جلسة عصف ذهني حول " دعم الصناعات الابداعية"

13/05/2012

أكد خبراء ومختصون أهمية إيجاد قنوات تشريعية لتسويق المنتج الإبداعي، بوصف الإبداع صناعةً، تتطلب وسائل مناسبة للعرض والترويج وتحقيق مردود على المشتغلين في مراحلها المختلفة.


وعّرف المشاركون بفكرة المنتدى الذي تنطلق فعالياته برعاية وزير الثقافة د.صلاح جرار، صباح اليوم الأحد في فندق كمبنسكي البحر البيت، وناقشوا الأهداف المتوخاة منه، ومن أبرزها: الحصول على الاستشارة من خلال استخدام منهجية الفضاء المفتوح، والعمل ضمن الفريق لتحديد الأولويات بشأن الدعم والتعاون والتدريب المتوقع توفيره من الاتحاد الأوروبي لإسناد قطاع «الصناعات الإبداعية» وتطويره في المنطقة العربية، وبخاصة الأردن.
وعرض المشاركون من المشتغلين في قطاع الصناعات الإبداعية تجاربهم ورؤاهم حول كيفية نطوير المهارات وآليات تسويق الإبداع في عالم تلعب فيه التكنولوجيا والتقنيات الرقمية الدور الأبرز.

تالياً أبرز ما تناولته الجلسة:

أدار الندوة: د.خالد الشقران

أعدها للنشر: هادي الشوبكي وجعفر العقيلي

ibdaa2
هنري: التشبيك وبناء التواصل


بدأ مدير المعهد الثقافي الفرنسي في الأردن، تشارلز هنري، الحديث حول الإبداع متسائلاً: هل هو حقيقة فردية، فعل، فكرة، أم إنه متعلق بأسلوب الحياة، أم هو حالة فكرية؟ وهل درجة الإبداع الملاحظة في كل بلد مرتبطة بمستوى الحرية التي يتمتع بها الشعب؟ وهل يرتبط الإبداع بالهوية الصناعية؟ وأي نوع من الصناعات يقترن بالإبداع؟
وبين هنري أنه ربما يمكن الإجابة عن بعض هذه التساؤلات من خلال التعريفات الأكثر شيوعاً للصناعات الإبداعية.

وتابع: نحن نحتاج إلى ساعات وأيام للإجابة عن التساؤلات جميعها، ولكن هذه التساؤلات تكمن في كونها عملية لانعكاس التفكير والأفكار، وبيّن أن من الواجب استخدام المعرفة التي نمتلكها للإجابة عن التساؤلات، وكذلك لحشد المشاعر والمعرفة والأفكار،

وأوضح أن هذه التعابير الثلاثة تعد عناصر أساسية في عمله اليومي كرئيس للمعهد الثقافي الفرنسي، مشيراً إلى أن أسلوب التفكير هذا، وهذه الروح والديناميكية، هي أحد أسباب عقد المنتدى الأوروبي المتوسطي للصناعات الإبداعية والمجتمع.
ولفت إلى أنه في ظل «الربيع العربي» كان الحديث عن ردات فعل البلدان التي تسمّى «البلدان الكبرى» (مثل الولايات المتحدة الأمركية، الصين ، الهند والبرازيل) تجاه هذا «الربيع».

وكان السؤال يدور حول الجواب الأوروبي على «الربيعات» العربية؟ وبالفعل قرر معهد غوته والمعهد الثقافي البريطاني ومعهد ثيرفانتيس والمعهد الفرنسي تقديم شيء ما متعلق بالثقافة والصناعة الإبداعية، وتقرر أن يكون ذلك ضمن مجموعة EUNIC (اتحاد المراكز الوطنية الأوروبية لدعم الثقافة)،
وتم نوقيع اتفاقية في الأردن بين هذه المعاهد في تشرين الأول 2010، وجرى اجتماع مع أعضاء EUNIC في أوروبا لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في شهر أيلول 2011.

وتابع هنري: لا نريد أن نطبق حلاً جاهزاً لتأسيس عناصر للتعاون، لذا قررنا أن نسمع من الناشطين والمحركين الثقافيين ومن العاملين في الصناعات الإبداعية ما يتوقعونه من أوروبا، وبالأخص من المراكز الثقافية الأوروبية التابعة لِنظام EUNIC، وهذا هو سبب إطلاق المشروع الذي بعد بمثابة «استشارة ضخمة»، تُعقد في الفترة 13-15 أيار في البحر الميت.
وحول هذا المنتدى أوضح هنري أن لدينا هدفين رئيسيين: أولهما الحصول على الاستشارة من خلال استخدام منهجية الفضاء المفتوح، وهي نظام عصف ذهني بمستوى عالٍ من الديمقراطية،

تحّمل كل مشارك مسؤولية اقتراح مشروع ما، والعمل ضمن الفريق، وفي نهاية هذا الفضاء يتم التوصل إلى سلسلة من الأولويات يقوم فيها المفعلون الثقافيون بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بتقديم توقعات عن الدعم والتعاون والتدريب وغيره.
أما الهدف الثاني للمنتدى بحسب هنري، فهو المساعدة في تشبيك المفعلين الثقافيين والفاعلين في الصناعات الإبداعية ليلتقوا معاً وليكونوا أكثر قوة وقدرة على بناء التواصل.

بابش: مقاربات حول «الصناعات الإبداعية»

وقدمت منسقة المشروع ريناتا بابش التعريفات الشائعة لـ «الصناعات الإبداعية»، موضحة أن هذا المصطلح بدأ بالظهور عندما بدأت الأعمال الإبداعية التقليدية كالديكور والفنون الأدائية، تندمج مع الأنشطة الحديثة مثل الإعلان والتصميم والإعلام وغيرها.

وأضافت أن الصناعات الإبداعية هي تلك الأنشطة التي تعتمد في أساسها على الإبداع والمهارة والموهبة الفردية والتي تمتلك إمكانية تحقيق الثروة وخلق فرص العمل، وتتمتع بحقوق الملكية الفكرية وهي تشمل القطاع الإبداعي كله الذي قد يكون غير ربحي،
وقد يكون تجاريا، وتتسم مخرجاته بقيمة ثقافية واقتصادية، كما أنه يشمل الأشخاص غير المبدعين ممن يعملون في القطاعات الإبداعية، إضافة إلى الأشخاص المبدعين العاملين في القطاعات غير الإبداعية.

وكشفت بابش أن الإحصاءات بيّنت أن الصناعات الإبداعية هي الأكثر كثافة في الابتكار مقارنة بغيرها من القطاعات الاقتصادية،
وأن الابتكار المستمر لعمليات الإنتاج وأساليب العمل التجارية القياسية ليس استثنائياً، كما بينت الأبحاث أيضاً أن الصناعات الإبداعية هي صديقة للبيئة في العادة، إذ تخلق فرص العمل وتخلق قيماً ذات تأثيرات أقل على البيئة مقارنة بغيرها من الصناعات.

وأوردت بابش أمثلة على القطاعات التي تنضوي تحت مسمّى الصناعات الإبداعية، ومنها: الإعلان (الحملات الدعائية، البروشورات، التصوير، الإعلام والتلفزيون؛ والعمارة (المساحات البيئية والتصميم، التخطيط الحضري، الاستدامة والهندسة؛ الحرف (المنسوجات، السيراميك، المجوهرات، أعمال المعادن والزجاج)؛ المجلات وتصميم الأزياء والفنون البصرية؛ التراث الثقافي الذي يتضمن الآثار والبحوث بالإضافة إلى التراث غير المادي، مثل التاريخ المحكي؛ التصميم وأنواعه المختلفة والعلامات التجارية والتصميم الداخلي والتصميم الصناعي والتصميم البيئي المتعلق بالفنون البصرية والعمارة والإعلان والمفروشات وما شابه؛ برامج الكمبيوتر التعليمية والتطبيقية (برامج الهندسة والتصميم، بالإضافة إلى ألعاب الكمبيوتر وتطبيقات الأجهزة النقالة وغيرها وما يتعلق بالموسيقى والموسيقى التصويرية).

كما أن هناك تصميم الأزياء والتصنيع وتطوير منتجات الأزياء وما يتعلق بها من المنسوجات والعطور ومحلات الملابس؛ الأفلام والفيديو والمنتجات السمعية البصرية التي تشمل كتابة السيناريو والتوزيع والتصوير والأزياء والتصميم والأفلام الرقمية، والموسيقى والنشر والإعلان والفنون الأدائية؛ الأدب والمكتبات والنشر والكتب والمجلات والصحف والنشر على شبكة الإنترنت؛ الموسيقى وتشمل الإنتاج والتوزيع والإدارة وحقوق الملكية والتسجيل وغيره؛ الفنون الأدائية والتسلية والرقص المعاصر والعروض الأدائية المباشرة والموسيقى والمشرح والأوبرا؛ التلفزيون والراديو وبث الإنترنت ويتعلق ذلك بالإعلان أيضاً والوسائل الرقمية؛ والفنون البصرية الرسم والنحت والتصوير والمفروشات والمنسوجات وأعمال المعادن والتصوير.

الحوري: توعية السوق بأهمية القطاع الإبداعي
أوضح يحيى الحوري الرئيس التنفيذي للعمليات لشركة «تصميم الشرق الأوسط للتسويق الإلكتروني» (tasmeemME.com)، إن الشركة التي تأسست عام 2009،
هي أول شبكة إلكترونية متخصصة بالأشخاص المبدعين، وتتيح لهم الفرصة لعرض أعمالهم، وبناء شبكة اتصال واسعة والبحث عن وظيفة أو مشروع، بالإضافة إلى الانضمام إلى مجموعة مميزة من المؤسسات وأصحاب الأعمال في القطاع الإبداعي في الأردن والشرق الأوسط.

وأضاف أن الشركة تقوم بسد ثغرة موجودة في الأسواق لكلٍّ من الأفراد والشركات للتواصل والتعاون، موضحاً أن الميزة التنافسية لها تكمن في قوة قاعدة بياناتها، حيث أنها تضم عدداً كبيراً من المبدعين ذوي الكفاءات العالية في مختلف مجالات الإبداع.
كما تهدف الشركة إلى توعية السوق الأردني والشرق الأوسط بأهمية القطاع الإبداعي في المنطقة.

وأشار الحوري إلى أن الشركة مُنحت الجائزة الأولى في مؤتمر «عرب نت» الذي أُقيم في بيروت سنة 2010 عن فئة أفضل شركة ناشئة في الشرق الأوسط.

الشنطي: صناديق استثمارية لرعاية الإبداع

أكد إيهاب الشنطي (أحد مؤسسي موقع «الحوش») أن الوطن العربي يواجه معضلة كبيرة تتمثل في إيجاد مئة مليون وظيفة خلال السنوات العشر القادمة،
ولمواجهة هذا التحدي، لم تستطع بعض الدول مثل الولايات المتحدة بكل جبروتها الاقتصادي أن توفر سوى مليوني وظيفة، وتابع الشنطي أن 70 % من سكان الاردن تحت سن الخامسة والثلاثين، أي أنه بلد شاب، فإذا ما فكرنا بطريقة خلاّقة وإبداعية سنكون أحد أهم المحركات الاقتصادية في العالم.

وأضاف أن الحكومات لن تستطيع أن تخلق فرص العمل، ما يعني أن الاقتصاد المبني على الإبداع سيكون له الدور الأساس، لكن هذا يتطلب توفير بيئة لاحتواء هذا الإبداع، فليس من باب الصدفة أن تكون الإبداعات التكنولوجية من منطقة واحدة، وذلك بسبب توفر بيئة تحتوي الإبداع هناك.

وأوضح الشنطي أن «الحوش» مجمع للمصممين العرب، فثمة إبداعات عربية تذهل العقول،
لكن أحداً لا يوفر بيئة خلاّقة لمساعدة هذه الإبداعات. وبيّن الشنطي ان المقصود بـ»البيئة» هنا: حماية الملكية الفكرية، إذ يرى أن القوانين التي تحمي الملكية الفكرية ليست فعالة.
ودعا إلى خلق بيئة تعزز الاستثمارات للرواد وتغيير أنظمة الحوكمة وفتح الحدود بين البلدان في الوطن العربي، حتى يستطيع الإبداع أن يتنقل بحرية ودون عوائق.
وأوضح الشنطي أن هناك 155 فناناً ومصمماً مسجلون في «الحوش»،

ولكن يجب تسليط الضوء على إبداعهم واحتضانه وإزالة العواقب من أمامهم، وإنشاء صناديق استثمارية تساعدهم على تحقيق النجاح، لأن المصمم الواحد يمكن أن يخلق اقتصاداً صغيراً لمساعدة 20-30 شخصاً.

ولفت الشنطي إلى أهمية تسخير دورة الاتصال للمبدعين، وأضاف أن لكل فنان ومصمم صفحته الخاصة في «الحوش»، بما يسهم في ترويج أعماله وتأمين التمكين المادي والمعنوي واستغلال القدرات العربية في التسويق الدولي.
فمن خلال الموقع الإلكتروني، يمكن لأي شخص شراء الأعمال الإبداعية المعروضة.

وكشف الشنطي أن عمله كمستشار مع البنك الدولي أتاح له زيارة محافظات المملكة، ليكتشف أن فتيات عدة درسن التصميم ولكنهن بقين في بيوتهن بلا عمل منذ سنوات، فتم إطلاق مسابقة للتصاميم الحرفية مع اليونسكو وأُعلن عن المسابقة في المحافظات.

كما أشار إلى أن هناك مشكلة تتمثل في عدم وجود تواصل بين العاصمة والمحافظات.
وأكد أن عقبات الدخول في عالم الاقتصاد لم تعد كما كانت عليه سابقاً، فقد كان المستثمر بحاجة إلى 3-4 ملايين دولار لبناء مصنع، بينما الآن تستطيع فتاة في عجلون تعمل في تصميم الأزياء، أن تنشئ لها موقعاً على شبكة الإنترنت وتدخل العالم من أوسع أبوابه.
وختم الشنطي حديثه بقوله: إن لدينا في الأردن أكبر قصص نجاح على الإنترنت، وخير مثال مواقع «بيت» و«جيران» و«ياهو مكتوب» الذي بدأ بمكتب صغير والآن يعدّ أكبر قصة نجاح، فلماذا لم يتم الاستثمار في هذا المجال؟

زنانيري: تغيير السياسات
من جهتها، أوضحت مستشارة التطوير في معهد البحر الأحمر للفنون السينمائية (RISCA)، لانا زنانيري، أن المعهد الذي أنشئ في العقبة يمنح شهادة الماجستير في الفنون السينمائية، وهو تخصص يشمل وسائل الإعلام والتعليم الإلكتروني.
وبينت أن المعهد يقدم منحاً دراسية مجانية دعماً للصناعة الإبداعية في الأردن.
وأضافت أن الطلبة يتوافدون إلى المعهد من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتم تخريج الفوج الثالث مؤخراً، لكن في غياب الدعم أصبح هناك معاناة.

وأضافت أن المعهد يضم 50 طالباً، وأن اجتماعاً للصناعات الابتكارية عُقد في العقبة، تمت فيه دعوة الذين لهم علاقة بالموضوع، وكانوا من قطاع الإعلام والتلفزيون، وحدث عصف ذهني، وشُكلت مجموعات اتصالات، ومجموعة التعليم، لتحديد النقص الموجود،
وأكدت أن المشروع هدف إلى دعم الصناعات الابتكارية، مؤكدة أننا بحاجة إلى تغيير السياسات في الأردن لدعم المؤسسات ودعم المبدعين.
ولفتت إلى أننا نستطيع خلق وظائف كثيرة ونستطيع دعم الاقتصاد، لكن جلب أشخاص ليستثمروا في الأردن دون معلومات وافية ودعم كافٍ، لا يمكنه تحقيق الابتكار المنشود.

عواملة: الرعاية والتسويق
وقال التشكيلي نذير عواملة: إذا ما أردنا أن نصنع إبداعاً يجب أن نبدأ من الطفولة، لكن مدارسنا من دون مرسم ومسرح وتدريب موسيقي كما أن هناك ضعفاً في تسويق الأعمال الإبداعية مع عدم وجود جهات تتولى ذلك.

دروزة: تحالفات مع الشركاء الأوروبيين
وتحدثت المخرجة سوسن دروزة عن مجموعة «المعمل 612» وهي مجموعة أنشئت منذ ثلاث سنوات وتقوم على فكرة العمال والمفكرين، وأضافت: نحن كمجموعة من العمال في الصناعات الإبداعية والمسرح والسينما والتلفزيون، قررنا أن نجابه مشكلة «كلام الليل يمحوه النهار». لذلك نقرر في الليل أن نعمل، ونضع التوصيات، ثم نبحث عن صناديق عربية للتشبيك ونستفيد من أخطائنا، ونرفض أن نبقى في قلب برج عاجي، لأن المنتج الثقافي والإبداعي يجب أن يراه الناس ويستخدموه، لذلك أردنا في «المعمل «612 كسر الدورة الإنتاجية التي تعرقلنا.
وأوضحت أن موضوع التعاون مع المراكز الثقافية كان موجوداً بشكل دائم، وتابعت: نريد الضغط على صانعي القرار والقنوات الثقافية والقطاع الخاص في المنطقة، وتحديداً في الأردن، فنحن بحاجة إلى «تشبيكات» رئيسية بعضنا مع بعض.

وتابعت دروزة: في «المعمل 612»، قررنا أن نكون على اتصال تشبيكي مع الفنانين من الدول العربية، بالإضافة إلى التعاون مع أصدقائنا من المراكز الثقافية والذين نشأت بيننا وبينهم علاقة، ففكرة «الإحباط» والإبداع وفكرة الفنان الذي يعتقد أنه يجلس محبوساً في منطقة معينة، مرتبطة بفكرة التمويل مع القناة الصحيحة.

وتوقفت دروزة عند أحد المشاريع التي انبثقت عن «المعمل 612»، وهو مهرجان كرامة لأفلام حقوق الإنسان، فمن خلال هذا المهرجان تم استكشاف العلاقات مع الشركاء الأوروبيين مثل الفرنسيين،
وبعض المراكز الأخرى التي بينها وبين المعمل علاقة استراتيجية، كما أن فريق «المعمل» استطاع أن يواجه بعض الصدمات التي كان لها علاقة بموضوع الإبداع، لذا كانت المفاجأة في الدورة الثانية بأن مؤسسة كبيرة تعرض خمسة أفلام عن حقوق الإنسان،
بدل أن يضموا أفكارهم الإبداعية والإجرائية أو بدل أن يكونوا مظلة لمشروع أردني عربي عالمي ويستطيعوا الدخول من قنوات مساعدة.

وأكدت دروزة أهمية التشبيك والإقرار بوجود مشاكل أساسية ووضع التوصيات انطلاقاً من الاحتياجات الواقعية.
كما أكدت أهمية العلاقة بالمنظومة الحكومية التي يجب أن تحمي المؤسسات الخاصة، ودعت إلى تقديم مشاريع ومقترحات وإقامة تحالفات مع الشركاء الأوروبيين من موقع القوي، لأن الشراكة تكون ندية.

الشعراوي: التمويل لتفعيل الطاقات

وأوضح م.ماجد الشعراوي صاحب مصنع خاص أن لدينا في الأردن صناعات تحويلية، إذ نستورد التكنولوجيا والآليات ونحولها إلى منتج، والمستفيد الأول والأخير هي دول جنوب شرق آسيا وأوروبا..
وأضاف أن المواطن الأردني مبدع، ولكن هناك عوائق تؤدي إلى تعطيل المبدعين ودفعهم نحو الهجرة إلى الخارج..

وأشار إلى أن القضية هي قضية التمويل الذي يَحول غيابُه دون تحقيق الإبداع، لافتاً إلى أن الأبحاث في الأردن ضعيفة، ولا يُنفق عليها الكثير، وأن هناك طاقات معطلة ومهاجرة، أو تستنزف وقتها خارج تخصصها.
وتابع الشعرواي أن العقول والطاقات موجودة، لكن ينبغي إيجاد قاعدة أساسية لكسب هؤلاء مادياً وتشجيعهم على الإبداع.

بابش: خريطة للصناعات الإبداعية

وقالت ريناتا بابش: نسعى إلى وضع خريطة للصناعات الإبداعية في الأردن وهذا سوف يستغرق وقتاً، لأننا نريد إجراء دراسة مناسبة لتبيان أثر الصناعات الإبداعية في الاقتصاد، وسوف يساعد المنتدى على وضع شبكة للخريطة أيضاً.

رحامنة: تفعيل التفكير الإبداعي

ورأى مدير البرامج الثقافية في أمانة عمّان الكبرى، ناصر رحامنة، أن التفكير الإبداعي في الأردن ضعيف جداً، لذا فإن هناك محاولات لتغيير نمط السلوك التفكيري السائد، وإيجاد أشخاص مدربين للتفكير الإبداعي ولخلق وطن ديمقراطي واقتصاد قوي.
وأوضح أن دائرة البرامج الثقافية في «الأمانة»، تدعم كل ما يتعلق بالصناعات الثقافية الإبداعية، بفنونها السبعة، مقترحاً إنشاء صندوق استثماري مخصص للصناعات الإبداعية.

طوقان: التشبيك مع المجتمع

وأوضحت صانعة الأفلام نادين طوقان أن الصناعات الإبداعية جزء من منظومة الاقتصاد الشامل، مضيفةً أن هناك أموالاً كثيرة في البلد، لكنها تُنفَق بطريقة خاطئة.
وقالت إن الصناعات الإبداعية تستطيع خلق نسيج جديد بين الناس عبر التشبيك مع المجتمع.

وبيّنت أنها كصانعة أفلام تحتاج إلى النجار والدهّان والمحاسب والممثل و»المونتيير» والمخرج والكاميرا وصيانة الكاميرا.
وتساءلت: لماذا لا يوجد أماكن تجارية مثل دور السينما توفر السلع الثقافية والأفلام؟

جرادات: الاهتمام بالمواهب
وقالت يمامة جرادات مديرة التواصل والمجتمع المحلي لموقع تصميمي أن مساعدة هذا القطاع على النمو، تستدعي التركيز على الجامعات، وتعريفها بأهمية القطاع الإبداعي ودوره واحتياجاته.

وأضافت أن إربد كان فيها مسرح متنقل، وفي «الأونروا» مكتبة متنقلة لتعليم الأطفال القراءة. لافتةً إلى أن المحافظات فيها مبدعون، لكن الأفكار والتمويل يكادان يقتصران على العاصمة، لذا فإننا نشهد ضياعاً للمواهب واهتماماً بالأسماء الكبيرة فقط.

ودعت جرادات إلى التركيز على الأسماء الكبيرة للمشاركة كي تهتدي بها الأسماء الصغيرة. كما دعت إلى أن يكون الدعم أردنياً وعربياً لتشجيع انخراط عدد أكبر من الأشخاص في المبادرة.

التل: تطوير المهارات
وقالت شيماء التل من الدائرة الثقافية في أمانة عمان الكبرى، إن وزارة الثقافة تطلق مشروعاً سنوياً هو «مدينة الثقافة الأردنية»،

يخصص له مبلغ كبير من الميزانية، ودعت أن يكون جزءٌ من هذه الميزانية مخصصاً لإرسال فنيي إضاءة وصوت ومسرح وممثلين ومخرجين لدورات تعود بالفائدة على المدينة الثقافية.

طوقان: التفكير بالترويج
وقالت نادين طوقان: في حال وجود ممول، وإنتاج، لا بد من التفكير بالسوق والترويج.. إذ علينا أن نعرف كيف نحصد.

الشعراوي: الثقافة وتنمية الإبداع
وقال الشعراوي إن الثقافة تلعب دوراً كبيراً في تنمية الإبداع والتطور (اقتصادياً وفكرياً)، كما أن الجامعات تلعب دوراً مهما، وأضاف أن منطقة الجنوب زراعية وبها الكثير من الخيرات والمياه، لكن كلية الشوبك الزراعية أغلقت مثلاً .. فبدلاً من تخصصات المحاسبة وإدارة الأعمال واللغات،

لماذا لا يتم إنشاء كلية زراعة تقنية لتصنيع الآلات الزراعية والتراكتورات لتعود بالفائدة على المناطق كلها.

العوايشة: تسويق الإبداع

قال المحرر في مركز الرأي للدراسات ثامر العوايشة إنه ينبغي البحث عن المبدع، وأن هذا ليس بحاجة إلى رأسمال .. وأضاف: لا ينقصنا تمويل أو مبدعون، فالأردن من أوائل الدول العربية في الإبداع في التصميم.. وفي صناعة السينما وفي صناعة الكوميديا على الإنترنت.. ولكن للأسف لا يوجد مسوق.
وتابع أن الأردن هو الأول في التسويق الإلكتروني على «فيس بوك» وأن معظم شركات الألعاب تتوجه نحو شركات أردنية، ويوردون لدى شركات عالمية.. فالمشكلة تكمن في كيفية تسويق الإبداع؟