الساعة

الأردن.. ثوابت ومواقف في مواجهة صفقة القرن2

25/02/2025

عمان - الرأي

ناقش لقاء نظمه مركز الرأي للدراسات والتدريب، ثوابت ومواقف الأردن في مواجهة «صفقة القرن2» وطبيعة وحجم وخطورة التحديات التي تترتب على مشروع التهجير.
وحلل اللقاء الذي شارك فيه نخبة من السياسيين والأكاديميين، الأدوات التي يملكها الأردن لمواجهة هذا المشروع وأهمية العمل على استثمارها والبناء على حالة الاصطفاف والاتفاق والوحدة الوطنية، وكيفية تعظيم دور مجلس الأمة ومؤسسات المجتمع المدني لمواجهة هذا المشروع واجتياز هذه المرحلة التاريخية الدقيقة.
وركز المتحدثون على ثوابت الموقف الأردني والتوافق الرسمي والشعبي إزاء القضية الفلسطينية، داعين إلى الالتفات لما يجري في الضفة الغربية، والتمسك برفض الخطط الأميركية والإسرائيلية في المنطقة، والحفاظ على الحق الفلسطيني.


وأشارت مديرة مركز الرأي للدراسات والتدريب هنا المحيسن في تقديمها، إلى حجم المخاطر والتهديدات التي يتعرض لها الأردن والمنطقة في مواجهة المشروع الأميركي والإسرائيلي القديم الجديد الهادف لتصفية القضية الفلسطينية وتفريغ الأرض من سكانها وترحيل أزمات الكيان الغاصب إلى دول الجوار.
وقالت إن الأردن تصدى لهذا المشروع وأطّر مواجهته بالموازنة بين مصالحه وثوابته، وتجسد موقفه بلاءات الملك الثلاث التي حرص على تأكيدها باستمرار.

المجالي: قادرون على الدفاع عن انفسنا
بدأ العين والوزير الأسبق حسين المجالي حديثه بالقول ان الارتباط العضوي الحقيقي بين فلسطين والأردن، أكبر من أن يترجم، ولو طلب من أي انسان مهما كانت خبرته لن يستطيع بجملة أو مقطع أو بصفحة أن يعكس صورة العلاقة الحقيقية بين الشعب الفلسطيني والأردني، والأردني يقاتل من اجل جميع القضايا العربية ولكن عندما تأتي لفلسطين يقاتل عن قضيته.
وقال المجالي: نحن نعتقد بأن ترامب ترك كل العالم وتفرغ للقضية الفلسطينية، إن ما يفعله في أميركا بالنسبة للأميركان هو أسوأ مما يقوم به بالعالم، ترامب يعمل بالولايات المتحدة وفي كندا والمكسيك وبنما، أميركا اللاتينية والجنوبية وإفريقيا، فترامب أبقى على سبع موظفين في إفريقيا تابعين للـ (USAID) من أصل 14 ألف موظف، فهو يعمل على جميع الجبهات، ويلعب على المتناقضات، عدو الإدارة السابقة كانت روسيا والصين، وابتدأت الهند من خلال «بريكس»، الآن هو من يريد فتح قنوات مع هذه الجهات، فترامب يستهدف كل من هو أمامه.
وتطرق المجالي لما حصل في واشنطن، ولقاء جلالة الملك مع ترامب واستنكر ما حصل من مغالطة بالترجمة، فرويترز اعتذرت بعد سبعة أيام، عن خطأ يحتاج لدقائق للاعتذار، اما القنوات الاخرى لهذا اليوم لم تعتذر.
جلالة الملك تعامل مع الموقف بطريقة ذكية وارسل رسالة للجميع بأنه متفق مع اخوانه العرب، ولا يقول كلمة (انا)، فهو ليس منحازا لشخصه، انما يبحث عن النتيجة فروج للدور المصري وللخطة المصرية وهي نتاج اجتماعات عربية مكثفة ليست نتاج فقط عمل مصري، واعطى الحق لمصر، وهي الاقرب لغزة، التهجير بالنسبة للأردن موضوع يمس الامن الوطني، لا تستطيع المملكة أن تسمح بالتهجير.
واضاف المجالي أن جلالة الملك اختار يوم الوفاء للمحاربين القدامى لتوجيه رسالة قوية لم يتطرق فيها إلى من عارضه في الخارج، وانما تطرق إلى من زرع الفتن في الداخل، واستعمل كلمة (عيب) وهي انعكاس على العتب اكثر من الزعل، عندما تعتب تعتب على قريب وتزعل من بعيد.
وقال المجالي: الامر الذي لا يفهمه الغرب ولا يفهمه العالم ان الأردن إذا لا قدر الله خان الامانة، ولن يخون الامانة ابدا، هل الفلسطيني سيتزحزح من فلسطين؟ هل الفلسطيني سيغادر؟
الغزاوي بعد ما يقارب 450 يوماً، وكمية القصف والابادة والاقتلاع من الجذور لم يترك ارضه.
بقناعتي الشخصية لا ارى أن الخطة ستمر، جلالة الملك بجلساته الخاصة قال استطعت أن انجز تقدما لا بأس به مع الرئيس الأميركي، لان ترامب لديه وجهة نظر الطرف الآخر ولا يوجد عنده وجهة النظر العربية ولا الفلسطينية.
اما عن الخطة المصرية ذكر المجالي انه عندما دمرت مدينة درست بالمانيا لم يرحلوا اي انسان عند اعادة بنائها، والخطة المصرية تتضمن اعادة الاعمار بوجود الفلسطينيين على ارضهم وتتكلم عن 15 مليارا يقابلها 60 مليارا عند الاجانب، ومدد زمنية مختلفة.
واشار المجالي إلى أن لجلالة الملك اصدقاء في أميركا والوضع قابل للتغيير فعلاقة جلالته ليست مع الرئيس الأميركي فقط وانما لديه علاقات مع الكونغرس بغرفتيه، ومراكز البحوث التي هي اقرب إلى اللوبي واقرب لجهات مؤثرة على صنع القرار، وهذا ما عمل عليه على مدار 26 سنة، فهو لم يغير قناعته أو اسلوبه، المشكلة بالادارة الأميركية أن ترامب محاط بأشخاص غير متنوعين فكريا، هم من نفس الفكر الذي يفكر به الرئيس، لانه لم يكن متطلب الكفاءة للتعيين، كان متطلب الولاء لشخص الرئيس.
وقال نحن في الأردن نقلق اذا نجحت خطة ترامب ولو جزئيا في غزة، فالويل سيأتي من الضفة الغربية، نتنياهو غير مكترث بغزة ولا يريدها، فغزة شوكة بحلق اي جهة كانت، شعب مقاتل شريف، انما عين الإسرائيليين على الضفة الغربية، الخطر يكمن هنا.
وشدد المجالي، اننا في الأردن سندافع عن انفسنا ليس من اجل فلسطين فقط بل من اجل كرامتنا، والجيل الجديد جيل أقوى ارتباطاً منا بالأرض.

العماوي: قدمنا الكثير لفلسطين
قال نائب ورئيس اللجنة القانونية في مجلس النواب الدكتور مصطفى العماوي إن الأردن قدم الكثير، فبالرغم من المواقف الأردنية اتجاه القضية الفلسطينية أو المساعدات الا انه لا زال متهما وغير مشكور لا عربيا ولا فلسطينيا، لان هناك طابورا خامسا ينمو ويزيد في الحديث و(السوشال ميديا) له دور كبير جدا، يجب أن تتحرك الناس وتتكلم وتكون صريحة، والساكت كأنه موافق، والصامت بالأردن يصبح ضد الأردن، اذا مدحنا ملك الأردن وكأنه عيب، اما عند مديح رئيس آخر نصفق له، واذا دافعت عن بلدي هذا عيب، وعندما قيلت كلمة الأردن اولا وكأنها عيب.
حتى بتشريعات البرلمان الأردني يتكلم عن فلسطين اكثر من الأردن، وهذا يدل على العلاقة الأردنية الفلسطينية المميزة.
وتابع العماوي:كأننا متهمون وندافع عن انفسنا، معروف عند الأردني والفلسطيني أن الدم الذي بيننا دم مشترك، ولا يوجد عليه غبار.
ما المطلوب أن اقدمه لفلسطين حتى اثبت اني اقدم مواقف ومساعدات، حتى القيادة الفلسطينية لا تشيد الا تلميحا بالمواقف الأردنية، اما الباحثون الفلسطينيون بالداخل يجب عليهم أن يقولوا ما الذي قدمته الدول الكبرى إن كانت عربية أو اسلامية ولم يقدمه الأردن. حتى المساعدات التي ذهبت لغزة تم التشكيك فيها، في هذا الموضوع دائما السلبيات تغطي على الإيجابيات وهو الامر الذي لا نقبله.
واضاف العماوي: الأردنيون قدموا أكثر من 4000 شهيد على تراب فلسطين، وتشريعاتنا تعتبر ان القضية الفلسطينية (رقم 1).المجلس عندما قرر منع التهجير، يعني ذلك أن المجلس بالاجماع موافق على سن قانون يحظر التهجير من فلسطين، ولكن ما اثره على الأردن اقتصاديا وديمغرافيا وامنيا، لا بد من دراسة هذا الموضوع، وانا بصفتي رئيس اللجنة القانونية صرحت أن يعطى هذا المشروع صفة الاستعجال، ويجب مراعاة شؤون الدولة التي تسن المشروع واثره على الأردن واثره على القضية الفلسطينية والرجوع لقانون التهجير الفلسطيني والرجوع للقوانين الدولية والرجوع لاتفاقية السلام الأردنية الإسرائيلية، الموضوع ليس شعارات بل تأسيس تشريع يليق بدولة عمرها 100 سنة ولنفترض أن هذا القانون موجود إسرائيلا تنصاع لقانون بالأردن، هي لا تحترم حتى مجلس الامن، القوانين الدولية اخترقتها وتعمل عكسها وضدها.
وتابع العماوي:نحن بمجلس النواب كل ما يتعلق في القضية الفلسطينية إن كانت على صعيد الحرب الاخيرة والاجرام على غزة أو فيما يتعلق بالتهجير أو سياسة ترامب من حيث المقدسات الاسلامية والتوطين والعودة والتعويض كلها كاملة، ما قاله جلالة الملك في أميركا حللناه نقطة نقطة للسير بهذا الموضوع حتى يكون القرار الأردني قرارا موحدا، قرار دبلوماسي يقوده جلالة الملك وقرار تشريعي يدعم هذا الموقف.
نتابع ما يجري بالأحداث على الضفة الغربية ان كان سيبدأون بالمخيمات أو المحافظات هذا نراقبه، وعندنا خسائر كبيرة ولا يوجد التزام دولي تجاه الأردن.
الحصار الاقتصادي يؤثر على الأردن ولا يؤثر على ثوابت الأردن تجاه فلسطين اما فيما يتعلق بالدول العربية لتعرف الدول العربية دورها فجلالة الملك عندما ذهب لأميركا وقال ان القرار عربي، ليتحمل القادة العرب مسؤولياتهم اتجاه ما يجري بفلسطين.
إسرائيل تلعب بموضوع الغور ويحاولون السيطرة، وهذا يجب الحذر منه، الإسرائيليون يأتوا من الجهة الشمالية ولهم قواعد بالمنطقة الشمالية، من هو الذي يغطي الجناح الشرقي فالعراق غير مستقر، وهذا مكلف للدولة الأردنية بحماية الحدود، نحن نعاني اقتصاديا وسياسيا وامنيا فيما يتعلق بالحصار المفروض علينا، يجب أن نكون يداً واحدة في هذه الدولة، وأن نعزز الوحدة الداخلية واننا وفلسطين دم واحد والقرار واحد والثوابت واحدة، ولا نريد احد يشكك بموقفنا.

التل: المساعدات قلق.. والاقتصاد الصحي يعتمد على الذات
وتحدث الدكتور رعد التل (رئيس قسم الاقتصاد في الجامعة الأردنية) عن الجوانب الاقتصادية وما راج من حديث الادارة الأميركية عن وقف المساعدات للأردن وقال ما تحدث به ترامب هو تجميد المساعدات بشكل عام لاعادة النظر بها، وهناك قنوات دستورية بالولايات المتحدة مثل هذا القرار يجب أن يمر عليها وهو ليس قرارا متفردا بشخص واحد.
لكن ما كتبته وما عبرت عنه سواء بالتلفزيون أو الاذاعة أو الصحف، هو رأيي وانا مصر عليه، المساعدات بشكل عام قلق استمرارها بالنسبة للاقتصاد هو اكبر من توقفها، لان الاقتصاد الصحي يعتمد على ذاته، انا شخصيا اعتقد أن هناك اكثر من مغالطة نقع بها عند الحديث عن المساعدات، باستعراض تاريخي للمساعدات التي مرت على الأردن، بـ1967-1982 كانت نسبة المساعدات اذا ما قارناها بالايرادات العامة اذا لم تساويها فهي اكثر منها، وفي عام 1979 بلغت نسبة المنح الخارجية والمساعدات للايرادات العامة 112%، اليوم النسبة للايرادات العامة بالمطلق قيمتها 7%، كم نسبة المساعدات الأميركية من الايرادات العامة بـالموازنة المقترحة لعام 2025: 5.9%، هناك مؤشر الاعتماد على الذات، كيف نقيسه، كم يوجد منح كنسبة للايرادات، واحيانا كم يوجد منح كنسبة من الانفاق الجاري، هذه النسبة بالانخفاض على مدار السنوات التي ذكرناها، حتى وصلت ليقارب إلى ما دون الـ6%.
هل نستطيع الـ600 مليون على فرض تم اتخاذ القرار بوقفها، هل نستطيع أن نتجاوزها؟ اريد أن اقدم مقاربة، ومن هذه المقاربة نستدل على أن الاجابة «نعم.. ممكن»، المكافآت للموظفين في اللجان وفي مجالس الادارة تقدر قيمتها بالموازنة 185 مليون دينار، يعني ثلث المساعدات، هذه اللجان اعرف أن هناك لجانا يجب أن تكون موجودة مثل لجنة العطاءات واللوازم، لكن عندما تكون اللجنة اثناء اوقات الدوام لماذا تتقاضى عليها، شركة مساهمة عامة خاسرة لماذا توزع مكافآت بنهاية العام؟
بتخفيض النفقات 5% تستطيع أن توفر مبلغ 400 مليون، الإيرادات العامة 10.5مليار دينار، والنفقات الجارية 12.5%، فالعجز حوالي 2 مليار دينار.
استمرار المساعدات مقلق، لأن الذي يقدم المساعدة يريد أن يرهن قرارك السياسي، ويريد أن يضغط عليك.
البعض يقارن بين سنة 2000 وسنة 2025، وقارن بين المديونية سنة 2000 كانت 7 مليارات والآن المديونية 44 مليارا، وهذا ضاعف المديونية 6 مرات، انا اكثر شخص حذر من الدين العام، اتحدث عن السياق الذي يأتي بالحديث، اذا نظرت للدين العام، الم تنظر إلى الناتج المحلي الاجمالي كم زاد؟ كان 6 مليارات اصبح 36 تضاعف 6 مرات، احتياطات البنك المركزي كانت 3 مليارات اصبحت 21، الصادرات كانت مليارا اصبحت 8، حصة الفرد من الدخل كان 1500 دولار اليوم 3700 دولار.
واضاف التل:السياقات التي يتم فيها ذكر الارقام توحي ان الوضع كنا احسن والان الوضع اسوأ، وهذا غير صحيح، نفس الحديث عن المساعدات، المساعدة الأميركية بـ2023 حوالي 1.7 مليار، منها 600 مليون موجهة للموازنة، و400 للقطاع العسكري و400 بين صحة وتعليم وطاقة ومياه، نفترض ان الحكومة والفريق الاقتصادي اجتمع اجتماعا طارئا وتحدث عن الاولوية، وما هي الاولوية بالمشاريع التي لا يمكن تأجيلها وما هو مصدر التمويل البديل، وهذا ما قام به جلالة الملك، تم الاعلان عن اتفاقية الشراكة الاوروبية مع الاتحاد الاوروبي على 3 مليارات يورو، والمهم كاقتصادي والميزة بهذه الاتفاقية مليار مساعدات والباقي موزعة على الاستثمار.
اكثر موضوع يقلقني لو اتى الرئيس الأميركي وقال انه يريد وقف اتفاقية التجارة الحرة بين الأردن وأميركا، لانها صادرات اي كم ادخل عملة صعبة، ولكن لم نسمع شيئا عن ذلك، ولا حتى رسوم جمركية.
وقال التل: ترامب يريد غزة من ناحية اقتصادية، كنت قبل سنة في الصين وقالوا لنا عن الحزام الدائري، الطريق التاريخي الذي يسموه الحزام والطريق، هذا طريق التجارة من الصين لاوروبا مرورا بهذه المنطقة، بآخر ايام بايدن مع نتنياهو اثار موضوع الممر الاقتصادي، لم اكن افهم السياق الذي يتحدث به ترامب فكل مرة كان يقول نريد تملك غزة ونريد الجزء الشمالي من غزة، فهمت هذا السياق حتى لقائه مع الرئيس الهندي قبل اسبوع وذكر الممر الاقتصادي، ففهمت ما يقصد برغبته بتملك غزة، هذا الطريق لم يمر الا من خلال غزة وبالذات شمالها، فهو قادم من الهند مرورا بالامارات والسعودية والأردن وشمال غزة مهم جدا له، حتى يوصل المتوسط ويذهب لاوروبا، ترامب يفكر بعقلية تاجر عقار كيف يتملك هذه المنطقة ويؤمنها امنيا وعسكريا حتى يخدم مصالحه الاقتصادية.
انا مع اظهار موقف اقتصادي صلب نظهره نحن وتاريخيا انعطافات 89والـ67كانت اقسى لا سيما من ناحية الاحتياطيات والبطالة، ولكن كل مرة كان الأردن يخرج اقوى.

القاضي: إعلامنا يفتقد للدعم
عرض الدكتور امجد القاضي عميد كلية الإعلام في جامعة اليرموك لدراسات اجراها 30 عالما أميركيا حول شخصية ترامب ملخصها انه شخصية ليس عندها ثبات وتعتمد على المغامرة واثارة الفوضى، حتى تحصل على اكبر قدر ممكن من الارباح، وهذا يعتمد على قدرتنا على المواجهة.
باعتقادي نحن بالأردن عندما نتحدث عن التهجير الأردن له مواقف ثابتة، القضية الفلسطينية منذ نشأة الدولة الأردنية والاحتلال الصهيوني لا يوجد وسيلة إعلام اردنية لا تكون فيها اولوية للقضية الفلسطينية، فيما يتعلق بطوفان الاقصى التلفزيون الأردني 4 اشهر تحول من محطة عامة إلى محطة اخبارية ويتحدث عن غزة فقط، وكانت القضية اولوية وقضيتنا المركزية والاولى.
عندما نتحدث عن وسائل الإعلام وما يجري حاليا، نتحدث عن قوة الإعلام عندنا قوة ذاتية وقوة معكوسة، القوة الذاتية لوسائل الإعلام الأردنية للاسف تحتاج لكثير من الدعم، والضعف المالي واضح مثلا لدى الصحف الورقية.
اذا امنا ان الإعلام له دور مركزي وحاسم سواء خارجيا وداخليا يجب تقوية الوسائل، باعتقادي نحن بالأردن بآخر 5 سنوات إعلامنا يعاني من الضعف.
لماذا هذا الضعف، لان الإعلام الأردني الجميع يتدخل به فنحن بالأردن لا يوجد عندنا سياسة إعلامية، يجب ان تكون سياسة إعلامية واضحة، أين الحكمة التي كل الخبراء الموجودين عندنا انه لم ينظر لهذه السياسة الإعلامية بدولة مثل الأردن ولها تاريخ بالإعلام، عندما نتحدث عن السياسة الإعلامية نقول انه آن الاوان ان يمتلك الأردن سياسة إعلامية حتى نعرف أين نحن ذاهبون.
لقاء جلالة الملك مع ترامب، كان يخوض حربا مع ترامب، وسائل الإعلام الأردنية كانت مقصرة، ماذا اعددتم؟ خطاب جلالة الملك والترجمات الخاطئة له اخذت كما هي. لماذا خطآن بنفس الخطاب، والجزيرة تخطئ مرتين بنفس الخطاب، هذا يمثل سياسة عامة، وله ابعاد.
نحن بالأردن وضعنا سياسة إعلامية كانت ناجحة بعام 2018، وكنت جزءا من هذه الاستراتيجية ووضعاها بالمجلس الاعلى للإعلام لكن وئدت هذه الاستراتيجية.
الحكومة الأردنية لم تقم بتجديد هذه الاستراتيجية ونرى أين إيجابياتها واين نقاط القوة واين الفرص السانحة.يجب أن يكون خطابا إعلاميا واضحا بالدولة. وأن الاوان ان يكون عندنا سياسة استراتيجيات إعلامية قابلة للتعديل وقابلة للتجديد واستراتيجية إعلامية تكون جديدة وواضحة.
ما هي المعوقات التي تواجهنا؟ هناك إعلام ووسائل تواصل اجتماعي، باعتقادي التواصل الاجتماعي كيف نحتوي وسائل التواصل الاجتماعي لتخدمنا، فلها دور بالقضايا المركزية والإعلام الخارجي، لا يزال الإعلام الداخلي بعيدا وبحاجة لسبل تنظيم ذاتي بأولويات الدولة الأردنية.

السرحان:وضع استراتيجيات للحلول..
وأخرى للمواجهة
قال الدكتور فيصل السرحان عميد كلية الإعلام في الجامعة العربية المفتوحة أن الأردن بمواجهة صفقة القرن، ما ترتب على هذه الصفقة من مواقف لدى متخذ القرار السياسي الأردني بحيث اصبحت تشكل عبئا وثقلا كبيرين علينا.
لنذهب للفرضيات، لنفترض فرضيات مبنية على هذا العنوان، اذا وضعت فرضيات استطيع ان اضع استراتيجيات حلول واستراتيجيات مواجهة، حصرتها بخمس فرضيات.
1. فرضية الضغط الدولي على الأردن، تمت الاشارة إلى ان هناك اتفاقيات جديدة بين الأردن والاتحاد الاوروبي، انا خائف من هذه الاتفاقية كإعلامي، لماذا؟ فرضية الضغط الدولي على الأردن، قلت عن اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الاوروبي، بالمستقبل ان تكون هذه الاتفاقية تأثيرا ونفوذا وتحقيق الاهداف، وممكن يترتب عليها حل بضغط من هذه الدول مقدمة لهذه المنح طويل الامد على الأردن تجاه القضية الفلسطينية والغاية منها تصفية القضية الفلسطينية.
2. فرضية تأثير القرار على الامن الداخلي الأردني، وهذه بحاجة لوقفة وتفكير عميق ومواجهة باستخدام الدبلوماسية الناعمة.
3. فرضية خلق توترات سياسة جديدة بين الأردن وإسرائيل وهذا بحاجة لانتباه، وليس عندي شك بمقدرتنا السياسية على استيعابها وايجاد الحلول المناسبة لها، لانها ممكن ان تؤثر على الحقوق الفلسطينية بشكل أو بآخر.

4. فرضية التأثير على الرأي العام الأردني، خائف من التهجير اذا مر، ومتأكد انه لم يمر، لكن سيخلق بلبلة داخل قطاعات ومكونات المجتمع الأردني ونحن بغنى عنها.

5. فرضية التحولات السياسة الأردنية الخارجية، وهذه يجب الانتباه لها، ربما في ظل هذه الضغوط الكبيرة ان تحدث تحولات في سياستنا تجاه القضية الفلسطينية.
لكن بتحديد هذه الفرضيات نستطيع ان نضع سياسات ان لم تكن استراتيجيات، اذا فصلنا هذا القرار وهذه الرؤية التي نادى بها ترامب ووضعنا لكل منها سياسة سنستطيع الوصول للحلول.
فيما يتعلق بالتواصل الاجتماعي، يجب التفرقة بين وسائل التواصل الاجتماعي.فهناك نوعان رسمي وخاص، وسائل التواصل الاجتماعي الرسمية بها خلل كبير وهذا الخلل في شقين: بالمحتوى وثانيا بالناس الذين يعملون بمثل هذه المواقع.
وبين السرحان ان المحتوى بالخطاب السياسي الأردني على مواقع التواصل الاجتماعي الرسمية لا يبنى على استمالات علمية واضحة، مثل استمالة المنطق، أين هي؟ لا نستخدم استمالة منطق بمحتوى الخطاب عندنا.استمالة العاطفة ايضا، نحن شعب عاطفي لحد كبير، يجب ان يعمل المحتوى الإعلامي في مواقع التواصل الاجتماعي على استمالة العاطفة.استمالة الخوف، هذه الفئات المنفلتة المسيئةهذه لها طرق بالتعامل معها.
فيما يتعلق بالخاص، تعاني وسائل الاجتماعي الخاصة من امية إعلامية، عندنا تصحر كبير في محتوى هذه المواقع، خصوصا الراكبين الموجة والمدعين انهم متخصصون وباحثون وكيف يتصدوا لقضايا مفصلية تهم الناس والبلد، هذا الموضوع بحاجة لتحديد وتجديد واعادة نظر.سواء ترامب ام غير ترامب، ترامب يعمل بعقلية مع اناس مساندين له بنفس العقلية، هؤلاء يملكون التأثير، والتأثير ولد عنه نفوذ.
ودعا السرحان إلى وقفة معمقة فكريا بالمقام الاول مبنية على العلم والمنطق، بحيث نعرف ما الذي يؤلمنا وكيف نعالج هذا الالم.

الحوارات: لدى أميركا خبرة عميقة في التهجير
الكاتب والمحلل السياسي الدكتور منذر الحوارات قال في ثنايا غزة مشروع خطير، كنت ادرس كيف أميركا هجرت شعوبا كثيرة، أميركا عندها خبرة عميقة بتهجير الشعوب من مكانها، وبالتالي يجب الا نأخذ اي امر على انه سهل، وليس مجرد طرح، ترامب يقصد غزة، ولكن غزة ليست هدفه، هل لديه مشروع ناجز، وهي الضفة الغربية، المشروع الاول «صفقة القرن 1» كان اخف بكثير مما هو قادم، «صفقة القرن1» كانت تعترف بدولة بشكل ما وكان هناك تصور بشأن الالتزام بفكرة حل الدولتين، الآن ترامب في غمرة الحديث عن غزة والتهجير اسقط تماما الالتزام الأميركي بحل الدولتين بمؤتمر مدريد والتزم الحل بالقضية الفلسطينية بحل الدولتين دولة إسرائيلية ودولة فلسطينية، ترامب اسقطه تماما.
وتابع الحوارات اذا تتبعت ما الذي يحصل بالكونغرس الأميركي والحكومة الإسرائيلية، هناك مشروع قانون داخل الكونغرس الأميركي قدمه اعضاء من الحزب الجمهوري يحظر على الوثائق الأميركية تداول فكرة اسم الضفة الغربية ويحيلها إلى يهودا والسامرة، بالمقابل بإسرائيل هناك مشروع قانون بالحكومة يسمي الضفة الغربية يهودا والسامرة، بمعنى هناك ملامح مشروع تتكون داخل دولة الاحتلال وداخل الولايات المتحدة حول انهاء فكرة الحل، هذه الكارثة الحقيقية.
ماذا يعني في حديث داخل الصحف الإسرائيلية عن إسرائيل الكبرى؟ إسرائيل لا تعني النيل للفرات بل تعني الضفة الغربية وقطاع غزة من البحر للنهر. واصبح هذا المكان إسرائيليا وليذهب الفلسطينيون اينما شاءوا.
إسرائيل لا تريد وطنا بديلا في الأردن، لان الأردن إحدى احداثياتها، هي تريد التهجير للعراق ودول الخليج، نحن بدأنا بمشروع هيمنة إسرائيلية بدعم الولايات المتحدة.
ويتساءل الحوارات كيف نواجه هذا المشروع؟ باعتقادي الموضوع بحاجة لعمل كثير.
هناك حراك دبلوماسي أردني عربي، الدولتان المستهدفات هما مصر والأردن. الذي حصل بسوريا بعد سقوط بشار الاسد غير الاستراتيجية وذهنية التفكير بإسرائيل فهي كانت تقول الاستقرار يخدمني بعد ضرب الجيش السوري وتدميره اصبحت القناعة بإسرائيل هي الفوضى تخدمني، فالفوضى مطلوبة بالأردن ومصر.
نحن مقدمون على مشروع فوضى، يجب التفكير كيف يمكن للأردن ان يحافظ على هذا الاستقرار وكيف يتصدى لهذا المشروع، اذا بقينا نكذب على انفسنا سنكون الضحية القادمة.. يجب ان نتعامل مع انفسنا بواقعية.


فراعنة: الأردن رفض المشروع الأميركي ودعم الموقف الفلسطيني

تحدث الكاتب والمحلل السياسي حمادة فراعنة عن العلاقات الأردنية الأميركية، وقال لنأخذ العلاقة الأردنية الأميركية بين الملك وترامب بولايته الاولى، ترامب نجح بالولاية الاولى بنهاية 2016، في 20/1/2017 تولى ولايته الدستورية، بـ6/12/2017 اعلن اعترافه بالقدس الموحدة عاصمة للمستعمرة الإسرائيلية، وصفقة القرن اعلنها يوم28/1/2020، ماذا كان موقف الأردن؟:
1. وزير الخارجية الأردني دعا لاجتماع طارىء لوزراء الخارجية العرب بالقاهرة يوم 10/12/2017.
2. جلالة الملك ذهب لأنقرة واتفق مع الرئيس اردوغان بعقد قمة إسلاميةيوم13/12/2017، ولكن ذهب لأردوغان واتفق معه وعقدت القمة الاسلامية باسطنبول.
3. مجلس النواب الأردني دعا لاجتماع طارئ لاتحاد البرلمان العربي بالرباط بـ18/12/2017.
4. الجمعية العامة للأمم المتحدة عقدت اجتماعا طارئا يوم23/12/2017.
الاجتماعات الاربعة كان نتيجتها رفض الموقف الأميركي ودعم الموقف الفلسطيني والأردن شكل رأس حربة السياسية في رفض الموقف الأميركي ورفض موقف ترامب ودعم الموقف الفلسطيني.
وكذلك عمل الاردن بنفس الخطوات الاجراءية في رفض صفقة القرن التي اعلنها ترمب مع نتنياهو يوم 28/1/2020، اي قبل ان تنتهي ولايته الدستورية ايضاً،و شكل الأردن رأس حربة في رفض الموقف الأميركي و في دعم الموقف الفلسطيني.
ببداية عهد ترامب كان الأردن يحصل على مساعدة من الولايات المتحدة مليار و80 مليون دولار، ارتفعت في عهد ترامب مليار و275 مليونا، في عهد بايدن مليار و450 مليون دولار. واذا استعرضنا العلاقات الأردنية الأميركية، نجد انا الأردن لديه علاقات وطيدة مع مختلف مؤسسات صنع القرار الاميركية ولا تقتصر علاقته مع مؤسسة الرئاسة.
الأردن لديه مكانة في الولايات المتحدة ورأس الدولة جلالة الملك له مكانة محترمة معتبرة .
في هذه المرحلة، ما فعله ترامب وفريقه خلال اللقاء بجلالة الملك، بإدخال الصحفيين قبل عقد القمة مع التاكيد أن كليهما ؛ ترامب يعرف موقف الملك مسبقا ،والملك يعرف موقف ترامب مسبقا، ومع ذلك حاول ترامب عبر ادخال الصحفيين وأعلان بيانه، وترك المسألة لجلالة الملك.
الذي تمسك بموقفة بشجاعة وحكمة . وعلينا ان نلحظ مسألتان مهمتان: الاعتذار الأميركي.أولاً الرئيس الأميركي ترامب أعلن اعتذاره وتقديره واحترامه للأردنيين، ثانيا الناطقة بلسان البيت الابيض أعلنت أن الملك ابلغ الرئيس ترامب برفضه للتهجير وكان هذا بمثابة اعتذار من قبل الرئيس الأميركي و من قبل الناطقة بلسان البيت الابيض. ولذلك ليس لدي اي قلق من الموقف الاميركي نحو الاردن .
اليوم المصلحة الوطنية الأردنية لها الاولوية لحماية الامن الوطني الأردني لتبقى القضية الفلسطينية بفلسطين لا ان ترمى علينا مرة أخرى، كما حصل عام 1948 هذا الفريق الحاكم لدى المستعمرة الإسرائيلية المكون من الاحزاب السياسية اليمينية والاحزاب الدينية اليهودية المتشددة متمسك بمسألتين:
1. القدس الموحدة عاصمة للمستعمرة الإسرائيلية.
2. الضفة الغربية ليست فلسطينية وليست عربية وليست محتلة، بل هي يهودا والسامرة اي انها جزء من المستعمرة الإسرائيلية.
واشار فراعنة إلى ان عبد الناصر في خطابه كان يقول للفلسطينيين (لا احد يكذب عليكم اذا قال ليس عنده خطة لتحرير فلسطين)، فخرجت منظمة التحرير، الملك حسين تبنى هذا الموضوع، وعقد المجلس التأسيسي الفلسطيني الاول في الأردن بشهر ايار 1964، فمنظمة التحرير ولدت بالأردن. وفي عام 1984 عندما كانت ازمة مكان عقد المجلس الفلسطيني في عمان،تاكيداً على مواصلة الدعم الاردني لفلسطين .
وتابع بقوله: على ارض فلسطين هناك شعب وليست جالية، بحسب احصائيات 2022 بلغ عدد الفلسطينيين على كامل خارطة فلسطين 7.142 مليون عربي فلسطيني. بالتالي؛ السؤال الاستفزازي:هل يمكن اقامة دولة يهودية على كامل خارطة فلسطين وبها اكثر من 7 ملايين عربي فلسطيني؟قتلوا 50 ألفاً بغزة، يبقى اكثر من مليونين.المهم بالنسبة لنا ان نحمي امننا الوطني الأردني والهوية الأردنية وأن تبقى القضية الفلسطينية هناك بالحضن الإسرائيلي لا ان ترمى علينا خارج فلسطين.
هناك مشكلتان على المستوى الفلسطيني.
1. الفريق الحاكم لدى المستعمرة الإسرائيلية هو فريق يميني متطرف يريد خارطة فلسطين. ومع الاسف حتى المعارضة في الكنيست الإسرائيلي. اصبح هناك امل صغير تمثل في تحالف بين حزب العمل وحركة ميرتس ويعطوهم 10 مقاعد، هؤلاء الصهيونيين المعتدلين اما الباقون متفقون مع بعض ومختفون بالتفاصيل وليس بالمضمون.الفلسطينيون ليس لديهم شريك إسرائيلي موافق أو يقبل بحل الدولتين على ارض فلسطين.
2. الانقسام الفلسطيني، منذ 17 سنة (من 2007 لليوم)كل الدعوات من الرئيس الجزائري ومن موسكو وبكين لم تعطِ أي نتيجة للآن.
المفاوضات الإسرائيلية برعاية أميركية مصرية قطرية مع حماس، الاتفاق وصفقة التهدئة تمت مع حماس، لنفترض ان السلطة الفلسطينية مثل قطر ومصر، لماذا لا يشاركونها؟لأن هناك استهدافا، نتنياهو أتهم بمؤتمر الليكود ووجهت له كل الانتقادات، لماذا؟ لأنه يمرر الاموال عبر مطار اللد إلى قطاع غزة كل شهر 30 مليون دولار لحماس المعادية "الارهابية".
ماذا قال لهم؟ قال من منكم ضد اقامة دولة فلسطينية، من منكم مع استمرارية الانقسام الفلسطيني ليقف لجانبي لتمرير الاموال القطرية الى حماس ، لذلك يجب الانتباه ان هذه المفاوضات العبثية والعداء لحماس هذا ممكن لا يستمر، لماذا؟ لان فكر الرئيس الراحل ياسر عرفات المتهم ب"الارهاب" اكثر من حماس، حماس لم تعمل اي عملية خارج فلسطين،بينما ياسر عرفات كان يدعم تنظيمات ثورية ويعمل عمليات بالخارج وفي جنيف، ولذلك اعتبر "الارهابي" "رقم 1".
ياسر عرفات استُقبل بالبيت الابيض وهو الذي وقع اوسلو، وهوا الارهابي رقم 1 بالعالم، لذلك لا نركن ان حماس "الارهابية" لانهم يريدون حل الدولتين، ولكن حل الدولتين: دولة فلسطين في قطاع غزه والباقي دولة المستعمرة الإسرائيلية وهم يريدون حماس لان لديها 3 ميزات:
1. مسيطرة بالكامل على قطاع غزة ولا يوجد لها شريك.
2. عندها التزام صارم بالاتفاقيات.
3. هي امتداد لاهم واكبر حركة سياسية عابره الحدود بالعالم العربي (الاخوان المسلمون).
واذا توصلت الى اتفاق مع المستعمرة الإسرائيلية فأن الاخوان المسلمين يكون عندهم موقفين: اما يؤيدون هذا الاتفاق أو يسكتون.
وفيما يتعلق بالوصاية الهاشمية قال الفراعنة من اعطى الوصاية للهاشميين؟ هم الفلسطينيون، هم اعطوها بسنة 1923 تقديراً لمواقف الشريف الحسين بن علي على خلفية رفضه لوعد بلفور واتفاق سايكس بيكو، وجددت من قبل الرئيس محمود عباس بشهر آذار 2013 مع جلالة الملك ، لذلك الوصاية الهاشمية معطاة من قبل الفلسطينيين وليس من التاريخ أو العرب، الفلسطينيون يتكلمون عن الأردن بكل احترام ومصداقيةبصرف النظر عن انتماءاتهم السياسية والحزبية والجهوية .


أبو علبة:علينا الالتفات لما يجري في الضفة
قالت عبلة ابو علبة (أمين عام حزب الشعب الديمقراطي): علينا دائما ان نقدر هذه الحالة الأردنية التي نعتز بها عندما توحد الموقف الرسمي والشعبي في الوقوف لجانب القضية الفلسطينية وهذا ليس شيئا حديث لنتذكر ان هذا يحكمه تاريخ ثم من بداية العدوان على غزة كان الموقف الأردني والرسمي والشعبي واضحين تماما، هذا امر ليس مفاجئا، لكن ليس دائما نحصل على هذه الحالة الداخلية الموحدة رسميا وشعبيا بكل المؤسسات التنفيذية والشعبية لذلك التركيز عليها مسألة مهمة بعيدا عن ردود الفعل ومحاولات اثارة الفتن التي باعتقادي تديرها الوحدة ما يسمى بالوحدة 8200 الإسرائيلية والتي نبهنا لها اصدقاء ورفاق من الضفة الغربية وقالوا لنا اننا نسمع اشياء لا نصدقها على اكثر من تطبيق بأسماء عائلات اردنية يشتمون الفلسطينيين واسماء عائلات فلسطينية يشتمون الأردنيين وهذا ليس قابلا للتصديق وواضح أين مصدره، علينا ألا ندور بهذا الفلك ونركز على الحالة التي نشأت بالأردن لأن المخاطر الواردة من المشروع الصهيوني والاستعماري تقوده الولايات المتحدة الأميركية باعتقادي اخطر على الأردن منه على مصر، وهو لا يهدد امن الأردن القومي وانما يهدد الامن الوجودي للأردن.
وأضافت أبو علبة: نعم،الأردن يقف بكل ما لديه في هذا الموضوع فما يهمنا هو الثبات والاستقرار على اللاءات الثلاث، وارجو ان يضاف لها حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني، لا للتهجير ولا للوطن البديل ولا للتوطين لحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني.
هذا يقودني للتالي: إن موقف الأردن الرسمي الثابت على لسان رأس الدولة ووزير الخارجية وكل المسؤولين الرسميين، هذا يقودنا للبحث عن ما هي القوة التي يجب ان تقف خلف هذا الموقف..المظاهرات مهمة والندوات مهمة والشعارات كلها مهمة، ولكن هذا ليس كافيا، وانبه اننا عندنا نقص شديد فيما يلي:
عندما نقول نريد مشروعا نهضويا وطنيا عروبيا أو اردنيا الخ، فنحن نكتفي بهذا الشعار ولا نقول ما هي مقومات هذا المشروع النهضوي الذي يقصد به في مواجهة ما يستهدف الأردن.
وهذا يدخل في مشروع له علاقة بالتنمية، التنمية الداخلية، كل ما ذكره المتحدثون فليتجمع كله بمشروع واحد، وهذا المشروع ليكون له مقومات وادوات، يكون له أسنان وأنياب وعظام، ويكون له أدوات تدب على الأرض.
ونحن بأمس الحاجة له بالأردن والتظاهرة المليونية هذه من شأنها ان تعزز الموقف، لكن البناء بناء الموقف مهم، وبناء مشروع مهم، واقترح ان يخصص عنوان كيف نبني هذا المشروع لحماية الأردن، وانا لا استنكر ابدا لمن يقول الأردن اولا أو مصر اولا، ولكن ما هو المشروع الذي يجعل من الأردن اولا هذا هو المهم، وهذا المشروع نهضوي تنموي اقتصادي سياسي إعلامي ثقافي... الخ، الا نختار من التاريخ الوطني الأردني ونحن مقصرون بروايته الا نختار ما يعجبنا ونترك ما لا يعجبنا حسب وجهة نظرنا، لا يجوز، الاجيال يجب ان تعرف عن الثورات التي شارك بها الأردن ضد الاستعمار منذ تاريخ طويل وحتى يومنا.
تاريخ الحكومة.. اول حكومة تعددية اردنية، تاريخ المجالس النيابية، الادوار في مواجهة المشاريع الاستعمارية التي كانت مطروحة بل كانت موجودة والمعاهدة البريطانية الأردنية، وكيف دفع الأردن ثمنا كبيرا في سبيل هذه المواجهة لكنه ربح استقلاله الوطني.
وقالت أبو علبة:دعانا وزير الشؤون السياسية لاجتماع على طاولته وهي الاحزاب التي لم تنجح بالانتخابات وكلها احزاب يسارية وقومية، وتعلمون هوية الاحزاب، وعبرت عن هذا الموقف بصورة شديدة الوضوح، عبرت عن اعتزازها بالموقف الأردني الرسمي.
باعتقادي أن هناك مصادر قوة كبيرة لدى الأردن.. قلنا وقال آخرون: لا نستطيع ان نتصدى عسكريا، كيف نتصدى بالوسائل السلمية.. ما الطرق التي علينا ان نتصدى بواسطتها لهذا المشروع.
انا اتابع الصحف الإسرائيلية بانتظام، دائما دولة الاحتلال تهاجم الأردن، فكيف سيكون الوضع الآن والأردن يملك موقفاً ضد مشروع التهجير.
الاضاءة على الضفة الغربية وما يجري بها، ارجو ان تأخذ حيزا مهما. حتى الآن بحسب وكالة الغوث الاونروا 40 ألفاً من اهل المخيمات مهجرون داخليا، حتى الآن اقروا بناء 200 مستوطنة بحي الشيخ جراح.
الضفة الغربية يجري الآن عملية الضم، ما الذي حدث بالأغوار على حدودنا، وبناء المستوطنات الجديدة تجري عملية الضم بنعومة وشيئا فشيئا.. وهذه مسألة شديدة الخطيرة باعتقادي المشروع الكامل الذي اسمه إسرائيل الكبرى والذي تعمل الحكومة الإسرائيلية الحالية على استكماله، وهذا المشروع قديم جديد. منذ نشأة الدولة الصهيونية قائمة على ركيزتين: مصادرة الأرض، وتهجير السكان.. وهذا لم تتوقف عنه السياسة الصهيونية.

السرحان: ضرورة حماية الحدود
قال الدكتور محمد السرحان (نائب الأمين العام للحزب الوطني الإسلامي) إن الحديث عن الجانب الامني لا يمكن حصره بهذا الحدث، مضيفا أن الامن السياسي بخطر.. وكذلك الامن الاجتماعي والاقتصادي.. وكل جوانب الامن تأثرت بهذا الجانب.الأردن طرف مؤثر ومتأثر بالقضية الفلسطينية.. منذ البدايات كان الأردن جزءا من هذا المخطط.
وتابع بقوله: أستبعد أن يحدث التهجير من غزة باتجاه الأردن، ولكن التهجير في الضفة الغربية يجري وبدأ بالمخيمات.. لكن في ظل هذا التصعيد كيف سنستمر في حماية الحدود بطول 350 كم مستقبلا؟ هذا سيشكل عبئا على الأردن.. والأردن لديه العديد من الاوراق للضغط أبرزها معاهدة السلام.
وأشار السرحان إلى ضرورة إجراء مراجعة شاملة لجميع الاتفاقيات والمعاهدات التي يرتبط بها الأردن.

المجالي: اليمين المتشدد هو الخاسر
قال العين حسين المجالي في مداخلة للأسف؛ ليس للدولة الأردنية بكّايات لا في الداخل ولا في الخارج، وللأسف الدولة الأردنية صنعت رجال دولة لم يقفوا مع الأردن بأزماتها.
ما هي أدوات الأردن؟ أدواته باستقراره وسياسته المتزنة مع الجميع وموقعه الاستراتيجي وارتباطه بفلسطين، ونظام قوي، وشعب محترم، والأردني لا يساوم.
وأضاف:لماذا يتم ضرب السلطة الوطنية الفلسطينية في العالم والتي هي منبثقة من منظمة التحرير الفلسطينية..إذن الضرب موجّه للممثل الشرعي والوحيد بالعالم لفلسطين وأهلها.يجب الانتباه؛ نتفق أو نختلف مع السلطة، لكن يجب ألا نقوض السلطة وألا نقوض منظمة التحرير الفلسطينية. وأشار إلى القلق من التوغل الإسرائيلي في سوريا، وأنه قد يكون له علاقة بموضوع التهجير. وأضاف: فيما يتعلق برسالة ترامب التي وجهها للأردنيين، عندما سمعتها أول مرة اعتقدت أنها منتَجة بالذكاء الاصطناعي، ثم وجدنا أن الدولة العميقة الأميركية هي من قررت ارسال هذه الرسالة.
عدو المستعمرة الصهيونية هي الفوضى بالمنطقة، لا يخدمها قطعيا، إسرائيل ان بقيت بحياتنا لن تبقى بحياة الذين سيأتون بعدنا..التطرف الأعمى سواء كان عقائديا أو سياسيا يدمر دولا، وعلى المدى البعيد أرى أن الخسارة الرئيسية هي لليمين المتشدد الإسرائيلي.