الباحث والخبير في الشؤون الاستراتيجية والامن القومي د. حسين توقه يحاضر في مركز الرأي للدراسات حول :
تفتيت العالم العربي والاسلامي في فكر برنارد لويس
ايار 2011
استعرض الباحث في الدراسات الاستراتيجية والأمن القومي الدكتور حسين عمر توقه تفاصيل المشروع الصهيو أميركي لتفتيت العالمين الإسلامي والعربي وفقا لرؤية المستشرق اليهودي برنارد لويس. ورأى إن تغطية حياة لويس وسيرته الذاتية و ومؤلفاته وأفكاره وتأثيره على صناع القرار وبخاصة في الولايات المتحدة تستلزم حيزا أكبر من مجرد مقال و أكثر من بحث وأكثر من مؤلف.واضاف خلال محاضرة عقدت في مركز الرأي للدراسات مؤخرا أدارها الدكتور خالد الشقران رئيس المركزوحضور عدد من المعنيين انه لابد من تسليط الضوء على اراء برنارد لويس لتعريف القارىء العربي بفكره المتعلق بتفتيت العالمين الإسلامي والعربي مشيرا الى انها ستكشف بعض المراحل والعلامات المفصلية في حياته حتى نصل الى الهدف المنشود من المحاضرة.وبين انه لو تمعنا التاريخ الحديث و حاولنا استعراض ما يمر به عالمنا اليوم وقمنا بالمقارنة بين الثورات التي كانت تقوم وبين ما يحدث على أرض الواقع اليوم لهالنا أن نجد أن هناك الكثير من المراحل المتشابهة بين الثورات التي تمثل ثورة الشعوب بالأمس على المستعمر الأجنبي وبين ثورات اليوم التي أصبح أبطالها أبطال الأمس رموزاً للفساد. فبالأمس على حد تعبيره كانت الشهادة ضد قوات المستعمر الأجنبي هي قمة النضال الوطني واليوم أصبحت الشهادة ضد قادة عرب هي المطلب . وتساءل د. توقة هل نُصدق أن ما يدور في العالم العربي بدءاً بتونس ومصر وليبيا واليمن والبحرين وسوريا وعُمان والجزائر وليد الصدفة وليس وليد تخطيط منظم مدروس بكل دقة؟
واستعرض د.توقة سيرة حياة برنارد لويس بالقول انه ولد في لندن عام 1916 من أسرة يهودية من الطبقة الوسطى وفي عام 1936 تخرج من كلية الدراسات الشرقية والإفريقية في جامعة لندن بعد أن استهوته اللغة العبرية والآرامية والعربية واهتم بدراسة اللغات اللاتينية واليونانية والفارسية والتركية ولكنه تخرج من قسم التاريخ متخصصا في الشرق الأدنى والأوسط وفي عام 1939 حصل على شهادة الدكتوراه متخصصا في تاريخ الإسلام.
ولفت الى انه أثناء الحرب العالمية الثانية خدم لويس في الجيش البريطاني في سلاح الدروع وفي الاستخبارات البريطانية وتمت إعارته الى « الخارجية البريطانية».وفي عام 1949 عاد الى مهنة التدريس في جامعة لندن وعين استاذا في قسم التاريخ وفي بداية السبعينات تمت دعوته كأستاذ زائر لجامعة كولومبيا ولقد اشترط قبل سفره أن يتم تعيين الدكتور عبد العزيز الدوري «رحمه الله» رئيسا لقسم التاريخ في جامعة لندن مشيرا الى ان هناك عدداً من الأساتذة في الأردن تتلمذوا على يديه . وتابع قائلا..وفي عام 1974 انتقل الى الولايات المتحدة وعمل في جامعة برنستون وفي عام 1982 حصل على الجنسية الأميركية وفي عام 1986 انتقل للعمل في جامعة كورنيل حتى عام 1990 ومن ثم عاد الى جامعة برنستون استاذاً غير متفرغ ولقد تمكن خلال السنوات الماضية من تأليف أعداد كبيرة من الكتب والمؤلفات والمئات من البحوث .
ولعل أبرز مراحل حياته بحسب توقة هي مرحلة ارتباطه بالمحافظين الجدد في الولايات المتحدة الذين نشأت حركتهم في منتصف الثمانينات والتي ضمت مجموعة من المثقفين ذات الحضور الأكاديمي والسياسي المميز من بين أعضاء الحزب الديمقراطي ولكنهم انسلخوا عن حزبهم احتجاجا على تقاعسه في مجال السياسات الدفاعية والخارجية .
وقال لقد تمكن تيار المحافظين الجدد من اختطاف السياسة الخارجية في كل من الولايات المتحدة وبريطانيا تحت ستار مكافحة الإرهاب ظاهريا لا سيما بعد وقوع تفجيرات أيلول في نيويورك ووضعوا مخطط إعادة تشكيل إقليم الشرق الأوسط بشكل يكون دائرا في فلك السياسة الأميركية ومتقبلا ومطبعا لوجود إسرائيل.
وبين خلال محاضرته بأن تعاون بيرنارد لويس مع المحافظين الجدد قد أظهره بمظهر العراب للمصالح الصهيونية وتهجمه على كل محاولة من محاولات السلام بل وتهجمه على القيادة الإسرائيلية لإتخاذها قرار الإنسحاب من لبنان وهو أحد الذين صاغوا استراتيجية المحافظين الجدد في عدائهم الشديد للإسلام والمسلمين وقد اتضحت هذه السياسة في تصريحه المشهور عام 2005 حيث قال» إن العرب والمسلمين قوم فاسدون مفسدون فوضويون لا يمكن تحضيرهم ولذلك فإن الحل السليم للتعامل معهم هو إعادة احتلالهم واستعمارهم وتدمير ثقافتهم الدينية إنه من الضروري إعادة تقسيم الأقطار العربية والإسلامية إلى وحدات عشائرية وطائفية».
وزاد قائلا.. لقد ظل بيرنارد لويس طوال سنوات رجل الشؤون العامة ومستشاراً لإدارتي كل من جوج بوش الأب والابن.
وبتاريخ 1/5/2006 ألقى ديك شيني نائب الرئيس الأمريكي في ذلك الوقت خطابا يكرم فيه بيرنارد لويس ويذكر «أن بيرنارد لويس قد جاء الى واشنطن ليكون مستشاراَ لوزير الدفاع لشؤون الشرق الأوسط» وهو اليوم وقد تجاوز التسعين من عمره استاذ متقاعد في جامعة برنستون.
وقال انه في عام 1980 إبان الحرب العراقية الإيرانية صرح مستشار الرئيس الأميركي للأمن القومي زبغنيو بريجنسكي بقوله « إن المعضلة التي ستعاني منها الولايات المتحدة من الآن هي كيف يمكن تنشيط حرب خليجية ثانية تقوم على هامش الحرب الخليجية الأولى التي حدثت بين العراق وإيران تستطيع أمريكا من خلالها تصحيح حدود اتفاقية سايكس بيكو
وعقب إطلاق هذا التصريح وبتكليف من وزارة الدفاع الأمريكية بدأ بيرنارد لويس بوضع مشروعه الشهير الخاص بتفكيك الوحدة الدستورية لمجموعة الدول العربية والإسلامية جميعا وكلاً على حدة ومنها العراق وسوريا ولبنان ومصر والسودان وإيران وتركيا وأفغانستان والباكستان ودول الخليج ودول المغرب العربي وتفتيت كل منها الى مجموعة من الكانتونات والدويلات العرقية والدينية والمذهبية والطائفية وقد أرفق بمشروعه المفصل مجموعة من الخرائط المرسومة تحت إشرافه تشمل جميع الدول العربية والإسلامية المرشحة للتفتيت بوحي من مضمون تصريح بريجنسكي الخاص بتسعير حرب خليجية ثانية حيث وافق الكونغرس الأميركي في جلسة على مشروع الدكتور « بيرنارد لويس « وبذلك تم تقنين هذا المشروع واعتماده وإدراجه في ملفات السياسة الأمريكية الإستراتيجية لسنوات مقبلة.
ولفت د.توقة بوصفه باحثا في الدراسات الاستراتيجية ومتخصصا في إدارة الأمن القومي بالقول.. لا أظن أن دولة في عظمة الولايات تستند في سياستها وتعتمد على دراسة شخص ما لا سيما وأن هذه السياسة تتعلق بمنطقة هامة مثل الشرق الأوسط ولكن هذا لا يمنع أن تستعين بالمحافظين الجدد وباعضاء الإيباك « اللجنة الأميركية الإسرائيلية للشؤون العامة» برئاسة لي روزنبرغ لا سيما وأنهم يتمتعون بنفوذ كبير وهم من أصحاب القرار في توجيه السياسة الأميركية وبالذات في ما يخص إسرائيل وترك الدكتور توقة للقارىء أن يحكم بنفسه وأن يقرر وأن يقارن بين ما تم تخطيطه قبل ثلاثين عاماً وبين مايحدث اليوم من ثورات في العالم العربي.
وبين انه لو تمعنا التاريخ الحديث و حاولنا استعراض ما يمر به عالمنا اليوم وقمنا بالمقارنة بين الثورات التي كانت تقوم وبين ما يحدث على أرض الواقع اليوم لهالنا أن نجد أن هناك الكثير من المراحل المتشابهة بين الثورات التي تمثل ثورة الشعوب بالأمس على المستعمر الأجنبي وبين ثورات اليوم التي أصبح أبطالها أبطال الأمس رموزاً للفساد. فبالأمس كانت الشهادة ضد قوات المستعمر الأجنبي هي قمة النضال الوطني واليوم أصبحت الشهادة ضد قادة عرب هي المطلب . وتساءل د. توقة هل نُصدق أن ما يدور في العالم العربي بدءاً بتونس ومصر وليبيا واليمن والبحرين وسوريا وعُمان والجزائر وليد الصدفة وليس وليد تخطيط منظم مدروس بكل دقة؟
كما تساءل هل تجاهلنا المصطلحات التي انتشرت حول الشرق الأوسط ومن بينها مصطلح الفوضى الخلاقة والشرق الأوسط الجديد والعولمة علماً بأن أول تفتيت للعالمين العربي والإسلامي في التاريخ الحديث قد بدأ بمعاهدة سايكس – بيكو مشككا في أن المعلومات والوثائق التي تم تسريبها عن طريق ويكيلكس قد تمت دون مساعدة الولايات المتحدة أو المخابرات المركزية الأميركية.
وقال لماذا لا نفكر ونتعلم من دروس التاريخ لا سيما سياسة المراحل التي انتهجتها اسرائيل فلنفكر قليلا في المراحل التي تلت عام 1936 وعام 1948 وعام 1956 وعام 1967 وعام 1973 و1982
. وراى ان العالم المتقدم يخطط أصحاب الفكر والسياسة فيه لسنوات مقبلة ونحن في العالم العربي لا نخطط لسنوات المستقبل.
ونوه الى أنه ليس بالضرورة أن تمر الثورات في مراحل وفق تسلسل وإنما تختلف هذه المراحل من ثورة لأخرى ومن بلد لآخرمن حيث التجنيد والبحث عن عملاء والبدء بعملية التثقيف العقائدي الثوري الفكري والسياسي والإجتماعي والنفسيوالتدريب العملي على استخدام الأسلحة الخفيفة و وصنع المتفجرات و التدريب الإستخباري وتشكيل الحلقات والخلايا السريةواستخدام مراكز تدريب سرية ومن ثم دور العبادة والجامعات والأندية والاتحادات والنقابات والتنظيمات الطلابية والرياضية والعماليةوالبدء بتوزيع المنشورات حيث كان شريط الكاسيت في عهد ثورة الخميني هو أكبر وسيلة إعلامية لحشد الملايين من الشباب واليوم أصبح الفيس بوك والإنترنت والتويتر والهاتف المحمول الوسيلة الإعلامية الحديثة للتواصل ونقل المعلومات و زيادة مصادر الدخل والتمويل من الداخل والخارج ورفع الشعارات البراقة واجتذاب وسائل الإعلام المحلية والإقليمية والعالمية لا سيما محطات التلفزيون والبدء بتنظيم المظاهرات والمسيرات الحاشدة وتوسيع حلقات الاتصال وتحديد أماكن للتجمع و الإستمرار في زيادة عدد وزخم المظاهرات المنظمة ودعوة منظمات حقوق الإنسان واستخدام وسائل استفزاز مثل إغلاق الطرق وتخريب ونهب المحال التجارية وإحراق الإطارات والسيارات وتعطيل حركة السير و التخطيط لسقوط ضحايا من المتظاهرين لتلطيخ أيدي رجال الأمن والنظام الى جانب غيرها من الاجاءات واليات الجذب.
الأهداف الحقيقية لإنشاء القيادة المركزية:
السياسة الأميركية في المنطقة
وراى انه منذ شارفت الحرب العالمية الثانية على الانتهاء أخذت الاستراتيجية العظمى للولايات المتحدة تتطور لتتماشى مع الواقع الجديد فوق خارطة العالم . وأخذ مفهوم الإستراتيجية يتسع ليشمل مجابهة التهديدات الخارجية الإقليمية منها والدولية. ومع بروز الاتحاد السوفياتي كقوة منافسة مع ظهور بوادر الخلاف بين كل من الولايات المتحدة والإتحاد السوفياتي قام الرئيس « ترومان « في عام 1947 بالإعلان عن التزام الولايات المتحدة بالدفاع عن الدول الصديقة ضد الأخطار والتهديدات الخارجية.
وتابع قائلا..وفي عام 1957 قام الرئيس الأمريكي « آيزنهاور « بالتوقيع على مشروع قانون يسمح بموجبه استخدام القوة العسكرية لتأمين سلامة الدول المجاورة للولايات المتحدة بالإضافة الى منح المساعدات المالية والعسكرية للدول الصديقة.
وبتاريخ 23/1/1980 أعلن الرئيس الأمريكي « كارتر» بعد اجتياح القوات السوفياتية لأفغانستان عن سياسة الولايات المتحدة تجاه دول الخليج المتمثلة بالتصريح التالي « ليكن معلوما لدى الجميع أن موقف الولايات المتحدة واضح وأن أي محاولة لأي قوة أجنبية خارجية للحصول على مكاسب أو سيطرة في منطقة الخليج العربي سوف تعتبر بمثابة اعتداء موجه ضد المصالح الحيوية للولايات المتحدة . وسوف نعمل على مجابهة مثل هذه المحاولات بكل الوسائل اللازمة بما فيها استخدام القوة المسلحة «
لقد أعلنت الولايات المتحدة في كل موقف وبكل صراحة تأييدها لإسرائيل وهي من جانب آخر تمسك بالعصا الغليظة تمنع الشعوب من قول كلمتها حتى وقع في اليد وتضاءل الخيار وأصبحت الحياة العربية ملهاة بين الأمل واليأس وأدرك الجميع بأن الحرب مع إسرائيل إنما هي حرب مع الولايات المتحدة .
قوة الإنتشار السريع
لا شك بأن عملية تحرير الرهائن الأمريكيين الفاشلة والتي تم تنفيذها بناء على أوامر مباشرة من الرئيس الأمريكي « كارتر « قد جاءت لتكشف للعالم ضعف الولايات المتحدة في مجال القيام بعمليات خاصة لقوات محمولة . ولقد أجمع المحللون العسكريون أن أحد الأسباب الرئيسية لفشل هذه العملية هو عدم التنسيق وعدم تحديد المسؤوليات بين كل من سلاح الجو وسلاح البحرية وقيادة الجيش ومشاة البحرية
وفي عام 1980 قامت الولايات المتحدة بتشكيل قوة مشتركة من مختلف فروع القوات المسلحة وأطلقت عليها اسم « قوة الإنتشار السريع « وأحيانا يطلق عليها اسم قوة التدخل السريع . وبالرغم من تعدد التسميات فإنها تضم تحت قيادتها فرقا ووحدات ذات تاريخ طويل في الحروب فمنها من شارك في الحرب العالمية الثانية مثل الفرقة 82 والفرقة 101 وكلاهما من الفرق المحمولة ومركزها « فورت براغ « في ولاية كارولينا الشمالية بالإضافة الى فرقة وفوج من مشاة البحرية وثلاث فرق من الجيش بالإضافة الى 600 – 1000 طائرة مقاتلة وطائرات هيلوكبتر ونقل بالإضافة الى ثلاث حاملات طائرات وعدد من الطرادات والسفن الحربية . ولقد تمت التوصية بإنشاء قيادة خاصة لقوة التدخل السريع ومركزها فلوريدا بالتنسيق مع هيئة الأركان المشتركة. وإعطائها صلاحية استخدام سفن الأساطيل الأمريكية والقواعد العسكرية والجوية المتواجدة في شتى بقاع العالم.
القيادة المركزية الموحدة
وبين انه بتاريخ 1/1/1983 وتحت شعار تأمين الحماية والأمن للدول الصديقة بالإضافة الى تأمين حماية المصالح الأميركية في منطقة جنوب آسيا وشبه الجزيرة العربية وشمال شرق أفريقيا تم تشكيل القيادة المركزية الموحدة بحيث تتحمل هذه القيادة كافة أعباء المسؤوليات لجميع القوات الأميركية في هذه المنطقة والإشراف على كافة تحركاتها ونشاطاتها بالإضافة الى ارتباط هذه القيادة مباشرة مع أصحاب القرار في وزارة الدفاع الأمريكية « البنتاغون « .
إن القيادة المركزية للولايات المتحدة كانت تمثل خلاصة الفكر الإستراتيجي المتواصل وهي نتاج مرحلة متطورة تحت شعار تكامل مصالح الولايات المتحدة الأمنية مع مصالح الدول الصديقة
رغم أن المراقب للاستراتيجية الحديثة في الحروب التي شاركت بها الولايات المتحدة لا سيما في حرب الخليج الأولى والثانية فلقد اعتمدت الولايات المتحدة على شن ضربات صاروخية لعدة أسابيع من قبل الطائرات والسفن والغواصات والقواعد البرية والبحرية قبل أن تقوم قواتها بشن أي هجوم أرضي.
الأهداف الحقيقية للقيادة المركزية
وقال إن إعلان الولايات المتحدة عن استعدادها لتقديم الدعم والعون العسكري لدول المنطقة الهدف منه في تلك المرحلة من التاريخ تحجيم الدور السوفياتي في منطقة الخليج العربي وإغلاق الباب على إمكانية استغلال الإتحاد السوفياتي للثورة الإسلامية الإيرانية من أجل تحقيق أهدافه في الوصول الى مياه الخليج وإقامة علاقات دبلوماسية مع الدول العربية في منطقة الخليج.
واضاف إن الولايات المتحدة في بداية الستينات كانت تتمنى الحصول على قواعد حربية برية وبحرية وجوية في منطقة الخليج . وكانت على أتم الاستعداد لتقديم كل الإغراءات المالية والمادية والاستراتيجية والعسكرية. وكنيجة حتمية لوقوع الحرب العراقية الإيرانية واستمرارها وامتداد التهديد الإيراني الى دول عربية خليجية مجاورة فقد وافقت معظم الدول على منح القوات الأميركية التسهيلات العسكرية .
وبين ان قيام الولايات المتحدة باستغلال الحرب العراقية الإيرانية هي من أجل تحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب والحصول على القواعد الجوية والبرية والبحرية وفي حال تحقيق هذا الهدف فيمكن استخدام هذه القواعد من أجل تخزين الذخيرة والعتاد والمعدات العسكرية المختلفة .
ولفت الى أن أحد بنود الاتفاق الاستراتيجي الأميركي الإسرائيلي يسمح للقوات الأميركية بتخزين الأسلحة والمعدات بالإضافة الى استخدام المعدات والأجهزة كافة العائدة الى الجيش الإسرائيلي وعليه فإن إسرائيل هي بحد ذاتها أكبر قاعدة عسكرية في منطقة الشرق الأوسط
المبادىء التي اعتمدتها
إسرائيل في تحقيق وجودها
إقناع الولايات المتحدة بأن العلاقة الإسرائيلية الأميركية أقوى بكثير من العلاقة الأميركية العربية وأن إسرائيل هي الصديق والحليف الاستراتيجي الذي يمكن الإعتماد عليه
و إقناع العالم العربي بما فيه الولايات المتحدة أن التفوق العسكري الإسرائيلي هو مفتاح الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط
الى جانب العمل على تحطيم منظمة التحرير الفلسطينية لا سيما القوة العسكرية
و تحقيق الخلاف وإيقاع الفرقة وتمزيق الأنظمة العربية وإشغالها بحروب جانبية أو محاولات انقلاب داخلية
و ممارسة كافة الضغوط على الدول الغربية والولايات المتحدة من أجل منع وعدم تمكين الحكومات العربية من شراء ألأسلحة المتطورة والمتقدمة
والاستمرار في إبقاء الحدود العربية الإسرائيلية هادئة وخالية من أية عمليات للمقاومة الفلسطينية
و الإستمرار في عمليات الإستيطان وتشجيع اليهود على الهجرة الى إسرائيل
و تحقيق الأهداف الاسرائيلية في سلب المياه العربية وتوفير المياه للمهاجر اليهودي في الأرض العربية وحرمان السكان الأصليين من المياه لا سيما المياه المخصصة للزراعة
و محاربة الحق العربي في المنظمات الدولية وتشويه الحقائق التاريخية
و السيطرة على رؤوس المال والتحكم في أسواق البورصة العالمية وأسواق الأسهم والمستندات وأوراق العملة والتحكم في أسواق الماس والذهب في العالم الى جانب غيرها من الوسائل
الى جانب تحطيم الإقتصاد العربي وزج الدول العربية في حروب جانبية مثل الحرب العراقية الإيرانية وجرها الى سباق التسلح الباهظ التكاليف
و نقل منطقة القتال والحرب الى الأراضي العربية
و اتباع سياسة البطش والإرهاب والمذابح الجماعية في الأراضي المحتلة لإشاعة الفزع والرعب في قلوب السكان من أجل تفريغ المناطق المحتلة من أهلها الأصليين
و القيام بعمليات إغتيالات وتصفيات للقادة الفلسطينيين في مختلف أنحاء العالم
و السيطرة على مصادر المياه العربية لأن الحرب هي حرب مياه في المستقبل
ومنافسة الدول العظمى والدخول الى النادي النووي لقدرة هذا السلاح الكبيرة في التدمير ولسرعة حركته بواسطة الطائرات والصواريخ سيما وأن هذا السلاح قد تغلب على المعايير الجيواستراتيجية الستة المعروفة وهي الأرض و الموقع والمتطلبات اللوجستية والمناخ والديمغرافية والبنية الصناعية لقطاع التسليح وإن الردع الناجم عن امتلاك السلاح النووي يعطي إسرائيل القدرة على فرض نفسها وتواجدها ليس في العالم العربي فحسب وإنما في
العالم بأسره لا سيما وأن امتلاك هذا السلاح قد أثر على ترتيب مواقع القوى الدولية.
ولفت الى انه من المؤلم ً أن يتعرض أهل القدس الفلسطينيين الى حرب نفسية قاسية خلال الأيام الماضية من خلال البيان الذي قامت السلطات الإسرائيلية بتوزيعه عليهم من أجل تهجيرهم وتهويد القدس ومقدساتها وتفريغها من أهلها وثقافتها العربية المسلمة
وراى ان الحكومات العربية تعاني مجموعة من المشاكل ابرزها
عجز الحكومات العربية في إيجاد حل للقضية الفلسطينية
و مشكلة الديمقراطية العربية وحكوماتها
والتخلف التكنولوجي والعلمي وتحويل العالم العربي الى سوق للإستهلاك لمنتجات أجنبية تستنفذ ثروات العرب دون القدرة على مواكبة الدول المصنعة
ووقوع العالم العربي طوال العقود الماضية الى صراع بين عالمين عالم تابع للمعسكر الشرقي وعالم تابع للعالم الغربي بين عالم ثوري وبين عالم رجعي و الفساد علامة الدول العربية الغنية والفقر علامة الدول الفقيرة
اضافة الى طمع الدول الأجنبية في ثروات الدول العربية وتعرض بعض هذه الدول الى الغزو كما حدث نتيجة غزو العراق للكويت و مشكلة تأمين الحاجات الأساسية للمواطن العربي في كثير من البلدان العربية تكاد تكون في أدنى مستوياتها في العالم و تأمين لقمة العيش وتحقيق العدالة الإجتماعية والتأمين الصحي والضمان الإجتماعي كما أن إرتفاع مستوى المعيشة وارتفاع الأسعار يقابله غلاء في المواد الأساسية وزيادة الضرائب وعدم توفر فرص العمل وانتشار البطالة وازدياد نسبة السكان
واستعرض د.توقة تفاصيل المشروع الصهيو أميركي لتفتيت العالمين الإسلامي والعربي لبيرنارد لويس وفق التالي:
مصر: يتم تقسيمها الى أربع دويلات
سيناء وتظل تحت النفوذ اليهودي ( ليتحقق حلم اليهود)
ودولة قبطية تمتد من جنوب بني سويف حتى جنوب المنيا
و دولة النوبة تتكامل مع الأراضي الشمالية السودانية وعاصمتها أسوان ومصر الإسلامية عاصمتها القاهرة وتشمل الجزء المتبقي من مصر
السودان: وتقسم الى أربع ولايات
دويلة النوبة المتكاملة مع دويلة النوبة في الأراضي المصرية والتي عاصمتها أسوان و دويلة الشمال السوداني الإسلامي وعاصمتها الخرطوم و دويلة الجنوب السوداني المسيحي والتي تم إعلان استقلالها نتيجة الإستفتاء و دارفور لفصلها عن السودان بعد الجنوب لأنها غنية باليورانيوم والذهب والنفط
المغرب العربي:
تفكيك ليبيا والجزائر والمغرب وتونس بهدف إقامة
1: دولة الأمازيغ على امتداد دويلة النوبة بمصر والسودان
2: دويلة البوليساريو
3: الباقي تقسيم دول المغرب والجزائر وتونس وليبيا الى أقسام متناحرة بعضها شمالي جنوبي وبعضها شرقي وغربي كما يحدث في ليبيا الآن
شبه الجزيرة العربية:
إلغاء السعودية والكويت وقطر والبحرين وسلطنة عمان واليمن والإمارات العربية من الخارطة ومحو وجودها الدستوري بحيث تتضمن شبه الجزيرة العربية ثلاث دول فقط ودولة الإحساء الشيعية وتضم الكويت والإمارات وقطر وعمان والبحرين والجزء الشرقي للمملكة السعودية ودولة نجد السنية ودولة الحجاز السنية
سوريا: يتم تقسيمها الى أقاليم متمايزة عرقيا أو دينياً أو مذهبياً الى أربع دويلات دولة علوية شيعية ( على امتداد الساحل) و دولة سنية حول حلب و دولة سنية حول دمشق ودولة الدروز في الجولان ولبنان
لبنان: تتضمن أفكاره تقسيم لبنان الى ثمانية كانتونات عرقية ومذهبية ودينية دويلة سنية في الشمال وعاصمتها طرابلس ودويلة مارونية شمالا وعاصمتها جونيه ودويلة سهل البقاع العلوية عاصمتها بعلبك خاضعة للنفوذ السوري ( شرق لبنان) وبيروت الدولية (المدولة) وكانتون فلسطيني حول صيدا وحتى نهر الليطاني وكانتون كتائبي في الجنوب والتي تشمل مسيحيين ونصف مليون من الشيعة ودويلة درزية ( في أجزاء من الأراضي اللبنانية والسورية والفلسطينية المحتلة) وكانتون مسيحي تحت النفوذ الإسرائيلي
الأردن:تصفية القضية الفلسطينية على حساب الأردن
فلسطين:ابتلاعها بالكامل وهدم مقوماتها وتشريد شعبها
اليمن:إزالة الكيان الدستوري الحالي للدولة اليمنية بشطريها واعتبار مجمل أراضيها جزءاً من دولة الحجاز
إيران وباكستان وأفغانستان:
يتم تقسيمها الى عشرة كانتونات عرقية ضعيفة
كردستان
و أذربيجان
و تركستان
و عربستان
و إيرانستان ( ما بقي من إيران بعد التقسيم)
و بوخونستان
و بلوشستان
و أفغانستان ( ما بقي منها بعد التقسيم)
و باكستان ( ما بقي منها بعد التقسيم)
و كشمير
تركيا:-
انتزاع جزء منها وضمه للدولة الكردية المزمع إقامتها في العراق
وقال في نهاية حديثه ان هذا ملخص لمشروع بيرنارد لويس الذي تم عرضه على القيادة الأميركية ولا نستطيع أن نجزم أو ننفي أنه قيد التنفيذ او على الأقل قد تم التأثر بما جاء فيه فاستشراف المسقبل صعب للغاية في ظل الظروف الراهنة .
خرما: الخطر يأتي من العرب انفسهم
واكد مصطفى خرما ان اهم ما في المحاضرة هو الفصل الاخير حيث يبين ان الخطر ليس من برنارد او اميركا انما الخطر يأتي من العرب انفسهم من خلال نزاعاتهم وعدم تفاهمهم، فاميركا اهم دولة في العالم ولا يوجد اختلاف فيها ولكن الدول العربية بحسبه يوجد خلافات بينها وهي تمهد لبرنارد لويس لتحقيق اهدافه.
زوايدة:إسرائيل شوكة في الجسد العربي
وقال كامل زوايدة انه تبادر الى ذهني ذكرى من الماضي حين كنا طلابا في الثانوية العامة كان استاذنا عادياً ولم يكن يعرف بالتكنولوجيا وقال في حينها ان اسرائيل شوكة زُرعت في جسد الوطن العربي، وحتى تعيش يجب ان يكون من حولها اقل قوة منها.
وراى ان الخارطة التي سربتها القوات المسلحة الاميركية قبل مدة تختلف عن الخارطة التي مع الدكتورتوق، لأن الاردن كان سيتوسع بناء على تلك الخارطة، في ما يظهر تقرير برنارد لويس ان هناك اختلافات كثيرة عما ذكرته مجلة القوات المسلحة الاميركية.
وتابع قائلا وكما قيل، وضعت عربة القطار على السكة في مؤتمر مدريد، في ذلك الحين، تراكض الكثيرون باتجاه اميركا، وكنت عضو لجنة مركزية لأحد الاحزاب واحضرنا تقرير هارفرد، وكان في ذلك التقرير بعض ملامح التقرير الذي يعود للويس.
الجبارات:دراسات المهمشين والفوضى الخلاقة
د. محمود الجبارات قال كنت افضل ان استمع الى برنارد لويس عندما كتب عن الحشاشين ثم عن اسباب انهيارالامبراطوية العثمانية، وانتهاء حول الحضارة العربية ووجهة نظره في هذا الموضوع، والتقائه بعد 2001 مع الحاضرين الجدد حول الفوضى الخلاقة من جهة، ومن جهة اخرى حول دراسات المهمشين، لأنه اهتم بالطوائف وبدراسات معمقة حتى في التاريخ الاسلامي التزم بهذا الجانب.
وكنت اتمنى ان استمع من د. توق عن رئاسته للمعهد الاميركي اليهودي الذي انتقل اليه بعد عام 2001 وخاصة الدراسات المتخصصة التي اصدرها هذا المعهد؟
شقير:امكانية نجاح الثورات وتساءل اديب شقير
حول امكانية نجاح الثورات الشعبية في بعض الاقطار العربية ام انها ستستمر طويلاً وسينشأ عنها انقسام، مثل ليبيا؟ حيث ان هناك قسمين، احدهما شرقي وعاصمته بنغازي وغربي عاصمته طرابلس؟
كما تساءل حول قراءة مستقبل الامة العربية وفق المعطيات السياسية والامنية الحالية؟
المجالي:شرق أوسط جديد
وبين خالد المجالي ان مشروع شرق اوسطي جديد، كان قبل لويس بحوالي 90 عاماً، عن طريق جيرار هيمن، وهو اقدم من برنامج لويس، قديماً كنا نشتم وعد بلفور، مرة، الآن نشتمه 15 مرة.
واضاف انه خلال جولات بيريز كان يشكو من الانتفاضة الفلسطينية التي نرجو ان تستسمر، في احد المعابر سئل ما بك متعباً ولديكم 200 رأس نووي، فقال له بيريز: هل تعتقد اننا سنستعملها ضد العرب، وايضاً يمكن ان نستخدمها ضد اميركا.
وتابع قائلا بن غوريون عندما جلس على كرسي رئاسة اسرائيل، اجتمع مع العلماء اليهود وسألهم: لماذا فشلت الحملات الصليبية في العالمين العربي والاسلامي؟ عادوا اليه بعد اسبوع وقالوا له: لأنهم كانوا فاسدين.
في العام 2007، اجتمع بالناصرة 70 حاخاماً اسرائيلياً لمدة 7 ايام، كخلوة، خرجوا بتوصيتين:
الاولى لا يمكن تدمير الاسلام الا من داخل الاسلام.
الثانية: في ظل حدود طويلة مع الاردن ووجود مجتمع اردني محافظ ووجود ثورات وحركات مثل حزب الله وايران والشيعة.
الإجابات
وبمعرض رد توقة على اسئلة الحضور وبخاصة على كامل زوايدة، هل يعلم بعض الزعماء العرب ما يُخطط لهم، أُعطيت اشارات وتمت من وقت اعتقال سعد الدين ابراهيم في مصر، واعطوا حينها اكثر من اشارة للرئيس حسني مبارك،و قالوا له: حسّن سياستك، العالم يتطور، لا نريد ان نفتقدك، تخلى عن ترشيح ابنك، وعندما عاد من المانيا لو اعلن للشعب المصري: انني مريض ولا اريد ان استمر من الحكم، لطلب الشعب المصري منه: ان يبقى في الحكم.
واضاف.. الاشارات التي خرجت ومنها الشرق الاوسط الجديد، العولمة، الفوضى الخلاقة، اشارات اعطيت للزعماء في العالم العربي، وبالذات لحسني مبارك ، وكان همزة وصل بين اسرائيل والفلسطينيين، و رغم ان مصر فقيرة الا ان لها ثقلا جبارا، شعبيا، وفكريا، ما اقوله من خلال مثل بسيط يدلل على ضعف ليس فقط مصر وانما العالم العربي.
د.جبارات:لوس مفكر درس كل اللغات
د. محمود جبارات قال لو حاولنا ان نتكلم عن فكر برنارد لوس، المفكر والاستاذ الذي درس كل اللغات، في فترة من الفترات يئس من اليهود وذهب الى تركيا وبدأ بالدراسة، وركز على السلطان عبدالحميد فقال: ان السلطان عبدالحميد رفض ان يعطي الوطن القومي لاسرائيل – فلسطين – وحاول ان يمسه، فاتهمه ومجموعة من الكتّاب في ذاك الزمان، لأن السلطان عبدالحميد لم يحصل على المبلغ الذي طلبه من الصهيونية العالمية، فحاول تشويه صورة العثمانيين في ذاك الوقت. وله كتب كثيرة كلها تتعلق بالعالم الاسلامي والحركات الاسلامية تطرق الى الحشاشين، كيف كانوا يحضروا الناس يدربونهم ويهيئونهم ويعطونهم حشيشاً يومياً ويقومون بتصوير صورة الشخص المراد اغتياله على يد خنجر، ويضعون الخنجر بين الضوء وينعكس صورة الشخص ويعطون الشخص المؤهل لهذه الحركة والاغتيال ووظيفتك قتل ذلك الشخص الموجود فيها، وتطرق للحشاشين ولكل الحركات الاسلامية وركز على الطوائف الشيعية بما فيهم الاسماعيلية.
ولفت الى انه يوجد كثير من المخططات ولكن حسب مراحل، مع ملاحظة العمل على ضرورة ربط المراحل،وقال.. لم تكن اميركا بداية من الدول العظمى عندما بدأ التفكير لمؤتمر بازل،وكانت بريطانيا وفرنسا مسيطرتان سيطرة كاملة، وكانوا عبارة عن بقايا امبراطوريات، فهما حققتا وعد بلفور وفتتوا العالم العربي ولا زالت التي تقود الحملة ضد ليبيا حتى اللحظة بريطانيا وفرنسا.
وتساءل ماذا سيحدث في التقسيم، هل سيتقسم ام لا؟ ما هو المستقبل للعالم العربي حسب المعطيات الموجودة وكيف سنقرأوها؟ لا يوجد عندي جواب ماذا سيحدث غداً.
واضاف ..سوريا، قيادة الاسد العائلة، ثم المتنفذين من حزب البعث، وقبل خمسين عاماً رفض السنيون في سوريا الالتحاق بالقوات المسلحة، فقام العلويون بالالتحاق بالجيش وصاروا في مركز القوة العسكرية،وتساءل هل الرئيس السوري لديه القدرة على وقف هذه المظاهرات او يمنع الجيش من اتخاذ الخطوات.
وقال لا ادافع عن سوريا، فسوريا ما زالت تقول ان الجولان ارض سورية رغم انه محتل، وتطالب باعادته، وسوريا ترتبط ارتباطاً عضوياً وقوياً مع ايران، وأيضاً تؤيد حزب الله، فهل ما سيحدث في سوريا من اجل فك ارتباطها مع ايران وارغامها على عدم دعم حزب الله، هذه اسئلة لا استطيع الاجابة عليها.
د. الشقران:سوريا دولة ممانعة
مداخلة د. الشقران وقال ان سوريا منذ العام 1973 وهي دولة ممانعة وحافظت على حدود اسرائيل ولم تخرج منها ولا طلقة حتى هذا الزمان.
العجلوني:لويس تلميذ في مدرسة استشراق قديمة
ابراهيم العجلوني قال سأذهب بعيداً عن الجانب السياسي المباشر الى الجانب الاكاديمي والمعرفي في مجمل جهود برنارد لويس وغيره من المستشرقين، سواء اكانوا من المدرسة القديمة ام المحدثة.
برنارد لويس بهذا الانخراط السياسي وبهذا الكيد المبرمج للعرب والمسلمين، والذي يقول انه صادر عن معرفة وثيقة في العالمين العربي والاسلامي، هو تلميذ نجيب في مدرسة استشراق قديمة يشق طريقاً للمستشرقين الجدد في اميركا واوروبا ولتلامذتهم للأسف في العالم العربي.
وبين ان سقوط دعوى التقليدية وقدرتهم على فهم العالم الاسلامي ودقائقه وممثلاته، واضح من تنفس لويس وغيره ، وتساءل هل هذه الدعوة صحيحة انه يتقن عشرين لغة، ام انه يطير فوق هذه اللغات طيراناً، ولا يتلبث عند بعضها الا قليلاً، ولا يفهما ولا يفهم اسرارها، ولا يفهم كيف ان نفسر الواقع النفسي للشعوب من خلالها، هذه دعوة عريضة وكبيرة، الحقيقة والواقع يعكس غير ذلك، ولو كنا نملك العافية اللغوية كعرب ومسلمين لرددنا هذا كله منذ زمن.
ثانياً: يوجد للويس تلاميذ عرب كبار في اعين الناس، هناك محمد ارقون مثلاً، وهو يدافع عن لويس دفاعاً مستميتاً في كتاب صدر عن الاستشراق – من زمن هاشم صالح - وهناك ايضاً صادق جلال العظم، وهشام شرابي اللذان كانا يعطيان دروساً للخبراء الاميركان والغربيين الذين يجمعون الى الذهاب الى الشرق الاوسط ليكونوا اكثر قدرة على دراسة طبائع الناس والشعوب وكيف يمكن السيطرة عليهم.
زهران:أتساءل حول أسباب التحركات الشعبية العربية
وقال جمال زهران ان التحركات الشعبية والثورات العربية تمت في عهد الحزب الديمقراطي الاميركي، وثمة اختلاف ربما ليس كبيراً ما بين الحزب الجمهوري الاميركي والحزب الديمقراطي الاميركي فكيف تبررون هذا التساؤل؟
ما فهمته ان هناك ثمة شبهات حول الثورات والتحركات الشعبية العربية الاخيرة في الدول العربية، او بما يسمى بربيع الديمقراطية العربية، هل هذه الشبهات صحيحة أم هي مدبرة ام انها تحركات من الواقع العربي.
الهاشم:مستقبل العالم العربي بعد الثورات
وتساءل محمد الهاشم – كاتب عراقي
عن ما حدث من ثورات شعبية في الوطن العربي هل هي ضمن المنظومة الاستراتيجية الاميركية الاسرائيلية؟ وهل تصب في خدمة مستقبل العالم العربي؟
وما هي جذور التيار السلفي التكفيري وهل له علاقة بمنظومة التآمر مع العالمين العربي والاسلامي؟
وراى هاني ان المحاضرة كانت في اتجاهين/ الاول عن ربيع الثورات العربية والاتهام حول انها مبرمجة، والشق الثاني حول دور الحكومات، وقال اتذكر عندما قامت الثورة على السنوسي، قالوا ادريس ولا ابليس، فجاءهم ابليس الابالسة، بمعنى آخر، كثير من الناس يردد ان الثورات مفتعلة ومن ورائها اميركا واسرائيل، ولكني اقول هي اشواق عربية نحو الحرية والديمقراطية والانعتاق على ان يعيش الانسان العربي بكرامة.
المومني:لماذا نبرر الدراسات؟
وقال رسمي المومني اذا كان برنارد لويس يرسم المستقبل للوطن العربي، فنحن فقط نبرر هذه الدراسات، فكثيرون كتبوا لكن هل هذا بدأ في عصر برنارد لويس، هل محاولة محمد علي باشا القيام بدولة قوية على انقاض الدولة العثمانية قبل حوالي 1200 سنة، كان برنارد لويس او اليمين المتطرف؟ ام ان هناك دولاً استعمارية بطبعها كذلك، ولم يتوقع منها غير ذلك. فلا يمكن للدول الاستعمارية ان يكون لها مصالح في ظل دولة عربية قوية.
وما تذكرون حول الصحفي الاميركي بحسبه الذي قابل جيمس بيكر في العام 1990، خلال ازمة العراق الذي قال لا لن نسمح بقيام دولة اقليمية في المنطقة على اساس عروبي او فارسي او اسلامي.
واضاف لو قامت دولة عربية في المشرق العربي هل ستبقى محصورة، بل ستتوسع وتصبح دولة قوية، ومناكفة للغرب، وتاريخياً يشعر الغرب ان الوحيدين الذين دخلوا اوروبا هم العرب المسلمون، وحتى قبل الاسلام زمن قرطاجيا وبعدها الدولة العثمانية وقبلها الدولة الاموية.
وقال اذا قرأنا تاريخ الشعوب الاوروبية، تاريخ بدايتها في اثينا واسبارطة واسكندر المقدوني هي دول استعمارية، كلها تسير على نفس المنوال.
واشار الى ان القذافي كان ينادي بالعروبة وعندما فشل نادى بالأفرقة، وعاد الآن الى القبلية والعشائرية.
وتساءل الا ترى ان الثورات العربية ثورات حتمية ناتجة عن الفساد والظلم والتخلف والتراجع، والفشل في مشاريع كثيرة، فاسرائيل قامت قبل اميركا، قبل أن يكون لاميركا دور سياسي واقتصادي قوي في المنطقة.
مايكل صحفي، خاض معركة الرئاسة اثناء حرب الخليج و فشل في الرئاسة لأنه صرح وقال ان اسرائيل ليست لها اهمية استراتيجية بعد دخول قوات اميركا الى الكويت والسعودية، ومن اخطاء البريطانيين انهم لم يقسموا دولتين كبيرتين مثل العراق وايران، فلها مقومات دول قوية من ناحية الشعوب وامكانيات اقتصادية متنوعة.
الدبوري:وأد فكرة الوطن البديل
ولفت محمد الدبوري الى ان الوضع الخطير بالتوجهات الاسرائيلية في ترحيل القضية الفلسطينية الى شرق النهر، فهذا الموضوع جدي وخطير ، فاذا اخذنا الادبيات وما يجري الآن على ارض فلسطين كعمليات الاستيطان وسرقة الاراضي وظلم الشعب الفلسطيني وابعاده عن اقامة دولة مستقلة في الضفة الغربية او في حدود 1967، فمن باب اولى ان ننتبه لكل عناصر القوة الوطنية الاردنية بسياستنا الخارجية والداخلية ووضعنا الاقتصادي والديمغرافي والامني وعلى كل مؤسساتنا ان تنتبه لوأد فكرة الوطن البديل بشكل جدي وعلينا كأفراد ان ننتبه ونحاسب وان نرى اشياء ملموسة وان تقوم الحكومة بالتصدي لهذا المشروع الغاية في الخطورة.
الحوراني: مكافحة الفساد السبيل لوضع الحلول الاستراتيجية للمستقبل
وقال د. فايز الحوراني سأل ضابط الماني ضابطاً اقل منه رتبة لماذا فشلتم؟ فاجاب نفدت ذخيرتنا، ثانياً: قاطعه قائلاً لا تكفي، فأولاً كافية.
نحن الآن اكتشفنا اولاً الحرية والديمقراطية بالعالم العربي والاسلامي منذ فترة طويلة كانت مشكلة وبالتالي فان الحروب الصليبية جاءتنا لضعفنا وليس لقوتهم وليس لكونهم عظماء، ونحن في كل مرة يتم اختراقنا نتيجة للحرية والديمقراطية.
واضاف عندما كنا نسافر خارج الوطن العربي كنا نرى حجم المكتبات في العالم الغربي فنذهل، وزاد قائلا.. لا اقول اننا ننتقد حالنا العربي فقط، لكن علينا ان نفهم كيف نواجه مشكلتنا، اذا ان اميركا تريد ان تركب الموجة الشعبية في الوطن العربي وعلينا ان لا نسمح لها بركوبها، كيف؟ ان نسمح للاراء ان تطرح ، واكد ان مكافحة الفساد هو السبيل لوضع الحلول الاستراتيجية للمستقبل.
وتساءل حسن الأسطة ما هو المخطط العربي مقابل ذلك، هل هناك خبراء عرب فكروا فيما كشفه د. حسين حول برنامج لويس، وهل هناك رأي لزعمائنا العرب كيف يجابهون هذا المخطط؟ هل توجد هناك اية تصورات لما لم يعرض علينا من قبل د. حسين؟
زوانة: محركات السياسة الاميركية
وقالت زيان زوانة انه على ضوء ما تقدم عن فكر برنارد لويس، حول محركات السياسة الاميركية العالمية تجاه منطقتنا هل هي مرهونة باسرائيل وبالنفط، وعلى ضوء انه لا يمكن لدولة ان تعيش في جزيرة معزولة، وعلى ضوء ما قلت عن مخططات تُحاك للاردن، بماذا تنصح لمواجهة كل هذه الامور اخذاً بالاعتبار ما يدور حول الاردن على الجهات الاربع.
سيف الدين: إ سرائيل لديها مأزق وجودي
وراى حسين سيف الدين ان اسرائيل دولة لديها مأزق وجودي تعلمه منذ البدايات، وكانت تعاني من هذه الازمة، عندما بدأت اسرائيل بالتوسع من خلال حروبها واستخلصت الدروس وكلما اتسعت رقعة الدولة لم تستطع حمايتها، فبدأت بالتخطيط للحفاظ على هذا الوجود، كيف تحافظ على هذا الوجود، استند الفكر الصهيوني على نبوءة سياسية لبن غوريون الذي قال سنحقق اسرائيل الكبرى بالدبابة او بالتراكتور، ويعني السيطرة على الاقتصاد.
وتابع.. الازمة الوجودية لا بد لاسرائيل لحماية نفسها على الصعيد الدولي الخارجي حتى تؤمّن هذه الحماية من المنظومة الامبريالية لهذا الربط الجدلي بين النظرية الصهيونية والامبريالية وعلى صعيد المحيط الداخلي، كيف ثبتت رؤيتهم؟
فيما يخص اعتمادها على الخارج، كان من اشد الداعمين للمنطقة في البلاد العربية هو الاتحاد السوفيتي، خططوا لمدة 70 عاماً وغرسوا بينه العملاء الى ان نجحوا في غورباتشوف الذي بدأ نخر هذه المنظومة واخترق هذا الجدار وانهار الاتحاد السوفيتي. واضعفت من كانت داعمة للمشاريع العربية.
وفيما يخص اميركا ذاتها، كيف نُرضخ اميركا؟ من خلال آيباك واللوبي الصهيوني ، والسيطرة على الاقتصاد والمنظومة الرأسمالية في اميركا، وبدأوا يرسلون رسائل واضحة وتوجد مسألة حقيقية في احداث لوس انجلوس لم ينته لها الكثيرون، هي لم تحصل لأن عدداً قُتل، في تلك الحادثة فاسرائيل استغلت ووجهت رسالة لاميركا في عقر دارها، أخرجوا كل تناقضات المجتمع الاميركي خلال ساعات واحرقوا لوس انجلوس، وكانت التناقضات والمنظمات التي خرجت لاحراق لوس انجلوس، مدعومة من الصهيونية العالمية، تريد ان تحمي وجودها في المنطقة ووجود عناد ومكابرة ونفس مقاوم في الوطن العربي وفي الشرق الاوسط، قالت اسرائيل لاميركا نريد ان نذهب الى مدريد، ونجحوا الى ان توصلوا لتفاهم مرحلي يعطيهم نَفَس الى ما يخططوا له الآن، لذلك، الآن نجحوا على الصعيد الدولي بالسيطرة على كل مفاصل رأس المال في العالم وقادوها.
وفيما يخص الاردن بالذات، طُرح في عدة مشاريع سياسية ولا زلنا في المعترك، مقياس الوعي لدينا ماذا نملك من مشروع و اين مفكرينا؟ اين المشروع العربي النهضوي؟ كيف نقاوم هذه المشاريع الصهيونية؟ ارجو ان نبدأ نبحث بها ونحاول ان نطورها..!
مداخلة د. الشقران
ما يحدث في الوطن العربي، بغض النظر هل هو بريء ام غير بريء هي نقطة تحول مهمة، ستشكل اضافة نوعية وايجابية في العالم العربي، ونحن نتحدث عن بداية تداول في موضوعات الديمقراطية واطلاق الحريات والرأي والرأي الآخر، حتى ان التجربة في البداية سيئة، لكني اعتقد ان كل الشعوب والامم التي وصلت لقمة الحضارة لم تصل بيوم واحد، واذا بدأنا الآن في الوطن العربي اننا سنبني شيئاً جيداً، المهم ان نبدأ..
ومن الواضح، ان الموجة في العالم العربي يجب ان يستجيب الجميع لها، ومن لم يستجب لها يمكن ان يحصل له مثلما حصل في بعض الدول. الدول التي تستجيب وتغير السياسات وتتعامل بسلمية، ستحصد نتائج ايجابية ونحن في الاردن ماضون واتمنى من مخرجات لجنة الحوار الوطني ومخرجات لجنة تعديل الدستورأن تخدم العملية السياسية والاجتماعية في الاردن حتى نتمكن من الوصول الى اصلاحات حقيقية تعبر عن الناس وتمثل تطلعاتهم وتحقق احتياجاتهم.
ورداً على اسئلة الحضور بدأ د. توقة بسؤال محمد الهاشمي حيث قال اعترف ان معلوماتي عن جذور السلفية التكفيرية هي معلومات سطحية لا تؤهلني للاجابة عليها، وقرأت عنها مثلكم. وهي بحاجة الى شخص خبير بالسلفية..
ورأى انه لا يمكن الحكم على الثورات في اسبوع او شهر او عدة اشهر، فالثورات تمر عليها مدة طويلة وتتكشف اسرار وحقائق، ولا استطيع القول ان هذه الثورات ناجمة عن اسباب كثيرة، اذ وضعت اربعة اسباب لنشوبها، واؤكد على شيء مهم ً ان الانسان العربي معذب، ، وابسط القواعد الكرامة بالعيش، ونسبة الفساد في العالم العربي كبيرة وكيفية معالجتها والتغلب عليها تعتمد من مجتمع لاخر ومن حكومة لاخرى ومن دولة لدولة.
لكن الدول العربية الغنية لديها فساد ولكنها تستطيع ان تتحمل الفساد، وتوجد دول عربية فقيرة وتعتمد على المساعدات الخارجية.. لا اريد ان اتكلم في هذا الموضوع لأن كل انسان لديه محكمة والفساد في العالم العربي كبير.
احارب منذ 7 سنوات عملية الغاء مقعد الدائرة الثالثة»الشركسي»، بأي شكل من الاشكال،و يأتي رئيس وزراء سابق يلغيه بجرة قلم، والمقعد لنا منذ اول مجلس تشريعي منذ العام 1928 والعام 1948 ونحن يمثلنا مندوب واحد شركسي عن قصبة عمان.
ما اقوله مهم جداً للقضية الفلسطينية، طالما يوجد قضية فلسطينية، لا يمكن ان يتحقق سلام في الشرق الاوسط، وطالما ان الشرق الاوسط هو مصالح للدول الغربية والدول العظمى والشيوعية تبقى اطماع العالم كله طالما يوجد لدينا نفط وسوق استهلاكي ومناطق نفوذ.. فالعالم العربي مهم جداً.
بالنسبة للقضية الفلسطينية، لليهود خياران، الاول/ يقولون اننا سنعترف بكم (الفلسطينيون) كدولة، ولكن ضمن شروط من بينها: هل سيسمح بتهجير الذين تم تهجيرهم في السابق ام لا، ويقولون لكم الحدود نهر الاردن ولكننا سنسيطر عليه وبذلك لا يسمحوا لمرور اي شيء، فهم عبارة عن دولة لها كيان هزيل.
الفلسطينيون اذا قبلوا بالشروط الاسرائيلية يتحقق حلم جزء بسيط وهو تحقيق دولة فلسطينية،لكن هل لديهم استعدادا للتخلي عن القدس؟ عندما انسحبت بريطانيا من الهند قامت بعمل دولتين، باكستان الشرقية وباكستان الغربية دولة وبينهم الهند، ما هي الصلة الجغرافية بين الضفة الغربية وبين غزة، هل يوجد حدود مباشرة او اتصال مباشر، ما اقوله ان اليهود المتطرفين، يقولون نحن حاربنا وهذا وطننا .
النوع الثاني: يقولون سنحل القضية الفلسطينية طالما يوجد فلسطينيي داخل او خارج فلسطين ستبقى القضية الفلسطينية عالقة وقائمة، فالافضل ان نمد يدينا للفلسطينيين، فنحن بحاجة الى ايدي عاملة، وبحاجة لانهاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، فمن يتخذ هذا القرار، وما هو مصيره؟ لا احد يعلم.. ودورنا هو تحليل فقط.
بالنسبة للاسئلة الاخرى، سؤال حسن الاسطة، كثير من المفكرين في العالم العربي ومفكرين استراتيجيين مثل السيد ياسين ومجموعة كبيرة من المفكرين، كنا نعقد سنوياً مؤتمراً استراتيجياً عربياً ومع الاسف كل القرارات التي نتخذها تدرج في كتاب مهمل توضع في زوايا مهملةواشارالى ان قرارات الجامعة العربية هزيلة واتفقوا على عدم الاتفاق.