية عالية. ويترتب على ذلك ألاّ تكون مهمة المدرسة الحث على الولاء المجرد المفصول عن الواقع؛ بل تمهد لذلك بتوعية المواطن للصلة التي تربطه بأرضه ووطنه ومجتمعه وبالمصير المشترك، نفعا أو ضررا، وبالعلاقة المحكمة وبالقواعد الواضحة والقوانين العادلة التي تربطه بالدولة وأجهزتها المختلفة.
وأوضح أبو غزالة أن تعلم المواطنة هو السبيل إلى إصلاح التعليم، لأنه يعزز الطموحات الوطنية من خلال الشعور بالمسؤولية تجاه تغيير المجتمع إلى الأفضل وتوفير كفاءات مدنية تتيح فرصة التعلم المستمر.
وأشار في هذا المجال إلى تجربة في الولايات المتحدة الأميركية قامت بها كليات جامعية متخصصة في المواطنة وفي تعلم المواطنة، ومنها: "Maxwell School of Citizenship and Public Affairs, Syracuse University".
وأضاف أن الدراسة في تلك الجامعة لغرض التعلم من أجل المواطنة تشمل الانخراط في برامج معدة خصيصا للمشاركة في النشاطات الاجتماعية والتعلمية والخدمات المهنية ونشاط الأعمال التي تساعد على تواصل الطلبة مع قطاعات المجتمع والتعرف على احتياجات الوطن لكي يتمكنوا من خدمته بشكل أفضل.
واستشهد أبو غزالة بخبر قرأه في الصحافة السعودية حول تطبيق نظام ربط سجل الطالب الأكاديمي بإنجازه للأعمال التطوعية، ليصبح ذلك ضمن وثيقة تخرجه الجامعي ابتداء من العام الدراسي المقبل، كما طالب كلية طلال أبو غزالة للدراسات العليا في الأعمال بأن تطبق مبادئ التعلم من أجل المواطنة، وأن تقيم برنامجا أكاديميا خاصا حول التعلم للمواطنة.
• المواطنة
بدأ أبو غزالة حديثه في هذا المحور بتعريف "المواطنة، وهي أن يكون الإنسان عضوا في مجتمع سياسي أو اجتماعي مرتبط في الوطن. وعندئذ تكون علاقة المواطن بوطنه (الأرض) وبمجتمعه محكومة بعقد اجتماعي يعرف الحقوق والواجبات: حقوق الموطن الناجمة عن كونه جزءا من ذلك المجتمع، وواجباته تجاه وطنه ومجتمعه.
ورأى أن أعلى قيم المواطنة هي شعور المواطن بأنه مشارك فاعل في خدمة رسالة وطنه، وفي إدارة شؤون مجتمعه، بحيث تتلاقى المصلحة العامة والمنفعة الفردية، وبحيث يكون الإنجاز الوطني إنجازا لكل المواطنين.
وفي الحالة الأردنية، فالمواطنة كما يرى أبو غزالة، هي الصفة الأساسية لكل من يحظى بشرف الانتماء لهذا الوطن، ويحمل هويته، ويلتزم بشروط ذلك الانتماء، وأهمها روح الدستور والقوانين المرعية. وأضاف أن دور المواطن لا يجوز أن يكون سلبياً أو حيادياً، بصرف النظر عن موقعه ومكانه وإمكاناته. فعلى المواطن أن يتعامل مع وطنه الكبير ، وبيئته القريبة على أنها جزء من ملكه الشخصي، وعليه أن يحافظ على هذا الملك تماماً كما يحافظ على أي ركن في داخل بيته.
وأكد أبو غزالة أن القانون ليس وحده الكفيل بمنع المواطن من ممارسات سلبية مثل إلقاء النفايات من نافذة سيارته في الشارع العام، أو إلقاء نفايات بيته في أي مكان خارج البيت، أو التعدي على حقوق الآخرين بدءاً من عدم الالتزام بقواعد السير والمرور عند قيادة السيارة، وانتهاءً بالتحايل لأجل عدم دفع الضرائب أو لسلب الماء أو الكهرباء أو الاعتداء على الممتلكات العامة.. وأوضح أن ما يمنع المواطن عن السلوكات المشينة هي تربيته على أن الوطن هو وطنه، وأنه جزء منه، وبالتالي يتولد لديه الشعور الحقيقي بالرغبة في الحفاظ على الوطن ونظافته وصورته المشرقة وكرامته وسمعته الطيبة.
وأعرب أبو غزالة عن قناعته بأنه من غير المجدي أن يُلقَّن المواطن في المدرسة معنى الولاء ومعنى الانتماء وشروط المواطنة إذا لم يقترن ذلك بتوفير القناعة لدى المواطن بأنه جزء من إدارة نظيفة ونزيهة وأمينة على مصلحته كمواطن وعلى مصلحة الوطن الذي ينتمي إليه. إلا أن سلوك المواطن لا يمكن أن يكون مثالياً محباً ومخلصاً لوطنه ومنتجاً ومعطاءً، دون أن يكون بالتلازم مع كون الموكل إليهم إدارة هذا الوطن بالسوية نفسها.
ولفت إلى أن تعريف المواطنة أو تحديد شروطها والحقوق والواجبات وغير ذلك ليس صعباً، لكن الصعب هو خلق المناخ المناسب الذي يقنع المواطن بالالتزام بشروط المواطنة وقواعدها ومتطلباتها.
وأضاف أبو غزالة أنه لا يوجد أي بلد في العالم مهما كان متقدماً ومتطوراً، يكون جميع مواطنيه ممن يتمتعون بأخلاق مثالية, إلا أن الذي يميز الشعوب بعضها عن بعض، هي ثقتها بقيادتها، وبالتالي قناعة الناس بأن الدولة التي ينتمون إليها تدير شؤونهم بالنزاهة والكفاءة والنظرة الصادقة لتحقيق المصلحة. عندئذٍ يصبح المواطن محباً موالياً وفياً حريصاً على احترام القانون ومساهماً في تطبيقه، فالأساس أن يكون الوطن لكل من فيه ولكل من حمل هويته، لا فرق بين مواطن وآخر إلا بمقدار الالتزام بالقانون وتأدية الواجب والانتماء ومحبة الوطن.
ضمن هذه المعادلة، يرى أبو غزالة أن المواطن يبادر للقيام بواجبه تجاه وطنه ومجتمعه برغبة وطوعية. وبالروح نفسها يقوم المواطن بتسديد ما عليه من الضرائب، ويحرص على الحفاظ على الممتلكات العامة وصيانتها ونظافتها حمايتها من اي اعتداء أو ضرر؛ لأنه كشريك في وطنه سيعدّ المال العام والمرافق العامة مسألة تخصه أيضا. وبالتالي تنمو المحبة الحقيقية في قلب المواطن تجاه وطنه وبلده وأرضه ومجتمعه والقيادة والإدارة التي تتولى تسيير شؤون المجتمع والوطن -أي الدولة، والحكومات المتتالية التي تنبثق عنها.
وأسهب المحاضر في حديثه عن تبادلية هذه العلاقة، معتبرا أن على المواطن أن يكون مستعداً لتأديه متطلبات المواطنه، وأن على الدولة أن تساعد المواطن ليؤدي واجباته بأعلى نسب الكفاءة وبأحسن ما يعود بالفائدة على الوطن والمواطن ضمن إطار القانون، كما أن على الدولة، ليس فقط أن تعطي المواطن حقه، بل عليها أن توعّيه بحقه وتعرّفه به تماماً، كما أن عليها أن تعرّفه بواجبه.
عندئذ، والحديث لأبو غزالة، يتكون ولاء المواطن لبلده، أرضا، ودولة، وقيادة، ورموزا وطنية، ويترسخ اعتزازه بوطنه وتتنامى لديه مشاعر التفاني والانتماء والغيرة الحقيقية على مصلحة الوطن وازدهاره ومكانته المرموقة وحمايته من كل ما يهدد أمنه واستقراره وعافيته.
• الولاء
عبّر أبو غزالة عن قناعته بأن الولاء في كل مجموعة بشرية, صغيرة كانت أو كبيرة, بدءاً بالأسرة وانتهاءً بالأمة, ركيزة أساسية من ركائز التماسك الاجتماعي والترابط بين المواطنين. وأضاف أن الولاء يكون موجهاً للوطن ممثلاً برموزه من أعلى قمة الهرم (الملك) -فالملك هو ضامن أمن هذا الوطن واستقراره ووحدته- نزولاً إلى الرموز الأخرى، ومن ثم الدولة وهياكلها. وتابع أن الولاء يعني الإجماع على محبة الوطن والحرص عليه وعلى قوانينه والتكافل من أجل إبعاد كل ما يؤذيه، وأن الولاء هو محور الإجماع وضمان وحدة الهدف.
وأكد أن من أهم ضرورات تغذية مشاعر الولاء لدى المواطن، ألاّ يتحقق ذلك بالفرض والتلقين والإملاء. بل يجب أن يكون طوعياً نابعاً من مشاعر المحبة الحقيقية والقناعة الواقعية بأن الرموز التي يجمع الناس على الولاء لها هي الجديرة بكل ذلك، كونها القدوة الحسنة والقيادة الرشيدة الحكيمة المنزّهة عن كل ما يمكن أن يحجم الناس عنه أو ترفضه القيم والمبادئ والأخلاق الحميدة.
وتابع أبو غزالة أن ما نتحدث عنه لغاية الآن هو حالة مثالية لا يمكن القول إننا في الأردن وصلنا إليها، إلا أنه لم يتردد في القول إننا أقرب من غيرنا في المنطقة لتحقيقها، وإننا يجب ألاّ نسمح لأي عوائق أن تثبط من عزمنا في الوصول إلى الحالة المثالية التي اقتربت منها بعض الدول التي تطورت ديمقراطياتها وترسخت فيها مفاهيم المواطنة الحقيقية.
وبين أبو غزالة أن المواطنة هي قاعدة الولاء النزيه الحقيقي، وأن المواطنة والولاء صنوان لا يفترقان، وأن الولاء الحقيقي الذي يتردد الحديث حوله، هو ليس حالة ذهنية اختيارية معزولة عن واقعها، بل هو نتيجة طبيعية للعلاقة القويمة بين المواطن ووطنه. فإذا استقامت تلك العلاقة استقر الولاء في أسمى معانيه، أما إذا اختلت العلاقة فإن الولاء يصبح نفاقا وتزلفا أو استجابة لفرض من قبل السلطة، أو اتقاء لشرها. وهو ما لا يمكن قبوله وما يجب أن نسعى بكل صدق لاجتنابه.
وأوضح أن المحبة في قلب المواطن تتولد عندما يشعر أن حقوقه مصانة، وأن كرامته محفوظة، وأن حكومة بلده تتعامل معه بعدالة وتساوٍ مع غيره من أبناء وطنه، وتحترم رأيه وتشركه في صناعة القرار ضمن إطار ديمقراطي تمثيلي عادل ونزيه، وفي ظل حكم رشيد لا تشوب ممارساته العلنية والمرئية المكشوفة أي شبهات أو اختلالات أو عجز أو شكوك.
وخلص أبو غزالة إلى أن لا ولاء بلا مواطنة؛ ولا مواطنة بلا حقوق وواجبات وممارسات كاملة لها؛ ولا حقوق وواجبات بغير ديمقراطية. ذلك أن المواطنة علاقة طبيعية بين الإنسان ومجتمعه، وبين الفرد والدولة التي تدير ذلك المجتمع، وأن الولاء لا يعني أن نضع رؤوسنا في الرمال ونترك الأخطار تحيط بوطننا ونصمت ولا نكترث وننكفئ على أنفسنا وعلى مصالحنا الضيقة، بل إن الولاء هو محرك حرصنا على رفض كل ما من شأنه أن يشكل خطرا علينا أو يعرقل مسيرتنا نحو النماء والتقدم ومسايرة العصر وترسيخ قيمنا العريقة الأصيلة.
على صعيد متصل، تحدث أبو غزالة عن الخلط في المعنى بين "الولاء" و "الانتماء"، معللا ذلك بالمرحلة التي مرت علينا في هذا البلد وفي بلدان أخرى في المنطقة، التي كان الولاء خلالها يعني مباركة المواطن وقبوله بالرضا والترحيب والامتنان لكل ما يصدر عن حكومة بلده من تصرفات؛ سواء كان راضيا عن تلك التصرفات أو غير ذلك. فكان الولاء يعني صرف النظر أو الصمت عما لا يعجب المواطن، أو لا يصون حقه، أو يميز ضده، أو يتعارض مع مبادئه أو تطلعاته أو قناعاته. وكان الولاء يعني القبول المطلق بكل ما يصدر عن السلطة أو الدولة: قبول الرضا أو قبول الانصياع والخوف. وبالمقابل كان أي نقد لأي من تصرفات الدولة أو ممارساتها يعدّ تمردا ومعارضة معادية تستحق الملاحقة والمحاسبة.
وقال المحاضر إن هذا الزمن "قد ولى وانتهى"، فالمواطن المنشود والمواطنة المطلوبة، والولاء الصحيح، هو ليس كذلك. وأضاف: "لا نريد مواطنا منافقا مرعوبا مرتبكا راضخا لكل ما يملى عليه بلا قناعة ولا ثقة"، مبيناً أن المواطن هو الشريك الذي يستطيع أن يمارس أهم وأول واجبات المواطنة في أن يقول كلمة حق، وأن ينتقد حيثما لزم النقد، وأن يطالب بالإصلاح حيثما وجب الإصلاح، وأن يعترض على ما لا يراه مناسبا ضمن قواعد القانون وفي ظل ديمقراطية توفر له الحماية ولا تتهمه بالمعارضة السلبية والمعاداة والخروج على الطاعة.
وأكد ان النقد البناء هو الذي يصوب المسيرة ويطور الحكم ومؤسساته باستمرار نحو الأفضل. وأن المواطن الذي يمارس حقه في النقد هو الذي يساهم ويبني، بينما الذي يقبع في زاوية الخوف هو طاقة معطلة ومضرة ومخربة على المدى البعيد.
وشدد أبو غزالة على ضرورة التمييز بين الولاء للوطن ورموز الوطن وقياداته، وبين حق المواطن في الاعتراض على تصرفات المسؤول الذي لا يكون معصوما، وفي رفض الممارسات الخاطئة التي لا يجوز أن يعفى منها أي مسؤول. وأضاف أن على الدولة أن تفتح صدرها لذلك بصبر وموضوعية، وتناقش هموم الناس ضمن حدود القانون والأصول والموضوعية والمعقول.
وقال إنه ليس من حقه أن يوافق أو يرفض كل مطلب خرج به الناس للشارع، كما أنه ليس من حقه إصدار أحكام عامة وغير مدروسة على ما أطلق عليه مصطلح "الحراك". ومع ذلك فإنه يرى أن المطالبة بالإصلاح؛ الإصلاح الذي أعلن الملك ضرورته وتبنى مواقف المطالبين به وحث الحكومات المتعاقبة على المضي به بلا تهاون، ليست خروجا على الولاء للوطن وقيادته الحكيمة.
واستثنى من ذلك بعض الحالات القليلة المعزولة المغرضة التي من المتوقع تسللها بين المواطنين الشرفاء، مؤكداً أن الجميع موالون للوطن وقيادته الهاشمية الضامنة لاستقراره وأمنه وبقائه، رغم أن من حقنا بل وواجبنا المطالبة بالإصلاح و "تنظيف" الوطن من الفساد، وبناء مؤسسات دولة قوية ونزيهة وأمينة على مصالح الوطن والموطنين.
• المعارضة الموالية والموالاة الموالية
وتحدث أبو غزالة في المحور الأخير حول "المعارضة الموالية"، وهو تعبير معروف في الديمقراطيات، خصوصاً في بريطانيا باسم Her Majesty's Loyal Opposition)). وعرّفها بأنها: الحزب أو ائتلاف القوى التي تكون خارج الحكومة (لا خارج الحكم) والتي تعارض سياسات الحكومة كونها تمثل مواقف مختلفة عنها، وتكون معارضتها محصورة في إطار التزام الأطياف السياسية كافة بالبلد ومصلحته. أي أنها ناجمة عن اختلاف في النهج والأساليب والوسائل، ولكن مع الالتقاء والاتفاق الكامل على الأهداف الوطنية الكبرى التي لا تُمَسّ.
ورأى أن توازن الحكم يقتضي أصلا أن تكون للحكومة معارضة تضمن التوازن وتحول دون هبوط إحدى كفتي الميزان لصالح جانب على حساب الآخر.
وأكد أنه لا يجوز الخلط بين نقد سياسة الحكومة، أو معارضة بعض إجراءات الحكومة، وبين الولاء للوطن وقيادته ورموزه الثابتة بموجب نصوص الدستور. وأضاف أن عدّ أي نقد لسياسة الحكومة خروجا على مبدأ الولاء، خطأ كبير يجدر بنا تحاشيه.
وأشاد أبو غزالة بالنظام السياسي البريطاني، الذي تطورت المعارضة فيه لتصبح "معارضة موالية". وقال إنه بالرغم من التناقض الظاهر في المعنى، إلا أن المعارضة في البرلمان تأخذ على نفسها مسؤولية انتقاد الحكومة وتعارض الحكومة، لكنها لا تعارض الأمة. وبذلك تجعل الحزب أو الائتلاف الحاكم دائما متيقظا ومتفحصا لسلامة وصحة السياسات التي يتبناها في الحكومة. وفي هذا الأسلوب بحسب ما يرى، إضافة نوعية لعملية صنع السياسة. واستشهد بما يقال في بريطانيا: "لا يمكن لأي حكومة أن تنعم بالطمأنينة والاستقرار إلا في وجود معارضة قوية لها".
وخلص المحاضر إلى أنه من المهم ألاّ يجري أي تشكيك في أهداف من يتساءل عن سياسات الدولة أو يناقشها أو يعترض عليها. وشدد في نهاية حديثه على أهمية إعادة النظر بمفهوم "التغيير"، فنحن مطالبون بالتغيير السريع وأمامنا مشاكل صعبة نحن مضطرون إلى مواجهتها، فثقافتنا بحاجة إلى تغيير، وأولوياتنا أيضا بحاجة إلى تغيير، مع الإدراك بأننا لا نملك رفاهية الوقت، كما أننا بحاجة إلى مواجهة صريحة مع واقعنا سواء في التعليم أو الاقتصاد أو السياسة، والإقرار بوجود مشاكل علينا حلها، وإلا "سندفع الثمن غاليا".
• الخطيب: مكافحة الفساد
انتقد د.إبراهيم الخطيب واقع التعليم في الأردن، وما يترتب عليه من كلف تثقل كاهل الطالب والأهل والدول، واعتبر أن الوقت قد حان لنفكر بما يسمى "e-learning"، حيث يوفر الكلفة ويحسن جودة التعليم.
كما تساءل الخطيب عن قدرتنا على التغيير ومدى جديتنا في الإصلاح وحسن نيتنا في مكافحة الفساد الإداري والمالي و"التشريعي" الذي عدّه "أخطر أنواع الفساد".
• عويدات: المواطنة مشاركة ومساواة
في إطار الحديث عن المواطنة قال د.عبدالله عويدات إننا "أمة بلا مواطنة"، موضحاً أننا بدأنا بـ "طبائع الاستبداد"، وانتهينا بها حتى بدأ "الربيع العربي". فالمواطنة برأيه هي المشاركة في الحقوق والواجبات، وحين يكون المرء مواطناً عليه أن يتنازل عن الانتماءات العشائرية الطائفية، ليصبح المواطن أساس المجتمع.
وأشار إلى أن "الوطن" ليس أصيلاً في اللغة العربية، فلم ترد كلمة "الوطن" في الثقافات العربية، إنما ورد ما يسمى بـ "الحمى" ويعني "القبيلة". وأضاف أن "وطن" كلمة أثينية اخترعها الأثينيون واتفقوا على أن يعبّروا عنها بديمقراطية مباشرة، ويتخذوا قراراتهم في سبيل المدينة التي سيبنونها وسيحمونها مستقبلا وسيحموا مستقبلهم بها.
وتابع أن المواطنة هي "مشاركة ومساواة"، يفتقد إليها المواطن العربي (المقصى والمهمش)، وهو في حالة بحث عنها.
• مشارك: توفير المعرفة
وجه أحد المشاركين انتقاداته للتعليم العالي في الأردن، متهماً إياه بـ "الانحراف عن هدفه الأساسي"، وأضاف أن التعليم الجامعي ينحصر بالمساقات والكتب والأستاذ، في حين أن هدفه الأساسي هو تمكين الطالب من الطريق إلى المعرفة وليس المعرفة بحد ذاتها، لأنها غير محدودة.
كما انتقد تدخل وزارة التعليم العالي في البرامج والدراسات، مشيرا إلى أن هذا انعكس سلباً على طبيعة الحياة السياسية في الأردن، واقترح أن يُعهد لمجموعة خبيرة من الأكاديميين وضع برامج التربية الوطنية.
وأشار في مداخلته إلى مخصصات البحث العلمي قائلا إن ما تنفقه "إسرائيل" مثلاً على البحث العلمي يوازي ما تنفقه جميع الدول العربية.كما أكد أن التنمية الاقتصادية مرتبطة لا بوزير التخطيط أو التنمية، وإنما بمدى قدرتنا على توفير المعرفة التي ستنعكس تلقائيا على التنمية بشكل إيجابي.
• الشريف: أبحاث تخدم الوطن
تساءل الكاتب نبيل الشريف عن مدى تأثير مجتمع المعرفة "الإنساني المنفتح الذي لا يعرف حدودا" على مفهوم المواطنة؟ وأشار إلى ما يتعرض له الإعلامي من اتهامات تنتقص من ولائه ومحبته لوطنه إذا ما مارس دوره في لفت الانتباه إلى سلبيات يجدها هنا أو هناك، مؤكدا أن قمة الولاء هي المكاشفة والمصارحة والإشارة إلى السلبيات.
وحول البحث العلمي، طالب الشريف بإعادة النظر في شروط الترقية الأكاديمية، التي تتضمن نشر 4-5 أبحاث وفي أي جامعة بصرف النظر عن الموضوع، وأكد أننا بحاجة إلى أبحاث تخدم قضايا الوطن والتنمية قبل كل شيء .
• السواعير: تأطير فكر جديد
عبّر الزميل الكاتب والصحفي إبراهيم السواعير عن طبيعة فهمه للمواطنة، معتبرا أنها تشاركية ولا تعني الإقصاء أو الخروج من جغرافية المكان، منوها إلى أن هناك ذوباناً للهويات وتجاوزاً لمرجعيات الهوية والأصالة والتراث والثوابت من ثقافتنا العربية الإسلامية، كما أن هناك نظريات مستوردة يتم قبولها وزرعها في بيئتاتنا بحجة الأممية والعولمة.
وأشاد السواعير بعنوان المحاضرة، معتبرا أنها استجابة لما يعيشه المجتمع العربي حاليا، مشيرا إلى محاولات يقوم بها الكتاب والهيئات المعنية في الثقافة بالأردن لتأطير فكر جديد يتماشى مع المرحلة التي يعيشها الوطن.
• أبو طالب: إيجاد الحلول
طالبت خلود أبو طالب بضرورة الانتقال من مرحلة التشخيص إلى مرحلة إيجاد الحلول، وتساءلت عن طبيعة الدور الذي قام به المحاضر خلال وجوده في مجلس الأعيان في خدمة القضايا التي طُرحت في المحاضرة. ونوهت إلى أن الوقت قد حان للالتفات إلى الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشها المعلم.
• زعبلاوي:
وضّح الأكاديمي عصام زعبلاوي طبيعة المهام المناطة بوزارة التعليم العالي، وقال إنها محددة، وإنها مرتبطة بمعادلة الشهادات والاعتراف بالجامعات وتمثيلية الدولة وغيرها، أما مجلس التعليم العالي فهو الذي يرتبط بالجامعات، مطالباً بوضع سياسات، لا التدخل في العملية التنفيذية.
وقارن زعبلاوي بين مخصصات البحث العلمي في جامعة مثل "الأردنية"، وبين مخصصات في جامعات أميركية قد تشكل موازنتها 20-30 ضعف موازنة "الأردنية"، ومع ذلك فإن ما تنشره الكليات العلمية في "الأردنية" من أبحاث يُنشر في دوريات عالمية محكمة ويؤخذ في الحسبان في متطلبات الترقية داخل الجامعات بصفة دائمة.
• العلمي: تحطيم نظرية "بارتيو"
تساءل د.مهدي العلمي عن دور الشرق في مواجهة نظام التوجيه العالمي القيمي المتجه من الغرب نحوه، خصوصاً أن الغرب يمتلك ناصية المعرفة الفضائية، وبالتالي فهو من يمتلك العالم .
كما تساءل عن قدرة العلم المعرفي على تحطيم القاعدة التي جاء بها الإيطالي "بارتيو"، والتي تتحدث عن أن 20 في المئة يسيّرون 80 في المئة من البشر.
* عبيدات: مدرسة لتجسيد الأفكار المطروحة
اقترح محمد صايل عبيدات تأسيس مدرسة ثم جامعة تجسد المعاني والمفاهيم التي تناولها المحاضر.
• الطوباسي: إعادة النظر بنظام التعليم
قال الأكاديمي عدنان الطوباسي إن مجلس التعليم العالي لا يستطيع معارض وزارة التعليم العالي، لأن من يرأسه هو وزير التعليم العالي.
وأشار إلى أن 90 في المئة من طلبتنا الجامعيين يعتمدون على أسلوب التلقين، ما يستدعي إعادة النظر بنظام التعليم نفسه.
• المومني
قال الصحفي عبدالله المومني إن المواطن لا يشعر أنه مهم للدولة وأنه لا يعني لها شيئا، موضحاً أن المواطنة مبنية على أساس إعطاء الحقوق للمواطن والتزامه بواجباته مقابل تأمين احتياجاته الأساسية.
وتساءل المومني عما أسماه "قبضة الحكومة الأمنية" التي تتعامل بها مع "الحراك"، كما تساءل عن دور وزارة الاتصال وتكنولوجيا المعلومات في حجب المواقع الإلكترونية ؟
• أبو عليم: شخصيات محلّ إجماع
تساءل الأكاديمي فرحان أبو عليم عن السبب في عدم ظهور شخصيات تكون محل إجماع وطني وتكون نماذج تحتذى وتقتدى؟
• العواملة: كيفية تحقيق الإصلاح
وتساءل التشكيلي نذير العواملة عن كيفية تحقيق الإصلاح في ظل الثقافات السائدة، مثل ثقافة العيب والطبقية والابتزاز؟
• رد أبو غزالة وتعقيبه
عبّر أبو غزالة في مستهل ردوده على التساؤلات، عن عدم رضاه عن تجربته في مجلس الأعيان، كاشفاً عن عدم قدرته على ممارسة الدور المناط به بشكل صحيح، وقال إن هذا المجلس يجب أن يضطلع بدور عظيم، لا أن يكون مقيدا ومحصورا بعملية التصويت.
وأشار إلى أنه سبق أن قدم مذكرة (لم تناقَش) إلى المجلس تهدف إلى تطوير دوره ليصبح فعليا "مجلس الملك"، حيث أن المجلس بشكله الحالي يتصف بمحدودية دوره الذي يقتصر على النظر في ما يُحال إليه من قبل "النواب" بعد أن يُقدم إليهم من الحكومة، وبالرغم من أنه يستطيع أن يتقدم باقتراحات إلا أنها يجب أن تكون ضمن حدود ما هو منصوص عليه.
ولفت إلى أنه خلال وجوده في مجلس الأعيان، لم يوافق على أي قرار اتخذه المجلس، إلا قرار "منع ازدواجية الجنسية".
أما بالنسبة لدور المعلم، فقد أوضح أبو غزالة أن المطلوب في عصر المعرف ليس الاستغناء عن المعلم، ولكن تغيير طبيعة مهماته ومسؤولياته.
وحول إمكانية التحول إلى التعلم الجديد، فإن هذا بحسب أبو غزالة، يحتاج لا إلى توفير موارد جديدة، وإنما إلى إعادة النظر في الموازنات الحالية المصروفة على المباني والحدائق والماء والكهرباء وإعادة توجيهها نحو التعلم الرقمي.
وعن دور وزارتَي التربية والتعليم والتعليم العالي، يرى أبو غزالة أنه يجب أن يقتصر على تأمين خدمات التعليم لطلبة المدارس والجامعات، وليس التدخل في السياسات أو المناهج، فالجامعات يجب أن تفرض احترامها بما تقدمه من برامج تتشارك فيها مع غيرها من الجامعات الكبرى التي تكون خاضعة لرقابة الجودة الداخلية.
وعن التناقض الذي يبدو بين مجتمع المعرفة والمواطنة والعولمة، أوضح أبو غزالة أنه لا يرى ما يمنع أن يكون الفرد جزءاً من المحيط العالمي، وأن يكون في الوقت نفسه مواطنا أردني عربيا.
وفي رده على كيفية تعزيز المواطنة في ظل وجود رقابة أمنية، قال أبو غزالة إن المواطن ما دام صالحا ولا ينوي أن يسيء أو يرتكب جرما، فإن الرقابة الأمنية ستحميه لخدمة الوطن.
كما أكد أن الإنسان يملك في فضاء المعرفة ديمقراطية فريدة، فلا فروق طبقية بين أي من مستخدمي الإنترنت، ذاهباً إلى أن الديمقراطية الوحيدة الكاملة هي الإنترنت.
يمكنكم مشاهدة مقاطع من هذه المحاضرة ادناه
{flv}gazaleh{/flv}