قيم الدولة الاردنية

03/08/2021

الحباشنة: الأردن تجاوز كل الأنواء السياسية والعواصف الفكرية


الثلاثاء, 03 آب2021

حاضر في «الثقافي الملكي» حول قيم الدولة الأردنية

عمان - إبراهيم السواعير

أكّد الوزير الأسبق والكاتب السياسي المهندس سمير الحباشنة رسوخ القيم الأردنيّة ومرونتها في التسامح واستيعاب كلّ المستجدّات، مستعيداً محطات مضيئة ومشرّفة، التحمت فيها القيادة الهاشميّة والشعب، بما شكّل أنموذجاً له حضوره على المستويين العربي والعالمي، من خلال الرؤى الوطنية والقوميّة المستمدّة من رسالة الثورة العربيّة الكبرى ونضال الهاشميين وفكرهم عبر مئة عام من تأسيس الدولة الأردنيّة.



وقال الحباشنة رئيس الجمعية الأردنية للعلوم والثقافة، في المحاضرة التي ألقاها مساء أول من أمس، في المركز الثقافي الملكي وحاوره فيها مدير مركز الرأي للدراسات الزميل هادي الشوبكي بحضور مدير المركز الثقافي الملكي د.سالم الدهام، إنّه وبالرغم من كلّ الأنواء السياسيّة والعواصف الفكريّة التي أرادت النيل من وحدة الأردنّ وكينونته، ظلّ بلدنا يتجاوز كلّ مرحلة صعبة يمرّ بها، برؤية واثقة وخطوات واضحة ومحسوبة نحو المستقبل، كان فيها دائماً مع وحدة الصّف العربي وتلاحمه ونبذ كلّ الخلافات وحلّها، في ظروف كان يغيب فيها كثيراً صوت الحكمة والعدالة والعقل.

وعلى المستوى الداخلي، عرض الحباشنة للنسيج الأردني الواحد وتآلف مكوّناته سياسيّاً في فسيفساء تحترم الهوية الوطنية الجامعة لبلد يؤمن بقيم التنوّع والحريّات والتسامح، ويعلي من شأن التعددية، وهو ما رآه سرّ بناء الأردن واستمراره عصيّاً أمام كلّ محاولات التفرقة أو أجنداتها في العِرق والدين والمعتقدينِ: الديني والسياسيّ، على حدٍّ سواء.

واستند الحباشنة في عرضه مجموعة النماذج الوطنية، إلى وثائق أجنبيّة منصفة ومذكّرات للقادة الهاشميين والسياسيين الأردنيين من الرعيل الأوّل، مثل مذكرات الملك المؤسس عبدالله الأول ابن الحسين، ومذكرات رئيس الوزراء الأسبق مضر بدران، ومؤلفات المؤرخ أفي شلايم، وكثير من الكتب التي كانت بمثابة شاهد عيان على قيم أصيلة لم يتمّ التضحية بها، وتتجلّى اليوم بأسمى معانيها من خلال فكر جلالة الملك عبدالله الثاني ورؤيته لمستقبل الأردن والعرب والإنسانيّة جمعاء.

كما تحدّث عن تحديات الحاضر وآفاق المستقبل وظاهرة مغازلة الإعلام للبسطاء من الناس عبر أرض رمليّة لوسائل التواصل الاجتماعي، تغري بفقدان الثقة الوطنيّة وبثّ التناحر والعصبوية والافتئات على الآخر، مؤكّداً أنّها قيم غريبة عنّا كأردنيين ويمكن بسهولة تجاوزها بالوعي والحكمة وتغليب صوت الوطن على كلّ صوت.

وأعرب الحباشنة عن اعتزازه بالتعاطي الإنساني والأخلاقي للنظام الأردنيّ مع الصوت الآخر واستيعابه والاستماع له، فلم يكن دموياً يوماً، وظلّ محجّاً لالتقاء الرؤى والأفكار السياسيّة والفكريّة على الأرض الأردنيّة، تدلّ على ذلك شواهد محطات الوفاق والاتفاق، والسعي الأردني الدائم لرأب الصدع العربي، وتأكيد الموقف الأردني الداعم لقضيّة فلسطين، خصوصاً وأنّ شعبي البلدين شكّلا وحدةً ناجحةً ومشهودةً للجميع.

وقال إنّ مساحة الحريّة التي يتمتّع بها الأردن كانت عامل ثراء في تبادل الأفكار والقراءة من أكثر من جانب، مدللاً بأحاديث سياسيين عرب قدامى لجأوا إلى الأردن بأفكارهم ورؤاهم ووجدوا فيه مناخاً طيّباً للتعبير السياسيّ والفكري الذي يستعيدونه اليوم في لقاءاتهم وأحاديثهم ومقارناتهم لواقع المنطقة العربية بين الأمس واليوم.

ودعا الحباشنة الشباب الأردني والنخب الثقافية والسياسيّة إلى الحفاظ على المكتسبات الوطنيّة التي حملتها قيمنا الأصيلة ونفتخر بها، مؤكّداً المنجز الأردني والهوية الوطنيّة الناجزة التي ندخل بها مئوية الدولة الثانية بكلّ عزيمة نحو تحقيق الحلم الذي بات حقيقةً، كما دعا الإعلام إلى إنصاف الأردن ومواقفه والكتابة بمهنيّة وموضوعيّة أمام جهود جلالة الملك وحضوره الكبير في المحافل الدولية لخدمة العرب وقضاياهم في ظروف صعبة على الجميع.

وكان الزميل هادي الشوبكي في معرض تقديمه المحاضر، انطلق من يقين الأردنيين بقيم الدولة الأردنية صاحبة الرساله الجامعه التي تحمل إرث الثورة العربية بقيادة هاشمية، كما أنّ قيمها حاضرة منذ التأسيس، وخلال مئويتها الأولى ظلّت تتمتع بالعدالة والحرية والتسامح والكرامه والإرادة والريادة والحداثة. وقال إنّ المهمّ اليوم هو كيف نواجه تحديات المستقبل، التي تعبر عن قدرة الدولة في التغلب على مشاكلها، في ظل عالم سريع التغيّر، فيه الكثير من التحولات الجارية في مجال القيم في عالم جديد، من خلال تفاعلات العلاقات الدولية في المجال السياسي والاقتصادي والإعلامي والاجتماعي والثقافي، إضافة إلى بروز تحدي التطور التكنولوجي في أدوات الاتصال بشكل كبير وما يفرزه ذلك من معارك مفتوحة على منصاتها، وهو ما يشكّل تحديات كثيرة.

ولقيت المحاضرة تفاعلاً ومشاركةً أكّدت أصالة ومرونة القيم الأردنيّة ودورها في بناء الدولة، بحضور نخبوي وإعلامي وثقافي متنوع، وهي المحاضرة التي استهلّ بها المركز الثقافي الملكي أولى فعالياته ونشاطاته لموسمه الفكري والثقافي لهذا العام.