(نتائج الانتخابات الإسرائيلية تبقي ملف السلام (مغلق

تعكس نتائج الانتخابات الإسرائيلية، واقع السياسات الإسرائيلية القادمة تجاه القضية الفلسطينية، رغم اداركهم بأن ابرز النتائج تمثلت في ظهور اليمين المتطرف، مقابل أقصاء اليسار الإسرائيلي، بحسب سياسيين ومهتمين، الذين لا يعولون على ما ستفرزه النتائج من أشخاص.

وشكلت الخريطة للانتخابات الإسرائيلية، ملامح جديدة، سجلت الأحزاب الصغيرة دورا، وصفه هؤلاء السياسيون بأنه بيضة القبان، رغم أن البعض منهم، انحى باللائمة على الواقع العربي، الذي من شأنه في أحيانٍ كثيرة تعزيز استمرارية الغطرسة الإسرائيلية وعدم احترام الرسمية العربية.

الاستراتيجية التي تقوم عليها إسرائيل تنبع من عقيدة يهودية تعززها مسيحية متصهينه، وتقوم هذه على أساس (كسب الوقت) وإيقاع الكثير للضرر للعرب، فيما سيبقى ملف المفاوضات السلمية مغلقا.

و في ندوة نظمها مركز الرأي للدراسات حول نتائج الانتخابات أوضح المشاركون ان شكل الحكومة المقبلة سيكون كارثيا تجاه القضية الفلسطينية والعرب، باعتبار أن حزب كاديما خرج من رحم حزب الليكود، وبالتالي فكلاهما يحملان نفس الثقافة السياسية ونفس التوجهات والبرامج تجاه القضية الفلسطينية،مع الاختلاف في التعبير والتعامل مع هذا الملف.

ادار الندوة : هادي الشوبكي

26/2/2009

المشاركون طالبوا بضرورة تحقيق الوحدة والمصالحة الفلسطينية، التي يجب أن يعززها دعم عربي، يعترف بدور المقاومة في مواجهة السياسية الإسرائيلية.

شكل الحكومة مرهون بطبيعة الائتلاف الجديد

وأوضح الكاتب السياسي في الرأي محمد خروب ان النتائج لا تعكس أزمة سياسية بل تعكس واقعا في المشهد الحزبي الإسرائيلي وكان من أكثر الموفقين في تشخيص نتائج الانتخابات الكاتب في صحيفة هآارتس جدعون ليفني حيث أكد ان من أهم نتائج هذه الإنتخابات دفن اليسار الإسرائيلي، لا يمكن التكهن في سياسات الحكومة الإسرائيلية القادمة باتجاه السلطة الفلسطينية وحماس إلا إذا استندنا إلى معرفة الخطوط العريضة لهذه الحكومة.

وبيّن انه إذا ما استندنا الى ما ستقوله الصحف الإسرائيلية فانه ليس هناك شكل واحد لهذه الحكومة فقد تكون هناك مفاوضات تجري من تحت الطاولة بين الأحزاب الثلاثة ليكود ، كاديما اعتذرت عن المشاركة والعمل معنى ذلك أننا نحن أمام 68 صوتا كافيا من هذه الكتل الثلاث التي عمليا متحالفة بشكل أو آخر في الحكومة القائمة باستثناء الليكود الذي كان مؤيداً للحرب على غزة(...) إلا إذا قرر نيتنياهو(الليكود) تعديل وإعادة بناء النموذج السياسي الإسرائيلي أي إعادة بناء طريقة الحكم، مشيرا الى أن الأحزاب الصغيرة ما تزال تشكل بيضة القبان وأضاف خروب يمكن استخلاص العبر من قصة الانتخابات بورقتين ورقة رئيس الوزراء وورقة الكنيست إذ اثبت هذا النظام عقمه لذا بدأت بعض الأحزاب تتململ مطالبة برفع نسبة الحسم الى 5% أو إلى 7% على الطريقة التركية بدلا من النسبة الحالية 2%.

وأشار بانه يمكن لنتنياهو أن يذهب باتجاه اليمين والتحالف مع الأحزاب الدينية ومع إسرائيل بيتنا والإتحاد الوطني ووقتها يصبح الكلام على الحكومة المعتدلة (..) مجرد لغو كلامي وتسويق واضاليل مكشوفة عن السلام وحتى عن السلام الإقتصادي الذي يطرحه نتنياهو على الفلسطينيين.

وأوضح خروب أن مدى تأثير الحكومة الإسرائيلية على الأردن مرتبط بمسألة نوع الاتفاق الذي سيكون بين الفلسطينيين في أواخر شباط الحالي إذا أثمر الحوار عن نتيجة تذكر (...) وأما بالنسبة للموقف الدولي من نتائج الإنتخابات فانه بدا صامتا ولم يبد أي قلق بل بالعكس الذين يبدون قلقا أو نوعاً من الحرج يقولون هذه ديمقراطية وإسرائيل دولة مؤسسات.

وبين أن نتائج الانتخابات لم تكن مفاجئة بل كانت فقط في عدد الأصوات وكلنا نعلم ان الاستطلاعات ما قبل حرب غزة كانت تتحدث عن 36 مقعداً لليكود مضمونة، وعن تفتت حزب اللاجئين الذي اسمه كاديما، والذي كان مفاجئاً في الانتخابات: اولا اندحار الحركة الجديدة او اليسار الجديد (ميرتس ) التي في كل الظروف تحصل على 7-8 مقاعد خصوصا عندما أصبح (حاييم أرون) رئيسها - لكن هذه الحركة ابدت انتهازية شديدة حيث منحت التأييد لعملية الرصاص المسكوب على غزة - وان هناك جزءاً كبيراً من اليسار سواء في ميرتس أو لحزب العمل (اليسار) ذهبوا باتجاه التصويت الى ليفني لصد نتيناهو وهذه مسألة يبقى الإسرائيليون وحدهم قادرين على تفسيرها أكثر منا نحن العرب لسبب بسيط أن الجيش في معظمه يمين، مع إن هناك 4000 صوت من الجيش ذهبت للقوائم العربية الثلاث أولها الجبهة الديمقراطية ثم الحركة العربية وبعدهما التجمع الوطني. علينا أن ندقق كثيرا تجاه من يقولون أنهم معنيون بالشأن الإسرائيلي وإن يتم التدقيق في بعض المظاهر لكي نرى إسرائيل بطريقة اعرف عدوك بالطريقة الصحيحة وليس التي نتمناها.

أما المفاجأة الأخرى ما حققته القوائم العربية الثلاث في الانتخابات، إذ انها حصلت على 11 مقعداً رغم محاولة شطب قائمة عزمي بشارة وقالو ان عزمي بشارة كان استثناء وجاء جمال زحالقة وحافظوا على مقاعدهم الثلاث و الجبهة حققت مقعداً إضافياً ( وأصبح لها 4 نواب ).

من هنا فان أي تحليل سياسي أو أي مقاربة تقول أن الحكومة يساراً أو وسطا أو يميناً متطرفا مرهونة بما تسفر عنه المشاورات ومحاولات تشكيل الائتلاف الجديد.

لا فرق بين اليسار واليمين

وقال العين الدكتور كامل العجلوني : أن الذي يحرك دولة إسرائيل هو العقيدة اليهودية ولم يحدث أي تغيير في الإنتخابات إلا بالمسميات منذ زمن ( بن غوريون ).

وأكد أن فكر ( ليبرمان ) امتداد لفكر ( بن غوريون ) الذي يقوم على طرد العرب من فلسطين ذلك أو بقائهم خدما.

و أنه لم يحدث في تاريخ إسرائيل إن جاء حاكم لا يؤمن بهذه الأمور، فالجميع يعرف أن ما حدث في فلسطين أثناء حكم حزب العمل وغيره لم يختلف عن ( شامير ) أو حتى ( ليبرمان).

وعليه استنتج قائلا انه لذلك يجب أن نفهم أن الصراع مع اليهود أو الفكر اليهودي هو الفكر الديني الذي يقوم على أن اليهودي شيء والآخر شيء آخر. لكن الصهيونية هي أداة لتنفيذ الفكر اليهودي والعدو الحقيقي بالإضافة الى اليهود تلك الظاهرة المتمثلة بالمسيحية المتصهينة، لذلك لا يوجد حزب في إسرائيل حاليا وسابقا يعطي أي شيء... لا قدس ولا ارض ولا وقف استيطان ولا اعتراف ، و أن ما نسميه اليسار غير المتطرف كان أكثر سوءا من الناحية العملية من اليمين ، لافتا إلى أنه لا فرق بين اليسار أو اليمين وإنما هم صهاينة عندما يذكر اليسار واليمين للتحليل من اجل السلام.

وأشار إلى أن اليهودي لا يقبل المسلم والعربي كانسان متسائلا عن أي سلام نتكلم عنه وأي سلام حصلنا عليه من 48 الى اليوم؟.

وبين أن الجميع يدافع عن الحكومة أو رأي حكومة أو عن مجموعة، بينما لا نتعرض للفكر اليهودي مشددا على ضرورة إعادة النظر في فكر هذه الأمة، وليس في انتخاباتهم، ولا نضيع في الشرعية الدولية وما يريده الأمريكان.

وان هناك ضرورة في التحليل الفلسفي هو لمعرفة عدونا ومعرفة الفرق بين هذا وذاك.

الدعوة الإسرائيلية للسلام خداع للرأي العام المحلي والعالمي

وأشار المحلل السياسي غازي السعدي إلى وجود أزمة حكم في إسرائيل ناجمة عن نظام سياسي والنظام الانتخابي، مبينا أن إسرائيل حاولت قبل عشر سنوات تغيير طريقة الانتخابات بحيث ينّصب رئيس الحكومة مباشرة من الناخبين، إلا أن هذا النظام فشل ليعود العمل بالنظام القديم.

وعزا أسباب الفشل الى كثرة الأحزاب وبخاصة الصغيرة منها إذ أنها تبتز الحكومة أو رئيسها في مطالبها الكثيرة، و هناك عدة أحزاب بعد الانتخابات تطالب بتعديل النظام السياسي الانتخابي في إسرائيل.

وبين أن نظام الانتخابات في إسرائيل هو نظام نسبي يعتبر إسرائيل دائرة واحدة ومن يصوت في شمال البلاد أو جنوبها يحسب هذا الصوت عند فرز الأصوات ، و عدد الناخبين تجاوز 5 ملايين ناخب منهم نحو 500 ألف من المواطنين العرب داخل الخط الأخضر و 500 ألف إسرائيلي مقيمين في الخارج، وقائمة الانتخابات بلغت 34 قائمة نجح منها 12 والبقية لم يحصلوا على نسبة الحسم والبالغة 2%.

إن نسبة صناديق الاقتراع في المستشفيات والسجون والجيش والمعاقين كانت نسبتها اقل من الانتخابات السابقة، بينما كانت نسبة المواطنين العرب أعلى بقليل ويرجع ذلك الى تصريحات ليبرمان حول طرد عرب 48،وفيما يتعلق بأصوات الجيش فان الانطباع لدى لجنة الانتخابات ان نتائجها تعبر عن يأس بين الجنود الذين أدلوا بأصوات ليست فقط لقوائم عربية وانه بوجود بطاقات ملغاة تحدثت عن حماس وعن عزمي بشارة وجلعاد شاليط الأسير كانت مختلطة فكان التحليل الإسرائيلي حولها إن الجيش غير راضٍ عن ذلك.

وفي التحليل السياسي للنتائج يتوقع السعدي ان يشكل الحكومة نتيناهو الذي تحالف معه 65 نائبا بين اليمين المتطرف والأحزاب الدينية هو الذي سيكلف بتشكيل حكومة، لأن ليفني مع أنها حصلت على 28 مقعدا فأنها لن تستطيع أن تحصل على تزكية من 61 نائباً وحتى لو كلفت بتشكيل حكومة بديلة لحكومة اولمرت وكانت فشلت ولم تستطع جمع 61 فما فوق من النواب أو أغلبية النواب لتأييدها عند تكليفها قبل شهرين .

وأشار الى لعبة ذكية جدا من قبل ليبرمان رئيس حزب إسرائيل بيتنا الذي حصل على 15 مقعدا زيادة بواقع 4 مقاعد عما كان له في الانتخابات السابقة من خلال تفاوضه مع نتيناهو و ليفني ويريد ابتزاز نتيناهو ليجلس معه ويضع شروطه.

ووقف السعدي عند ابرز تلك الشروط ومنها: تعديل النظام الانتخابي في إسرائيل و تشريع قانون المواطنة ضد المواطنين العرب داخل الخط الأخضر و السماح للحافلات العامة في أيام السبت للعمل مع انه ممنوع دينياً وفتح المحلات والحوانيت بالذات محلات بيع لحمة الخنزير الممنوع ايضا والزواج المدني والزواج الذكري ( زواج المثليين).

وهذه الشروط خفضت عدد النواب الذين يؤيدون نتيناهو من 65 الى 50 نائبا، في هذا الوقت قامت الأحزاب الدينية المحسوبة ضمن الـ 65 وعددها 16 نائباً بتحالف لمنع شروط ليبرمان، مبينا أن المشكلة معقدة جدا لتشكيل الحكومة إلا أنه رأى أن الحكومة ستشكل على الغالب في تحالف اتحاد يشارك فيه الليكود وأحزاب أخرى.

وبالنسبة للعملية السلمية السياسية، فان الموضوع سيبقى معلقاً، إلا أن الدعوة لها (العملية السلمية) قد تكون قائمة، لخداع الرأي العام المحلي والعالمي واستمرار اللعب في إضاعة الوقت والاستمرار في العمليات الاستيطانية.

إسرائيل تعاني ازمة قيادة

من جهته أكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة اليرموك الدكتور أحمد نوفل أن اليسار الإسرائيلي خسر في الانتخابات الأخيرة وهذا ما حصل عام 1977 عندما وصل الليكود الى السلطة و اصبح حزب العمل ثانيا، و إسرائيل تمر في أزمة ليس بكونها فقط كيانا سياسيا غريبا في المنطقة بل أيضا لأنها تعاني من أزمة قيادة فلا توجد قيادة إسرائيلية حقيقية تقود المجتمع الإسرائيلي.

لان المجتمع الإسرائيلي لم يجد بعد 60 عاما سوى انتخاب أشخاص فشلوا من قبل وعادوا من جديد الى السلطة ، مع ملاحظة - واضاف - تراجع أهمية جنرالات الجيش في قيادة إسرائيل سياسيا بالمقارنة مع سطوة العسكريين على السلطة السياسية سابقا، فنتنياهو وليفني استطاعا النجاح كونهما ليسا من خلفية عسكرية (وأن كانت ليفني مع الموساد سابقا)، أما باراك العسكري، فلم ينجح، لأن ألازمة الأخيرة مع غزة ستنعكس على التعامل بين الليكود وكاديما، والحكومة القادمة وبلا شك ستكون حكومة متطرفة.

واشار الى أن المشكلة في الجانب العربي الذي من واجبه ابراز الكيان الصهيوني المتغطرس في ممارسته ضد الفلسطينيين والعرب منذ عام 1948 والى الآن.

وقال أن الأيام القادمة لن تكون أفضل من الأيام السابقة وبالتالي هناك فرصة ذهبية حاليا لتحقيق الحوار الوطني الفلسطيني وإنجاح نوع من المصالحة الوطنية الفلسطينية مع وجود دعم عربي لأجل دعم الموقف الفلسطيني لافتا في حال عدم انجاح ذلك، فلدينا بديل وهو المقاومة التي أبدت خلال العدوان الإسرائيلي على غزة ما عجزت السلطة عن تحقيقه خلال سنوات.

و بالتالي لا بد من الأخذ بالاعتبار مفهوم المقاومة والتعامل معها لان الولايات المتحدة الامريكية بإدارتها الجديدة والمستشارين الذي هم أكثر تطرفا ممن كانوا في عهد الرئيس بوش ، فإنني اشك انه من الممكن لأوباما ان يضغط على الحكومة الإسرائيلية القادمة.

الشعب الإسرائيلي اختار الأمن وليس السلام

وقال وزير التنمية السياسية -أمين عام حزب اليسار التقدمي الأردني- موسى المعايطة أن الشعب الإسرائيلي لم يختر السلام بل اختار الأمن الذي برز في جميع الحملات الانتخابية لكل الأحزاب السياسية كقضية أساسية، ولم تكن القضايا الاقتصادية وغيرها بذات الاهتمام، رغم الأزمة الاقتصادية التي يمرون بها، والإسرائيليون لا يفكرون كما يفكر العرب، إذ انهم دائما متطرفون دفاعا عن مصالحهم، تحت غطاء أن المجتمع الإسرائيلي، مجتمع ديمقراطي والمواطن الإسرائيلي يختار على أساس قناعاته الأساسية ولا احد يستطيع ان يفرض عليه حلاً وفي النهاية يختار ما يريد.

وفي انتخاباتهم يختارون الأقوياء الذين يحافظون على أمنهم، فهم قد أعطوا مكافأة لكاديما و ليفني من الأصوات التي حصلت عليها وكانت مكافأة لها نتيجة ما قامت به في عدوانها على غزة ومع ذلك فوضوا (نتيناهو) لأنهم يعتقدون بأن نتينياهو هو الذي يحافظ على أمنهم، فإذن الهاجس الوحيد الذي يسيطر على المجتمع الإسرائيلي هو قضية الأمن وليست قضية السلام وهذه القضية التي يجب علينا مواجهتها والتعامل معها.

وكذلك زيادة عدد أصوات (ليبرمان) لأنه لا يريد التسوية ولا سلاما ولا إخلاء مستوطنات وأيضا لا يريد عربا إسرائيليين داخل إسرائيل ويريد إخراجهم خارج المنطقة، لأن باستلام نيتناهو رئاسة الحكومة فانه لن يكون هناك مفاوضات ونحن نعرفه ورأيناه سابقا من حيث شكل حكومته نهاية تسعينات القرن الماضي.

والسؤال الأساسي الذي يجب ان نفكر فيه هو هل نستطيع أن نحقق وحدة وطنية ، وبدون وحدة وطنية لن يكون هناك تقدم للإمام وليس بالسلام فقط حتى بالمقاومة، وإذا لم يكن هناك تحقيق للوحدة والسؤال هل هذا سيشكل خطراً على الأردن في ظل مثل هذه الحكومة؟

استراتيجية السلام لدى إسرائيل كسب للوقت من جانبه

قال النائب الأول للامين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي الدكتور ارحيل الغرايبة لا أؤمن بمصطلحات اليمين واليسار لأنها ليست دقيقة وهي في المجتمع الصهيوني اقرب الى الضبابية وعدم الصحة لان شارون الذي كان رمز اليمين المتطرف أصبح من مؤسسي حزب كاديما الوسط وصار رمزا للوسطية .

و بيريز الذي كان زعيم الاشتراكية واليسار الصهيوني هو الذي يتكلم عن دولة يهودية نقية ويتكلم عن استحالة إقامة دولتين في ارض فلسطين وأيضا كانوا يؤمنون بإستراتجية الطرد ويعني طرد أهل فلسطين شرعيا وإحلال اليهود مكانهم، ووفق هذه المعادلة سيصبح الكيان الصهيوني في خطر.

وأوضح أن هذه المقولة صحيحة لأن المجتمع الصهيوني مجتمع مرعوب جاء على جماجم وأطفال ونساء وشعب يسكن هذه الأرض واستمراره بهاجس الأمن والأمان وكل قائد يأتي يرفع شعار الأمن ينال أصواتا كثيرة وأيضا يرفض حق العودة للفلسطينيين وإذا كان هناك اختلاف فانه يتمحور حول السماح لبضعة آلاف و عبر عشرات السنوات يرفضون الانسحاب الى حدود 67 بشكل مطلق، ويرفضون التخلي عن القدس كعاصمة أبدية وموحدة وهذا ما اقره معظم زعمائهم (اليسار) ويرفضون أيضا فكفكة المستوطنات ويرفضون قيام دولة فلسطينية كاملة السيادة على ارض فلسطينية ويمكن اكبر سقف تكلم عنه القادة الصهاينة هو حكم ذاتي وهذا الحكم الذاتي يتضاءل والضفة الغربية لم تعد ضفة غربية وهي عبارة عن (22) جزيرة معزولة يفصل بينها (578) حاجزا رئيسيا إسرائيليا.

ونوه الى الضم اليومي للأرض متسائلا فكيف يكون هذا الحكم وكيف يكون شكله وإذا كان هناك اتفاق بينهم فانه يجري على ثوابت وباعتقادهم ان فلسطين دولة يهودية نقية وبوش أيد هذا القرار وأقر هذا الرئيس يهودية الدولة ويتفقون على توطين الفلسطينيين في أماكن تهجيرهم.

وبين أن استراتيجية السلام لديهم هي كسب للوقت و الإستمرار في الإزعاج للعرب وزجهم في متاهة الحديث عن السلام وهذه المتاهة تستمر عبر سنوات وأجيال حتى تتمكن الدولة الصهيونية القيام بتحقيق أهدافها على اكبر قدرممكن.

وعرض أبرز المخاطر الإسرائيلية ومنها: محاولة تغيير خريطة الصراع العربي - الإسرائيلي الإسلامي ضد مشروع صهيوني استيطاني استقصائي إحلالي ديني عنصري متطرف الى وجه آخر من الصراع، يتمثل بحرب بين حلف معتدل سلمي ومحور متطرف إرهابي، إضافة الى الانتقال الى استراتيجية فرض الحل من طرف واحد وهذا هو هدف شارون سابقاً وهذه الاستراتيجية يؤمن بها الصهاينة وأيدتها أمريكا وأصبحت استراتيجية معمول بها في إسرائيل، واستمرار البحث عن دول لتوطين المهجرين الفلسطينيين وبطرق مختلفة وتحت صيغ مختلفة.

الأحزاب الدينية العامل المشترك بين الحكومات الإسرائيلية

ويلاحظ أستاذ العلوم السياسية في جامعة اليرموك الدكتور نظام بركات على الحكومات الإسرائيلية خلال الفترة السابقة أن عمرها - غالباً - اقل من فترة الانتخابات التي تحدث بالكنيست، أي أن الحكومة تقضي بمعدل ثلاث سنوات او اقل ، كما أن هناك قضية أخرى هي مشاركة الأحزاب الدينية في الحكومات حيث كانت تنتقل رئاسة الحكومة ما بين الأحزاب اليمينية الى الأحزاب اليسارية او العمالية ولكن باستمرار كانت الأحزاب الدينية هي العامل المشترك ما بين كل الحكومات الإسرائيلية.

وقال ان الأحزاب الإسرائيلية كانت تعتبر إنها هي القادرة على تشكيل الحكومة أو تمنع تشكيلها لأنها كانت مثل ما يسمونها (بيضة القبان) والتي هي المرجحة لأي حزب وهذا ما كان يعطيها وزنا يفوق وزنها الحقيقي في الانتخابات وهي القادرة على ترجيح كفة من الكفتين المتساويتين، غالباً.

وبين أن الانتخابات الأخيرة كما هو واضح كانت عبارة عن تشتت ولم يعد هناك صراع بين حزبين رئيسين العمل والليكود كما كان سابقا وبالتالي توزعت القوى بين أربعة أحزاب متقاربة وعليه زادت الأمور تعقيدا.

وعليه هناك مشكلة في تشكيل الحكومات الائتلافية وهذه الحقيقة يعرفها الكثير من الناس بأن الحكومات في إسرائيل من قبل الى الآن هي حكومات ائتلافية ولكن هذه الحكومات غالبا ما كانت تتم ما بين أحزاب غير متجانسة.

أن هذه الحكومة تشمل أحزابا متناقضة ومع ذلك هناك قواسم مشتركة أخرى غير انقسام اليمين واليسار هناك ايديولوجية صهيونية مع الثوابت الصهيونية موجودة في سياستهم جميعا، وهناك قواسم مشتركة جعلت الأحزاب مختلفة، حتى (ميرتيس) الذي يعتبر يسارياً تحالف مع أحزاب دينية في حكومة واحدة.

واضاف أن النتائج المترتبة على الحكومة الائتلافية الحالية هي ان أي وزير يتسلم وزارته يعتقد بأنه وزير لوزارته ولحزبه وليس الى رئيس الحكومة وبالتالي حين يجلس في هذا المنصب يحاول تنفيذ سياسة حزبه وليس سياسة الحكومة وبالتالي يعتبر الوزارة جزيرة خاصة به نالها بحكم تأييد حزبية له وبالتالي فهو مدين بوظيفته الى حزبه وعليه ان ينفذ أوامره وسياسته التي ليس لها علاقة بالحكومة حسب منهجية حزبه مثل (شارون) سابقاً وبصورة منفردة ودون مراعاة لسياسات الحكومة الرئيسية.

الحكومات الائتلافية لديها مشكلة، وهي عدم اتخاذ قرارات حاسمة، و حين تناقش قضايا حاسمة وتميل الى عدم اتخاذها، وهذا الاتجاه الآن في أوجه حيث هناك 3 أو 4 أحزاب رئيسية وهذه الأحزاب حين تتفق على سياسة موحدة في قضايا التسوية التي لن تحدث وهي مهددة في لحظة بالانهيار ولن تكون حكومة مستقرة، وهمها الوحيد مشكلة الأمن (على اثر قضية غزة) التي عمقت هذه المشكلة.

أن تشكيل الحكومة القادمة قد يكون اقرب الى (حكومة الوحدة الوطنية) كمسمى حيث تكون مابين الحزبين الرئيسين.

تحت رؤى الكيان الصهيوني المتطرف لأن الثقافة السائدة في هذا المجتمع هي ثقافة عنصرية وثقافة قائمة على القوة وكلما زادت القيادات تطرفا زادت نسبتها في النجاح وكلما تطرفت القيادة زادت فرصتها في الوصول الى الحكم.

إسرائيل اليوم غائبة ومتراجعة

الى ذلك قال مدير مركز دراسات الشرق الأوسط د.جواد الحمد إن إشكالية القراءة في الانتخابات الإسرائيلية تاريخيا وتقليدياً، تتوقف غالباً بانتظار المخرج الأمريكي والمخرج الإسرائيلي دون مراعاة للسياسات العربية وهناك خلفية ايديولوجية لهذه القيادات هي الجامع المشترك بين مرتكز القوة التي تشكل حكومة ائتلافية أو حكومة صهيونية وهيمنة دولة إسرائيل في المنطقة.

وفي قراءة هذه الإشكالية، لا بد من الإشارة الى نقطتين، الأولى، الكيان النفسي أي كيف ستؤثر هذه التركيبة الجديدة على قوة الكيان أو ضعفه وأثره على تركيبته الاجتماعية والعلاقات الداخلية والسياسية؟ الثانية ... كيف ستؤثر هذه الانتخابات علينا في التطرف المعهود في المواقف وليس من ناحية التحول تجاه التعامل معنا؟

ليس هنالك قرار استراتيجي في إسرائيل لا في عهد رابين ولا في عهد غيره بسلام استراتيجي كخيار وحيد في التعامل مع العرب و هذا لن يكون في حكومة ولا داخل حزب في الكنيست الإسرائيلي، بالمقابل فإن العرب والفلسطينيين رددوا مرارا وتكرار بأن السلام خيار استراتيجي وأصبح خيار وحيد وليس هناك عاقل في التاريخ يقبل في ان يكون قائد أو زعيم لديه خيارا وحيدا ، منتقدا القيادات العربية التي تدعي الخيار الوحيد، مشيرا الى أن من مزايا حركة حماس أنها اتخذت سياسة مفتوحة التي أعطت حماس فرصة مناورة واسعة النطاق.

وقال أن القراءة تنطلق من منطلقين الأول داخلي يتعلق في دينامكية إسرائيل، وكيف تتعامل معها وكيف تتعامل مع العرب و ان الظرف التاريخي الذي يخوض فيه المشروع الصهيوني منذ عام 2000 هو مأزق حقيقي للمشروع الصهيوني الذي وصل الى حائط مسدود بانتفاضة 2000 ، حيث أنشىء عصر جديد للتعامل مع إسرائيل لم يسبق له أن كان، في عام 2000 حصل انعطاف تاريخي في الأداء الفلسطيني وتحول المشروع الصهيوني ليضع نفسه أمام مأزق حقيقي ركزت على حماية الكيان من أن يتآكل داخليا وان يضرب من الخارج ضربات قاصمة.

واشار الى أن جهودا مضنية بذلت لوضع عصي في دواليب انتفاضة عام 2000 ومنعها من إنجاز مشروع يقوم على إنهاء احتلال الضفة والقطاع، مع أن ذلك كان متاحا لولا تدخل الدول العربية ومنظمة التحرير الفلسطينية تدخلا سلبيا وليس ايجابيا.

وأبدى استغرابه من ان البعض يرى انه لا يمكن محاربة إسرائيل ولا يمكن القضاء عليها، وبالتالي يتعامل معها على خيار التسوية والسلام والتعايش وهذه أحلام خصوصا بعد تجربة 2006في جنوب لبنان ، التي أعطت مؤشرا خطيرا وبعدها تجربة غزة لتكريس هذا المؤشر بشكل أعمق وأكثر اتساعا وأكثر قوة.

أن الادعاء بعدم القدرة على محاربة إسرائيل هو ادعاء للمحافظة على إسرائيل بناء الجدار العازل وقضية الفصل جميعها قضايا أمن داخلي لإسرائيل لحمايتها من التآكل.

وبين أن هنالك ثلاثة معطيات للجانب العربي بعيدا عن القطرية والإقليمية مع الأخذ بالبعد الإسلامي، للتعامل مع الأمر، وهي الوحدة الوطنية الفلسطينية، وان هذه الوحدة ان لم تقم على أساس استراتيجية المقاومة لإسرائيل، ستكون وحدة هشة ما تلبث ان تنفك كما انفكت قبلها أيام منظمة التحرير وحماس وليست حماس المشكلة فقط هناك دائما يوجد انشقاقات.

ثانيا: الاتفاق على تبادل الأدوار وهذا ما لم يتقنه العرب ولا الفلسطينيون حتى الآن ولكن إسرائيل تحاول نقل الكرة من بيننا وبينها لتصبح محورا جديدا شائكاً من حين الى حين ، لأن إسرائيل أصبحت الخطر الرئيسي على مستقبل الأمة العربية والأمن القومي العربي والقضية الفلسطينية وهذه أسئلة استراتيجية في حياتنا العربية، ويتوقع ان تزول وهناك دراسة تقول ان المنحنى الصهيوني في نزول منذ عام 2000 وهو في انحدار و مصيره الى زوال.

والجانب العربي يجب ان لا يبقى يعلق آمالا كبيرة وان يتمتع من تقديم تنازلات مسبقة للإسرائيليين ويجب أن يتحول العرب الى دعم المقاومة، وآخرها نظرية حظر السلاح وهي نظرية معادية للشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية والحقوق العربية ومعادية للأمة العربية.

ثالثا: نحتاج لإرسال رسائل الى إسرائيل تكون واضحة المعاني بان تتخذ سياسات أخرى غير القائمة منذ عدوانها في 1948، ومنذ ما يسمى احداث السلام العربية معها اليوم.

إنكار المحرقة

من جهته أكد الكاتب الصحفي خالد محادين أنه لا يوجد في إسرائيل يمين أو يسار أو وسط هناك مسألة (توراتية) لا يمكن للإنسان الخروج عنها حتى البابا، الذي صرح ان من ينكر محرقة غزة ينكره الله، بحسب محادين.

وقال أن موضوع الوطن البديل هي ورقة (قذرة) تستخدم لضرب العلاقات الأردنية الفلسطينية داخل المجتمع الأردني مشيرا الى انه لا يمكن لإسرائيل ان تقبل دولة فلسطينية على حدودها وهذا مستحيل.

ان ليفني والدها إرهابي ووالدتها إرهابية ونفذت عمليات إرهابية معتبرا أن بيتا كهذا لا يخرج راهبات إنما يخرج إرهابيات وقتلة كما حدث في غزة، .

واضاف للأسف نحن لا نزاوج بين العمل السياسي والعمل المسلح كما يعتقد محمود عباس الذي اعتبر ان حماس اخطر عليه من الإسرائيليين.

وقال أن الكيان الإسرائيلي بلغ ذروته وبدأ عملية النزول ومن كان يتصور ان هذا الجيش الذي لا يقهر يأتي الأوروبيون لحمايته بالسلاح وتأتي رايس للتوقيع على اتفاقية أمنية وهذا ما تفعله الدول الصغيرة وليست إسرائيل التي هددت الإتحاد السوفيتي بعظمته ذات مرة وقال ان الإسرائيليين يدعون دائما بعدم وجود طرف فلسطيني أو عربي يفاوض ، لسببين انهم (الإسرائيليون) لا يحترمون الرسمية العربية وأن أي اتفاقية سلام هي بين الرسمية العربية وهذا العدو يلغيها البيان الأول، كما قال موشيه دايان ذات مرة لأن هذا السلام بين قيادات أما على مستوى الأمة العربية لا يوجد 5% يريدون سلاما نهائيا معها.

وبين ان انتصار حزب الله اثر تأثيرا كبيرا عام 2006 و كذلك حركة حماس في حرب غزة ومحمود عباس انتهت ولايته كرئيس للسلطة الفلسطينية ولا وجود للحكومة اصلا، لان حكومة تصريف الأعمال لم تأخذ ثقة المجلس التشريعي الفلسطيني.

أزمة حكومية أم إقليمية

وفي مداخلة للدكتور خالد الشقران، قال ان الانتخابات الإسرائيلية هي لعبة كسب للوقت وكسب لمزيد من التغيرات على واقع الأرض والدليل على ذلك أن إسرائيل عندما كانت تصل الى مفاوضات سرية أو علنية أو ضغوط دولية لمرحلة حاسمة بتاريخ القضية الفلسطينية أو الصراع العربي الإسرائيلي يحدث هناك انتخابات و تتظاهر من خلالها أمام الرأي العام العالمي بأنها دولة ديمقراطية وبالتالي تتوفر انتخابات وديمقراطية ، ودلل على عدم استجابة إسرائيل للضغط الدولي كما حدث في قرار الأمن الدولي تجاه مجزرة غزة بالإشارة الى أن صاحبة الفرصة الكبرى لرئاسة الحكومة الإسرائيلية هو نتينياهو.

وعن الانتخابات الإسرائيلية، علق خروب بالقول أن الانتخابات الحالية لم تتم نتيجة أزمة إقليمية إنما نتجت عن أزمة ائتلاف حكومي عندما أعلن اولمرت انه يستقيل بعدما فقد رئاسة كاديما وأوكلت المهمة لليفني التي لم تستطع ان تشكل ائتلافا ، وأن الانتخابات المبكرة كانت مقررة أصلا بعد لجنة فنغراد.