" غزة والتحالفات في المنطقة "

اتفق سياسيون وبرلمانيون وحزبيون وأكاديميون، على أن من أهم نتائج العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة: توحيد الصف الفلسطيني بجميع فصائله وأطيافه، وكسْر هيبة الجيش الإسرائيلي.


وأوضح المشاركون في ندوة عقدها مركز «الرأي» للدراسات أمس بعنوان «غزة والتحالفات في المنطقة»، وأدارها مدير المركز د.خالد الشقران، أن البسالة التي أبدتها المقاومة تعدّ «إنجازاً كبيراً» وأداة فاعلة لجهة تعزيز موقف المفاوض الفلسطيني،
باستناده إلى أرضية شعبية صلبة وتعاطف دولي واضح.

وبيّن مشاركون أن العدوان الأخير أثبت أن تعدّد أوراق هذا المفاوض سيجعله أكثر قوة، وأن وجود المقاومة بهذا المعنى مكسبٌ له. لافتين إلى أن هذا العدوان أعاد المقاومة إلى الواجهة، وأكسبَ القضية الفلسطينية تعاطفاً واسعاً من دول وشعوب كثيرة في العالم، مما
جعلها تستعيد حضورها لتكون أولى الأولويات في هذه المنطقة.

وشدد مشاركون على أهمية توظيف «الصمود البطولي» للفلسطينيين بالعودة إلى طاولة المفاوضات بقوة وجدية، وعلى أساس القوانين الشرعية والدولية، ووضع استراتيجية جديدة من قِبَل السلطة الوطنية الفلسطينية للتفاوض.

وأكد مشاركون أن حروب التحرير «قاسية»، ولا يمكن أن تمر دون تضحيات، مضيفين أن «إسرائيل» خسرت الحرب عندما فشلت في وقف إطلاق الصواريخ من غزة، وهو ما تسبّب في هزيمة نفسية لدى جيش الاحتلال بعد مقتل 64 جندياً من قوات النخبة،
وانعدام الثقة والشعور بالأمان لدى المواطنين الإسرائيليين، يضاف إلى ذلك الخسائر التي لحقت بإسرائيل اقتصادياً.

ورأى المشاركون أن إسرائيل أرادت التهرب -عبر هذا العدوان- من استحقاقاتها ومن اتفاقية السلام، لكنها فشلت في أن تخلط بين مفهومَي «المقاومة» و»الإرهاب»، إذ بدا الفرق واضحاً بين هذين المفهومين في ذهن الفلسطينيين وشعوب العالم.

وتوقف مشاركون عند الانعكاسات السلبية للعدوان، والتي تتمثل في زيادة تردي الظروف المعيشية، وتدمير البنية التحتية، والخسائر المادية، إضافة إلى آلاف الضحايا والمصابين من الفلسطينيين في غزة.

وأثنى مشاركون على الموقف الأردني الداعم للفلسطينيين نحو إنشاء دولة مستقلة على ترابهم الوطني، والدور السياسي والدبلوماسي الذي لعبه الأردن في المحافل الدولية مطالباً بوقف العدوان على غزة، إلى جانب الدور الإنساني الذي تمثّل في المستشفى الميداني
وتقديم وإيصال المساعدات الأردنية والعربية للفلسطينيين في غزة.

وناقش المتحدثون في الندوة التي تُنشر تفاصيلها في «الرأي» لاحقاً، محاور عدة أبرزها: انعكاسات العدوان على غزة فلسطينياً وإسرائيلياً، العدوان على غزة والتحالفات الإقليمية والدولية، الموقف الأردني من تلك التحالفات، انعكاسات العدوان على مستقبل
مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية، ودور الأردن في التأثير على رسم سيناريوهات العملية السلمية.

عمّان - بثينة جدعون
الخميس 2014-08-14