عقيل أبو الشعر..التأصيل لفن الرواية

09/06/2013

عقيل أبو الشعر.. الإبداع والريادة

بحسها البحثي، اكشفت د.هند أبو الشعر شخصاً روائياً اسمه عقيل أبو الشعر، وعلمتْ أنه كتب الرواية في وقت مبكر يسبق "زينب" هيكل، وكان هاجر إلى الفاتيكان مطلع القرن العشرين، وتسلّم مناصب مهمة في جمهورية الدومنيكان.

ربما شخصيته الأسطورية التي سمعتْ عنها شفاهياً من أقربائها، وربما فضول درس التاريخ، وربما نداء الدم.. هو ما دفعها لتكبُّد السفر والحفر بحثاً عن الصدفات في بحر مظلم، غير أن كل التخمينات السابقة بـ "الربما" كانت تمثل حلماً يمكن أن يتم التلذذ به باختراع الحكايات عنه، وأقصد "عقيل" الذي كان علاوةً على أنه روائي، شخصيةً روائية تمتاز بالمغامرة والكفاح، تتعدد اهتماماتها ومواهبها، فهو يتقن سبع لغات على الأقل، ويكتب الشعر والرواية، ويعزف الموسيقى، ويتذوق الفن التشكيلي ويمارسه، وهو مؤسس جمعية "من أجل فلسطين" في باريس، بمعنى أنه abushaar"ناشط سياسي" بلغة اليوم.

المهم أن روح الباحثة الأكاديمية لم تتحمل أن يقال: إن "عقيل" شخصية وهمية اخترعتها "قريبته"، وهو ما استفز روح الأكاديمية ومسَّ شيئاً في داخل الباحثة التي أخذت المهمة على عاتقها انطلاقاً من السؤال العلمي بموضوعيةٍ لإثبات ما تعتقد أو نفيه، منطلقةً من فرضية "صفْرية" ترى أن "عقيل" هو شخصية وهمية لا وجود لها، وللحق فإن مثل هذا الاستفزاز أثمر وطنياً، وذلك بالعثور على رواية "القدس حرة.. نهلة غصن الزيتون"، وكان أن تحمست وزارة الثقافة لمشروع "استعادة عقيل" بجهود مدير الدراسات والنشر الروائي هزاع البراري، بدءاً من طباعة رواياته بعد ترجمتها من اللغات التي كُتبت بها.

ثم توالت الاكشافات، وتم الوصول إلى روايتين أصدرتهما "الثقافة" أيضاً ضمن سلسلة تهدف إلى "استرجاع" إرث وطني،. وقد كشفَ منجَز عقيل عن حقيقة تاريخية بشأن الريادة الزمنية على صعيد كتابة الرواية، كما كشفَ عن وعي بالرسالة التي يريد قولها الكاتب، وكشف عن تقنيات متقدمة في عصره، وعن مناخات كانت سائدة وقتذاك من الظلم العثماني والهيمنة الأوروبية وتغلغل الوجود الصهيوني. ومن الطريف، ونظراً لقيود النشر، فقد "مرّر" عقيل تقاريره لصحيفتين أوروبيتين خلال إقامته في فسطين، على شكل رسائل تمخضت عنها روايته "القدس حرة".

هذا العدد من "الرأي الثقافي" يحتفي بالمبدع الرائد عقيل أبو الشعر، "المهاجر الذي عاد أخيراً" بحسب توصيف د.هند أبو الشعر. وذلك بنشر أوراق الندوة التي نظمها مركز "الرأي" للدراسات قبل أيام بعنوان "عقيل أبو الشعر.. والتأصيل لفن الرواية"، إضافة إلى مشاركات أخرى.

تلك الندوة تكمن أهميتها في أنها أوصت بمبادرة لإطلاق مشروع وطني معنّي بإرث عقيل أبو الشعر الإبداعي، وهو ما يتطلب بالتأكيد قراراً سياسياً أولاً، وشراكةً مثمرة بين مؤسسات رسمية وأهلية، ودوراً "بحثياً" وجادّاً للأكاديميا، إضافة إلى مؤازرة الإعلام، للتعريف بعبقرية الإنسان الأردني وإسهامه في الحضارة الإنسانية.

الرأي - حسين نشوان
6 نيسان 2013

 

 

 

يمكنكم الاطلاع على الاوراق التي قدمت خلال هذه الجلسة على الروابط التالية:

- البراعة اللغوية عند عقيل أبو الشعر ( د. عدنان كاظم )

- الفن الروائي عند عقيل أبو الشعر ( د. منتهى الحراحشة )

- وأخيراً .. عاد المهاجر إلى أرض الوطن ( د. هند أبو الشعر )

- الصورة التاريخية في روايات عقيل أبو الشعر ( د. عليان الجالودي )

- فصل من رواية " الانتقام" لعقيل أبو الشعر مترجم من الفرنسية ( د. وائل الربضي )

- فصل من رواية " إرادة الله " لعقيل أبو الشعر مترجم من الإسبانية ( د. عدنان كاظم )

- من وحي ندوة عقيل أبو الشعر ( محمد جميل خضر ).