استحقاق سبتمبر الفلسطيني

20/09/2011

لا تنحصر خلاصة ندوة مركز الرأي للدراسات «استحقاق سبتمبر الفلسطيني» التي تحدث فيها المفكر ووزير الاعلام السابق ورئيس الديوان الملكي والمستشار السياسي للملك عبد الله الثاني والمغفور له الملك الحسين بن طلال وجمع من الكتاب والاكاديميين والصحفيين، في فوائد اعلان الدولة الفلسطينية او مضاره بل تشعب الحديث وجاء باسئلة متوقعة ودائمة الحضور مثل اللاجئين والحدود والدور الأردني ، وماذا اعد الفلسطينيون لاقناع العالم بالتصويت للدولة، وماذا تعد إسرائيل وخاصة ان ساحة اللاعبين الرئيسية سواء للفلسطينيين او الاسرائليين هي اوروبا ورغم الفيتو الأميركي المتوقع وعدم الجدية العربية في الدعم لا يخفي أبو عودة وهو يعرض التساؤلات ويجيب عليها ان هناك سناريوهات عدة واجتهادات متشعبة لتباين المواقف، ويدعو في ظل ذلك الى الوعي بحقيقة الصهيونية فان هي تخلت عن سيناء لمصر لانها لاتريدها فانها لن تتخلى عن الضفة الغربية لانها تريدها .

وامام هذا الواقع بحسب أبو عودة والحضور، فان الامر شائك لطبيعة الصراع مع الصهيونية وطبيعة القضية وافرازاتها العربية والدولية ودخولها في العقد السابع من الصراع العربي الإسرائيلي .

أبو عودة يحلل في الندوة التي أدارها الوزير والسفير السابق والكاتب في الرأي نصوح المجالي اسباب التوجه الفلسطيني للامم المتحدة ، واسباب الرفض الإسرائيلي ويعرج على الأسباب في ظل المعطيات الدولية المتغيرة وزمن القطب الواحد ومشاكل اوروبا، فيما تعرض الحضور للتغيرات العربية والاجتهادات في محطة «الربيع العربي»، لكنه يقول ان مجرد وجود فلسطين في الأمم المتحدة كدولة كاملة العضوية سيغير من سياق المفاوضات المعتمدة على امريكا وبالتالي الغارقة في حضن سياسة القوة المتفوقة « power politecs » الى سياق دولة تحت الاحتلال، وهوالسياق الذي تواصل لثمانية عشر عاما وكشف ان إسرائيل تعتبر مشكلتها مع الفلسطينين على ارض متنازع عليها وليس كما تؤكده قرارات الامم المتحدة المتوالية على انها مشكلة تتعلق بحق الفلسطينيين بتقرير مصيرهم على أرض فلسطين.

اذن العالم بانتظار استحقاق: فاما «دولة» واما عودة الى المربع الأول بعد فشل مفاوضات السلام واوسلو، مع الاقتداء بـ «الربيع العربي» الذي تتهرب إسرائيل من مواجهته سواء كان سلمياً او مسلحاً .

وتالياً الندوة وحواراتهاabuodeh

أعد للندوة - هادي الشوبكي
أعدها للنشر - ثامر العوايشة
ايلول 2011


يبدأ عدنان أبو عودة بالاجابة عن سؤال حول اسباب التموجات الدبلوماسية على صعيد العالم، وبخاصة ونحن نقترب من استحقاق الدولة الفلسطينية في الامم المتحدة، لغاية 20 سبتمبر(ايلول) في قضية لم تنل من الاهتمام مثلما نالت هذه القضية، لعدة اسباب:
الاول: يتعلق بإسرائيل والتي انشأتها الدول الغربية وما زالت تملك دفة ادارة السفينة العالمية، وبالرغم من تراخي قبضتها في السنتين الاخيرتين.
الثاني : لتشبع العالم بمسألة الشعب الفلسطيني على مدى 7 عقود، بكل ما تنطوي عليه هذه المسألة من ابعاد انسانية وقانونية، وما انتجته من حروب وأعمال عنف وما تفرزه من فحص لا ينقطع لمدى مصداقية القانون الدولي، ومواثيقه ومعاهداته، وما عبرت عنه من مؤثرات في العلاقات الدولية وبخاصة في منطقة الشرق الاوسط التي تختزن ثلث احتياط العالم من النفط .
ثالثاً: لتطور تكنولوجيا الاتصالات، التي تتجاوز الحدود السياسية والجغرافية وقوانين المراقبة، وتنشر القيم الكونية -التي تعمل بدون تخطيط - على نشر الوعي خاصة القيم الديمقراطية وبلورة الرأي العام العالمي حول حقوق الانسان، ورفض التصرفات الإسرائيلية وانعكاس ذلك كله على الدول الديمقراطية خاصة في الغرب الذي يتجاهل خروقات إسرائيل لحقوق الانسان ولهذه القوانين الدولية.
رابعاً: لفشل المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية بعد 20 عاماً من بدايتها، الامر الذي اصبح يهدد التوجه العالمي حول حل الدولتين «إسرائيل وفلسطين» على ارض فلسطين المحتلة.
ويعود أبو عودة ليجيب عن سؤالين طرحهما :لماذا تحركت السلطة؟ ما الذي جعلها تتحرك؟ فيقول : اولاً فشل المفاوضات، مقابل التوسع الإسرائيلي في الضفة الغربية، ويكفينا ان نعرف ان في إسرائيل عدد المستوطنين الذين جاءوا الى الضفة الغربية 530 الف او اكثر قليلاً، وعلينا ان نتذكر انهم في العام 1947 حينما اتخذت الجمعية العامة قرار التقسيم في الامم المتحدة كان عدد اليهود في فلسطين نصف مليون يعني هذا الرقم اكثر من عدد اليهود حينما اقيمت دولة إسرائيل، في العام 1947 واعطوهم 55% من ارض فلسطين.

كما أن الإسرائيليين استولوا على 16% من اراضي الضفة الغربية خلف الجدار العازل، واشار أبو عودة الى تصريح رئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور سلام فياض حول المياه مؤخراً بأن حصة الفرد الإسرائيلي من الماء 4أضعاف حصة الفرد الفلسطيني، وفي المستوطنات 10اضعاف حصة الفلسطيني، ويسيطرون على 90% من مصادر المياه، وهذه تشير الى ان استراتيجية المفاوضات التي جرت كانت فاشلة، وكان لا بد من مراجعتها والتراجع عنها واعتقد ان هذا هو المحرك الاساسي للسلطة الفلسطينية في تغيير الوضع.

وذكر أبو عودة ان بعض الفلسطينيين ينتقدون او يأخذون على ابو مازن انه صنع اوسلو، وبالتالي لا يمكن ان يصنع شيئاً آخر، وهذه مناكفة وبرأيي ان السياسي والقائد الممتاز هو الذي يتراجع عن الخطأ فلنأخذها لصالحه لانه تراجع عن اسلوب معين ثبت فشله .

وقال أبو عودة: أن المفاوضات توقفت مع بداية نهاية الحرب الباردة، أي نهاية الاتحاد السوفييتي، ومن كان يتابع ، ردود الفعل الغربية وبالذات الولايات المتحدة وبعد سقوط الاتحاد السوفييتي يعرف مدى الفرحة والنشوة العارمة التي اصابت اوروبا وأميركا وما بعثته في اذهانهم من طموحات لسيادة العالم باعتبارهم القائد الوحيد.
وتابع: اراد الرئيس بل كلينتون الذي جاء في تلك الفترة ان يثبت للشعب الأميركي تطلعاته لقيادة العالم، وهو يصنع شيئاً يعتبر نجاحاً له وهو معالجة القضية الفلسطينية، بعد أن فرضت عليه قضية يوغسلافيا ونجح في حل قضية كوسوفو، لكن القضية الفلسطينية وصلت بالمفاوضات مع اوسلو الى ما وصلت اليه عام 2000 ايام المرحوم ياسر عرفات، الذي تبين ان كلينتون لم يستطع المضي في مشروعه الى الحد الذي يحقق الحد الادنى من العدل في القضية الفلسطينية، وبخاصة فيما يتعلق بمصير مدينة القدس، ففشل في النهاية.

واضاف أبو عودة: بعده جاء الجمهوريون بقيادة بوش الابن وهو بعكس تلك النشوة العارمة التي حدثت في العقد السابق والظهور على السطح بما يسمى المحافظون الامريكان الجدد وبدأ بداية متواضعة الى ان وقعت احداث 11 سبتمبر(ايلول ) 2001 وبدأت الامور تتغير، واراد ان يثبت ما تصوره الشعب الأميركي من انه قادر على كل شيء بمفرده،( اي القيادة الأميركية) دون التعاون الدولي، فاتخذ قراراته في حرب افغانستان واحتلال العراق بدون التعددية الدولية من خلال الامم المتحدة، لأنه كان يعتقد ان أميركا القوية القائدة لهذا العالم تستطيع ان تفرض ما تشاء بنفسها وهذا لم يتحقق حتى الان برغم دخول النيتو مع امريكا في حربها ضد افغانستان.

لماذا فشلت المفاوضات؟ تساؤل يكرره أبو عودة ليجيب: فشلت المفاوضات لأن منظمة التحرير الفلسطينية اخطأت في فهم الواقع الدولي في العام 1993،إذ انها لم تدرك انها في حقبة جديدة هي حقبة الدولة الواحدة وليس في حقبة الحرب الباردة، والذي ساعد على غش الفلسطينيين والعرب هو موقف السادات في السبعينيات وشعاره المشهور بالقول: بأن 9ر99% من أوراق الحل هي في يد الدولة الأميركية وربما كان الى حد كبير مصيباً في ذلك القول، وهو صحيح في اطار قوانين الحرب الباردة. لأننا ذهبنا نحن العرب نحو الامم المتحدة للحل على اساس الميثاق الدولي، والدولتان الأميركية والاتحاد السوفيتي منعتا هذا، فقال سأذهب الى الولايات المتحدة لأنها «تمون» على إسرائيل.لهذا الحد ربما كان مصيباً.

ويقول أبو عودة: نحن نتكلم عن اوسلو بعد الحرب الباردة، هذا لم يرق للفلسطينيين ولم يدركوا معناه وانعكاساته على السياسات الدولية، الامر الذي يجعلني اضع ان «السبب الرئيسي ان الفلسطينيين وضعوا انفسهم دون ادراك في حضن لعبة «سياسة توظيف القوة المتفوقة» يعني انه التفوق في القوة المالية والعسكرية والاقتصادية والعلمية، ومعناه ايضاً ان توظف الدولة في نزاع ما ولتحقيق مصالحها، تفوقها العسكري او المالي او الاقتصادي او العلمي او المعنوي النفسي او جميعها او بعضا منها ضد الآخر لتحقيق مصالحها،فكان لدخول الفلسطينيين بمفاوضات مع إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية وبدون ان تدري انها وضعت نفسها في حضن سياسة توظيف القوة المتفوقة لانهم هم الطرف الأضعف في هذه المعادلة، وخرجت من دائرة الحقوق والقانون الدولي والامم المتحدة، وبذلك وقعت في مصيدة. وربما من الاسباب- (حسب استنتاج أبو عودة) - التي دفعت الفلسطينيين لهذا التوجه، ان إسرائيل جعلت من الذهاب الى حضن سياسة «توظيف القوة المتفوقة» مع المصريين امراً مجزياً فأعادت لهم سيناء.

وبهذه المكافأة ظننا جميعاً باننا سنأخذ مثلها اذا ما ذهبنا الى ذلك الحضن وتوجهنا الى ذلك الحضن لنكتشف ان الأمر غير ذلك، لان القيادات العربية فشلت في فهم الصهيونية، أي ان الحدث تاريخياً يدل على عدم فهم القيادات الفلسطينية والعربية في ذلك الوقت مضمون الصهيونية . أي ببساطه أن إسرائيل كانت مستعدة أن تعطي سيناء لانها لاتريدها لكنها لاتعيد الضفة الغربية والجولان لانها تريدها .

ويذكر أبو عودة (بقول جاك اوكونيل في كتابه: لقد قال وزير
الخارجية الإسرائيلي في العام 1967 ابا ايبان للادارة الأميركية في اوائل 1968 حينما طلبوا منه المضي مع الأردن والملك الحسين الذي كان جاهزاً للمفاوضات: من قال اننا سنعطيكم الضفة الغربية. لن نعطيه الضفة الغربية).

واعتبر ان الذهاب الى حضن «power politecs» كان مبنياً على أمرين: الاول لجهل ان الحرب الباردة انتهت بنهاية الاتحاد السوفيتي، والثاني عدم فهم دقيق للاطماع الصهيونية في منطقتنا.

ودلل على ذلك بان نتج عن هذه التجربة بعد 20 عاماً زيادة اعداد المستوطنين وكل شيء مسيطر عليه في الضفة الغربية، وهذا المظهر المادي للمفاوضات وما رافقتها كان كافياً لاقناع الناس انه كان خاطئاً والرجوع عنه بالعودة الى القانون الدولي والامم المتحدة وهذا يفسر ذهابهم الآن الى الأمم المتحدة.

ويقول : هذه الصورة العامة كما اقرأها شخصياً، والمشكلة انه يوجد خطأ ويجب ان يصوب واذا لم يصوب، فان القضية الفلسطينية ستؤسس لعدم استقرار جديد في المنطقة. وربما اوسع من المنطقة، اذا لم تتم العودة الى القانون الدولي والامم المتحدة.

ما هو الواقع الفلسطيني؟ ضمن معطيات هذا السؤال يجيب أبو عودة قائلاً: منحت منظمة التحرير صفة مراقب في الامم المتحدة في 12/11/1974 وبعد اعلان قيام الدولة الفلسطينية في 15/11/88 بعد فك الارتباط بين الأردن والضفة الغربية أعلنوا قيام الدولة الفلسطينية واعترف بها بقرار 248 واصبحت كياناً مراقباً عام 1995 .
اعداد كثيرة من الدول حوالي 100 دولة اعترفوا بفلسطين كدولة ، وهي دول في معظمها غير مؤثرة. كثير من الدول كانت دولاً وتتعامل مع الدول كدولة، لكنها ليست عضواً في الامم المتحدة.

الصين الشعبية عضو في الامم المتحدة عام 1971 والأردن كانت دولة في العام 1946 ولكنه قبلت في الامم المتحدة 1955، وكان الاتحاد السوفيتي ضد دخول الأردن في عضوية الامم المتحدة، ومثلما أميركا تهدد الفلسطينيين في دخول الامم المتحدة.

وكنت شاهداً في العام 1955 حين رفض الشعب الأردني الدخول في حلف بغداد، فقامت المظاهرات في الضفتين ضد ذلك .

ويبدو ان الاتحاد السوفيتي قرأها قراءة صحيحة وكانت هذه اوراق اعتماد الأردن في الامم المتحدة وعدم استخدام الاتحاد السوفييتي للفيتو.

فعندما رأى ان هناك مجتمعاً قادراً على منع دولته الدخول في حلف كان ضده، واستنتاجي الوحيد أن الذي تغير في العام 1955 يجب ان يُقرأ قراءة صحيحة، وهي عبارة عن ثورة شعبية.

لقد تغيرت مكانة المنظمة في الامم المتحدة، واستخدم اسم فلسطين بدلاً من منظمة التحرير، ولكن التعريف هو كيان غير عضو، وليس دولة غير عضو. والفاتيكان دولة غير عضو.

وعندما صار كياناً غير عضو واصبحت تجلس بعد دولة غير عضو، ثم الكيان غير العضو وبعدهم المراقبون، منهم جماعات ودول ومؤسسات ومنظمات مثل الصليب الاحمر والهلال الاحمر.

وعندما طرح ابو مازن التوجه للأمم المتحدة لطلب اعتراف الامم المتحدة بفلسطين، جن جنون إسرائيل فتبنت الولايات المتحدة الموقف الإسرائيلي واصبحت هي الاخرى مجنونة في هذا الموضوع، فأصبحت تهدد المنظمة وكتبت الصحافة كثيراً في هذا الأمر .

قلنا أن فيروس «البور بوليتيكس»، يجعل صاحب القضية يفكر ان هذا المانح عندما يغضب من اين سآخذ راتبي، واصاب بعض القيادات الفلسطينية وابو مازن ترفّع عن الموضوع، ودخل العرب في هذا الموضوع ، اذ يجب ان تكون الدول العربية واعية وان تُبطل مفعول الخوف من نتائج وقف المعونات وتتبرع للسلطة بالتعويض ليبقوا في مكانهم، وهذه من واجبات الدول العربية، التي حتى الآن تقف موقفاً هادئاً بمعنى انها مع التوجه الفلسطيني لكنها لا تعمل بجدية.

وأشار أبو عودة الى مقالة للامير تركي الفيصل «مقالة الامير تركي الفيصل نشرت في الواشنطن بوست في 10 حزيران الماضي، بينت انه يوجد نوع من انواع الحماس، حذر فيها من ان الفيتو الأميركي على عضوية الدولة الفلسطينية سيكون له آثار كارثية، وبالنسبة للعلاقات السعودية الأميركية ستكون في ادنى مستوى لها ، وانها ستوسع الفجوة الايديولوجية بين أميركا والعالم الاسلامي، الامر الذي سيضر بمصالح الغرب كاملة». وهذا كلام مهم ليُنشر في الواشنطن بوست.

وبين أبو عودة أننا في الأردن لنا علاقة مباشرة في الموضوع، واكثر من أي دولة عربية اخرى، ومن الامور التي يتصورها الإسرائيليون ما يقوله النواب اليمينيون ان فلسطين القائمة هي الأردن، ويجب ان لا نأخذها باستخفاف، وتفكير آخر لئيم لنفعل مع الضفة الغربية مثلما فعلنا مع غزة، ننسحب من جانب واحد ونسيطر على الحدود والمعابر ولندع الأردن يضطر الى التعامل معهم فهذه بعض الافكار، يعتمد على المواقف العربية المضادة والوعي على ما يجري كي تأخذ المواقف الصحيحة.

ويفسر أبو عودة أساس القلق الإسرائيلي كما يُطرح في دعايتهم لوقف هذا التوجه فالظاهر شيء والمخفي لديهم شيء آخر، المخفي لا يريدون التنازل عن الضفة الغربية، ويريدون صنع الظروف التي تمكنهم من عدم ترك الضفة الغربية، لأنهم يديرون مفاوضاتهم مع السلطة على اساس المفهوم غير المعلن، الامر الذي جعل ابو مازن الذي قال انه يريد اخراج المفاوضات من دائرة المتنازع عليها الى دائرة دولة محتلة، يغير الصيغة بأكملها، إسرائيل تتعامل مع الفلسطينيين على انها ارض إسرائيلية وتوجد جالية اجنبية يتنازعون عليها ويتفاوضون عليها وسيتفقون لاحقاً. هذه العقلية هي السائدة وهي التي ادارت المفاوضات.

يوظفون ما كانوا يوظفونه قبل العام 1967، طولانية الشكل الإسرائيلي ونحالة الخصر الإسرائيلي الذي يجعلها قابلة للزوال امام أي عدوان منظم ضدها. حيث انهم قاموا باستخدام الحجج القديمة وبدأوا بتوظيفها.

لذلك كما يقول أبو عودة فقد ارسل مركز وايزن تال عباقرة منهم الى دول البحر الكاريبي وهي دول صغيرة عبارة عن جزر ونصف جزر، مثل الدومنيكان وهاييتي، لأنهم يصوتون، على اساس تخويفهم وعمل تشابه ما بين ما يمكن ان يحدث لو قامت دولة فلسطينية على جزء من فلسطين، وضربوا مثالا لطيفا دولة «بليز» كانت تسمى هندوراس البريطانية عندما كانت مستعمرة بريطانية، وهي جزء من غواتيمالا، والتي يعتبرونها ارضاً مسلوبة منهم ، ماذا عمل الانجليز في بليز، يستخدمون نفس الحجج القديمة، وعقولهم موظفة لتقليل عدد المصوتين ان امكن، فهم يضمنون انه يوجد فيتو أميركي، ويريدون ان يضمنوا في الجمعية العامة ان لا تصبح فلسطين دولة عضواً في الامم المتحدة.
أما في اوروبا،فيبين أبو عودة ان الإسرائيليين يثيرون موضوع الاسلاموفوبيا، وهي قضية مهمة، الموضوع الأمني ويستخدمون كل ما لديهم من قدرات فكرية تحليلية عند الدول الاوروبية وعند الدول النامية والجزر، واستخدامها من اجل الا يصوتوا، واخر ما قرأته ان السفير الإسرائيلي في نيويورك المندوب الدائم.. قال اننا سنخسر معركة التصويت.

وفي الفترة الاخيرة وظفوا ان الذي سيذهب ليلقي كلمة إسرائيل بيريز وليس نتنياهو لأن صورة نتنياهو سيئة في نظر العالم لأنه يميني متطرف، متعصب، ويرسلون بيريز لأنه لا يحمل ذات الصفات في ذهن الناس وان كان أكثر خبثاً

فإسرائيل تستخدم كلاماً مُضلِلاً، فتقول للدول مثلا ان المنظمة تمكنت من اقناع العالم بان فشل المفاوضات سببه ان ابو مازن اقنع العالم بان كل الاوراق هي في يد إسرائيل وبالتالي المطلوب لارجاع المفاوضات والحل هو التنازل الإسرائيلي . فهذا التضليل الإسرائيلي يظهر ان الفلسطينيين هم المحتلون وليس إسرائيل .
لكن بالنهاية، قررت إسرائيل ان ميدان المعركة الاساسي هو اوروبا، وفهمت ايضاً ان ابو مازن ادرك ان اوروبا هي الميدان السياسي، وبالتالي ان الساحة في اوروبا، ويوجد انقسام في اوروبا ذلك أن عدداً من الدول الأوروبية ستصوت لصالح القرار وعددا منها لن تصوت لصالح القرار ، اولاً المانيا (المعطوبة في قصة الهولوكوست) وهولندا وفرنسا وايطاليا والتشيك لن تصوت، بالمقابل السويد والنرويج وافقوا، ويلعبون مع الاوروبيين على صورة اوروبا المنقسمة، فلا تزيدوا من انقسامها.

وهذه النقطة حساسة عند الاوروبيين، خاصة في معركة اليورو. فلم يدخلوا عنصراً جديداً لتمزيقهم مثل التصويت، وترغب اوروبا بالا تتفكك، فلم يدخلوا عنصراً جديداً لتمزيقهم مثل التصويت، لذلك يعتبر معركة رئيسية.

ان اوروبا تحاول الآن - مما يتسرب من معلومات - ان تصوغ قراراً تقترح على الطرفين ليُقبل في الامم المتحدة، مثل هذا القرار يزيل قدراً من مخاوف إسرائيل وفي نفس الوقت يلبي جزءاً من مطالب الفلسطينيين.

ويشير إلى أن آخر كلام تسرب حول هذا الموضوع، هو ماخرج عن اللجنة المؤلفة في فلسطين، لصياغة مشروع القرار، ويبدو ان السلطة شكلت لجنة من 50 عضواً من مفكرين فلسطينيين من مختلف التخصصات والاتجاهات، للخروج بمشروع يُحرج أميركا التي هي مع إسرائيل. كما قد يُحرج البعض في إسرائيل، يقال ان الفلسطينيين يطالبون، وقرأ النص التالي بدقة:
«يتجنب المطالبة بالاعتراف بفلسطين في اطار حدود حزيران 67، بل يطالب باقامة الدولة الفلسطينية على اساس حدود 1967، ولكن يجب ان تقرر بمفاوضات بينها وبين إسرائيل بحدود 67، يعني يطالب مباشرة في حدود 67»، لأن في ذلك احراجاً لاوباما.
وأظهر أبو عودة ان هنالك اتجاهين في الموقف الأميركي: الأول يقول ان أميركا قامت بواجبها تماماً، واي شيء يحصل هو مسؤولية الطرفين، ان خيراً فهو لهما وان شراً فهو لهما.

و الثاني: يقول أن الامور ليست هكذا. إن القضية مرتبطة بمكانة امريكا في العالم ككل، اذا فشلت أميركا في أن تُظهر نفسها كقوة قادرة على تشكيل العقل الدولي ونتائج السياسات الدولية، فانها ستفقد جزءاً من صورتها المهيبة في العالم. فعلينا ان لا نقع في هذا المأزق، علينا ان نتدخل لكن ليس مباشرة، لأنهم مقدمون على انتخابات رئاسية، سيقف فيها حلفاء إسرائيل ضد اوباما وسيخسر اوباما بالانتخابات.

لكننا نساعد اوروبا من وراء ستار، حتى لو رفضنا على اساس ان لا تذهب الامور الى أسوأ من ذلك لقيام دولة غير عضو في الامم المتحدة، لأن ذلك سيمكّن الفلسطينيين من الوصول الى بعض المؤسسات والوكالات الدولية التابعة للامم المتحدة مثل اليونسكو ، والاخطر من ذلك محكمة الجنايات الدولية، وبالتالي سيندفع الفلسطينيون باتجاه الملاحقة القانونية لإسرائيل وستنشغل محكمة الجنايات الدولية كثيراً ويجعل للفلسطينيين قدرة على استدعائهم، ولأن إسرائيل ترتكب من الجرائم كثيراً، فاذا فقدنا هذا الجانب من الهيبة وهي اننا نؤثر في تشكيل الموقف العالمي فاننا سنخسر كل شيء.

الرهان على الساحة الأوروبية والأمم المتحدة حكماً..والفيتو الأميركي بالمرصاد

الحـــــــــــوار

خروب : واقع أوسلو بالنسبة للدولة

تساءل الكاتب والمحلل السياسي في جريدة الرأي محمد خروب كيف اعتبر ابوعودة من يقول ان مهندس اوسلو محمود عباس لن يأتي بأي جديد أنها «مناكفة»، واذكركم: هل سمعتم في العشرين سنة الاخيرة اعتذاراً من عباس لشعبه عن اوسلو؟ أو عرض استقالته ؟ ماذا أسفرت اجتماعاته في بيت اولمرت وماذا قال اولمرت حرفياً عن المحادثات الثنائية التي كانت تتم بين اولمرت وعباس؟ بل بالعكس المباحثات التي كانت تتم بين قريع وليفني ، تماماً مثلما تحدث محمد ابراهيم كامل عن محادثات كامب ديفيد في مذكراته: عندما كانوا يلتقون بالإسرائيليين يبدأ الطرفان بالمحاورة، يقول المصريون للإسرائيليين ، «حسم» الرئيس السادات كل هذه الامور ولكن تكلموا في نقطة ثانية.
واضاف خروب: ان عباس حتى هذه اللحظة لم يقل ان اوسلو لا يشكل مرجعية بل بالعكس ان احدى التهديدات التي يهدد بها ليبرمان في اللحظة التي سيذهب الفلسطينيون الى الامم المتحدة أن إسرائيل ستلغي اوسلو.
ان محمود عباس ليس صاحب مصطلح اراض متنازع عليها انك اسبغت عليه صفة المفكر ونسبت اليه فكرة لم تخطر على باله، انها فكرة البريطاني روبرت فيسك وكررها بعده الإسرائيلي جدعون ليفي.

أبو عودة :التوجه إلى الأمم المتحدة في الدائرة الصحيحة
ومن اجابته على تساؤلات الحضور قال أبو عودة :
انني اضع المسألة في اطار مصلحة وغير مصلحة، السياسة تقول انه اخطأ في اوسلو، أما كونه اعتذر ام لم يعتذر، فهو موضوع ثانوي، كونه يتغير عن منهج اوسلو. سياق تنفيذ اوسلو كان خاطئاً ان تنتقل الى الحضن الأميركي، لأنك وضعت نفسك في اطار سياسة توظيف القوة المتفوقة ، فأنت الخاسر الواضح. انا اعتبر (والكلام لـ «أبو عودة») توجهه الى الامم المتحدة، اي العودة الى الدائرة الصحيحة هي دائرة الحقوق والقانون الدولي والميثاق الدولي ودائرة الرأي العام العالمي وبخاصة الاوروبي في الدول الديمقراطية التي تتمسك بمفاهيم جيدة لصالح الجانب الفلسطيني، وخاصة اليسار الذي تنازل عن المطالبة بالاشتراكية واصبح يطالب بحقوق الانسان، والقيم الدولية، لأنه في البلدان الديمقراطية يؤثر في الاحزاب التي تذهب إلى الانتخابات وتحكم، وهذا ما انتبهت اليه إسرائيل، وانصارها يقولون ان هناك قوى تعمل على عزل إسرائيل. ان يقول ابو مازن فهذه اضعها لصالحه واعتبرها اهم من الاعتذار، ولكن ان تعتذر وتبقى جالساً على كرسي، لكن عليك ان تتصرف وبه مغامرة، ومن دعاية إسرائيل عليه انهم يكررون ما فعلوا بأبي عمار، كونه قد رفض ما تقدم به اولمرت انه غير صادق في مسألة انه مفاوض.

د. نوفل : أين قضية اللاجئين ؟
استاذ العلوم السياسية في جامعة اليرموك الدكتور احمد نوفل يقول أين قضية اللاجئين في الذهاب الى « الدولة».
بالنسبة لمحمود عباس واوسلو فوجود نصف مليون مستوطن في الضفة الغربية هو ثمن اوسلو، وبالتالي فإن العدد الكبير من المستوطنين والمستوطنات بحد ذاته يعتبر سلبية كبيرة في اتفاقية اوسلو، فلو هناك بصيص امل من المفاوضات في استعادة جزء من الضفة الغربية لما ذهبت السلطة الفلسطينية الى الامم المتحدة.
كيف يمكن تحقيق الدولة الفلسطينية ما دام هناك عدم اتفاق داخلي على الساحة الفلسطينية؟ فكثير من الفصائل ترى ان الدولة الفلسطينية ستقوم على حساب قضية اللاجئين، فما هو اهم هو اقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس او ابو ديس او حل قضية اللاجئين؟ لأن الاعتراف يعني ابعاد قضية اللاجئين عن الحل الشامل، هناك منظمات وفلسطينيون في الشتات يرون ان القضية الفلسطينية ستكون على حساب عودة اللاجئين التي هي الاساس في القضية الفلسطينية.
ويتابع إن عدم قيام الدولة الفلسطينية سيؤدي الى خلط الاوراق في الداخل وايضاً عربياً، لأن بعض الاوراق لا ترى بأن قيام الدولة الفلسطينية هو الحل الامثل ستكون على حساب بعض الاطراف الاخرى بما فيها الأردن ولبنان او دول اخرى.
ويتساءل هل ستوافق إسرائيل على اقامة الدولة؟ ويجيب لا، ويفسر يجب ان نأخذ بعين الاعتبار الثورات الشعبية في مصر، إسرائيل تعيش أزمة مع مصر وتركيا، وهما حليفان مهمان، وبدآ ينحوان منحى آخر في ظل الثورات الشعبية،ويعود للسؤال ما هو الحل؟ الحل هو انتفاضة جديدة ضد الاحتلال، لكن السلطة تقول ان الانتفاضة غير موجودة في الاستراتيجية الفلسطينية، هل الحل اقامة دولة ثنائية القومية؟ إسرائيل لن توافق، نحن امام معضلة كبيرة امام مستقبل القضية الفلسطينية.

أبو عودة: مفاهيم حول قضية اللاجئين
وجواب أبو عودة جاء بسؤال لنوفل ، سؤاله عن تفسيره لحل قضية اللاجئين ماذا تعني قضية اللاجئين، هناك عدة مفاهيم حول قضية اللاجئين، هل تعني عودة اللاجئين؟، ام تعني ما جاءت به المبادرة العربية بشكل مقبول بين الاطراف على اساس قرار 194.
هناك متطرفون في الطلبات بمعنى انهم يريدون كل شيء، يريدون عودة اللاجئين، وقضية الانتفاضة، ام تحرك شعبي سلمي مثلما حدث في الربيع العربي؟ تختلط الامور على السامع، تقصد انتفاضة 89، حيث مواجهات يومية بالحجارة وإسرائيل تواجه بالرصاص، ويقال ان عباس والمنظمة يحضّرون لمظاهرات يومية لا تصل حد المواجهة، وإسرائيل تحضر نفسها لمثل هذا الاحتمال.
ان ابو مازن يعد بأنها لن تصل الى حد المواجهة المباشرة، لكن من يدري؟ من يسيطر على الوضع حينما يفلت زمام الأمور، يوجد قول في هذا وخوف من هذا ايضاً.
ويشير أبو عودة الى ان هناك فرصة لها منافع معينة بان تصبح فلسطين دولة معترفاً بها، واذا لم يُعترف بها دولة كعضو ، دولة كغير عضو، له حقوق جديدة تتشكل، منها الذهاب الى محكمة العدل الدولية والجنايات الدولية، واليونسكو تستطيع ان تستفيد منها.
ويذكر توجد دول مثل جزر كوك جنوب نيوزلندا، واسمها اسوشيت ستيت، هي تتبع نيوزلندا، وهي ليست دولة مستقلة، ولكنها دولة لاحقة، ليس لها علاقة بالقوانين، ولكنها تدخل بعض القوانين الدولية، مثل قوانين البحار، ومنظمة الصحة العالمية، توجد اشكال مختلفة، ما نعرفه اذا رُفعّت فلسطين الى مرتبة اخرى متقدمة سيتحسن وضعها وهذا ادنى الفوائد التي يمكن ان تتحقق.
هل يأخذ هذا القرار ام لا يأخذه، هل يُفضل الجمود، ام تؤخذ مثل هذه الخطوة، لأن أي خطوة تتخذ تنشئ داينامك، معظم عقليتنا السياسية ذات طابع استراتيجي، لا تفهم معنى الدينامك، عندما تطلق حركة تطلق حركات اخرى، لا تحسب هذه، يفكرون أن الامور ساكنة طوال الوقت، وعندما تطلق حركة تولد حركات اخرى يفهمها الغرب.

الخطايبة: عودة اللاجئين
الصحفي محمد الخطايبة سأل أبو عودة كيف ترى بين معاهدة موقعة مع إسرائيل وحديث رسمي اردني بإعادة عودة اللاجئين؟
أبو عودة:لن يعزل الأردن نفسه
قضية اللاجئين ليست مطروحة على الأردن، و أي حل يتوصل اليها الطرفان يعنينا، وعلينا ان نكون قريبين مما يجري، لا نعزل انفسنا عما يجري، السلطة هي التي تفاوض عن الفلسطينيين، مشكلتي هي في النتيجة كيف سأقرها وكيف سأتعامل معها؟ وبالتالي من ناحية دبولوماسية وسياسية علي ان اكون قريباً من الفلسطينيين والإسرائيليين.. فألاردن اول المتأثرين سواء اكان ايجاباً او سلباً، ويقتضي من الأردن ان يكون قريباً جداً.

الشقران: ما هو المتوقع بالنسبة للحدود والقدس والمياه ؟
ومن جانبه اشار الزميل الدكتور خالد الشقران مدير مركز الراي للدراسات انه في ظل توجه الاشقاء الفلسطينيين الى الامم المتحدة لإعلان الدولة الفلسطينية، وبالنظر الى وجود مصالح أردنية في مفاوضات الوضع النهائي، ما هو المتوقع؟كاللاجئين والحدود والقدس والمياه ،فما هو الأثر المتوقع لاعلان الدولة على هذه المصالح ؟ وما هو المطلوب من الأردن في ظل هذا المشهد ؟.
أبو عودة: يجب أن نكون قريبين
قال أبو عودة انه في العمل السياسي والدبلوماسي علينا ان نكون قريبين من هذا الموضوع، لان الاتصالات مستمرة بين الحكومة الأردنية والسلطة الفلسطينية، وابو مازن يأتي عندنا يعطي ايجازاً عما يجري.

د. مصالحة: بقاء القضية الفلسطينية في حضن الأمم المتحدة
وقال استاذ العلوم السياسية في الجامعة الأردنية الدكتور محمد مصالحة انه في هذه المرحلة لو كنت انت أو أي شخص آخر مكان عباس فانه سيذهب الى الامم المتحدة، لسبب بسيط هو اغلاق الدائرة على أمريكا لكي تعمل على اختراق في العملية السياسية مع إسرائيل، بضرورة البحث عن البدائل، يجب ان اذهب الى المجتمع الدولي، لماذا المجتمع الدولي؟ يجب ان تساعد الشعوب المحتلة والمستعمرة في حق تقرير المصير، صحيح ربما لم يصدر قرار بسبب الفيتو، ابقاء جذوة القضية مرة اخرى في حضن الامم المتحدة ضروري حتى لو لم يحصل شيء، سوف يكون هناك ضغط على أميركا وتعريتها، وايضاً ضغط على إسرائيل، توقعت أن المناخ العربي في ظل ما حصل بموضوع السفارة الإسرائيلية في القاهرة، يشكل ضغطاًعلى صانع القرار الإسرائيلي، بمعنى المزاج العام في داخل العالم العربي تغير مع تغير الانظمة، وبالتالي سيؤخذ بعين الاعتبار الذي سيؤثر في النخبة الإسرائيلية، لا يمكن اسقاطها. الجموع الزاحفة والقوى الشعبية لا يمكن اسقاطها انها لا تشكل انتفاضة لان الجو العام في المنطقة يضغط في هذا الاتجاه.
لن يستفيد الفلسطينيون طالما لا يوجد هناك بنية لوجستية والارض محتلة والشعب مشتت، قضية اقامة دولة غير وارد، اخشى ما اخشاه في المحصلة النهائية، ان تحصل فكرة وطن فلسطيني، وبالتالي تصدير الازمة الى الخارج، هذا ما يجب ان يدركه الشعب الفلسطيني وقيادته، يعني ضياع الدولة الفلسطينية والتراب الفلسطيني معاً واخشى ان نتوه مرة اخرى في دكاكين السياسة الدولية.
أبو عودة: دولتان على أرض الانتداب
دولتان على ارض الانتداب هذا الموقف يتمسك الأردن به، أي تصريح اردني منذ فك الارتباط ودائماً ملحق بهذا التعبير، ، دولتان على ارض فلسطينية، وهذا مفهوم بالنسبة للاردن واضح واستراتيجي.

البراري : إحراج أميركا
الكاتب الدكتور حسن البراري قال:يحاول الفلسطينيون الى حد ما، اخفاء مسودة القرار، وفيه نوع من الذكاء.
ايضاً العقلية التفاوضية الإسرائيلية، تسريبات مكتب صائب عريقات ان الفلسطينيين على قناة الجزيرة يقبلون بتبادل الاراضي هل تعتقد بأن الفلسطينيين يفاجأونا بمسودة قرار يمكن ان يحرجوا أميركا..
أبو عودة:على الأردن التدخل
كل ما قلته صحيح ومن الصعب ان اعرف.. بالنسبة للاردن كما قلت علينا ان نكون قريبين مما يجري، واذا ما شعرنا كدولة اردنية، بأن أي شيء سيضر بنا علينا ان نتدخل ونعلن عن موقفنا.

الشوبكي:حماس وتأثيرها على إعلان الدولة
وسأل الزميل هادي الشوبكي كيف تقرأ المشهد الفلسطيني وخاصة دور حماس وتأثيرها على قرار اعلان الدولة الفلسطينية من جانب واحد.
أبو عودة:إسرائيل توظف خلاف الفلسطينيين
يؤسفني أن اقول، ان تتوجه السلطة الفلسطينية الى الامم المتحدة، والمصالحة لم تتم بعد بين حماس والسلطة، ويؤسفني اكثر من ذلك ان توظف إسرائيل هذا الواقع في دعايتها ايضاً، تقول إسرائيل انظروا كيف يمكن ان تكون هذه الدولة قادرة على السيطرة اذا كان التوقيت فيما بينهم مختلفاً، توقيت غزة تابع الى مصر وتوقيت السلطة تابع الى الأردن، الوم في ذلك حماس، لأن الذي ذهب الى الامم المتحدة هي السلطة، المسألة ليست هي من يحكم ومن لا يحكم، المسألة هي قضية شعب ووطن ومطلوب من حماس ان تتصالح مع السلطة وتقف الى جانبها وتدعموها.

مدانات:تبعات استحقاق أيلول على الأردن
وسأل فيليب مدانات: الى أي درجة ترى السياسة الدبلوماسية الأردنية جاهزة للتعامل مع تبعات استحقاق ايلول وربما ما يتبعه حول موضوع اللاجئين، وخاصة في ضوء تجاذب اردني وفلسطيني وما رشح من وثائق مسربة مثل ويكيلكس؟
أبو عودة : يوجد وعي داخلي
النتائج ليست بين ايدينا حتى نفهم الوضع بشكل أفضل، وسؤالك حول قدرة الدبلوماسية الأردنية. لا استطيع ان اصدر حكماً لأنني لا اعرف الاشخاص انما مراقب من الخارج اقرأ الصحف والمواقع، وافكاري لوحدي وكلامي هو عن تحليل الوضع كما اراه وليس قدرة جهة على المضي على جهة اخرى، لكن يوجد وعي داخلي مما اسمعه من تصريحات حكومية رسمية عن علاقة الأردن بنتائج تلك المفاوضات. كيف تترجم الحكومة هذا الوعي لصالحها لرد الضرر عنها؟ لا استطيع الاجابة، لأني لست جزءاًٍ من متخذي القرار.

حداد: اللاجئون والدولة
الكاتب في جريدة الرأي رومان حداد
نسمع عن فكرة الترويج لفكرة الذهاب الى الامم المتحدة، واقتراح الدولة، وكأنه الترويج لاوسلو، الكل يصفق، هذا الانجاز الذي يجب ان يحدث، وانها فكرة عبقرية، نفس الشيء في اوسلو كانت فكرة عبقرية وبعد فترة طويلة وجدنا انها فكرة غير عبقرية، لأنك اذا غادرت الحدود الى حدود دولة اخرى،السؤال هو لم نفهم ما هي المصالح الأردنية الحقيقية من ذهاب الفلسطينيين الى الأمم المتحدة والمطالبة بدولتهم خصوصاً حتى لو اعترفوا بالدولة فهي ضعيفة مقطعة الأوصال والسلطة غير شرعية لايوجد فيها انتخابات، وفيها فصائل مسلحة ونسبة الفقر مرتفعة ولا منافذ بحرية، ولاوجود للاقتصاد الحقيقي داخل مناطق السلطة، واقتصاد مرتبط بإسرائيل وهذه الدولة العظيمة لاتملك سيادة على الارض ولا سيادة لكي تمنح جنسيتها . فتساءل عن أي دولة تتكلم هل تتكلم عن كائن مشوه بعد فترة سينتحر اما في حضن الأردن كضم للضفة او في حضن إسرائيل كدولة ثنائية الجنسية وذلك يعني ان هذه الدولة غير قابلة للحياة وكلنا يدرك ذلك .
أبو عودة: المطلوب تطوير واقع السلطة الفلسطينية
في اجابته قال تماما مثل ما تفضلت به لكن معكوس . فالمقصود بالدولة هي أن تلغي كل الذي قلته انت، هذه هي الدولة ،فالدولة يجب ان تسيطر على ارضها وعلى معابرها وتبني اقتصادها وكما فهم أبو عودة يقول لرومان ان بطرحك كأنك تقول اما ان تغير السلطة الفلسطينية اسمها واجاب أبو عودة المطلوب ليس تغيير اسم السلطة انما المطلوب تطوير واقع السلطة الى واقع دولة تحقق كل الذي تعنيه.
حداد
للتوضيح سنكتشف في اكتوبر ان مليون وستمائة الف لاجئ اردني اخذوا جنسية فلسطينية في دولتهم فلسطين متى سيحصل ذلك ؟
أبو عودة
هذا يعتمد على الذي يتفق عليه الفلسطينيين والمجتمع الدولي ولهذا السبب علينا أن نكون قريبين مما يجري لان لنا علاقة في النتائج .

المجالي
قال نصوح المجالي ان أبو عودة لم يعرج على تبعات هذا القرار وبخاصة بالنسبة للاردن؟ هناك تخوف مشروع او غير مشروع وهل هذا القرار يشكل خطراً على الأردن.
أبو عودة
الدولة الفلسطينية مصلحة وطنية أردنية.