واقع ومستقبل العمل الثقافي في الأردن

مركز الرأي للدراسات

ايار 2004


مقدمة

شهدت الأوساط الثقافية الأردنية حالة من الإرباك والتعويم الإداري للشؤون الثقافية منذ الخامس والعشرين من تشرين أول الماضي، وهو اليوم الذي تم فيه تجميد وزارة الثقافة وإبقائها دون وزير او مجلس أعلى او أي تشكيل إداري يملأ الفراغ الذي حدث جراء هذا التجميد.وقد أثار هذا الفراغ موجة من التساؤلات حول ما اذا كانت الحكومة أسقطت من أجندتها قضايا الثقافة والمثقفين، غير ان الزيارات التي قام بها دولة السيد فيصل الفايز رئيس الوزراء الى عدد من الهيئات والمؤسسات الثقافية، ولقاءاته بأعضائها وحواراته معهم، اضافة الى الحوار الموسع الذي نظمه مركز الرأي للدراسات والمعلومات بحضور دولة رئيس الوزراء، ووزير التنمية السياسية، ووزير الدولة الناطق الرسمي باسم الحكومة، وبمشاركة عدد من المثقفين وممثلي الهيئات والمؤسسات الثقافية، هذه الزيارات واللقاءات والحوارات أدت الى طمأنة المثقفين حول مستقبل العمل الثقافي الأردني، خصوصا بعد ان استوضح رئيس الوزراء غير مرة وفي أكثر من لقاء مع المثقفين عما يريدونه من الحكومة بشأن الصيغة الأنسب لإدارة العمل الثقافي، ما أدى الى ظهور جملة من الآراء والمقترحات وردود الفعل التي يمكن التوصل من خلالها الى أن الحكومة وضعت الكرة في ملعب المثقفين، لذا واظبوا على اقامة الحوارات في مقارهم واماكن تجمعهم، وشكلوا لجنة خاصة لإعداد مسودة "مشروع ثقافي وطني" اضافة الى تشكيل لجنة تحضيرية لعقد المؤتمر الثقافي الوطني من اجل البحث في (مستقبل الثقافة والفنون) وهو المؤتمر الذي وافق دولة رئيس الوزراء على رعايته وحضوره اثناء زيارته لرابطة الكتاب الأردنيين حيث تم خلالها بحث عقد هذا المؤتمر، وأثناء لقائه بعدد من المثقفين وممثلي الهيئات الثقافية في مركز الرأي للدراسات والمعلومات.

وقد احس المراقبون والمتابعون للمشهد الثقافي الاردني خلال الأشهر السبعة الأخيرة، بوجود نوع من التجاذب وتقاذف الكرات بين الحكومة وبين المثقفين على اختلاف تشكيلاتهم، غير ان الحيرة التي اصابت المثقفين جراء تخيير الحكومة لهم بخصوص البناء الاداري الذي يريدونه للشؤون الثقافية قد اشعرتهم بوجود رغبة حكومية غير مسبوقة في اشراكهم بقرارها المتعلق بمستقبل وزارة الثقافة، وما اذا كانوا يفضلون تشكيل مجلس أعلى، على غرار المجلس الاعلى للاعلام، اضافة الى ما رافق ذلك من حوارات وكتابات صحفية وجلسات عصف وخطوات حكومية عملية باتجاه الثقافة كان ابرزها تكليف السيدة أسمى خضر وزير الدولة الناطق الرسمي باسم الحكومة بملف الثقافة وشؤونها.

بناء على ما تقدم، ورغبة من مركز الرأي للدراسات والمعلومات في استكمال شوط مساهمته في دعم الثقافة الاردنية الذي بدأه منذ تأسيسه، وسعيا وراء الوصول الى نتائج موثوقة تكشف توجهات المثقفين الاردنيين على اختلاف أطيافهم وتشكيلاتهم، باعتبارهم معنيون ومتأثرون بما ستتخذ الحكومة من قرارات بشأن مستقبل الادارة الثقافية، فقد قام
المركز بتنفيذ هذا الاستطلاع لآراء المثقفين الاردنيين حول (واقع ومستقبل العمل الثقافي في الاردن) وذلك باستخدام عينة ممثلة تم تصميمها وسحبها لهذه الغاية كما هو مبين في الجدول رقم (1).

اذ يتوجه مركز الرأي للدراسات والمعلومات بصادق شكره وتقديره الى المستجيبين والمشاركين في هذا الاستطلاع، والى سائر المثقفين الاردنيين على اختلاف تصنيفاتهم واطيافهم على ما أبدوا من تعاون مع الباحثين خلال فترة تنفيذ هذه الدراسة الاستطلاعية، فإنه يتمنى لهم ولمؤتمرهم الوطني الذي سيعقدونه في الاول من حزيران تحت رعاية دولة
السيد فيصل الفايز رئيس الوزراء كل التوفيق والنجاح، آملا ان تسهم النتائج العلمية لهذا الاستطلاع في انجاح المساعي الهادفة الى البت في مستقبل العمل الثقافي الاردني.

لقراءة هذا الإستطلاع إضغط هنا